الإنسان منذ وجوده الأول وحتى نهايته يحكمه إن شاء أو أبى

أنانيته فربما نصادف شخص يتحلى بصفات نتمنى لو أنها فينا أو لو أن كل الأشخاص الذين نعرفهم ويعيشون بالقرب منا يمتلكون صفاته أو شيء منها

فلنفترض أن هذا الشخص ارتسم أمامنا وبكثير من المواقف وبصورة مثالية والى درجة لم نتصور وجودها فكان رجلا بمعنى الكلمة ولا يرضى بالخطأ ويتصرف بتفاني وتفهم ومواقفه رجولية وتصرفه دائما مدروس

أريد أن أؤكد أن هناك عدد من الأشخاص حول هذا الإنسان المثالي يرون فيه شيء غير صحيح ولا يرضون عنه ويشاهدون في مقاطع حياته الكثير من العثرات ولهم فيه انتقادات واسعة

هذه حقيقة انه عندما أرى فيك أنت شخصيا ما يعجبني ويثير حماستي لأقتدي بك فهناك أشخاص آخرون يرونك بصورة مختلفة

وهنا أريد أن أقول أن الصور المختلفة والمتفارقة لنفس الإنسان ليس المسؤول عنها هذا الإنسان بل كل من يعيش حوله لان كل منهم يحمل ألاف الصفات والمكونات المختلفة عن غيره حتى المقربين منهم

فلم يخلق الشخص الذي يجمع كل الناس على صفات وخلفية مصورة عند الجميع عنه وفي هذا دليل على أن الأشخاص يرسمون صورتك حسب الانطباعات والمواقف والدواعي الشخصية فيهم مع العلم بأنك أنت واحد لا تتغير

فيا سيدي القارئ أنت الآن ضع نفسك مثالا وقس على الحالة التي ستصل إليها خذ 10 من الأشخاص الذين يعيشون حولك 5 ذكور و5 إناث واخلط فيما بينهم بين الأصدقاء والأقارب والزملاء......

وأنت توقع الخلفية في عقل كل واحد منهم ودونها إما على أوراقك أو في ذاكرتك ستصل إلى الشخص الخامس باسوء الأحوال للتتأكد من انك شخص تقريبا مختلف بساحات تفكير كل منهم

هذه ربما حقيقة سيقنع كل منكم ذاته بأنه يعرفها ولم يكن بحاجة لقراءتها حتى يتذكرها ولكن الحقيقة بأننا لا نعطيها اهتمام مع أن العلم بهذه الفرضية يعطينا القدر بأن نستطيع بكل بساطة أن ننطلق بتعاملنا مع الجميع بشكل منفرد أي بحسب ملكاته وقدراته ونستطيع أن نكون قريبين من الحد المطلوب...........





أما عن ماهية الإنسان فغابة يصعب اكتشافها بكل طرف فيها ولكن هناك

شمس ضرورية لاستمرار الحياة في الغابة وفي كل هذا الكون وهي الأنانية

من منا لا يملك مليار طن من هذه المادة؟؟ إن وجد من يقول أنا فانه يكذب على نفسه بداية ويحاول الكذب على الآخرين ويعود على نفسه في النهاية ...ويثبت صحت وجود هذه المادة

فلنتكلم عنك أنت تحديدا عندما تقوم بأي فعل سيكون سببه حبك لذاتك أو ظنا منك بأنك تقوم بما تريد

ستقول لي بأنك ترفض هذا الكلام لأنك أحيانا تقوم بعمل ما لإرضاء شخص ما أو من اجل مكانته فقط مثل الأب أو الحبيب أريد أن أؤكد لك بأنك في هذه الأثناء تستعمل الأنانية بشكل كبير لأنه لو لم يكن لك مصلحة مباشرة أو حتى غير مباشرة لما قمت بهذا

ومجرد انك ترضي والدك فلأن في هذا إرضاء لذاتك

وتنفذ عمل ما من اجل الحبيب لأنه حبيبك أنت وليس حبيبي أنا

رد احد الأشخاص علي وهو فتاة في 24 من العمر قائلة : أريد أن اثبت لك أن كلامك غير دقيق قلت لها: أتمنى هذا فقالت: فلنفترض أن والدي مريض أو أمي أو احد إخوتي أو حبيبي مع العلم أننا نعيش حياة رائعة وفيها من التفاهم ما يكفي لحل مشكلة الشرق الأوسط ويعيد أفكار الاتحاد بين العرب وحياتنا مليئة بالتفاني ومحبة واحدنا للأخر

أجبتها هنا مقاطعا كلامها :

انه كلما زادت المحبة فيما بينكم

ستزداد الأنانية في كل واحد منكم

فطلبت مني أن ادعها تكمل دون مقاطعة

فأكملت : ودوما كانت حياتنا مليئة بالتعاون وليس يرغب احدنا بالتفوق على الأخر بل يحب احدنا الخير للأخر كما يحبه لنفسه ...هنا عدت وقاطعتها وقلت: في هذا أيضا أنانية.........غضبت ورفضت مقاطعتي واستمرت بالكلام

وهي تضن أنها ستقنعني بعدم وجود الأنانية على الأقل بين الأشخاص المقربين وقالت عندما فرضنا أن احد أفراد العائلة مريض ومرضه مستحيل العلاج أو صعب جدا

تقول لي : ماذا تضن من جميع أفراد العائلة قلت لها كل منهم يتمنى أن يموت بدلا من الشخص المريض لأنه يحبه كثيرا ولا يتمنى أن يصيبه مكروه ويرضى بكل قناعة أن يتحمل الم المرض ولو انه يعلم أن نهايته الموت .........فتفرح كثيرا وتقول لي إذا أنت تنفي الأنانية في هذا المثال لأنك تقول أن الشخص سيقبل أن يتعذب ويموت بدلا عن أبوه مثلا

قلت لها نعم سيقبل و يقوم بهذا وهو حقا يعنيه وسيقوم به إن استطاع ذلك ولكن يا عزيزتي هو يقوم بهذا وهو على استعداد كامل أن يموت بدلا من احد أفراد عائلته الأعزاء على قلبه من محبته التي سببها وجوده وأنانيته حيث انه يفضل الموت على أن يتعذب عذاب الفراق ولوعة الموت لشخص عزيز هذا هو السبب بكل بساطة أما انه لا يموت من اجل شخص ولنقل انه جاره السبب انه لن يتألم عليه عند موته كثيرا كما لو كان من العائلة

في هذا المثال أريد أن ندخل أعماق الإنسان وداخله لنستطيع أن ننطلق من نقطة حقيقية نبني منها ذواتنا بشكل صحيح

ولست اقصد بان هذه الأنانية سيئة أو أنها هي واحدة بجميع الصورة بل هي تختلف ولكنها سبب رئيسي بتصرفاتنا وهي ركن من أركان وجودنا البشري.............

فحتى في الحد الأكبر لإخلاصنا وحبنا للآخرين فنحن ننطلق من أنانيتنا وشعورنا بأهمية هذا الأخر بالنسبة لنا.............

تأكد بأنك قرأت سطوري لأنك تعتقد بمصلحة ما أو لفضولك أما غيرك لم يقرئها لأنها لا تعنيه ولم يعلم عنها ولم تشكل له أو عنده أي وجود وربما يعلم بها احدهم ولكنه يصمم على عدم إرادته قراءتها لأنها بالنسبة له لا تشكل أهمية وليس بالضرورة أن يكون على صواب فربما هو نفسه يفضل السكر ولعب القمار على قراءة سطر واحد!!......