توقيعك سيّدي هذا طلب استقالتي





توقيعك سيّدي...
هذا طلب استقالتي ..
فارحمني اسمعني ..
من سجن حبّك اللّامتناهي .. حرّرني ..
من قيود الحياة التي وضعتها بين يدي أطلقني ..
صبيّة جوريّة بعمر الورد .. اتركني ..
و إذا أردت ..
بعطر خمرة اللّيل لوني ..
ذكرى سجينة منسيّة احفظني ..
و بلقطة حبّ زائفة صورنّي ..


يا سيّدي ..
أنا حوريّة الجمال ملت بحارها ..
حفظت خبايا العمق خبايا المحار و تركت عنوانها ..
حتّى غيّرت اسمها ..
جعلت لألىء البحر أنجما .. هديّة لعينيك .. لميلادك ..
حتى نسيت ميلادها ..
رقصت على أنغام الموج الازرق و الأحمر و الأصفر ..
كل ألوان المرار ذاقت ..
حتّى جفّ دمعها..
فارحمني يا سيّدي ..
هذا طلب استقالتي ..


أقول للمرّة الألف ..
يا سيّدي ..
مع أنّك لن تكون يوما سيّدي .. أنا ..
أنا مخمورة بالعشق سئمت سكرها ..
أدمنت ترنّح السّكرات .. حتّى مات أثرها ..
عشقت طعم اللّحظة .. حتّى انقضى وقتها ..
شربت خمر الرّحيق .. حتّى نسيت حلوها ..


يا سيّدي ..
أنا وردة العمر .. و أنت الخريف ..
فاصفرّت أوراقها ..
تمايلت مع نسيم عشقك النّاري .. إلى أن اكتوت بنارها ..
مدّت جذورها بصحراء الوعيد ..
فنضجت أشواكها ..
حنت عنقها لزمن الخيانة ..
حتّى خانتها سيقانها..
وغدر بها زمانها ..


يا سيّدي ..
يا سيّدي ..
أنا كاتبة الأحلام قد نشف حبرها ..
كدّست كتب الحكايات حتّى حفظت نهايتها ..
استشعرت بغفوة العشق حتّى ترجمت صدقها ..
قرأت قصائد الغرام ألف مرّة ..
فتقمّصت أبطالها ...


يا سيّدي ..
أنا اللّانهاية .. واقتربت نهايتها ..
حلمت بطيور الحريّة .. حتى زوّرت هويّتها ..
قاتلت طلبا للحقّ .. حتّى نالها اليأس .. فلانت نبرتها ..
وخفت صوتها ..
دافعت بقوّة الإرادة ..
حتّى هانت دمعتها ..


يا سيّدي ..
يا سيّدي ..
للمرّة الأخيرة..
يا سيدي ..
أنا حوّاء ..من ضلع ادم انوجدت... وأنت لست ب آدمها ..
أنا حوّاء كرهت .. سئمت ...آدمها ..
عشقت حبيبها حلما .. حتّى ملّت نومها ..
اعتنقت ما فيه ديانة .. فكفرت بصلاتها ..
توجّت مليكها قمراً .. و أحرقت نجومها ..
إلى أن غابت شمسها ..
ارحمني يا سيدي ..
هذا طلب استقالتي ..
من ممالك حبّك القاسي ..
هذا طلب استقالتي..




click here