• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • #41
    رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

    نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏متاؤس‏ ‏أسقف‏ ‏ورئيس‏ ‏دير‏ ‏السريان‏ ‏العامر‏ ‏يسرد تاريخ‏ ‏نشأة‏ ‏الدير
    دير‏ ‏السريان
    قال‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏متاؤس‏ ‏أسقف‏ ‏ورئيس‏ ‏دير‏ ‏السريان‏ ‏العامر‏ ‏إن‏ ‏نشأة‏ ‏الدير‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏أواخر‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏الميلادي‏ ‏وتبارك‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏بزيارة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الأول‏ ‏وأطلق‏ ‏عليه‏ ‏اسم‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏والدة‏ ‏الإله‏ ‏بسبب‏ ‏بدعة‏ ‏نسطور‏ ‏بطريرك‏ ‏القسطنطينية‏ ‏الذي‏ ‏أنكر‏ ‏أن‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏هي‏ ‏والدة‏ ‏الإله‏ ‏وحرمته‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏مجمع‏ ‏أفسس‏ ‏واشتهر‏ ‏الدير‏ ‏باسم‏ ‏دير‏ ‏السريانبسبب‏ ‏سكن‏ ‏بعض‏ ‏الرهبان‏ ‏القادمين‏ ‏من‏ ‏سورية‏ ‏وبلاد‏ ‏الشام‏ ‏في‏ ‏الفترة‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏ ‏حتي‏ ‏القرن‏ ‏السادس‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏ ‏مع‏ ‏الرهبان‏ ‏المصريين‏ ‏وتميزت‏ ‏منطقة‏ ‏وادي‏ ‏النطرون‏ ‏بقدوم‏ ‏مجموعات‏ ‏من‏ ‏جنسيات‏ ‏مختلفة‏ ‏بهدف‏ ‏التعرف‏ ‏علي‏ ‏أصول‏ ‏الحياة‏ ‏الرهبانية‏ ‏والرغبة‏ ‏في‏ ‏التلمذة‏ ‏علي‏ ‏أيدي‏ ‏آباء‏ ‏الرهبنة‏ ‏الأوائل‏.‏
    كانت‏ ‏الأديرة‏ ‏مكونة‏ ‏من‏ ‏قلالي‏ ‏منفردة‏ ‏تتوسطها‏ ‏كنيسة‏ ‏الدير‏ ‏وبدأت‏ ‏تتحول‏ ‏إلي‏ ‏مبان‏ ‏داخل‏ ‏أسوار‏ ‏عالية‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏التاسع‏ ‏الميلادي‏ ‏إذ‏ ‏بني‏ ‏الحصن‏ ‏مع‏ ‏الأسوار‏.‏
    بني‏ ‏الدير‏ ‏علي‏ ‏هضبة‏ ‏عالية‏ ‏علي‏ ‏هيئة‏ ‏مستطيل‏ ‏وحوله‏ ‏الرمال‏ ‏وهو‏ ‏بذلك‏ ‏يشبه‏ ‏السفينة‏ ‏السابحة‏ ‏في‏ ‏البحر‏ ‏وهذا‏ ‏إشارة‏ ‏إلي‏ ‏فلك‏ ‏نوح‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏وسيلة‏ ‏النجاة‏ ‏من‏ ‏طوفان‏ ‏بحر‏ ‏العالم‏ ‏وانشغالاته‏ ‏والدير‏ ‏ضيق‏ ‏من‏ ‏الناحية‏ ‏الغربية‏ ‏ويتسع‏ ‏شيئا‏ ‏فشيئا‏ ‏إلي‏ ‏الشرق‏ ‏وهو‏ ‏يشبه‏ ‏صندوق‏ ‏الميت‏ ‏إشارة‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏الرهبان‏ ‏الساكنين‏ ‏فيه‏ ‏ماتوا‏ ‏عن‏ ‏العالم‏ ‏ليحيوا‏ ‏لله‏ ‏فقط‏.‏
    ويوجد‏ ‏بدير‏ ‏السريان‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الآثار‏ ‏القديمة‏ ‏الثمينة‏ ‏مثل‏ ‏كنيسة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏التي‏ ‏يرجع‏ ‏تاريخ‏ ‏بنائها‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏السابع‏ ‏الميلادي‏ ‏وهي‏ ‏روعة‏ ‏في‏ ‏التصميم‏ ‏المعماري‏ ‏القديم‏ ‏بها‏ ‏مغارة‏ ‏الأنبا‏ ‏بيشوي‏ ‏وثلاثة‏ ‏أنصاف‏ ‏قباب‏ ‏مرسوم‏ ‏عليها‏ ‏مناظر‏ ‏علي‏ ‏الجبسفريسكاومنظر‏ ‏بشارة‏ ‏الملاك‏ ‏للعذراء‏ ‏وميلاد‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏ومنظر‏ ‏لنياحة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏وإصعاد‏ ‏جسدها‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏ويرجع‏ ‏تاريخ‏ ‏هذه‏ ‏القباب‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏الثالث‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏ ‏وفي‏ ‏شهر‏ ‏مايو‏ ‏سنة‏ 1991 ‏حضر‏ ‏خبراء‏ ‏معهد‏ ‏الآثار‏ ‏الفرنسي‏ ‏بالاشتراك‏ ‏مع‏ ‏هيئة‏ ‏الآثار‏ ‏المصرية‏ ‏لتنظيف‏ ‏الفريسكا‏ ‏الخاصة‏ ‏بصعود‏ ‏المسيح‏ ‏فوق‏ ‏مدخل‏ ‏مغارة‏ ‏الأنبا‏ ‏بيشوي‏ ‏فوجدوا‏ ‏فريسكا‏ ‏أخري‏ ‏تحت‏ ‏هذه‏ ‏الفريسكا‏ ‏فانزلوا‏ ‏الأولي‏ ‏بطريقة‏ ‏فنية‏ ‏فظهرت‏ ‏الفريسكا‏ ‏الأخري‏ ‏واضحة‏ ‏المعالم‏ ‏ويقول‏ ‏الخبراء‏ ‏إنها‏ ‏تحمل‏ ‏أجمل‏ ‏وأبهي‏ ‏منظر‏ ‏للسيدة‏ ‏العذراء‏ ‏ومعها‏ ‏الملاك‏ ‏غبريال‏ ‏وأشعياء‏ ‏وموسي‏ ‏وحزقيال‏ ‏ودانيال‏ ‏وهذه‏ ‏الفريسكا‏ ‏قبطية‏ ‏ترجع‏ ‏تقريبا‏ ‏للقرن‏ ‏السابع‏ ‏الميلادي‏ ‏والبحث‏ ‏جار‏ ‏لتحديد‏ ‏تاريخ‏ ‏رسمها‏ ‏بالضبط‏ ‏وهذا‏ ‏الاكتشاف‏ ‏يؤكد‏ ‏أصل‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطي‏.‏
    الاكتشافات‏ ‏الأثرية
    في‏ ‏عام‏ 1994 ‏حضرت‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏السريان‏ ‏البعثة‏ ‏الهولندية‏ ‏بقيادة‏ ‏د‏. ‏كارل‏ ‏إينمي‏ ‏أستاذ‏ ‏بجامعة‏ ‏ليدن‏ ‏بهولندة‏ ‏وبدأت‏ ‏في‏ ‏عمل‏ ‏المجسات‏ ‏علي‏ ‏حوائط‏ ‏الكنيسة‏ ‏جميعها‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏خمسين‏ ‏مجسا‏ ‏فاكتشفت‏ ‏أنه‏ ‏توجد‏ ‏في‏ ‏حوائط‏ ‏الكنيسة‏ ‏خمس‏ ‏طبقات‏ ‏هما‏ ‏الطبقة‏ ‏الأولي‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏السابع‏ ‏والفن‏ ‏الذي‏ ‏عليها‏ ‏قبطي‏ ‏والطبقة‏ ‏الثانية‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏ ‏والفن‏ ‏بها‏ ‏أيضا‏ ‏قبطي‏ ‏والطبقة‏ ‏الثالثة‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏العاشر‏ ‏والفن‏ ‏الذي‏ ‏عليها‏ ‏خليط‏ ‏من‏ ‏القبطي‏ ‏والسرياني‏ ‏أما‏ ‏الطبقة‏ ‏الرابعة‏ ‏فهي‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الثالث‏ ‏عشر‏ ‏والفن‏ ‏عليها‏ ‏سرياني‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏كتابات‏ ‏قبطية‏ ‏أما‏ ‏الطبقة‏ ‏الخامسة‏ ‏فمن‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏ ‏عشر‏ ‏والفن‏ ‏الذي‏ ‏عليها‏ ‏قبطي‏ ‏كما‏ ‏بدأت‏ ‏هذه‏ ‏البعثة‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏اكتشاف‏ ‏الصور‏ ‏الموجودة‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏طبقة‏ ‏في‏ ‏حوائط‏ ‏الكنيسة‏ ‏وبالدير‏ ‏صور‏ ‏نادرة‏ ‏تعود‏ ‏للقرون‏ ‏ال‏10 ‏وال‏13 ‏وال‏18 ‏منها‏ ‏صورة‏ ‏لثلاثة‏ ‏فتية‏ ‏في‏ ‏أتون‏ ‏النار‏ ‏ودانيال‏ ‏في‏ ‏جب‏ ‏الأسود‏ ‏وعدة‏ ‏صلبان‏ ‏ملونة‏ ‏بالأحمر‏ ‏والأصفر‏ ‏البرتقالي‏ ‏وصور‏ ‏أخري‏ ‏للقديسين‏ ‏قزمان‏ ‏ودميان‏ ‏وأبو‏ ‏سيفين‏ ‏وأبو‏ ‏مقار‏ ‏الكبير‏ ‏والنبي‏ ‏حبقوق‏ ‏وصور‏ ‏أخري‏ ‏متنوعة‏ ‏كما‏ ‏يوجد‏ ‏بالدير‏ ‏كنيسة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏ويرجع‏ ‏تاريخها‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏ال‏14 ‏الميلادي‏ ‏وتوجد‏ ‏أيضا‏ ‏كنيسة‏ ‏الأربعين‏ ‏شهيدا‏ ‏من‏ ‏مدينة‏ ‏سبسطية‏ ‏وتعود‏ ‏للقرن‏ ‏ال‏10 ‏أما‏ ‏كنيسة‏ ‏الملاك‏ ‏ميخائيل‏ ‏بالحصن‏ ‏فيبلغ‏ ‏ارتفاعها‏ 18 ‏مترا‏ ‏وتحتوي‏ ‏علي‏ ‏أربعة‏ ‏طوابق‏ ‏وحوالي‏ 17 ‏قلاية‏ ‏يرجع‏ ‏تاريخها‏ ‏إلي‏ ‏تاريخ‏ ‏بناء‏ ‏سور‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏التاسع‏ ‏الميلادي‏.‏
    أهم‏ ‏معالم‏ ‏الدير‏ ‏السياحية
    من‏ ‏أهم‏ ‏معالم‏ ‏الدير‏ ‏رفات‏ ‏القديسين‏ ‏الاثني‏ ‏عشر‏ ‏ومنهم‏ ‏الأنبا‏ ‏يحبس‏ ‏كاما‏ ‏وموسي‏ ‏الأسود‏ ‏والأمير‏ ‏تادرس‏ ‏المشرقي‏ ‏ويحنس‏ ‏القيصر‏ ‏ومار‏ ‏إفرام‏ ‏والشهيد‏ ‏كيرياكوس‏...‏وغيرهم‏ ‏كما‏ ‏توجد‏ ‏شجرة‏ ‏القديس‏ ‏مار‏ ‏إفرام‏ ‏السرياني‏ ‏وتسمي‏ ‏بشجرة‏ ‏الطاعة‏ ‏وتعود‏ ‏للقرن‏ ‏ال‏4 ‏حينما‏ ‏أراد‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يعلم‏ ‏القديس‏ ‏مارافرام‏ ‏الطاعة‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏زيارته‏ ‏للأنبا‏ ‏بيشوي‏ ‏في‏ ‏مغارته‏ ‏فتحولت‏ ‏عصاه‏ ‏إلي‏ ‏شجرة‏ ‏التمر‏ ‏الهندي‏ ‏وهي‏ ‏مازالت‏ ‏مثمرة‏ ‏إلي‏ ‏الآن‏ ‏منذ‏ 1600 ‏سنة‏ ‏بالإضافة‏ ‏لمغارة‏ ‏الأنبا‏ ‏بيشوي‏ ‏التي‏ ‏تعود‏ ‏للنصف‏ ‏الثاني‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏ال‏ 4 ‏وأيضا‏ ‏باب‏ ‏الرموز‏ ‏والنبؤات‏ ‏وهو‏ ‏باب‏ ‏الهيكل‏ ‏الأوسط‏ ‏بكنيسة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏السريان‏ ‏وتم‏ ‏عمله‏ ‏في‏ ‏عام‏ 914 ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الأب‏ ‏موسي‏ ‏رئيس‏ ‏القسم‏ ‏السرياني‏ ‏من‏ ‏الديروأيضا‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏البابا‏ ‏غبريال‏ ‏الأول‏ ‏ال‏ 57 ‏بطريرك‏ ‏الإسكندرية‏ ‏والبطريرك‏ ‏يوحنا‏ ‏الرابع‏ ‏بطريرك‏ ‏أنطاكية‏ ‏وهو‏ ‏يعبر‏ ‏عن‏ ‏علاقة‏ ‏الحب‏ ‏التي‏ ‏تربط‏ ‏الكنيستين‏ ‏ببعضهما‏ ‏ويشرح‏ ‏بأسلوب‏ ‏رمزي‏ ‏المراحل‏ ‏التي‏ ‏تمر‏ ‏بها‏ ‏الكنيسة‏ ‏من‏ ‏بداية‏ ‏المسيحية‏ ‏حتي‏ ‏نهاية‏ ‏العالم‏ ‏حيث‏ ‏ينقسم‏ ‏لـ‏ 6 ‏أقسام‏ ‏تعبر‏ ‏عن‏ ‏مراحل‏ ‏تاريخية‏ ‏وحضارية‏ ‏مختلفة‏ ‏وصولا‏ ‏لصورة‏ ‏لصليب‏ ‏كبير‏ ‏يوضح‏ ‏المجيء‏ ‏الثاني‏ ‏والدينونة‏.‏
    مرحلة‏ ‏التعمير
    منذ‏ ‏نشأة‏ ‏الدير‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏مرحلة‏ ‏تعمير‏ ‏وتنمية‏ ‏ولكن‏ ‏زادت‏ ‏عام‏ ‏بعد‏ ‏آخر‏ ‏حيث‏ ‏شهدت‏ ‏التسعينيات‏ ‏نهضة‏ ‏كبري‏ ‏حيث‏ ‏تم‏ ‏فيها‏ ‏بناء‏ ‏مضيفة‏ ‏كبيرة‏ ‏للضيوف‏ ‏وعدد‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏القلالي‏ ‏للرهبان‏ ‏ومكتبة‏ ‏تضم‏ ‏كتبا‏ ‏أثرية‏ ‏لايوجد‏ ‏لها‏ ‏مثيل‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏إنشاء‏ ‏مدافن‏ ‏للآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏وكذلك‏ ‏دورات‏ ‏مياة‏ ‏للآباء‏ ‏والرهبان‏ ‏والضيوف‏ ‏ومخبز‏ ‏لتوفير‏ ‏احتياجات‏ ‏الدير‏ ‏والعمال‏ ‏والضيوف‏ ‏من‏ ‏الخبز‏ ‏وصولا‏ ‏إلي‏ ‏إنشاء‏ ‏مزرعة‏ ‏دواجن‏ ‏وماشية‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏ترميم‏ ‏كنائس‏ ‏الدير‏.‏
    الأنشطة‏ ‏الإنتاجية
    يوجد‏ ‏بالدير‏ ‏ومن‏ ‏خلال‏ ‏آبائه‏ ‏نشاط‏ ‏زراعي‏ ‏حيث‏ ‏يقوم‏ ‏الدير‏ ‏بزراعة‏ ‏الخضروات‏ ‏والفاكهة‏ ‏والبقوليات‏ ‏التي‏ ‏يعتمد‏ ‏فيها‏ ‏علي‏ ‏مياه‏ ‏الآبار‏ ‏التي‏ ‏قام‏ ‏بحفرها‏ ‏بجانب‏ ‏إنتاج‏ ‏الألبان‏ ‏والدواجن‏ ‏واللحوم‏ ‏والبيض‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏وجود‏ ‏ورش‏ ‏صغيرة‏ ‏للنجارة‏ ‏والحدادة‏ ‏والشمع‏ ‏لتوفير‏ ‏احتياجات‏ ‏الدير‏.‏
    العمالة‏ ‏
    كما‏ ‏يساهم‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏تشغيل‏ 200 ‏إلي‏ 300 ‏عامل‏ ‏أغلبهم‏ ‏من‏ ‏محافظة‏ ‏المنيا‏ ‏حيث‏ ‏يقومون‏ ‏بأعمال‏ ‏الزراعة‏ ‏وتربية‏ ‏المواشي‏ ‏والعمل‏ ‏في‏ ‏مزرعة‏ ‏الدواجن‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏الورش‏ ‏وأعمال‏ ‏الصيانة‏ ‏بالدير‏ ‏ويقوم‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏المقابل‏ ‏بتوفير‏ ‏سبل‏ ‏الراحة‏ ‏لهم‏ ‏من‏ ‏أجر‏ ‏ومأكل‏ ‏وإقامة‏ ‏وملبس‏ ‏ويعتمد‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏تمويل‏ ‏جميع‏ ‏أعماله‏ ‏تمويلا‏ ‏ذاتيا‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏محبي‏ ‏الدير‏ ‏وزواره‏ ‏كما‏ ‏يقوم‏ ‏بتوفير‏ ‏جميع‏ ‏احتياجات‏ ‏أخوة‏ ‏الرب‏ ‏الذين‏ ‏يتوجهون‏ ‏إليه‏ ‏من‏ ‏القري‏ ‏والمدن‏ ‏المحيطة‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏أعمال‏ ‏الرصف‏ ‏للطرق‏ ‏والترميم‏ ‏والصيانة‏ ‏وغيرها‏.‏



    رسامة رهبان جدد بدير السريان






    قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة خمسة رهبان جدد يوم الأحد 30/12/2007 بدير السريان العامر مع إلباس خمسة كطالبي رهبنة جدد بالدير
    وإشترك مع قداسته فى صلوات السيامة أصحاب النيافة الأنبا صرابامون والأنبا بفنوتيوس والأنبا متاؤس والأنبا إيسيذوروس والأنبا جورجيوس والأنبا أثناسيوس والأنبا مينا


    ********************************
    الكرازة السنة 37 العددان7-8 20مارس 2009 م

    سيامة 5 رهبان جدد بدير السريان العامر
    فى صباح السبت 13/3/2009م قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة خمسة رهبان جدد لدير السريان العامر ببرية هيت وهم :
    الراهب نوح السريانى ، الراهب أبسخيون السريانى ، والراهب داود السريانى والراهب هارون السريانى ، وأشترك مع قداسته فى صلوات السيامة نيافة ألنبا صرابامون ونيافة ألنبا متاؤس رئيس دير السريان ونيافة الأنبا إيسيذوروس ونيافة ألنبا دفيد






    أيقونات دير السريان

    سجل عليه الصور الأثرية الجميلة والعديد من أليقونات وهى التى تولى الكشف عنها علماء الآثار وفنانوا البعثة الأثرية الهولندية فى سبتمبر 1994 الكتاب إحتوى أيضاً صور أنيقة أخرى ملونة للدير وكنائسة وقبابه وبوباته وأيقوناته .








    رسومات قبطية (فريسكو) من دير القديس يوحنا كاما ( السريان) تصور البشارة والميلاد

    أيقونة يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادى مرسوم بها القديسة العذراء مريم والقديس يوحنا ماما والقديس آفرآم السريانى على اليمين والقديس اونفروس (نفرو) السائح على اليسار الرسام أناستاسياس اليونانيه فى أورشليم يظهر فيها التأثير البيزنطى .


    أيقونه تمثل القديسة العذراء مريم والقديس يوحنا كاما والبابا أثناسيوس الرسولى البطريرك الـ 20 القرن الـ 18 الميلادى .

    هذه الأيقونة تعتبر أقدم أيقونة فى مصر تصور عملية الصلب ويرجع تاريخا إلى القرن 13 الميلادى

    أيقونة يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر مرسوم فيها رئيس الشمامسة وأول الشهداء فىالمسيحية وهم يرجمونه بالأحجار







    تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



    Comment


    • #42
      رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

      تدشين مذابح الكاتدرائية الجديدة بدير السريان







      قام قداسة البابا صباح السبت 23/2/ 2008 بتدشين مذابح الكاتدرائية الجديدة بدير السريان العامر
      المذبح الأوسط على اسم السيدة العذراء، والمذبح البحري على اسم الشهيد مارمينا، والمذبح القبلي على اسم الأمير تادرس
      وقد إشترك مع قداسته فى صلوات التدشين أصحاب النيافة: الأنبا دوماديوس، الأنبا باخوميوس، الأنبا صرابامون، الأنبا تادرس، الأنبا متاؤس، الأنبا بطرس، الأنبا إبرآم، الأنبا دانيال(المعادي)، الأنبا شاروبيم، الأنبا يسطس، الأنبا يؤانس، الأنبا مارتيروس، الأنبا كيرلس أفا مينا، الأنبا مينا، الأنبا دانيال(الأنبا بولا).






      حنوط للقديس الأنبا يحنس كاما قديس دير السريان العامر









      بمناسبة عيد القديس الأنبا يحنس كاما قديس دير السريان العامر، ذهب قداسة البابا شنودة الثالث إلى الدير وأعد الحنوط اللازم لتطييب الأنبوبة التى توجد بها رفات القديس










      رسوم جدارية


      فن التصوير الجداري بدير السيدة العذراء – السريان








      فن التصوير الجداري بدير السيدة العذراء – السريان (2) في قسم: مصريات


      فن التصوير الجداري بدير السيدة العذراء – السريان (2)


      الكاتب: د.كارل انييمى


      اكتشاف الأيقونات والصور الحائطية بالدير:


      على مر العصور تتوجه أنظار العالم كله، وبالأخص أنظار الباحثين، نحو الأديرة القبطية، لان الأديرة القبطية هى مصدر الرهبنة فى العالم كله، (فقد كان أول من أسس الرهبنة هو القديس الأنبا أنطونيوس القبطى، وذلك فى القرن الرابع الميلادى). كما ان الأديرة هى التى حافظت على العقيدة والإيمان، وقامت بتسليمها للأجيال التالية، ومن الأديرة يتم اختيار بابا الكنيسة (باستثناء القليلين فى القرون الأولى)، وكذلك من الأديرة يتم إختيار الآباء الأساقفة، وفى الأديرة يتم تسليم القداس وكل الطقوس للآباء الكهنة الذين يختارهم ويرشمهم الآباء الأساقفة.


      كل هذا؛ جعل الأديرة القبطية محط أنظار العالم كله، ومن الأمور الهامة التى تلفت نظر الباحثين، هو الفن القبطى بكل أنواعه، وخصوصا الصور الآثرية الموجودة على حوائط الأديرة. فلهذا يسعى الباحثون لاكتشافها بعد قرون عديدة من رسمها، حيث انه لعوامل مختلفة، قد تم تغطية الصور الحائطية بطبقات من المحارة، فاصبحت مختفية وهم الآن يحاولون اكتشافها.


      بداية الاكتشافات:


      فى عام 1991م؛ حضرت إلى دير السريان، بعثة من المعهد الفرنسى للآثار، وبمساعدة هيئة الآثار المصرية؛ تم اكتشاف أيقونة قبطية حائطية رائعة (فريسكا) للقديسة العذراء مريم، وحولها الانبياء الذين تنبأوا عنها، ورئيس الملائكة الجليل غبريال، ويرجع تاريخ هذه الفريسكا الرائعة إلى القرن الثامن الميلادى.


      وتوجد هذه الفريسكا فى نصف القبة الغربى، فى صحن كنيسة السريان. وكان يوجد فوقها صورة حائطية للصعود، من الفن السريانى، قد انزلها الفنانون الفرنسيون بمهارة من فوق الفريسكا القبطية. وماتزال موجودة بالكنيسة إلى حين تجهيز مكان لائق بها.


      البعثة الهولندية:


      وفى عام 1994م؛ حضرت إلى الدير البعثة الهولندية بقيادة دكتور كارل إنيمي (الاستاذ بجامعة ليدن بهولندا). وبدأت فى عمل المجسات على حوائط الكنيسة جميعها (أكثر من خمسين مجس) فاكتشفت انه توجد فى حوائط الكنيسة خمس طبقات :-


      1- الطبقة الاولى، من القرن السابع والفن الذى عليها قبطى.


      2- الطبقة الثانية، من القرن الثامن والفن الذى عليها قبطى.


      3- الطبقة الثالثة، من القرن العاشر والفن الذى عليها خليط من القبطي والسرياني.


      4- الطبقة الرابعة، من القرن الثالث عشر والفن الذى عليها سريانى (وعليها كتابات قبطية).


      5- الطبقة الخامسة، من القرن الثامن عشر والفن الذى عليها قبطى. فبدات بعد ذلك هذه البعثة فى البحث، لاكتشاف الصور الموجودة على كل طبقة فى حوائط الكنيسة. وهذه البعثة تعمل شهرين فقط فى العام بحسب المنحة المعطاة لها.


      1- الصور المكتشفة على الطبقة الاولى(القرن السابع) يتضح انه بعدما تم الانتهاء من بناء الكنيسة؛ بدأ الآباء الرهبان فى تزيين حوائطها، ولكن بطريقة بسيطة. فتكونت الصور البسيطة التى على الطبقة الأولى، فى الغالب من الصلبان الملونة باللونين الاحمر والاصفر (البرتقالى). وهذه تُرى على الأجزاء العلوية من جدران الهيكل. ويرجع تاريخها كما قلنا إلى القرن السابع الميلادى .


      2 - الاكتشافات فى الطبقة الثانية (القرن الثامن) وهذه الاكتشافات هى قبطية كسابقتها، وقد تأكد ان هذه الصور مرسومة بطريقة تسمى ألوان الشمع. وهذه الألوان من نفس تركيبة الألوان التى استخدمها الفراعنة فى العصور السحيقة الماضية، وبهذا يُعتبر الفن القبطى هو امتداد للفن الفرعونى. ويوجد العديد من الرسومات فى هذه الطبقة ومنها:-


      أنصاف القباب .. وهذه عليها ثلاث صور قبطية ولكنها مختفية أسفل الصور السريانية. ومنها النصف قبة الغربية (فى أخر الكنيسة)، والتى سبق التحدث عنها عندما ذكرنا مجىء بعثة المعهد الفرنسى. وبإنزال الصورة السريانية الفوقية التى عن صعود السيد المسيح؛ ظهرت أسفلها الفريسكا القبطية عن السيدة العذراء مريم وحولها رئيس الملائكة غبريال ومعظم الانبياء الذين تنبأوا عنها.


      ثم نصفى القبتين في الخورس الأول (بحرى وقبلى)، وحالياً تظهر عليهما الصور السريانية (بحرى عن نياحة القديسة العذراء مريم وقبلى عن البشارة والميلاد). وتوجد تحتهما صورتان قبطيتان لم تكتشفا بعد، وان كانت قد ظهرت أجزاء من كل منهما، حينما تساقطت أجزاء من الصور السريانية المغطية لها.


      الصور الموجودة فى الخورس الأول كلها وسنأخذها بالتتابع صورة القديس ابو مقار الكبير :


      وهى توجد على النصف عمود الموجود على يمين الداخل إلى الخورس الأول (جهة قبلى)، والمنظر يمثل راهباً واقفاً ويديه مرفوعتين، والوجه غير واضح المعالم، وله شعر ولحية لونهما رمادى، ورأسه مغطاة بسترة سمراء مع قلنصوة عليها خطوط ألوانها الأسود والابيض، وحول رأسه توجد هالة صفراء، وعلى الجانب الأيسر من رأسه توجد كلمة (abba) بالقبطية (أى الأنبا) وهى ضعيفة الوضوح. وعلى الجانب الأيمن من رأسه؛ بقايا كتابة غير واضحة، تُشكَل بلا شك الحروف الأخيرة من اسمه (rioc ). ويمكن قراءتها تقريبا (مكاريوس)، بما يوضح اسم القديس مكاريوس أب الرهبان.


      القديسان قزمان ودميان :


      على الحائط القبلى للكنيسة؛ توجد بعض الصور . صورة القديسين قزمان ودميان، والذى أكد أن الرسم خاص بهذين القديسين؛ هو وجود بعض الحروف من الأسماء. فمثلا توجد الحروف من اسم القديس قزمان (o agioc kocma) (أى القديس قزمان). كما إنهما يحملان بعض الادوات الطبية، بالإضافة إلى وعاءين (فى شكل أسطوانتين)، ربما تشير إلى خزانة أدوية متنقلة يحملانها معهما، إذ أنهما كانا طبيبين، كما ان بجوارهما القديس مارقلته الطبيب .


      والرسم يصور القديسين قزمان ودميان يرتديان ملابس بها الألوان السمراء والرمادية والصفراء.


      *********************************


      المصدر : الكتيبة الطيبية 10/10/2008م


      فن التصوير الجداري بدير السيدة العذراء – السريان (5)


      الكاتب: د.كارل انييمى


      ترجمة : الراهب القس يحنس السريانى القديس يعقوب الصغير وقديس آخر يمجدان الصليب :


      على الحائط الشرقى؛ فوق باب الهيكل البحرى، تظهر صورة رائعة لشخصين قديسين، فى مقابل بعضهما البعض. وفى وسطهما صليب ذهبى، فى منتهى الجمال. تحيط به دائرة، تتدرج ألوانها. فيها اللون الأسود، والنجوم حمراء، والألوان بين الأبيض والأحمر، وتخرج منها أشعة متدفقة نحو الخارج.


      وقد فُقد الجانب الأيمن العلوى من الصورة، فلم تظهر معالم القديس الأيمن، ويبدو ان هذا الفقد؛ قد حدث فى أثناء ترميم الكنيسة، فى القرن الثالث عشر. ولكن الشخص الأيسر؛ يبدو فى غاية الوضوح، فى الرسم، وفى كتابة اسمه، فوجهه متجه ناحية اليمين (فى اتجاه الدائرة المحيطة بالصليب الذهبى )، ويداه ممدودتان نحو الصليب، فى صلاة وخشوع ورهبة وإعجاب وفرح، (وكذلك يبدو الجزء المتبقى من القديس الآخر ). ويظهر اسم هذا القديس واضحاً، باللغة القبطية هكذا: (القديس يعقوب أخو الرب) (o agioc Iakwboc picon nte P_) وتحيط برأسه هالة، ويرتدى ملابس حمراء وزرقاء (وكذلك ملابس القديس الآخر زرقاء وحمراء). ومعروف أن القديس يعقوب أخو الرب؛ هو القديس يعقوب الصغير ابن حلفى(كلوبا)، زوج مريم أخت القديسة مريم والدة الإله، أى انه ابن خالة السيد المسيح له المجد. ويبدو ان القديس الآخر؛ هو القديس يوحنا ابن زبدى (أخو القديس يعقوب الكبير ابن زبدى)، ووجودهما حول الصليب الذهبى يمجدانه؛ دليل على فرحهما على إنهما من خلال الصليب قد ورثا المجد (المشار إليه باللون الذهبى). وتحيط بالصليب الدائرة (الدائرة ليست لها بداية ولا نهاية)، بمعنى ان هذا المجد أبدى لا نهاية له.


      القديسان لوقا وبرنابا الرسولان:-


      على الحائط البحرى؛ فى الخورس الأول للكنيسة، تم اكتشاف صورة القديسين لوقا وبرنابا، فى أقصى الشرق (القديس برنابا على اليمين والقديس لوقا على اليسار)، وتبدو أسماؤهما واضحة.


      القديس لوقا يُعرف بالكتابة المحفورة (o agioc Loukac)، والقديس برنابا بجواره الكتابة (o agioc Barnabac). هذه النقوش تختلف عن مقابلتها من الجهة الشمالية للحائط ، كتبت النقوش على خلفية سوداء، مغطاة بطبقة من الألوان الشمعية، بينما النقوش الأخرى كتبت على خلفية بيضاء. الرداء الأحمر للقديس لوقا مزين بنقوش مشابهة لنقوش القديس يوحنا المعمدان.








      صور من دير السريان : الإكتشافات فى الطبقة الثانية القرن الثامن


      دير السريان

      مدخل وباب دير السريان





      الخورس الأول صورة القديس أبو مقار الكبير : وهى توجد على نصف العامود على يمين الداخل إلى الخورس الأول ( جهة قبلى ) راهباً واقفاً ويديه مرفوعتين والوجه غير واضح المعالم وله شعر ولحية لونها رمادى ورأسه مغطاه بسترة سمراء مع قلنسوة عليها خطوط الوانها الأسود والأبيض وحول رأسه توجد هالة صفراء وعلى الجانب الأيسر من رأسه توجد كلمة (abba) بالقبطية ( أى الأنبا وهى ضعيفة الوضوح وعلى الجانب الأيمن من رأسه بقايا كتابة غير واضحة تتشكل بلا شك الحروف الأخيرة من إسمه rioc ويمكن قراءتها تقريباً مكاريوس بما يوضح اسم القديس مكاريوس أب الرهبان.

      على الحائط القبلى للكنيسة توجد صورة للقديسين قزمان ودميان والذى أكد أن الرسم خاص بهذين القديسين: هو وجود بعض الحروف من الأسماء توجد الحروف من اسم القديس قزمان o agioc kocma أى القديس قزمان كما إنهما يحملان بعض الأدوات الطبية بالإضافة إلى وعائين فى شكل إسطوانتين ربما تشير إلى خزانة أدوية متنقلة يحملانها معهما إذ إنهما كانا طبيبين كما أن بجوارهما القديس مارقلته الطبيب والرسم للقديسين قزمان ودميان ويرتديان ملابس يها الألوان السمراء والرمادية والصفراء.
      ********************************
      ثلاثة قديسين على شكل فرسان:
      توجد ثلاثة صور لثلاثة قديسين يمتطون جياداً أحدهم على الجزء الباقى من الحائط القبلى فى اتجاه الشرق والآخران فوق الهيكل القبلى للكنيسة وأوجههما متقابلة معاً وهذان الآخيران غير معروفين بالمرة أما الأول الذى على الحائط القبلى شرقاً فقد تم التعرف عليه: والثلاثة قديسين يرتدون ملابس زرقاء وحمراء ووجوهم تبدو كوجوه أمراء عسكريين ويحملوت فى أياديهم اليمنى رماحاً والقديس الوحيد الذى أمكنا تمييزه يوجد أسفل جواده شخص جالس ورمح القديس يتجه نحوه وذلك الشخص الجالس أسفل الحصان على رأسه تاج ( هالة ) ( ولكنها بالتأكيد لا تشير إلى إنه قديس ) بل إنه أحد الملوك أو الأباطرة وبالبحث فى سير القديسين ومطابقتها على الصورة ( بحسب علم الأيقونات الحديث ) يكون هذا القديس هو مرقوريوس أبو سيفين والشخص الموجود أسفله هو الإمبراطور يوليانوس الجاحد أما الكتابة الموجودة فوق القديس فتشير إلى انه ( القديس مار بقطر ) وهذا ليس بصحيح ويبدو واضحاً أن الكتابة ليست فى زمن رسم الصورة ولكنها كتبت فى زمن لاحق.

