• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

مقالات كتبت بنزار قباني

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • #21
    رد: مقالات كتبت بنزار قباني

    الموت والولادة

    لماذا هو الشاعر الوحيد الذي عندما تقرأ كلماته أي امرأة تشعر بأنها هي التي تتكلم؟ ولماذا يحمل نزار لقب"نصير المرأة"؟ لماذا عاش ومات يدافع عن النساء؟ هو نفسه لا يدري, ويتساءل :" هل كان موت أختي في سبيل الحب, أهم العوامل النفسية التي جعلتني أتجه الى الكتابة عنها وعن مشاعرها واحساسها؟ هل كان ذلك تعويضا لما حرمت منه أختي؟
    وعلى جسد المرآة, صعد نزار قباني رقيقا, مثل الفراشة الهامسة:

    "حبك ياعميقة العينين
    حبك مثل الموت أو الولادة
    صعب أن يعاد مرتين"

    وكان يخرج من رقته أحيانا ليدخل المجال الذي يحلو للآخرين أن يصفوه بالفحش وهو داخله ومع هذا, كانت لنزار قباني آراء سياسية شديدة العمق. فرأيه أن مشكلتنا في العالم العربي هي التخلف وسيادة التفكير الضيق ودبلوماسية الوساطة والتوكيلات وعن سلوكنا السياسي العربي يقول نزار:" ان سلوكنا السياسي هو مجموعة من السلبيات وسلسلة طويلة من الجبرية والقدرية, محاولة لدفع المسؤولية عن ظهورنا, وربطها بعوامل وقوى خاريجة لا قدرة لنا على دفعها أو ردها
    في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
    أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
    وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

    Comment


    • #22
      رد: مقالات كتبت بنزار قباني

      الله يوفقك ع مهلك

      حمــاة الديــــــار عــلــيكــم ســـلام

      سأجعل الصلبان في كل مكان وأبني كنيسة.
      لا يدع قدمك تزلُ لا ينعس ولا ينام حافظك.
      سامحني أبتي لأنني أخطأت.
      الإيمان يجمع البشرية قاطبة أما الدين فيفرقها.

      أبو ميشيل
      lord z.k
      صـــانع الأحــذية

      Comment


      • #23
        رد: مقالات كتبت بنزار قباني

        نحو الوطن

        حدثت منذ سنة 1967 انعطافة جذرية في شعر نزار, وتحول من شاعر المشاعر النسائية والجسد الأنثوي الى شاعر سياسي, فقال في نكسة يونيو(حزيران)1967, قصيدة ذائعة الصيت "هوامش على دفتر النكسة", لكن الشاعر الكبير صالح جودت, شن عليه هجوما بالغ العنف. لم يقتصر على الوقوف ضد قصيدة نزار, بل طالب بمنع بث أعماله في مصر. ويقال ان سبب تلك الحملة هو نجاح نزار المتميز في مصر, في مجال الغناء بعد طهور أغانيه المشهورة مثل "أيظن" و"ماذا أقول له
        ونجحت الحملة وصدر قرار بمنع أغاني نزار وأشعاره من خلال التلفزيون المصري, بل ومنع اسمه نهائيا, وصدر في الكتمان قرار بمنعه من دخول مصر. وكانت تلك القرارت بالنسبة اليه أشبه باصدار حكم الاعدام
        لكن نزار بادر وأرسل الى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رسالة, هذا جزء منها:
        " سيادة الرئيس, في هذه الأيام التي أصبحت أعصابنا فيها رمادا وطوقتنا الأحزان من كل مكان, يكتب اليك شاعر عربي, يتعرض اليوم من قبل السلطات الرسمية في الجمهورية العربية المتحدة لنوع من الظلم لا مثيل له في تاريخ الظلم. وتفاصيل القصة انني نشرت في أعقاب النكسة قصيدة عنوانها "هوامش على دفتر النكسة", أودعتها خلاصة ألمي وتمزقي, وكشف فيها عن مناطق الوجع في جسد أمتي العربية, لاقتناعي بأن ما انتهينا اليه لا يعالج بالتواري والهروب, وانما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا وسيئاتنا. واذا كانت صرختي حادة وجارحة, وأنا أعترف سلفا بأنها كذلك, فلأن الصرخة تكون في حجم الطعنة, ولأن النزيف بمساحة الجرح. ومن منا ياسيادة الرئيس لم يصرخ بعد 5 حزيران؟ من منا لم يخدش السماء بأظافره؟من منا لم يكره نفسه وثيابه وظله على الأرض؟ ان قصيدتي كانت محاولة لتقييم أنفسنا كما نحن..
        وختم رسالته بقوله: "ياسيادة الرئيس, لا أريد أن أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزيفه, والمجروح على جراحه ويسمح باضطهاد شاعر عربي يريد أن يكون شريفا وشجاعا, في ظل مواجهة نفسه وأمته, فدفع ثمن صدقه وشجاعته
        ياسادة الرئيس, لا أصدق أن يحدث هذا في عصرك!
        وكان تاريخ الرسالة 30 تشرين الأول(اكتوبر)سنة 1967, ونجحت هذه الرسالة في انقاذ نزار قباني من "الاعلام" بعد أن أوصلها الكاتب أحمد بهاء الدين الى الرئيس عبد الناصر. وعادت اغانيه تردد في الاذاعة والتلفزيون, وعن هذا يقول نزار:" كسرت الحاجز بين السلطة والأدب
        وهكذا طاف نزار بأشرعة الشعر بحار الحب وعوالم الحرية, وخاض بقلمه غمار السياسة, يدافع ن عروبته, واضعا أمته أمام نفسها بلا تزييف أو تضليل, لا لأنه يكرههم فيتنقص منهم ويقلل من قدرهم, بل أنه يحب العروبة والعرب ولا يريد لهم الانغماس في بحر عدو لدود شمر عن ذراعيه وجمع عتاده وسلاحه وتربص به ريب المنون
        ولم يبعد نزار عن قضايا وطنه, حتى عندما استقر به المقام بعيدا في مدينة الضباب, لندن, حيث كان قلبه في اتجاه عروبته دائما.
        وقبل الرحيل بعشر سنوات, عاود نزار الحنين الى المنزل الذي ولد فيه, والى شجرة الياسمين التي علمته حب الجمال. وشد الرحال الى دمشق, حيث زار المنزل العائلي, الذي نشأ فيه, وكأنه أراد أن يودع ملاعب الطفولة
        وأن للغريب أن يعود الى حضن الأرض التي أنجبته. بعد أن أسلم نزار الروح في 30 ابريل عام 1998, عاد الى دمشق جثمانا محمولا بالطائرة, الى رحم التي علمته الشعر والابداع وأهدته أبجدية الياسمين. فقد أوصى نزار قائلا:" أدفن في دمشق, الرحم التي عملتني الشعر والابداع, وأهدتني أبجدية الياسمين
        في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
        أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
        وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

        Comment


        • #24
          رد: مقالات كتبت بنزار قباني

          نزار قباني : بقلم د. خالد ياسين

          يتمتع نزار قباني برنين «الحضور»، بحضوره الآسر، باستحواذه على المتلقي، أقصد بغياب الشعر وحضور الشاعر، هذا لايعني أن قصيدة نزار قباني لا أهمية لها بقدر ما أن رنين الاسم والجسد والصوت يعصف بحضور القصيدة؛ ليكون الحضور حضور الشاعر، فتأتي القصيدة إلحاقاً لهذا الحضور الباذخ، كما لو أن حضور الشاعر هو القصيدة، فالقصيدة لا تعرف الاستقلالية عن جسد الشاعر، عن جسده الحاضر، عن حضور جسده، عن صوته، تنفسه؛ ولهذا لا غرابة في القول: إن قصيدة نزار ما فتئت سليلة الصوت والرطوبة، قصيدة المعنى الواضح، القصيدة التي تفسر نفسها بنفسها، القصيدة التي تغفو ما أن يغفو الشاعر، إذ تكتسب القصيدة معناها، دلالاتها من الشاعر ذاته، هذا التطابق بين الشاعر وقصيدته هو الذي يفسر قوة الرنين الذي يتمتع به نزار قباني في ذاكرة المتلقي.
          في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
          أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
          وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

          Comment


          • #25
            رد: مقالات كتبت بنزار قباني

            بقلم : محمد كشك

            قال الشاعر الانجليزي روبرت هيريك: «لقد أحببتها وسأظل أحبها حتى نهاية الدنيا... كانت أقرب إلي من نفسي وروحي» من هي هذه المرأة؟ لا احد يدري ولكن الذي سجله المؤرخون أنها كانت ملهمته التي أوحت إليه بأروع أعماله! لقد قضى حياته كلها بجوارها، فلما ماتت ترك القلم، وهجر الناس والدنيا، وعاش وحيداً في عزلته على الذكريات حتى وافته المنية! ماهو هذا الشيء الذي رآه شاعر الانجليز الرقيق في هذه المرأة ولم يره في غيرها؟ ما الذي يخلد المرأة فيجعلها تعيش ابداً في قلوب هؤلاء الذين عرفوها وأحبوها؟ لهذا ليس بالأمر الغريب أن يفرد شاعرنا الراحل نزار قباني مساحة شاسعة من شعره للمرأة.. يقول الكاتب موفق شهاب الدين في دراسة له عن أعمال نزار قباني، إذا مانظرنا الى شعر نزار قباني وبحثنا في مبررات ذيوعه وانتشاره ووصوله الى الناس على اختلاف مستوياتهم وانتشاره بينهم، كانت لها ثلاثة أسباب أبرزها أن الموضوعات التي طرقها في قصائده والتي حاول فيها عرض بعض قضايا المجتمع العربي كانت قضية المرأة تأتي على رأس هذه القضايا، والإعلان صراحة في شعره عن واقع الرغبات المطفأة المكبوتة لدى الرجل والمرأة..
            وتكمن صورة المرأة في أدب نزار قباني في عدة صور منها، تصوير المجتمع الذي عاش فيه والحض على تغيير هذا المجتمع الذي تسيطر عليه العلاقات القبلية الإقطاعية، كما يقول في ديوان «يوميات امرأة لامبالية»: «فشرقكم ياسيدي العزيز.. يصادر الرسائل الزرقاء.. يصادر الأحلام من خزائن النساء، يمارس الحجر على عواطف النساء.. الخ.
            وفي المقابل يطلب منها ان تثور على النظام الاجتماعي الشرقي الذي يرى المرأة متعة لاأكثر «ثوري أحبك أن تثوري.. ثوري على شرق السبايا.. والتكايا والبخور.. ثوري على التاريخ، وانتظري على الوهم الكبير.. لاترهبي أحداً فإن الشمس مقبرة النسور.. ثوري على شرق يراك وليمة فوق السرير». ‏
            ومن بين أحاديثه عن المرأة يقول نزار قباني في إحدى الأماسي الشعرية، كل واحد يراقب موضوعاً ما، والمرأة ليست غريبة عن حياتنا، ولكل منا أم وشقيقة وبنات وحبيبات، وإنما لايمر الحضور النسائي لدي بشكل عادي، أومن دون أن آخذ دروساً منه، ولكن لا أتصور أن المرأة غير مكتشفة، وتستطيع ان تعرف المرأة خلال عشر دقائق أو ربع ساعة أو يوم أو يومين وتعرف حقيقتها، فكل منا ولد من رحم انثى.. ورضع منها وتشبع بكلامها وسمع أغانيها.. ‏
            فلذلك الأنثى ليست لغزاً، ولكنها طريقة عيش، وأعترف «انني عشت حياتي النسائية طولاً وعرضاً واكتسبت منها لأنها كانت عبارة عن مدرسة تعلمت منها كثيراً، لذلك إن استطعت أنا أن أفهم سيكولوجية المرأة فلأنني تلميذ جيد». وعن البعد الإنساني في شعره للمرأة يقول: «إن المرأة ليست آنية جميلة أو شيئاً مجرداً، فبقدر مانستطيع تحويل المرأة الى موضوع إنساني كبير، حيث تتجاوز حالتها الفيزيائية أو الجسدية نكون قد نجحنا بفهمها». ‏
            وفي كتابه «عمربن أبي ربيعة ونزار قباني» يقول المؤلف الدكتور ماهر حسن فهمي: لا شك في أن تحليل شعر الشاعرين والموازنة بينهما يكشف القيمة الحضارية وصورها من الداخل.. ويضيف هناك مراحل ثلاث يمر بها شعر الغزل.. ترتبط كل مرحلة بوضع حضاري معين: مرحلة الصراع في الحياة، والصراع من اجل الظفر بالمرأة لون منها، مرحلة السلبية وتقديس المرأة صورة أخرى، مرحلة الرفاهية وخروج المرأة وتصديها للرجل بحكم تحررها وإيجابيتها». ‏
            إن المرأة التي كانت محور أكثر من شاعر عربي قديم هي التي يحس المرء وهو يستمع اليها، بعمق الفكرة وسهولة التعبير في غلاف جميل تلفه ابتسامة مشرقة تنم عما تحويه هذه النفس من صفاء وشعور بالأمن والرضى.. وهي المرأة التي يرتاح الرجل الى محبتها فلا يشعر بلذة الحياة إلا معها.. ولايرى مايحيط به من جمال إلا بعينيها هي، فإذا ابتعدت عنه أو افترق عنها، لم يعد يشعر بطعم للحياة أو يرى فيها شيئاً مما يراه غيره، يقول نزار قباني: إني خيرتك فاختاري.. ‏
            مابين الموت على صدري.. أو فوق دفاتر أشعاري ‏
            اختاري قدراً بين اثنين.. وما أعنفها اقداري.. ‏
            صيب وعذاب ودموع.. ورحيل بين الأقمار ‏
            هذا هو نزار قباني الذي عمل على تطويع لغة بسيطة من اللغة في شعره دون أن يفقد القدرة على الولوج الى أعماق المتلقين أو على عدم الإخلال بفنية الشعر.. وقد أشار نزار الى ذلك بقوله، إن البساطة لها جمالها وعندما أتحدث عن البساطة، إنما أتحدث عن لغة أسميها­ اللغة الثالثة­ وناديت بها في كتابي «قصتي مع الشعر».. فالبساطة تشبه البراءة تشبه، الطفولة، وأن تكون بسيطاً يعني أنك غير معقد.. وأنا لا أميل الى التعقيد اللغوي­ وهكذا وصل شعري الى جميع طبقات المجتمع.
            في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
            أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
            وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

            Comment


            • #26
              رد: مقالات كتبت بنزار قباني

              طالبة ايرانية تقدم رسالة ماجستير عن نزار قباني بعد ان بهرها

              قدمت الإيرانية آزاده كريواني، طالبة قسم اللغة العربية في جامعة طهران المركزية الإسلامية الحرة، رسالة الماجستير التي كان عنوانها "الوطنية والشعر السياسي لدى نزار قباني".
              وعملت كريواني على مدى ثلاثة أعوام على البحث ومراجعة قصائد الشاعر السوري الكبير نزار قباني، لاسيما وأنها قالت بأنها اختارت قباني نتيجة انبهارها "بدفاعه عن قضايا وطنه العربي الذي لا يعرف حدودا، وسعيه الجاد طيلة حياته لإيقاظ العرب من سباتهم للاهتمام بالقضية الفلسطينية..".
              وتضيف كريواني أن "نزار ينفرد بأحاسيسه ليخرج بشعر صادق هو ليس نسيجا إبداعيا فحسب بل هو شيء صادق موجود في داخله وهو ما شدني إليه أكثر من بقية الشعراء العرب".
              وكانت كريواني دافعت عن رسالتها منذ أسبوعين، بعد جهد مضنٍ بذلته خصوصا أن المصادر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكاد تكون معدومة، ولذلك لجأت إلى الانترنت والى بعض الطلبة السوريين الدارسين هناك لمساعدتها.
              والجدير ذكره بان الطالبة الإيرانية حصلت على أعلى درجة تمنح لطالب إيراني في اللغة العربية، وهي تسع عشرة درجة ونصف الدرجة من أصل عشرين درجة (الدرجة النهائية)، والجدير ذكره أن الرسالة هي الثانية التي تتطرق إلى الشاعر السوري الكبير نزار قباني.
              في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
              أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
              وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

              Comment


              • #27
                رد: مقالات كتبت بنزار قباني

                بقلم : رضوان السح

                نزار قباني، المتربع على مجد شعبي لا نظير له في العالم العربي، لا يستهويه ارتداء زي الناقد الأدبي؛ فهو إذا ما سـئل في الشعر راح يجيب بدلال الطفل الواثق من محبة الآخرين له، لأنهم يستظرفون كل ما يصدر عن عفويته، حتى حماقات الطفولة جميلة، وربما كانت صفة الحماقة في غير مكانها حين تطلق على البراءة.
                هكذا هو نزار قباني في كتاباته وأحاديثه حول الشعر. ‏
                في كتابه «ما هو الشعر» لن نرى من النقد الأدبي إلا قصيدة نزارية تتحدث عن الشعر، فالأحكام النقدية ينبغي استنباطها بعملية تأويلية. ‏
                لنستمع ما هو الشعر عند نزار قباني: ‏
                «ليس للشعر صورة فوتوغرافية معروفة وليس له عمر معروف، أو أصل.. ولا أحد يعرف من أين أتى، وبأي جواز سفر يتنقل.. المعمرون يقولون: إنه هبط من مغارة في رأس الجبل، واشترى خبزاً، وقهوة، وكتباً، وجرائد من المدينة.. ثم اختفى..» ويتابع قباني: ماذا قال سكان الشواطئ عنه وماذا قال أطفال المدينة ونساء المدينة، ومعلمو المدارس؟!.. وتأويل كل ذلك أنه ليس ثمة تعريف للشعر: «ليس هناك نظرية للشعر.. كل شاعر يحمل نظريته معه» هذه العبارة الأخيرة ربما كانت الأقرب الى اللغة النقدية أو العقلية أو التجريدية الذهنية. ‏
                إن إدراك نزار قباني أن فوزه لم يكن إلا بامتلاكه الأدوات الإبداعية يجعله متهيباً من استعمال أدوات النقد، فالشعر غير مطالب بالنظرية والتنظير، وإذاً فلماذا المغامرة!: «الشعراء الذين حاولوا أن ينظروا في الشعر خسروا شعرهم، ولم يربحوا النظرية، باعوا الشمس.. واشتغلوا على تركيب لمبة كهربائية من خمسين شمعة..». ‏
                هذه هي لغة الحدس والعرفان أمام لغة المنطق والعقل.. فالعقل محدود وقاصر أمام الأوقيانوس العظيم للحدس والخيال.

