"عمر الفرا".. شاعر البداوة الحمصي

تكاد تنطبع محافظة "حمص" شعرياً، باسم الشاعر الكبير "عمر الفرا" الذي تميز بقصائده البدوية وبإلقاء مملوء بالشغف والإتقان.

ولد الشاعر الشعبي السوري "عمر الفرا" في مدينة "تدمر" السورية ذات الطبيعة التاريخية والصحراوية، وله طريقة أداء مميزة في الشعر، بدأ كتابة الشعر الشعبي منذ عمر الثالثة عشرة، عمل بالتدريس في "حمص" لمدة 17 عاماً، ثم تفرغ للأعمال الأدبية.

عندما بلغ "عمر الفرا" عامه الرابع والعشرين تحول إلى كتابة الشعر الشعبي الذي انتشر كالنار في الهشيم، وتعلق به الناس وحفظه الأطفال عن ظهر قلب في بلاد الشام.

يلقي "الفرا" قصائده ارتجالاً، بعيداً عن الأوراق دون تلعثم أو تلكؤ أو سكوت يوحي بالنسيان، وقصائده تلامس كل شرائح المجتمع سواء كانت "غزلية- وطنية- قومية- اجتماعية" وأخص بالذكر القضايا الاجتماعية العاطفية المتكررة والتي تشعر المتفرج بأنه معني بهذه القصيدة أو تلك .

عرف عن "الفرا" نظمه للقصائد التي تمس القضايا الاجتماعية، وتحكي قصصاً ذات أهداف وأبعاد تثقيفية، وروّجت قصائده عبر شرائط الكاسيت لقدرته الأدائية المحببة، ذات اللهجة البدوية الخاصة.

ألقى "الفرا" الشعر، واستضيف في جميع البلدان العربية عدا مصر واليمن والسودان.

ومعروف عنه أنه لا يفضل السفر أو الإلقاء خارج نطاق وطنه العربي، له (5) دواوين شعبية وديوان باللغة العربية الفصيحة من الشعر المقفى الموزون.

في قصائد "الفرا" تشعر بأنه يحترق في كل مرة وكأنها أول مرة، الليل ملهم هذا الشاعر البدوي، يكتب بعد الواحدة بعد منتصف الليل.. ويستمر في كتابة القصيدة حتى تنتهي في الصباح وأحيانا يستمر لليلة الأخرى..

حضوره على المسرح مميز لا ينكر، وهذا مفتاح هام من مفاتيح نجاح أي شاعر، عندما يصفق له الجمهور لا ينتظر انتهاء التصفيق، بل يصمت قليلاً ثم يتابع إلقاءه، ما يضطر الجمهور إلى الهدوء للاستماع، وهذا نوع من التحكم بإيقاع الصالة يسيره "الفرا" وفق ما يشاء.‏

نجاح "الفرا" الحقيقي يكمن في أنه يعمل بذكاء ويعزف على الأوتار الساخنة التي تلقى رواجاً بين جيل الشباب، مثل قصص الحب والحيار وتحدي الحبيب لموقف أهل الحبيبة، وخير مثال على ذلك قصيدة (قصة حمدة) التي جعلت له جمهوراً عربياً كبيراً بدأت علاقته به بعد هذه القصيدة الشعبية، باللهجة البدوية الأصيلة التي تتحدث عن معاناة فتاة بدوية أرادت عائلتها إجبارها على الزواج من ابن عمها فتقول له:

ما أريدك/ ما أريدك حتى لو/ تذبحني بيدك/ ما أريدك/ ابن عمي../ ومثل اخويَ/ ودم وريدي/ من وريدك/ أما خطبة/ لا يا عيني/

لاني نعجه/ تشتريها ولاني عبده/ من عبيدك/ ما أريدك....

ومن دواوينه أيضاً: "حديث الهيل، الأرض إلنا، كل ليلة، وأصدر ديوان: الغريب، باللغة الفصيحة".