في كل مساء.........

في كل مساء يأخذني الأرق إلى طريق لا تعرفه أرض ولا تراه سماء

في كل مساء...........

تتوقف الأرض عن الدوران ويتراءى لي وجهاً وسط الظلام ينير لي سواد أيامي فيبدأ القلب بالخفقان........ ويخيم الصمت في كل الأنحاء.........

ولكنني أخشى لمسه ومداعبته خوفاً من أن يكون سراباً من أوهام الصحراء.............

في كل مساء.............أنت

فلو قسم تفكير وفي هذا إعجاز

فأقسامه تنادي بعضها

يسأل كل منها عن وجودك في القسم الأخر


يقتلني التفكير فأنت تسكنين ثوانيه

وتسبح صورك في انهر قاراتي

وبحور خيالي

كيف التصابي أمام كبر وجودك

يا خرقة التكوين يا سابية كل مكان وكل زمان

أعلميني بالغيب إن كنت تعلمين




ففي قلبي كُسرت الأبواب... فسكنتي

وسيطرتي على كياني....... وملكتي

عندما ترفين بجفنيكِ.....ولا أدري ما الذي يحدث...!!!

أعاصيرٌ تفجر طريقها بشراييني فتمزقها أرقاً

ريحاً جنونية تعصف بداخلي فترميمي ثملاًً

عندما تحركين ذاك الخصر أمامي

عندما أراقب حدود رقصاته المتمردة خارج الحدود

وعندما تحمر وجنتيكِ

والخوف يخرج من مساماتكِ دون الردود

عندما تتكلمين وتصمتين الطبيعة

وتهيكلي الشعور حولك

قوةٌ هائلة تحملني إلى السماء......

وتعيدني إلى تحت الأرض ألف مرة في لحظة واحدة

أنت حارقة أوراقي وأنت مذيبة تكهناتي

أنت الصدق وفيك إعدام الأرق بالأرق

أنت في مخيلتي واقع

واقع لا يتغير

وحقيقة لا تمحوها الأوهام ولا تزيلها اليقظة

ليست لكلمات الغزل اثر فيك فهي لا تشرح صدق مصدرها لك

يا هموم الحب يا قبلُ

بيضاءُ..........

سمراءُ........

سبتْ أحاسيسي...

كبلتْ تنديدي

أشعلت حنيني

في كل مساء....

أُقارب على الانتهاء.....من التفكير بكِ.....!!!!

تموت روحي وقبل أن تخرج من جسدي ابدأ بالتفكير بملاكٍ أعيش لأجله ....

لأجل سماع صوته....

لأجل بسمةٍ انتظر ارتسامها مرة أخرى

فترتجف تلك التي خرجت

ويخفق ذاك الذي بين الضلوع مرة أخرى

مسرعاً بصحراءٍ فأرى فيها سراب وجهكِ متربعاً....!!!

وخفقانه ينبض بحروفٍ تؤلف اسماً أطلقه والديكِ منذ 18 سنة على مستقبلي

وخُلقتي حينها طفلةٌ بيضاء.......

كَبرتِ وأصبحت الآن..... أنتِ .