                لا يريد نزار قباني من الشاعر أن يدخل مشرحة النقد، فعمله هو أن يفتن بالجمال، لا أن يحلل تركيبه: ‏
                «باعوا فم الحبيبة الجميلة.. واهتموا بعدد أسنانها» ولكن ماذا بشأن الناقد غير المعني بالإبداع؟ ‏
                لا يجيب نزار، إنه معني بما يخصه، وهو شاعر، ولذا يجيب حول ما يعني الشعراء. ‏
                ولذا فإن فكرة أرجحية الحدس على العقل تستغرق صفحات في كتاب «ما هو الشعر» إن لم نقل إنها تمثل عموده الفقري: «ما أسهل كتابة الشعر.. وما أصعب الكلام عنه.. الشعر هو الرقص.. والكلام عنه، هو علم مراقبة الخطوات... وأنا بصراحة أحب أن أرقص.. ولا يعنيني التفكير بحركة قدمي، لأن مجرد التفكير بما أفعل يفقدني توازني.. إنني أرقص.. ولا أعرف كيف. وأكتب الشعر كما لا تدري السمكة كيف تسبح.. والأرنب كيف يقفز.. والنهد كيف يخالف الجاذبية الأرضية». ‏
                ومنحى «اللاأدرية» هو منحى حدسي أيضاً، لا يتورط في القوالب الذهنية الجاهزة، ولذا يلجأ إليه نزار: «ما هو الشعر؟ لا أعرف.. لا أعرف.. لا أعرف..». ‏
                إذا كان هذا هو جوابه فلماذا يضع كتاباً يقع في مئتين وست صفحات ­وإن كان من القطع الصغير­ بعنوان «ما هو الشعر؟». ‏
                إن نزار قباني كما أسفلنا يريد أن يكتب قصيدة موضوعها هو الشعر، وهذا ليس أمراً طارئاً وجديداً في الموضوعات الشعرية؛ فالشعر قد شغل بنفسه منذ القدم ­كموضوع­ وفي شعرنا العربي نرى جذور هذا الموضوع ضاربة في الشعر الجاهلي، كما نرى أغصانه ممتدة الى أحدث قصائدنا. ‏
                ونزار قباني في قصيدته هذه يطرح أفكاراً في نظرية الشعر تلبس لغة الشعر وتخييلاته، إلا أنها في المحصلة أفكار يمكن أن تستنبط لتشكل رأياً لنزار قباني في نظرية الشعر نلخصها على النحو الآتي: ‏
                1­ الشعر ثورة كونية ميتافيزيقية. ‏
                2­ القصيدة الجيدة هي قصيدة تتصادم مع عصرها. ‏
                3­ الشعر ثورة في اللغة. ‏
                4­ شروط الشعر هي الحرية المطلقة «الطفولة­ الشيطنة..». ‏
                فلا يقع في «العقلنة» والأيديولوجيات. ‏
                5­ الشعر من أعمال المعارضة لا الموالاة، لأنه يقوم على الرفض لا القبول. ‏
                6­ الشعر رسالة، ولذا ينبغي أن تصل الى المرسل إليه. ‏
                ولأن نزار قباني مطمئن الى جمهوره العربي العريض يتوسع في حديثه حول البند الأخير: «لماذا يعيد موزع البريد قصائد أكثر شعرائنا إليهم؟ لأنهم نسوا عنوان الشعب، أو تناسوه.. أو لأنهم نفوا أنفسهم خارج أسوار اللغة». ‏
                ولنزار قباني رأي مهم هنا في مسألة غموض الشعر العربي الحديث، الذي تسبب في القطيعة مع القارئ؛ إذ يقول: «كما أنه ليس ثمة أوتوسترادات تفتح لمرور شخص واحد، فليس هناك لغة تنشأ ليستعملها شخص واحد.. ولكن الشعر الحديث ­أو أكثره­ لا يعرف بمنطق نشوء اللغات.. ولا بمنطق شق الأوتوسترادات.. وأنا أتهم عدداً كبيراً من شعراء الحداثة، وهم في غالبيتهم يساريون واشتراكيون وتقدميون، بممارسة إقطاع شعري على الشعب العربي، لا يختلف عن الإقطاع الثقافي والفكري الذي كان يمارسه النبلاء في العصور الوسطى». ‏
                وهؤلاء الشعراء هم الذين يعنيهم بقوله: «وهناك أخيراً شعراء يضاجعون أنفسهم.. وليست لديهم الشهوة للاقتراب من الجنس الآخر (الجمهور) أما أنا فشاعر طبيعي الميول، قرر أن يتزوج الوطن العربي ويستولده ألوف القصائد والأطفال». ‏
                ونختم حديثنا حول هذا الكتاب الذي يستمد قيمته النقدية من أنه يمثل رأي شاعر من أهم الشعراء العرب المعاصرين.. نختم بقضية مهمة تتعلق برأي مؤلفه في القصيدة النثرية: «قصيدة النثر هي مصطلح جديد لمفهوم قديم، إنها موجودة منذ أن أدرك الإنسان أن العبارة الوحيدة يمكن أن تقال بعشرات الصيغ، ولها عشرات الاحتمالات. ‏
                احتمالات الكلام لا نهائية، ومن هذه الاحتمالات (قصيدة النثر) التي نجد لها أصولاً في الكتب المقدسة كما في سورة مريم، وسورة الرحمن، وفي قصار السور القرآنية، كذلك نجدها في نشيد الإنشاد وفي المزامير. ‏
                إنني شخصياً لا أجد قصيدة النثر غريبة عن ميراثها ولا عن ديناميكية اللغة العربية التي تتفجر بملايين الاحتمالات.. وفي هذا العصر المتطرف في ليبراليته وغضبه، وتطرفه وملله، وتحولاته، تبدو قصيدة النثر وكأنها الجواب المناسب لما يريد العصر أن يقوله.. ‏
                ومع كل التحولات والخضات والزلازل التي يتعرض لها الفكر العربي في هذه الحقبة، أتوقع أن تكون قصيدة النثر هي قصيدة المستقبل.. لأنها الأشجع والأكثر حرية». ‏
                وحين يواجهه سؤال: «ألا تخشى من إعطاء هذه الفتوى على مستقبل الشعر العربي»؟ يقول: «مستقبل الشعر العربي يكون بدخول المغامرة لا بالجلوس في مقهى تنابلة السلطان». ‏
                «كل عمل عظيم كان في الأساس مغامرة» ولم ينس شاعرنا الكبير المأزق الذي وقعت فيه الحداثة، وكانت تريد تخليص القصيدة العربية منه، وهو مأزق التناظر والتكرار؛ ولذلك تشابهت القصائد الحديثة «أسلوباً ولغة وأداء كما يتشابه عشرون توءماً نزلوا كلهم من بطن واحد.. فإذا قرأت لواحد منهم أغنتك قراءتك له عن قراءة الباقين، فكأنما الشعر الحديث كله هو قصيدة واحدة يوقعها مئة شاعر». ‏
                وفي الكتاب آراء أخرى في شجون الشعر، إلا أنها مكرورة بشكل أو بآخر؛ فقد أفاد شاعرنا جيداً من مسألة أن تقال العبارة الواحدة بعشرات الصيغ!.



                
                



                بقلم : رضوان السح

                نزار قباني، المتربع على مجد شعبي لا نظير له في العالم العربي، لا يستهويه ارتداء زي الناقد الأدبي؛ فهو إذا ما سـئل في الشعر راح يجيب بدلال الطفل الواثق من محبة الآخرين له، لأنهم يستظرفون كل ما يصدر عن عفويته، حتى حماقات الطفولة جميلة، وربما كانت صفة الحماقة في غير مكانها حين تطلق على البراءة.
                هكذا هو نزار قباني في كتاباته وأحاديثه حول الشعر. ‏
                في كتابه «ما هو الشعر» لن نرى من النقد الأدبي إلا قصيدة نزارية تتحدث عن الشعر، فالأحكام النقدية ينبغي استنباطها بعملية تأويلية. ‏
                لنستمع ما هو الشعر عند نزار قباني: ‏
                «ليس للشعر صورة فوتوغرافية معروفة وليس له عمر معروف، أو أصل.. ولا أحد يعرف من أين أتى، وبأي جواز سفر يتنقل.. المعمرون يقولون: إنه هبط من مغارة في رأس الجبل، واشترى خبزاً، وقهوة، وكتباً، وجرائد من المدينة.. ثم اختفى..» ويتابع قباني: ماذا قال سكان الشواطئ عنه وماذا قال أطفال المدينة ونساء المدينة، ومعلمو المدارس؟!.. وتأويل كل ذلك أنه ليس ثمة تعريف للشعر: «ليس هناك نظرية للشعر.. كل شاعر يحمل نظريته معه» هذه العبارة الأخيرة ربما كانت الأقرب الى اللغة النقدية أو العقلية أو التجريدية الذهنية. ‏
                إن إدراك نزار قباني أن فوزه لم يكن إلا بامتلاكه الأدوات الإبداعية يجعله متهيباً من استعمال أدوات النقد، فالشعر غير مطالب بالنظرية والتنظير، وإذاً فلماذا المغامرة!: «الشعراء الذين حاولوا أن ينظروا في الشعر خسروا شعرهم، ولم يربحوا النظرية، باعوا الشمس.. واشتغلوا على تركيب لمبة كهربائية من خمسين شمعة..». ‏
                هذه هي لغة الحدس والعرفان أمام لغة المنطق والعقل.. فالعقل محدود وقاصر أمام الأوقيانوس العظيم للحدس والخيال.

                لا يريد نزار قباني من الشاعر أن يدخل مشرحة النقد، فعمله هو أن يفتن بالجمال، لا أن يحلل تركيبه: ‏
                «باعوا فم الحبيبة الجميلة.. واهتموا بعدد أسنانها» ولكن ماذا بشأن الناقد غير المعني بالإبداع؟ ‏
                لا يجيب نزار، إنه معني بما يخصه، وهو شاعر، ولذا يجيب حول ما يعني الشعراء. ‏
                ولذا فإن فكرة أرجحية الحدس على العقل تستغرق صفحات في كتاب «ما هو الشعر» إن لم نقل إنها تمثل عموده الفقري: «ما أسهل كتابة الشعر.. وما أصعب الكلام عنه.. الشعر هو الرقص.. والكلام عنه، هو علم مراقبة الخطوات... وأنا بصراحة أحب أن أرقص.. ولا يعنيني التفكير بحركة قدمي، لأن مجرد التفكير بما أفعل يفقدني توازني.. إنني أرقص.. ولا أعرف كيف. وأكتب الشعر كما لا تدري السمكة كيف تسبح.. والأرنب كيف يقفز.. والنهد كيف يخالف الجاذبية الأرضية». ‏
                ومنحى «اللاأدرية» هو منحى حدسي أيضاً، لا يتورط في القوالب الذهنية الجاهزة، ولذا يلجأ إليه نزار: «ما هو الشعر؟ لا أعرف.. لا أعرف.. لا أعرف..». ‏
                إذا كان هذا هو جوابه فلماذا يضع كتاباً يقع في مئتين وست صفحات ­وإن كان من القطع الصغير­ بعنوان «ما هو الشعر؟». ‏
                إن نزار قباني كما أسفلنا يريد أن يكتب قصيدة موضوعها هو الشعر، وهذا ليس أمراً طارئاً وجديداً في الموضوعات الشعرية؛ فالشعر قد شغل بنفسه منذ القدم ­كموضوع­ وفي شعرنا العربي نرى جذور هذا الموضوع ضاربة في الشعر الجاهلي، كما نرى أغصانه ممتدة الى أحدث قصائدنا. ‏
                ونزار قباني في قصيدته هذه يطرح أفكاراً في نظرية الشعر تلبس لغة الشعر وتخييلاته، إلا أنها في المحصلة أفكار يمكن أن تستنبط لتشكل رأياً لنزار قباني في نظرية الشعر نلخصها على النحو الآتي: ‏
                1­ الشعر ثورة كونية ميتافيزيقية. ‏
                2­ القصيدة الجيدة هي قصيدة تتصادم مع عصرها. ‏
                3­ الشعر ثورة في اللغة. ‏
                4­ شروط الشعر هي الحرية المطلقة «الطفولة­ الشيطنة..». ‏
                فلا يقع في «العقلنة» والأيديولوجيات. ‏
                5­ الشعر من أعمال المعارضة لا الموالاة، لأنه يقوم على الرفض لا القبول. ‏
                6­ الشعر رسالة، ولذا ينبغي أن تصل الى المرسل إليه. ‏
                ولأن نزار قباني مطمئن الى جمهوره العربي العريض يتوسع في حديثه حول البند الأخير: «لماذا يعيد موزع البريد قصائد أكثر شعرائنا إليهم؟ لأنهم نسوا عنوان الشعب، أو تناسوه.. أو لأنهم نفوا أنفسهم خارج أسوار اللغة». ‏
                ولنزار قباني رأي مهم هنا في مسألة غموض الشعر العربي الحديث، الذي تسبب في القطيعة مع القارئ؛ إذ يقول: «كما أنه ليس ثمة أوتوسترادات تفتح لمرور شخص واحد، فليس هناك لغة تنشأ ليستعملها شخص واحد.. ولكن الشعر الحديث ­أو أكثره­ لا يعرف بمنطق نشوء اللغات.. ولا بمنطق شق الأوتوسترادات.. وأنا أتهم عدداً كبيراً من شعراء الحداثة، وهم في غالبيتهم يساريون واشتراكيون وتقدميون، بممارسة إقطاع شعري على الشعب العربي، لا يختلف عن الإقطاع الثقافي والفكري الذي كان يمارسه النبلاء في العصور الوسطى». ‏
                وهؤلاء الشعراء هم الذين يعنيهم بقوله: «وهناك أخيراً شعراء يضاجعون أنفسهم.. وليست لديهم الشهوة للاقتراب من الجنس الآخر (الجمهور) أما أنا فشاعر طبيعي الميول، قرر أن يتزوج الوطن العربي ويستولده ألوف القصائد والأطفال». ‏
                ونختم حديثنا حول هذا الكتاب الذي يستمد قيمته النقدية من أنه يمثل رأي شاعر من أهم الشعراء العرب المعاصرين.. نختم بقضية مهمة تتعلق برأي مؤلفه في القصيدة النثرية: «قصيدة النثر هي مصطلح جديد لمفهوم قديم، إنها موجودة منذ أن أدرك الإنسان أن العبارة الوحيدة يمكن أن تقال بعشرات الصيغ، ولها عشرات الاحتمالات. ‏
                احتمالات الكلام لا نهائية، ومن هذه الاحتمالات (قصيدة النثر) التي نجد لها أصولاً في الكتب المقدسة كما في سورة مريم، وسورة الرحمن، وفي قصار السور القرآنية، كذلك نجدها في نشيد الإنشاد وفي المزامير. ‏
                إنني شخصياً لا أجد قصيدة النثر غريبة عن ميراثها ولا عن ديناميكية اللغة العربية التي تتفجر بملايين الاحتمالات.. وفي هذا العصر المتطرف في ليبراليته وغضبه، وتطرفه وملله، وتحولاته، تبدو قصيدة النثر وكأنها الجواب المناسب لما يريد العصر أن يقوله.. ‏
                ومع كل التحولات والخضات والزلازل التي يتعرض لها الفكر العربي في هذه الحقبة، أتوقع أن تكون قصيدة النثر هي قصيدة المستقبل.. لأنها الأشجع والأكثر حرية». ‏
                وحين يواجهه سؤال: «ألا تخشى من إعطاء هذه الفتوى على مستقبل الشعر العربي»؟ يقول: «مستقبل الشعر العربي يكون بدخول المغامرة لا بالجلوس في مقهى تنابلة السلطان». ‏
                «كل عمل عظيم كان في الأساس مغامرة» ولم ينس شاعرنا الكبير المأزق الذي وقعت فيه الحداثة، وكانت تريد تخليص القصيدة العربية منه، وهو مأزق التناظر والتكرار؛ ولذلك تشابهت القصائد الحديثة «أسلوباً ولغة وأداء كما يتشابه عشرون توءماً نزلوا كلهم من بطن واحد.. فإذا قرأت لواحد منهم أغنتك قراءتك له عن قراءة الباقين، فكأنما الشعر الحديث كله هو قصيدة واحدة يوقعها مئة شاعر». ‏
                وفي الكتاب آراء أخرى في شجون الشعر، إلا أنها مكرورة بشكل أو بآخر؛ فقد أفاد شاعرنا جيداً من مسألة أن تقال العبارة الواحدة بعشرات الصيغ!.
                في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                Comment


