أحد عشر عاما ًفي غربتي إليك ِ
أحد عشر عاما ًيا أمي و الشوارعُ فارغة
بيتي مدينتي مصابيحها الباهتة
ضجيجها المدوي الخاوي من المعنى
أشكالها فوضى .. سرعة .. ثرثرة
********************
أحد عشر عاما على استئصال أمي من هذا الوجود
على استئصال أمي من ذراعيّ
أحد عشر عاما ًعلى تحويل حياتي لشتاءٍ دائم
نعم .. غصة ٌلا تفهم !! و لا تفسر !!
كل مرة يدق عنقي بألف فأس
عند ذكراك ِ يا أمي
********************
هل تذكرين كيف نحن أبناؤك
في سهرة العيد كيف جلسنا حول المائدة
و شجرة الميلاد تعكس ألوانها على وجوهنا
و أمنيتنا الوحيدة في العيد لو أن الشجرة
تخفي بعضا ًمن حزننا .. من ابتسامتنا الصفراء
من ألمنا الذي يمزق قلوبنا .
كنا عالمين أن ذلك المرض الخبيث
جالسا ً يحتفل معنا على تلك المائدة نفسها
و كان دورنا في تلك المسرحية التراجيدية
أننا يجب أن نضحك .. يجب أن نبتسم .. أن نأكل بفرح
أن نرقص .. ربما ملك الموت يتركنا للحظة
لدقيقة .. يترك لنا أمنا .. أن يعبر عن مائدة العيد تلك
لكنه لم يفهنا .. فمتى ملك الموت أدرك الأم و معناها .
و لكن ... هل يا ترى أمي شعرت بمسرحيتنا تلك ؟؟
هل شعرت بذلك الضيف الثقيل الخبيث ؟؟
الذي حضر بلا دعوة إلى بيتنا و جلس معنا
في سهرة العيد ..
********************
لو كنتُ قديسا ًأو نبيا ًلم أبخل عليكِ أمي بكل معجزاتي
لو كنت إلها ً.. لخشيتُ بموتكِ أن أدمر العالم ....
لكن مهلا ً يا كلماتي ...
أعذرني يا ربي ..... على هذا الكلام
عفوكَ يا إلهي .. ممجدٌ ومباركٌ اسمك كل حين
عرفتُ نفسي عبدا ً لكَ .. لا لن أكفر لن أستنكر
و سأظل كما كنت أنا و ستظل كما أنت كائن
أنعم يا رب على روح جميع الأمهات الراقدات بسلام ٍ
الذين لم نستطع مكافئتهن في هذه الدنيا
لتقصير ٍ منا أو جهل ٍ فينا
كافئهم أنت يا ربي في فسيح جنانك
أنت السميع المجيب .
و اشفعيلي يا شهيدتي الحنونة
عند ربك ِ لعلي ألتقي بك ِ يوما ً ما .