      القديس مارقلته الطبيب المصرى المشهور بشفاء أمراض العيون : على الجزء الأوسط من الحائط القبلى توجد صورة كرسى صغير مزين يجلس عليه قديس متجه نحو اليمين يرتدى ملابس حمراء ورمادية وشعر رأسه ولحيته الطويلة لونهما رمادى وأمامه شخص يتضح إنه مريض يرتدى ملابس حمراء مكسية بالأخضر وهذا القديس يحمل بيده اليمنى أله طبية يفحص بها عينى المريض كما يضع يده اليسرى برفق على كتف المريض وفى الخلف يوجد شخص ثالث يبدو إنه مريض ينتظر الطبيب ليفحصه أيضاً وهو شخص عارى الصدر وباقى جسمه الأسفل مغطى بملابس حمراء كما يوجد بين صورة القديس وذلك الشخص الثالث دولاب صغير مفتوح فيه حوالى ست زجاجات حمراء وخضراء مما يؤكد إنه طبيب يعالج المرضى القادمين إليه .
      القديسان سرجيوس وواخس:
      أكتشفت صورة على تصف عمود الملاصق للعمود السابق الذى عليه صورة السيدة العذراء الأم وهو ملتحم بباب الهيكل مما سبب تغطية جزء منه بحلق الباب الخشبى للهيكل تم عمله فى عام 914م .
      ويظهر فى الصورة شاب بدون لحية واقفاً يرتدى ملابس زرقاء وفوقها سترة حمراء أقص منها ويبدو من الصورة انه عسكرى ( جندى أو أمير ) لأنه يلبس منطقة يتعلق بها سيف ( فى غمد أحمر ) والقديس يقبض على السيف بيساره.
      ورأس القديس محتطة بهالة صفراء حولها خط أسود منقط بنقط بيضاء وشعر القديس يبدو انه طويل لكنه غامق غير واضح وعيناه تنظران بإستقامة إلى الأمام وبالبحث عن اسم القديس: وجدت بعض الحروف الأخيرة فقط من اسمه فى فراغ موجود عن يمينه مما يدل على اسم كثير الحروف والحروف الظاهرة هى ioc وهى الحروف الأخيرة من بعض الأسماء القبطية كالآتى جوارجيوس أو سرجيوس وحيث أن الفراغ الذى على يمين القديس مساحته قصيرة فهذا يؤكد انه احتمال كبير هو القديس سرجيوس ( أصغر عدد حروف فى الأسماء السابقة ) كما انه يتضح من علم الأيقونات انه منذ العصر المسيحى المبكر ستم رسم القديسين سرجيوس وواخس كجنود أو أمراء عسكريين واقفين غالباً بخلاف باقى القديسين الأمراء الذين يرسمون ممنطقون الجواد.
      وفى الناحية الأخرى من باب الهيكل على نفس المستوى وفى نصف عمود الآخر المقابل لهذا ظهرت بقايا صورة ( أى صورة غير كاملة الوضوح ) تصور قديساً آخر عسكرياً أيضاً واقفاً وعلى الرغم من ضياع جزء كبير من الرسم إلا أنه مازال سهل التمييز وهو مشابه جداً للصورة المقابلة على الجانب الأيمن فى الرسم وفى الألوان وفى الملابس وبهذا يصبحان متماثلين تماماً وهذا يؤكد أن الأول هو القديس سرجيوس والثانى هو رفيقه القديس واخس وهما يصوران عادة كجنديين شابين أما العمود المجاور للقديس واخس فلم تظهر عليه أية صور ( فى مقابل العمود القبلى الذى عليه صورة السيدة العذراء المرضعة ).

      صورة العذراء الأم المرضعة : صورة من أول الصور التى أكتشفت عام 1996م وهى تمثل السيدة العذراء مريم الأم وهىترضع طفلها الرب يسوع من الجهة اليمنى والصورة موجودة فى موضع هام فهى على العمود اليمين وعيناها تنظران بإستقامة إلى الأمام فى مدخل الهيكل وتظهر فيها السيدة العذراء الملكة جالسة على عرش مزين بشكل رقيق وله مسند ملون باللون الأحمر وهى ترتدى ملابس زرقاء وبها ألوان حمراء وخضراء وفوقها توجد العذراء الأم المرضعة صلبان وعيناها تنظران بالإستقامة إلى الأمام ورأسها محاط وتسند بيدها السيد المسيح الطفل بينما يدها اليسرى تسند صدرها الذى رسم بصورة صغيرة مصطنعة ومكتوب على يسار رأسها النص اليونانى agia Maria القديسة مريم وخلفية الصورة لونها أزرق غامق ويحيط بالصورة خطوط بالألوان ( الأحمر والأسود والبرتقالى ) ويتضح من تفاصيل رسمها أنها من العصور المسيحية المبكرة وبهذا تصبح من الصور النادرة لأن هذا الرسم بدأ يقل تدريجياً فى العصور التالية وبمقارنة هذا الرسم بما وجد فى دير باويط الذى من القرن الرابع حيث توجد فى الغرفة رقم 30 منه صورة طبق الأصل مماثلة لهذه الصورة موجود فى كنيسة، كُرِّست أيضاً على اسم القديسة العذراء والدة الإله هناك وهذا يجعل من المحتمل أن تكون هذه الصورة الجدارية تعود إلى الفترة حول عام 700 ميلادى.

      القديس يعقوب الصغير وقديس آخر يمجدان الصليب: على الحائط الشرقى فوق باب الهيكل البحرى تظهر صورة رائعة لشخصين قديسين فى مقابل بعضهما البعض وفى وسطهما صليب ذهبى فى منتهى الجمال تحيط به دائرة تتدرج الوانها فيها اللون الأسود والنجوم حمراء والألوان بين الأبيض والأحمر وتخرج منها أشعة مندفقة نحو الخارج . وقد فُقِد الجانب الأيمن العلوى من الصورة فلم تظهر معالم القديس الأيمن ويبدو أن هذا الفقد قد حدث أثناء ترميم الكنيسة فى القرن الثالث عشر ولكن الشخص الأيسر يبدو فى غاية الوضوح فى الرسم وفى كتابة اسمه فوجهه متجه ناحية اليمين ( فى اتجاه الدائرة المحيطة بالصليب الذهبى ) ويداه ممدودتان نحو الصليب فى صلاة ( وكذلك يبود الجزء المتبقى من القديس الآخر ) ويظهر اسم هذا القديس باللغة القبطية القديس يعقوب أخو الرب oagioc Iakwboc picon nte Poc/ وتحيط برأسه هالة ويرتدى ملابس حمراء وزرقاء ( وكذلك ملابس القديس الآخر زرقاء وحمراء). ومعروف أن القديس يعقوب أخو الرب هو القديس يعقوب الصغير ابن حلفا ( كلوبا ) زوج مريم أخت القديسة مريم والدة الإله أى إنه ابن خالة السيد المسيح له المجد ويبدو أن القديس الآخر هو القديس يوحنا ابن زبدى ( أخو القديس يعقوب الكبير ابن زبدى )
      ************************
      القديس بسنتى والقديس أباكير: ويوجد رسم للقديسين بسنتى وأباكير على الجانب الأيسر من الحائط الشمالى وتم التعرف من خلال الكتابة الموجودة بجوار رأسيهما ومن خلال شخصيتهما ويرتدى القديس الموجود بالناحية اليسرى ملابس مطران وتم التعرف بوضوح على الكتابة الموجودة على جانبى رأسه وتوجد الكتابة ( o agioc) على الجانب الأيسر والكتابة ) (cin] على الجانب الأيمن وهذا هو القديس بسنتى الذى يتبع اسمه لقب المؤسس والذى تشير أيضاً إلى المجتمع الذى كان يعيش به: وهو الدير البحرى حيثما عاش. وولد القديس حوالى سنة 568م، وسيم مطراناً سنة 598م. وعلى الجانب الأيسر هناك نقش لكلمة أباكير ) apakir ( ويحمل القديس أدوات الطبيب.. صندوق طبى ومشرط وهذه الرسوم مشابهة للقديسين قزمان ودميان ،على الجانب القبلى من الكنيسة، هذا هو القديس أباكير المعروف بالطبيب


      القديسان لوقا وبرنابا الرسولان: على الحائط البحرى فى
      الخورس الأول للكنيسة تم اكتشاف صورة القديسين لوقا وبرنابا فى أقصى الشرق القديس برنابا على اليمين والقديس لوقا على اليسار وتبدو أسماؤهما واضحة القديس لوقا يعرف بالكتابة المحفورة o agioc Loukac والقديس برنابا o agioc Barnafac هذه النقوش تختلف عن مقابلتها من الحهة الشمالية للحائط كتبت النقوش على خلفية سوداء مغطاه بطبقة من الألوان الشمعية بينما النقوش الأخرى كتبت على خلفية بيضاء الرداء الأحمر للقديس لوقا مزين بنقوش مشابهة لنقوش القديس يوحنا المعمدان .
      **********************
      البطريرك دميانوس: فى وسط الحائط الشمالى هناك نقوش تمثل بطريركاً واقفاً له وجه شاب بلحية داكنة وهو مرتدى ملابس كهنوتية ويحمل كتاباً بيديه وتتدلى قطعة قماش حمراء فوق يديه وعلى جانبى هذا الشخص توجد تمثيلات معمارية على الجانب الأيسر يوجد مبنى على شكل برج يمكن أن يمثل كنيسة بجواره سلم يؤدى إلى الطابق الأول من هذا المبنى وعلى الجانب الأيمن يوجد مبنى مسور بحائط به بوابة البطريرك دميانوس القديسان لوقا وبرنابا الرسولان القديس يعقوب الصغير وقديس آخر يمجدان الصليب وبجوار رأسه توجد الكتابة ( nioc ) غير واضحة وتذكرنا طريقة مَّسكِه للكتاب أمامه مع وجود رداء أحمر على يديه بأيقونة القديس مرقس من القرن السادس أو السابع الموجودة حالياً فى باريس وبالنظر إلى ردائه الوافى التفاصيل : نستنتج أنه رداء بطريرك وكذا إلى ملامحه الشابة فنعتقد أنه دميانوس بطريرك الاسكندرية ال 35 ( 578م-605م) الذى سيم فى سن صغيرة نسبياً ويعتقد أنه هناك علاقة بينها وبين صورة القديس بسنتى الذى سيم على يد البطريرك دميانوس وكان دميانوس من أصل سورى. ********************** أنبا يوسف (أحد آباء الرهبنة): على شمال الداخل إلى الخورس الأول القديس يوسف ويظهر فى خلفية خضراء مزينة بإطار أحمر وأسود الرسم الأول يظهر جزئياً لأنها مغطاة بطبقة من الجص من الطبقة الثالثة، الجانب السفلى من الرسم يظهر الجانب الأعلى من جسم القديس وفى الجانب الأيسر كتابة يونانية abba Iwchv الرسم مغطى بطبقة من الجص من الطبقة الثالثة ولا تظهر بوضوح.
      Last edited by صبحى السواح; 23-07-2010, 10:57 PM. Reason: خطا املائى
      تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



      Comment


      • #43
        رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

        مشكور اخ صبحي بارك الله تعبك

        Comment


        • #44
          رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

          شجرة مار آفرآم السريانى بدير السريان وسيرة حياته
          شجرة مار آفرآم السريانى
          إشتهرت هذه الشجرة فى التاريخ القبطى بأنها شجرة مار آفرآم السريانى أو شجرة الطاعة أو شجرة البركة أو شجرة المحبة ، وتقع هذه الشجرة شرق كنيسة العذراء المغارة ، وهى شجرة ضخمة جداً وهى من النوع الذى لا ينمو فى الأجواء المصرية ويذكر ألاباء الرهبان أن القديس العظيم مار آفرآم السريانى (يطلق عليه المصريين قيثارة الروح القدس) أتى إلى الدير فى القرن الرابع من الشام وفى يده عصاه تعينه فى الطريق كعادة رهبان الشام فظنه رهبان مصر أنه يتشبه بشيوخ الرهبان (الذين لهم الحق فى التوكأ على عكاز) ، فأشار عليه أبوه أن يغرس عصاه فى الأرض ، وهناك قول آخر أن مار آفرآم سمع تذمر الرهبان فغرس عصاه فى الأرض وسار من غيرها ، فأراد الرب أن يظهر تقواه وبره للجميع ودرجة قداسته ، ويقول أخوتنا السريان أن مار آفرآم السريانى ترك عصاه أمام الكنيسة وعتدما خرج رآها قد نبتت وأورقت فتركها ورحل . فصارت شجرة كبيرة , ولا تزال تعرف حتى اليوم ( بشجرة مار أفرام السرياني ) وهي في ساحة دير السريان بوادي النطرون. فقد نما العكاز الجاف الذى أتى به من الشام وصار شجرة ضخمة تعطى ثمراً ويستظل تحتها الرهبان وتأوى إليها طيور السماء ، وهذه الشجرة من نوع التمر الهندى ويشرب الكثيرين من زوار الدير من زهرها ويأخذون ثمارها كبركة إلى الآن .
          *********
          ويقول الرهبان أيضاً : " انه عند زيارته لمصر التقى بالأنبا بيشوي ولم يكن أحدهما يعرف لغة الآخر, صليا معاً والروح القدس ساعدهما على فهم لغة بعضهما " وما ذكره الرهبان المصريين يتداوله أيضاً السريان
          كان أفرام كاتباً في الأخلاق وواعظاً أكثر منه فيلسوفاً ولاهوتياً ، وكان يلهب الناس حبا فى المسيح عندما يعظ تنساب من فمه كلمات الروح القدس كأنه نهر من أنهار الجنة خارجه لتسقى العطاشى من ينبوع الحياة وما زالت اشعاره وكلماته تتردد حتى هذا اليوم
          ترك أفرام مخلفات كثيرة في شرح الكتب المقدسة ويقال إنه كتب نحو ثلاثة ملايين بيت شعر، ونسبت إليه عدة ملاحم شعرية ، ولأهمية مار أفرام الأدبية ترجمت مؤلفاته إلى لغات عديدة منها العربية واللاتينية واليونانية والأرمنية والقبطية والحبشية
          صلاة مار أفرام السرياني ، ( أيها الرب سيد حياتي ، أعتقني من السخط والغضب والفضول وحب الرئاسة والكلام البطال ، وأنعم علي روح البساطة والاتضاع والصبر والمحبة ، نعم ، أيها الرب إلهي ، هب لي أن أعرف ذنوبي وعيوبي ، ولا أدين أخوتي ، فإنك مبارك إلى الأبد )
          مار أفرام في الليتورجيا القبطية ذكر في وضوح الدكتور جورج بيباوي في محاضرته بتاريخ ( 21-10-1973) لمحة تاريخية ولاهوتية عن الدور الذي يمثله أفرام السرياني في الليتورجية القبطية التي تعتبر أهم مصدر لدراسة اللاهوت الشرقي ، وذكر أن الكنيسة القبطية تحتفل بانتقال مار أفرام في اليوم الخامس عشر من شهر أبيب القبطي الموافق التاسع من تموز ، وفي يوم العيد تقرأ سيرته أثناء القداس الإلهي
          كما ترجمت مداريش وصلوات لمار أفرام إلى اللغة الإثيوبية ولا زالت الكنيسة الأثوبية تستعملها إلى الآن وهذه الترجمة مخطوطة على رق لدى مار فيلبس مطران الإثيوبيين

          ****************
          نبذة مختصرة عن مار آفرآم السريانى
          وُلد من ابوين مسيحيين بمدينه نصيبين أوائل القرن الرابع الميلادي وتربي منذ حداثته علي يد القديس ماريعقوب اسقف المدينه، فعلمهُ وعمدهُ وإصحبهُ معهُ إلى مجمع نيقيه وبعد نياحة القديس يعقوب مضى إلى الرها وعاش هناك ناسكاً مع نساك جبل الرها .
          + أتُهم بالزنا إذا كانا خادم الكنيسة الذى يدعى أفرام قد زنى َمع بنت أحد رؤساء المدينة ولقنها أن تقول إن مار إفرام هو الذى أخطأ معها بعد ذلك أحضر والدها الطفل للأسقف الذى بكته أمام الشعب فلم يدافع عن نفسه وقال فى إنسحاق أخطأت يا أبى، فأخذ الطفل الذي كلف بتربيته و دخل أمام المذبح و بعد أستئذان الأسقف ناشد الطفل بأسم السيد المسيح أن يقول من هو أبيه فنطق الطفل و أعلن أسم أبيه الحقيقي أمام الجميع و أمام دهشه الجميع مات الطفل في الحال.
          + في طريقه الي الرها طلب كلمه منفعه من أول شخص يقابله ، فقابل إمرأه ساقطه قالت له عندما امعنت في النظر اليه "انا أنظر اليك لأني أخذت من الرجل و أما أنت فأنظر الي التراب الذي أخذت منه" فتعلم منها.
          + كان سبباً في توبه إمرأه أخري حاولت أسقاطه ولكن بكلمات النعمه جعلها تذهب للترهب بأحد الأديره.
          + ذهب إلى برية شيهيت الشهيره بكثرة نساكها ومعلميها الحاذقين فى العبادة حيث أمضى ثمانى سنوات متتلمذاً لمشاهير الآباء وقتئذ.
          + زار الأسقيط ولازال اثره في دير السريان، حيث الشجره المعروفه بأسمه وعندما ظن الرهبان أنه يحمل عكازه متشبهاً بالشيوخ غرسها بالأرض فأزهرت كعصاه هارون و شجره الطاعه التي للقديس يوحنا القصير ولازالت خضراء حتي الأن وتعطي ثمر التمر الهندي(رغم أن التمر الهندي ينمو في المناطق الحاره) و يؤخذ زهرها علي سبيل البركه.
          + كان له لقاء مع القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصريه(أسيا الصُغريَ) الذي حاول رسامته أسقف فإعتذر حتي عن رسامته كاهناً أو شماساً.
          + رجع إلي الرها و جاهد ضد الهراطقه و كتب أكثر من 150 نشيداً كان لهم عظيم الأثر في إيقاف تيار الهراطقه.
          + تنيح بسلام بشيخوخه صالحه فى مغارته بالرها فى 9 يونيو سنه 373 م بعد أن ترك كثيراً من الميامر و العظات الجميله بل وأنشأ فى الرها مدرسة مار إفرام مما جعل الكنيسه تُلقبه "بقيثاره الروح القدس"، وتعيد له كنيستنا فى 15 أبيب من كل عام.
          + صنع الكثير من المعجزات منها إنه أعاد الحياة لشاب مات بلدغة حية وكان بسبب ذلك إنه عاد الكثيوت إلى الإيمان الأرثوذكسى .
          + يُقال إن القديس مار إفرام السريانى كان يظهر فى الدير بين الحين والآخر ليشجع الأباء على الجهاد ،فقد قال أحد الآباء إنه كان نائماً فى الليل عند شجرة القديس مار إفرام فشعر بشخص يوقظه قائلاً له قم إذهب إلى قلايتك لأننا نريد أن نصلى وكان هو القديس مار أفرام السريانى، أيضاً رآه مرة ذاهب فأمسك به قائلاً من أنت ؟ وعندما شدد السؤال أجابه :"أنا إفرام السريانى الله يباركك" .أيضاً يذكر إن أحد الرهبان ذهب إلى الكنيسة ذات ليلة فوجد بابها مغلقاً وصوت صلاة القديس بالداخل ولما فرغت الصلاة وفتح الباب رأى مجموعة منها ما هو نحيف ومنها الشيوخ بعدها لم يجدهم فقد كانوا الأباء السواح . وقد سمعت من الأباء الشيوخ بالدير الكثير مثل هذه الأحاديث فلكل دير قديسوه الذين يزرونهم ويشجعون رهُبانه على الجهاد فهناك صلة المحبة المستمرة بين الكنيسة المنتصرة فى السماء وكنيستنا المجاهدة على الأرض
          *بركه صلاته تكون معنا أمين*




          تاريخ الإكتشافات بكنيسة السريان
          تاريخ الإكتشافات
          المعهد الفرنسى للآثار : فى عام 1991م حضر إلى دير السريان بعثة من المعهد الفرنسى للآثار تم إكتشاف أي
          قونة قبطية حائطية رائعة يرجع تاريخها إلى
          القرن الثامن الميلادى ( عبارة عن فريسكا ) للقديسة العذراء مريم، وحولها الأنبياء الذين تنبأوا عنها، ورئيس الملائكة الجليل غبريال .
          وتوجد هذه الفريسكا فى نصف القبة الغربى ، بصحن كنيسة السريان وكان يوجد فوقها صورة حائطية للصعود من الفن السريانى إستطاع الفنانون الفرنسيون فصلها بمهارة من فوق الفريسكا القبطية وتم نقلها إلى المتحف المصمم لتثبيت أنصاف قباب به وللحفاظ على هذا التراث.

          البعثة الهولندية : وفى عام 1994م حضرت إلى الدير البعثة الهولندية برئاسة دكتور كارل إنيمى ( الأستاذ بجامعة ليدن هولندا ) – وبدأت فى عمل المجسات على حوائط الكنيسة جميعها ( أكثر من خمسين مجس ) فأكتشفت إنه توجد فى حوائط الكنيسة خمس طبقات:
          1- الطبقة الأولى من القرن السابع والفن الذى عليها قبطى.
          2- الطبقة الثانية من القرن الثامن والفن الذى عليها قبطى.
          3- الطبقة الثالثة من القرن العاشر والفن الذى عليها خليط من الفن القبطى والسريانى.
          4- الطبقة الرابعة من القرن الثالث عشر والفن الذى عليها سريانى ( وعليها كتابات قبطية ).
          5- الطبقة الخامسة من القرن الثامن عشر والفن الذى عليها قبطى.
          والبعثة البولندية تعمل شهرين فقط فى العام بحسب المنحة المعطاه لها.
          1- الإكتشافات على الطبقة الأولى ( القرن السابع ).
          من المرجح أنه تم الإنتهاء من بناء الكنيسة فى القرن السابع الميلادى بدأ الآباء الرهبان فى تزيين حوائطها ولكن بطريقة بسيطة فتكونت الصورة البسيطة التى على الطبقة الأولى فى الغالب من الصلبان الملونة باللونين الأحمر والأصفر ( البرتقالى ) وهذه توجد على الأجزاء العلوية من جدران الهيكل ويرجع تاريخها كما سبق إلى القرن السابع الميلادى.
          2- الإكتشافات فى الطبقة الثانية ( القرن الثامن ).
          وقد تأكد أن هذه الصور مرسومة بطريقة تسمى ألوان الشمع وهذه الألوان من نفس تركيبة الألوان التى إستخدمها الفراعنة فى العصور السحيقة الماضية وبهذا يعتبر الفن القبطى هو إمتداد للفن الفرعونى ويوجد العديد من الرسومات فى هذه الطبقة ومنها:-
          أنصاف القباب ...وهذه عليها ثلاث صور قبطية ولكنها مختفية أسفل الصور السريانبة ومنها النصف قبة الغربية ( فى آخر الكنيسة ) والتى سبق التحدث عنها عندما ذكرنا مجىء بعثة المعهد الفرنسى وبإنزال الصورة السريانبة الفوقية التى عن صعود السيد المسيح: ظهرت أسفلها الفريسكا القبطية عن السيدة العذراء مريم وحولها رئيس الملائكة غبريال ومعظم الأنبياء الذين تنبأوا عنها.
          ثم نصفى القبتين فى الخورس الأول ( بحرى وقبلى ) وحالياً تظهر عليهما الصور السريانية ( بحرى عن نياحة القديسة العذراء مريم وقبلى عن البشارة والميلاد ) وتوجد تحتهما صورتان قبطيتان أكتشفت أحدهما فى شهر أكتوبر عام 2006م وهى عبارة عن فريسكا الميلاد من القرن الثامن وبها السيدة العذراء وهى جالسة وفى حضنها الطفل يسوع وعلى رأسها من أعلى النجم الذى أرشد المجوس إلى بيت لحم وعن يمينها ملاكاً والمجوس الثلاثة وهم يقدمون هداياهم وعلى شمالها ملاكاً والرعاة الساهرين على خرافهم. وهى فى غاية من الجمال والروعة. والفريسكا الأخرى لم تكتشف بعد.

          *****************************

          صور من دير السريان 3- الإكتشافات بكنيسة السريان فى الطبقة الثالثة القرن العاشر


          أيجر ( ملك الرها ) وقسطنطين الملك:
          فوق باب الهيكل الرئيسى يوجد صف من ثلاث نوافذ مغلقة ظهر بينهم


          رسمان يتبعان الطبقة الثالثة الرسم الأيمن يظهر بقايا شخص على حصان أسود هذا الشخص ممسكاً برمح أو حربة حيث نستطيع أن نقول أنه محارب قديم. أعلى الشخص فى السماء هناك بعض النجوم والصلبان هذا هو قسطنطين الملك والفراغ الموجود بين الشباك الأيمن والأيسر يمثل أيجر ملك الرها ( وهى أوديسا على البحر الأسود ). فى الجانب الجنوبى من الحائط يوجد وزير ملكة كنداكة ، ( الخصى الحبشى جالساً على مركبة يقرأ سفر إشعياء... مثل شاه سيق إلى الذبح والقديس أندراوس الرسول الذى عمد آكلى لحوم البشر. وفى الجانب الشمالى: يوجد القديس غريغوريوس المنيرومن الواضح أن هذا الجانب يمثل القديسين الذين نجحوا فى جذب الأجانب إلى المسيحية، تواريخ هذه الرسومات غير معروفة بشكل قاطع توجد بعض الكتابات أسفل القبة وأعلى الرسم ( موسى وهارون والشماس يوناثان ).



          دير السريان والبابا شنودة
          + تم بناء 36 قلاية بحيث يكون لكل قلاية دورة مياة منفصلة وصهريج مياة فوق المبنى كله ، داخل مزرعة الدير .
          + إستصلاح أرض حديثة حوالى 30 فدان
          + إنشاء مبنى جديد للرهبان
          + مضيفة جديدة لإستقبال الزوار خارج الدير
          + بناء مخبز جديد .. ومعمل البان ومخازن ومزرعة للدواجن
          + إنشاء حديقة جديدة مع ترعة صناعية (جابية) لتزويد الدير بالمياة اللازمة للشرب والإراض الأخرى ، ماكينتين لتوليد الكهرباء .
          + بناء قلالى منفردة خارج الدير للرهبان الراغبين فى التوحد .
          + الإحتفال بعيد القديس يوحنس كاما فى 3/1/ 1978 الموافق 25 من كيهك القبطى بغقامة صلاة عشية وتضميخ رفاته بالحنوط والأطياب ، وسط ألحان التسبيح والتمجيد ، مع إشتراك بعض الساقفة والكهنة والرهبان وبعض أفراد الشعب من محبى الدير .
          + شم النسيم .. تعود البابا أن يجتمع بالرهبان وبعض الأساقفة فى من كل عام
          ******
          وقد قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة عدد كبير من ألاباء الرهبان من دير السريان ثم سام أيضاً عدداً من الرهبان كهنة للخدمة فى أماكن متنوعه فى أماكن تحتاجهم ومنهم :
          + القس برنابا السريانى 29/5/1988م للخدمة بالكنيسة القبطية بفرنسا وروما
          + وفى أغسطس 1988 أوفد قداسة البابا شنودة الثالث الراهب القمص أغناطيوس السريانى للخدمة فى فرنسا لمساعدة القس جرجس لوقا هناك ، وسيقومان بخدمة كنيستنا فى باريس وأيضاً مارسيليا .
          + القس أندراوس السريانى 19/7/1989م للخدمة بالسودان ثم عاد إلى ديره
          + القس أرميا السريانى يوليو 1990م للخدمة بإيبارشية المنوفية .
          إيفاد بعثة رهبانية لدراسة الفن القبطى فى هولندا

          أوفد قداسة البابا شنودة الثالث ثلاثة من الآباء الرهبان إلى هولندا لدراسة الفن القبطيى وذلك لأول مرة فى التاريخ الحديث للكنيسة القبطية وذلك بناء على منح دراسية مقدمة من هولندا ، والرهبان الذين ذهبوا لدراسة الفن القبطى هم القس يوساب السريانى ، والقس صموئيل السريانى ، والقس أرسانيوس الأنبا بولا ، وقد سافر الآباء الرهبان يوم 4/2/1990م وكانت البعثة لمدة 6 شهور تنتهى فى 5/8/1990م
          سيامة رهبان
          + فى صباح السبت 27/10/1990م قام قداسة البابا بسيامة خمسة رهبان جدد فى دير العذراء السريان وإشترك فى صلوات السيامة نيافة النبا صرابامون ، واسماء الرهبان هى : بيجول - ميصائيل - يعقوب - مارتيروس - شنودة .
          وفى نفس اليوم أدخل خمسة آخرين فى طقس طالبى الرهبنة (الملابس البضاء) وقام بإسكان رهبان فى القلالى الجديدة .
          + وفى صباح السبت 6/7/1991م قام قداسة البابا بسيامة سبعة رهبان جدد بأسماء : ديسقوروس - لوكاس - شاروبيم - فيلوباتير - بلامون - فام - سوريال ، وإشترك فى صلوات السيامة أصحاب النيافة الأنبا صرابامون والأنبا يوحنا والأنبا شاروبيم .
          وفى نفس الوقت ألبس قداسة البابا شنودة الثالث خمسة من طالبى الرهبنة الملابس البيضاء ، ليبدأوا فترة الإختبار بدير العذراء (السريان)
          + وفى صباح الجمعة 10/4/1992م قام قداسة البابا بسيامة عشرة رهبان جدد بأسماء : متياس - هدرا - أبرآم - مرقس - إيليا - رويس - برسوم - بولس - شاروبيم - بيشوى .. وإشترك فى صلوات السيامة أصحاب النيافة الأنبا دوماديوس ، والأنبا صرابامون ، والأنبا رويس ، والأنبا متاؤس ، والأنبا سرابيون ، والأنبا يوحنا .
          + وفى صباح الجمعة 19/7/1992م إستقبل قداسة البابا شنودة الثالث آباء مجمع رهبان دير السريان فى غجتماع روحى ورعوى حضره 90 من أعضاء مجمع الدير ، وحضره اصحاب النيافة الأنبا بيشوى والأنبا صرابامون ، والأنبا برسوم ، والأنبا أنطونيوس ، والأنبا يوسف ، وتم فى هذا الإجتماع إختيار الراهب القس إبراهيم السريانى أميناً للدير
          + وفى صباح الجمعة 14/7/1995م قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة أربعة رخبان جدد فى الدير بأسماء الراهب : أنطونيوس - بسادة - سدراك - أوغسطينوس
          وإشترك فى صلوات السيامة أصحاب النيافة النبا صرابامون ، والأنبا رويس ، والأنبا متاؤس ، والأنبا شاروبيم وألأنبا إيسيذوروس ، والأنبا يوسف ، والأنبا يوأنس ، والأنبا صرابامون ( اسقف عطبرة وام درمان) والأنبا أنطون ، والأنبا بولا ، والأنبا برنابا ، وألنبا دميان .
          + الإحتفال بعيد القديس يوحنس كاما قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة دير السريان فى 3/1/1988 م بمناسبة عيد قديس الدير الأنبا يحنس كاما ، وقد اعد الحنوط وألأطياب التى ضمخ فيها رفات القديس ، وقد شاركه أصحاب النيافة الأنبا ثاؤفيلس وألأنبا بيسنتى وألأنبا متاؤس ورهبان الدير .
          + الإحتفال بعيد القديس يوحنس كاما قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة دير السريان فى 3/1/1988 م بمناسبة عيد قديس الدير الأنبا يحنس كاما ، وقد اعد الحنوط وألأطياب التى ضمخ فيها رفات القديس ، والأنبوبة الأخرى بالحنوط والأطياب ، وجلس قداسة البابا مع الرهبان جلسة روحية حدثهم عن المشاعر الروحية فى إستقبال عام جديد .
          + الإحتفال بعيد القديس يوحنس كاما وفى مساء الحد 16/12/1993م توجه قداسة البابا شنودة الثالث إلى دير السريان حيث قام بإعداد حنوط لتطييب جسد القديس يحنس كاما الذى يحتفل الدير بعيده يوم 3/1 يناير من كل عام (25 كيهك) وإشترك مع قداسته أصحاب النيافة الأنبا صرابامون والأنبا رويس والأنبا متاؤس والأنبا إيسيذوروس والأنبا ثاؤفيلس .
          رسامة اسقف لدير السريان
          + فى يوم 6/6/1993م قام قداسة البابا شنودة الثالث بتثبيت نيافة الأنبا متاؤس أسقفاً لدير السريان

          + وفى يوم الأحد 28/11/1993م قام نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير العذراء ( السريان) بسيامة ثلاثة رهبان فى درجة القسيسية وهم : القس غبريال ، والقس زكريا ، والقس بطرس ، وكلهم ترهبنوا سنة 1987م
          + وفى صباح الأثنين 18/يوليو 1994م توجه قداسة البابا شنودة الثالث إلى دير السريان وقام بسيامة خمسة من ألاباء الرهبان بأسماء : يواقيم 0 أنجيلوس - تكلا - صموئيل - ويسطس ، كما رقى الراهب أغابيوس إلى درجة القسيسية .
          وصلى قداسة البابا شنودة القداس الإلهى وإشترك معه فى القداس وصلوات السيامة 32 من ألاباء المطارنة والأساقفة ( ومما يذكر أنه مر على ترهب البابا شنودة 4م سنة فى هذا الدير)
          إفتتاح مبنى القلالى الجديد
          + وفى مساء يوم 18/7/1994م إفتتح قداسة البابا شنودة الثالث المبنى الجديد للقلالى (36قلاية) وبارك وصلى على المياة ورشه فيها ، ومان قد سبق - منذ ثلاث سنوات - إنشاء مبنى مقابل له يضم 36 قلاية ، وإشترك فى صلوات الإحتفال نيافة الأنبا متاؤس رئيس الدير وعدد كبير من ألاباء الأساقفة والرهبان .
          نياحة راهب فاضل
          + قام قداسة البابا شنودة الثالث بالصلاة على جثمان الراهب القمص أنجيلوس السريانى ، اب إعتراف الراهبات لسنوات طويلة قبل أن يقعده المرض خلال العامين ألاخرين قبل نياحته فى 1/5/1994م (عيد القيامة المجيد) وهو يبلغ من العمر 77 سنة قضى منها 42 سنة فى الرهبنة .
          **************************
          المـــراجع

          (1) اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 316 - 330
          تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



          Comment


          • #45
            رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

            Originally posted by فراس السوري View Post
            مشكور اخ صبحي بارك الله تعبك
            تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



            Comment


            • #46
              رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة


              دير مار مينا

              دير مار مينا بمريوط

              فى عام 363م بدأ البابا أثناسيوس الرسولى ببناء كنيسة على قبر القديس والشهيد مار مينا العجائبى وجذب المكان الألاف من المسيحيين الذين احبوا فى الأستقرار فى هذه المنطقة وشيدت فى هذه المنطقة المبانى والقصور التى بنيت غالبيتها من أجود أنواع الرخام حتى سميت هذه المدينة بـ المدينة الرخامية , وأطلق عليها الأقباط مدينة بو مينا وبدأت تبنى كنائس كثيرة .
              وسرعان ما بنى ديراً على أسم مار مينا فى هذا المكان للرهبان الذين يخدمون هذه الكنائس , وحدث أن أغار عليها البربر الوثنيين ثم العرب المسلمين , ودمرت المدينة تماماً وتخربت وهجرها الأهالى والسكان وأندثرت معالمها فى حوالى القرن العاشر الميلادى .
              وفى عام 1905 م أكتشف الأسقف الألمانى "كارل ماريا كارفمان" مدينة مارمينا وأديرتها
              يقول القمص صليب سوريال كاهن كنيسة مار مرقس بالجيزة وهى كنيسة قديمة قائمة فى وسط البيوت الصغيرة فى زقاق من أزقتها : " أذكر أنى تقابلت فى سويسرا مع أحد رجال الدين الأجانب فقال لى : " أنتم عندكم بطريرك عظيم بناء ذو أفق واسع تمثل تاريخ كنيسته وشعبه " .. فأجبته : " نعم إنه يبنى الآن كاتدرائية ضخمة فى أرض الأنبا رويس " فقال : " الموضوع مش موضوع كاتدرائية .. ما أحنا عندنا كاتدرائيات كثيرة , لكن كونه يفكر فى تعمير منطقة " بومينا " ويعيد لها مجدها القديم ذات القيمة التاريخية الفريدة فهذا يعنى أن بطريرككم إنسان عظيم وإنه عالم قديس "
              وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى أما نحن فنرى أنه لم يتمثل تاريخ كنيسته فقط بل عاش هو نفسه هذا التاريخ بكل ما إحتواه من فرح وما أنسكب خلاله من دموع . كتاب قصة الكنيسة القبطية - ايريس حبيب المصرى - الكتاب السابع ص 40
              ويضيف ابونا صليب سوريال قائلاً : " بصراحة كان فى ذلك الوقت أغلب الناس ينتقدون البابا بشدة وأنا واحد منهم وكنا نقول : " ما هذا الذى يعملة ... ؟ يأخذ فلوس الشعب ويرميها فى الصحراء فى الرمال !! "
              ولكننا نشكر الرب الذى أثبت أن البابا كيرلس كان يرى مالا نراه ويعرف مالا نعرفه , فقد اعاد مجد منطقة كانت لها مكانتها وبركاتها فى القرن الرابع الميلادى , وأصر البابا أن يقيم فى هذا المكان الطاهر كاتدرائية لها سبعة مذابح مشابههة تماماً للطاتدرائية التى كانت فى القديم وأندثرت , وها نحن نرى ألان أن دير مار مينا قد صار أكبر مزار دينى يتهافت الناس لزيارته لأخذ البركة , وأصبحت تجرى فيه معجزات عظيمة وآيات باهرة
              عند بناء دير مارمينا كان أحد الآباء الرهبان يقود جرار الدير في الصحراء، وفجأة تعطل المحرك فتوقف الجرار في قلب الصحراء، نزل الأب الراهب ليكتشف سبب عطل المحرك ونسى أن يجعل تروس التشغيل (الفتيس) في وضع المور كما ترك شداد الوقود في وضع التشغيل مما جعل تغذية المحرك بالوقود مستمرة.

