خرجتُ مِنَ الدّيارِ

وما لنفسي

سوى حُلُمٍ

وعدْتُهُ بالرّجوعِ

وما فكّرْتُ أنّي ذاتَ يومٍ

سأغرقُ

في محيطٍ مِنْ دموعي

خرجتُ مِنَ الدّيارِ

وليس قلبي

بمُقْتَنِعٍ

ولا قَدَمايَ طَوْعي

مشيتُ مع الزَّمانِ

إلى اغترابٍ

عرفْتُ أشدَّ منهُ

في ربوعي

فقدَّرْتُ الأمورَ

بما يُلَبيَّ

طموحاتي

وما يُرْضي نزوعي

وقلت : أغيبُ مثلَ البدرِ

وقتاً

أجدِّدُ فيهِ إشراقَ الطّلوعِ

كأنّي في الظّلامِ رسمتُ حُلْماً

على عَتَباتِهِ

احترقَتْ شموعي

نصبتُ بمغرياتِ الوَهْمِ فَخَّاً

وجئْتُ إليهِ

من فقري وجوعي

كسبتُ بما خسرْتُهُ مِنْ حياتي

دراهمَ

ماتزالُ تثيرُ رَوعي

وأغرتْني الزّيادةُ

فاستبدَّتْ

بنفسي

فاستكنْتُ إلى الخنوعِ

فصرْتُ بما صنعْتُ

أسيرَ وَهْمٍ

وما بين التَّسلُّطِ والخضوعِ

أحاولُ أنْ أعودَ

فما بوسعي

وخوفُ الفقرِ

يسكنُ في ضلوعي

وما بينَ التَّوجُّس والتمنّي

وإحجامِ الدّوافعِ

والشروعِ

تمزّقَتِ العواطفُ

واستبدّت

بي الأحداثُ

مؤلمةَ الوقوعِ

فرحتُ على الطّريقِ

أدبُّ شيخاً

وأجْبَرَني الزَّمانُ

على الرّكوعِ

أجرِّرُ غربتي

وحطامَ عمري

وأحلمُ ....

أنْ أوَفَّقَ بالرّجوعِ .

الشاعر : حاتم عبد الجواد إبراهيم