(1)
>>>عندما كنت في السجن زارتني أمي وهي تحمل الفواكه والقهوة . ولا أنسى حزنها عندما
>>>صادر السجان إبريق القهوة وسكبه على الأرض , ولا أنسى دموعها . لذلك كتبت لها
>>>اعترافا شخصيا في زنزانتي , على علبة سجائر , أقول فيه : أحنُ إلى خبز أمي .. وقهوة
>>>أمي .. ولمسة أمي .. وتكبر فيَ الطفولة .. يوما على صدر أمي .. وأعشق عمري لأني ..
>>>إذا مت .. أخجل من دمع أمي . وكنت أظن أن هذا اعتذار شخصي من طفل إلى أمه , ولم
>>>أعرف أن هذا الكلام سيتحول إلى أغنية يغنيها ملايين الأطفال العرب .
>>>(( محمود درويش ))
>>>(2)
>>>كنا 16 طالبا , بينهم خمسة أولاد سفراء , يعلم الجميع أن في مقدورهم ألا يأتوا
>>>أساسا إلى المدرسة . لكنهم يأتون كرما منهم ! . كان بينهم واحد , إذا غاب أحمل همه
>>>وأقلق عليه , لأنه الوحيد الذي تجعله علامته يأتي بعدي في الترتيب , عندما تعلن
>>>نتائج الامتحانات . كنت أخشى أن يغيب فأصبح أنا الأخير في الصف .
>>>(( زياد الرحباني ))
>>>
>>>في أثناء استقبال إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني عام 1898م في دمشق , لاحظت
>>>الإمبراطورة حمارا أبيض , فاستلفت نظرها وطلبت إلى الوالي أن يأتيها به , لكي تأخذه
>>>معها ذكرى , فراح الوالي يبحث عن صاحبه . فعلم أنه يخص أبا الخير أغا . وكان الأغا
>>>من وجوه بلدته , ويفاخر دائما بأن له حبيبين : الحمار وحفيده حسني ! . استدعى
>>>الوالي أبا الخير , وطلب إليه إهداء الحمار إلى الإمبراطورة , فاعتذر . فعرض عليه
>>>شراءه منه , فأصر على الرفض , ولما اشتد الوالي في الإلحاح , أجابه أبو الخير : يا
>>>أفندينا , إن لدي ستة رؤوس من الخيل الجياد , إن شئت قدمتها كلها للإمبراطورة هدية
>>>مني , أما الحمار فلا ! . استغرب الوالي هذا الجواب , وسأله : لماذا ؟ قال : سيدي
>>>إذا أخذوا الحمار إلى بلادهم ستكتب جرايد الدنيا عنه , ويصبح الحمار الشامي موضع
>>>نكتة وربما السخرية , فيقول الناس , إن إمبراطورة ألمانيا لم تجد في دمشق ما يعجبها
>>>غير الحمار , ولذلك لن أقدمه إ ليها , ولن أبيعه !. ونقل الوالي الخبر إلى
>>>الإمبراطور وزوجته , فضحكا كثيرا , وأعجبا بالجواب , وأصدر الإمبراطور أمره بمنح
>>>أبي الخير وساما , فسمَاه ( وسام الحمار ) .
>>>.......... (( مذكرات البارودي ))
>>>(5)
>>>انظر حولك يا رجل , إلى الدنيا , انظر إلى الشارع مثلا ببوتيكاته الملونة المزخرفة
>>>وأسعاره الفاحشة , تحسب نفسك في باريس . وانظر إلى هذا الغبار الصاعد من حفر الطريق
>>>, تظن أنك في صحراء النفوذ . وادخل إلى هذه الاستهلاكية الكبيرة , تخال نفسك في
>>>موسكو . واطلب سيجارة من زميلك , تحسب أنه من كاليفورنيا . وجادل آخر بالسياسة
>>>والثورة . يخيل إليك أنه لينين بعث من قبره . تأمل هذه المحجبة العابرة تخال نفسك
>>>في مكة المكرمة . ولكن اذهب أبعد من ذلك بعض الشيء إلى مسبح أو فندق فخم , تحسب أنك
>>>في هاييتي أو جزر الكناري . اقرأ الصحف العربية بإمعان , تقل عائدون إلى فلسطين بعد
>>>أربع وعشرين ساعة . ثم فكر كيف توزع الفلسطينيون على جوانب الأرض الأربعة , تقل في
>>>نفسك : راحت علينا .....
>>>(( شوقي البغدادي ))
>>> (7)
>>>
>>>سألت عجوز مصرية وهي ترى مصر كلها تخرج للقاء القاضي ابن تيمية : من يكون صاحب كل
>>>هذا الهناء ؟ فقالوا لها ضبي لسانك يا ولية , هذا ابن تيميه الذي ألف عشرة كتب
>>>للبرهان على وجود الله . فقالت : يقطعه , لو لم يكن إيمانه ضعيفا لما ألف الكتب في
>>>مسألة واضحة مثل الشمس . ...
>>>(( حسيب كيالي ))
>>>(8)
>>>إذا نظرنا مثلا للمرأة الأوروبية نجدها تكافح وتجتهد مثلها مثل الرجل وتشارك الرجل
>>>فعليا في تحمل عبء الحياة , أما نساؤنا فيردن جميعا أن يكن أميرات أو يتزوجن من
>>>أمراء وأن يقدم لهن المن و السلوى على صوان من الفضة . وهذا وضع لا يستقيم . حتى
>>>المثقفات اللاتي كنت أعتمد عليهن أيضا خذلنني . كنت أحمل البيارق و اللافتات في
>>>مظاهرة كبيرة للدفاع عن المرأة , وفجأة نظرت ورائي فلم أجد أيا منهن . هربن إلى
>>>حياة الدعة والكسل . وهذا سبب تسلط الرجل , لأنها متمسكة بوضعها الضعيف . الثورة ,
>>>يا سيدتي , تؤخذ ولا تعطى . أريد أن أقول للنساء , لا تنتظرن أن يعطيكن الرجل شيئا
>>>من حقوقكن . الرجل يأخذ ويريد أن يحتفظ بإقطاعه التاريخي وبمكاسبه .
>>>(( نزار قباني , حوار صحفي ))
>>>( 9)
>>>وحين كانت تسألني أمي : ماذا تكتب يا حنا ؟ كنت أكذب عليها وأقول : قصة القديس بولص
>>>. فترسم الصليب على صدرها وتقول : يتمجد اسمه , برافو , لا تنسى أن تطلب منه أن
>>>يغير حالتنا التعيسة . وهكذا كنت وأمي ننشد نفس الشيء : تغير الحال لكن أمي كانت
>>>تطلبه في السماء , وأنا أطلبه في الأرض .
>>>(( حنا مينه ))