              نجحت فجأة محاولات الراهب لإصلاح المحرك فتحرك الجرار وأخذ يندفع في الصحراء بدون قائد، والراهب يجرى خلفه ويصيح مستنجداً غير أن صرخا
              ته تبددت في الصحراء المترامية، اندفع الجرار في إتجاه خيام البدو فأصاب الراهب هلع شديد فربما يدهم الجرار الخيام فتصبح كارثة، غير أن الجرار سار بسرعة بين خيام البدو في دقة بالغة دون أن يصيب أحداً واستمر في سيره فعبر خط السكة الحديد في بلدة بهيج والناس في دهشة، وظل في طريقه حتى اقترب من الكوبري الصغير في أول المدق فلم يصطدم به بل عبره إلى الطريق الإسفلتي العمومي الذي تعبره مختلف أنواع السيارات وحينئذ انحرف الجرار إلى يمين الطريق واستقر في إحدى الحفر لتنتهي لحظات الفزع والرعب التي انخلعت لها القلوب ولكنها كانت مثيرة للعجب لأن الكل أخذ يتساءل: من كان يقود الجرار؟! ألعله مارمينا المشهور بالعجائبي
              تاريخ نشأة الدير
              قال أبو المكارم المؤرخ : " الناحية المعروفة بمريوط (3) (فصل) ذكر كتاب فضائل مصر قال : " إن الذين ينظرون فى هوية البلدان وأرض الأقاليم أنه لم تطل أعمار الناس فى بلد من البلدان كطولها بمريوط فى منطقة الإسكندرية ووادى فرغانة وهذه المنطقة كانت برية وأعمرها أثناسيوس البطريرك الـ 22 ثم بعده ثاؤفيلوس البطريرك الـ 23 وبنوا بها كنيسة كبيرة فى حكم الإمبراطور أرغاديوس أبن الإمبراطور تاوضوسيوس وكرزها وكملت فى أيام طيماتوس البطريرك الـ 26 فى أيام حكم الأمبراطور زينون وبنى فى هذه المدينة + قصر لنفسه وبيوت سكن للآرخنة وغيرهم وكرز بها 12 ألف فارس خوفاً من البربر وأعطاهم أجور من مال هذه المنطقة
              *************
              دير مريوط
              وهو دير معروف وأشتهر وفيه مجموعة من الرهبان والشيوخ والشبان يعذبون اجسادهم بالحديد والسلاسل وكان رئيسهم يجلس متوجاً بالنعمة الإلهية وله عجائب كثيرة .
              ***********
              كنيسة أبو مينا ذو الثلاثة آكاليل
              كنيسة أبو مينا ذو الثلاثة آكاليل وجسده مدفون فيها - والجمال المصورة تحت صورته هم من عجائب البحر ظهور له عند حمب جسده وليس هم جمال أنشأهم ثاؤوفيلس البطريرك الـ 23 فى حكم الإمبراطور أرغاديوس أبن الإمبراطور تاوضوسيوس والإمبراطور أندريوس وكملت أولاً بأول وكملت فى أيام طيماثاوس البطريرك الـ 26 مكملة ولها آيات وعجائب كثيرة وتظهر فى كل حين وكان لها أوقاف وكانت مزينة بأحسن زينة وفيها أعمدة رخام الملون قائم ونائم مالم يشاهد مثله .
              ************
              نقل الأعمدة والرخام إلى بغداد
              (فصل) نقل جميع العمد والرخام للخليفة إبراهيم فى الرشيد من بغداد على يد ألعازر الخلقيدونى فى بطريركية يوساب Fol. 101B وهو البابا 52 وأهتم هذا البطريرك بتجديد وتزويق ما هدم فيها . ]


              <B>
              الأنبا كيرلس آفا مينا أول أسقف لدير مار مينا بالعصر الحديث

              فى صباح السبت 12-6-2004
              قام قداسة البابا شنوده الثالث بزيارة رعوية للدير العامر وألبس الإسكيم الكبير لحضرة صاحب النيافه الحبر الجليل الأنبا كيرلس أفامينا


              فى صباح الأحد 9/3/2008 قام نيافة الأنبا كيرلس أفا مينا بترقية القس تادرس أفامينا، والقس صرابامون أفامينا، والقس بيشوي أفامينا إلى رتبة القمصية

              وقد إشترك فى الصلوات أصحاب النيافة الأنبا أبوللو، والأنبا قزمان، والأنبا إرميا.







              ************************

              الكرازة السنة 37 العددان3-4 6فبرابر2008
              فى 30/1/2009م قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة دير مار مينا بمريوط حيث قام قداسته بسيامة رهبان جدد بأسماء : بافلى - ومتى - وجيروم - ومقار - وديمتريوس - وأمبروسيوس ، وكذلك تغيير شكل الراهب ملاك الأثيوبى على دير مار مينا
              وفى المساء جلس قداسة البابا جلسة روحية مع الرهبان





              ************************
              الكرازة السنة 37 العددان3-4 6فبرابر2008
              وفى صباح السبت 31/1/2009م قام قداستة البابا شنودة الثالث بسيامة سبعة كهنة جدد وهم : القس غبريال - القس سوريال - القس شاروبيم - القس ساروفيم - القس إبراهيم - القس إسحق - القس يعقوب وإشترك مع قداسته فى صلوات السيامة أصحاب النيافة ألنبا صرابامون والأنبا متاؤس والأنبا إيسوذوروس وألأنبا يوأنس والأنبا قزمان والأنبا كيرلس أسقف ورئيس الدير والأنبا أرميا والأنبا مينا




              تاريخ إنشاء دير مار مينا

              · الدير القديم
              وصلت رفات الشهيد مارمينا واستقرت في مزارها القديم بالآثار نحو عام (312 – 315 م).
              بنيت أول كنيسة للشهيد بمريوط بين عامي 320 – 325 م في عهد الملك قسطنطين الكبير.
              بتزايد عدد الزوار وطالبي المعجزات جدد البابا أثناسيوس الرسولي الكنيسة الأولي ووسعها كثيراً . لما كثر جداً عدد الزوار بنى الأنبا ثيؤفيلس البابا 23 (385 – 412 م) كاتدرائية ضخمة شرق الكنيسة الأولي كما جدد ووسع الكنيسة الأولي وبني في غربها معمودية كبيرة. مع ذيوع شهرة القديس وازدياد عدد الزوار تحولت المنطقة إلى مدينة سياحية هامة انتشرت فبها الكاتدرائيات والكنائس الرخامية والمنشات العديدة كالحمامات والفنادق . بازدياد عدد الرهبان إلى مئات أنشأ بالمنطقة دير عظيم كان يزداد أتساعا بمرور الوقت . كما امتد نشاط بعض رهبانه للكرازة بأوربا . وتحتفظ الكنيسة الأيرلندية في صلواتها إلى يومنا هذا بصلاة خاصة للآباء الرهبان الأقباط الذين حملوا لهم شعلة الإيمان. وقعت المدينة بكنائسها مطمعاً للأجانب الخلقدونيين وإغارات الفرس والبربر والفتح العربي والخلفاء الأتراك ….. إلى أن جاء القرن الثالث عشر فغرب مجد المدينة وكنائسها أثر التخريب الشامل الذي حل بها وعدم استتباب الأمن فيها. انتقل جسد الشهيد عبر رحلة طويلة من مريوط إلى كنيسته بفم الخليج بمصر القديمة في النصف الأول من القرن الرابع عشر. قضى محمد على باشا (1805 – 1848 ) على البقية المتبقية من الكنائس والمنشآت بالمنطقة لمنع عمليات السلب والنهب التي تفشت بالمنطقة حيث استغل اللصوص هذه الأطلال المهجورة كأوكار لهم . ثم عصفت الطبيعة أيضا لتجعل المكان أكواماً من التراب والحجارة. بدأت عمليات الكشف الأثرى للمنطقة سنة 1905 م على يد العالم الألماني ك . م . كوفمان ثم تلتها أبحاث أخرى على فترات متباعدة للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف القبطي بالقاهرة وغيرهم. الدير الحديث · بدأ الشروق يلوح للمنطقة من جديد على يد البابا الأنبا كيرلس السادس حيث بدأ العمل بالصلاة بين الأطلال في أول عيد للشهيد بعد سيامته بطريركاً في 1959 م. · اشترى البابا كيرلس السادس المساحة المقام عليها الدير الحديث مجاورة تماماً للمنطقة الأثرية وبدأ التعمير من جديد. · أعاد البابا الأنبا كيرلس السادس جزء من رفات الشهيد مارمينا العجائبى من كنيسته بفم الخليج إلى دير مارمينا بمريوط في فبراير 1962 م . · بدأت عمليات الكشف الأثرى تأخذ صفتها المنتظمة منذ أن أنشأ البابا كيرلس السادس الدير الحالي حيث بدأ المعهد الألماني للآثار بالقاهرة العمل منذ 1961 م بإشراف العالم الألماني د . بيتر جروسمان لبضعة شهور سنوياً . · سلم البابا كيرلس السادس أمانة الديرة لتلميذه الخاص القمص مينا أفا مينا (وهو المتنيح الأنبا مينا أسقف الدير) ليواصل عمل البابا كيرلس السادس في التعمير الروحي والإنشائي للدير . · وضع البابا كيرلس السادس حجر الأساس لكاتدرائية مارمينا بمريوط في عام 1961 م ولكن الإنشاءات بدأت فعلا عام 1969 م ولازال العمل جارى في تشطيبها. · تنيح البابا كيرلس السادس في 30 أمشير 1687 ش . 9 مارس 1971 م . وكان قد تسلم تلميذه القمص مينا أفا مينا ( المتنيح الأنبا مينا) وصيته بأن يدفن في دير مارمينا. · تفضل البابا شنوده الثالث بتنفيذ وصية البابا كيرلس السادس ونقل رفاته المباركة في احتفال مهيب يوم 24 نوفمبر 1972 م. · افتتح البابا شنوده الثالث كاتدرائية مارمينا بمريوط بالصلاة بعد اكتمال الهيكل الإنشائي عقب عيد استشهاد مارمينا 17 هاتور 1693 ش ( 26 نوفمبر 1976 م ) وسام بهذه المناسبة أربعة رهبان جدد للدير . · قام البابا شنوده الثالث بسيامة القمص مينا أفا مينا رئيس الدير أسقفاً على الدير في 17 بشنس 1696 ش ( 25 مايو 1980 م ) تقديراً للمسئولية الكبيرة التي تركها له البابا كيرلس السادس. · وجهت منظمة اليونسكو 1979 م عناية خاصة بمنطقة أبو مينا الأثرية إذ أقرتها ضمن الـ 57 منطقة في العالم – كتراث إنساني – يجب العناية به والمحافظة عليه عالمياً وقد أصدرت بهذا الصدد كتاباً عام 1982 م بعنوان ( ALEGACY FOR ALL) يحوي وصفاً موجزاً لكل من هذه الـ57 منطقة كتسجيل تاريخي للحضارة الإنسانية. · وبعد نياحة نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا يوم 11/12/1996م، قام قداسة البابا شنوده الثالث البطريرك الـ117 بسيامة الأنبا كيرلس آفا مينا أسقفاً ورئيساً للدير في 8 بؤونه 1719 ش الموافق 15 يونيه 2003م الأنبا مينا أول أسقف ورئيس لدير الشهيد العظيم مارمينا العجائبى بمريوط ولد فى : 15 طوبه 1639ش - 23يناير 1923م باسم : سليمان رزق فرج سيم راهباً فى: 27 مسرى 1680ش - 2 سبتمبر 1964م باسم : الراهب مينا آفا مينا ثم قسا : 6 بؤونه 1681ش - 13 يونيه 1965م وقمصا : 2 مسرى 1685ش - 8 أغسطس 1969م وأسقفاً : 17 بشنس 1697ش - 25 مايو 1980م لبس الإسكيم : 22 طوبه 1712ش - 31 يناير 1996م رقد في الرب: 22 كهيك 1713ش - 11ديسمبر 1996م ومن كلمات قداسة البابا شنوده الثالث عن نيافة الأنبا مينا ولد فى 23 يناير سنة 1923م ، وكان محباً للصلاة منذ حداثته. استعد للرهبنة بما في طبعه للهدوء والصمت والتسبيح والصلاة والزهد والنسك. كان خادماً نشيطاً في كنيسة العذراء بحي الصاغة بطنطا. في عام 1950م اختير ليكون أميناً لمكتبة مدارس الأحد بالجيزة، فاستقال من وظيفته وتكرس لخدمة الرب وهو في السابعة والعشرين من عمره. من خلال عمله بمكتبة مدارس الأحد بالجيزة اتصل بكنيسة مارمينا بمصر القديمة وبالراهب الناسك القمص مينا المتوحد. ولما صار القمص مينا المتوحد بطريركاً باسم البابا كيرلس عينه شماساً وتلميذاً خاصاً في مايو 1959م. ولما أسس البابا كيرلس دير مارمينا بصحراء مريوط، سامه راهباً على هذا الدير في 2 سبتمبر 1964م باسم الراهب مينا آفا مينا. نال نعمة الكهنوت في 13يونيه 1965م، وصار أميناً للدير، ثم انتدبه قداسة البابا كيرلس ليكون وكيلاً للبطريركية بالإسكندرية. في عام 1972م خلا كرسى دمياط، فعرضت عليه أن يسام أسقفاً عليه. فاعتذر عن ذلك، وفضل الرجوع إلى الدير، فسمحت له بما يريد وتعين رئيساً للدير. تمت سيامته أسقفاً للدير في 25 مايو 1980م. كان أحد ثلاثة رؤساء أديرة ألبستهم الإسكيم المقدس في عيد القديس الأنبا أنطونيوس في 31 يناير 1996م. أعظم ما قدمه لأبنائه ، كان قدوته أمامهم كإنسان روحي مدقق. رقد في الرب في 11 ديسمبر 1996م بعد كفاح طويل مع المرض. نفعنا الله جميعاً ببركاته، مصلياً عنا في كورة الأحياء الأنبا كيرلس آفا مينا ثانى أسقف ورئيس لدير الشهيد العظيم مارمينا العجائبى بمريوط + ولد في : 7 مسرى1669 ش - 13أغسطس 1953م باسم : حنا فخري جورجى + دخوله الدير:4 نسئ 1689ش -9 سبتمبر 1973م + سيم راهباً في: 21 برمهات 1691ش - 30 مارس 1975م باسم : الراهب كيرلس آفا مينا + ثم قسا : 12 طوبة 1712ش - 21 يناير 1996م + وقمصا : 23 كيهك 1716ش - 2 يناير 2000م + عين أمينا للدير :21 توت 1717ش -1 أكتوبر 2000م + ثم وكيلاً للدير : 2بابه 1718ش -12 أكتوبر 2001م + ثم رئيساً للدير : 5 هاتور 1719ش -14 نوفمبر 2002م + وأسقفاً : 8 بؤونه 1719ش - 15 يونيو 2003م ومما كتبته مجلة الكرازة عن سيامته أسقفاً ما يلى :- مجلة الكرازة -السنة الواحد والثلاثون- الجمعة 20يونيو 2003م - 13 بؤونه 1719ش- العددان 19،20 سيامة أسقف لدير مارمينا فى يوم عيد حلول الروح القدس (15/6/2003م) تمت سيامة القمص كيرلس آفا مينا رئيس دير مارمينا ببرية مريوط أسقفاً للدير باسم الأنبا كيرلس آفا مينا، وهو بهذا يكون الأسقف 103 من بين الأساقفة الذين نالوا وضع اليد من قداسة البابا شنوده الثالث. ويكون الأسقف الرابع من رهبان دير مارمينا الذين سامهم قداسة البابا شنوده أساقفة وهم أصحاب النيافة: + الأنبا مينا آفا مينا رئيس الدير السابق (المتنيح). + الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى. + الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية. + الأنبا كيرلس آفا مينا. تمت السيامة فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة بحضور آلاف من الشعب، واشترك فى الصلوات ثمانون من الآباء المطارنة والأساقفة برئاسة قداسة البابا، وسط فرح الشعب. وكان قداسة البابا قد استقبل فى الدير نيافة الأنبا ديمتريوس الذى قدم لقداسته تزكية بإمضاءات جميع رهبان الدير. وقد جاء منهم القس أغناطيوس (من خدمته فى مارسيليا) ليحضر سيامة الأنبا كيرلس ويعود إلى خدمته. وفى مساء حفل السيامة وقف الجميع أمام الهيكل أساقفة ورهباناً يقولون لحن أكسيوس (مستحق) لرئيسهم الأسقف الجديد. في عشية السيامة تلا تعهد الأسقف الجديد بقيادة سكرتير المجمع المقدس نيافة الأنبا بيشوى. ورشم له قداسة البابا والآباء أعضاء المجمع حلته الكهنوتية التى ألبسه إياها قداسة البابا. كانت هذه السيامة أمراً مفرحاً لمجمع رهبان الدير، ولجميع محبى دير مارمينا، لأن نيافة الأنبا كيرلس كان محباً للجميع ومحبوباً من الجميع.








              تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



              Comment


              • #47
                رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة


                رسائل أبونا مينا / البابا كيرلس السادس
                تحكى قصة بناء دير مار مينا


                محاولات بناء دير مار مينا
                عندما كان البابا كيرلس السادس راهبا كان يشتاق أن يسكن فى منطقة مريوط حيث آثار مار مينا العجائبى , وسعى مراراً أن يكون هناك صورة ما , لأرجاع هذا الدير إلى الحياة مرة أخرى .
                وفى أحدى محاولاته سعى لأستصدار قرار من مصلحة ألاثار لبناء قلاية بجوار آثار دير مار مينا القديم فطلب مساعدة الأستاذ بانوب حبشى الأثرى الذى كان يعمل وقتها مفتشاً بالمتحف اليونانى الرومانى بالأسكندرية , وقد قام الأسقف إيسوذوروس بنشر محاولات أبونا مينا البراموسى فى إعادة دير مار مينا إلى الحياة مرة أخرى فقال : وفى هذه الأيام قام أحد الرهبان وسعى بإجتهاد فى الحصول على تصريح من مصلحة الآثار ليسكن بالدير المذكور , فتحصل على خطاب من سعادة مرقس باشا سميكة مدير المتحف القبطى لمدير ألاثار , وأخيراً توجه إلى الإسكندرية وبمساعدة حضرة الفاضل الغيور بانوب حبش مفتش الآثار بالأسكندرية وقدم طلباً لمدير الآثار بالأسكندرية , فوافق على تحويل الأوراق للمدير العام بمصر للموافقة , ونحن نتوسل إلى الرب أن يساعد ويتم تجديد هذا الدير فالواجب يحتم على أبناء الطائفة الأرثوذكسية بأن يهتموا بهذا الدير " جمعية مار مينا العجايبى : الرسالة الرابعة عشر , قراءات فى تاريخ الكنيسة المصرية للدكتور منير شكرى
                حدثت هذه المجهودات لبناء دير أو أعادة بناء دير مار مينا القديم أثناء الحرب العالمية التى حدثت بين الأنجليز والألمان فى العالمين وهى لا تبعد كثيراً عن مريوط لهذا لم تكلل هذه المحاولات .
                وفى رسائل ابونا مينا البراموسى (الأنبا كيرلس) إلى شقيقة الأكبر الأستاذ حنا عن محاولاته العديدة فى تعمير دير مار مينا بمريوط , وكلفه بالسعى لدى البابا يوساب الثانى .. ولم تكلل هذه المحاولات أيضاً بنجاح لعدم أستقرار الأوضاع فى الكنيسة فى هذه الفترة القس رافائيل : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس - الجزء الثانى .
                خطوة نحو تحقيق الهدف ببناء دير مار مينا
                وفى أحدى ليالى مارس عام 1958م أرسل أبونا مينا (الأنبا كيرلس) رسالة إلى د/ منير شكرى رئيس جمعية مار مينا العجايبى بالأسكندرية قال له فيها : " .. أكتب لك هذه الرسالة فى ساعة متأخرة من الليل لكى أبشركم ببشرى مفرحة لكم ولجميع أعضاء جمعية الشهيد العظيم مار مرنا بالأسكندرية , وقد عرفنى اليوم الأستاذ عوض الله أبراهيم عضو المجلس الملى العام , وكذا الأستاذ يوسف جرجس سكرتير البطرخانة , أنه تقرر تميم هيكل الكنيسة الموجودة بدير مار مينا بمريوط , من عظيم فرحى وسرورى بذلك الخبر لم أستطع أن أنام قبل أن أسطر لكم هذه الرسالة وربما تستغرب من ذلك , ولكن لو علمت السبب لما أستغربت , أعلم يا أبنى العزيز أنه فى سنة 1943 م حضرت غلى الإسكندرية وتوجهت لمقابلة الطيب الذكر المرحوم الأستاذ بانوب حبشى ةعرضت عليه فكرة إقامة الشعائر الدينية والسكن بدير مار مينا ففرح جداً وسعى جهدة لدى مدير الآثار , وأنتم أول ما تعرفون ما قام به من خدمات فى سبيل أنتشار إسم الشهيد مارمينا , ولكن لم تسمح إرادة الرب فى ذلك الوقت إلى أن جاء الوقت المعين وأراد أن يحقق الآمال .. ففى هذه الأيام .. " القس رافائيل أفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس - ج 2 , وقد ذكر أن المتنيح نيافة الأنبا ثيوفيلس أسقف دير السريان جاء فى عيدى القديس مار مينا 22 يونيو - 24 نوفمبر 1957م مع بعض الآباء الرهبان وأقام قداساً إلهياً فى المنطقة الأثرية .
                ولم يكمل أبونا رسالته كما أنه لم يرسلها وظلت حتى يذكرها التاريخ , وقام بكتابة رسالة أخرى إلى أخيه الأكبر يوحنا يطالبة بعمل محاولات لأنشاء دير مار مينا فقال : " .. أكتب لك هذا الخطاب فى ساعة متأخرة من الليل - الساعة الواحدة بعد منتصف الليل , ولم اعلم ما هو الدافع , ولعله من الذى به نوجد ونتحرك وبأرشاد الشهيد العظيم مار مينا العجائبى صاحب الشفاعة المقبولة عند سيدة , أنت تعلم ما هو أشتياقى ورغبتى من عشرين سنة تقريباً فى تعمير دير مار مينا بمريوط وكم سعيت وكم إجتهدت فى سبيل ذلك ولكن لم يكن الوقت جاء بعد ... علمت أخيراً من الأستاذ يوسف مرقس ومن ألأيتاذ عوض الله أبراهيم بأن النية متجهة فى ترميم الهيكل , والمجلس أعتمد مبلغ 500 جنية , لذلك لعل الرب يكون أراد , والآن كل ما أرجوه مقابلة د/ منير شكرى بالأسكندرية والتفاهم معه , هل جمعية مار مينا مسجلة ؟ وهل بلغهم وهل بلغهم أمر ترميم الهيكل ؟ لأن لى رغبة فى المساهمة فى هذا المشروع , بل فى نيتى أن أكتب كل شئ بأسم دير مار مينا ... ضرورى من البحث عما ذكرته من أمر دير مار مينا .. وتتفق مع د/ منير شكرى عند سفرة إلى مصر يتصل بنا ضرورى للمفاوضة فى هذا الموضوع هذا إذا وافققكم عليه , وأنا منتظر بفارغ الصبر الرد علينا حالاً , وتجدنى مسروراً جداً وسلام كلى يشملنى لكى أتمم هذه الرغبة , وأنا أتضرع إلى الرب يسوع الذى بيده مقاليد الأمور أن يعلن إرادته , ويعطينى سؤال قلبى , لكى أرى بعينى عمارة هذا الدير .. " لقس رافائيل أفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس - ج 2 , وقد ذكر أن المتنيح نيافة الأنبا ثيوفيلس أسقف دير السريان جاء فى عيدى القديس مار مينا 22 يونيو - 24 نوفمبر 1957م مع بعض الآباء الرهبان وأقام قداساً إلهياً فى المنطقة الأثرية
                وكتب رسالة ثانية إلى شقيقة قال فيها : " أنا بخصوص مار مينا , فهو دائما يلح على فى عمارة الدير بمريوط .. فإهتم مع د/ منير شكرى , ذلك لأنك وعدت فنبدأ أولاً صومعة أو اثنين خارج الدير بجوار الإستراحة الموجودة هناك , ثم نبتدأ بترميم المذبح بواسطة مدير المتجف القبطى , لأن بيده ذلك , ومتى وضعنا أرجلنا هناك فتأكد ان الرب سيعمل معنا , ضرورى الإهتمام ومقابلة د/ منير شكرى ومن له شأن فى هذا الموضوع , ويوجد بالبطريركية بالأسكندرية خطاب من مصلحة ألآثار بالتصريح بإقامة الشعائر الدينية بدير مار مينا بمريوط - نكرر القول - ضرورى الإعتمام بذلك , إله مار مينا صاحب العجائب يدبر كل المور حسب إرادته . لقس رافائيل أفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس - ج 2 , وقد ذكر أن المتنيح نيافة الأنبا ثيوفيلس أسقف دير السريان جاء فى عيدى القديس مار مينا 22 يونيو - 24 نوفمبر 1957م مع بعض الآباء الرهبان وأقام قداساً إلهياً فى المنطقة الأثرية
                وتحقق حلمه
                ومضت عدة شهور بعد الرسائل التى أرسلها أبونا مينا غلى أخية الكبير يوحنا ومباحثاته مع د/ منير شكرى بخصوص تعمير دير مار مينا حتى تم أختيار أبونا مينا البراموسى المتوحد الناسك التقى ليكون بابا وبطريرك الكرازة المرقسية وجلس عل كرسى مار مرقس رسول الرب يسوعغلى ارض مصر فى 10 مايو 1959م .
                وسعى البابا كيرلس السادس لدى هيئة تعمير الصحراء فأشترى خمسين فداناً بجوار آثار دير مار مينا وتقع على حدودها الشمالية , وكان البابا يأخذ كل التبرعات التى يقدمها إليه الشعب من الفقراء فى منديل خصصه لهذا الغرض ومنها ما قدمه له أولاد الرئيس / جمال عبد الناصر وكان المبلغ المطلوب 500 جنية فكلف أحد الخدام بتولى المسئولية لأتمام المشروع وأعطاه المنديل لدفع المبلغ وكان يعده بالقرش والتعريفة وفوجئ الجميع أن المبلغ زاد عن الـ 500 جنيه بجنيهات معدوده ورفض البابا رجوع أى مبلغ لأن ما كان فى المنديل هو تقدمات الناس وقد خصصها لدير مار مينا .
                صورة نادرة لبطريرك المعجزات وهو أمام مبانى كاتدرائية مار مينا فى صحراء مريوط
                St. Mina's new Cathedral at St. Mina Monastery in Mariut accommodates

                about 3000 persons, has seven altars and its towers are 45 meters in height


                وفى يوم 27 نوفمبر 1959 م كان أحتفال عيد الشهيد مار مينا قام البابا بوضع حجر الأساس لدير مار مينا الحديث , واقام فيه القداس الإلهى وقد توافدت جموع الشعب القبطى لنوال البركة .. وقد بدأ تعميرالدير فى الصحراء بحفر بئر ماء , وإنشاء قلالى وأول كنيسة والتى أقام البابا قداساً بها فى عيد مار مينا عام 1961م
                وتوالت السنوات وبدأت ألأبنية تزيد كنائس - بيت خلوة - زراعة - ثم كاتدرائية عظيمة .
                كاتدرائية الشهيد مار مينا فى برية مريوط تسع 3000شخص وبها سبعة من المذابح ويبلغ أرتفاع البرج 45 متر
                وهكذا أعيدت الروح إلى هذه المنطقة وبدأ العمران يمتد إليها بعد تحولت إلى صحراء بفعل الغزاة ووقف البابا كيرلس السادس ضد تفكير المتأخرين الذين أرادوا منعه من المضى فى أنشاء هذا الدير فكانوا يرددون أشاعات ويقولون : البابا يلقى أموال الكنيسة فى الصحراء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                وقام البابا كيرلس بسيامة الكثير من الرهبان وكان أولهم هو تلميذه الشماس التقى سليمان ليكون راهباً على أسم مينا أفامينا ( المتنيح نيافة الأنبا مينا أفامينا ) وأعترف المجمع المقدس بدير مار مينا ورهبانه .
                وكان كثيراً ما يذهب البابا كيرلس السادس إلى دير مار مينا ويقيم هناك وكان عندما يصل إليه كان يقول : " لقد وصلنا إلى ميناء الخلاص "
                وكانت وصية البابا كيرلس السادس أن يدفن بعد أنتقاله إلى السماء فى الدير الذى ظل طيلة حياته يأمل فى بنائه




                البابا شنودة وأعياد دير مار مينا

                عيد الشهيد العظيم مارمينا العجائبى
                15هاتور 1720ش - 25نوفمبر 2003م


                فى كل عام يعيد دير مار مينا باستشهاد القديس مارمينا العجائبي شفيع الدير:وفى احتفال كبير تم فى دير القديس العظيم مارمينا العجائبى بصحراء مريوط
                وفي مساء السبت الموافق 22نوفمبر 2003م 12 هاتور 1720ش، رفعت صلوات وتسابيح وتماجيد المرفوعة من مجمع الدير إلى الرب الإله ، وبحضور أسقف ورئيس دير القديس العظيم مارمينا العجائبى بصحراء مريوط وحضر صاحب النيافة الحبر الجليل / الأنبا كيرلس آفا مينا ، قام صاحب الغبطة والقداسة البابا شنوده الثالث بزيارة الدير وتطييب رفات القديس الشهيد مارمينا العجائبي بصحراء مريوط ، وحضر الاحتفال أيضاً مع قداسة البابا نيافة الحبر الجليل/ الأنبا ابللو، أسقف جنوب سيناء ، والقمص/ ارميا آفا مينا سكرتير قداسته ، والقمص/ شاروبيم الباخومى وكيل البطريركية بالإسكندرية . وقد أقيمت صلاة عشية العيد بكاتدرائية الشهيد مارمينا بالدير .
                يوم الاثنين الموافق 14 هاتور 1720ش - 24 نوفمبر 2003م، برئاسة نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس آفا مينا أسقف ورئيس دير الشهيد العظيم مارمينا العجائبى بصحراء مريوط
                وحضر نيافة الحبر الجليل الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين ومجمع رهبان الدير، وبعض الآباء الكهنة من الضيوف، والآلاف من محبي القديس مارمينا العجائبي