                • #28
                  رد: مقالات كتبت بنزار قباني

                  انتقاد لمسلسل نزار قباني بقلم : شمس الدين العجلاني

                  استحلفكم بالله، أن تتابعوا مسلسل نزار قباني علي الشاشة السورية، لتحكموا بأنفسكم ما هذا الذي نشاهده، هل هو نزار قباني؟ ذلك الدمشقي من رأسه لأخمص قدميه؟ ذلك الدمشقي الذي جاب أنحاء المعمورة ينثر الورد الدمشقي، في عواصم العالم، (أربعون عاما احمل مآذن دمشق علي كتفي وأطوف بها حول العالم، ولسوف أبقي حاملا مآذن دمشق وأنهارها، وأشجار خوخها وتفاحها ورمانها وعنبها حتي آخر لحظه في حياتي) ويدق الأبواب الموصدة ليقول : إن صناعة دمشق الأساسية هي العروبة وهذه الصناعة الدمشقية قديمة جدا .. ومشهورة جدا وجميع القوميين العرب خرجوا من رحمها وتتلمذوا عليها .
                  استحلفكم بالله، أن تتابعوا المسلسل الذي يعرضه التلفزيون السوري هذه الأيام والمسمي زورا وبهتانا (نزار قباني) ليتبين لكم انه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بدمشق أو بطفلها نزار قباني، فمن الحلقات التي عرضها التلفزيون السوري حتي كتابة هذه السطور نستطيع إبداء الملاحظات التالية والتي أرجو أن يتسع صدر من يلزم لاستيعابها لأننا أولا وأخرا نتحدث عن دمشق نزار قباني وليس لنا غاية أخري، وكم كنا نتمني أن تتواصل جهود الجميع لإخراج هذا المسلسل بما يليق بابن دمشق البار نزار توفيق قباني:
                  إن الأجواء العامة في المسلسل بعيدة عن دمشق شكلا ومضمونا، دون أن ننسي الاداء الرائع لاصالة نصري في شارة المسلسل، والموسيقي التصويرية التي رافقت الأحداث، ولكن لم يوفق الفنانون بتجسيد الشخصيات الدمشقية في المسلسل باستثناء صباح الجزائري، فمثلا شخصية توفيق قباني لم ترق إلي تجسيد ذلك الرجل الدمشقي العتيق، لا صوتا ولا صورة، والمسلسل صور لنا توفيق قباني افندي وبس، ودائما متواجد في البيت، بينما يقول لنا نزار عن والده بأنه: (إذا أردت تصنيف أبي، اصنفه دون تردد بين الكادحين، لأنه انفق خمسين عاما من عمره، يستنشق روائح الفحم الحجري، ويتوسد أكياس السكر، وألواح خشب السحاحير .. أني لأتذكر وجه أبي المطلي بهباب الفحم، وثيابه الملطخة بالبقع والحروق) هكذا كان والد نزار، وكان من الأجدي أن يقوم بهذا الدور طلحت حمدي لأنه اقرب شكلا ولهجة لوالد نزار، أما شخصية نزار الشاب فلم استطع أن الحظ أو يلفت نظري أو أي شيء أخر يوحي لي أن هذه الشخصية دمشقية، بل علي العكس تماما فقد نطقت هذه الشخصية بعدة كلمات تؤكد أنها غير دمشقية، وبالرغم أن نزار قباني كان مغرما باللهجة الشامية وادخل مفرداتها من خلال كتاباته (يعرش ـ طشت ـ يهرهر ـ ترش ـ يخرطشون) برغم ذلك لم نستطع أن نسمع هذه اللهجة الشامية في شخصية نزار قباني اللهم سوي كلمة (عروس( (الحلقة 2) والمقصود بها (سندويشة).
                  لقد أغرقنا المسلسل بجزئيات ليس لنا بها، فالحلقة الثانية والثالثة تقريبا كانتا حول إصابة عين نزار قباني، فهل هذه الحادثة تستاهل حلقتين؟وهل كان أهل دمشق يضعون المتوفي بثيابه البيضاء ووجهة مكشوف في التابوت، كما حصل في الحلقة الرابعة حين توفيت وصال؟ وطالما الحديث عن وصال الشقيقة غير الأخت لنزار قباني نتساءل لماذا لم يوضح المسلسل الأسباب التي أدت إلي وفاتها، ولا يكفي قولهم لأنها لم تستطع أن تتزوج من تحب، فقد استطاع المسلسل أن يدخلنا في أدق الجزئيات في حياة نزار قباني كما يزعمون وان يذكر لنا عشيقات نزار في السر والخفاء من هويدا إلي صاحبة حرف اللام وأمها، وزبيدة وهند وآمال والشغالة نعيمة في القاهرة التي كانت ترمي شباكها للشاب القادم من الشام و.. فالذي استطاع أن يحصي عدد العشيقات والحديث الحميم الذي كان يدور بين العشاق، يستطيع أن يعلمنا ولو شيئا بسيطا عن قصة وفاة وصال. وحسب ما قرأنا لابنته هدباء بأن جدتها (أي والدة نزار) كانت تنادي لنزار (نزوري) علي سبيل الدلع، وليس نزار الصغير (الحلقة الرابعة)، وكما قرأنا ايضا لنزار وأهله فان نزار (ليس لديه مصادفات في الكتابة ولا ارتجالات في قول الشعر، فحركة الشعر عنده كحركة الكواكب في السماء، تخضع لنظام دقيق وسرمدي) وبالتالي حسب ذلك لم يمارس نزار الكتابة وهو مستلقي علي السرير أو مبطوح علي الحشائش في إحدي الحدائق (الحلقة 4 و 6)، وحين أصدر نزار ديوانه الأول (قالت لي السمراء) يزعم المسلسل أن توفيق قباني يتهجم علي ولده نزار لإصداره هذا الديوان ومما يقوله له انه (يخدش الحياء .. هو ديوان شيطاني) بينما قرأنا لنزار قباني انه اعد ديوانه الأول (قالت لي السمراء) للطباعة وذهب إلي أم المعتز وقال لها لدي ديوان شعر وأريد مبلغ 300 ليرة سورية لطباعته فخلعت اسوارتي الذهب من يدها وأعطتهما له ليطبع كتابه. وبعد أن نشر ديوان الشعر وظهرت أصداؤه في الحارة جاء وجهاؤها إلي أبو المعتز يشكون ابنه نزار علي هذا الديوان ويسجلون اعتراضهم عليه وضرورة إتلافه ومنع نزار من التعاطي مع هذه الأشياء (الشعر). انتظر الوالد توفيق قباني ابنه نزار لحين عودته إلي البيت، فسأله، هل صحيح انك كاتب كتاب شعر عن المرأة والناس في الحارة قايمين عليك، فقال له نعم، وطلب أبو المعتز الديوان ليطلع عليه ومن ثم يقرر ماذا سيفعل، وبعد أيام استدعي ابنه نزار وقال له: لا يهمك ما يقولونه في الحارة واستمر وأنا أتدبر الأمر مع أهل الحارة. ولم يقل له أن هذا الديوان يخدش الحياء و.. ؟ والاهم من هذا وذاك أن الذي قدم نزار للعالم وتنبأ له أن يكون مثل بودلير وفيرلين والبير سامان وغيرهم من أصحاب الشعر الرمزي والشعر النقي. هو الأستاذ الجامعي والنائب الدمشقي والوزير منير العجلاني. فحين أراد إصدار ديوانه الأول (قالت لي السمراء) وكان طالبا في كلية الحقوق بجامعة دمشق، تقدم بحياء من الأستاذ في كلية الحقوق والنائب والوزير الدمشقي بطلب يرجوه فيه أن يقدم له ديوانه الأول، وبرغم ما ضمه هذا الديوان من تمرد وتغيير في شكل ومضمون القصيدة العربية المتوارثة، حيث ادخل الشاعر ألفاظاً وصوراً تناول من خلالها المرأة بأسلوب جديد وغير مألوف، فقد قدم العجلاني الطالب نزار قباني للعالم وكتب مقدمة (قالت لي السمراء) وصدرت الطبعة الأولي منه وبكمية 300 نسخة في أيلول (سبتمبر) 1944 ومما جاء في مقدمة العجلاني لقباني:
                  (وكأني أجد في طبيعتك الشاعرة روائح بودلير وفيرلين والبير سامان وغيرهم من أصحاب الشعر الرمزي والشعر النقي... لا أسألك... لا أسأل الله إلا شيئاً واحداً، أن تبقي كما أنت، طفلاً يصور.. ويعشق.. كأنه ملاك يمشي علي الأرض ويعيش في السماء... إنك تمر مرور الموكب الملكي أو الملائكي) ويتنبأ الدكتور العجلاني في تقديمه لهذا الديوان أن يتبوأ نزار قباني أعلي مراتب الشعر فيقول: (ومن يدري لعل القدر يخبئ لنا فيك شاعراً عالمياً تسبح أشعاره من بلد إلي بلد وتمر من أمة إلي أمة). وتحققت نبوءة العجلاني وسبحت أشعار نزار من بلد إلي بلد وستمر من امة إلي امة .. ونزار حفظ للعجلاني موقفه هذا فكتب له بعد أعوام طويلة من إصدار (قالت لي السمراء: ( (الآن وقد قدر لهذه الدفقة من الشعر التي جعلتها بتقديمك لها، تورق وتزهر .. أن تمر علي أنامل الناس. الآن وقد صار شعري ملكا لغيري .. أعود إليك لأقول لك بأنك أنبل من ولدته أم، وبان هذا الجميل الذي قدمته يداك لي لا املك ردة، لأنك علي كل حال اشعر مني و لان كل هذا الشعر الذي تقرأه الدنيا عني أن هو إلا تقدمة نثرية لتقدمتك الشعرية).
                  تشير الحلقة السادسة أن نزار تخرج من الجامعة وعمره 20 سنة بينما الذي نعرفه من خلال قراءة سيرة نزار انه حصل عام 1945 من الجامعة السورية في دمشق علي الليسانس في الحقوق، ونزار مواليد 1923 أي انه تخرج وعمرة 22 عاما ..
                  وفي الحلقة السابعة يعطي نزار قباني والده أبو المعتز درسا في مباديء السياسة .. ؟ برغم أن نزار يصف والده بأنه (يصنع الثورة) ويعقد الاجتماعات السياسية في منزله، وانه كان من أولئك الرجال التجار والمهنيين وأصحاب الحوانيت الذين يمولون الحركة الوطنية، ويقودونها من حوانيتهم ومنازلهم .. فهل يعقل ان رجلا وطنيا يعمل في صناعة الثورة بحاجة لدرس في مباديء السياسة من ابنه .. ؟ وهل من المعقول أن يغلق هذا الدبلوماسي المدلل باب السيارة لسعادة السفير وكأنه احد مرافقيه (الحلقة السابعة) .. والشيء المدهش أن نزار قباني في هذا المسلسل يستطيع القتال (كأفلام جيمس بوند) حين يقتحم العوامة وينقذ حبيبته لميس من (الحشاشين) تماما كفريد شوقي، فبضربة (بكس) واحدة يرمي الشرير في نهر النيل، وينقذ البطلة .. ؟
                  استحلفكم بالله، أن تتابعوا المسلسل الذي يعرضه التلفزيون السوري هذه الأيام والمسمي زورا وبهتانا (نزار قباني).
                  وأرجو ممن يهمه الأمر أن يأخذ ملاحظاتي هذه بروح رياضية، لأنني مثله تماما اعشق دمشق، واضع نفسي في قائمه عشاق نزار قباني..و أنني أدعو لوقف التعدي علي دمشق نزار قباني ..

                  هذه المقالة من جريدة " القدس العربي "
                  وقد صدر هذا المقال فيها بتاريخ 25/10/2005
                  في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                  أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                  وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                  Comment


                  • #29
                    رد: مقالات كتبت بنزار قباني

                    هل خسر نزار قباني معركته الأخيرة في الفضاء العربي

                    بقلم شمس الدين العجلاني
                    بعد الاسئلة التي طرحها المسلسل التلفزيوني عن حياته:
                    من جريدة القدس العربية

