مابين بحار العمر وشواطئها !


في بحار العمر ... تمر بنا السّنين ... نرسو على شواطئها ... لتأخذنا الى مساحة بيضاء ... حيث الحبّ الخالص ...



نجد النّعيم ... وراحة البال ... وروح المساعدة ... ومع هذا نتخلّى عنه وبعزيمة شخصيّة ... لنعود ونبحر ... وكأننا تشرّبنا من ملح تلك البحار حتّى الثّمالة فالإدمان ...


يصل بنا الإدمان إلى قمّته ... وإذا ما قمنا بعمليّة حسابية بسيطة ... نجد وبشكل مجازي أنّ قمّة الشّيء ... هو اللّاشيء بعينه ... فنكون قد وصلنا ... إلى لحظة اللّاشعور ... اللّاحياة ... اللّاابحار ... فنعود ... ونحمل حقائب تجاربنا ... عواصفنا ... وأمطارنا ... لنرجع بها إلى لحظة البداية ... إلى شاطئ السّلام ...



نفرغ حقائبنا ... لنسقي بها أحداثا قد مرت ببحارنا مرور الكرام ... أو تركت ندباً مؤلمة ... فإمّا النّدم على عدم عيش الّلحظة وإدمان سرعة الموجة ... أو الندم على اتجاهات ملتوية اختارها لنا وبإرادتنا مركبنا !!





والمضحك المبكي ... ما بين البحار وشواطئها ... هناك بحّارة ... تخجل من النّدم ... فلماذا النّدم على شيء ... إذا ما تعلّمت منه درسا جديداً !!

له من الصحّة ما له من عدمها...

وإذا ما تكلّمنا عن عدم صحّتها ... أسأل نفسي ...

هل عليّ أن أجرّب القتل ... وعذاب الضمير ما بعد ارتكاب الجريمة ... حتّى أتعلّم عدمه!!

أم عليّ أن أشرب الخمر حتّى السّكرة ... وأتصرّف كمجنون أجّر عقله ... حتّى أتعلّم عدمه !!


وهل...!؟؟

وما إن نضمّد جراحات ما استطعنا علاجه ... وما إن نتناسى أحداثاً لا نستطيع العودة لها ... فقطار العمر جار معنا او بدوننا ...!! نعود إلى إدماننا !! للأسف نعود ...

للأسف نعود ... " وكأنه تحصيل حاصل "... والأسف الأكبر على الّذي يعود دونما حقيبة مملوءة بتأشيرات سفر جديدة ... يستطيع بها الإبحار بطرق تجعل منّه قبطان سفينته في البحار ... وشواطئها !

فهل هناك من مانع ... كبير ... ان نكون صلة الوصل ما بين البحر وشاطئه !!

أم علينا فعلا أن نفضل أحدهما على الآخر مع بقاء العلاقة بين الاثنين ... !!

أم يجب علينا الاختيار ما بين البحر و شاطئه !!



Georgi 5-2-2011