                **************************************

                الكرازة السنة 36 العددان25-26 12 ديسمبر2008
                عيد الشهيد العظيم مارمينا
                إحتفلت الكنيسة يوم الأثنين 24/11/2008م بعيد الشهيد العظيم مارمينا ، وأقيم إحتفال روحانى مهيب فى ديره العامر بمريوط تحت إشراف نيافة الأنبا كيرلس أفامينا أسقف ورئيس الدير
                وقام قداسة البابا مساء السبت 22/11/2008م بإعداد الحنوط زتطيب رفاة القديس وإشترك مع قداسته أصحاب النيافة الأنبا ديمتريوس والأنبا يوأنس والأنبا كيرلس افامينا ، والأنبا أرميا وبعض رهبان الدير .
                *****************************************
                إحتفلت الكنيسة القبطية يوم 22/6/2009م بعيد الشهيد العظيم مار مينا ، وقد أقيم إحتفال روحانى مهيب بديره العامر بمريوط تحت إشراف نيافة الأنبا كيرلس أفامينا رئيس الدير وبهذه المناسبة قام قداسة البابا مساء الخميس 18/6/2009م بإعداد الحنوط الخاص بتطييب جسد القديس ، وذلك بكنيسة الأنبا أنطونيوس بالمقر الباباوى بالقاهرة وإشترك مع قداسته أصحاب النيافة الأنبا يوأنس والأنبا كيرلس آفامينا ، وألأنبا أرميا والأنبا مايكل والأنبا ثيؤدوسيوس ، والأنبا دانيال (دير الأنبا شنودة ) بسيدنى والأنبا مرقوريوس ، والأنبا بطرس (شبين القناطر) والأنبا مينا الأسقف العام - المصدر : الكرازة السنة 37 العددان17




                دير مار مينا والبابا شنودة الثالث

                + فى يوم 26/11/1971م قام البابا شنودة الثالث بزيارة دير مار مينا عندما زار الأسكندرية لأول مرة - حيث قرر تنفيذ وصية المتنيح البابا كيرلس السادس الـ 116 بالحرف الواحد ، وبنيت مقبرة خاصة للمتنيح البابا كيرلس.
                + وفى يوم الخميس 23/11/1972م قام بنقل جثمانه الطاهر إلى مقبرته فى دير مار مينا تنفيذاً لوصيته وأقام صلاة القداس الإلهى لهذه المناسبة .
                + فى يوم 26/11/1976 أقام البابا شنودة الثالث القداس الإلهى فى دير مار مينا عندما كان يتفقد الكاتدرائية الكبرى التى وضع أساسها قداسة المتنيح البابا كيرلس السادس الـ 116 ، وقد حضر القداس بعض الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان والألاف من الشعب .
                + إهتم قداسة البابا شنودة الثالث ببناء قلالى جديدة لتستوعب عدد طالبى الرهبنة فى دير مار مينا
                + تم ترقية القس مينا آفا مينا لرتبة القمصية ، وعينه قداسة البابا رئيساً للدير ، وعلى يديه قامت حركة التعمير الواسعة فى دير مار مينا .
                + وإبتداء من سنة 1976 بدأ الدير فى بناء عدد من بيوت الخلوة المتعددة الأدوار لتستوعب الرحلات ومن طالبى الخلوة الروحية فى الدير
                + تم إكمال السور الخارجى الذى يحيد بأراضى الدير ، وقد ضم إلى الدير 100 فدان إشتراها الدير بعد صعوبات كثيرة .
                + تم بناء بوابات جديدة للدير
                + فى 1976 م قام قداسة البابا بسيامة أربعة رهبان جدد ، كما قام بتدشين بعض الأوانى الكنسية بالدير أثناء القداس الإلهى ، وحضره أصحاب النيافة الأنبا صرابامون ، والأنبا مكسيموس ، ، وألنبا أنجيلوس ، والأنبا تادرس ، والقمص مينا آفا مينا .
                إفتتاح الكاتدرائية الجديدة
                + فى يوم الخميس 2/12/1976م ذهب البابا شنودة الثالث الـ 117 بزيارة دير مار مينا بمريوس وبصحبته أصحاب النيافة الأنبا صموئيل ، والأنبا مكسيموس ، والأنبا صرابامون ، والأنبا أنجيلوس ، والأنبا تادرس ، والقمص أنطونيوس ثابت وكيل بطريركية الإسكندرية .
                وكان فى إستقبال قداسته القمص مينا افا مينا رئيس الدير وربان الدير وقد صلى قداستة صلاة عشية ، ثم زار مثوى مؤسس الدير مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116
                + وفى صباح الجمعة سام قداسته أربعة رهبان جدد بالدير وهم أنجيلوس ، وتادرس ، وصرابامون ، وبيشوى .
                + ثم قام قداسة البابا شنودة الثالث الـبطريرك الـ 117بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية بالكاتدرائية الجديدة ذات الشبعة هياكل ، ثم صلى القداس الإلهى ، وألقى كلمة شكر فيها رئيس الدير القمص مينا آفا مينا ، والآباء رهبان الدير ، والسادة المهندسين المقاولين شاروبيم وفرج إقلاديوس لتعبهم فى بناء الكاتدرائية .
                + وقد ذكر قداسة البابا شنودة الثالث الـبطريرك الـ 117 بأن هذا الدير هو من أكبر الأديرة فى مصر ، وسوف يكون له شأن كبير بين الأديرة لأنه يحمل إسم شهيد مصرى هو مار مينا .
                + قام قداسة البابا يمياركة الشعب الذى حضر الإحتفال والذى زاد عدده على أربعة ألاف زائر .
                *******************
                + فى يوم 23/11/1978 م إحتفل قداسة البابا شنودة الثالث الـبطريرك الـ 117 بعيد مار مينا فصلى قداس إلهى صباح الجمعة 24/11/1978م مع الآباء الرهبان .
                + فى 25/5/1980م قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة القمص آفا مينا أسقفاً عاماً ورئيساً لدير مار مينا بمريوط .
                + فى 9/3/1981م زار قداسة البابا شنودة الثالث دير مار مينا وأستقبله نيافة الأنبا مسنا آفا مينا وتفقد منشآت الدير الجديدة خصوصاً مبنى الضيافة الجديد (ثلاثة أدوار)
                + فى يوم 9/3/1981 م زار قداسة البابا شنودة الثالث دير مار مينا بمريوط ومعه صاحبى النيافة الأنبا بيشوى والأنبا صرابامون وبعض رهبان دير الأنبا بيشوى ، وكان فى إستقبالهم نيافة الأنبا مينا وبعض رهبان دير مار مينا - وصلى قداسة البابا شنودة صلاة الشكر ثم صلاة القداس الإلهى يوم 10/9/1985م فى كنيسة العذراء بالدير ، وقام بسيامة راهبان جديدان مع الاباء الأساقفة ، وزار مقبرة المتنيح مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس مصلياً من اجل نياحة نفسه الطاهرة ، وجلس بعض الوقت مع الرهبان ، ثم سافر إلى دير الأنبا بيشوى ..
                + فى 22/6/1986م قام قداسة البابا شنودة الثالث الـبطريرك الـ 117 بسيامة القس أرشيليدس وهو أحد رهبان دير مار مينا أسقفاً على إيبارشية ملوى وتوابعها بإسم ديمتريوس .
                + فى يوم سبت لعازر 1/4/1988م قام قداسة البابا بسيلمة 10 رهبالن جدد فى دير القديس مار مينا وإسترك مع قداسته أصحاب النيافة النبا مينا آفا مينا رئيس الدير ، والأنبا صرابامون ، والأنبا سرابيون ، والأنبا بيسنتى .
                + فى يوم 23/5/1989 م قام قداسة البابا شنودة الثالث الـبطريرك الـ 117 بسيامة خمسة رهبان جدد بالدير بناء على ترشيح ميافة الأنبا مينا اسقف الدير وهم : الراهب ابانوب ، الراهب إيلاريون ، والراهب لوكاس ، والراهب إكليمنضس ، والراهب يسطس .
                + فى مساء الجمعة 17/3/1995م زار قداسة البابا شنودة الثالث دير مار مينا بمريوط وبصحبته نيافة النبا صرابامون ، والنبا رويس ، وألنبا يوأنس ، وكان فى إستقبال قداسته فى الدير أصحاب النيافة الأنبا مينا رئيس الدير والأنبا دوماديوس ، والنبا ديمتريوس ثم حضر فى اليوم التالى نيافة الأنبا شاروبيم أسقف قنا .
                + وفى صباح السبت 18/3/1995م قام قداسته بسيامة سبعة رهبان جدد للدير بأسماء سرابيون وتداوس وأسطفانوس وبرصنوفينوس ، وابيفانيوس ، وانطونيوس ومكاريوس ، وإشترك الأحبار السبعة مع قداسة البابا شنودة الثالث فى صلوات القداس الإلهى .
                + وفى يوم السبت 20 يناير 1996م زار قداسة البابا شنودة دير مار مينا ، وصلى عشية ثم إجتمع مع الرهبان فى لقاء روحى مثمر ، أجاب فيه على كل الأسئلة ، ثم ألقى كلمة عن الحياة الرهبانية ، وفى صباح ألحد 21/1/1996م قام قداسة البابا شنودة لاثالث بسيامة كلا من الراهب كيرلس والراهب أنجيلوس على الدير ، ورقى القس موسى إلى رتبة القمص ، وإشترك فى الصلوات أصحاب النيافة النبا دوماديوس والنبا مينا آفا مينا ، وألأنبا بنيامين ، والأنبا ديمتريوس ، وألأنبا يوأنس .
                **************************
                المـــراجع

                المصدر : اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 342 - 352 **********************************

                + الكرازة السنة 37 العددان1-2 16ينابر2008
                قام نيافة الأنبا كيرلس آفا مينا وبعض رهبان دير الأنبا صموئيل المعترف بزيارة المقر الباباوى فى دير الأنبا بيشوى بمناسبة عيد الميلاد فى يناير 2009م




                تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                Comment


                • #48
                  رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                  الإحتفال بعيد الشهيد مار مينا فى ديره









                  الإحتفال بعيد الشهيد مار مينا فى ديره السبت 21/11/2009م
                  أقيم مساء السبت 21/11/2009م إحتفال روحانى مهيب بدير الشهيد العظيم مار مينا بكينج مريوط بمناسبة اليوبيل الذهبى لتأسيس الدير ، وذلك بحضور قداسة البابا شنودة الثالث و 24 من الآباء المطارنة والأساقفة وهم أصحاب النيافة : الأنبا دوماديوس ، والأنبا باخوميوس والأنبا صرابامون (دير الأنبا بيشوى) والأنبا بنيامين والأنبا بطرس الأسقف العام والأنبا بسنتى والأنبا ديمتريوس والأنبا مكاريوس الأريترى والأنبا شاروبيم والأنبا بيمن والأنبا آبرآم والأنبا لوكاس والأنبا يسطس والأنبا أثناسيوس (فرنسا) والأنبا يوأنس والأنبا تاوضروس والأنبا دانييل(سيدنى) والأنبا كيرلس آفا مينا والأنبا أرميا والأنبا مينا (الخطاطبة) والأنبا دانيال (دير الأنبا بولا) والأنبا ثيؤدوسيوس والأنبا بطرس (سبين القناطر) والأنبا مينا (ألأسقف العام ) وأيضا لفيف من ألاباء الكهنة زآراخنة الشعب
                  بدأ الإحتفال بأن إصطحب نيافة الأنبا كيرلس آفا مينا رئيس الدير قداسة البابا فى عربة صغيرة مكشوفة وإستعرض لقداسته لوحات مضيئة فى حديقة الدير (حول الكاتدرائية) تشمل تاريخ الدير

                  + وفى الدير بدأ قاسة البابا صلاة الشكر ثم تحدث كل من : نيافة النبا كيرلس رئيس الدير ثم نيافة الأنبا مينا ألأسقف العام شارحا منطقة دير مار مينا الأثرية وتاريخها صم نيافة الأنبا دوماديوس وبعد ذلك تم عرض فيلم تسجيلى شيق عن تاريخ الدير ثم شكر نيافة الأنبا أرميا حضور اللواء عصام فؤاد مدير الأدارة العام لأمن الدولة بالأسكندرية والملازم عصام شوقى بأمن الدولة
                  + ثم تحدث بعد ذلك قداسة البابا بكلمة جميلة عن ذكرياته مع دير الشهيد مار مينا
                  + وقد قام قداسة البابا شنودة الثالث ب‘داد الحنوط وتطييب رفاة القديس وأشترك مع قداسته الآباء المطارنة والأساقفة الحاصرين بركة الشهيد العظيم مار مينا العجائبى تشملنا جميعاً
                  الكرازة السنة 37 العددان27-28 11 ديسمبر2009




                  استمرار‏ ‏أعمال‏ ‏الحفر‏ ‏والتنقيب‏ ‏بمنطقة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ (مدينة مارمينا) ‏الأثرية

                  استمرار‏ ‏أعمال‏ ‏الحفر‏ ‏والتنقيب‏ ‏بمنطقة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏الأثرية ] الإسكندرية‏-‏نيفين‏ ‏كميل
                  تقع‏ ‏منطقة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏الأثرية‏ ‏علي‏ ‏الحافة‏ ‏الشمالية‏ ‏للصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏علي‏ ‏مساحة‏ 65‏كيلومترا‏ ‏غرب‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏محطة‏ ‏بهيج‏ ‏علي‏ ‏خط‏ ‏السكة‏ ‏الحديد‏ ‏بين‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ومرسي‏ ‏مطروح‏ ‏المعروف‏ ‏بخط‏ ‏الصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏ويطلق‏ ‏عليها‏ ‏بدو‏ ‏المنطقة‏ ‏اسمبومناويطلق‏ ‏عليها‏ ‏اسمأبو‏ ‏مينا‏ ‏بالخرائط‏ ‏المساحية‏ ‏وهو‏ ‏الاسم‏ ‏الذي‏ ‏تعرف‏ ‏به‏ ‏عالميا‏.‏
                  ففي‏ ‏عام‏1905‏أتي‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏من‏ ‏فرانكفورت‏ ‏العالم‏ ‏الألمانيكارل‏ ‏ماريا‏ ‏كاوفمانوبرفقته‏ ‏العالمإيوالد‏ ‏فولزوذهبا‏ ‏إلي‏ ‏الصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏للبحث‏ ‏عن‏ ‏مدينة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏.‏وكا‏ ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏استرشدا‏ ‏به‏ ‏الطريق‏ ‏الذي‏ ‏سلكه‏ ‏البابا‏ ‏بنيامين‏ ‏البطريرك‏ ‏الثامن‏ ‏والثلاثون‏ ‏إلي‏ ‏برية‏ ‏شيهيت‏ ‏والوارد‏ ‏في‏ ‏كتابتاريخ‏ ‏البطاركة لساويرس‏ ‏ابن‏ ‏المقفع‏ ‏وأيضا‏ ‏وصف‏ ‏الرحالة‏ ‏البكري‏ ‏الذي‏ ‏زار‏ ‏المنطقة‏ ‏حتي‏ ‏وصلا‏ ‏إلي‏ ‏منطقة‏ ‏مليئة‏ ‏بالأنقاض‏ ‏وعرفهما‏ ‏الدليل‏ ‏البدوي‏ ‏المصاحب‏ ‏لهما‏ ‏بإن‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏تسميبومناأوكرم‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏وهناك‏ ‏قدم‏ ‏طفل‏ ‏بدوي‏ ‏للعالمكوفمان‏ ‏قارورة‏ ‏صغيرة‏ ‏عليها‏ ‏رسم‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏ ‏والجمال‏ ‏مع‏ ‏كتابات‏ ‏يونانية‏ ‏ويذكر‏ ‏العالم‏:‏
                  في‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏درنا‏ ‏حول‏ ‏المكان‏ ‏فرأينا‏ ‏تلالا‏ ‏من‏ ‏الأنقاض‏ ‏ذات‏ ‏لون‏ ‏رمادي‏ ‏يميزها‏ ‏عن‏ ‏الصحراء‏ ‏المحيطة‏ ‏بها‏ ‏ذات‏ ‏اللون‏ ‏الأصفر‏.‏
                  ويعتقد‏ ‏البدو‏ ‏المرافقون‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الأكوام‏ ‏هي‏ ‏بقايا‏ ‏قصر‏ ‏أحد‏ ‏الخلفاء‏ ‏ثم‏ ‏أصبح‏ ‏مسكنا‏ ‏للأشباح‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏المساس‏ ‏به‏.‏
                  وعن‏ ‏بداية‏ ‏التنقيب‏ ‏يذكر‏ ‏العالم‏ ‏كاوفمان‏ ‏أنه‏ ‏بعد‏ ‏اكتشاف‏ ‏موقع‏ ‏المدينة‏ ‏المقدسة‏ ‏بدأت‏ ‏أعمال‏ ‏الحفريات‏ ‏ومازال‏ ‏يتابعها‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏ ‏المعهد‏ ‏الألماني‏ ‏للآثار‏ ‏الشرقية‏ ‏بالقاهرة‏ ‏بالاشتراك‏ ‏مع‏ ‏هيئة‏ ‏الآثار‏ ‏المصرية‏ ‏التي‏ ‏تتبعها‏ ‏المنطقة‏ .‏
                  التقتوطنيبنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏آفامينا‏ ‏أسقف‏ ‏ورئيس‏ ‏دير‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏لمعرفة‏ ‏المزيد‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏حيث‏ ‏يقول‏...‏
                  الحفائر‏ ‏التي‏ ‏قام‏ ‏بها‏ ‏كاوفمان‏ ‏لم‏ ‏تقتصر‏ ‏علي‏ ‏الكنيسة‏ ‏فقط‏ ‏بل‏ ‏شملت‏ ‏المنطقة‏ ‏المجاورة‏ ‏من‏ ‏الجهة‏ ‏الشمالية‏ ‏البحرية‏ ‏فعثر‏ ‏علي‏ ‏آثار‏ ‏كنيسة‏ ‏كبيرة‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏جبانة‏,‏وكنيسة‏ ‏أخري‏ ‏صغيرة‏,‏وأيضا‏ ‏حمام‏ ‏له‏ ‏صالة‏ ‏من‏ ‏الطراز‏ ‏البازيليكي‏ ‏وآبار‏ ‏وخزانات‏ ‏صهاريح‏ ‏وجرار‏ ‏للنبيذ‏ ‏ودواليب‏ ‏لصناعة‏ ‏التماثيل‏ ‏والقوارير‏ ‏والأواني‏ ‏الفخارية‏,‏وكشف‏ ‏بعض‏ ‏المساكن‏ ‏والمباني‏.‏
                  وحسب‏ ‏رأي‏ ‏الأثريين‏ ‏لم‏ ‏تبدأ‏ ‏إقامة‏ ‏هذه‏ ‏المباني‏ ‏مع‏ ‏ذيوع‏ ‏شهرة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏إذ‏ ‏كما‏ ‏يذكر‏ ‏العالم‏ ‏بيتر‏ ‏جروسمانأن‏ ‏مدفن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏الموجود‏ ‏أسفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏كان‏ ‏ينتمي‏ ‏إلي‏ ‏منطقة‏ ‏سكنية‏ ‏أكثر‏ ‏قدما‏ ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يتم‏ ‏التعرف‏ ‏علي‏ ‏الموقع‏ ‏الدقيق‏ ‏لهذه‏ ‏المنطقة‏ ‏لكن‏ ‏المخطوطات‏ ‏القديمة‏ ‏تؤكد‏ ‏وجوده‏ ‏بجوار‏ ‏قرية‏ ‏تسميإس‏ ‏وفي‏ ‏عهد‏ ‏الملك‏ ‏زيتون‏ ‏أقيمت‏ ‏مدينة‏ ‏حول‏ ‏منطقة‏ ‏القبر‏ ‏فالمخطوط‏ ‏القبطي‏ ‏يدعوهايوليسأيمدينةباليونانية‏ ‏وأطلق‏ ‏عليها‏ ‏اسممدينة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارتيروبولسوأسفرت‏ ‏أعمال‏ ‏الحفر‏ ‏والتنقيب‏ ‏التي‏ ‏تمت‏ ‏بالمنطقة‏ ‏عن‏ ‏اكتشاف‏ ‏سبعة‏ ‏مصانع‏ ‏للنبيذ‏ ‏ومنازل‏ ‏وكنائس‏ ‏وأديرة‏ ‏وقلالي‏ ‏للرهبان‏ ‏ومعالم‏ ‏أسوار‏ ‏مشيدة‏ ‏بالحجارة‏ ‏مع‏ ‏أبراج‏ ‏للحراسة‏ ‏وهذا‏ ‏يؤكد‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏مدينة‏ ‏إذ‏ ‏من‏ ‏المعروف‏ ‏أن‏ ‏القري‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏تحاط‏ ‏بأسوار‏.‏
                  الكنيسة‏ ‏الكبري‏ ‏أو‏ ‏كنيسة‏ ‏البابا‏ ‏ثاوفيلس البازيليكا‏ ‏الكبير‏ ‏ويبلغ‏ ‏طولها‏60‏مترا‏ ‏وبها‏ 56‏عمودا‏ ‏والشكل‏ ‏العام‏ ‏للكنيسة‏ ‏يتكون‏ ‏من‏ ‏جناح‏ ‏مستعرض‏ ‏شرقا‏ ‏وصحن‏ ‏الكنيسة‏,‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏اختلاف‏ ‏حول‏ ‏تحديد‏ ‏تاريخ‏ ‏بنائها‏ ‏فتري‏ ‏بعض‏ ‏المخطوطات‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏حين‏ ‏شيدها‏ ‏البابا‏ ‏ثاوفيلس‏ ‏البطريرك‏ ‏الثالث‏ ‏والعشرون‏385-412‏مفلما‏ ‏رأي‏ ‏عدم‏ ‏اتساع‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏بناها‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏كتب‏ ‏للملك‏ ‏أردكاديوس‏ ‏الذي‏ ‏أمر‏ ‏ببنائها‏.‏لكن‏ ‏يؤكد‏ ‏عالم‏ ‏الآثار‏ ‏الألماني‏ ‏بيتر‏ ‏جروسمان‏ ‏والباحثان‏ ‏الألمانيان‏ ‏جينرلا‏,‏هانز‏ ‏سيفيرين‏ ‏أنها‏ ‏بنيت‏ ‏في‏ ‏آواخر‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏وبداية‏ ‏القرن‏ ‏السادس‏ ‏الميلادي‏ ‏وعلي‏ ‏الأرجح‏ ‏خلال‏ ‏حكم‏ ‏الأمبراطور‏ ‏زيتون‏.‏
                  وبالنسبة‏ ‏لتطوير‏ ‏المنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏فإن‏ ‏هناك‏ ‏مشروعا‏ ‏كبيرا‏ ‏تقوم‏ ‏به‏ ‏هيئة‏ ‏الآثار‏ ‏لإنقاذ‏ ‏المنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏من‏ ‏المياه‏ ‏الجوفية‏ ‏والعمل‏ ‏علي‏ ‏خفض‏ ‏منسوبها‏ ‏الذي‏ ‏يدمرها‏ ‏وتم‏ ‏رصد‏18‏مليون‏ ‏جنيه‏ ‏لهذا‏ ‏المشروع‏.‏
                  خاصة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏هددت‏ ‏هيئة‏ ‏اليونسكو‏ ‏يرفع‏ ‏منطقة‏ ‏آثار‏ ‏أبومينا‏ ‏الأثرية‏ ‏من‏ ‏قائمة‏ ‏التراث‏ ‏العالمي‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏يتم‏ ‏خفض‏ ‏منسوب‏ ‏المياه‏ ‏الجوفية‏ ‏فيها‏,‏فهي‏ ‏تعتبر‏ ‏رقم‏5‏من‏ ‏المواقع‏ ‏المصرية‏ ‏الموضوعة‏ ‏في‏ ‏قائمة‏ ‏التراث‏ ‏العالمي‏,‏وتمت‏ ‏مخاطبة‏ ‏الآثار‏ ‏بما‏ ‏يفيد‏ ‏أن‏ ‏الدير‏ ‏علي‏ ‏استعداد‏ ‏لعمل‏ ‏الدراسات‏ ‏الخاصة‏ ‏بترميم‏ ‏كنيسة‏ ‏البازيليكا‏ ‏الكبري‏ ‏وإعادة‏ ‏بنائها‏ ‏بكافة‏ ‏مراحلها‏ ‏علي‏ ‏نفقة‏ ‏الدير‏ ‏وهما‏ ‏مرحلتان‏ ‏الأولي‏ ‏هي‏ ‏مرحلة‏ ‏الحماية‏ ‏والثانية‏ ‏إعادة‏ ‏الترميم‏.

                  ***********************************


                  صندوق عاجى (1) على شكل دائرى لحفظ البخور فقد منه القاعدة والغطاء من القرن السادس الميلادى محفوظ فى المتحف البريطانى منحوت عليه قصة إستشهاد القديس المصرى مار مينا العجايبى من المحتمل أنه من مدينة الأسكندرية بمصر إرتفاعة 12،4 سم وقطره 12سم وما زال الكهنة فى مصر يستعملون مثل هذا الصندوق حتى الآن فى صلوات القداس ولكن بمعادن مختلفة وعليه قديسين آخرين.

                  ***********************************
                  صندوق عاجى (1) على شكل دائرى لحفظ البخور من القرن السادس الميلادى محفوظ فى المتحف البريطانى منحوت عليه محفوظ فى المتحف البريطانى منحوت عليه قصة إستشهاد القديس المصرى مار مينا العجايبى وصورته وبجانبة الجملين



                  *******************************
                  القوارير الفخارية التذكارية
                  كان زوار منطقة دير مار مينا فى العصور القديمة القادمين من جميع أنحاء مصر وأوربا يشترون قارورة فخارية كبركة يرجعون بها إلى بلادهم وكانوا يعتقدون فى قوتها الإعجازية ، وكانت كلما تحدث معجزة من هذه القوارير يزداد عدد زوار دير مار مينا فى السنوات التالية وقد وجدت هذه القوارير فى أنحاء مختلفة من أوربا ، وهذه القواريرأشتهرت بأن عليها رسم للقديس الشهيد مار مينا ، ويملأونها إما من ماء مقدس (مصلى عليه) أو من زيت ، ويرجع تاريخ هذه القوارير من القرن الرابع الميلادى حتى القرن السابع الميلادى ، والقديس الشهيد مار مينا الذى إشتهر فى التاريخ القبطى بأسم العجائبى نظراً لكثرة عجائبة وما زالت هذه القوارير موجوده فى المتحف العالمية المختلفة
                  القارورة التى فى الصورة المقابلة من القرن السادس الميلادى فى
                  Stنdtiche Galerie Liebighaus, Frankfurt. Terracotta E 24445
                  *******************************

                  الوجه الخلفى من قارورة فخارية تذكارية التى كان يحملها زوار دير مار مينا وهم عائدين إلى بلادهم
                  *******************************
                  المــــــراجع
                  (1) موقع كنيسة الزيتون الكنيسة التى ظهرت على قبابها السيدة العذراء مريم



                  الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏ورئيس‏ ‏دير‏ ‏مارمينا

                  ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏ورئيس‏ ‏دير‏ ‏مارمينا
                  جريدة وطنى 21/11/2009م

