أظهرت الدراسة التي أعدتها دائرة الإعلام في شركة “ابسوس” للأبحاث والدراسات أن الأردنيات، وعلى الرغم من تأخر الأردنيين من الذكور عن معظم المراكز الأولى في استخدامات تكنولوجيا المعلومات، احتللن المرتبة الأولى عربيا في استخدام الانترنت حيث شكلن 44.9% من مجمل مستخدمي الانترنت في الأردن، مقابل 36.4% للبنانيات اللواتي حللن بالمركز الثاني، كما حلت الأردنيات في المركز الأول في نسبة قارئات الصحف عبر الانترنت بـ 39.9% من مجمل قراء الصحف الالكترونية في بلادهن فيما حلت اللبنانيات ثانيا بنسبة 33.6%. .

وعلى صعيد مواقع التواصل الاجتماعي جاءت الأردنيات أولا عربيا بنسبة 36.3% من مجمل المشتركين وجاءت السعوديات ثانيا بـ 32.7%، وحصدت اللبنانيات لقب الأكثر قراءة بين نساء العالم العربي بنسبة 59% من مجمل القراء في لبنان فيما احتلت الأردنيات المركز الثاني عربيا في نسبة القراءة حيث شكلت القارئات الأردنيات 54.8%..


ولم تتوقف المنافسة بين اللبنانيات والأردنيات عند استخدامات الانترنت بل امتدت للألعاب الالكترونية والفيديو جيم التي شكلت الأردنيات فيها نسبة 38.7% من مجمل المستخدمين مقابل 34.2% للبنانيات مما يؤكد أن الإرث الثقافي الكبير ومناخ الحرية والانفتاح قد جعل من المرأة الأردنية واللبنانية نموذجا لدخول المرأة العربية لعصر “الديجيتال”.


ما بين الفضائيات والإشاعات:


أدى مناخ الحرية والانفتاح النسبي الذي شهدته دول الأردن ومصر ولبنان في السنوات الأخيرة إلى ظهور عدد من القنوات الفضائية الخاصة التي ساهمت في رفع سقف العمل الإعلامي لهذه الدول وهو ما كرس التلفزيون كمصدر المعلومات الأول للمواطن في هذه البلدان بنسبة 54% مقابل 23% فقط لدى المواطن الخليجي في دول السعودية والإمارات والكويت التي تبدو فيها الساحة الإعلامية أقل تنافسية من جاراتها في مصر ولبنان والأردن، فيما تصدر الانترنت المشهد الإعلامي كمصدر أساسي للمعلومات في دول الخليج العربي بنسبة 48% مقابل 22% في مصر والأردن ولبنان مما يعزيه البعض للتقدم الكبير الذي تشهده دول الخليج في مجال البنى التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي أدى للانتشار الواسع للانترنت واستخداماته.


ويبدو أن الانفتاح الإعلامي وسياسة الشفافية التي بدأت تنتهجها وسائل الاعلام العربية قد حدت من ظاهرة الاعتماد على الأخبار الشفوية غير موثقة المصدر إضافة للتغيرات الاجتماعية التي طالت المجتمع العربي وقللت من حجم التواصل الاجتماعي بين الناس.


فكان الأردن الذي سجل المعتمدون فيه على الأخبار الشفوية والتي تشكل الإشاعات معظمها نسبة 11.6% ، ظاهرة استثنائية، الأمر الذي رأت الدراسة بأنه يعكس موروثا اجتماعيا وثقافيا متجذرا في الهوية الأردنية التي مازالت تعتمد على كلمة “سمعت” التي عادة ما يبدأ الأردنيون أحاديثهم بها وأصبحت من السمات المميزة للشخصية الأردنية.


فيما بلغت نسبة من يعتبرون أن المعلومات الشفهية التي يتناقلها الناس مصدر أساسي لمعلوماتهم 6.2% في الكويت ولبنان ثم مصر 5.4% فالسعودية بنسبة 3.8% والإماراتيون أخيرا بنسبة 1.7% .


وقد جاءت الدراسة التي أعدتها دائرة الإعلام في شركة “ابسوس” للأبحاث والدراسات على هامش مؤتمر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي عقد في الأردن برعاية ملكية وبحضور أكثر من 500 شخصية عالمية وعربية من خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشملت الدراسة 6 دول عربية هي الأردن ومصر ولبنان والمملكة العربية السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية.


شـــــــــــــــــــــــــــــــــو رأيكون ؟