                    ما أكثر المعارك التي خاضها نزار قباني، وما أكثر المآسي التي تعرض لها، ولكنه كان يخرج من كل معركة أطول قامة وأكثر صلابة.
                    نزار قباني منذ دخل مملكة الشعر بديوانه الأول قالت لي السمراء عام 1944 دخلها فاتحا وغازيا، وحياته أصبحت منذ عام 1944 بركانا متأججا، أعلن العصيان علي كل التقاليد والأعراف البالية ووقف بوجه كل الرياح العاتية. كانت حياة نزار مليئة بالمآسي والمعارك، فهو أضرم النار منذ نعومة أظفاره بعش الدبابير، ووقف متأملا نتائج الحريق ويحصي عدد الضحايا.. الحقيقة التي لا تخفي علي أحد أن نزاراً كان دائماً يلعب بالنار وطفلاً مشاكساً لم يترك عشاً للدبابير إلا وأضرم النار فيه فكان خلال تاريخه الأدبي العريق عرضة لهجمات شرسة ابتدأت مع أهل حيه واستمرت مع العديد من الأدباء والحكام والشيوخ وحتي مجلس النواب السوري.
                    فأول فاجعة تلقاها برحيل شقيقته الكبري وصال، وهي أخته من أمه حين قتلت نفسها لأنها لم تستطع أن تتزوج من تحب فكانت هذه الحادثة أول عامل يؤثر في شعر شاعرنا فيقول: (هل كان موت أختي في سبيل الحب أحد العوامل النفسية التي جعلتني انفر لشعر الحب بكل طاقاتي)، ثم وفاة والده أبو المعتز (توفيق) الرجل الوطني الصلب، ثم وفاة أمه أم المعتز فائزة اقبيق التي كان يعشقها.. وكان طفلها المدلل الذي ظلت ترضعه حتي سن السابعة وتطعمه بيدها حتي الثالثة عشرة، وكانت هي كل النساء عنده: (أما أمي فكانت ينبوع عاطفة يعطي بغير حساب كانت تعتبرني ولدها المفضل وتخصني دون سائر أخوتي بالطيبات وتلبي مطالبي الطفولية بلا شكوي ولا تذمر).
                    كما عاش نزار في العاشر من شهر آب (اغسطس) 1973 مأساة توفيق نزار قباني ذلك الحلم الذي نبت بين أجفان أبيه وذاك السهم الذي اتعب قلب أبيه.. وتوفيق كان طالباً في السنة الخامسة بكلية الطب بجامعة القاهرة.. اغتاله الموت وهو في ريعان شبابه فلم يكن يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر حين امتدت يد القدر لأغلي ما يملك نزار ولأجمل حلم عند نزار: (مكسورة كجفون ابيك، هي الكلمات. ومقصوصة كجناح أبيك هي المفردات).
                    وجاء مقتل زوجته بلقيس الراوي العراقية في حادث انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982، والتي كان لها الأثر الكبير علي حياه نزار: (قتلوك يا بلقيس)..
                    أية أمة عربية تلك التي تغتال أصوات البلابل؟ أين السموأل؟ المهلهل؟ الغطاريف الأوائل؟ فقبائل قتلت قبائل.. وثعالب قتلت ثعالب.. وعناكب قتلت عناكب).. وبعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتي استقر به المقام في لندن التي قضي بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته. ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل علي مساحة الوطن العربي بين مثقفيه أو بين حكامه.. خاصة قصائده السياسية خلال فترة التسعينيات مثل: متي يعلنون وفاة العرب، والمهرولون، والمتنبي، وأم كلثوم علي قائمة التطبيع.
                    أما عن أبرز المعارك التي خاضها وبمعني أصح الحملات التي شنها المعارضون ضده:
                    معركة قصيدة خبز وحشيش وقمر التي أثارت رجال الدين في سورية ضده، وطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلي البرلمان السوري وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان.
                    معركة هوامش علي دفتر النكسة .. القصيدة التي أثارت عاصفة شديدة في العالم العربي، وأحدثت جدلاً كبيراً بين المثقفين .. ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في بعض الإذاعات والتلفزيونات العربية.
                    وفي عام 1990. صدر قرار من وزارة التعليم المصرية بحذف قصيدته عند الجدار من مناهج الدراسة بالصف الأول الإعدادي لما تتضمنه من معان غير لائقة؟ وقد أثار القرار ضجة في حينها واعترض عليه كثير من الشعراء في مقدمتهم محمد إبراهيم أبو سنة.
                    المعركة الكبيرة التي خاضها ضد الشاعر الكبير أدونيس في أوائل السبعينيات، قصة الخلاف تعود إلي حوار مع نزار أجراه، منير العكش، الصحافي اللبناني ونشره في مجلة مواقف التي يشرف عليها أدونيس. ثم عاد نزار ونشر الحوار في كتيب دون أن يذكر اسم المجلة التي نشرت الحوار فكتب أدونيس مقالاً عنيفاً يهاجم فيه نزار الذي رد بمقال أعنف، وتطورت المعركة حتي كادت تصل إلي المحاكم لولا تدخل أصدقاء الطرفين بالمصالحة.
                    وفي عام 1990. ايضا أقام دعوي قضائية ضد إحدي دور النشر الكبري في مصر، لأن الدار أصدرت كتاب فتافيت شاعر متضمناً هجوماً حاداً علي نزار علي لسان اللبناني جهاد فاضل.. وطالب نزار بألف جنيه كتعويض وتم الصلح بعد محاولات مستميتة.
                    وحين اقام نزار قباني فترة من الزمن في القاهرة تعرض لهجوم من بعض شعرائها وصحفييها، فها هو الكاتب الصحافي موسي صبري رئيس تحرير صحيفة الأخبار يوجه مجموعه من الشتائم للشاعر ضمنها جملته الشهيرة التي قال فيها: (عليك اللعنة يا نزار.. يا قباني) وجعلها عنوان مقالته وختامها؟
                    وكان نزار قباني يخرج من كل معركة أطول قامة وأكثر صلابة وشعبية وشموخا لأنه كان مؤمناً أن الشعب العربي يقف متراصا كعنقود العنب خلفه، لان نزار تكلم باسم الشعب العربي وبما لا يستطيع الشعب العربي البوح به.

                    نزار والشيخ الطنطاوي
                    ومن اعنف الهجمات التي تعرض لها نزار بعد صدور ديوانه الشعري الأول (قالت لي السمراء) من قبل مجلة الرسالة المصرية حين تعرضت بقلم الشيخ علي الطنطاوي لهجوم علي نزار وديوانه.. فحين عرض (قالت لي السمراء) علي الشيخ الطنطاوي لم يرق له هذا الخروج علي المألوف في عصر كان فيه الشعر العمودي هو المسيطر علي الساحة الأدبية بدواوينه ذات الغلاف المتزن والأسماء الجادة فمن أين يأتي شاعر الشام بهذا الديوان (قالت لي السمراء) فلتقل ما تشاء هذه السمراء، ولكن لن يصنف الشيخ الطنطاوي ما قالته ضمن مصنفات الشعر فيقول حرفياً: (طبع في دمشق كتاب صغير زاهي الغلاف، ناعمه، ملفوف بالورق الشفاف الذي تلف به علب الشكولاته في الأعراس، معقود عليه شريط أحمر كالذي أوجب الفرنسيون أول العهد باحتلالهم الشام وضعه في خصور بعضهن ليعرفن به، فيه كلام مطبوع علي صفة الشعر، فيه أشطار طولها واحد إذا قستها بالسنتمترات يشتمل علي وصف ما يكون بين الفاسق والقارح والبغي المتمرسة الوقحة وصفاً واقعياً لا خيال فيه، لأن صاحبه ليس بالأديب الواسع الخيال، بل هو مدلل غني، عزيز علي أبويه، وهو طالب في مدرسة، وقد قرأ كتابه الطلاب في مدارسهم والطالبات.. وفي الكتاب مع ذلك تجديد في بحور العروض يختلط فيه البحر البسيط، والبحر الأبيض المتوسط، وتجديد في قواعد النحو لأن الناس قد ملوا رفع الفاعل ونصب المفعول ومضي عليهم ثلاثة الاف سنة وهم يقيمون عليه فلم يكن بد من هذا التجديد).
                    بهذه القسوة والتجريح قوبل عمل نزار الأول من علم من أعلام الأربعينيات من هذا العصر، فزاده ذلك إيمانا وصلابة واستمر في العطاء وتحدي المجهول وأخذت قصائده تنتشر بين فئات الشعب بأسرع من البرق فيتداولها الطالب علي مقاعد الدراسة والأستاذ الجامعي علي منبر العلم والتدريس.

                    نزار والمجلس النيابي
                    في عام 1954 نشر نزار قصيدته (خبز وحشيش وقمر).. وكانت النتيجة كما يقول نزار: (فأنا أيضاً ضربتني دمشق بالحجارة، والبندورة، والبيض الفاسد.. حين نشرت عام 1954 قصيدتي، خبز وحشيش وقمر). ولم تقف دمشق عند هذا الحد، ففي عام 1955 وفي أول ظاهرة في العالم يحاول المجلس النيابي السوري محاكمة الشاعر نزار قباني (العمائم نفسها التي طالبت بشنق أبي خليل طالبت بشنقي.. والذقون المحشوة بغبار التاريخ التي طلبت رأسه طلبت رأسي.. خبز وحشيش وقمر كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني وبين الخرافة وبين التاريخيين).
                    مجلة الآداب اللبنانية لصاحبها الأديب الدكتور سهيل إدريس غنية عن التعريف فهي معروفة علي مساحة الوطن العربي باتزانها وعراقتها وقرائها المثقفين، نشرت في الخمسينيات قصيدة (خبز وحشيش وقمر) وكان حينها يشغل منصباً دبلوماسياً في السفارة السورية في لندن. وتناقلت الصحف السورية هذه القصيدة التي وصلت إلي يد النائب في مجلس النواب السوري عن الإخوان المسلمين (الشيخ مصطفي الزرقا) والتي اعتبرها ظاهرة غير طبيعية علي الساحة الأدبية والعربية، وتداول في أمر هذه القصيدة مع بعض النواب من كتلته النيابية وطلبوا من وزير الخارجية آنذاك خالد العظم أن يعاقب هذا الشاعر ولم يجدوا أذنا صاغية لذلك، فكان أن طرح الشيخ الزرقا هذه القصيدة في مجلس النواب وذلك في الجلسة التي عقدت يوم الثلاثاء 14/6/1955. ويقول الزرقا تحت قبة البرلمان السوري: ماذا أقول عن وزارة الخارجية تلك الوزارة التي لفتنا نظرها قبل ذلك إلي موضوع هام جدا إلي موضوع قومي بالدرجة الأولي قبل أن يكون موضوعا دينيا، هذا الموضوع هو تهجم أحد ممثلينا في الخارج (ممثلنا في لندن) هذا الشخص هو رجل يقال له نزار القباني وقد كنت أريد أن لا أتعرض لأشخاص غائبين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم، ولكنه رجل يمثلنا ويعرض صورة عنا في قصيدة داعرة فاجرة انحلالية إلحادية وفضلا عن كل هذا تظهر الشعب العربي في أقبح صورة وأبشع تمثيل وافسد حالة، وتعرض هذه الهيئة علي أنها صورة للشعب العربي، تعرضها علي أنظار الأجانب في صورة يقشعر لها بدن كل عربي يتحسس بالمروءة والكرامة ويعرف مجد العرب صورة يستنكرها غير المسلم قبل أن يستنكرها المسلم ويستنكرها الملحد قبل أن يستنكرها المتدين، صورة لو أريد لإسرائيل أو لغير إسرائيل من أعداء العرب أن يدفعوا مليونا من الجنيهات علي أن يأخذوا هذه الوثيقة من ممثل من ممثلينا تصورنا أمام الأجانب وتدعم افتراءاتهم علينا من أننا أمة لا تستحق الحياة. ان هذه الحجة مهما أنفقوا في سبيلها من الجنيهات لا يستطيعون الحصول عليها، انها تأتيهم منا، ومن ممثل لنا تسعي علي قدميها لتكون برهانا لهم علي افتراءاتهم علينا. هذه الصورة أريد أن أقرأها علي ممثلي هذه الأمة وعنوان هذه القصيدة (خبز وحشيش وقمر) ويتابع الشيخ الزرقا قائلا : هذه الصور التي يصورها ممثل لنا في الخارج هو نزار القباني، لقد رجونا وزير الخارجية شخصيا عندما قابلناه ثم بواسطة الأمين العام وبواسطة عدد من زملائه الوزراء، وقد رجوناه أن يتخذ الإجراءات اللازمة في حق هذا الموظف الذي ثارت عليه جميع الصحف حتي الصحف التي ليس لها اتجاه ديني أو اتجاه مثالي، لقد ثارت عليه كلها فلم تبق صحيفة من الصحف الا ونددت به وطالبت الحكومة بإجراء حاسم في حقه، ولكننا لم نلق جواباً بل سمعنا وهذا علي لسان وزير الخارجية ـ أن هذا أمر بسيط يقال أمثاله في هذا الموقف، فما هذه الوزارة ؟ هل هي وزارة أم هي دعارة أم هي لا ادري ما أقول من أمثال هذه الكلمات....
                    وبعد انتهاء كلمة الشيخ الزرقا وإلقائه لقصيدة نزار قال فاخر الكيالي وزير الاقتصاد الوطني وزير الخارجية بالوكالة: انني احتج علي هذه الكلمات وان هذا الكلام مردود عليك. هذه وزارة وليست دعارة. ويرد ناظم القدسي رئيس مجلس النواب آنذاك علي كلام الشيخ زرقا: نرجو أن نبتعد عن الألفاظ الجارحة ويرجي من حضرات الزملاء حينما ينتقدون أو يوجهون أو يسألون أن يستعملوا الألفاظ التي تدخل إلي الأذن من غير أن تكون مثيرة. ونحن هنا لنتباحث ونتكلم ونوجه، ويعترض النائب هايل سرور علي كلام ناظم القدسي قائلا: لكل نائب أن يتكلم بأي موضوع شاء، بينما يؤيد النائب احمد إسماعيل الشيخ الزرقا بما ذهب إليه قائلا: أؤيد الزملاء لان بلادنا تسير نحو الهاوية فالأخلاق تتدهور، والخلاعة أصبحت علانية، وأيضا النائب اكرم الحوراني يؤيد الشيخ الزرقا قائلا: أوافق أخواني أعضاء الكتلة الإسلامية علي المشروع الذي تقدموا به واوافقهم علي استنكار القصيدة التي تلا الأستاذ الزرقا نصوصها وقد استنكرتها قبلا.
                    ويتابع نزار قباني ذكرياته عن هذه الحادثة قائلا: وفي اليوم التالي لجلسة الاستجواب قام بعض النواب بزيارة الرئيس خالد العظم في مكتبه بوزارة الخارجية، أثاروا قضية القصيدة مرة أخري، مطالبين بإحالتي علي اللجنة التأديبية للوزارة، فاستمهلهم الرئيس العظم قليلا حتي يقرأ ملفي الوظيفي الذي حمله إليه الأمين العام لوزارة الخارجية. وعندما انتهي الرئيس العظم من قراءة ملفي قال لهم: ياحضرات النواب الأعزاء أحب أن أصارحكم إن وزارة الخارجية السورية فيها نزاران: نزار قباني الموظف ونزار قباني الشاعر، أما نزار قباني الموظف فملفه أمامي وهو ملف جيد ويثبت انه من خيرة موظفي هذه الوزارة، اما نزار قباني الشاعر، فقد خلقه الله شاعرا ، وأنا كوزير للخارجية لا سلطة لي عليه، ولا علي شعره. فإذا كنتم تقولون انه هجاكم بقصيدة.. فيمكنكم أن تهجوه بقصيدة مضادة.. وكفي الله المؤمنين شر القتال.
                    وحار نزار ماذا يفعل نتيجة هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها فلملم أوراقه وذهب إلي السفير السوري في لندن يشكو له ما يتعرض له فقال له السفير:
                    (إذا كنت متضايقا مما يقال عن القصيدة، وتريد أن تتخلص منها، فأنا فايز الخوري مستعد أن اشتريها فورا، فحدد المبلغ الذي تريده.. علي شرط أن تضع اسمي تحت القصيدة ! فهدئ أعصابك يا نزار، وثق أن جميع هذه الأصوات النشاز التي تهاجمك سوف تطحنها عجلات الأيام، ولن يبقي في خزانة التاريخ سوي أنت وقصيدتك). وبقي نزار وقصيدته وطحنت عجلات الأيام ما تبقي.

                    نهاية رجل شاعر
                    امتدت يد القدر لنزار قباني ووافته المنية في منزله بلندن يوم الخميس 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما ورحل الشاعر بدون عودة، وترجل عن صهوة جواده تاركا لنا أسطورة وإلياذة خالدة في حب المرأة والوطن وحكايات طويلة عن دمشق وياسمينها وصليب العذاب الذي صلب عليه منذ نطق بأول بيت شعر لأنه حمل قضيه المرأة منذ نعومه أظفاره، لأنه غني للعروبة وكان شعره السياسي خارجا عن كل قانون، جارحا تجاوز فيه كل الخطوط الحمراء ، لأنه كان شاعر الحرية والديمقراطية لم يمالق ولم يهادن..
                    وعلمت دمشق برحيل شاعرها وابنها البار نزار توفيق قباني، الذي شاء القدر له ان يتشرد علي مساحة المعقول وغير المعقول فجاب أنحاء المعمورة يطرق أبواب العشاق والفقراء والمساكين الدراويش من أبناء العروبة يقرئهم السلام ويهديهم وردة دمشقية..
                    أنا وردتكم الشامية يا أهل الشام
                    فمن وجدني منكم فليضعني في أول مزهرية
                    أنا شاعركم المجنون يا أهل الشام
                    فمن رآني منكم فليلتقط لي صورة تذكارية
                    أنا قمركم المشرد يا أهل الشام
                    فمن رآني منكم فليتبرع لي بفراش وبطانية صوف
                    لأنني لم أنم منذ قرون
                    بهذه الكلمات اختصر الشاعر عذابات تشرده بعيدا عن محبوبته دمشق. سكت قلب الشاعر العربي الأكثر جماهيرية في القرن العشرين، ونعاه أهل الشعر والعروبة وعلت الدعاءات ورنت النواقيس في بلاد العـــرب مودعه شاعرهـــا وابنها البار فلم تهتز عاصمة عربية لوفاة شاعر أو أديب كما تزلزلت لوفاة نـــــزار ،خسرت عواصم العرب كلها نزار لأنه كان شـــــاعر العرب بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم وأعمارهم وتصنيفاتهم الاجتماعية والثقافيـة، واستطاع ولأول مرة في تاريخ العرب المعاصـــــر أن يحطم حواجز الحدود والسـدود وتجول كلماته بسرعة البرق من أقصي عالم العرب إلي أقصاه دون أن يتمكن أي دركي أو خفير من ضبطه والقبض عليه ومصادرته.