                  قبل‏ ‏ساعات‏ ‏من‏ ‏الاحتفالية‏:‏نشكر‏ ‏يد‏ ‏الله‏ ‏التي‏ ‏اعادت‏ ‏مجد‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏المقدس ‏*‏أبونا‏ ‏بيشوي‏ ‏كامل‏ ‏اختار‏ ‏لي‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏للرهبنة ‏*‏الدير‏ ‏كان‏ ‏بلا‏ ‏ماء‏ ‏ولا‏ ‏كهرباء‏...‏والوصول‏ ‏إليه‏ ‏كان‏ ‏ يتطلب‏ ‏السير‏ 12‏كيلو‏ ‏مترا‏ ‏علي‏ ‏الأقدام ‏*‏كنت‏ ‏أول‏ ‏راهب‏ ‏بعد‏ ‏نياحة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس لذلك‏ ‏حملت‏ ‏اسمه
                  ‏*‏الأنبامينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏كان‏ ‏يصلي‏ ‏وهو‏ ‏في البنج
                  ‏*‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏يعطي‏ ‏دير‏ ‏مارمينامكانة‏ ‏خاصة‏....‏ والرهبان‏ ‏يعتبرون‏ ‏قداسته أباهم‏ ‏المباشر
                  ‏*‏الدولة‏ ‏أنفقت‏ 19‏مليون‏ ‏جنيه‏ ‏لتخفيض‏ ‏منسوب‏ ‏المياه الجوفية‏ ‏بالمنطقة‏ ‏الأثرية
                  ‏*‏أحلم‏ ‏ببناء‏ ‏سور‏ ‏لحماية‏ ‏الآثار‏ ‏وإعادة‏ ‏بناء الكنائس‏ ‏وترميم‏ ‏قبر‏ ‏مارمينا
                  ببساطة‏ ‏قلب‏ ‏يحتوي‏ ‏الجميع‏...‏وبروح‏ ‏نقية‏ ‏يملأها‏ ‏الإيمان‏...‏يزرع‏ ‏البركة‏ ‏والحنان‏...‏تراه‏ ‏فتذكر‏ ‏قول‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏محبوبا‏ ‏عند‏ ‏الله‏ ‏والناس‏ ‏مبارك‏ ‏الذكر‏ ‏فأتاه‏ ‏مجدا‏ ‏كمجد‏ ‏القديسين‏ ‏وجعله‏ ‏عظيما‏.‏
                  إنه‏ ‏نيافة‏ ‏الحبر‏ ‏الجليل‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏أسقف‏ ‏ورئيس‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏الذي‏ ‏يقود‏ ‏كخادم‏ ‏باذل‏ ‏بالمحبة‏ ‏مسيرة‏ ‏التعمير‏ ‏الروحي‏ ‏والإنشائي‏ ‏بالدير‏ ‏ومقاره‏...‏ويجاهد‏ ‏لاكتمال‏ ‏الأعمال‏ ‏الصالحة‏ ‏حتي‏ ‏يمجد‏ ‏الله‏.‏
                  الآن‏ ‏قد‏ ‏قضي‏ ‏نحو‏36‏عاما‏ ‏في‏ ‏أحضان‏ ‏الدير‏ ‏الذي‏ ‏يحمل‏ ‏اسم‏ ‏وبركة‏ ‏أعظم‏ ‏الشهداء‏...‏قضاها‏ ‏عابدا‏ ‏مجددا‏ ‏مجاهدا‏ ‏لإكمال‏ ‏الأعمال‏ ‏الصالحة‏ ‏حتي‏ ‏يمجد‏ ‏الله‏...‏وكافأه‏ ‏الله‏.‏
                  ففي‏ ‏حبريته‏ ‏يحتفل‏ ‏الدير‏ ‏والعالم‏ ‏كله‏ ‏الذي‏ ‏يمجد‏ ‏سيرة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏ويلمس‏ ‏عجائبه‏ ‏ومعجزاته‏ ‏التي‏ ‏فاقت‏ ‏الوصف‏ ‏ونالت‏ ‏الجميع‏ ‏حتي‏ ‏أنهم‏ ‏أسموه‏ ‏بالعجائبي‏...‏في‏ ‏حبريته‏ ‏يحتفلون‏ ‏بمرور‏ ‏سبعة‏ ‏عشر‏ ‏قرنا‏ ‏علي‏ ‏استشهاده‏ -21‏نوفمبر‏ - ‏حدث‏ ‏تاريخي‏ ‏لن‏ ‏يتكرر‏ ‏في‏ ‏حياتنا‏...‏ويضاعف‏ ‏من‏ ‏مكافأة‏ ‏الله‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يتزامن‏ ‏مع‏ ‏هذا‏ ‏الحدث‏ ‏التاريخي‏ ‏حدث‏ ‏آخر‏ ‏تبتهج‏ ‏له‏ ‏القلوب‏ ‏فيحتفلون‏ ‏أيضا‏ ‏باليوبيل‏ ‏الذهبي‏ ‏لإعادة‏ ‏تأسيس‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ -24‏نوفمبر‏ -...‏ومع‏ ‏هذه‏ ‏الذكريات‏ ‏العطرة‏ ‏جلسنا‏ ‏مع‏ ‏نيافته‏ ‏نسترجع‏ ‏ذكريات‏ 56‏عاما‏ ‏هي‏ ‏حياته‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏,‏منها‏36‏سنة‏ ‏راهبا‏ ‏ومنها‏ ‏ست‏ ‏سنوات‏ ‏أسقفا‏ ‏ورئيسا‏ ‏للدير‏.‏
                  ‏**‏عدنا‏ ‏بالذكريات‏ ‏إلي‏ ‏البداية‏...‏ميلاده‏ ‏ونشأته‏...‏طفولته‏ ‏وشبابه‏...‏فالبذرة‏ ‏الجيدة‏ ‏تأتي‏ ‏بثمار‏ ‏جيدة‏.‏
                  ‏**‏ولدت‏ ‏في‏ ‏سوهاج‏ ‏في‏ ‏أسرة‏ ‏تعرف‏ ‏الله‏ ‏وتخلص‏ ‏له‏,‏وكان‏ ‏والدي‏ ‏يعمل‏ ‏في‏ ‏مجال‏ ‏الحسابات‏, ‏ولحبه‏ ‏العميق‏ ‏للرب‏ ‏وخدمته‏ ‏تنتقل‏ ‏كثيرا‏ ‏بين‏ ‏المحافظات‏ ‏إذ‏ ‏كان‏ ‏له‏ ‏نشاط‏ ‏ديني‏, ‏فنقل‏ - ‏ونقلنا‏ ‏معه‏ - ‏إلي‏ ‏كفرالشيخ‏, ‏ثم‏ ‏أسيوط‏ ‏كمدير‏ ‏حسابات‏ ‏في‏ ‏إحدي‏ ‏المصالح‏, ‏وهناك‏ ‏أتممت‏ ‏تعليمي‏...‏وكان‏ ‏لي‏ ‏اشتياق‏ ‏كبير‏ ‏للرهبنة‏ ‏أشعر‏ ‏به‏ ‏منذ‏ ‏الصغر‏, ‏وازداد‏ ‏ونما‏ ‏مع‏ ‏الأيام‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏رؤيتي‏ ‏وتعلقي‏ ‏بنماذج‏ ‏جميلة‏ ‏من‏ ‏الآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏الأتقياء‏, ‏وقراءة‏ ‏سير‏ ‏القديسين‏ ‏والرهبان‏ ‏والشهداء‏...‏وظل‏ ‏هذا‏ ‏الشعور‏ ‏مدفونا‏ ‏في‏ ‏قلبي‏ ‏لا‏ ‏أعرف‏ ‏ولا‏ ‏أفكر‏ ‏كيف‏ ‏ومتي‏ ‏يخرج‏, ‏فقد‏ ‏كنت‏ ‏أخشي‏ ‏رفض‏ ‏والدي‏ ‏لأنني‏ ‏وحيد‏ ‏علي‏ ‏ست‏ ‏بنات‏...‏وشاء‏ ‏الرب‏ ‏أن‏ ‏أذهب‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏في‏ ‏زيارة‏ ‏لشقيقتي‏ ‏اللتين‏ ‏كانا‏ ‏تعيشان‏ ‏هناك‏, ‏وتقابلت‏ ‏مع‏ ‏الأب‏ ‏القديس‏ ‏أبونا‏ ‏بيشوي‏ ‏كامل‏... ‏جذبني‏ ‏بهدوئه‏ ‏وطيبته‏ ‏وحديثه‏ ‏الشجي‏...‏أفضيت‏ ‏له‏ ‏بكل‏ ‏ما‏ ‏في‏ ‏داخلي‏ ‏وكنت‏ ‏أفكر‏ ‏وقتها‏ ‏جيدا‏ ‏في‏ ‏الالتحاق‏ ‏بالكلية‏ ‏الإكليريكية‏,‏لكنه‏ ‏شجعني‏ ‏علي‏ ‏الذهاب‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏, ‏وأعطاني‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الكتب‏ ‏وطلب‏ ‏مني‏ ‏الانتظام‏ ‏في‏ ‏القراءة‏ ‏كبديل‏ ‏للالتحاق‏ ‏بالكلية‏ ‏الإكليريكية‏...‏ولأنني‏ ‏لم‏ ‏أكن‏ ‏قد‏ ‏اخترت‏ ‏ديرا‏ ‏محددا‏ ‏لأترهبن‏ ‏به‏ ‏فقد‏ ‏رشح‏ ‏لي‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏وقال‏ ‏لي‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفامينا‏ ‏إنسان‏ ‏طيب‏ ‏واعتبرت‏ ‏كلام‏ ‏أبونا‏ ‏بيشوي‏ ‏هو‏ ‏صوت‏ ‏الرب‏ ‏الذي‏ ‏كنت‏ ‏أنتظره‏, ‏وذهبت‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏,‏والتقيت‏ ‏بنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏وقلت‏ ‏له‏ ‏كل‏ ‏حكايتي‏ ‏فرحب‏ ‏بي‏, ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏في‏ ‏ذهني‏ ‏أنني‏ ‏سوف‏ ‏ألتحق‏ ‏بالدير‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏اليوم‏, ‏ولكن‏ ‏إرادة‏ ‏الله‏ ‏كانت‏ ‏قدسبقتني‏ ‏ورتبت‏ ‏كل‏ ‏شئ‏...‏كان‏ ‏هذا‏ ‏في‏ ‏سبتمبر‏1973 ‏وترهبنت‏ ‏في‏ ‏مارس‏ 1975 ‏أي‏ ‏أقل‏ ‏من‏ ‏عامين‏ ‏قضيتهما‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏تحت‏ ‏الاختبار‏ ‏بمفردي‏ ‏إذ‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏الدير‏ ‏يستقبل‏ ‏راغبي‏ ‏الرهبنة‏, ‏وكان‏ ‏قد‏ ‏تمت‏ ‏رسامة‏ ‏سبعة‏ ‏آباء‏ ‏رهبان‏ - ‏فقط‏ - ‏قبلي‏ ‏بيد‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏المتنيح‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏فأنا‏ ‏أول‏ ‏راهب‏ ‏يرسم‏ ‏بعد‏ ‏نياحة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏, ‏وأول‏ ‏راهب‏ ‏يرسم‏ ‏بيد‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفامينا‏...‏لذلك‏ ‏أطلقوا‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏, ‏واعتبرني‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏ابنه‏ ‏البكر‏, ‏لذلك‏ ‏جمعتني‏ ‏معه‏ ‏محبة‏ ‏كبيرة‏, ‏ولازلت‏ ‏أحبه‏ ‏جدا‏ ‏فهو‏ ‏بركة‏ ‏عظيمة‏.‏
                  ‏*‏مجرد‏ ‏ذكر‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفامينا‏ ‏جعلنا‏ ‏نغير‏ ‏مجري‏ ‏الحديث‏, ‏ودعوناه‏ ‏ليحدثنا‏ ‏عن‏ ‏ذكرياته‏ ‏معه‏.‏
                  ‏**‏هو‏ ‏أبويا‏ ‏وكان‏ ‏أب‏ ‏اعترافي‏, ‏وأحمل‏ ‏له‏ ‏كل‏ ‏اعتزاز‏ ‏وتقدير‏ ‏وحب‏...‏كان‏ ‏رجل‏ ‏صلاة‏ ‏يمتاز‏ ‏بالتواضع‏ ‏الشديد‏ ‏والمحبة‏, ‏وكان‏ ‏أب‏ ‏اعتراف‏ ‏جميلا‏ ‏قادرا‏ ‏علي‏ ‏إثراء‏ ‏أبنائه‏ ‏وتنميتهم‏ ‏روحيا‏ ‏بشكل‏ ‏غير‏ ‏عادي‏, ‏وكانت‏ ‏حياته‏ ‏قدوة‏ ‏ومثالا‏ ‏لأبنائه‏ ‏إذ‏ ‏كان‏ ‏ناسكا‏ ‏من‏ ‏الدرجة‏ ‏الأولي‏ ‏يكتفي‏ ‏بوجبة‏ ‏واحدة‏ ‏في‏ ‏اليوم‏...‏حمل‏ ‏صليب‏ ‏المرض‏ ‏في‏ ‏شكر‏ ‏وصبر‏ ‏ورجاء‏...‏تحمل‏ ‏سلسلة‏ ‏ثقيلة‏ ‏من‏ ‏الأمراض‏ ‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏قسوة‏ ‏المرض‏ ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يتخل‏ ‏أبدا‏ ‏عن‏ ‏قوانينه‏ ‏وصلواته‏, ‏فكان‏ ‏يحب‏ ‏الصلاة‏ ‏محبة‏ ‏غير‏ ‏عادية‏,‏وكانت‏ ‏القداسات‏ ‏أهم‏ ‏شئ‏ ‏في‏ ‏حياته‏.‏
                  من‏ ‏القصص‏ ‏التي‏ ‏أذكرها‏ ‏عن‏ ‏نيافته‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏تعرض‏ ‏لحادث‏ ‏مؤلم‏ ‏حيث‏ ‏سقط‏ ‏واصطدمت‏ ‏رأسه‏ ‏بباب‏ ‏حديد‏ ‏وأخذ‏ 20‏غرزة‏ ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏حجرة‏ ‏العمليات‏ ‏ونقل‏ ‏إلي‏ ‏غرفة‏ ‏خاصة‏ ‏بالمستشفي‏ ‏وهو‏ ‏مازال‏ ‏مستغرقا‏ ‏في‏ ‏البنجرأيت‏ ‏يده‏ ‏تبحث‏ ‏عن‏ ‏شئ‏ ‏ما‏ ‏تحت‏ ‏الوسادة‏... ‏سألته‏ ‏بإصرار‏ ‏عما‏ ‏يبحث‏ ‏عنه‏...‏لم‏ ‏يجبني‏ ‏ولكني‏ ‏عرفت‏ ‏أنه‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏الأجبية‏ ‏لكي‏ ‏يصلي‏...‏لقد‏ ‏لازمته‏ ‏منذ‏ ‏دخولي‏ ‏الدير‏ ‏عام‏1973 ‏وحتي‏ ‏نياحته‏ ‏في‏1996,‏وخلال‏ ‏هذه‏ ‏السنوات‏ ‏رسم‏ ‏حوالي‏56‏راهبا‏ - ‏الآن‏ ‏عددهم‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏مائة‏ - ‏وفي‏ ‏الناحية‏ ‏التعميرية‏ ‏استكمل‏ ‏نيافته‏ ‏بناء‏ ‏الكاتدرائية‏...‏وبني‏ ‏قلالي‏ ‏للرهبان‏, ‏وبيتا‏ ‏للخلوة‏, ‏وأقام‏ ‏مشروع‏ ‏المضيفة‏ ‏الجديدة‏, ‏وكنيسة‏ ‏القديس‏ ‏يوليوس‏...‏باختصار‏ ‏وضع‏ ‏البنية‏ ‏الأساسية‏ ‏للدير‏.‏
                  ‏*‏عدنا‏ ‏بالحديث‏ ‏إلي‏ ‏مساره‏...‏وربما‏ ‏حديثه‏ - ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ - ‏عن‏ ‏التعمير‏ ‏الذي‏ ‏شهده‏ ‏الدير‏ ‏علي‏ ‏يد‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفامينا‏ ‏جعلنا‏ ‏نعود‏ ‏معه‏ ‏إلي‏ ‏الحياة‏ ‏بالدير‏ ‏في‏ ‏تلك‏ ‏الفترة‏.‏
                  ‏**‏الدير‏ ‏وقتها‏ ‏كان‏ ‏بسيطا‏ ‏جدا‏,‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏هناك‏ ‏كهرباء‏ ‏ولا‏ ‏مياه‏, ‏وكان‏ ‏الوصول‏ ‏إليه‏ ‏صعبا‏ ‏جدا‏ ‏فكنا‏ ‏نأخذالقطر‏ ‏من‏ ‏الإسكندرية‏ ‏وننزل‏ ‏في‏ ‏محطة‏ ‏تبعد‏ ‏عن‏ ‏الدير‏ ‏بـ‏12‏كيلو‏, ‏وننتظر‏ ‏وصول‏ ‏الجرار‏ ‏الذي‏ ‏ينقلنا‏ ‏للدير‏, ‏أو‏ ‏نأخذها‏ ‏سيرا‏ ‏علي‏ ‏الأقدام‏...‏كانت‏ ‏حياة‏ ‏بدائية‏ ‏وصعبة‏.‏
                  ‏*‏وماذا‏ ‏عن‏ ‏الحياة‏ ‏الرهبانية‏ ‏في‏ ‏الدير؟‏!‏
                  ‏**‏في‏ ‏بداية‏ ‏تحديث‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏للدير‏ ‏وإعادة‏ ‏تأسيسه‏ ‏كان‏ ‏يحضر‏ ‏رهبانا‏ ‏من‏ ‏أديرة‏ ‏أخري‏ - ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏السريان‏ ‏ودير‏ ‏الأنبا‏ ‏صموئيل‏ ‏المعترف‏ - ‏لتعمير‏ ‏الدير‏, ‏وهم‏ ‏الذين‏ ‏بدءوا‏ ‏الحياة‏ ‏الرهبانية‏,‏فكان‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ - ‏مطران‏ ‏الجيزة‏ - ‏هو‏ ‏أمين‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏من‏ ‏الفترات‏,‏وأيضا‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مكسيموس‏ ‏المتنيح‏, ‏والأنبا‏ ‏أغابيوس‏ ‏المتنيح‏...‏وقداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏كان‏ ‏يتردد‏ ‏كثيرا‏ ‏ويقيم‏ ‏فترات‏ ‏طويلة‏ ‏بالدير‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏أسقفا‏ ‏للتعليم‏...‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏قام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏برسامة‏ ‏سبعة‏ ‏رهبان‏ ‏يحملون‏ ‏اسمآفاميناأولهم‏ ‏أبونا‏ ‏عازر‏ ‏الذي‏ ‏يخدم‏ ‏حاليا‏ ‏في‏ ‏مقر‏ ‏الدير‏ ‏بالزهراء‏, ‏ثم‏ ‏أبونا‏ ‏مينا‏- ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفامينا‏ ‏المتنيح‏- ‏وأبونا‏ ‏موسي‏,‏وأبونا‏ ‏مكاري‏, ‏وأبونا‏ ‏صليب‏,‏وأبونا‏ ‏صموئيل‏,‏وأبونا‏ ‏روفائيل‏.‏
                  ‏*‏إلي‏ ‏هنا‏ ‏أراد‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏أن‏ ‏يتوقف‏ ‏بالحديث‏ ‏عن‏ ‏الحياة‏ ‏بالدير‏...‏وعندما‏ ‏حاولنا‏ ‏أن‏ ‏يواصل‏ ‏حديثه‏ ‏عن‏ ‏النهضة‏ ‏العمرانية‏ ‏والرهبانيه‏ ‏الآن‏ ‏تمنع‏ ‏في‏ ‏تواضع‏ ‏شديد‏ ‏ونكران‏ ‏للذات‏...‏أنقذ‏ ‏الموقف‏ ‏أحد‏ ‏الآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏الذي‏ ‏تصادف‏ ‏وجوده‏ ‏أثناء‏ ‏الحديث‏...‏أخذ‏ ‏المبادرة‏ ‏وقال‏:‏
                  ‏**‏أكمل‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏تشطيب‏ ‏الكاتدرائية‏, ‏وقام‏ ‏بعمل‏ ‏الكثير‏ ‏والكثير‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏مثل‏ ‏رصف‏ ‏الطرقات‏, ‏وإنشاء‏ ‏البوابة‏ ‏الخارجية‏,‏وبناء‏ ‏كنيسة‏ ‏كبيرة‏ ‏للرهبان‏-‏الأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ -‏لأن‏ ‏الكنيسة‏ ‏الموجودة‏ ‏صغيرة‏ ‏ولا‏ ‏تستوعب‏ ‏أعدادهم‏,‏وإنشاء‏ ‏ساحة‏ ‏انتظار‏ ‏للأتوبيسات‏, ‏والتوسع‏ ‏في‏ ‏مزارع‏ ‏الدير‏ ‏التي‏ ‏تبعد‏ ‏عنه‏ ‏بحوالي‏ ‏خمسة‏ ‏كيلو‏ ‏مترات‏,‏وكل‏ ‏هذه‏ ‏المساحات‏ ‏الخضراء‏ ‏كانت‏ ‏أرض‏ ‏بور‏ ‏استصلحها‏ ‏الرهبان‏,‏ويتم‏ ‏زراعتها‏ ‏بتقنيات‏ ‏زراعية‏ ‏عالية‏ ‏وتروي‏ ‏بالتنقيط‏ ‏وتقام‏ ‏بجوارها‏ ‏عدة‏ ‏مشروعات‏ ‏فهناك‏ ‏مزرعة‏ ‏تسمين‏ ‏ومزرعة‏ ‏دواجن‏ ‏ومصنع‏ ‏لزيت‏ ‏الزيتون‏ ‏وآخر‏ ‏للجبنة‏.‏
                  ‏*‏بذكاء‏ ‏قاطعه‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏- ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏يسترسل‏ ‏في‏ ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏الإنجازات‏ ‏الضخمة‏ ‏في‏ ‏الدير‏ - ‏وقال‏ ‏نيافته‏:‏
                  ‏**‏كل‏ ‏هذا‏ ‏تم‏ ‏بجهود‏ ‏الآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏وصلوات‏ ‏وتشجيع‏ ‏قداسة‏ ‏البابا
                  ‏*‏نقلنا‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏إلي‏ ‏سؤال‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏أولويات‏ ‏أسئلة‏ ‏الحوار‏,‏ولكننا‏ ‏رأينا‏ ‏أن‏ ‏نرجئه‏ ‏إلي‏ ‏نهاية‏ ‏الحديث‏...‏السؤال‏ ‏عن‏ ‏علاقة‏ ‏البابا‏ ‏البطريرك‏ ‏بالدير‏...‏طرحنا‏ ‏السؤال‏ ‏وأجاب‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏...‏
                  ‏**‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏يضع‏ ‏مارمينا‏ ‏في‏ ‏مكانة‏ ‏خاصة‏, ‏وكل‏ ‏الآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏بالدير‏ ‏يعتبرونه‏ ‏أبوهم‏ ‏وقداسته‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏شجعنا‏ ‏لتنمية‏ ‏الدير‏ ‏روحيا‏ ‏وعمرانيا‏,‏ويقوم‏ ‏بمتابعة‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يتعلق‏ ‏بالدير‏,‏ويسأل‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏التفاصيل‏ ,‏ونحن‏ ‏نعود‏ ‏لقداسته‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏نعمل‏ ‏ونأخذ‏ ‏نصيحته‏ ‏وإرشاده‏ ‏وبركته‏.‏
                  ‏*‏تتردد‏ ‏أخبار‏ ‏كثيرة‏ ‏في‏ ‏السنوات‏ ‏الأخيرة‏ ‏عن‏ ‏اهتمامات‏ ‏الدير‏ ‏والدولة‏ ‏بالمنطقة‏ ‏الأثرية‏...‏وما‏ ‏حقيقة‏ ‏الموقف؟
                  ‏**‏بدأ‏ ‏الاهتمام‏ ‏بالمنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏في‏ ‏عام‏2002 ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏عقد‏ ‏اليونسكو‏ ‏مؤتمرا‏ ‏وضعها‏ ‏فيه‏ ‏علي‏ ‏خريطة‏ ‏التراث‏ ‏العالمي‏ ‏المعرض‏ ‏للخطر‏,‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏تحركت‏ ‏الحكومة‏ ‏المصرية‏,‏وبذلت‏ ‏جهودا‏ ‏ضخمة‏ ‏لتخفيض‏ ‏منسوب‏ ‏المياه‏ ‏الجوفية‏ ‏بتكلفة‏ ‏تقدر‏ ‏بـ‏19‏مليون‏ ‏جنيه‏ ‏حيث‏ ‏تم‏ ‏وضع‏ 170 ‏طلمبة‏-‏بقدرات‏ ‏كهربائية‏ ‏مختلفة‏- ‏علي‏ ‏مساحة‏300‏فدان‏ ‏والمشروع‏ ‏الآن‏ ‏قارب‏ ‏علي‏ ‏الانتهاء‏,‏كما‏ ‏قامت‏ ‏هيئة‏ ‏الآثار‏ ‏بتفعيل‏ ‏مشروع‏ ‏درء‏ ‏الخطورة‏ ‏وهو‏ ‏المشروع‏ ‏الذي‏ ‏يوليه‏ ‏الدكتور‏ ‏زاهي‏ ‏حواس‏ ‏اهتمامه‏ ‏الشخصي‏ ‏لأنه‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏سحب‏ ‏كميات‏ ‏المياه‏ ‏الموجودة‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يحدث‏ ‏درء‏ ‏للخطورة‏ ‏علي‏ ‏المباني‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏تنهار‏,‏ويعقبها‏ ‏ترميم‏ ‏الكنائس‏ ‏وقبر‏ ‏مارمينا‏... ‏ومن‏ ‏جهة‏ ‏أخري‏ ‏يسعي‏ ‏الدير‏ ‏لتنفيذ‏ ‏مشروع‏ ‏حماية‏ ‏المنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏بإنشاء‏ ‏سور‏ ‏طوله‏ 8.5 ‏كيلو‏ ‏متر‏ ‏وبارتفاع‏ ‏أربعة‏ ‏أمتار‏ ‏حول‏ ‏مساحة‏ ‏المدينة‏-978 ‏فدانا‏- ‏وتولي‏ ‏هيئة‏ ‏الآثار‏ ‏أيضا‏ ‏اهتماما‏ ‏كبيرا‏ ‏بهذا‏ ‏المشروع‏ ‏للحفاظ‏ ‏علي‏ ‏أهم‏ ‏أثر‏ ‏قبطي‏ ‏في‏ ‏مصر‏,‏فهو‏ ‏يعتبر‏ ‏الحج‏ ‏الثاني‏ ‏للمسيحيين‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏والعالم‏ ‏بعد‏ ‏القدس‏.‏
                  ويقدر‏ ‏أن‏ ‏تصل‏ ‏تكلفة‏ ‏إقامة‏ ‏هذا‏ ‏السور‏ ‏إلي‏ ‏نحو‏250 ‏مليون‏ ‏جنيه‏.‏
                  اختتم‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏حديثه‏ ‏قائلا‏:‏
                  ‏***‏أحلامنا‏ ‏كبيرة‏ ‏لإعادة‏ ‏مجد‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏باستكمال‏ ‏الحفريات‏,‏وزيادة‏ ‏عدد‏ ‏البعثات‏ ‏القائمة‏ ‏علي‏ ‏الحفريات‏ ‏وتحديد‏ ‏أماكن‏ ‏عملها‏ ‏للمسح‏ ‏والتنقيب‏.‏



                  قوارير‏ ‏تحمل‏ ‏تصاوير‏ ‏مارمينا‏ ‏العجائبي
                  قوارير‏ ‏تحمل‏ ‏تصاوير‏ ‏مارمينا‏ ‏العجائبي
                  وطنى 21/11/2009م
                  د‏. ‏شيرين‏ ‏صادق‏ ‏الجندي
                  يعتبر‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏المصري‏ ‏أو‏ ‏مارمينا‏ ‏العجائبي‏ ‏من‏ ‏أشهر‏ ‏القديسين‏ ‏المصريين‏, ‏فلقد‏ ‏تمتع‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏بشعبية‏ ‏هائلة‏ ‏وقاعدة‏ ‏جماهيرية‏ ‏كبيرة‏ ‏علي‏ ‏مر‏ ‏العصور‏. ‏كما‏ ‏بلغت‏ ‏شهرته‏ ‏الآفاق‏ ‏تارة‏ ‏بسبب‏ ‏سيرته‏ ‏الذاتية‏ ‏التي‏ ‏كتبت‏ ‏للمرة‏ ‏الأولي‏ ‏في‏ ‏حوالي‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏ ‏الميلادي‏, ‏وتارة‏ ‏أخري‏ ‏بسبب‏ ‏ديره‏ ‏الأثري‏ ‏بغرب‏ ‏الإسكندرية‏ ‏المشيد‏ ‏تقريبا‏ ‏في‏ ‏محاذاة‏ ‏محطة‏ ‏بهيج‏. ‏وذاعت‏ ‏شهرة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏أيضا‏ ‏بسبب‏ ‏تلك‏ ‏المعجزات‏ ‏التي‏ ‏ظهرت‏ ‏من‏ ‏جسده‏ ‏التي‏ ‏تكاثرت‏ ‏وأدت‏ ‏إلي‏ ‏تحول‏ ‏هذا‏ ‏الموقع‏ ‏الأثري‏ ‏إلي‏ ‏مزار‏ ‏عالمي‏ ‏يتوافد‏ ‏عليه‏ ‏الحجاج‏ ‏بشكل‏ ‏مستمر‏ ‏لنيل‏ ‏بركة‏ ‏القديس‏ ‏والمكان‏. ‏ويخلط‏ ‏البعض‏ ‏بين‏ ‏مارمينا‏ ‏العجائبي‏ ‏القديس‏ ‏وبين‏ ‏مينا‏ ‏رئيس‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏أبولو‏ ‏بباويط‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏ملوي‏ ‏بمحافظة‏ ‏أسيوط‏. ‏كما‏ ‏يخلط‏ ‏بعض‏ ‏الباحثين‏ ‏الغربيين‏ ‏بين‏ ‏مارمينا‏ ‏الجندي‏ ‏الشهيد‏ ‏وبين‏ ‏قديس‏ ‏آخر‏ ‏يحمل‏ ‏الاسم‏ ‏نفسه‏ ‏ولكنه‏ ‏أثيني‏ ‏المولد‏.‏
                  ولد‏ ‏القديس‏ ‏مارمينا‏ ‏العجائبي‏ ‏في‏ ‏فريجية‏ ‏في‏ ‏سنة‏ 258‏م‏ ‏لأبوين‏ ‏مصريين‏. ‏وبعد‏ ‏وفاة‏ ‏أبيه‏, ‏اهتم‏ ‏به‏ ‏أصدقاء‏ ‏والده‏ ‏فانضم‏ ‏إلي‏ ‏الجيش‏ ‏الروماني‏ ‏ولكنه‏ ‏هرب‏ ‏منه‏ ‏عندما‏ ‏بدأ‏ ‏الإمبراطور‏ ‏الروماني‏ ‏دقلديانوس‏ ‏اضطهاده‏ ‏الكبير‏ ‏للمسيحيين‏ ‏منذ‏ ‏سنة‏ 284‏م‏ ‏وحتي‏ ‏عام‏ 305‏م‏. ‏غير‏ ‏أن‏ ‏الشاب‏ ‏مينا‏ ‏عاد‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏إلي‏ ‏وحدته‏ ‏بعد‏ ‏عدة‏ ‏سنوات‏ ‏وسلم‏ ‏نفسه‏ ‏وأعلن‏ ‏اعتناقه‏ ‏للدين‏ ‏الجديد‏. ‏وعندما‏ ‏رفض‏ ‏الارتداد‏ ‏عن‏ ‏المسيحية‏, ‏تم‏ ‏تعذيبه‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏صدرت‏ ‏الأوامر‏ ‏بقطع‏ ‏رأسه‏. ‏وهكذا‏ ‏استشهد‏ ‏شابا‏ ‏وكان‏ ‏عمره‏ ‏حينذاك‏ ‏حوالي‏ 24‏عاما‏. ‏وكان‏ ‏من‏ ‏المقرر‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏إحراق‏ ‏جسده‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏البعض‏ ‏من‏ ‏أصدقائه‏ ‏تمكن‏ ‏من‏ ‏إنقاذ‏ ‏الجسد‏. ‏وعندما‏ ‏صدرت‏ ‏التعليمات‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الحين‏ ‏إلي‏ ‏الوحدة‏ ‏العسكرية‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏ينتمي‏ ‏إليها‏ ‏الجندي‏ ‏الشهيد‏ ‏مينا‏ ‏بالتوجه‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏ ‏لإخماد‏ ‏غارات‏ ‏البربر‏ ‏المستمرة‏ ‏علي‏ ‏منطقة‏ ‏مريوط‏, ‏أصر‏ ‏كل‏ ‏أعضاء‏ ‏القوة‏ ‏العسكرية‏ ‏علي‏ ‏اصطحاب‏ ‏جسد‏ ‏الشهيد‏ ‏معهم‏. ‏وفي‏ ‏طريقهم‏ ‏للعودة‏ ‏منتصرين‏ ‏إلي‏ ‏فريجية‏, ‏توقفت‏ ‏الجمال‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تحمل‏ ‏جسد‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏عن‏ ‏المسير‏ ‏وأبت‏ ‏أن‏ ‏تتحرك‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏. ‏واعتقادا‏ ‏من‏ ‏الجنود‏ ‏بأن‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏هذا‏ ‏كان‏ ‏إعلانا‏ ‏عن‏ ‏رغبة‏ ‏القديس‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏يدفن‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏, ‏قاموا‏ ‏بإنزال‏ ‏جسده‏ ‏وتم‏ ‏دفنه‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الموقع‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏قرية‏ ‏أست‏. ‏وبعد‏ ‏مرور‏ ‏عدة‏ ‏سنوات‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الواقعة‏, ‏اكتشف‏ ‏سكان‏ ‏المنطقة‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏معجزات‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏لا‏ ‏سيما‏ ‏معجزاته‏ ‏في‏ ‏شفاء‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الأمراض‏. ‏فسارعوا‏ ‏بتشييد‏ ‏مزار‏ ‏صغير‏ ‏فوق‏ ‏قبره‏ ‏وكان‏ ‏يرتكز‏ ‏علي‏ ‏أربعة‏ ‏قوائم‏ ‏تعلوها‏ ‏قبة‏. ‏وسرعان‏ ‏ما‏ ‏ذاعت‏ ‏شهرة‏ ‏القديس‏ ‏والمنطقة‏ ‏معا‏, ‏فأقبل‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏علي‏ ‏زيارة‏ ‏الموقع‏ ‏للتبرك‏ ‏بالقديس‏ ‏ولتعميد‏ ‏أنفسهم‏ ‏وأطفالهم‏ ‏هناك‏ ‏أو‏ ‏للشفاء‏ ‏من‏ ‏الأمراض‏.‏
                  وقد‏ ‏عثر‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الموقع‏ ‏الأثري‏ ‏لمارمينا‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏يطلق‏ ‏عليه‏ ‏قوارير‏ ‏مينا‏ ‏أو‏ ‏قوارير‏ ‏الحجاج‏ ‏التي‏ ‏كانوا‏ ‏يملأونها‏ ‏بمياه‏ ‏البئر‏ ‏الواقعة‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏قبر‏ ‏مارمينا‏ ‏ويأخذونها‏ ‏معهم‏ ‏إلي‏ ‏بلادهم‏. ‏وهكذا‏ ‏كان‏ ‏ولازال‏ ‏زائرو‏ ‏المكان‏ ‏يقومون‏ ‏بشرائها‏ ‏كتذكار‏ ‏لهم‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏المباركة‏. ‏وقد‏ ‏ساعد‏ ‏ذلك‏ ‏علي‏ ‏ازدهار‏ ‏النشاط‏ ‏التجاري‏ ‏بالمنطقة‏ ‏لإنتاج‏ ‏هذه‏ ‏الهدايا‏ ‏والتذكارات‏ ‏الصغيرة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تصنع‏ ‏من‏ ‏الفخار‏ ‏أو‏ ‏الطين‏ ‏المحروق‏ ‏وهو‏ ‏مادة‏ ‏متوفرة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏بكثرة‏ ‏كما‏ ‏أن‏ ‏أسعارها‏ ‏تعتبر‏ ‏مناسبة‏ ‏لكل‏ ‏فئات‏ ‏الشعب‏. ‏ولقد‏ ‏برع‏ ‏الأقباط‏ ‏في‏ ‏صناعة‏ ‏التحف‏ ‏الفخارية‏ ‏مثل‏ ‏أجدادهم‏ ‏المصريين‏ ‏القدماء‏, ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏تؤكده‏ ‏لنا‏ ‏المناظر‏ ‏الفريدة‏ ‏من‏ ‏نوعها‏ ‏التي‏ ‏نقشت‏ ‏علي‏ ‏جدران‏ ‏المعابد‏ ‏والمقابر‏ ‏المصرية‏ ‏القديمة‏ ‏في‏ ‏المناطق‏ ‏الأثرية‏ ‏المختلفة‏ ‏كما‏ ‏هو‏ ‏الحال‏ ‏في‏ ‏سقارة‏ ‏وبني‏ ‏حسن‏ ‏والأقصر‏ ‏ومدينة‏ ‏هابو‏. ‏وكما‏ ‏برع‏ ‏رهبان‏ ‏وآباء‏ ‏الكنائس‏ ‏والأديرة‏ ‏في‏ ‏نسخ‏ ‏المخطوطات‏ ‏وفي‏ ‏رسم‏ ‏الأيقونات‏,‏تجلت‏ ‏مهارتهم‏ ‏الفائقة‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏إنتاج‏ ‏التحف‏ ‏الفخارية‏ ‏المختلفة‏ ‏لتوفير‏ ‏متطلبات‏ ‏الحياة‏ ‏الديرية‏.‏
                  وتم‏ ‏العثور‏ ‏علي‏ ‏بقايا‏ ‏مصانع‏ ‏لإنتاج‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏ ‏وأيضا‏ ‏محلات‏ ‏لبيعها‏ ‏كهدايا‏ ‏وكتذكارات‏ ‏في‏ ‏جنوب‏ ‏غرب‏ ‏مدينة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏التي‏ ‏اكتشفها‏ ‏العالم‏ ‏الألماني‏ ‏الشهير‏ ‏ك‏.‏م‏.‏كوفمان‏ C.M.Kaufmann ‏في‏ ‏عام‏ 1905‏م‏ ‏أثناء‏ ‏الحفائر‏ ‏التي‏ ‏قام‏ ‏بها‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الموقع‏ ‏الأثري‏ ‏الفريد‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏البازيليكا‏. ‏كما‏ ‏عثر‏ ‏هذا‏ ‏الأثري‏ ‏الكبير‏ ‏علي‏ ‏الأفران‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏يحرق‏ ‏بها‏ ‏الفخار‏. ‏وترجع‏ ‏هذه‏ ‏الأفران‏ ‏غالبا‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏الثالث‏ - ‏الرابع‏ ‏الميلادي‏. ‏ووجد‏ ‏كوفمان‏ ‏بها‏ ‏أيضا‏ ‏مجموعات‏ ‏متنوعة‏ ‏من‏ ‏قوارير‏ ‏مارمينا‏ ‏العجائبي‏.‏
                  واستمرت‏ ‏أعمال‏ ‏التنقيب‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏الأثرية‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏ما‏ ‏قام‏ ‏به‏ ‏المتحف‏ ‏اليوناني‏ ‏الروماني‏ (1925 - 1929‏م‏) ‏من‏ ‏حفائر‏, ‏أكملها‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1936‏م‏ ‏العالمان‏ ‏الألمانيان‏ ‏ف‏.‏ف‏.‏دايشمان‏ F.W.Deichmann ‏وأ‏.‏فون‏ ‏جيركان‏ A.von Gerkan ‏وفي‏ ‏سنة‏ 1942‏م‏ ‏واصل‏ ‏العالم‏ ‏الإنجليزي‏ ‏ج‏.‏ب‏.‏وارد‏ ‏بركنز‏ J.B.Ward Perkins ‏أعمال‏ ‏الحفر‏ ‏والتنقيب‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏المكان‏. ‏واستمرت‏ ‏الحفائر‏ ‏تحت‏ ‏إشراف‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏في‏ ‏سنة‏ 1951 - 1952‏م‏. ‏ولقد‏ ‏أمدتنا‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الحفائر‏ ‏بكميات‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏قوارير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏.‏
                  وعثر‏ ‏كذلك‏ ‏علي‏ ‏نماذج‏ ‏مهمة‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏كوم‏ ‏الدكة‏ ‏بمدينة‏ ‏الإسكندرية‏. ‏ووفقا‏ ‏لتقسيم‏ ‏العالم‏ ‏الأثري‏ ‏البولندي‏ Kiss Zsolt, ‏يمكن‏ ‏إرجاع‏ ‏هذه‏ ‏التحف‏ ‏الأثرية‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ - ‏السابع‏ ‏الميلادي‏.‏
                  ويبدو‏ ‏أن‏ ‏قوارير‏ ‏مارمينا‏ ‏وجدت‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏متفرقة‏ ‏في‏ ‏أرجاء‏ ‏العالم‏ ‏القديم‏ ‏كاليونان‏ ‏وإيطاليا‏ ‏وسردينيا‏ ‏وصقلية‏ ‏وآسيا‏ ‏الصغري‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏جزر‏ ‏الأرخبيل‏ ‏وأزمير‏ ‏وشمال‏ ‏أفريقيا‏. ‏ومن‏ ‏الواضح‏ ‏أن‏ ‏وصول‏ ‏مثل‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏ ‏إلي‏ ‏تلك‏ ‏الأماكن‏ ‏البعيدة‏ ‏تم‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏التجار‏ ‏وبعض‏ ‏حجاج‏ ‏مدينة‏ ‏أورشليم‏.‏
                  وتم‏ ‏اكتشاف‏ ‏أمثلة‏ ‏أخري‏ ‏من‏ ‏قنينات‏ ‏مارمينا‏ ‏في‏ 1947‏م‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏جسر‏ ‏مونوري‏ ‏فوق‏ ‏نهر‏ ‏مارن‏ ‏في‏ ‏القارة‏ ‏الأوربية‏ ‏ومنها‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏محفوظ‏ ‏حاليا‏ ‏بمتحف‏ ‏جراتيان‏ ‏بفرنسا‏. ‏ويظهر‏ ‏عليها‏ ‏القديس‏ ‏واقفا‏ ‏في‏ ‏وضع‏ ‏الصلاة‏ ‏بين‏ ‏جملين‏ ‏ويكتنف‏ ‏رأسه‏ ‏صليبان‏ ‏صغيران‏.‏
                  ونظرا‏ ‏لضخامة‏ ‏الكميات‏ ‏التي‏ ‏اكشتفت‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏ ‏في‏ ‏الحفائر‏ ‏الأثرية‏ ‏التي‏ ‏أجريت‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏متفرقة‏, ‏قام‏ ‏علماء‏ ‏الآثار‏ ‏بتقسيمها‏ ‏إلي‏ ‏ما‏ ‏يقرب‏ ‏من‏ ‏إحدي‏ ‏وثمانين‏ ‏مجموعة‏ ‏تختلف‏ ‏في‏ ‏أحجامها‏ ‏وأبعادها‏ ‏وزخارفها‏. ‏فهذه‏ ‏القوارير‏ ‏إما‏ ‏دائرية‏ ‏وإما‏ ‏بيضاوية‏ ‏الشكل‏. ‏وهي‏ ‏من‏ ‏الفخار‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏المعدن‏. ‏كما‏ ‏أنها‏ ‏مزودة‏ ‏بمقبضين‏ ‏غفل‏ ‏من‏ ‏الزخرفة‏. ‏وزخرفة‏ ‏البدن‏ ‏تكون‏ ‏دائما‏ ‏علي‏ ‏الوجهين‏. ‏وقوام‏ ‏الزخرفة‏ ‏عليها‏ ‏الأشكال‏ ‏الآدمية‏ ‏والحيوانية‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏بعض‏ ‏الزخارف‏ ‏الهندسية‏ ‏البسيطة‏ ‏والرموز‏ ‏المسيحية‏ ‏كالصلبان‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏بعض‏ ‏العبارات‏ ‏اليونانية‏ ‏أو‏ ‏القبطية‏ ‏البسيطة‏ ‏المتضمنة‏ ‏بعض‏ ‏أبيات‏ ‏الشعرأو‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏. ‏وعادة‏ ‏ما‏ ‏تكون‏ ‏هذه‏ ‏الزخرفة‏ ‏منقوشة‏ ‏نقشا‏ ‏بارزا‏ ‏علي‏ ‏القارورة‏. ‏وبعض‏ ‏القوارير‏ ‏التي‏ ‏تم‏ ‏العثور‏ ‏عليها‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏جيدة‏ ‏من‏ ‏الحفظ‏ ‏والبعض‏ ‏الآخر‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏يرثي‏ ‏لها‏. ‏وجميع‏ ‏القوارير‏ ‏مزودة‏ ‏بجزء‏ ‏يصب‏ ‏منه‏ ‏الماء‏ ‏يسبقه‏ ‏شكل‏ ‏به‏ ‏ثقوب‏ ‏أشبه‏ ‏بشبابيك‏ ‏القلل‏.‏
                  ويتوالي‏ ‏ظهور‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏العجائبي‏ ‏علي‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏التحف‏ ‏الأثرية‏ ‏المحفوظة‏ ‏حاليا‏ ‏بالمتحف‏ ‏القبطي‏ ‏بالقاهرة‏ ‏وأيضا‏ ‏بالمتحف‏ ‏اليوناني‏ ‏الروماني‏ ‏بالإسكندرية‏. ‏وأغلب‏ ‏هذه‏ ‏التحف‏ ‏من‏ ‏الفخار‏ ‏والبعض‏ ‏منها‏ ‏من‏ ‏المعدن‏ ‏والقليل‏ ‏منها‏ ‏من‏ ‏العاج‏. ‏ويظهر‏ ‏القديس‏ ‏دائما‏ ‏وهو‏ ‏يقف‏ ‏بين‏ ‏جملين‏, ‏أو‏ ‏وهو‏ ‏يمتطي‏ ‏جوادا‏ ‏علي‏ ‏هيئة‏ ‏فارس‏ ‏يرتدي‏ ‏الملابس‏ ‏العسكرية‏. ‏وتزخر‏ ‏متاحف‏ ‏العالم‏ ‏بقوارير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏العجائبي‏ ‏مثل‏ ‏متحف‏ ‏اللوفر‏ ‏بباريس‏ ‏والمتحف‏ ‏البريطاني‏ ‏بلندن‏ ‏ومتحفي‏ ‏تورين‏ ‏وميلان‏ ‏بإيطاليا‏.‏
                  ويتكرر‏ ‏ظهور‏ ‏مارمينا‏ ‏علي‏ ‏الأيقونات‏ ‏الأثرية‏ ‏في‏ ‏الكنائس‏ ‏والأديرة‏ ‏القبطية‏. ‏فيظهر‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏دائما‏ ‏علي‏ ‏شكل‏ ‏فارس‏ ‏يطعن‏ ‏حيوانا‏ ‏خرافيا‏ ‏شأنه‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏شأن‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏القديسين‏ ‏أمثال‏ ‏مارجرجس‏ ‏وأبي‏ ‏سيفين‏ ‏ومار‏ ‏بقطر‏. ‏ومناظر‏ ‏القديسين‏ ‏الفرسان‏ ‏من‏ ‏المناظر‏ ‏التقليدية‏ ‏والمعتادة‏ ‏في‏ ‏الفن‏ ‏القبطي‏, ‏فهي‏ ‏تظهر‏ ‏بكثرة‏ ‏علي‏ ‏الألواح‏ ‏الخشبية‏ ‏والتحف‏ ‏المعدنية‏ ‏والمخطوطات‏ ‏والمنسوجات‏ ‏القبطية‏. ‏وربما‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏ ‏الزخرفي‏ ‏يحمل‏ ‏في‏ ‏طياته‏ ‏تأثير‏ ‏الحضارة‏ ‏المصرية‏ ‏القديمة‏ ‏حيث‏ ‏يذكرنا‏ ‏بأسطورة‏ ‏انتصار‏ ‏الإله‏ ‏حورس‏ Horus ‏علي‏ ‏الإله‏ ‏ست‏ Seth ‏أي‏ ‏انتصار‏ ‏الخير‏ ‏علي‏ ‏الشر‏. ‏ويمكن‏ ‏تقبل‏ ‏هذا‏ ‏الرأي‏ ‏بما‏ ‏يتوافق‏ ‏مع‏ ‏مفاهيم‏ ‏الديانة‏ ‏المسيحية‏ ‏ولكن‏ ‏بتعبير‏ ‏جديد‏. ‏فمنظر‏ ‏الفارس‏ ‏الممتطي‏ ‏جوادا‏ ‏في‏ ‏الفن‏ ‏القبطي‏ ‏هو‏ ‏رمز‏ ‏لانتصار‏ ‏الكنيسة‏ ‏أو‏ ‏الدين‏ ‏الجديد‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏مظاهر‏ ‏الوثنية‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏سائدة‏ ‏في‏ ‏العصور‏ ‏السابقة‏.‏
                  ومما‏ ‏سبق‏ ‏يتضح‏ ‏لنا‏ ‏كيف‏ ‏ذاعت‏ ‏شهرة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏العجائبي‏ ‏وبلغت‏ ‏الآفاق‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏داخل‏ ‏وخارج‏ ‏مصر‏, ‏كما‏ ‏نستطيع‏ ‏أن‏ ‏ندرك‏ ‏أيضا‏ ‏مدي‏ ‏حرص‏ ‏الزائرين‏ ‏والحجاج‏ ‏علي‏ ‏التردد‏ ‏الدائم‏ ‏علي‏ ‏منطقة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏الأثرية‏ ‏في‏ ‏الصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏للتبرك‏ ‏بالمكان‏ ‏وللتعميد‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏عيد‏ ‏الفصح‏ ‏وللاحتفال‏ ‏سنويا‏ ‏بعيد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏يوم‏ 15 ‏من‏ ‏هاتور‏ 11 ‏من‏ ‏نوفمبر‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏يوم‏ 24 ‏من‏ ‏نفس‏ ‏الشهر‏ ‏الميلادي‏ ‏نظرا‏ ‏لأن‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏لا‏ ‏زالت‏ ‏تتبع‏ ‏التقويم‏ ‏اليولياني‏. ‏كما‏ ‏يتبين‏ ‏لنا‏ ‏أيضا‏ ‏كثرة‏ ‏التحف‏ ‏الأثرية‏ ‏الموزعة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏متاحف‏ ‏العالم‏ ‏الأثرية‏ ‏والتي‏ ‏تحمل‏ ‏تصاوير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏ومدي‏ ‏ثرائها‏ ‏بالعناصر‏ ‏الزخرفية‏ ‏المختلفة‏ ‏التي‏ ‏تشهد‏ ‏بمهارة‏ ‏ودقة‏ ‏الفنان‏ ‏الذي‏ ‏أنتجها‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏العصر‏.‏
                  د‏. ‏شيرين‏ ‏صادق‏ ‏الجندي
                  مدرس‏ ‏بقسم‏ ‏الإرشاد‏ ‏السياحي‏ ‏بآداب‏ ‏عين‏ ‏شمس
                  تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                  Comment


