الصراع النفسي هل هو اساس الشخصية

تقول نظرية التحليل النفسي بان النفس الانسانية تتكون من ثلاث اجزاء ، الهو اوId هو اول جزء يتكون في الانسان ويولد معه، ويتكون هذا الجزء من الغرائز والشهوات ورغبات العدوان، فهذا الجزء يدفع الانسان الى المتعة والرغبة في الاعتداء، وعليه فان نظرية التحليل النفسي تنظر الى الانسان على انه يميل الى العدوان والشهوات بطبعه، ولكي نفهم سبب هذه النظرة لابد ان نعرف ان مؤسس هذه النظرية كغيره من علماء وفلاسفة عصره كان يحاول تفسير السلوك الوحشي الذى قام به البشر وخصوصا في اوربا في حروبهم انذاك، فكيف يمكن تفسير ان انسان متحضر رقيق المشاعر ومهذب يقوم فجأة بالقتل والتعذيب والاعتداء اثناء الحرب، تفسير التحليل النفسي هو ان الانسان يميل بطبعه الى هذه الامور ولكنه يخفيها نتيجة وجود الضوابط الاجتماعية، ولكن عند انهيار هذه الضوابط فان هذه الميول تظهر للعيان، ولكن الهو ليس هو الجزء الوحيد في الانسان، فهناك الانا او Ego وهو الجزء الذي يساعدنا على معرفة الواقع، فهو العقل الذي يعطينا معلومات عن الواقع داخلنا وخارجنا، فمثلا الانا تخبرنا اننا لا نستطيع اشباع رغباتنا لأن الواقع لا يسمح بذلك، والجزء الثالث هو الانا العليا او Superego وهو الجزء الاخلاقي الذي يخبرنا عن الصح والخطأ، فهو الضمير الذي يشكله المجتمع بمعتقداته واخلاقه، وهكذا يكون هناك دوما صراع داخل الانسان بين شهواته وميوله وبين متطلبات الواقع وحدوده وبين الضمير والمجتمع، فلا يمكن للانسان ان يشبع كل شهواته ولا يمكنه ان ينزعها من نفسه، فهو بشر وهي جزء من بشريته، والصراع بين هذه الاجزاء يولد القلق النفسي والاحساس بعدم الرضا، ان كيفية تعامل الانسان مع شهواته وصراعه النفسي هي التي تشكل شخصيته حسب نظرية التحليل النفسي، فالبعض يكون عنده جزء الشهوات اقوى في تكوينه من جزء الضمير وأخر يكون عنده جزء الضمير اقوى من الشهوات، وثالث قد يكون عنده احساس شديد بالذنب نتيجة ضمير قاس فيشعر بالذنب حتى عند اشباع ابسط غرائزه بالاسلوب الحلال والمقبول اجتماعيا، فالتنظيم الاجتماعي يمكن رؤيته على انه تنظيم لاشباع غرائز الانسان واحتياجاته دون التعدي على الاخرين ، بمعنى لا ضرر ولا ضرار، ولكن ما نهاية هذا الصراع؟ وهل القلق هو مصير الانسان؟ وماذا يحدث عندما يفشل المجتمع في تنظيم هذا الصراع؟