قبل شهرين فقط كنّا نعيش أجمل اللحظات ... كنّا نعيش أجمل قصة حب
قبل لحظات مرّت كغيوب القمر كنّا نتأمل بضوء الشمس الذي كان يغمرنا ..كنا نتأمل ونطير لعالم الخيال ..ذلك العالم الذي بنينا فيه أجمل الأحلام ...الذي أتمنى الآن وبكل شوق أن أطير له مرة أخرى معك أنت ...
أشعر بخوف وقلق في داخلي يجتاح أعماقي وكل تفكيري ...أشعر بأن كل تلك اللحظات ستتحول لذكرى ...ستتحول لذكرى عشناها في ربوع هذا الزمن الغدار ... عشناها لا مباليين بالآتي ...
كنّا نتفقد مرارة الأيام سوية ..كنّا نعدّها ونتمنى أن يسرع الزمن بنا ليصل ليوم المنى ..ذلك اليوم الذي ستجعلني ألتقط النجوم فيه ...ذلك اليوم الذي أنتظره منذ ولادتي ...
كنت تنظر لعيناي وتقول لي أنتِ زهرتي البيضاء حبيبتي ..أنت عمري ..روحي ..حياتي وقلبي ...
أنتِ حبي وحناني ...أنتِ لي فقط ..وأماني هو لك لا لسواكِ ... أنتِ أخت الشمس ...أنتِ شمس حياتي !
كنت تلمس لي يدي وتقول لي لا تخافي من قسوة الزمان فأنا هنا ولن أذهب لأي مكان ...
لن أترككِ وحيدة ولن أدع أي مكروه يحل لكِ ...
وأنا كنت أصدقك ...صدقت كل كلمة تفوهت بها غير عالمة بأن الزمن سوف يقلب لك تفكيرك رأساً على عقب ..وستتحول لحجر ...
لم أظن أبداً بأن البعد سيمحو ما في ذاكرتك وينسيك من كنت بالنسبة لك ..
نظرت للسماء وقلت ..أمن المعقول أن أفيق في يوم من الأيام من ذلك الحلم الذي رسمته في مخيلتي وألتفت للخلف وأراك عبارة عن عدم وماض ...لحظات ودقائق مرّت علي وأنا أسيرتك ...
أغمضت عيناي مرة أخرى ...فتحتهما والدمعة تسيل فوق خدّي مؤنّبةً قلبي على سذاجته وغبائه ...تعلّقه بشخصك ...
الآن بدأت أيقن بأنك لم تكن لي فقط ...لم تخلق لي أنا فقط ...ركضت خلفك ...سعيت لأخبأك في قلبي فقط ...أردتُ إحاطتك بروحي فقط وجعلك ملكي لكنك للأسف رفضتني ...
رفضتني ..رفضت قلب طفلة بريئة أحبتك بكل جوارحها ...أعطتك كل ما يحويه قلبها من حب ... قدّمت لك كل ما لديها من حنان معتقدة بأنك تستحقه ...ذرفت لك جميع دموعها معتقدة بأنك الوحيد القادر على مداراتها ...
ما ذنب تلك الطفلة ؟؟ ..ما ذنبها إن كان قدرها قد أساء اختيارها لك
ما الذنب الذي اقترفته لتستحق كل هذا العذاب ...دمعة تلو الأخرى ولا أحد يحس بها سوى وسادتها التي صارت بحراً نقياً من جراء دمعاتها
يا ترى ما سر تلك القسوة وعدم تأنيب الضمير ...يا ليتني أتحول لحجر صغير تمسكه بأناملك وترميه في البحر ...
يسبح ساعياً للوصول للقاع ...هناك حيث توجد جميع قلوب الناس المنكسرة ...ليتني أصبح حجر وينعدم إحساسي مثلك لأتخلص من عذابي هذا ...
أريد أن أمحوك من بالي لكن لا أستطيع التوقف عن التفكير بك ..التفكير بك يعذبني ...وحبي لك يزيد ...لماذا يا ربي لماذا ؟
لماذا ؟؟ من سيجيبني ..لماذا؟؟
قلتُ مرّة بأن قلوب الناس كالزجاج ..إن كسرت فلن تعود لتصلح من جديد ...
والآن انكسرت الكأس في قبضة قسوتك ..وانسكبت الأحلام ..وبلل ماء الأماني أرض الواقع القاحلة فاجمعه الآن إن استطعت ...
انت جرحت قلبي.. وتركته وحيداً بارداً بلا عنوان ...البارحة ...أسمعتني تلك الكلمة ...(النهاية )...
لماذا!!
ما الذي ترمي أليه ...الفراق !!
إن كان الفراق هو ما تصبو إليه ..فهو لك ..نفذه ولا تتردد ..اجلدني بسياطه بكل قوتك
فلن تكون سياط الفراق..أقسى ما سياط الخذلان ...
اذهب كما تريد وامضي كما تشاء ...فلن أقول لك ابقى لأن بقائك سيعذبني أكتر ...لا أريد شفقة ..بل حب ..وإن لم تعد تحبني ...امضي ...
ولن اقول لك سوى : "يا للأسف" .