                  • #49
                    رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                    قرنا على إستشهاد القديس‏ ‏مينا‏ ‏العجايبي

                    مارمينا ... شهيد.. ودير.. وتاريخ
                    القديس‏ ‏مينا‏ ‏العجايبي‏... ‏وسبعة‏ ‏عشر‏ ‏قرنا‏ ‏علي‏ ‏استشهادهوطنى 21/11/2009م د‏.‏مينا‏ ‏بديع‏ ‏عبد‏ ‏الملك
                    واليوبيل‏ ‏الذهبي‏ ‏لتأسيس‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏الحديث
                    د‏.‏مينا‏ ‏بديع‏ ‏عبد‏ ‏الملك
                    جمعية‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏ ‏للدراسات‏ ‏القبطية‏ - ‏بالإسكندرية
                    في‏ 24 ‏نوفمبر‏ 2009 ‏تحتفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏بتذكار‏ ‏مرور‏ ‏سبعة‏ ‏عشر‏ ‏قرنا‏ ‏علي‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ (309 - 2009) ‏الملقب‏ ‏بالعجايبي‏, ‏وفي‏ 27 ‏نوفمبر‏ 2009 ‏تحتفل‏ ‏أيضا‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏باليوبيل‏ ‏الذهبي‏ ‏لوضع‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بمنطقة‏ ‏مريوط‏ ‏وإحياء‏ ‏تاريخ‏ ‏المنطقة‏ ‏المقدسة‏.‏
                    ويشرفني‏ ‏ويسعدني‏ ‏بصفتي‏ ‏أحد‏ ‏أعضاء‏ ‏مجلس‏ ‏إدارة‏ ‏جمعية‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏ ‏للدراسات‏ ‏القبطية‏ ‏بالإسكندرية‏, ‏وبصفتي‏ ‏أحد‏ ‏الأشخاص‏ ‏الذين‏ ‏شاهدوا‏ ‏تلك‏ ‏اللحظات‏ ‏التاريخية‏ ‏التي‏ ‏وضع‏ ‏فيها‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ (1959 - 1971) ‏بيده‏ ‏الكريمة‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏الدير‏ ‏الحديث‏, ‏وقد‏ ‏تتبعت‏ ‏النمو‏ ‏الرهباني‏ ‏والمعماري‏ ‏لهذا‏ ‏الدير‏ ‏المبارك‏ ‏منذ‏ ‏عام‏ 1959 ‏ثم‏ ‏اكتحلت‏ ‏عيناي‏ ‏برؤية‏ ‏النهضة‏ ‏الرهبانية‏ ‏والبناء‏ ‏المعجزي‏ ‏الذي‏ ‏تم‏ ‏بالدير‏ ‏علي‏ ‏يد‏ ‏صاحب‏ ‏القداسة‏ ‏والغبطة‏ ‏البابا‏ ‏الأنبا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ (1971 - ‏أطال‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏عمر‏ ‏قداسته‏), ‏يسعدني‏ ‏أن‏ ‏أسجل‏ ‏هذا‏ ‏التقرير‏ ‏التاريخي‏ ‏علي‏ ‏صفحات‏ ‏جريدة‏ ‏وطني‏ ‏والتي‏ ‏فتحت‏ ‏صفحاتها‏ ‏منذ‏ ‏عام‏ 1959 ‏لتسجل‏ ‏كل‏ ‏أخبار‏ ‏الدير‏ ‏والأحداث‏ ‏التاريخية‏ ‏التي‏ ‏مر‏ ‏بها‏.‏
                    القديس‏ ‏مينا‏ ‏من‏ ‏النشأة‏ ‏إلي‏ ‏الاستشهاد
                    القديس‏ ‏مينا‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏عائلة‏ ‏مصرية‏ ‏نبيلة‏, ‏وأصل‏ ‏والديه‏ ‏من‏ ‏المدينة‏ ‏المصرية‏ ‏الشهيرة‏ ‏المسماة‏ ‏باليونانية‏ ‏نيقيوس‏ ‏وتعني‏ ‏بالمصرية‏ ‏المنتصرون‏,‏وتسمي‏ ‏أيضا‏ ‏إبشاتي‏ (‏الآن‏ ‏زاوية‏ ‏رزين‏) ‏باسم‏ ‏الحاكم‏ ‏المصري‏ ‏العظيم‏ ‏الذي‏ ‏بني‏ ‏ميدانا‏ ‏في‏ ‏وسطه‏ ‏مقصورة‏ ‏وقوي‏ ‏أسوارها‏, ‏وكان‏ ‏اسم‏ ‏والد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏أدوكسيس‏, ‏وكان‏ ‏شقيق‏ ‏أناطوليوس‏ ‏حاكم‏ ‏ذاك‏ ‏الوقت‏, ‏وكان‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏أدوكسيس‏ ‏وأناطوليوس‏ ‏ابني‏ ‏بلوديانوس‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏حاكما‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏حكم‏ ‏الإمبراطور‏ ‏بروباس‏, ‏وكان‏ ‏شهيرا‏ ‏لغناه‏ ‏ومركزه‏.‏
                    عندما‏ ‏تولي‏ ‏حاكم‏ ‏ولاية‏ ‏فريجيا‏, ‏طلب‏ ‏الملك‏ ‏كارنيوس‏ ‏من‏ ‏أدوكسيس‏ ‏وزوجته‏ ‏وجميع‏ ‏عائلته‏ ‏وخدمه‏ ‏ليتولي‏ ‏حكم‏ ‏ولاية‏ ‏فريجيا‏. ‏وفعلا‏ ‏تم‏ ‏تنصيبه‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏الولاية‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏فرح‏ ‏أهل‏ ‏فريجيا‏ ‏وحزن‏ ‏أهل‏ ‏إبشاتي‏.‏
                    كانت‏ ‏أوفيميه‏ ‏زوجة‏ ‏أدوكسيس‏ ‏عاقرا‏, ‏وكانت‏ ‏كثيرة‏ ‏الأصوام‏ ‏والصلوات‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أن‏ ‏يرزقها‏ ‏الله‏ ‏نسلا‏ ‏صالحا‏. ‏ولكن‏ ‏في‏ ‏أثناء‏ ‏صلاتها‏ ‏أمام‏ ‏أيقونة‏ ‏للسيدة‏ ‏العذراء‏ ‏سمعت‏ ‏صوتا‏ ‏يقول‏ ‏آمين‏, ‏وفعلا‏ ‏ولدت‏ ‏ولدا‏ ‏أسمته‏ ‏مينا‏ ‏كالصوت‏ ‏الذي‏ ‏سمعته‏.‏
                    نما‏ ‏الطفل‏ ‏تدريجيا‏ ‏في‏ ‏جمال‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏وصل‏ ‏إلي‏ ‏سن‏ ‏المدرسة‏, ‏وعندما‏ ‏درس‏ ‏الآداب‏ ‏جعله‏ ‏والداه‏ ‏يدرس‏ ‏الكتب‏ ‏المقدسة‏ ‏وانتظم‏ ‏في‏ ‏حضور‏ ‏الكنيسة‏.‏
                    عندما‏ ‏بلغ‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏الحادية‏ ‏عشرة‏ ‏من‏ ‏عمره‏ ‏توفي‏ ‏والده‏ ‏أدوكسيس‏ ‏بينما‏ ‏كان‏ ‏ما‏ ‏يزال‏ ‏في‏ ‏فريجيا‏, ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏بثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏توفيت‏ ‏والدته‏ ‏أوفيميه‏, ‏وقد‏ ‏ورث‏ ‏عنهما‏ ‏ثروة‏ ‏طائلة‏.‏
                    وحدث‏ ‏أنه‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏الخامسة‏ ‏عشرة‏ ‏من‏ ‏عمره‏ ‏صدر‏ ‏مرسوم‏ ‏ملكي‏ ‏بالتطوع‏ ‏في‏ ‏الجيش‏, ‏فقام‏ ‏فرميانوس‏ ‏القائد‏ ‏العام‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏والصديق‏ ‏الحميم‏ ‏لأدوكسيس‏ ‏والد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏ودفعه‏ ‏للجندية‏ ‏وعينه‏ ‏نائبا‏ ‏عنه‏ ‏علي‏ ‏الجيش‏ ‏فكان‏ ‏محبوبا‏ ‏من‏ ‏الجميع‏.‏
                    في‏ ‏السنة‏ ‏الثانية‏ ‏من‏ ‏حكم‏ ‏مكسيميانوس‏ ‏وكان‏ ‏دقلديانوس‏ ‏يتولي‏ ‏الحكم‏, ‏أرسلا‏ ‏مرسوما‏ ‏إلي‏ ‏كل‏ ‏بلد‏ ‏ومقاطعة‏ ‏يطلبان‏ ‏فيه‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏فرد‏ ‏أن‏ ‏يقدم‏ ‏القرابين‏ ‏والعبادة‏ ‏للأوثان‏. ‏وعندما‏ ‏وصل‏ ‏المنشور‏ ‏إلي‏ ‏مقاطعة‏ ‏فريجيا‏ ‏وقرئ‏ ‏علي‏ ‏مسامع‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏قام‏ ‏علي‏ ‏الفور‏ ‏ووزع‏ ‏كل‏ ‏ثروته‏ ‏وممتلكاته‏ ‏علي‏ ‏المحتاجين‏ ‏وذهب‏ ‏إلي‏ ‏الصحراء‏ ‏للعبادة‏.‏
                    بعد‏ ‏أن‏ ‏قضي‏ ‏في‏ ‏العبادة‏ ‏عدة‏ ‏سنوات‏ ‏اشتاق‏ ‏أن‏ ‏ينال‏ ‏إكليل‏ ‏الشهادة‏, ‏فذهب‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏الاستشهاد‏ ‏لابسا‏ ‏ثوب‏ ‏النساك‏ ‏وأعلن‏ ‏مسيحيته‏ ‏أمام‏ ‏الوالي‏ ‏الذي‏ ‏فشل‏ ‏في‏ ‏إقناعه‏ ‏بالعدول‏ ‏عن‏ ‏عقيدته‏, ‏فتعرض‏ ‏للعديد‏ ‏من‏ ‏العذابات‏ ‏المبرحة‏ ‏وقد‏ ‏بلغت‏ ‏تسعة‏ ‏عذابات‏ ‏انتهت‏ ‏بقطع‏ ‏رأسه‏ ‏بحد‏ ‏السيف‏ ‏في‏ 15 ‏هاتور‏ ‏وألقوا‏ ‏جسده‏ ‏في‏ ‏النار‏, ‏وهنا‏ ‏تقدم‏ ‏بعض‏ ‏الإخوة‏ ‏المؤمنين‏ ‏وبعض‏ ‏النساك‏ ‏وأنقذوا‏ ‏الجسد‏ ‏من‏ ‏النار‏ ‏ودفنوه‏ ‏بإكرام‏ ‏عظيم‏.‏
                    جسد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏وكنيسته
                    حدث‏ ‏بعد‏ ‏وقت‏ ‏قصير‏ ‏من‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏أن‏ ‏أغار‏ ‏من‏ ‏ليبيا‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏البرابرة‏ ‏علي‏ ‏مقاطعة‏ ‏نيفايات‏, ‏وتم‏ ‏إرسال‏ ‏فرقة‏ ‏عسكرية‏ ‏بقيادة‏ ‏القائد‏ ‏أثناسيوس‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏لحراسة‏ ‏منطقة‏ ‏مريوط‏. ‏كان‏ ‏القائدأثناسيوس‏ ‏رجلا‏ ‏تقيا‏ ‏فاتفق‏ ‏مع‏ ‏بعض‏ ‏الجنود‏ ‏المسيحيين‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏تحت‏ ‏قيادته‏ ‏بأن‏ ‏يأخذوا‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏معهم‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏ليحافظوا‏ ‏عليه‏ ‏وليكون‏ ‏سندا‏ ‏لهم‏ ‏في‏ ‏مهمتهم‏ ‏العسكرية‏.‏فأخذوا‏ ‏الجسد‏ ‏بإكرام‏ ‏شديد‏ ‏وأخفوه‏ ‏في‏ ‏ملابسهم‏ ‏ووضعوه‏ ‏في‏ ‏السفينة‏, ‏ووصلوا‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏بعد‏ ‏رحلة‏ ‏استغرقت‏ ‏خمسة‏ ‏أيام‏ ‏هاجمتهم‏ ‏في‏ ‏أثنائها‏ ‏وحوش‏ ‏بحرية‏ ‏مخيفة‏ ‏ذات‏ ‏أعناق‏ ‏طويلة‏ ‏ورؤوس‏ ‏تشبه‏ ‏رؤوس‏ ‏الجمال‏. ‏لكن‏ ‏بركة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏منعت‏ ‏تلك‏ ‏الوحوش‏ ‏من‏ ‏إحداث‏ ‏أذي‏ ‏بالجنود‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏بالسفينة‏.‏
                    بعد‏ ‏أن‏ ‏تركوا‏ ‏الإسكندرية‏ ‏وضعوا‏ ‏الجسد‏ ‏علي‏ ‏سفينة‏ ‏في‏ ‏بحيرة‏ ‏ماريا‏ ‏ومنها‏ ‏وصلوا‏ ‏إلي‏ ‏ميناء‏ ‏تابوزيريس‏ ‏بغرب‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ومنها‏ ‏إلي‏ ‏منطقة‏ ‏مريوط‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏أحد‏ ‏الجمال‏, ‏وتمكنوا‏ ‏من‏ ‏التغلب‏ ‏علي‏ ‏البرابرة‏ ‏وهزيمتهم‏.‏
                    بعد‏ ‏أن‏ ‏انتهوا‏ ‏من‏ ‏مهمتهم‏ ‏العسكرية‏ ‏قام‏ ‏القائد‏ ‏أثناسيوس‏ ‏بوضع‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏علي‏ ‏جمل‏ ‏ليعودوا‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏مقاطعة‏ ‏فريجيا‏ ‏بآسيا‏ ‏الصغري‏, ‏لكن‏ ‏الجمل‏ ‏رفض‏ ‏التحرك‏, ‏فوضعوه‏ ‏علي‏ ‏جمل‏ ‏آخر‏ ‏فكرر‏ ‏نفس‏ ‏الفعل‏ ‏وهنا‏ ‏أدرك‏ ‏القائد‏ ‏أثناسيوس‏ ‏ومن‏ ‏معه‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏إرادة‏ ‏الرب‏ ‏بأن‏ ‏يبقي‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏مريوط‏, ‏فصنع‏ ‏لوحة‏ ‏من‏ ‏الخشب‏ ‏ورسم‏ ‏عليها‏ ‏صورة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏ورسم‏ ‏شكل‏ ‏الحيوانات‏ ‏البحرية‏ ‏التي‏ ‏هاجمتهم‏ ‏في‏ ‏البحر‏ ‏والتي‏ ‏تشبه‏ ‏الجمال‏, ‏ثم‏ ‏وضع‏ ‏القائد‏ ‏الصورة‏ ‏علي‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏لنوال‏ ‏البركة‏ ‏من‏ ‏الجسد‏ ‏المبارك‏, ‏ثم‏ ‏وضع‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏صندوق‏ ‏خشبي‏ ‏ووضع‏ ‏الصورة‏ ‏الخشبية‏ ‏علي‏ ‏الجسد‏ ‏ودفنهما‏ ‏مع‏ ‏كتابة‏ ‏تذكارية‏, ‏وأقام‏ ‏مقصورة‏ ‏صغيرة‏ ‏علي‏ ‏القديس‏ ‏في‏ ‏شكل‏ ‏قبر‏ ‏صغير‏ ‏مسقوف‏, ‏ثم‏ ‏رسم‏ ‏صورة‏ ‏القديس‏ ‏علي‏ ‏لوحة‏ ‏خشبية‏ ‏أخري‏ ‏مثل‏ ‏السابقة‏ ‏وأخذها‏ ‏معه‏ ‏وعاد‏ ‏مع‏ ‏جنوده‏ ‏إلي‏ ‏بلدتهم‏ ‏فرحين‏.‏
                    مضت‏ ‏سنوات‏ ‏ولا‏ ‏يعلم‏ ‏أحد‏ ‏شئ‏ ‏عن‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏لكن‏ ‏الله‏ ‏أظهر‏ ‏عجائب‏ ‏القديس‏ ‏في‏ ‏صبي‏ ‏عاجز‏ ‏عن‏ ‏السير‏ ‏منذ‏ ‏ولادته‏, ‏وانتشر‏ ‏خبر‏ ‏هذا‏ ‏الصبي‏ ‏في‏ ‏أنحاء‏ ‏مقاطعة‏ ‏مريوط‏, ‏فأقام‏ ‏الأهالي‏ ‏فوق‏ ‏القبر‏ ‏مقصورة‏ ‏بأربعة‏ ‏أعمدة‏, ‏وعلقوا‏ ‏مصباحا‏ ‏في‏ ‏وسطها‏, ‏وكان‏ ‏يقصد‏ ‏القبر‏ ‏جموع‏ ‏غفيرة‏.‏
                    وبازدياد‏ ‏عدد‏ ‏الزوار‏ ‏قام‏ ‏أعيان‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ومريوط‏ ‏وتقدموا‏ ‏بطلب‏ ‏إلي‏ ‏البابا‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ (326-373‏م‏) ‏البطريرك‏ 20 ‏لبناء‏ ‏كنيسة‏ ‏تذكارية‏ ‏فخمة‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏, ‏وقام‏ ‏البابا‏ ‏أثناسيوس‏ ‏بتحقيق‏ ‏مطالب‏ ‏الشعب‏, ‏وعندما‏ ‏علم‏ ‏الملك‏ ‏جوفيان‏ (363 - 364‏م‏) ‏بذلك‏, ‏كتب‏ ‏إلي‏ ‏حاكم‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ليساعد‏ ‏البابا‏ ‏أثناسيوس‏ ‏بالمال‏ ‏لأجل‏ ‏بناء‏ ‏كنيسة‏ ‏باسم‏ ‏الشهيد‏ ‏مينا‏ ‏العجايبي‏, ‏فتمكن‏ ‏البابا‏ ‏أثناسيوس‏ ‏من‏ ‏بناء‏ ‏كنيسة‏ ‏في‏ ‏جمال‏ ‏فائق‏ ‏وزينها‏ ‏بالرخام‏ ‏الثمين‏.‏
                    ثم‏ ‏قام‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏ابنا‏ ‏الملك‏ ‏جوفيان‏ ‏وهما‏ ‏فالانس‏ ‏وفالنتينوس‏ ‏بالكتابة‏ ‏إلي‏ ‏حاكم‏ ‏الإسكندرية‏ ‏يناشدانه‏ ‏بالاهتمام‏ ‏بكنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏فخاطب‏ ‏جميع‏ ‏أساقفة‏ ‏مصر‏ ‏الذين‏ ‏حضروا‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏وقاموا‏ ‏بوضع‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏في‏ ‏مقبرة‏ ‏صنعت‏ ‏خصيصا‏ ‏له‏, ‏وأخذت‏ ‏الجماهير‏ ‏تتقاطر‏ ‏لنوال‏ ‏بركة‏ ‏القديس‏.‏
                    بعد‏ ‏مضي‏ ‏الوقت‏ ‏وفي‏ ‏زمن‏ ‏الإمبراطور‏ ‏ثيئودوسيوس‏ ‏الكبير‏ ‏وابنيه‏ ‏هونوريوس‏ ‏وأركاديوس‏, ‏وفي‏ ‏حبرية‏ ‏البابا‏ ‏ثاؤفيلس‏ (385 - 412‏م‏) ‏البطريرك‏ 23, ‏رأي‏ ‏البابا‏ ‏ثاؤفيلس‏ ‏شدة‏ ‏ازدحام‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بالمصلين‏, ‏فكتب‏ ‏رسالة‏ ‏إلي‏ ‏الملك‏ ‏أركاديوس‏ (395 - 408‏م‏) ‏ذكر‏ ‏له‏ ‏فيها‏ ‏احتياج‏ ‏الكنيسة‏ ‏للتوسيع‏, ‏فأمر‏ ‏الملك‏ ‏ببناء‏ ‏كنيسة‏ ‏تذكارية‏ ‏فسيحة‏ ‏وزينها‏ ‏بنقوش‏ ‏جميلة‏ ‏وجعلها‏ ‏متحدة‏ ‏مع‏ ‏الكنيسة‏ ‏التذكارية‏ ‏التي‏ ‏أقامها‏ ‏البابا‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏.‏
                    وكانت‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏العظيمة‏ ‏تتكون‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏خوارس‏ ‏طولها‏ 60 ‏مترا‏ ‏وعرضها‏ 26.5 ‏مترا‏, ‏ويفصلها‏ ‏عن‏ ‏بعضها‏ ‏البعض‏ ‏صفوف‏ ‏من‏ ‏الأعمدة‏ ‏يبلغ‏ ‏عددها‏ 56 ‏عمودا‏, ‏جميعها‏ ‏من‏ ‏الرخام‏ ‏ذي‏ ‏الألوان‏ ‏المتغايرة‏ ‏الرائعة‏. ‏ولا‏ ‏تزال‏ ‏قواعدها‏ ‏كلها‏ ‏في‏ ‏أماكنها‏ ‏الأصلية‏. ‏أما‏ ‏الأعمدة‏ ‏وتيجانها‏ ‏فلم‏ ‏يتبق‏ ‏منها‏ ‏سوي‏ ‏القليل‏ ‏إذ‏ ‏نقل‏ ‏بعضها‏ ‏إلي‏ ‏فرانكفورت‏ ‏ونقل‏ ‏البعض‏ ‏الآخر‏ ‏إلي‏ ‏المتحف‏ ‏اليوناني‏ ‏الروماني‏ ‏بالإسكندرية‏, ‏وأطلق‏ ‏علي‏ ‏المدينة‏ ‏اسم‏ ‏المدينة‏ ‏الرخامية‏.‏
                    بدء‏ ‏أفول‏ ‏أخبار‏ ‏المدينة‏ ‏الرخامية
                    في‏ ‏عهد‏ ‏البابا‏ ‏يوساب‏ ‏الأول‏ (831 - 850‏م‏) ‏البطريرك‏ 52, ‏أرسل‏ ‏أحد‏ ‏الخلفاء‏ ‏مبعوثا‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏لاستحضار‏ ‏كميات‏ ‏من‏ ‏الأعمدة‏ ‏والألواح‏ ‏الرخامية‏ ‏لاستعمالها‏ ‏في‏ ‏مباني‏ ‏بغداد‏. ‏ولما‏ ‏وصل‏ ‏هذا‏ ‏المبعوث‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏وأرشده‏ ‏البعض‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏, ‏وبالفعل‏ ‏أخرج‏ ‏من‏ ‏البيعة‏ ‏الرخام‏ ‏الملون‏ ‏ومختلف‏ ‏أنواع‏ ‏البلاط‏ ‏الذي‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏نظير‏ ‏في‏ ‏الروعة‏ ‏والإبداع‏.‏
                    لكن‏ ‏هذه‏ ‏الأفعال‏ ‏لم‏ ‏تقض‏ ‏علي‏ ‏عمارة‏ ‏الكنيسة‏, ‏وظلت‏ ‏الكنيسة‏ ‏قائمة‏ ‏حتي‏ ‏القرن‏ ‏الثالث‏ ‏عشر‏. ‏لكن‏ ‏عوامل‏ ‏الشر‏ ‏تكاثرت‏ ‏عليها‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏وإذ‏ ‏برمال‏ ‏الصحراء‏ ‏تغمرها‏ ‏في‏ ‏نطاق‏ ‏كثيف‏ ‏من‏ ‏الصمت‏ ‏والكتمان‏ ‏حتي‏ ‏تمكنت‏ ‏بعثة‏ ‏فرانكفورت‏ ‏الأثرية‏ ‏بقيادة‏ ‏الأسقف‏ ‏كارل‏ - ‏ماريا‏ ‏كاوفمان‏ ‏إلي‏ ‏الكشف‏ ‏عنها‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1905‏م‏.‏
                    قصة‏ ‏اكتشاف‏ ‏المدينة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1905‏
                    بدأت‏ ‏أحداثها‏ ‏في‏ 7 ‏يوليو‏ 1905, ‏فبعد‏ ‏مسيرة‏ 30 ‏يوما‏ ‏علي‏ ‏ظهر‏ ‏الإبل‏ ‏في‏ ‏دروب‏ ‏الصحراء‏ ‏الليبية‏ ‏وصلت‏ ‏البعثة‏ ‏الاستكشافية‏ ‏الآتية‏ ‏من‏ ‏وادي‏ ‏النطرون‏ ‏بقيادة‏ ‏الأسقف‏ ‏كارل‏ - ‏ماريا‏ ‏كاوفمان‏ (1872 - 1951) ‏ومساعده‏ ‏إيوالد‏ ‏فولز‏ ‏مخترقة‏ ‏صحراء‏ ‏أولاد‏ ‏علي‏, ‏إلي‏ ‏مجمع‏ ‏آثار‏ ‏بومنا‏ (‏أي‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏), ‏عادوا‏ ‏بعدها‏ ‏إلي‏ ‏المعسكر‏ ‏وهم‏ ‏مجهدون‏, ‏خائرو‏ ‏الهمة‏, ‏معتقدين‏ ‏أنهم‏ ‏فشلوا‏ ‏في‏ ‏بلوغ‏ ‏هدفهم‏. ‏وأقاموا‏ ‏مدة‏ ‏يومين‏ ‏في‏ ‏خيام‏ ‏يرفرف‏ ‏عليها‏ ‏العلمان‏ ‏المصري‏ ‏والألماني‏ ‏والتي‏ ‏وضعتها‏ ‏الحكومة‏ ‏المصرية‏ ‏تحت‏ ‏تصرفهم‏. ‏قابلت‏ ‏البعثة‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الأطلال‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تمسسها‏ ‏يد‏ ‏قط‏ ‏في‏ ‏كرم‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏. ‏وعندما‏ ‏سقط‏ ‏كاوفمان‏ ‏مريضا‏ ‏في‏ ‏معسكر‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏أهداه‏ ‏أحد‏ ‏أفراد‏ ‏قبيلة‏ ‏أبو‏ ‏علي‏ ‏شقفات‏ ‏أوستراكات‏ ‏عثر‏ ‏عليها‏ ‏أثناء‏ ‏تجواله‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏الآثار‏, ‏فاعتقد‏ ‏كاوفمان‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏يؤدي‏ ‏إلي‏ ‏احتمال‏ ‏اكتشاف‏ ‏آثار‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏. ‏وقد‏ ‏تعزز‏ ‏هذا‏ ‏الاحتمال‏ ‏عندما‏ ‏أهداه‏ ‏صبي‏ ‏بدوي‏ ‏قنينة‏ (‏قارورة‏) ‏عليها‏ ‏كتابات‏ ‏يونانية‏ ‏ثم‏ ‏قاده‏ ‏إلي‏ ‏المكان‏ ‏الذي‏ ‏عثر‏ ‏عليها‏ ‏فيه‏ ‏وكان‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏بقايا‏ ‏فرن‏ ‏لعمل‏ ‏الفخار‏. ‏وهنا‏ ‏كان‏ ‏اكتشاف‏ ‏المنطقة‏ ‏الأثرية‏. ‏وكانت‏ ‏ضخامة‏ ‏المدينة‏ ‏التي‏ ‏عثروا‏ ‏عليها‏ ‏قد‏ ‏فاقت‏ ‏كل‏ ‏توقعاتهم‏. ‏وقد‏ ‏جاءت‏ ‏فرحتهم‏ ‏بالاكتشاف‏ ‏عقب‏ ‏الحالة‏ ‏السيئة‏ ‏التي‏ ‏كانوا‏ ‏عليها‏, ‏وعلي‏ ‏الفور‏ ‏أسرعوا‏ ‏بقدر‏ ‏الإمكان‏ ‏بعمل‏ ‏الرسومات‏ ‏الكروكية‏ ‏للمنطقة‏ ‏والتقاط‏ ‏بعض‏ ‏الصور‏ ‏الفوتوغرافية‏.‏
                    قوارير‏ ‏القديس‏ ‏مينا
                    مثلت‏ ‏قوارير‏ ‏المياه‏ ‏أهمية‏ ‏خاصة‏ ‏لحجاج‏ ‏المنطقة‏ ‏المقدسة‏, ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏الماء‏ ‏المقدس‏ ‏يهب‏ ‏الشفاء‏, ‏ويحمله‏ ‏الزائرون‏ ‏إلي‏ ‏أرجاء‏ ‏الأرض‏, ‏أما‏ ‏عبارات‏ ‏البركة‏ ‏المكتوبة‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏ ‏فكانت‏ ‏أشهرها‏ ‏عبارة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏وقد‏ ‏تم‏ ‏العثور‏ ‏علي‏ ‏إحدي‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏ ‏في‏ ‏بلدة‏ ‏سميرنا‏ (‏أزمير‏) ‏مكتوبا‏ ‏عليها‏ ‏بيت‏ ‏من‏ ‏الشعر‏ ‏السداسي‏ ‏باللغة‏ ‏اليونانية‏ ‏يقول‏: ‏خذ‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏المقدس‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏... ‏وسوف‏ ‏تغادرك‏ ‏كل‏ ‏الأوجاع‏. ‏كانت‏ ‏بعض‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏ ‏مزودة‏ ‏بجزء‏ ‏للصب‏ ‏وبها‏ ‏فلتر‏ (‏شباك‏) ‏مثل‏ ‏أوعية‏ ‏الماء‏ ‏المسامية‏ ‏المصرية‏ (‏القلة‏) ‏علي‏ ‏وجه‏ ‏التحديد‏.‏
                    نظرا‏ ‏لضخامة‏ ‏عدد‏ ‏القوارير‏, ‏فقد‏ ‏تم‏ ‏تقسيمها‏ ‏إلي‏ 81 ‏مجموعة‏ ‏متنوعة‏ ‏الحجم‏, ‏منها‏ 18 ‏مجموعة‏ ‏ذات‏ ‏حجم‏ ‏كبير‏, 63 ‏مجموعة‏ ‏أصغر‏ ‏حجما‏. ‏النوع‏ ‏الأكبر‏ ‏من‏ ‏القوارير‏ ‏يتراوح‏ ‏ارتفاعه‏ ‏بين‏ 14 - 16 ‏سم‏ ‏وقطره‏ 10 - 16 ‏سم‏. ‏تعددت‏ ‏أشكال‏ ‏القديس‏ ‏علي‏ ‏القارورة‏ ‏فمنها‏ ‏نجد‏ ‏القديس‏ ‏واقفا‏ ‏في‏ ‏وضع‏ ‏الصلاة‏ ‏وعلي‏ ‏جانبيه‏ ‏جملان‏, ‏في‏ ‏أحيان‏ ‏قليلة‏ ‏حمل‏ ‏الوجه‏ ‏الآخر‏ ‏للقارورة‏ ‏صورة‏ ‏القديسة‏ ‏تكلا‏.‏
                    انتشرت‏ ‏قوارير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏أنحاء‏ ‏كثيرة‏ ‏من‏ ‏العالم‏ ‏القديم‏, ‏في‏ ‏آرل‏ ‏وغيرها‏ ‏في‏ ‏سيسيليا‏ (‏صقلية‏), ‏وسردينيا‏ ‏وإيطاليا‏ ‏واليونان‏ ‏ومصر‏ ‏وجزر‏ ‏الأرخبيل‏ ‏وآسيا‏ ‏الصغري‏, ‏والقديس‏ ‏شارل‏ ‏في‏ ‏مرسيليا‏ ‏وشمال‏ ‏أفريقيا‏. ‏أما‏ ‏مدينة‏ ‏آرل‏ ‏كانت‏ ‏الاستثناء‏ ‏في‏ ‏أوربا‏ ‏الغربية‏ ‏حيث‏ ‏عثر‏ ‏في‏ ‏أرضها‏ ‏علي‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏قوارير‏ ‏البركة‏ ‏الخاصة‏ ‏بالقديس‏ ‏مينا‏ ‏وهي‏ ‏محفوظة‏ ‏بمتحفها‏ ‏الآن‏.‏
                    الرهبنة‏ ‏في‏ ‏دير‏ ‏مارمينا
                    لقد‏ ‏مرت‏ ‏رهبنة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بثلاث‏ ‏حقبات‏ ‏مهمة‏, ‏الحقبة‏ ‏الأولي‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏بداءة‏ ‏اكتشاف‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏وذيوع‏ ‏سيرته‏ ‏العطرة‏ ‏في‏ ‏بداية‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏الميلادي‏, ‏اندفع‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الشباب‏ ‏وذهب‏ ‏يتعبد‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏المكان‏ ‏المقدس‏. ‏وفي‏ ‏سيرة‏ ‏القديسة‏ ‏إيلارية‏ ‏يذكر‏ ‏لنا‏ ‏التاريخ‏ ‏أنها‏ ‏عندما‏ ‏وصلت‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏مضت‏ ‏لزيارة‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏بطرس‏ ‏خاتم‏ ‏الشهداء‏ ‏ورافقها‏ ‏أحد‏ ‏الشمامسة‏ ‏إلي‏ ‏برية‏ ‏أنبا‏ ‏مقار‏, ‏وأثناء‏ ‏ذهابهم‏ ‏مروا‏ ‏علي‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏وتباركوا‏ ‏من‏ ‏المكان‏ ‏ثم‏ ‏واصلوا‏ ‏سيرهم‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏أنبا‏ ‏مقار‏, ‏كما‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏سبعة‏ ‏رهبان‏ ‏من‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏حملوا‏ ‏شعلة‏ ‏الإيمان‏ ‏إلي‏ ‏أيرلندة‏ ‏وبالتحديد‏ ‏بمدينة‏ ‏بلفاست‏ ‏وأطلق‏ ‏علي‏ ‏المنطقة‏ ‏التي‏ ‏تواجدوا‏ ‏بها‏ ‏بالمدينة‏ ‏باسم‏ ‏بلي‏ ‏مينا‏ ‏أي‏ ‏مدينة‏ ‏مينا‏.‏
                    والحلقة‏ ‏الثانية‏ ‏تبدأ‏ ‏بعد‏ ‏خراب‏ ‏المدينة‏ ‏في‏ ‏عصر‏ ‏الدولة‏ ‏العباسية‏ (‏أوخر‏ ‏القرن‏ ‏التاسع‏ - ‏أوائل‏ ‏القرن‏ ‏العاشر‏) ‏بدأ‏ ‏الدير‏ ‏يزدهر‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏في‏ ‏عصر‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الأول‏ (859 - 880‏م‏) ‏البطريرك‏ 55, ‏والحقبة‏ ‏الثالثة‏ ‏تبدأ‏ ‏في‏ ‏عصر‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ (1959 - 1971) ‏البطريرك‏ 116 ‏الذي‏ ‏حول‏ ‏القفر‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏ترتفع‏ ‏فيه‏ ‏الصلوات‏ ‏اليومية‏ ‏طوال‏ ‏النهار‏ ‏علي‏ ‏المذابح‏ ‏المقدسة‏ ‏ثم‏ ‏استكمل‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏البطريرك‏ 117 (‏أطال‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏عمر‏ ‏قداسته‏) ‏ذلك‏ ‏العمل‏ ‏الذي‏ ‏بدأه‏ ‏سلفه‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏.‏
                    الزيارات‏ ‏الأولي‏ ‏للدير‏ ‏الأثري‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏العشرين
                    كانت‏ ‏المبادرة‏ ‏الأولي‏ ‏لزيارة‏ ‏الدير‏ ‏الأثري‏ ‏بمنطقة‏ ‏مريوط‏ ‏من‏ ‏جمعية‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏ ‏بالإسكندرية‏ ‏والتي‏ ‏تأسست‏ ‏في‏ ‏نوفمبر‏ 1945 ‏وذلك‏ ‏بالزيارة‏ ‏التي‏ ‏قامت‏ ‏بها‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الجمعة‏ 15 ‏مارس‏ 1946, ‏وكانت‏ ‏الزيارة‏ ‏تضم‏ ‏أ‏.‏د‏. ‏عزيز‏ ‏سوريال‏ ‏عطية‏, ‏أ‏.‏د‏. ‏لبيب‏ ‏حبشي‏, ‏أ‏. ‏بانوب‏ ‏حبشي‏ (‏رئيس‏ ‏الجمعية‏), ‏د‏.‏منير‏ ‏شكري‏ (‏وكيل‏ ‏الجمعية‏), ‏د‏. ‏جيمس‏ ‏دريشر‏ (‏مؤلف‏ ‏كتاب‏ ‏آبا‏ ‏مينا‏ ‏الذي‏ ‏اهتمت‏ ‏بطبعه‏ ‏جمعية‏ ‏الآثار‏ ‏القبطية‏ ‏بالقاهرة‏).‏
                    الزيارة‏ ‏الثانية‏ ‏قام‏ ‏بها‏ ‏رهبان‏ ‏دير‏ ‏السريان‏ ‏العامر‏ ‏بوادي‏ ‏النطرون‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الأحد‏ 24 ‏نوفمبر‏ 1957 ‏برئاسة‏ ‏الأنبا‏ ‏ثاؤفيلس‏ ‏أسقف‏ ‏ورئيس‏ ‏الدير‏ ‏وكانت‏ ‏تضم‏ ‏في‏ ‏عضويتها‏ ‏الراهب‏ ‏أنطونيوس‏ ‏السرياني‏ (‏حاليا‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏).‏
                    وفي‏ ‏يوم‏ ‏الجمعة‏ 26 ‏يونية‏ 1959 ‏قام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏بأول‏ ‏زيارة‏ ‏له‏ ‏للمدينة‏ ‏الأثرية‏ ‏بعد‏ ‏جلوسه‏ ‏علي‏ ‏الكرسي‏ ‏المرقسي‏ ‏في‏ 10 ‏مايو‏ 1959 ‏وأقام‏ ‏قداسا‏ ‏إلهيا‏ ‏بالمنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏ثم‏ ‏توجه‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏لزيارة‏ ‏قبر‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏.‏
                    وضع‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط
                    في‏ ‏الصباح‏ ‏الباكر‏ ‏من‏ ‏يوم‏ ‏الجمعة‏ 27 ‏نوفمبر‏ 1959 ‏تحرك‏ ‏موكب‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏من‏ ‏الدار‏ ‏البطريركية‏ ‏بالقاهرة‏ ‏تتبعه‏ 12 ‏سيارة‏ ‏ميني‏ ‏باص‏ ‏و‏20 ‏سيارة‏ ‏خاصة‏ ‏تحمل‏ 600 ‏راكب‏ ‏من‏ ‏الرجال‏ ‏والسيدات‏ ‏والأطفال‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏مارمينا‏ ‏الأثرية‏ ‏بمريوط‏,‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏قام‏ ‏من‏ ‏الإسكندرية‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏سيارات‏ ‏الأتوبيس‏ ‏وبعض‏ ‏السيارات‏ ‏الخاصة‏ ‏حيث‏ ‏كانت‏ ‏هناك‏ ‏سيارة‏ ‏أتوبيس‏ ‏تضم‏ ‏أعضاء‏ ‏جمعية‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏ ‏بالإسكندرية‏ ‏وأسرهم‏ ‏وشمامسة‏ ‏كنيسة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏بمحرم‏ ‏بك‏,‏وسيارة‏ ‏أخري‏ ‏تضم‏ ‏كهنة‏ ‏وشعب‏ ‏الكنيسة‏ ‏المرقسية‏,‏وسيارة‏ ‏ثالثة‏ ‏تضم‏ ‏كهنة‏ ‏وشعب‏ ‏وشمامسة‏ ‏ومرتل‏ ‏كنيسة‏ ‏مارمينا‏ ‏بفلمنج‏.‏
                    السرادق‏ ‏الذي‏ ‏أقيم‏ ‏بالمنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏أشرفت‏ ‏علي‏ ‏إقامته‏ ‏جمعية‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏ ‏بالإسكندرية‏, ‏وضع‏ ‏فيه‏ ‏نحو‏ 1000 ‏كرسي‏ ‏خشبي‏ ‏كما‏ ‏أعد‏ ‏في‏ ‏مقدمة‏ ‏السرادق‏ ‏إلي‏ ‏ناحية‏ ‏الشرق‏ ‏مائدة‏ ‏كبيرة‏ ‏فوق‏ ‏مذبح‏ ‏كنيسة‏ ‏أركاديوس‏ ‏الذي‏ ‏أقامه‏ ‏البابا‏ ‏ثاؤفيلس‏.‏
                    بعد‏ ‏أن‏ ‏أدي‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏يحف‏ ‏به‏ ‏المطارنة‏ ‏والأساقفة‏ ‏وكهنة‏ ‏القاهرة‏ ‏والإسكندرية‏ ‏وكفر‏ ‏الدوار‏, ‏توجه‏ ‏قداسته‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏إرساء‏ ‏حجر‏ ‏الأساس‏ ‏حيث‏ ‏وضع‏ ‏بيده‏ ‏المباركة‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏الدير‏ ‏الحديث‏ ‏ليبدأ‏ ‏عصر‏ ‏جديد‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏تلك‏ ‏البقعة‏ ‏المقدسة‏. ‏ولس‏ ‏غريبا‏ ‏أن‏ ‏يتجه‏ ‏قداسة‏ ‏بابا‏ ‏الإسكندرية‏ ‏إلي‏ ‏البناء‏ ‏والتعمير‏, ‏فيعيد‏ ‏لبلاده‏ ‏عمرانها‏,‏ولكنيسته‏ ‏مجدها‏. ‏وكانت‏ ‏الحكومة‏ ‏المصرية‏ ‏قد‏ ‏رحبت‏ ‏بطلب‏ ‏قداسته‏ ‏وصرحت‏ ‏إدارة‏ ‏تعمير‏ ‏الصحراء‏ ‏لغبطته‏ ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏تشييد‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏حامي‏ ‏برية‏ ‏مريوط‏ ‏علي‏ ‏أرض‏ ‏مساحتها‏ 15 ‏فداناو‏ ‏زادت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏إلي‏ 50 ‏فدانا‏ ‏ثم‏ 100 ‏فدان‏.‏
                    فبعد‏ 1700 ‏سنة‏ (17 ‏قرنا‏) ‏تجددت‏ ‏أسوار‏ ‏المدينة‏ ‏عندما‏ ‏وضع‏ ‏البابا‏ ‏البطريرك‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏حجر‏ ‏الأساس‏ ‏للكنيسة‏ ‏والدير‏.‏
                    البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏ودير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط
                    في‏ 14 ‏نوفمبر‏ 1971 ‏جلس‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏علي‏ ‏كرسي‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏, ‏ولم‏ ‏يمض‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏أسبوعين‏ ‏وبالتحديد‏ ‏يوم‏ ‏الجمعة‏ 26 ‏نوفمبر‏ 1971 ‏حتي‏ ‏توجه‏ ‏قداسته‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏ورأس‏ ‏صلوات‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏بالدير‏, ‏وأطلع‏ ‏الشعب‏ ‏علي‏ ‏وصية‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏التي‏ ‏ذكر‏ ‏فيها‏ ‏طلبه‏ ‏بدفنه‏ ‏برحاب‏ ‏صحراء‏ ‏مريوط‏, ‏وأشرف‏ ‏قداسته‏ ‏علي‏ ‏بناء‏ ‏المقبرة‏ ‏الخاصة‏ ‏بالبابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏.‏
                    وفي‏ ‏يوم‏ ‏الجمعة‏ 26 ‏نوفمبر‏ 1976 ‏ذهب‏ ‏قداسته‏ ‏لتفقد‏ ‏البناء‏ ‏في‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏الكبري‏ ‏بالدير‏ ‏تلك‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏وضع‏ ‏حجر‏ ‏أساسها‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏في‏ 24 ‏نوفمبر‏ 1961 ‏ورأس‏ ‏قداسته‏ ‏صلوات‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏كما‏ ‏بدأ‏ ‏قداسته‏ ‏يهتم‏ ‏ببناء‏ ‏قلالي‏ ‏جديدة‏ ‏لتستوعب‏ ‏العدد‏ ‏المتزايد‏ ‏من‏ ‏طالبي‏ ‏الرهبنة‏ ‏بالدير‏.‏
                    في‏ ‏أحد‏ ‏العنصرة‏ 25 ‏مايو‏ 1980 ‏قام‏ ‏قداسته‏ ‏بسيامة‏ ‏القمص‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏أسقفا‏ ‏ورئيسا‏ ‏للدير‏ ‏باسم‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏, ‏وبذلك‏ ‏أسس‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏أول‏ ‏مركز‏ ‏أسقفي‏ ‏بالدير‏.‏
                    في‏ 30 ‏يناير‏ 1996 - ‏في‏ ‏تذكار‏ ‏نياحة‏ ‏القديس‏ ‏أنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏أب‏ ‏الرهبان‏ - ‏قام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏بإلباس‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏الإسكيم‏ ‏المقدس‏ (‏قميص‏ ‏من‏ ‏الجلد‏ ‏به‏ 12 ‏صليبا‏) ‏تقديرا‏ ‏لنسكه‏ ‏وجهاده‏ ‏وتعبه‏ ‏وذلك‏ ‏بالكاتدرائية‏ ‏المرقسية‏ ‏الكبري‏ ‏بالعباسية‏ ‏بالقاهرة‏.‏
                    في‏ 11 ‏ديسمبر‏ 1996 ‏تنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏وكان‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏في‏ ‏زيارة‏ ‏رعوية‏ ‏للولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏الأمريكية‏ ‏فأناب‏ ‏عنه‏ ‏الأنبا‏ ‏أثناسيوس‏ ‏مطران‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏والبهنسا‏ ‏ليرأس‏ ‏الصلاة‏ ‏الجنائزية‏,‏وفور‏ ‏عودة‏ ‏قداسته‏ ‏يوم‏ ‏السبت‏ 21 ‏ديسمبر‏ 1996, ‏توجه‏ ‏في‏ ‏صباح‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏حيث‏ ‏اجتمع‏ ‏بالآباء‏ ‏رهبان‏ ‏الدير‏ ‏لتعزيتهم‏ ‏في‏ ‏رحيل‏ ‏راعيهم‏ ‏ومدبرهم‏ ‏المحبوب‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏. ‏ومنذ‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏اعتاد‏ ‏قداسته‏ ‏زيارة‏ ‏الدير‏ ‏شهريا‏ ‏للوقوف‏ ‏علي‏ ‏حال‏ ‏الآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏وحركة‏ ‏التعمير‏ ‏في‏ ‏الدير‏, ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏وقع‏ ‏اختيار‏ ‏قداسته‏ - ‏وبموافقة‏ ‏مجمع‏ ‏رهبان‏ ‏الدير‏ - ‏علي‏ ‏الراهب‏ ‏كيرلس‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏ليكون‏ ‏رئيسا‏ ‏للدير‏ ‏فتمت‏ ‏سيامته‏ ‏في‏ 15 ‏يونية‏ 2003, ‏باسم‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏.‏
                    في‏ 10 ‏يناير‏ 2005 ‏قام‏ ‏قداسته‏ ‏بتدشين‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏الكبري‏ ‏بدير‏ ‏القديس‏ ‏مارمينا‏ ‏وتحت‏ ‏عنوان‏ (‏يوم‏ ‏حافل‏ ‏وسعيد‏ ‏بدير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏... ‏تدشين‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏وسيامة‏ ‏آباء‏ ‏كهنة‏ ‏ورهبان‏) ‏سجل‏ ‏قداسته‏ ‏بعدد‏ ‏مجلة‏ ‏الكرازة‏ ‏الصادر‏ ‏بتاريخ‏ ‏الجمعة‏ 14 ‏يناير‏ 2005 ‏تفاصيل‏ ‏ذلك‏ ‏الحدث‏ ‏التاريخي‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بمريوط‏. ‏رأس‏ ‏قداسته‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏بالكنيسة‏ ‏الكبري‏ ‏بالدير‏ ‏وحضر‏ ‏الصلاة‏ ‏حوالي‏ 5000 ‏نفس‏, ‏اكتظت‏ ‏بهم‏ ‏الكنيسة‏ ‏والسرادق‏ ‏المقام‏.‏
                    منذ‏ ‏عام‏ 1980 ‏وحتي‏ ‏عام‏ 2009 ‏أقام‏ ‏قداسته‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏رهبان‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏ثمانية‏ ‏رهبان‏ ‏في‏ ‏درجة‏ ‏الأسقفية‏ ‏في‏ ‏إيبارشيات‏ ‏مختلفة‏ ‏والأسقفيات‏ ‏العامة‏.‏
                    وهكذا‏ ‏يصل‏ ‏بنا‏ ‏المطاف‏ ‏إلي‏ ‏نهاية‏ ‏الرحلة‏ ‏التاريخية‏ ‏التي‏ ‏سجلناها‏ ‏بمناسبة‏ ‏احتفالنا‏ ‏بمرور‏ ‏سبعة‏ ‏عشر‏ ‏قرنا‏ ‏علي‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏وخمسين‏ ‏عاما‏ ‏علي‏ ‏وضع‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏الدير‏ ‏الحديث‏ ‏بمريوط‏.‏
                    مراجع‏ ‏المقال‏:‏
                    الكتاب‏ ‏التذكاري‏ ‏بمناسبتي‏ ‏مرور‏ ‏سبعة‏ ‏عشر‏ ‏قرنا‏ ‏علي‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏واليوبيل‏ ‏الذهبي‏ ‏لوضع‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ - ‏إعداد‏: ‏د‏. ‏مينا‏ ‏بديع‏ ‏عبد‏ ‏الملك‏ - ‏إصدار‏: ‏جمعية‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏ ‏بمريوط‏ (‏نوفمبر‏ 2009).‏


