يقوم بعض من أصحاب الماشية غير الأمناء، بعملية غش الحليب، من اجل الربح القبيح، قبل توريده لمصانع الألبان. وطرق الغش كثيرة، لن ندخل في تفاصيلها، لكن أهمها تخفيف الحليب بالماء لزيادة وزنه، أو غلي الحليب لقشد ( قشط) زبدته، وبذلك يصبح الحليب أما مخفف أو حليب خالي الدسم!!!

FPRIVATE "TYPE=PICT;ALT="

وهناك من يحاول أن يبيع حليب الأبقار والأغنام المصابة بأمراض جرثومية، مما يؤدي للإصابة بأمراض متنوعة للمستهلك!!. ونحن كمؤمنين لنا لبن روحي !!! ينبغي أن نأخذه كل يوم وخاصة في طفولتنا الروحية، وهذا ما أكده القديس بطرس "وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش( كلمة الله ) لكي تنمو به" ( 1 بطرس2:2 ).
وما أريد أن أتكلم به في هذه السطور عن ثلاث أنواع رئيسية من الغش الغذائي في تقديم كلمة الله للسامعين.
أولاً: كلام بلا دقة ( مخفف التركيز )
إن كل مؤمن حديث الإيمان عليه أن يأخذ أقوال الله الصادقة لكي يتغذى بها، وبنفس الوقت أن لا يقبل أي تعليم من الناس ربما يكون كحليب مغشوش، فقد يقول قائل: إذا حُرجتَ في موقف وتريد الخروج منه اكذب !! فبطرس أنكر الرب وكذب قائلا إني لا أعرف الرجل ….
هذا هو الغش بتخفيف كلمة الله!!! الذي يؤدي إلى استخفاف بوصية الله ( لا تكذب ). وأما لماذا ذكر الكتاب خطية بطرس الرسول فنقول أن الكتاب يتكلم عن حادثة فهو لا يعلمنا أن ننكر أو نكذب بل لكي يحذرنا أن لا نسقط في نفس الخطية!! إذا أيها الأخوة والأخوات دعونا لا نقبل باللبن المخفف المغشوش، الذي من السهولة قبوله كما حدث قديما مع مؤمني كورنثوس وانخدعوا برسل الكذبة !! ( 2كورنثوس13:11) لذلك يوضح بولس الرسول أنّ رسل المسيح يقدمون كلام نقي غير مغشوش "لأننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله لكن كما من إخلاصٍ بل كما من الله نتكلم أمام الله في المسيح " ( 2كورنثوس17:2 ) وأكد ذلك مرة أخرى "…ولا غاشين كلمة الله بل بإظهار الحق .." ( 2 كورنثوس2:4 ).
ثانياً: كلام بلا زبده ( منزوع الدسم )
كما أننا يجب أن نتحذر من اللبن المنزوع الدهن!! ( خالي الدسم ) وهذا النوع يمكن أن يكون عندما يكتفي أحدنا طول الأسبوع بعظة مقدمة من شخص لم يشبع من دسم كلمة الله!!! وهذا سيؤدي بنا أن نتضور جوعاً وإذا استمرت الحالة هكذا سيؤدي إلى الضعف الروحي !! لنتذكر وعد الرب لنا" استمعوا لي استماعاً وكلوا الطيّب ولتلذذ بالدسم أنفسكم" ( إشعياء 2:55 ) وأيضاً " كما من شحمٍ ودسمٍ تشبع نفسي وبشفتي الابتهاج يُسبحك فمي " ( مزمور 5:63 ) نعم أمامه شبع سرور وفي يمينه نعم إلى الأبد.
ثالثاً: كلام بلا صحة ( مفرزٍ للسموم )
إن أخطر شئ يمكن أن نتعرض له هو إذا تناولنا لبن فاسد به جراثيم مما يؤدي إلى أمراض متنوعة، ونفس الشيء يحدث في الحياة الروحية، فهناك اللبن المفرز به سموم التعاليم الرديئة، مما يعرضنا إلى أمراض روحية، فالذي يتناول اللبن الغير المغشوش، يستطيع أن يُميز اللبن المملوء بالجراثيم، وهذا ما فعله بولس الرسول عندما رفض العرافة التي كانت تنادي بطريق الخلاص ( أعمال 16:16-18) فقد أدرك الرسول بولس أن هذا كلام مسموم ومغشوش، فالمسيح هو الطريق الوحيد للخلاص وليس كما نادت العرافة أنه طريق من عدة طرق !!! .
ليت الرب يعطينا عيون مفتوحة وروح تمييز لكي لا ننخدع في أي كلام ربما يكون كحليب مغشوش.
إن من يتناول لبن كلمة الله يوميا سوف يستطيع ان يميز أي غش يمكن أن يتعرض له، ولابد له أن ينموا في النعمة وفي كل شيء وبذلك يستطيع أن يتناول الطعام القوي للبالغين أي تصبح حواسه مدربة على التمييز الروحي في كل شيء.