                    المعركة التي خسرها نزار

                    والآن وقد رحل طفل الشام المدلل، تاركا إرثا حضاريا، وإلياذة خالدة في حب المرأة والوطن، هذا الإرث الشعري من حق كل مواطن عربي أن يتمتع به، ومن حق كل الوطن أن يتغني به، ولكن ليس من حق أي مواطن عربي أن يدخل بيت نزار ويعبث بكل أوراقه ويرسمه كما يشاء، ويطعمه ويسهر معه كيفما يشاء.. ليس من حق أي مواطن عربي مهما علا شأنه أن يرسم نزار وأهله بالطريقة التي يريد، بحجة أن نزار ملك للوطن. ملك الوطن الياذة نزار.. وليست حياته وحياة أهله؟
                    وبث التلفزيون العربي السوري وفضائية دبي مسلسل نزار قباني، ودخل المسلسل في أدق التفاصيل في سيرة حياه نزار وحياة أهله ومنهم من لم يزل علي قيد الحياة، دون استئذان. فأشقاؤه وأولاده فتحوا التلفزيون ليشاهدوا سيرة حياتهم ترسم بدون علمهم، وبطريقه بعيدة عنهم.. اعترضوا.. عقدوا المؤتمرات الصحافية.. اجروا اللقاءات الاعلامية.. أقاموا الدعاوي.. قابلوا المسؤولين، والمسلسل مستمر، وكل اعتراضات آل قباني لم تجد.
                    وانتهي عرض المسلسل المدعو نزار قباني بعد أن أطاح بكل المفاهيم التي قرأناها وتربينا عليها وعشعشت في قلوبنا وعقولنا عن دمشق نزار فباني، فرسم لنا المسلسل بيئة دمشقية جديدة لم نألفها، وأعطانا مفاهيم جديدة غير صحيحة عن تاريخ رجالات سورية في ذلك العصر..
                    ولم يستطع نزار قباني الدفاع عن سيرة حياته، ووقف أهله مكتوفي الايدي أمام سيرة حياتهم وحياة والدهم، وبعض اخوة نزار (رشيد وهيفاء) حمدوا الله ان المسلسل لم يطلهم، واكتفي بشقيقهم صباح. وخسر نزار توفيق قباني معركته الأخيرة في الدفاع عن سيرة حياته، ولكن هذه المرة خسرها مع أولاده وأشقائه، المعركة الأخيرة خسرها بدمشق التي ابتدأ منها أولي معاركه عام 1944 وضرب بالحجارة، والبندورة، والبيض الفاسد.. خسر معركته بحجة أن سيرته ليست ملكا له.
                    والآن يضربون نزار قباني وأهله مرة أخري بالحجارة، والبندورة، والبيض الفاسد في دمشق التي قال عنها (لا أستطيع أن اكتب عن دمشق، دون أن يعرش الياسمين علي أصابعي.. أنا محصول دمشقي مئة بالمئة.. لا أستطيع إلا أن أكون شاميا.. أنا الدمشقي، لو شرحتم جسدي لسال منه، عناقيد، وتفاح.. وددت لو زرعوني فيك مئذنة، أو علقوني علي الأبواب قنديلا.. كتب الله أن تكوني دمشقا، بك يبدأ وينتهي التكوين).
                    2005-11-18
                    في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                    أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                    وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                    Comment


                    • #30
                      رد: مقالات كتبت بنزار قباني

                      سلوم حداد : سيبقى بداخلي الكثير من نزار قباني

                      حديث الساعة في الموسم الرمضاني لهذا العام، مسلسل "نزار قباني"..، سواء من ناحية إنجازه كعمل درامي رصدت له الإمكانيات العالية، أم ناحية الإشكالات القضائية التي أفرزها إنتاجه.. وحتى الآن، ينتظر مختلف الأطراف أن يفصل القضاء في الدعاوى المرفوعة بشأنه..
                      ومع ذلك، فعرض المسلسل الذي يخرجه الفنان باسل الخطيب، يستقطب المشاهدين العرب، من كل حدب وصوب.
                      ومع تقدم الحلقات، يتقدم نزار في السن.. وها هي حلقات نضوج الشخصية تقترب..
                      ونزار قباني في مرحلة النضوج، ستكون له ملامح الفنان المتألق سلوم حداد، الذي تم اختياره لتجسيد شخصية الشاعر الكبير في سنواته الأخيرة.. وربما بات من الأصح أن نقول إن لسلوم حداد ملامح نزار قباني، بسبب التماهي الهائل، والمدهش بين الفنان الممثل ودوره.
                      Cnn بالعربية حاورت سلوم حداد هاتفيا، قبل ساعات من سفره إلى اسبانيا، لاستكمال تصوير المشاهد الأخيرة من المسلسل الشهير. سألناه أولا عن أنشطته الرمضانية بشكل عام، أجاب:
                      "هذا العام أسعدني الحظ بتجسيد شخصية الشاعر الكبير نزار قباني، من إخراج باسل الخطيب.. من جهة ثانية، كانت لي مشاركة في مسلسل آخر، يحمل عنوان "المرابطون والأندلس"، من إخراج ناجي طعمة."
                      فلنتوقف قليلا عند الدور الذي رأينا أنك من خلاله "تقمصت" شخصية الشاعر نزار قباني، بشكل مدهش، كيف تلقيت فكرة عرض الشخصية عليك، وهل شعرت أنك تستطيع تجسيدها بسهولة؟
                      اجاب: سأكون صريحا وأؤكد لك أنني ترددت طويلا قبل القبول.. بل وحاولت مرارا الاعتذار عن الدور من المخرج الفنان باسل الخطيب.. ورغم أن القبول كان يشكل تحديا كبيرا عندي، خوفي الأساسي كان الاختلاف الكبير في الشكل والهيئة الخارجية..
                      وأضاف: فالراحل الكبير، نزار قباني، رحمه الله، كان أنحف مني بكثير، وكان التحدي الأول بالنسبة لي هو إنقاص وزني بمقدار عشرين كيلوغراما على الأقل، وقد تمكنت من تحقيق ذلك، وهي سابقة لم تحدث لي في حياتي من قبل، لأني من الأشخاص الذين يستمتعون جدا "باللقمة الطيبة"، وعمل ريجيم ناجح مع إنقاص قرابة 20 كيلوغراما أمر يمكن اعتباره إنجازا هائلا .

                      هل لك أن تعطينا وصفة هذا الريجيم ؟ ...
                      أجاب: لم يكن الريجيم هو المهم.. الأهم فيما حدث هو الحافز المحرض الذي دفعني إلى المثابرة من أجل تقديم الأفضل.. فكرة المشاركة في عمل يبرز هذه الكتابة الرائعة، التي أعدها واضع السيناريو الأستاذ قمر الزمان علوش، والمادة الأدبية المتوفرة التي تعكس الحياة الغنية لشاعرنا الكبير، هذا كان المحرض بالدرجة الأولى.. إضافة إلى كل ما تركه الأستاذ نزار من موروث أدبي وفني وحياتي...
                      وأضاف: لقد كان علي تجسيد شخصية غنية وإشكالية ومناضلة، لديها هم وهاجس، سواء كان متعلقا بالمرأة أم بالوطن، أم بالإنسان العربي.. وآمل أن يتقبل جمهور المشاهدين العمل ككل، بمقدار الحب الذي وضعناه فيه من أنفسنا عند إنجازه.
                      وتابع: من جهة أخرى، إضافة للجهد المبذول من أجل الاقتراب من شخصية نزار في الشكل، كان هنالك ضرورة الاقتراب من تجسيد الجانب النفسي، والدخول في روح الشخصية.. وقد حاولنا التركيز على هذه الناحية، حيث كنا كالصائغ الذي ينحت قطعة المجوهرات، ويزخرفها بحب وأناة...

                      كيف تم التعاطي مع هذا الجانب، ما هي المراجع التي استندت إليها؟
                      أجاب: لقد استندت إلى كم هائل من المشاهدات، من القراءات، كل كتبه وأعماله الكاملة، والمؤلفات التي تحدث فيها عن حياته، مثل "قصتي مع الشعر".. كما تعمقت في دراسة مقابلاته الإذاعية والتلفزيونية، واللقاءات الصحفية.. حاولنا قدر الإمكان تأكيد المصداقية، بحيث تكون الشخصية قريبة جدا من الشخصية الواقعية... فتقديم هذا النوع من الشخصيات الغائبة الحاضرة أمر شديد الصعوبة، في الوقت الذي لازال أهله والمقربون إليه على قيد الحياة، في حين أن القيام بدور شخصية تاريخية ليست لها ملامح واضحة في أذهان الناس، أسهل بكثير بالنسبة لي.. القرب الزمني للشخصية يحملنا مسؤولية اكبر بكثير...
                      وهل يمكن لنا التطرق للمشكلة العالقة بين عائلة الشاعر الكبير وورثته، وبين الجهة المنتجة للعمل؟
                      اجاب: أستطيع القول هنا بأنني كممثل، أعتبر نفسي غير معني بهذه المشكلة.. ولكني على الصعيد الشخصي أتمنى بالطبع أن لا يكون هذا الإشكال موجودا.. وأرجو من أعماق قلبي أن يتم التوصل إلى حل أو اتفاق بين الطرفين...
                      وأضاف: من جهتي كفنان، همي الأكبر هو تقديم شخصية نزار قباني كما يجب أن تقدم، بالشكل الجدير بقامته العملاقة، بكل الحب، بكل الحرص..، فهو رمز من رموزنا، هرم من أهراماتنا.. نحن نقدم رمزا، وكلنا نعرف كم نحن بحاجة في وطننا العربي لرموز من هذا المستوى.

                      ما الذي سيبقى من شخصية نزار قباني في داخلك بعد انتهائك من أداء الدور؟
                      قال: سيبقى االكثير الكثير.. وبودي أن أعترف لك بأننا كممثلين، نسعد كثيرا عندما نجد في الأدوار ما يحدث بداخلنا تغييرا في الآراء أو في وجهات النظر.. وهذا الدور بالذات جعل مساحتي الإنسانية من الداخل أرحب، وكذلك مساحتي الوطنية.. وثقتي بالناس وبالمواطن العربي أقوى وأعمق.
                      أي أغنية من الأغاني المأخوذة عن قصائده هي المفضلة لديك؟
                      قال: أحب قصيدة "أيظن" .. التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب، وغنتها نجاة الصغيرة.
                      ما هي العبارة التي تحبها لنزار قباني.. وتركت أبلغ الأثر في نفسك؟
                      أجاب: هي عبارة قالها في لقاء مع الإعلامي الأستاذ رياض نعسان آغا، وهو سفير سوريا حاليا في دولة الإمارات.. هذا اللقاء بدأنا به المسلسل.. فقد أجاب بها عن سؤال يقول: " بعد هذا المشوار الطويل، ألا زالت الأنثى العربية تعنيك.. ألا زال هم المواطن العربي يعنيك، ألا زالت ثقتك بالمواطن العربي كما كانت؟ فأجاب الأستاذ الكبير نزار: كانت ثقتي بالمواطن العربي كبيرة، وبهم المواطن العربي كبيرة، وستبقى وإن طال بنا الوقت."2005-10-27
                      في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                      أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                      وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                      Comment


                      • #31
                        رد: مقالات كتبت بنزار قباني


                        نزار قباني : منذ أيام النبي العربي .. والشام تتكلم عربي

                        شمس الدين العجلاني
                        لملمت من كل بساتين العالم ورداً وقرنفلاً وأشياء غريبة وجميلة وطوقتها بالياسمين الدمشقي وحملتها بين أضلعي وقصدت نزار قباني أدق أبواب العشاق أسأل عنه .. أدق نوافذ المحبين اسأل عنه أدق جفون الساهرين أسأل عنه...
                        أتسلق أحلامي وأصعد إلى النجوم اسأل عنه... وكان دائماً معي عند كل باب طرقته ونافذة سألتها... كان معي كلما نظرت إلى السماء فقلت :

                        *ياشاعراً هز العمائم واتهم بالخروج عن المألوف ترى من أنت ...؟!
                        ** ولدت في 21 آذار (مارس) 1923 في بيت من بيوت دمشق القديمة , أبي توفيق القباني كان واحداً من أولئك الرجال الذين كانوا يمولون الحركة الوطنية ويقودونها من حوانيتهم ومنازلهم أنا من حي مئذنة الشحم.
                        كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان وبنت هم المعتز ورشيد وصباح وهيفاء , أسرتنا من الأسر الدمشقية المتوسطة الحال لم يكن أبي غنياً ولم يجمع ثروة , كل مدخوله , من معمل الحلويات الذي كان يملكه , كان ينفق على أعاشتنا وتعليمنا وتمويل حركات المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين , أبي كان يمتهن عملاً آخر غير صناعة الحلويات كان يمتهن صناعة الحرية كان أبي إذن يصنع الحلوى ويصنع الثورة ...
                        إذا أردت تصنيف أبي , أصنفه دون تردد بين الكادحين لأنه أنفق خمسين عاماً من عمره يستنشق روائح الفحم الحجري ,ويتوسد أكياس السكر وألواح خشب السحاحير ...كان يعود إلينا من عمله في زقاق (معاوية) كل مساء تحت مياه المزاريب الشتائية كأنه سفينة مثقوبة كلما قرأت كلام من يتهمونني بالبورجوازية والانتماء إلى الطبقة المرفهة والسلالات ذات الدم الأزرق... أي طبقة وأي دم أزرق ... هذا الذي يتحدثون عنه ؟! إن دمي ليس ملكياً ولاشاهانياً وإنما هو دم عادي كدم آلاف الأسر الدمشقية الطيبة التي كانت تكسب رزقها بالشرف والاستقامة والخوف من الله...

                        *ما هو تحصيلك الجامعي وأين درست ....؟!
                        **مدرستي الأولى هي الكلية العلمية الوطنية في دمشق دخلت إليها في السابعة من عمري وخرجت في الثامنة عشر أحمل شهادة البكالوريا الأدبي (القسم الأدبي) ومنها انتقلت إلى مدرسة التجهيز حيث حصلت على شهادة البكالوريا الثانية (قسم الفلسفة) وحصلت عام 1945 من الجامعة السورية في دمشق على الليسانس في الحقوق لم أقبل على دراسة القانون مختاراً وإنما درسته لأنه مفتاح عملي إلى المستقبل وأتقن اللغة الفرنسية التي تعلمتها أثناء دراستي في الكلية العلمية الوطنية واللغة الإنكليزية أثناء عملي في السفارة السورية في لندن (1952-1955) واللغة الإسبانية أثناء عملي الدبلوماسي في مدريد (1962-1966).
                        ولم أمارس المحاماة ولم أترافع في قضية قانونية واحدة القضية الوحيدة التي ترافعت عنها ولاتزال هي قضية الجمال ... والبريء الوحيد الذي دافعت عنه هو الشعر...

                        *هل تحدثنا عن البدايات الشعرية ومن هم الذين تأثرت بهم...
                        **إنه لمن نعمة الله علي وعلى شعري معاً, أن معلم الأدب الأول الذي تتلمذت عليه, وكان شاعراً من أرق وأعذب شعراء الشام هو الأستاذ خليل مردم بيك هذا الرجل ربطني بالشعر منذ اللحظة الأولى وحين أملى علينا أول درس من دروس الأدب مثل هذا الكلام المصقول كسبيكة الذهب:
                        إن التي زعمت فؤادك ملها خلقت هواك كما خلقت هوى لها
                        منعت تحيتها فقلت لصاحبي ما كان أكثرها لنا .. وأقلها
                        ومن حسن حظي أنني كنت من بين التلاميذ الذين تعهدهم هذا الشاعر المفرط في حساسيته الشعرية, إنني أدين لخليل مردم بيك , بهذا المخزون الشعري الراقي الذي تركه على طبقات عقلي الباطن ... أضيف إلى هذه التأثيرات الأولى قراءاتي اللبنانية في الأربعينات ضمن مفكرة أمين نخلة الريفية وبساتين بشارة الخوري والياس ابي شبكة وصلاح ليكي وسعيد عقل ويوسف غصوب وفولكلوريات ميشيل طراد وخزفيات الياس خليل زخريا تعلمت الخروج من البحر الشعري الذي لايتحرك .. إلى البحر الكبير ... بكل احتمالاته ومجاهيله ..
                        *و أول بيت شعر نظمته:

                        ** حين كانت طيور النورس تلمس الزبد الأبيض عن أغصان السفينة المبحرة من بيروت إلى ايطاليا في صيف 1939 وفيما كان رفاق الرحلة من الطلاب والطالبات يضحكون,ويتشمسون , ويأخذون الصور التذكارية على ظهر السفينة كنت أقف وحدي في مقدمتها ادمدم الكلمة الأولى من أول بيت شعر نظمته في حياتي ... وللمرة الأولى وفي سن السادسة عشرة وبعد رحلة طويلة في البحث عن نفسي نمت شاعراً.
                        *ومن هي بلقيس بالنسبة إليك ؟!
                        **في عام 1969 جئت إلى بغداد لألقي قصيدة , وبعد قراءة قصيدتي التقيت بقصيدة ثانية اسمها بلقيس .. وتزوجتها.. وأقمنا . أول مؤسسة وحدوية بين قلبين وبين وطنين.. مؤسستنا الصغيرة كانت رائدة وطليعية وشجاعة 0
                        وكنا – بلقيس وأنا- نطمح إلى إن نكون مثالاً ونموذجاً لوحدات أخرى قادمة تجعل سماء الوطن أكثر اتساعاً ونجومه أكثر عدداً وبحاره أكثر زرقة وأطفاله يتكاثرون بالملايين كما تتكاثر شقائق النعمان في أول الربيع بين الرطبة وأبي الشامات.