                    مطبعة الدير

                    المطبعة‏ ‏اختراع‏ ‏النور
                    الأب‏ ‏أغناطيوس‏ ‏آفا‏ ‏مينا
                    ‏* ‏أردنا‏ ‏إصدار‏ ‏كتاب‏ ‏عن‏ ‏مارمينا‏ ‏فاشترينا‏ ‏مطبعة‏... ‏أصبحت‏ ‏من‏ ‏أهم‏ ‏المطابع‏ ‏في‏ ‏الأديرة‏ ‏القبطية
                    ‏* ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏رفض‏ ‏شراء‏ ‏مطبعة‏ ‏مستعملة‏ ‏قائلا‏ ‏مارمينا‏ ‏لا‏ ‏يحب‏ ‏المستعمل
                    ‏* ‏الأب‏ ‏مرقس‏ ‏آفا‏ ‏مينا
                    طبعنا‏ ‏أهم‏ ‏الكتب‏ ‏الطقسية‏ ‏بعد‏ ‏تنقيحها
                    ‏* ‏الأب‏ ‏أبانوب‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏:‏
                    مراجعة‏ ‏التعاليم‏ ‏تسبق‏ ‏تصحيح‏ ‏الأخطاء‏ ‏النحوية
                    يحلو‏ ‏للكثيرين‏ ‏من‏ ‏عشاق‏ ‏الثقافة‏ ‏والحضارة‏ ‏أن‏ ‏يطلق‏ ‏علي‏ ‏اختراع‏ ‏المطبعة‏ ‏مقولة‏ ‏اختراع‏ ‏النور‏ ‏وذلك‏ ‏للدور‏ ‏الكبير‏ ‏الذي‏ ‏قامت‏ ‏وتقوم‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏نشر‏ ‏التنوير‏... ‏فمنذ‏ ‏أن‏ ‏اخترعها‏ ‏جون‏ ‏جوتنبرج‏ - 1397 - 1468 - ‏بألمانيا‏ ‏ولد‏ ‏عصر‏ ‏جديد‏ ‏من‏ ‏شمس‏ ‏العلم‏ ‏والتقاء‏ ‏الحضارات‏ ‏وتبادل‏ ‏الثقافة‏... ‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏تعدد‏ ‏مظاهر‏ ‏التعمير‏ ‏الحديثة‏ ‏بالدير‏ ‏في‏ ‏مجالات‏ ‏مختلفة‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏مطبعة‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏والتي‏ ‏أصبحت‏ ‏ماركة‏ ‏مسجلة‏ ‏كدليل‏ ‏علي‏ ‏الجودة‏ ‏والدقة‏ ‏والكتب‏ ‏القيمة‏ ‏تعد‏ ‏المطبعة‏ ‏هي‏ ‏نجمة‏ ‏هذه‏ ‏النهضة‏ ‏حيث‏ ‏إن‏ ‏هذه‏ ‏المطبعة‏ ‏تعيد‏ ‏مجد‏ ‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏الطويل‏ ‏والممتد‏ ‏في‏ ‏نشر‏ ‏التنوير‏... ‏فإذا‏ ‏كان‏ ‏التاريخ‏ ‏يذكر‏ ‏أن‏ ‏أول‏ ‏مطبعة‏ ‏دخلت‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏العصر‏ ‏الحديث‏ ‏أتت‏ ‏مع‏ ‏الحملة‏ ‏الفرنسية‏ ‏ثم‏ ‏المطبعة‏ ‏الأهلية‏ ‏أو‏ ‏مطبعة‏ ‏بولاق‏ ‏التي‏ ‏أحضرها‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏نجد‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏المطبعة‏ ‏التي‏ ‏استقبلها‏ ‏بفرح‏ ‏وصلوات‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الرابع‏ ‏أب‏ ‏الأصلاح‏ ‏البطريرك‏ ‏الـ‏ 110 ‏وكذلك‏ ‏أحضر‏ ‏المؤرخ‏ ‏يعقوب‏ ‏نخلة‏ ‏روفيلة‏ ‏ثمطبعة‏, ‏م‏ ‏مطبعة‏ ‏جمعية‏ ‏التوفيق‏ ‏القبطية‏ ‏عام‏ 1895 ‏والمطبعة‏ ‏التي‏ ‏اشتراها‏ ‏أقلاديوس‏ ‏بك‏ ‏لبيب‏ ‏من‏ ‏ألمانيا‏ ‏وكذلك‏ ‏الأنبا‏ ‏إيسيذورس‏ ‏صاحب‏ ‏المؤلفات‏ ‏الكثيرة‏ ‏والذي‏ ‏وضع‏ ‏مطبعته‏ ‏في‏ ‏منزله‏ ‏لنشر‏ ‏إنتاجه‏ ‏الغزير‏ ‏وقد‏ ‏أحضر‏ ‏الأنبا‏ ‏ثاؤفيلوس‏ ‏رئيس‏ ‏دير‏ ‏السريان‏ ‏مطبعة‏ ‏وكذلك‏ ‏ديري‏ ‏البراموس‏ ‏وأبو‏ ‏مقار‏ ‏وغيرهم‏ ‏وتأتي‏ ‏مطبعة‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏كإحدي‏ ‏التجليات‏ ‏المهمة‏ ‏في‏ ‏ثمرة‏ ‏التنوير‏ ‏الروحي‏ ‏العظيم‏ ‏الذي‏ ‏تقوم‏ ‏به‏ ‏الأديرة‏ ‏في‏ ‏إطار‏ ‏دورها‏ ‏الحضاري‏ ‏في‏ ‏حفظ‏ ‏ونشر‏ ‏التراث‏ ‏القبطي‏.‏
                    لذلك‏ ‏التقينا‏ ‏بالأب‏ ‏أغناطيوس‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏والذي‏ ‏يخدم‏ ‏حاليا‏ ‏بكنيسة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏ومارمينا‏ ‏بمرسيليا‏ - ‏فرنسا‏ - ‏ويعد‏ ‏الأب‏ ‏المؤسس‏ ‏لمطبعة‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏والذي‏ ‏حدثنا‏ ‏عن‏ ‏فكرة‏ ‏ونشأة‏ ‏المطبعة‏ ‏حيث‏ ‏قال‏: ‏كان‏ ‏الأب‏ ‏زوسيما‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏قد‏ ‏أعد‏ ‏كتابا‏ ‏عن‏ ‏سيرة‏ ‏حياة‏ ‏مارمينا‏, ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏انتهي‏ ‏من‏ ‏كتابته‏ ‏دعاني‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏وكلفني‏ ‏بطباعته‏ ‏في‏ ‏إحدي‏ ‏المطابع‏ ‏وللوقت‏ ‏وبإلهام‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏قلت‏: ‏يا‏ ‏سيدنا‏ ‏كتاب‏ ‏عن‏ ‏مارمينا‏ ‏ونطبعه‏ ‏في‏ ‏مطبعة‏ ‏خارج‏ ‏الدير؟‏ ‏فأدرك‏ ‏نيافته‏ ‏الفكرة‏ ‏التي‏ ‏أود‏ ‏طرحها‏ ‏بإنشاء‏ ‏مطبعة‏... ‏وعلي‏ ‏الفور‏ ‏عدل‏ ‏نيافته‏ ‏تكليفه‏ ‏لي‏ ‏من‏ ‏طبع‏ ‏الكتاب‏ ‏إلي‏ ‏البحث‏ ‏عن‏ ‏عروض‏ ‏لإنشاء‏ ‏مطبعة‏... ‏وكدت‏ ‏أطير‏ ‏من‏ ‏الفرح‏ ‏والسعادة‏... ‏ونزلت‏ ‏بسرعة‏ ‏وأحضرت‏ ‏عروضا‏ ‏لمطبعة‏ ‏صغيرة‏ g.t.o ‏وكان‏ ‏سعرها‏ ‏وقتها‏ 360 ‏ألف‏ ‏جنيه‏ ‏وهي‏ ‏لطباعة‏ ‏نصف‏ ‏فرخ‏, ‏ووافق‏ ‏سيدنا‏ ‏ولكن‏ ‏الشركة‏ ‏الموردة‏ ‏تأخرت‏ ‏في‏ ‏استيرادها‏ ‏من‏ ‏ألمانيا‏ ‏وبالتي‏ ‏تأخرت‏ ‏في‏ ‏تسليمها‏ ‏لنا‏, ‏فبدأنا‏ ‏نبحث‏ ‏عن‏ ‏مطبعة‏ ‏أخري‏, ‏وهنا‏ ‏عرضت‏ ‏علينا‏ ‏إحدي‏ ‏الشركات‏ ‏مطبعة‏ ‏مستعملة‏ ‏لطباعة‏ ‏فرخ‏ ‏كامل‏, ‏وعرضت‏ ‏الأمر‏ ‏علي‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏والذي‏ ‏قال‏ ‏في‏ ‏ثقة‏ ‏مارمينا‏ ‏لا‏ ‏يحب‏ ‏المستعمل‏ ‏وطلب‏ ‏مني‏ ‏أن‏ ‏أبحث‏ ‏عن‏ ‏مطبعة‏ ‏جديدة‏ - ‏غير‏ ‏مستعملة‏ - ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المطبعة‏, ‏ولكن‏ ‏كان‏ ‏فارق‏ ‏السعر‏ ‏كبيرا‏ ‏جدا‏... ‏وفاجأني‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏بموافقته‏ ‏علي‏ ‏شراء‏ ‏المطبعة‏ ‏الحديثة‏ ‏وبمعونة‏ ‏الرب‏ ‏جاءت‏ ‏هذه‏ ‏المطبعة‏ ‏الجميلة‏ ‏وذهبت‏ ‏إلي‏ ‏ألمانيا‏ ‏حيث‏ ‏أخذت‏ ‏دورة‏ ‏في‏ ‏كيفية‏ ‏تشغيلها‏ ‏والتعامل‏ ‏معها‏. ‏ثم‏ ‏عدت‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏ ‏وكان‏ ‏كتاب‏ ‏مارمينا‏ ‏هو‏ ‏أول‏ ‏كتاب‏ ‏تطبعه‏ ‏المطبعة‏ ‏لدرجة‏ ‏أن‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏قال‏ ‏للأب‏ ‏زوسيما‏ ‏اشترينا‏ ‏المطبعة‏ ‏لكي‏ ‏نطبع‏ ‏عليها‏ ‏كتابك‏. ‏وتوالت‏ ‏الإصدارات‏ ‏التي‏ ‏ونشكر‏ ‏الرب‏ ‏قد‏ ‏أشاد‏ ‏بها‏ ‏الجميع‏ ‏لدرجة‏ ‏أن‏ ‏عددا‏ ‏من‏ ‏الشركات‏ ‏والمصانع‏ ‏طلب‏ ‏منا‏ ‏أن‏ ‏نطبع‏ ‏أغلفة‏ ‏منتجاتهم‏ ‏عن‏ ‏طريقنا‏... ‏وبعد‏ ‏فترة‏ ‏قررنا‏ ‏الاكتفاء‏ ‏بطباعة‏ ‏الكتب‏ ‏الروحية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏والتقويم‏ ‏الخاص‏ ‏بمارمينا‏... ‏ثم‏ ‏رشحني‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏للخدمة‏ ‏في‏ ‏مرسيليا‏ ‏وتولي‏ ‏الأب‏ ‏مرقس‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏إدارة‏ ‏المطبعة‏. ‏وقال‏ ‏الأب‏ ‏مرقس‏: ‏امتازت‏ ‏مطبعة‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بالجودة‏ ‏الفائقة‏ ‏والدقة‏ ‏الصارمة‏ ‏والالتزام‏ ‏والنظام‏ ‏وقد‏ ‏أصدرت‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الكتب‏ ‏منها‏ ‏قطمارس‏ ‏الأيام‏ ‏للكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏ونستعد‏ ‏الآن‏ ‏لطبع‏ ‏قطمارس‏ ‏الآحاد‏ ‏وطبع‏ ‏الأجبية‏ ‏والخولاجي‏ ‏والكثير‏ ‏من‏ ‏الكتب‏ ‏الطقسية‏ ‏المستخدمة‏ ‏في‏ ‏الكنائس‏ ‏القبطية‏ ‏داخل‏ ‏مصر‏ ‏وخارجها‏. ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الكتب‏ ‏الروحية‏ ‏والتاريخية‏ ‏والمجلات‏ ‏وتقويم‏ ‏مارمينا‏.‏
                    وحول‏ ‏مراجعة‏ ‏الكتب‏ ‏قبل‏ ‏إصدارها‏ ‏حدثنا‏ ‏الأب‏ ‏أبانوب‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏الذي‏ ‏قال‏ ‏ليس‏ ‏المهم‏ ‏فقط‏ ‏تصحيح‏ ‏الأخطاء‏ ‏النحوية‏ ‏والإملائية‏ ‏فالأهم‏ ‏أن‏ ‏المادة‏ ‏المنشورة‏ ‏تكون‏ ‏مطابقة‏ ‏لإيمان‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏الأرثوذكسية‏... ‏وأحيانا‏ ‏أجد‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏الكتب‏ ‏التي‏ ‏يريد‏ ‏أصحابها‏ ‏طباعتها‏ ‏في‏ ‏مطبعة‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏تعبيرات‏ ‏وسط‏ ‏السطور‏ ‏غريبة‏ ‏عن‏ ‏تعاليم‏ ‏الكنيسة‏.‏
                    فنحن‏ ‏لا‏ ‏نطبع‏ ‏الكتب‏ ‏كمشروع‏ ‏استثماري‏ ‏لكن‏ ‏هو‏ ‏مشروع‏ ‏تنويري‏ ‏روحاني‏ ‏يخدم‏ ‏الكنيسة‏ ‏فلا‏ ‏يصح‏ ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏مطبعة‏ ‏كنسية‏ ‏وننشر‏ ‏فكرا‏ ‏غريبا‏ ‏ونجد‏ ‏من‏ ‏يرد‏ ‏عليه‏ ‏ولا‏ ‏نضمن‏ ‏هل‏ ‏الذي‏ ‏قرأ‏ ‏الخطأ‏ ‏قرأ‏ ‏الرد‏. ‏فمن‏ ‏البداية‏ ‏نخضع‏ ‏الأمور‏ ‏للفحص‏ ‏الدقيق‏ ‏ونتأكد‏ ‏من‏ ‏المعلومات‏ ‏ونرفض‏ ‏نشر‏ ‏الخطأ‏ ‏لذلك‏ ‏نتناقش‏ ‏مع‏ ‏الكاتب‏ ‏ونجد‏ ‏تجاوبا‏ ‏كبيرا‏ ‏لأن‏ ‏الكل‏ ‏هدفهم‏ ‏خدمة‏ ‏الكنيسة‏... ‏فإذا‏ ‏حدث‏ ‏شك‏ ‏في‏ ‏معلومة‏ ‏أرجع‏ ‏إلي‏ ‏كتابات‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏وكتب‏ ‏الآباء‏ ‏التي‏ ‏تشرح‏ ‏الإيمان‏, ‏حتي‏ ‏يخرج‏ ‏الكتاب‏ ‏إلي‏ ‏القارئ‏ ‏بأفكار‏ ‏سليمة‏ ‏وطباعة‏ ‏أنيقة‏ ‏متميزة‏.‏




                    أبناء‏ ‏دير مارمينا: من‏ ‏القلاية‏ ‏إلي‏ ‏كرسي‏ ‏الأسقفية‏...



