أديب قعوار
http://www.al-ayyam.com/znews/site/t...aspx?did=22234 كتبت جريدة السفير البيروتية: &date=6/19/2005
"إن الهزة العنيفة التي تشهدها الكنيسة الأرثوذكسية منذ شهور قليلة ماضية، والمفتوحة على ما شاء من الاحتمالات، ليست بنت لحظتها كما هو الاعتقاد وإنما تعود لسنوات طويلة ماضية حين بدأت رائحة بيع أو تأجير أرض الطائفة الأرثوذكسية العربية الفلسطينية تفوح مع تأجير مقبرة يافا.. وبعدها دير مار يوحنا..الخ.
"ولكن الجديد فيها "التوقيت" فالفساد يضرب في قلب البطريركية منذ سنوات طويلة، وربما منذ بدء استقدام "الدولة العثمانية" لرعاياها اليونانيين ليكونوا المسئولين عن الكنيسة العربية الأرثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة.. نكاية بالروس الذين كانت الدولة العثمانية على خلاف معهم.. وكان الثمن "استعمار الرعية الأرثوذكسية العربية الفلسطينية" من قبل استعمارين عثماني ويوناني، وإذا كان الأول قد انتهى مع انهيار "الإمبراطورية العثمانية" (وتلاه الاستعمار البريطاني الذي رحل بعد أن أنهى المهمة التي جاء إلى أرضنا من أجلها بتثبيت الاستعمار الأنكى والأدهى، ألاستعمار ألإحلالي الصهيوني)، فان الاستعمار الثاني اليوناني ما زال موجوداً.. ولعبت العلاقات الإقليمية مع اليونان دوراً في بقاء هذا الاستعمار الذي يتخذ من الدين والكنيسة وبروتوكولات الدولة العثمانية غطاءً لاستمراره..
"اختلفت المصالح بين الدولة العبرية والأردن ومنظمة التحرير طوال العقود الطويلة الماضية.. ولكنها على نقطة واحدة وهي بناء هذا الاستعمار طبعاً لحسابات مختلفة محورها العلاقة مع اليونان وإمكانية شراء رجال الدين من قبل الدولة العبرية وبذلك السيطرة غير المباشرة على الكنيسة التي تملك مساحات واسعة من الأراضي والعقارات في فلسطين.. وهكذا فان الصراع في جوهره هو صراع بين طائفة مستعمَرة.. وخاضعة للسيطرة اليونانية بالإضافة للاحتلال الإسرائيلي وبين المسيطرين اليونانيين.. وكل الحلول التي تتجاوز هذه الحقيقة هي مخدر فقط."
من المستغرب جداً أن يبتلى أبناء الشعب العربي الفلسطيني وإخوانهم الأردنيين ممن ينتمون إلى الطائفة العربية الأرثوذكسية باستعمار ديني، فبالإضافة للاستعمار العثماني فالبريطاني والصهيوني الذي تلاه بامتياز، بما يكاد يساويه استعماريا من قبل السلطة الكنسية المفروضة على الطائفة العربية الأرثوذكسية في فلسطين المحتلة والأردن في مجالات مختلفة.
المستغرب، بل أن المستغرب جدا، ممن فرض ذاته علينا وصياً أن يأتينا بأطروحات غريبة عجيبة ليبرر استعماره الديني علينا، فبالإضافة إلى ما بلينا به من استعمار سياسي وعسكري غربي وصهيوني، أن يحاول بقايا مستعمر قديم يريد أن يفرض قوميته علينا مدعياً أننا ننتمي إلى القومية اليونانية وإن كنا نتكلم اللغة العربية. هذا لمجرد أننا ننتمي إلى الطائفة الدينية ذاتها التي تدعى لسبب ما "طائفة الروم الأرثوذكس"، أي التي ينتمي إليها البيزنطيون/اليونان/الروم نتيجة لمرورهم الاستعماري في أرضنا في فترة معينة من الزمن وتركت لسبب ما أسمها على من يشاركونها بطقسهم المذهبي. هذا علماً بأن الديانة المسيحية انبثقت من أرضنا وانتقلت إلى أي أوروبا ومنها اليونان.


ويتمادى البطريرك الحالي، ديوروس، الأول الذي يحتل الكرسي ألبطريركي القدسي بإدعاءاته حول الموضوع – حيث رد في 2 أيلول 1992 في صحيفة هآرتس على اتهامه بالتفريط والخيانة لبيعه الأوقاف العربية الأرثوذكسية بالقول : «متى جاء العرب إلى هنا؟ اليونانيون هنا منذ أكثر من 2000 سنة، ولقد وصل العرب فقط خلال القرن السابع، هذه هي كنيستنا، كنيسة اليونانيين، إذا كانوا لا يقبلون قوانيننا فليس لديهم بديل سوى اختيار كنيسة أخرى، أو أن يؤسسوا كنيسة لهم». هذا البطريرك إما كاذب أو جاهلويحاول التذاكي. إنه يتناسى مثله مثل الصهاينة بأن اليونان والصهاينة مروا كغزاة مستعمرين، بيمنا العرب في هذه الأرض منذ فجر التاريخ، الكنعانيون واليبوسيون هم أصحاب الأرض قبل مرور اليونان وقبل مرور العبرانيين عبرها وكلاهما غزاة لأرض فلسطين.
لعلم السيد البطريرك اليوناني ألذي ولي على الكرسي ألبطريرك ي المقدسي ما كتبه م. إميل الغوري في 5 كانون الأول 2009 المعنون "تاريخ القضية الأرثوذكسية: نضال مُستمر منذ 500 عام" وفيه الرد المفحم على ديوروس الأول، بخصوص القومية التي ينتمي إليها أبناء الرعية الأرثوذكسية في جنوب بلاد الشام، قال الأستاذ الغوري:



"تُعتبر الرعية العربية الأرثوذكسية في بلاد الشام عامة وفي الأردن وفلسطين خاصة... الذين تعود أصولهم إلى الغساسنه والمناذرة والتغالبة في الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وهم عرب أقحاح."


ويتابع قائلاً: "بالنسبة للأردن وفلسطين، فقد ابتدأت الكنيسة المقدسية على يد الأسقف يعقوب الرسول ابن يوسف النجار الذي استشهد في العام 62م على يد اليهود وخلفه شقيقه سمعان الذي سقط شهيداً أيضاً على يد اليهود، وتعاقب على رئاسة أسقفية القدس والأراضي المقدسة (التي تحولت لاحقاً إلى بطريركية) العشرات من الأساقفة والبطاركة غالبيتهم الساحقة كانت من العرب أهل البلاد، ونذكر منهم البطريرك إيليا النجدي الذي رأس الكرسي ألبطريركي عام 494م والبطريرك صفرونيوس الدمشقي الذي رأس الكرسي ألبطريركي عام 634م الذي استقبل الخليفة عمر بن الخطاب، والبطريرك يوحنا الذي رأس الكرسي ألبطريركي عام 705م والذي منع الصلاة في الكنائس بأي لغة غير العربية. هذا بالإضافة إلى كل من البطريرك إيليا الثاني عام 750م والبطريرك الطبيب توما عام 786م والبطريرك المقدسي إيليا عام 868م والبطريرك من قيسارية أغانيوس عام 983م والبطريرك مرقس عام 1174م والبطريرك يواكيم عام 1431م والبطريرك مرقص الثالث عام 1501م وأخيراً البطريرك عطا الله الذي رُسم بطريركاً عربياً عام 1516م وكلهم عرب."