                        *هل تحدثنا عن ابنك توفيق : :
                        ** في العاشر من شهر آب /1973/ مات ابني توفيق في لندن توقف قلبه عن العمل كما يتوقف قلب طائر النورس عن الضرب , عمره اثنتان وعشرون سنة.. وشعره كلون حقول القمح في تموز , كان توفيق أميراً دمشقياً جميلاً...
                        كان طويلاً كزرافة , وشفافاً كالدمعة , وعالي الرأس كصواري المراكب.
                        قبل أن يموت توفيق بأيام قال لأخته هدباء التي سافرت معنا إلى لندن : أتعرفين ياهدباء ماذا يخطر ببالي أن افعل ؟ إنني سآتي بسيارتي من القاهرة وأبيعها في لندن وأعيش الحياة طولاً وعرضاً.
                        وعندما قالت له هدباء : وإذا انتهت فلوس السيارة فماذا ستفعل ؟ أجابها على الفور : لا تخافي سأموت أنا والسيارة معاً...
                        وذات يوم كنت أتمشى مع توفيق في اكسفورد ستريت ورأينا في إحدى الواجهات قميصاً أزرق من النوع الذي يعجبه فقلت له: ما رأيك أن نشتريه ؟ قال ولماذا الاستعجال ؟ أن القميص سيبقى ... ولكن هل سأبقى أنا؟
                        إن رحيل توفيق المفاجئ , أكد لي حقيقة لم أكن أعرفها وهي أن الصغار أشجع منا وأكثر منا قدرة على فهم طبيعة هذه الرحلة التي يسمونها الموت ...

                        *هل تحدتنا عن والدتك أم معتز :
                        أما أمي فكانت ينبوع عاطفة يعطي بغير حساب كانت تعتبرني ولدها المفضل وتخصني دون سائر اخوتي بالطيبات وتلبى مطالبي الطفولية بلا شكوى ولاتزمر . بيت أمي كان معقلاً للحركة الوطنية عام 1935 وفي باحة دارنا الفسيحة كان يلتقي قادة الحركة السياسية السورية بالجماهير ومنها كانت تنطلق المسيرات والتظاهرات ضد الانتداب الفرنسي .
                        يعرفونها في دمشق باسم ( أم المعتز ) اسمها فائزة .. جاءني هاتف من دمشق يقول لي : أمك ماتت .. لم استوعب الكلمات في البداية .. لم استوعب كيف يموت السمك كله ... في وقت واحد ...

                        وعن الشام يقول نزار قباني :
                        ..منذ أيام النبي العربي .. والشام تتكلم عربي ومنذ أيام معاوية ، وهشام ومروان .. حتى أيام حافظ الأسد ومنذ موقعة بدر .. حتى موقعة جبل الشيخ .. والشام مواظبة على تكلم اللغة العربية وعلى تعليمها ، إن صناعة دمشق الأساسية هي العروبة

                        وحين نسأل نزار قباني عن سورية ومواقفها القومية يختصر كل تاريخ سورية قائلا :
                        هكذا خلق الله السوريين
                        كل رغيف يخبزونه يقتسمونه مع العرب
                        وكل شجرة يزرعونها تأكل من ثمرها العرب
                        وكل حجر يحملونه على أكتافهم هو لتعمير
                        بيت العرب
                        اشتهرت بكونك شاعر المرأة ؟ ترى ما هو موقفك من حرب تشرين :

                        قبل السادس من تشرين / 1973 / كانت صورتي مشوشة وغائمة ، وقبيحة
                        واليوم / 6 تشرين / يبدا عمري
                        لا تستغربوا كلامي فأنا ولدت
                        تحت الطوافات والجسور العائمة
                        وخرجت من أسنان المجنزرات السورية
                        التي كانت تقرقش الصخور في مرتفعات الجولان
                        .ويتابع شاعرنا التغني بأمجاد تشرين وبالتضامن العربي حين استعمل العرب سلاح النفط في المعركة فيقول :
                        للمرة الأولى ..اشتري زجاجة بترول واهديها لحبيبتي
                        وتشكرني لأنني أعدت إليها الثقة بأنوثتها
                        أهديتها عطرها المفضل : النفط
                        حبيبتي ، بعد حرب 6 تشرين تفضل
                        أن تستعمل عطرا قوميا

                        ترى هل تجول شاعرنا في شوارع دمشق اثناء حرب تشرين وشاهد القصف الاسرائيلي لشوارع دمشق وخاصة شارع
                        ( ابو رمانة ) :

                        تجولت في كل شوارع العشاق ولكن
                        شارع أبو رمانة في مدينة دمشق
                        بأبنيته المهدمة وشرفه المتساقطة
                        واصص أزهاره المحترقة ، واشجاره
                        التي حصدتها الصواريخ لقد اصبح اهم شارع
                        في العالم لان الكبرياء والبطولة
                        اصبحتا من بين سكانه


                        .وبعد تشرين التحرير تحاول آلة العدوان والدمار الاستمرار في الاعتداء على ارض سورية فيقف الجندي السوري شامخا مدافعا عن بوابة العروبة عن دمشق الشام وتروي دماء جنودنا البواسل ارض الوطن فيقول نزار :
                        82 يوما والشام تكتب إلياذتها العظيمة على الصخر
                        والثلج بحروف كبيرة
                        82 يوما والشام تسدد وحدها كل ديون العالم العربي المستحقة منذ
                        عام 1967 وعام 1948 ولا تطلب
                        من المديونين جزاء ولا شكورا
                        لقد حاربت الشام ، واستحقت ثواب حربها
                        هذه هي سورية
                        كانت في الحرب أستاذة
                        تتكلم بالعربي الفصيح

                        ولملمت أوراقي ثانية .. وجمعت الورد والقرنفل والياسمين ونثرتها في الأفق البعيد بين النجوم وكلمات نزار .. فكانت الوردة تنبت وردة ,والقرنفل ينبت قرنفل, والياسمين الدمشقي يملئ السماء ,والغيوم تمطر كلمات نزار قباني على تراب الوطن.
                        هذا اللقاء لم يحدث مع الشاعر الكبير نزار قباني وإنما الذي حدث أنني غصت في أعماق ما كتب نزار قباني لأجد السؤال والجواب فكان هذا اللقاء الذي حدث ...




                        
                        






                        في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                        أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                        وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                        Comment


                        • #32
                          رد: مقالات كتبت بنزار قباني

                          ذكرى نزار قباني شاعر المحبين : بقلم سميرة سليمان

                          "من قارورة العطر خرجت"


                          أدمنت أحزاني
                          فصرت أخاف أن لا أحزنا
                          وطعنت آلافا من المرات
                          حتى صار يوجعني, بأن لا أطعنا

                          شاعر كان يرى أن الحفاظ على المرأة أيا كانت هو خطوة أولى في الحفاظ على الوطن ، هو شاعر ربيعي عشق الورد والطبيعة وأعلى من الحب ، وتحين اليوم ذكرى مولده بعد أن خلف ميراثا كبيرا للمحبين .. في ذكرى نزار قباني.

                          كان نزار قباني المولود في شهر مارس تربطه علاقة كبيرة بالربيع وخاصة بربيع الشام التي يقول فيها: في الشام تتغير جغرافية جسدي تصبح كريات دمي خضراء وأبجديتي خضراء.

                          جئتكم من تاريخ الوردة الدمشقية
                          التي تختصر تاريخ العطر
                          ومن ذاكرة المتنبي
                          التي تختصر تاريخ الشعر جئتكم
                          من أزهار النارنج والأضاليا والنرجس

                          يقول عن نفسه: "ولدت في دمشق في مارس 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها".

                          كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان وبنت هم المعتز ورشيد وصباح وهيفاء، أسرتنا من الأسر الدمشقية المتوسطة الحال، لم يكن أبي غنيا ولم يجمع ثروة، كل دخله من معمل الحلويات الذي كان يملكه، كان ينفق على إعاشتنا وتعليمنا وتمويل حركات المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين، أبي كان يمتهن عملا آخر غير صناعة الحلويات كان يمتهن صناعة الحرية كان أبي إذن يصنع الحلوى ويصنع الثورة.

                          هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطر؟ بيتنا كان تلك القارورة.
                          الورد البلدي سجاد احمر ممدود تحت أقدامك..وألوف النباتات الدمشقية التي أتذكر ألوانها ولا أتذكر أسمائها..لا تزال تتسلق على أصابعي كلما أردت أن أكتب. وعشرون صحيفة فل في صحن الدار هي كل ثروة أمي.

                          هذا البيت الدمشقي الجميل استحوذ على كل مشاعري وأفقدني شهية الخروج إلى الزقاق.. كما يفعل الصبيان في كل الحارات.
                          امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان.
                          أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة أبعدتني عن هذه الهواية.


                          نزار قباني

                          مدرستي الأولى هي الكلية العلمية الوطنية في دمشق دخلت إليها في السابعة من عمري وخرجت في الثامنة عشر أحمل شهادة البكالوريا الثانية "قسم الفلسفة" وحصلت عام 1945 من الجامعة السورية في دمشق على الليسانس في الحقوق، لم أقبل على دراسة القانون مختارا وإنما درسته لأنه مفتاح عملي إلى المستقبل واتقن اللغة الفرنسية التي تعلمتها أثناء دراستي في الكلية العلمية الوطنية واللغة الإنجليزية أثناء عملي في السفارة السورية في لندن (1952-1955) واللغة الإسبانية اثناء عملي الدبلوماسي في مدريد (1962-1966).
                          ولم امارس المحاماة ولم أترافع في قضية قانونية واحدة، القضية الوحيدة التي ترافعت عنها ولا تزال هي قضية الجمال..والبرئ الوحيد الذي دافعت عنه هو الشعر.
                          حين كانت طيور النورس تلمس الزبد الأبيض عن أغصان السفينة المبحرة من بيروت إلى ايطاليا في صيف 1939 وفيما كان رفاق الرحلة من الطلاب والطالبات يضحكون، ويتشمسون ويأخذون الصور التذكارية على ظهر السفينة كنت أقف وحدي في مقدمتها ادمدم الكلمة الأولى من أول بيت شعر نظمته في حياتي..وللمرة الأولى وفي سن السادسة عشرة وبعد رحلة طويلة في البحث عن نفسي نمت شاعرا.

                          غزل في نساء القبيلة

                          تزوج نزار قباني مرتين، الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" وأنجب منها هدباء وتوفيق. والثانية عراقية هي "بلقيس الراوي" وأنجب منها عمر وزينب.



                          يقول نزار في كتاب يحمل مذكراته: بلقيس هي كنز عظيم عثرت عليه مصادفه, حيث كنت اقدم امسية شعرية في بغداد عام 1962م ويضيف , قصتنا ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت ب(لا) كبيرة جدا..كان الاعتراض الأقوى على تاريخي الشعري, وكانت مجموعاتي الغزلية وثائق أشهرها أهل بلقيس ضدي والقبائل العربية كما نعرف لا تزوج بناتها من أي شاعر تغزل بإحدى نساء القبيلة, ولما يئست من إقناع شيخ القبيلة بعدالة قضيتي..ركبت الطائرة وسافرت إلى أسبانيا لأعمل دبلوماسيا فيها لمدة ثلاث سنوات, وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أكتب لبلقيس, وكانت تكتب لي..رغم أن بريد القبيلة كان مراقبا...وظل وضع نزار على هذا الحال حتى جاء عام 1969م, فيقول نزار "في هذا العام ذهبت إلى بغداد بدعوة رسمية للاشتراك في مهرجان المربد.. وهناك القيت قصيدة من أجمل قصائدي كانت "بلقيس الراوي" بطلتها الرئيسية:

                          مرحبا يا عراق,جئت أغنيك

                          وبعض من الغناء بكاء

                          أكل الحزن من حشاشة قلبي

                          والبقايا تقاسمتها النساء

                          بعد هذه القصيدة التي هزت بغداد في تلك الفترة, تعاطفت الدولة والشعب العراقي مع قضية نزار ، وتولى القادة البعثيون خطبة بلقيس من أبيها, وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب إلى بيت الراوي في "حي الأعظمية" لطلب يد بلقيس, وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية آنئذ الشاعر الأستاذ شاذل طاقة.

                          ومع بلقيس شعر نزار أنه يعيش في حضن أمه, فظلت بلقيس تعامله كطفل وتعوضه عن بعد أمه فقد كان كثير التنقل ولذا نجد نزارا يكتب لها قصيدة بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما

                          يقول فيها:

                          أشهد أن لا امراة

                          اتقنت اللعبة إلا انت

                          واحتملت حماقتي

                          عشرة اعوام كما احتملت
                          أشهد أن لا امراة
                          قد جعلت طفولتي
                          تمتد خمسين عاما.. إلا انت
                          وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج ، وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً.

                          محن في حياته

                          كانت أول أكبر صدمة في حياته حين توفت والدته عام 1976م, وقد اهتز وجدان الشاعر, فقد وصل ارتباطه بها إلى أقصى درجاته, فهي التي كتب لها قصيدة "خمس رسائل إلى أمي" عندما كان يسافر بسب عمله في الحقل الدبلوماسي, وكان يصف حاله بدونها في "ديوان الرسم بالكلمات" قائلا:

                          ....لم أعثر

                          على امرأة تمشط شعري الأشقر

                          وتحمل في حقيبتها إلي عرائس السكر

                          وتكسوني إذا أعرى

                          وتنشلني إذا أعثر

                          ايا أمي أنا الولد الذي أبحر

                          ولا زالت بخاطره

                          تعيش عروسة السكر

                          فكيف...فكيف... يا أمي

                          غدوت ابا...ولم أكبر

                          ولم تمر سوى أعوام قليلة وتحديدا في 15 ديسمبر 1981 حتى يصدم نزار صدمته الثانية, وكانت في وفاة زوجته وأمه الثانية بلقيس الراوي, التي ماتت في حادث مأساوي تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت على إثر إنفجار هائل بالقنابل وقع بها ويصف نزار قباني هذه اللحظة


                          قائلا"كنت في مكتبي بشارع الحمراء حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ولا أدري كيف نطقت ساعتها: يا ساتر يا رب..بعدها جاء من ينعي إلي الخبر..السفارة العراقية نسفوها..قلت بتلقائية بلقيس راحت .. شظايا الكلمات مازالت داخل جسدي ..أحسست أن بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الابد, وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياها, كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي .



                          ويطلق الشاعر صرخة حزن مدوية, في قصيدة تعد من أطول القصائد المرثيةالتي نظمها نزار قباني, وهي قصيدة بلقيس ونذكر منها:


                          شكراً لكم
                          شكراً لكم
                          فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم
                          أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة


                          ومن المحن أيضا التي مرت عليه كانت وفاة ابنه توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني "
                          يقول :

                          أشيلك، يا ولدي ، فوق ظهري

                          كمئذنة كسرت قطعتين..

                          وشعرك حقل من القمح تحت المطر..

                          ورأسك في راحتي وردة دمشقية .. وبقايا قمر

                          أواجه موتك وحدي..

                          وأجمع كل ثيابك وحدي

                          وألثم قمصانك العاطرات..

                          ورسمك فوق جواز السفر

                          وأصرخ مثل المجانين وحدي

                          وكل الوجوه أمامي نحاس

                          وكل العيون أمامي حجر

                          فكيف أقاوم سيف الزمان؟

                          وسيفي انكسر..


                          وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته ويقول عن موت ابنه: مات ابني توفيق في لندن توقف قلبه عن العمل كما يتوقف قلب طائر النورس عن الضرب، عمره اثنتان وعشرون سنة..وشعره كلون حقول القمح في تموز"يوليو" كان توفيق أميرا دمشقيا جميلا..كان طويلا كزرافة، وشفافا كالدمعة، وعالي الرأس كصواري المراكب.

                          إن رحيل توفيق المفاجئ أكد لي حقيقة لم اكن أعرفها وهي أن الصغار أشجع منا وأكثر منا قدرة على فهم طبيعة هذه الرحلة التي يسمونها الموت.


                          كما حزن على أبيه عند وفاته وكتب إلى أمه قائلا:

                          أتى أيلول يا أماه
                          وجاء الحزن يحمل لي هداياه
                          ويترك عند نافذتي
                          مدامعه وشكواه
                          أتى أيلول، أين دمشق؟
                          أين أبي وعيناه؟
                          وأين حرير نظرته، وأين عبير قهوته
                          سقى الله مثواه!


                          يتنفس شعرا

                          أتجول في الوطن العربي
                          لأقرأ شعري للجمهور
                          فأنا مقتنع
                          أن الشعر رغيف يخبز للجمهور

                          بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .

                          له عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن، كما له عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .

                          أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني" .
                          يقول عن الشعر: لقد فهمت معادلة الحداثة على أنه لا شعر يجب ان يكتب خارج اطار الحديث اليومي. لقد حاولت ما امكنني ان اجعل القصيدة جزءا من المصطلح اليومي للتخاطب. ان انزل من اللغة القديمة أو القاموسية، إلى الشارع العام .
                          وبحسب النقاد كان القباني رائداً لـ "قصيدة التفاصيل الصغيرة" أو ما أطلق عليها "قصيدة التفاصيل اليومية" حيث نجح القباني في خلق ملاحم صغيرة كبيرة في آن واحد.. صغيرة لأنها تعرض لحياة الإنسان العادي البسيط ولهمومه ولأحلامه المنكسرة، وكبيرة لأنها استطاعت أن ترقى إلى صفة الملحمي.

                          المرأة في شعر نزار



                          تأثر نزار قباني كثيرا في شبابه بانتحار اخته "وصال" - وهي من عائلة دمشقية عريقة - انتحرت عندما أرادوا أن يجبروها على الزواج من رجل لا تحبه، فنذر شعره لحب المرأة منذ صدور ديوانه الاول "قالت لي السمراء" عام 1944 ! وأصبح نزار قبانى من وجهة نظر مثقفى الخمسينات مجرد شاعر مترف برجوازي يكتب عن المرأة وجسدها.

                          وعندما اتهمه المثقفون والنقاد بالإباحية في شعره وطالبوا بتكفيره كتب قصيدة يدافع عن نفسه فيها قائلا:
                          يقول عني الأغبياء أني دخلت مقاصر النساء وما خرجت
                          ويطالبون بنصب مشنقتي لأني عن شؤون حبيبتي شعراً كتبت
                          أنا لم أتجر مثل غيري بالحشيش .. ولا سرقت ولا قتلت
                          لكنني أحببت في وضح النهار .. فهل تراني كفرت ؟ !

                          وبعد أن كان نزار يقول عن نفسه أنه:".... مسئولا عن المرأة حتى الموت " و "أننى حارس ليلى على باب المرأة! " نجده يصرح فى لقاء لجريدة الشرق الأوسط قائلا: " أهل من الممكن، إكراما لكل الأنبياء، أن تخرجوني من هذه القارورة الضيقة، التى وضعتنى فيها الصحافة العربية، أى قارورة الحب والمرأة " .

                          معارك شعرية

                          كثيرة هي المعارك التي خاضها نزار عبر شعره ومن هذه القصائد " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان وطالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات بعد نشرها. كما أثارت جدل بين رجال الدين فاعتبروه كافرا وملحدا وفيها يقول:

                          ما الذي يفعله قرص ضياء
                          ببلادي..
                          ببلاد الأنبياء..
                          وبلاد البسطاء..
                          ماضغي التبغ، وتجار الخدر
                          ما الذي يفعله فينا القمر؟
                          فنضيع الكبرياء
                          ونعيش لنستجدي السماء

                          وعن رد الفعل الذي وجده نزار حينما كتب قصيدته "خبز وحشيش وقمر" يقول: "ضربتني دمشق بالحجارة والبندورة والبيض الفاسد حين نشرت في عام 1954 قصيدتي خبز وحشيش وقمر وكانت هذه القصيدة أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني وبين الخرافة" ، ويؤيده في ذلك مؤلف كتاب "أسرار القصائد الممنوعة لشاعر الحب والحرية نزار قباني قصائد خلف الأسوار" محمد رضوان الذي يرى أن نزار كشف الزيف عن حقيقة مجتمعاتنا الشرقية المتواكلة التي تتكلم أكثر مما تعمل بينما الآخرون يتقدمون بالعلم والعمل الجاد المخلص.

                          أيضا أثارت قصيدة "هوامش على دفتر النكسة" جدلا واسعا بعد نشرها لأن شعر نزار قباني قبل نكسة 5 يونيو 1967 وقال:
                          أنعي لكم يا أصدقائي، اللغة القديمة، والكتب القديمة
                          أنعي
                          كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة
                          ومفردات العهر، والهجاء والشتيمة
                          أنعي لكم..أنعي لكم
                          نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة
                          ويقول :

                          إذا خسرنا الحرب لا غرابه
                          لأننا ندخلها..
                          بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابه
                          بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه
                          لأننا ندخلها..
                          بمنطق الطبلة والربابه

                          وبادرت أقلام كثيرة في مصر تدعو بمنع دخول نزار قباني مصر ومنع أغانيه في الإذاعة المصرية، ولكن الرئيس عبد الناصر حسم هذا الموقف إذ علق على الرسالة التي بعث بها إليه نزار قباني في 30 أكتوبر 1967 بما يلي: تلغى كل التدابير التي قد تكون اتخذت خطأ بحق الشاعر ومؤلفاته، يدخل الشاعر نزار قباني إلى الجمهورية العربية المتحدة متى أراد ويكرم فيها كما كان في السابق.



                          ويكتب نزار قصيدة رثاء بعد وفاة عبد الناصر 28 سبتمبر 1970 وقال :

                          السيد نام..السيد نام
                          السيد نام كنوم السيف العائد من إحدى الغزوات
                          السيد يرقد مثل الطفل الغافي في حضن الغابات
                          السيد نام..وكيف أصدق أن الهرم الرابع مات؟
                          القائد لم يذهب أبدا، بل دخل الغرفة كي يرتاح
                          وسيصحو حين تطل الشمس، كما يصحو عطر التفاح
                          الخبز سيأكله معنا

                          وتشغل نزار القضايا القومية ومنها قضية فلسطين وكتب عن أطفال الحجارة قائلا:
                          بهروا الدنيا
                          وما في يدهم إلا الحجارة
                          وأضائوا كالقناديل وجائوا كالبشارة
                          قاوموا وانفجروا واستشهدوا
                          وبقينا دبباً قطبية
                          صفحت أجسادها ضد الحرارة

                          وكتب عن نصر أكتوبر 1973 قائلا:

                          تركت عصور انحطاطي ورائي
                          تركت عصور الجفاف
                          وجئت على فرس الريح والكبرياء
                          لكي أشتري لك ثوب الزفاف
                          رحيل شاعر الحب

                          مات نزار قباني بعيدا عن بيروت التي احبها حيث هجرها بعد مقتل زوجته بلقيس عام 1982،وتوفي بتاريخ 30 أبريل 1998 في لندن ، بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان ومقتل زوجته بلقيس انتقل نزار قباني للعيش في مصر عام 1983 وتعرض لهجوم عنيف هناك من قبل الاعلام المصري على خلفية قصيدة ضد الرئيس أنور السادات انتقده فيها وانتقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام المصري مع اسرائيل.

                          ورغم وجود أصدقاء وقفوا إلى جانبه مثل يوسف ادريس ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين ومحمد عبد الوهاب واعتباره أن مصر أم الدنيا لم تتوقف الحملة ضده طوال عام كامل وخاصة من قبل أنصار التطبيع مع اسرائيل آنذاك وخاصة أنيس منصور .

                          وقرر نزار الانتقال إلى سويسرا عام 1984 وبقي فيها 5 سنوات ثم ذهب إلى لندن عام 1989 وقضى فيها 9 سنوات حتى رحيله.

                          ورحل نزار عن عمر يناهز 73 عاما ، وحتى وإن اختلفنا معه إلا أنه شاعر رحل وبقت كلماته شاهدة على الحب في كل زمان ومكان.


                          
                          






                          في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                          أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                          وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                          Comment


                          • #33
                            رد: مقالات كتبت بنزار قباني

                            نزار قباني البساطة المستحيلة / له حصة في الولع : بقلم قاسم حداد

                            تعرف أنك ستموت، لكن حين يحدث ذلك يكون مفاجئاً، ولحسن الحظ إنك ساعتها لا تكون موجوداً. وحين يحدث ذلك، خصوصاً، لشخص تحبه، يكون الحدث بمثابة الصاعقة، لكونك موجوداً خارج الحدث، ومتلقياً هشاً له. لذلك أشعر بأن الموت هو قدر غير عادل، خصوصاً إذا وقع على الشعراء. يمكننا تفهم الموت حين يحدث للبشر العاديين، لكن أن ينال شاعراً، فهذا ضرب من العبث الذي يتوجب... عدم تأمله. وفي هذا ما يدفعنا إلى الشك في ما يقال عن خلود الشعراء، فماذا يعني أن يبقى الشعر ويموت الشاعر؟ ثم، لماذا يبدو الشاعر قوياً أمام كل شيء فيما عدا الموت؟ لماذا يكون الموت باباً يمر فيه الجميع، أليست هناك استثناءات يخص بها الله مخلوقاته من الشعراء ؟ ثم، ماذا يعني الشاعر قبل الموت وبعده؟ تنتابني مثل هذه الأسئلة كلما فقدت شاعراً. أي شاعر في العالم، كأنهم أًصدقائي أو جيراني الذين أتبادل معهم التحية كل صباح لكي يكتمل وجودي في العالم. وعندما يكون الشاعر قريباً إلى درجة نزار قباني فإن التأمل المقلق سيبلغ مداه وتطرفه. ساعتها أتذكر فيلسوفاً قال ذات مرة أنه (ليس من الحكمة التأمل في الموت، بل في الحياة)، وكأن في مقدورنا حقاً تمييز الحدود (في كياننا) بين الموت و الحياة. دعونا إذن لا نعترف بموت الشاعر.
                            أعرف أنه كان يجتاز مرحلته الحرجة بعد الذبحة الأخيرة. (لماذا سماها الناس ذبحة لولا كونها إشارة إلى قتل). ترى هل أستطيع أن أسمي موت الشاعر قتلاً ؟ أقول كنت أعرف أنه يجتاز ذبحته بصعوبة المقاتل. لكنني عندما سمعت الخبر ارتبكت لدرجة أنني أوشكت على التدهور في الضحك المذعور، كمن لا يريد أن يقبل الفكرة. وأقسى ما في الأمر أن الذي نقل لي الخبر كان قد اتصل لكي يأخذ مني كلمة (بهذه المناسبة)، وكأن موت الشاعر مناسبة لا يجوز تفويتها لإطلاق التصريحات. لحظتها شعرت أن ثمة استهتار بالموتى والأحياء معاً. لوسائل الإعلام أسلوبها الفذ في التنكيل بنا، لكنني وجدت في ذلك الأسلوب (احتفاء) مبالغاً فيه بشاعر يموت توا. وضعت سماعة الهاتف ووقعت في حزن كثيف سلب مني القدرة على الكلام طوال اليوم. كأن حدثاً غامضاً عجزت عن تفسيره حدث لي. اليوم الأول كان يوم الحزن. وفي صباح اليوم الثاني بدأ شعور بالوحشة يسيطر علي، كمن يكتشف فراغا هائلاً في الكون، فثمة شاعر محدد قد غاب عن الحياة. شاعر خاص لم يعد موجوداً معي. شعور الوحشة هذا يجعل من الحياة قاصرة عن إقناعنا بأن لا فرق بين الشاعر وغيره من البشر. فأنت تشعر بالوحشة عندما تفقد صديقاً أو قريباً، لكن حين تفقد شاعراً فإن المسألة تتجاوز الشخص لتنال الكيان كله. الشاعر هو الطبيعة التي تضفي على الحياة إنسانيتها وأسطوريتها في آن واحد. وأسطورية نزار قباني لا تكمن في شعره ولكنها تتجلى في قدرته على الحضور المتناهي في البساطة المستحيلة، تلك البساطة التي لا يفسرها سوى كائن شعري مثل نزار قباني شخصياً.
                            لن أزيده مجداً إذا قلت أنه علمني الدرس الأول في الشعر، لكنها حقيقة تعنيني بدرجة أشعر بحيويتها في تجربتي، وأدرك وحدي خطورتها في تكويني الشعري. وربما نلت مجداً مضاعفاً إذا صرحت بها في هذا السياق الحزين. فأنا جزء صغير من جيل شاسع أخذ من نزار قباني الدرس الشعري مبكرا. وربما كان نزار قباني قد أتاح للغة التعبير الشعري درساً في الحب لم يعرفه من قبل. وعندما كنت أنسخ كتبه وأحفظها عن ظهر قلب (مثل الملايين غيري) لم أكن أشعر بأنه درسي الأول، ربما لأن المعنى الفني يأتي لاحقاً، ويعنيني هنا المعنى الإنساني الغامض (لحظتها)، والمتصل بشهوة الحرية المكبوتة التي كانت ستينات هذا القرن تدخرها لجيلنا، وهو يجد في البحث عن آفاق ينطلق بها بعناصر مختلفة تسعفه للتعبير عن ذاته. نزار قباني كان مكوناً جوهرياً لذواتنا الإنسانية والفنية بعد تفتح وعي الذات لذاتها. فالذين وجدوا في نزار قباني شخصاً يمس شغافهم العاطفية، تيسر لهم لاحقاً أن يرقبوه بوله وهو يمس الشغاف الأخرى بطريقته الغير قابلة للتقليد (دون فضيحة).
                            أقول دون فضيحة، لكي أشير إلى الفضيحة الرائعة التي قادني إليها تقليدي المبكر لكتابته. ففي تجاربي الأولى كنت مقلداً لبعض نصوصه بصورة جعلتني أعلن أنني كنت قادراً على تقليد شاعر كبير مثل نزار قباني. ولم يكن ذلك دون فضيحة. أذكر أن الأستاذ محمود المردي (رئيس تحرير جريدة الأضواء البحرينية أوائل الستينات) كان يقرأ كل المحاولات الشعرية التي ترد إلى الجريدة آنذاك ويرد عليها شخصياً في باب القراء. أذكر أنه كتب لي ذات مرة جوابا على (قصيدة بعنوان : الأسطورة الصفراء) أرسلتها للجريدة قائلاً : " إن هذه القصيدة صورة مهزوزة من نزار قباني". يومها اعتبرت تلك الفضيحة شهادة اعتراف بأنني يمكن أن أفشل في تقليد نزار قباني، لكنني أيضاً بدأت أكتشف كيف يمكن أصنع من هذا الفشل وتلك الفضيحة الرائعة مستقبلاً جديراً بالمحاولة. أذكر هذه الحادثة الآن، لكي أشير إلى عدة أمور : منها أننا كنا نتلقى الدرس الشعري على أيدي شعراء كبار ونعترف بفشلنا في تقليدهم. ومنها أيضاً أن ذلك الاعتراف كان (معترفاً به) من قبل رؤساء تحرير يتحملون مسؤولية الجانب الثقافي والأدبي في صحفهم، بصورة تدفعهم إلى قراءة تلك المحاولات والرد عليها بصراحة وصرامة تكبحان أي إدعاء فارغ يمكن أن يمارسه شخصٌ يزعم أنه شاعر لمجرد أنه قلد شاعراً آخر. ومنها، خصوصاً، أن ما يحدث الآن في الساحة الأدبية أن الذين يكتبون محاولاتهم الأولى (وهم يقلدون الشعراء) يحصلون على الفرصة كاملة لأن يعلنوا (شعريتهم) بدون أي اعتراف بالفشل، بل وبتشجيع مريب من قبل أشخاص لا يفقهون شيئاً في الأدب، لكي يختلط على الجميع (إلا قليلاً) بأن هؤلاء هم الشعراء الذين يصرون على التعامل معهم على هذا الأساس.
                            الآن، يمكن القول أن غياب شاعر مثل نزار قباني، من شأنه أن يجعلنا نتأكد من الوسائل المعتمدة في تقييم الشعر والشعراء الذين يروجون ويروج لهم، فيما هم (صور مهزوزة) من عشرات الشعراء الحقيقيين، دون أن يرف لهم جفن، ودون أن يردعهم رأي رصين وصارم. ولعل التكريم الحقيقي لتجربة خطيرة مثل نزار قباني هو أن يكف المقلدون عن تقليد مستمر يستغرق حياتهم كلها، وليس مجرد بواكير محاولاتهم الأولى. الآن سوف أشعر بالحزن والوحشة بصورة مضاعفة، عندما أرقب النسخ المكررة لنزار قباني وغيره من التجارب، في ساحة واسعة من الكتابة دون الاعتراف بأن الفرق بين الموهبة وبين التقليد كبير بشكل فاجع، ويتوجب عدم المجاملة بشأنه. وإلا فإننا سوف نبالغ في التنكيل بنزار قباني إذا خلطنا بين التجليات الفنية والإبداعية لمدرسة نزار قباني، ومئات (الصور المهزوزة) لقصائده التي يجري تداولها بوصفها تجارب شعرية متميزة.


                            سوف يتضاعف الآن المعجبون بنزار قباني لكونه أصبح تجربة مكتملة الحياة والشعر. فهذا شاعر لا يمكن العبور عليه دون اتخاذه درساً لنوع خاص وشخصي من الكتابة. وعلينا أن نكتشف الفرق بين الأسطورة والواقع في هذه التجربة. فأحياناً تكون المبالغة في الحب ضرباً من الإساءة، تماماً مثل المبالغة في الموت.. لكي يبدو كما لو أنه نوع من القتل. أعني أن ثمة من سيمارس قتلاً لنزار قباني عندما يعتبره (آخر الأنبياء)، أو أنه الشاعر الذي يجب ما قبله وما بعده. لأن هذا الضرب من المديح من شأنه أن يحول التجربة الحية إلى تمثال من الرخام يتوجب صقله، خصوصاً إذا عرفنا أن من يحاول أن يصقل القمر سوف يعمل على تكديره وتشويه طاقة الضوء فيه. ويقيني أن أجمل تكريمٍ لشاعرٍ يموت سوف يتجلى دائماً في صورة احترام الشاعر الذي يولد.
                            لماذا أذهب في هذه التداعيات بعيداً عن الرثاء المتوقع في مثل هذا الموقف؟ الحقيقة أنني لا أعرف تماماً السبب المباشر لهذا النزوع، لكنني أشعر بأن ثمة أسلوب مختلف أتوق للتعبير عنه وأنا أقول عن حزني الخاص تجاه فقدٍ فادحٍ على هذه الشاكلة. ربما لأنني أذهب إلى مقاومة شعور الوحشة الذي ينتابني جراء هذا الفقد. ولو أنني أطلقت لنفسي الحرية أكثر للمزيد من التداعيات، فإن لدي من البوح الكثير مما يمس صميم تجربتي الشعرية بوصفها تجربة تعلمت في مدرسة نزار قباني، ليس على الصعيد الشعري فحسب، ولكن في المجال الإنساني خصوصاً. وحين أقول هذا إنما أحب أن أشير بأن الشاعر الذي لا يعترف (أمام نفسه) بالأساتذة الذين تلقى على تجاربهم دروسه الأولى سيكون أقل جدارة من المسؤولية الإبداعية التي تستدعي الوضوح أمام الذات. ومن جهة أخرى فإن تلقي الخبرة وصقل الموهبة لا ينشأ من فراغ متوهم، ولكنه ينهض من حقيقة كونية مفادها أن الإبداع هو ضرب من الشبكة المتصلة بالعديد من الخبرات الفنية والإنسانية المتراكمة، هذه الخبرات التي لا تصبح هواءً لقلب الشاعر وروح النص إلا بحرية الاعتراف بها وتمثلها وتقديم الشكر العظيم لها.*
                            في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                            أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                            وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                            Comment


                            • #34
                              رد: مقالات كتبت بنزار قباني

                              نزار قباني في ذكرى رحيله الثانية عشرة ... حضور أقوى من الغياب

                              بقلم د. نبيل طعمة
                              يتمتع الشاعر الراحل نزار قباني بحضور قصيدته عبر أجيال متنوعة من متذوقي الشعر سواءً من حيث حضور هذه القصيدة كنص شفهي أو حتى عبر الأغنية العربية التي أفادت كثيراً من شعبية ووضوح نصوصه التي قاربت الملحمة الشعرية وعبرت عن أحاسيس الملايين من عشاق الأرض والإنسان.

                              كما يعتبر شعر نزار قباني من النصوص الشفهية التي حافظت على كينونتها عبر الصوت الذي تمثل في إلقاء هذا الشاعر العبقري لقصائده بصوته في أكثر من مناسبة فالقصيدة القبانية لا تكتمل إلا بتصويتها أي جعلها صوتاً يخرجها من خرسها على الورق إلى وجودها الفيزيائي أو ما يسمى باللوغوس المنطوق المعقول داعماً ذلك بقوله.. ما أقسى القصيدة التي لا تلقى.. إن طعمها في الحلق يصبح كطعم العصفور الميت.

                              ولهذا يعتبر النقاد أن قصيدة نزار هي قصيدة الصوت وليست قصيدة الكتابة حيث الأماسي الشعرية هي من سمح لهذه الموهبة بالظهور والتحقق عبر صوت الشاعر ذاته مبررين كلامهم بأن شعر نزار يحيل أشياء العالم إلى أصوات تغدو في متناول الشاعر ويتجلى ذلك بقوله.. تصبح يد حبيبتي مكان يدي..وفمها كتاباً أقرؤه قبل أن أنام..ودبوسها المنسي على الطاولة..حمامةٌ لا تريد أن تنام.

                              وما يثير الانتباه في شعرية قباني الحضور الكبير لدمشق كمكان وكعشيقة أبدية للشاعر ما برحت تحفر في صوته وجسده إذ خص قباني هذه المدينة بكتيب طارت شهرته في كل أرجاء الأرض بعنوان دمشق..نزار قباني حيث يقول الشاعر عن هذا الكتاب.. دمشق نزار قباني..عنوان يشبهني أكثر من كل التصاوير التي أخذت لي منذ ولادتي حتى اليوم..عنوان يجعلني محفوراً في ذاكرة الناس كما رباعيات الخيام وسونيتات بيتهوفن وخمريات أبي نواس.

                              ويتجلى عشق نزار لدمشق من خلال عدة مقطوعات شعرية لعل أهمها قصيدته المعنونة ب دارنا الدمشقية التي يرسم عبرها دمشقه الصغرى وبيته العتيق الذي ولد فيه في 21 آذار من عام 1923.

                              ويقول قباني في هذه القصيدة.. هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطرٍ..بيتنا كان هذه القارورة..ولكن ثقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلم قارورة العطر بل أظلم دارنا..والذين سكنوا دمشق.. تغلغلوا في حاراتها وزواريبها الضيقة.. يعرفون كيف تفتح لهم الجنة ذراعيها من حيث لا ينتظرون.

                              ورغم سفر الشاعر الكثير بسبب عمله في السلك الدبلوماسي وابتعاده عن دمشق لسنواتٍ طويلة إلا أن نزار قباني يردد.. أبجديتي الدمشقية ظلت متمسكة بأصابعي وحنجرتي وثيابي وظللت ذلك الطفل الذي يحمل في حقيبته كل ما في أحواض دمشق من نعناع وفل وورد بلدي.

                              وتحتل المرأة في شعر قباني مكان الصدارة من خلال تكثيف العالم في هيئة امرأة معشوقة كما في مجموعاته الشعرية التي بدأها بديوانه الأول قالت لي السمراء1944 و يوميات امرأة لا مبالية1968 وقصائد متوحشة 1970 حيث تتربع الأنثى على الخطاب الشعري لنزار دامجاً بينها وبين الكون والحياة والمصير.

                              يقول قباني: بعينيك يبدأ تاريخ الفرات..ويبدأ حزني الجميل الذي يتكلم سبع لغات .ويبدأ عشقي العظيم الذي..يتسلق جدارنك كالنبات.

                              كما تتحول المرأة في النص الشعري القباني إلى هيئة الأرض ولأنها الأنثى الأرض تصير هذه المرأة كائنا سحريا يقبع بين الممكن والمستحيل لتؤسس المكان بحضورها اللامرئي ولتصبح مكمن المعرفة والمغامرة.

                              يقول نزار أحبك قبل الأنوثة..بعد الأنوثة..شرق الأنوثة..غرب الأنوثة..يا امرأةً لا أراها..ولكنها في جميع الجهات.

                              وتغدو الأنثى المستحيلة في شعر نزار تاريخاً للجمال والجميل من خلال مفردات امتاز بها نصه الشعري على نحو.. الحرير.. الياسمين.. الطيور.. الزهور..العطر ..العصافير.. عابراً بذلك إلى الأنثى المتعالية بذاتها التي ستنقرض الحياة بلا وجودها في حياته ولتصير المرأة هي الثبات والضمان لفعل الحياة ذاتها ولتاريخ هذه الحياة.

                              ويقول نزار: لأشهد أنك آخر بيتٍ من الشعر يروى..وآخر مروحةٍ من حرير..وآخر طفلٍ في عائلة الياسمين.

                              ويقول الشاعر أدونيس في تجربة نزار قباني الشعرية إن نزار كان منذ بداياته الأكثر براعة بين معاصريه من الشعراء العرب في الإمساك باللحظة التي تمسك بهموم الناس وشواغلهم الضاغطة وبخاصة همومهم المكبوتة والمهشمة إلى أكثرها إيغالاً بالحلم والحق في حياةٍ أفضل.

                              ويعزو أدونيس إعجاب الناس بشعرية نزار قباني إلى قدرة هذا الأخير بابتكار تقنية لغوية وكتابية خاصة تحتضن مفردات الحياة اليومية بتنوعها ونضارتها لتشيع فيها النسيم الشعري صانعاً منها قاموساً يتصالح فيه الفصيح مع الدارج والقديم مع الحديث والشفوي مع الكتابي.

                              وقال محمود درويش في تجربة نزار قباني إنها كانت فوق التجارب منصرفاً لمخاطبة مراهقتنا وكان يقول أشياء لا تقال فبشعره كان يستطيع قول كل شيء.


                              
                              






                              في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                              أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                              وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                              Comment


                              • #35
                                رد: مقالات كتبت بنزار قباني

                                نزار قباني في ذكرى رحيله الثانية عشرة ... حضور أقوى من الغياب

                                بقلم د. نبيل طعمة
                                يتمتع الشاعر الراحل نزار قباني بحضور قصيدته عبر أجيال متنوعة من متذوقي الشعر سواءً من حيث حضور هذه القصيدة كنص شفهي أو حتى عبر الأغنية العربية التي أفادت كثيراً من شعبية ووضوح نصوصه التي قاربت الملحمة الشعرية وعبرت عن أحاسيس الملايين من عشاق الأرض والإنسان.

                                كما يعتبر شعر نزار قباني من النصوص الشفهية التي حافظت على كينونتها عبر الصوت الذي تمثل في إلقاء هذا الشاعر العبقري لقصائده بصوته في أكثر من مناسبة فالقصيدة القبانية لا تكتمل إلا بتصويتها أي جعلها صوتاً يخرجها من خرسها على الورق إلى وجودها الفيزيائي أو ما يسمى باللوغوس المنطوق المعقول داعماً ذلك بقوله.. ما أقسى القصيدة التي لا تلقى.. إن طعمها في الحلق يصبح كطعم العصفور الميت.

                                ولهذا يعتبر النقاد أن قصيدة نزار هي قصيدة الصوت وليست قصيدة الكتابة حيث الأماسي الشعرية هي من سمح لهذه الموهبة بالظهور والتحقق عبر صوت الشاعر ذاته مبررين كلامهم بأن شعر نزار يحيل أشياء العالم إلى أصوات تغدو في متناول الشاعر ويتجلى ذلك بقوله.. تصبح يد حبيبتي مكان يدي..وفمها كتاباً أقرؤه قبل أن أنام..ودبوسها المنسي على الطاولة..حمامةٌ لا تريد أن تنام.

                                وما يثير الانتباه في شعرية قباني الحضور الكبير لدمشق كمكان وكعشيقة أبدية للشاعر ما برحت تحفر في صوته وجسده إذ خص قباني هذه المدينة بكتيب طارت شهرته في كل أرجاء الأرض بعنوان دمشق..نزار قباني حيث يقول الشاعر عن هذا الكتاب.. دمشق نزار قباني..عنوان يشبهني أكثر من كل التصاوير التي أخذت لي منذ ولادتي حتى اليوم..عنوان يجعلني محفوراً في ذاكرة الناس كما رباعيات الخيام وسونيتات بيتهوفن وخمريات أبي نواس.

                                ويتجلى عشق نزار لدمشق من خلال عدة مقطوعات شعرية لعل أهمها قصيدته المعنونة ب دارنا الدمشقية التي يرسم عبرها دمشقه الصغرى وبيته العتيق الذي ولد فيه في 21 آذار من عام 1923.

                                ويقول قباني في هذه القصيدة.. هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطرٍ..بيتنا كان هذه القارورة..ولكن ثقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلم قارورة العطر بل أظلم دارنا..والذين سكنوا دمشق.. تغلغلوا في حاراتها وزواريبها الضيقة.. يعرفون كيف تفتح لهم الجنة ذراعيها من حيث لا ينتظرون.

                                ورغم سفر الشاعر الكثير بسبب عمله في السلك الدبلوماسي وابتعاده عن دمشق لسنواتٍ طويلة إلا أن نزار قباني يردد.. أبجديتي الدمشقية ظلت متمسكة بأصابعي وحنجرتي وثيابي وظللت ذلك الطفل الذي يحمل في حقيبته كل ما في أحواض دمشق من نعناع وفل وورد بلدي.

                                وتحتل المرأة في شعر قباني مكان الصدارة من خلال تكثيف العالم في هيئة امرأة معشوقة كما في مجموعاته الشعرية التي بدأها بديوانه الأول قالت لي السمراء1944 و يوميات امرأة لا مبالية1968 وقصائد متوحشة 1970 حيث تتربع الأنثى على الخطاب الشعري لنزار دامجاً بينها وبين الكون والحياة والمصير.

                                يقول قباني: بعينيك يبدأ تاريخ الفرات..ويبدأ حزني الجميل الذي يتكلم سبع لغات .ويبدأ عشقي العظيم الذي..يتسلق جدارنك كالنبات.

                                كما تتحول المرأة في النص الشعري القباني إلى هيئة الأرض ولأنها الأنثى الأرض تصير هذه المرأة كائنا سحريا يقبع بين الممكن والمستحيل لتؤسس المكان بحضورها اللامرئي ولتصبح مكمن المعرفة والمغامرة.

                                يقول نزار أحبك قبل الأنوثة..بعد الأنوثة..شرق الأنوثة..غرب الأنوثة..يا امرأةً لا أراها..ولكنها في جميع الجهات.

                                وتغدو الأنثى المستحيلة في شعر نزار تاريخاً للجمال والجميل من خلال مفردات امتاز بها نصه الشعري على نحو.. الحرير.. الياسمين.. الطيور.. الزهور..العطر ..العصافير.. عابراً بذلك إلى الأنثى المتعالية بذاتها التي ستنقرض الحياة بلا وجودها في حياته ولتصير المرأة هي الثبات والضمان لفعل الحياة ذاتها ولتاريخ هذه الحياة.

                                ويقول نزار: لأشهد أنك آخر بيتٍ من الشعر يروى..وآخر مروحةٍ من حرير..وآخر طفلٍ في عائلة الياسمين.

                                ويقول الشاعر أدونيس في تجربة نزار قباني الشعرية إن نزار كان منذ بداياته الأكثر براعة بين معاصريه من الشعراء العرب في الإمساك باللحظة التي تمسك بهموم الناس وشواغلهم الضاغطة وبخاصة همومهم المكبوتة والمهشمة إلى أكثرها إيغالاً بالحلم والحق في حياةٍ أفضل.

                                ويعزو أدونيس إعجاب الناس بشعرية نزار قباني إلى قدرة هذا الأخير بابتكار تقنية لغوية وكتابية خاصة تحتضن مفردات الحياة اليومية بتنوعها ونضارتها لتشيع فيها النسيم الشعري صانعاً منها قاموساً يتصالح فيه الفصيح مع الدارج والقديم مع الحديث والشفوي مع الكتابي.

                                وقال محمود درويش في تجربة نزار قباني إنها كانت فوق التجارب منصرفاً لمخاطبة مراهقتنا وكان يقول أشياء لا تقال فبشعره كان يستطيع قول كل شيء.


                                
                                




                                في كل يوم يصلب الانسان الف مرة ومرة ويصلب الوطن على طريق الجلجلة يسير شعب يحمل المسمار والصليب لانه يعيش في موطنه الحنون كالغريب وزهرة الخلاص في يديه مقصلة وسائر على طريق الجلجلة قد كللته المحنة السوداء بالسواد ومزقته اربا رصاصة الاحقاد
                                أنا لا أحد وأنت،من تكون؟هل أنت أيضاً لا أحد وإذاً فثمة إثنان منا، إياك أن تخبرأحدا!وإلاألقوا بنا في المنفى
                                وراء كل فوضى واشنطن وتل أبيب

                                Comment

                                Working...
                                X