                    أبناء‏ ‏مارمينا: من‏ ‏القلاية‏ ‏إلي‏ ‏كرسي‏ ‏الأسقفية‏...
                    وطنى 21/11/2009م
                    عندما‏ ‏يضئ‏ ‏السراج‏ ‏يوضع‏ ‏علي‏ ‏المنارة‏ ‏لينير‏ ‏للكل
                    ملائكة‏ ‏أرضيون‏ ‏بشر‏ ‏سمائيون‏ ‏شهوة‏ ‏قلوبهم‏ ‏المختارة‏ ‏طلبت‏ ‏حب‏ ‏الأبرع‏ ‏جمالا‏ ‏من‏ ‏بني‏ ‏البشر‏.. ‏واستجابوا‏ ‏لنداء‏ ‏الرب‏ ‏عندما‏ ‏قال‏ ‏تعالوا‏ ‏إلي‏ ‏أيها‏ ‏الراغبون‏ ‏في‏ ‏وأشبعوا‏ ‏من‏ ‏ثماري‏ ‏فإن‏ ‏روحي‏ ‏أحلي‏ ‏من‏ ‏العسل‏ ‏وميراثي‏ ‏ألذ‏ ‏من‏ ‏شهد‏ ‏العسل‏. ‏من‏ ‏أكلني‏ ‏عاد‏ ‏إلي‏ ‏جائعا‏ ‏ومن‏ ‏شربني‏ ‏عاد‏ ‏ظامئا‏. ‏من‏ ‏سمع‏ ‏لي‏ ‏فلا‏ ‏يخزي‏. ‏ومن‏ ‏عمل‏ ‏بإرشادي‏ ‏فلا‏ ‏يخطئ‏ ‏من‏ ‏شرحني‏ ‏فله‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏ (‏يشوع‏ ‏بن‏ ‏سيراخ‏ 24:26-31). ‏فأقبلوا‏ ‏إليه‏ ‏لأنهم‏ ‏يعرفون‏ ‏وصاياه‏ ‏ويحفظونها‏... ‏فهؤلاء‏ ‏الذين‏ ‏اختاروا‏ ‏طريق‏ ‏الرهبنة‏ ‏يحبون‏ ‏الرب‏ ‏لا‏ ‏بالكلام‏ ‏ولكن‏ ‏بالعمل‏ ‏والفعل‏ ‏لذلك‏ ‏فإن‏ ‏المبدأ‏ ‏الرهباني‏ ‏الانحلال‏ ‏من‏ ‏الكل‏ ‏والارتباط‏ ‏بالواحد‏ ‏أي‏ ‏أن‏ ‏القلب‏ ‏ينحل‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ ‏ومن‏ ‏كل‏ ‏أحد‏. ‏لكي‏ ‏يرتبط‏ ‏بالواحد‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏الله‏... ‏وهذا‏ ‏الواحد‏ ‏الذي‏ ‏يشبعه‏ ‏ويملأ‏ ‏كل‏ ‏كيانه‏ ‏ويكون‏ ‏سبب‏ ‏سعادته‏ ‏وفرحه‏... ‏ولأن‏ ‏السراج‏ ‏عندما‏ ‏يضئ‏ ‏لا‏ ‏يوضع‏ ‏تحت‏ ‏المكيال‏ ‏بل‏ ‏علي‏ ‏المنارة‏ ‏ليضئ‏ ‏للكل‏... ‏هكذا‏ ‏آباءنا‏ ‏الذين‏ ‏اختارهم‏ ‏الرب‏ ‏من‏ ‏قلاية‏ ‏مارمينا‏ ‏إلي‏ ‏كرسي‏ ‏الأسقفية‏ ‏والذين‏ ‏ينطبق‏ ‏عليهم‏ ‏قول‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏أيضا‏ ‏ذاع‏ ‏إيمانكم‏ ‏بالله‏ ‏حتي‏ ‏ليس‏ ‏لنا‏ ‏حاجة‏ ‏أن‏ ‏نتكلم‏ ‏شيئا‏ (1‏تس‏1:8) ‏فجهادهم‏ ‏ما‏ ‏زال‏ ‏مستمرا‏ ‏وقلوبهم‏ ‏أمينة‏ ‏في‏ ‏عملهم‏ ‏كأساقفة‏ ‏ووكلاء‏ ‏لله‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ (‏رسالة‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏إلي‏ ‏تيطس‏ 1:7). ‏ويضيف‏ ‏الرسول‏ ‏بولس‏ ‏في‏ ‏وصف‏ ‏الأسقف‏ ‏بأنه‏ ‏يكون‏ ‏محبا‏ ‏للخير‏, ‏متعقلا‏, ‏بارا‏ ‏ورعا‏. ‏ضابطا‏ ‏لنفسه‏ ‏غير‏ ‏معجب‏ ‏بنفسه‏ ‏ولا‏ ‏غضوب‏ (‏تي‏1:7, 8)... ‏وهكذا‏ ‏من‏ ‏رحاب‏ ‏مارمينا‏ ‏الناسك‏ ‏البتول‏ ‏والشهيد‏ ‏خرج‏ ‏أساقفة‏ ‏عظماء‏ ‏رعاة‏ ‏حسب‏ ‏قلب‏ ‏الله‏ ‏يرعون‏ ‏المؤمنين‏ ‏بالمعرفة‏ ‏والفهم‏... ‏أضاء‏ ‏نورهم‏ ‏فوق‏ ‏المنارة‏.‏
                    الأنبا‏ ‏إرميا‏ ‏ترنيمة‏ ‏الروح‏ ‏والذهن
                    أرتل‏ ‏بالروح‏ ‏وأرتل‏ ‏بالذهن‏ ‏أيضا‏ ‏هكذا‏ ‏وصف‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏في‏ ‏رسالته‏ ‏الأولي‏ (‏لكورنثوس‏ 14:15) ‏كيفية‏ ‏تضفير‏ ‏عمل‏ ‏الروح‏ ‏وعمل‏ ‏العقل‏... ‏وهذه‏ ‏الآية‏ ‏تعبر‏ ‏بجدارة‏ ‏عن‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏إرميا‏ ‏الذي‏ ‏جمع‏ ‏بين‏ ‏سيرة‏ ‏الملائكة‏ ‏والترتيل‏ ‏بالروح‏ ‏وعمل‏ ‏العلماء‏ (‏الترتيل‏ ‏بالذهن‏) ‏فعندما‏ ‏ارتبط‏ ‏منذ‏ ‏شبابه‏ ‏المبكر‏ ‏بالأنبا‏ ‏شنودة‏ ‏أسقف‏ ‏التعليم‏ - ‏قداسة‏ ‏البابا‏ - ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏يواظب‏ ‏علي‏ ‏حضور‏ ‏كل‏ ‏محاضراته‏... ‏كان‏ ‏يحيا‏ ‏حياة‏ ‏التلمذة‏ ‏فكرا‏ ‏وروحا‏ ‏واستمد‏ ‏من‏ ‏نسك‏ ‏الأنبا‏ ‏شنودة‏ ‏حب‏ ‏الوحدة‏ ‏وحياة‏ ‏الخلوة‏. ‏وبعد‏ ‏حصوله‏ ‏علي‏ ‏بكالوريوس‏ ‏الصيدلة‏ ‏ترك‏ ‏العالم‏ ‏وكل‏ ‏مغرياته‏ ‏واتجه‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏ ‏بمريوط‏. ‏فهو‏ ‏منذ‏ ‏صباه‏ ‏عاشق‏ ‏لدير‏ ‏مارمينا‏ ‏وأيضا‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يريد‏ ‏الرهبنة‏ ‏لذاته‏ ‏وكان‏ ‏معروفا‏ ‏أن‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏كان‏ ‏لا‏ ‏يعطي‏ ‏للرهبان‏ ‏أي‏ ‏رتب‏ ‏كهنوتية‏ ‏وعندما‏ ‏ترهبن‏ ‏بدير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏وهو‏ ‏دير‏ - ‏يعد‏ ‏حديثا‏ - ‏كان‏ ‏الدير‏ ‏يخلو‏ ‏من‏ ‏المكتبات‏ ‏والمخطوطات‏ ‏وضع‏ ‏نصب‏ ‏عينيه‏ ‏أثناء‏ ‏فترة‏ ‏الاختبار‏ ‏الوصول‏ ‏بكتب‏ ‏التراث‏ ‏القبطي‏ ‏وكتابات‏ ‏الآباء‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏ ‏وقد‏ ‏شجعه‏ ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الأمر‏ ‏وطلب‏ ‏منه‏ ‏أن‏ ‏يحضر‏ ‏مكتبته‏ ‏الخاصة‏ ‏وكان‏ ‏مسئول‏ ‏مكتبة‏ ‏الدير‏ ‏وقتها‏ ‏هو‏ ‏الأب‏ ‏أرشليدس‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ - ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏ديمتريوس‏ ‏أسقف‏ ‏ملوي‏ ‏وأنصنا‏ ‏والأشمونين‏ ‏حاليا‏ - ‏وفكر‏ ‏مع‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الرهبان‏ ‏منهما‏ ‏الآباء‏ ‏سلوانس‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏وتيموثاؤس‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏كيفية‏ ‏سد‏ ‏الفراغ‏ ‏الموجود‏ ‏بمكتبة‏ ‏الدير‏ ‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏ ‏تعرف‏ ‏علي‏ ‏الدكتور‏ ‏فيكتور‏ ‏غبريال‏ ‏صاحب‏ ‏إحدي‏ ‏شركات‏ ‏الميكروفيلم‏ ‏وبما‏ ‏قدمه‏ ‏من‏ ‏أجهزة‏ ‏للدير‏ ‏وجد‏ ‏فيه‏ ‏ضالته‏ ‏المنشودة‏ ‏حيث‏ ‏بدأت‏ ‏فكرة‏ ‏عبقرية‏ ‏تتمثل‏ ‏في‏ ‏تصوير‏ ‏المخطوطات‏ ‏القبطية‏ ‏وحفظها‏ ‏علي‏ ‏الميكروفيلم‏ ‏وبدأ‏ ‏في‏ ‏استعارة‏ ‏المخطوطات‏ ‏من‏ ‏الأديرة‏ ‏ثم‏ ‏القيام‏ ‏بترميمها‏ ‏ثم‏ ‏تصويرها‏ ‏وإعادتها‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏إلي‏ ‏الأديرة‏ ‏بعد‏ ‏ترميمها‏ ‏ولقيت‏ ‏الفكرة‏ ‏النجاح‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏ناحية‏ ‏فالأديرة‏ ‏تستفيد‏ ‏بترميم‏ ‏مخطوطاتها‏ ‏ودير‏ ‏مارمينا‏ ‏يستفيد‏ ‏بتصويرها‏ ‏والاحتفاظ‏ ‏بصورة‏ ‏منها‏... ‏وبدأ‏ ‏الأمر‏ ‏بإيبارشيات‏ ‏البحيرة‏ ‏والمنوفية‏ ‏مركز‏ ‏الشيخ‏ ‏ودير‏ ‏القديسة‏ ‏دميانة‏ ‏ببراي‏ ‏بلقاس‏ ‏وأديرة‏ ‏أخميم‏ ‏وتجمع‏ ‏لدي‏ ‏الدير‏ ‏عدد‏ ‏كبير‏ ‏جدا‏ ‏من‏ ‏المخطوطات‏ - ‏بل‏ ‏أصبح‏ ‏فيه‏ ‏أهم‏ ‏مخطوطات‏ ‏الأديرة‏ ‏والإيبارشيات‏ ‏بمصر‏ - ‏وعندما‏ ‏جاء‏ ‏عام‏ 1990 ‏كان‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏يمتلك‏ ‏نحو‏ 1200 ‏مخطوطة‏ ‏مصورة‏ ‏علي‏ ‏الميكروفيلم‏ ‏وأصبح‏ ‏الدير‏ ‏بفضل‏ ‏الراهب‏ ‏النشيط‏ ‏المبدع‏ ‏إرميا‏ ‏يضم‏ ‏مكتبة‏ ‏تراثية‏ ‏ضخمة‏ ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏تكونت‏ ‏مكتبة‏ ‏المخطوطات‏ ‏عكف‏ ‏الراهب‏ ‏الذي‏ ‏يرتل‏ ‏بالروح‏ ‏والذهن‏ ‏علي‏ ‏دراسة‏ ‏كل‏ ‏المخطوطات‏ ‏ومواكبة‏ ‏لدخول‏ ‏الكمبيوتر‏ ‏مصر‏ ‏عام‏ 1988 ‏ومسايرة‏ ‏لثورة‏ ‏المعلومات‏ ‏خاصة‏ ‏لأهمية‏ ‏الكمبيوتر‏ ‏في‏ ‏فهرسة‏ ‏الكتب‏ ‏والمخطوطات‏ ‏وتعلم‏ ‏في‏ ‏مكتبة‏ ‏الدير‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الأمور‏ ‏وأرشده‏ ‏الرب‏ ‏إلي‏ ‏الدكتور‏ ‏عادل‏ ‏إسكندر‏ ‏الذي‏ ‏قدم‏ ‏له‏ ‏المهندس‏ ‏رضا‏ ‏عزت‏ ‏وتعاونا‏ ‏معا‏ ‏في‏ ‏عمل‏ ‏برنامج‏ ‏للكتاب‏ ‏المقدس‏... ‏وفي‏ ‏عام‏ 1990 ‏ذهب‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏لزيارة‏ ‏الدير‏ ‏ورأي‏ ‏قداسته‏ ‏الجهد‏ ‏المبذول‏ ‏في‏ ‏ترميم‏ ‏المخطوطات‏ ‏وتصويرها‏ ‏بالميكروفيلم‏ ‏وأشاد‏ ‏بالمكتبة‏ ‏وأبدي‏ ‏إعجابه‏ ‏الشديد‏ ‏لمواكبة‏ ‏الكنيسة‏ ‏للتقدم‏ ‏العلمي‏... ‏وكانت‏ ‏زيارة‏ ‏البابا‏ ‏مشجعة‏ ‏وحافزا‏ ‏لنا‏. ‏وأمضي‏ ‏الأب‏ ‏إرميا‏ ‏سنوات‏ ‏معتكفا‏ ‏بقلايته‏ ‏لوضع‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏وحساب‏ ‏الأبقطي‏ ‏وقطمارس‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏علي‏ ‏الكمبيوتر‏... ‏وفي‏ ‏عام‏ 1995 ‏طلب‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏من‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏إرسال‏ ‏الأب‏ ‏إرميا‏ ‏وبالفعل‏ ‏ذهب‏ ‏لمقابلة‏ ‏البابا‏ ‏الذي‏ ‏ضمه‏ ‏إلي‏ ‏السكرتارية‏ ‏وكان‏ ‏أول‏ ‏تكليف‏ ‏من‏ ‏قداسته‏ ‏تكوين‏ ‏مركز‏ ‏لتكنولوجيا‏ ‏المعلومات‏ ‏بالكاتدرائية‏ ‏وبدأ‏ ‏المركز‏ ‏يباشر‏ ‏عمله‏ ‏بعدد‏ ‏قليل‏ ‏من‏ ‏العاملين‏ ‏ولكن‏ ‏نشاطه‏ ‏اتسع‏ ‏سريعا‏ ‏وبدأ‏ ‏في‏ ‏إذاعة‏ ‏محاضرة‏ ‏البابا‏ ‏الأسبوعية‏ ‏علي‏ ‏الإنترنت‏ ‏وصمم‏ ‏موقعا‏ ‏للكنيسة‏ ‏القبطية‏. ‏وفي‏ ‏عام‏ 2004 ‏قام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏بسيامة‏ ‏الأنبا‏ ‏إرميا‏ ‏أسقفا‏ ‏عاما‏. ‏ومازال‏ ‏نيافته‏ ‏يعمل‏ ‏بجهد‏ ‏ودأب‏ ‏في‏ ‏إنهاء‏ ‏الثقافة‏ ‏والمعرفة‏ ‏القبطية‏ ‏وكان‏ ‏له‏ ‏دور‏ ‏بارز‏ ‏وحيوي‏ ‏في‏ ‏إنشاء‏ ‏المركز‏ ‏الثقافي‏ ‏القبطي‏ ‏والذي‏ ‏انتهت‏ ‏المرحلة‏ ‏الأولي‏ ‏منه‏ ‏في‏ ‏نوفمبر‏ 2008 ‏ومازال‏ ‏يتابع‏ ‏باقي‏ ‏المراحل‏ ‏ومازال‏ ‏قلبه‏ ‏في‏ ‏قلايته‏ ‏بدير‏ ‏مارمينا‏ ‏حيث‏ ‏بدأت‏ ‏سيمفونية‏ ‏الترتيل‏ ‏بالروح‏ ‏والذهن‏.‏
                    الأنبا‏ ‏ثيئودوسيوس‏ ‏خدمة‏ ‏من‏ ‏المسيح
                    لست‏ ‏أحتسب‏ ‏شئ‏ ‏ولا‏ ‏نفسي‏ ‏ثمينة‏ ‏عندي‏ ‏حتي‏ ‏أتمم‏ ‏بفرح‏ ‏سعيي‏ ‏والخدمة‏ ‏التي‏ ‏أخذتها‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏لأشهد‏ ‏ببشارة‏ ‏نعمة‏ ‏الله‏ (‏أع‏20-24) ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الآية‏ ‏المقدسة‏ ‏يسير‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏ثيئودوسيوس‏ ‏الأسقف‏ ‏العام‏ ‏بالجيزة‏. ‏الذي‏ ‏نمت‏ ‏علاقته‏ ‏بمارمينا‏ ‏في‏ ‏بداية‏ ‏الثمانينيات‏ ‏وذلك‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏مطران‏ ‏الجيزة‏ ‏والذي‏ ‏له‏ ‏محبة‏ ‏عظيمة‏ ‏لدير‏ ‏مارمينا‏ ‏لأنه‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏راهبا‏ ‏باسم‏ ‏القس‏ ‏متياس‏ ‏السرياني‏ ‏أرسله‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏ليعمر‏ ‏الدير‏ ‏عام‏ 1961 ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏هناك‏ ‏أي‏ ‏إمكانيات‏ ‏للمعيشة‏ ‏وكان‏ ‏الأب‏ ‏متياس‏ ‏هو‏ ‏أول‏ ‏ربيته‏ ‏بالدير‏. ‏ومكث‏ ‏بالدير‏ ‏حتي‏ ‏سيامته‏ ‏أسقفا‏ ‏للجيزة‏ ‏عام‏ ...1963 ‏وفي‏ ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏شرب‏ ‏الأب‏ ‏متياس‏ ‏حب‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏كماء‏ ‏الراحة‏ ‏في‏ ‏ظل‏ ‏تلك‏ ‏الحياة‏ ‏المقفرة‏ ‏في‏ ‏برية‏ ‏موحشة‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏يرسل‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏سيارة‏ ‏تحتوي‏ ‏علي‏ ‏بعض‏ ‏الأطعمة‏ ‏كل‏ 15 ‏يوما‏... ‏وعلاقة‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏بمارمينا‏ ‏تعود‏ ‏لأبعد‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏حيث‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يذهب‏ ‏في‏ ‏الخمسينيات‏ ‏مع‏ ‏الأنبا‏ ‏ثاؤفيلس‏ ‏رئيس‏ ‏دير‏ ‏السريان‏ ‏العامر‏ ‏ويقومان‏ ‏بعمل‏ ‏القربان‏ ‏في‏ ‏الاستراحة‏ ‏الخاصة‏ ‏بالآثار‏ ‏ويصلون‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏علي‏ ‏مذبح‏ ‏مارمينا‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏استشهاده‏... ‏وفي‏ ‏إحدي‏ ‏المرات‏ ‏كانت‏ ‏الأمطار‏ ‏تسقط‏ ‏بغزارة‏ ‏وكان‏ ‏الأنبا‏ ‏ثاؤفيلس‏ ‏مصمما‏ ‏علي‏ ‏الذهاب‏ ‏لنوال‏ ‏بركة‏ ‏مارمينا‏ ‏وبسبب‏ ‏غزارة‏ ‏الأمطار‏ ‏انقلبت‏ ‏السيارة‏ ‏وكان‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ (‏أبونا‏ ‏متياس‏ ‏السرياني‏) ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏يقودها‏ ‏فنزلوا‏ ‏منها‏ ‏وتم‏ ‏عدل‏ ‏السيارة‏ ‏بسهولة‏ ‏ببركة‏ ‏مارمينا‏ ‏وعادت‏ ‏للسير‏ ‏بدون‏ ‏أي‏ ‏أعطال‏...‏
                    وفي‏ ‏الفترة‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏فيها‏ ‏الأنبا‏ ‏ثيئودوسيوس‏ ‏شماسا‏ ‏مكرسا‏ ‏يخدم‏ ‏مع‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏سمع‏ ‏منه‏ ‏الكثير‏ ‏عن‏ ‏مارمينا‏ ‏ودير‏ ‏مارمينا‏ ‏فحدث‏ ‏في‏ ‏نفسه‏ ‏اشتياق‏ ‏عظيم‏ ‏لحياة‏ ‏الملائكة‏ ‏الرهبانية‏... ‏قام‏ ‏بالتشجيع‏ ‏والحث‏ ‏عليها‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏... ‏وعندما‏ ‏عرض‏ ‏عليه‏ ‏أن‏ ‏يلتحق‏ ‏بدير‏ ‏مارمينا‏ ‏رحب‏ ‏جدا‏ ‏ووصل‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏ ‏مع‏ ‏القمص‏ ‏صرابامون‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏ووصل‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏ ‏وقت‏ ‏الفجر‏. ‏وفي‏ ‏الصباح‏ ‏التقي‏ ‏بنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏أول‏ ‏أسقف‏ ‏بالدير‏ ‏وكان‏ ‏هناك‏ ‏عرف‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏وهو‏ ‏اصطحاب‏ ‏الأخ‏ ‏الجديد‏ ‏إلي‏ ‏جسد‏ ‏مارمينا‏ ‏وإقامة‏ ‏تمجيد‏ ‏للشهيد‏... ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏عام‏ ...1984 ‏واستلم‏ ‏المحب‏ ‏الجديد‏ ‏عمل‏ ‏الأباركة‏ ‏بالدير‏ ‏وخدمة‏ ‏الزوار‏ ‏والنذور‏ ‏والمنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏وكنائس‏ ‏الدير‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏عمل‏ ‏القربان‏ ‏صباح‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏وخدمة‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏. ‏وفي‏ ‏سبت‏ ‏لعازر‏ 2 ‏أبريل‏ ...1988 ‏وبعد‏ ‏سنوات‏ ‏من‏ ‏الخدمة‏ ‏والبذل‏ ‏والمحبة‏ ‏ذهب‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏والأنبا‏ ‏مينا‏ ‏والأنبا‏ ‏مكسيموس‏ ‏وبعض‏ ‏الأساقفة‏ ‏حيث‏ ‏تمت‏ ‏رسامة‏ 10 ‏من‏ ‏الإخوة‏ ‏تحت‏ ‏الاختبار‏ ‏من‏ ‏بينهم‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏إرميا‏ ‏سكرتير‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏... ‏وظل‏ ‏الراهب‏ ‏بالدير‏ ‏عاشقا‏ ‏حياة‏ ‏الملائكة‏ ‏يخدم‏ ‏بكل‏ ‏همة‏ ‏وفرح‏ ‏بكنائس‏ ‏الدير‏ ‏والمعصرة‏ ‏ومخازن‏ ‏الكنائس‏ ‏وترتيب‏ ‏صلوات‏ ‏المنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏في‏ ‏الأعياد‏.‏
                    وفي‏ ‏نهاية‏ ‏عام‏ 1988 ‏أصيب‏ ‏نيافة‏ ‏الحبر‏ ‏الجليل‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏بمرض‏ ‏أقعده‏ ‏فاتصل‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏بقداسة‏ ‏البابا‏ ‏يطلب‏ ‏نزوله‏ ‏لخدمة‏ ‏نيافته‏. ‏وكان‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏ضد‏ ‏نزول‏ ‏الآباء‏ ‏لخدمة‏ ‏العالم‏ ‏أو‏ ‏سيامتهم‏ ‏كهنة‏. ‏ولكنه‏ ‏وافق‏ ‏فسلم‏ ‏الأب‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏عهدته‏ ‏للآباء‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏... ‏ونزل‏ ‏بالفعل‏ ‏بعد‏ ‏عيد‏ ‏الغطاس‏ ‏عام‏ 1989 ‏وطلب‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏من‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏سيامته‏ ‏كاهنا‏ ‏لخدمة‏ ‏المطرانية‏ ‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏ ‏ذهب‏ ‏مع‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏لقضاء‏ ‏خلوة‏ ‏بالدير‏,‏وتقابلوا‏ ‏مع‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏وكان‏ ‏بالدير‏ ‏نحو‏ 40 ‏راهبا‏ ‏لم‏ ‏ينالوا‏ ‏الكهنوت‏ ‏ولكن‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏خاطبه‏ ‏قائلا‏ ‏لما‏ ‏سيدنا‏ ‏البابا‏ ‏يقولك‏ ‏تترسم‏ ‏كاهنا‏ ‏قوله‏ ‏آمين‏ ‏لأن‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏مشيئة‏ ‏الرب‏ ‏وأنا‏ ‏موافق‏ ‏وممكن‏ ‏تستلم‏ ‏الذبيحة‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏وبالفعل‏ ‏تمت‏ ‏السيامة‏ ‏في‏ 23 ‏مايو‏ ...1989 ‏لقد‏ ‏زرع‏ ‏فيه‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏الحب‏ ‏للمكان‏ ‏والآباء‏ ‏والأبوة‏ ‏ومن‏ ‏هذا‏ ‏الحب‏ ‏الديري‏ ‏للمكان‏ ‏انطلق‏ ‏إلي‏ ‏حب‏ ‏الخدمة‏ ‏بكل‏ ‏معانيه‏ ‏حيث‏ ‏أكمل‏ ‏خدمة‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏في‏ ‏تعمير‏ ‏وبناء‏ ‏وتشييد‏ ‏الكنائس‏ ‏وإشعال‏ ‏خدمة‏ ‏التربية‏ ‏الكنسية‏... ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الارتباطات‏ ‏بالدير‏ ‏لا‏ ‏تنقطع‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏يذهب‏ ‏للدير‏ ‏كل‏ ‏أسبوعين‏ ‏أو‏ ‏كل‏ ‏شهر‏, ‏يسترجع‏ ‏حياة‏ ‏السكون‏ ‏والتأمل‏, ‏وفي‏ ‏عام‏ 1990 ‏تمت‏ ‏ترقيته‏ ‏إلي‏ ‏رتبة‏ ‏قمص‏, ‏وفي‏ ‏يونية‏ 2009 ‏استجاب‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏لتزكية‏ ‏المجلس‏ ‏الملي‏ ‏الفرعي‏ ‏ومجمع‏ ‏الكهنة‏ ‏وقام‏ ‏بسيامة‏ ‏الأب‏ ‏ثيئودوسيوس‏ ‏أسقفا‏ ‏عاما‏ ‏مساعدا‏ ‏بالجيزة‏... ‏ورغم‏ ‏مرور‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏مازال‏ ‏في‏ ‏قلبه‏... ‏يذهب‏ ‏إلي‏ ‏قلايته‏ ‏في‏ ‏خلوات‏ ‏خاصة‏ ‏للارتواء‏ ‏من‏ ‏عبق‏ ‏الآباء‏ ‏القديسين‏ ‏والتنعم‏ ‏بالهدوء‏ ‏والنظر‏ ‏والبحث‏ ‏عن‏ ‏موضوعات‏ ‏الإيبارشية‏ ‏بصفاء‏ ‏وسكينة‏... ‏حيث‏ ‏يتزود‏ ‏ببركة‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏مارمينا‏ ‏وبركة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏وبركة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏وكل‏ ‏آباء‏ ‏الدير‏... ‏ويخدم‏ ‏لمجد‏ ‏المسيح‏.‏
                    الأنبا‏ ‏بطرس‏... ‏قداسة‏ ‏الصمت
                    يقول‏ ‏القديس‏ ‏مار‏ ‏إسحق‏ ‏السرياني‏ ‏شهية‏ ‏جدا‏ ‏أخبار‏ ‏القديسين‏ ‏في‏ ‏مسامع‏ ‏الودعاء‏ ‏كالماء‏ ‏للغروس‏ ‏الجديدة‏. ‏فلتكن‏ ‏مرسومة‏ ‏عندك‏ ‏صورة‏ ‏تدبير‏ ‏الله‏ ‏مع‏ ‏القدماء‏ ‏كالأدوية‏ ‏الكريمة‏ ‏للعين‏ ‏الضعيفة‏. ‏وأحفظ‏ ‏ذكرهم‏ ‏عندك‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏أوقات‏ ‏النهار‏ ‏وتفكر‏ ‏لتتحكم‏ ‏منهم‏ ‏وهذه‏ ‏المقولة‏ ‏صارت‏ ‏دستور‏ ‏حياة‏ ‏للشاب‏ ‏زكريا‏ ‏ناشد‏ ‏الذي‏ ‏اختار‏ ‏النصيب‏ ‏الصالح‏ ‏وقرر‏ ‏أن‏ ‏يحمل‏ ‏الصليب‏ ‏ويسير‏ ‏خلف‏ ‏مخلصه‏ ‏في‏ ‏حب‏ ‏وصمت‏ ‏مقدس‏. ‏ولأنه‏ ‏أدرك‏ ‏مبكرا‏ ‏أن‏ ‏القديسين‏ ‏هم‏ ‏الترجمة‏ ‏العملية‏ ‏للإنجيل‏ ‏ترك‏ ‏العالم‏ ‏ودخل‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏الناسك‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏ ‏حيث‏ ‏تمت‏ ‏رسامته‏ ‏راهبا‏ ‏في‏ ‏عام‏ 1978 ‏وكان‏ ‏مسئولا‏ ‏عن‏ ‏بيت‏ ‏الخلوة‏ ‏بالدير‏ ‏والإخوة‏ ‏تحت‏ ‏الاختبار‏ ‏وكان‏ ‏قول‏ ‏الإنجيل‏ ‏المقدس‏ ‏ينطبق‏ ‏عليه‏ ‏كل‏ ‏كاتب‏ ‏متعلم‏ ‏في‏ ‏ملكوت‏ ‏السموات‏ ‏يشبه‏ ‏رجلا‏ ‏رب‏ ‏بيت‏ ‏يخرج‏ ‏من‏ ‏كنزه‏ ‏جدد‏ ‏وعتقاء‏ ‏فالشاب‏ ‏الذي‏ ‏يذهب‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏خلوة‏ ‏ليتذوق‏ ‏حلاوة‏ ‏العشرة‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏ويجد‏ ‏بالراهب‏ ‏المسئول‏ ‏المسيح‏ ‏حيا‏ ‏قد‏ ‏تلقي‏ ‏في‏ ‏داخله‏ ‏بذرة‏ ‏حب‏ ‏واشتياق‏ ‏للحياة‏ ‏الملائكية‏ ‏ولهذا‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏عباءة‏ ‏هذا‏ ‏الراهب‏ ‏الصامت‏ ‏التقي‏ ‏جدد‏ ‏وعتقاء‏ ‏وفي‏ ‏يونية‏ ‏الماضي‏ ‏قام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏بسيامته‏ ‏أسقفا‏ ‏لإيبارشية‏ ‏شبين‏ ‏القناطر‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أقام‏ ‏بدير‏ ‏مارمينا‏ 30 ‏عاما‏ ‏متواصلة‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الصلاة‏ ‏والتسبيح‏ ‏والتعليم‏ ‏لم‏ ‏يخرج‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏ولا‏ ‏مرة‏ ‏واحدة‏ ‏للعلاج‏ ‏أو‏ ‏لأي‏ ‏زيارة‏... ‏ولا‏ ‏يعلم‏ ‏كثيرون‏ ‏أن‏ ‏نيافة‏ ‏الحبر‏ ‏الجليل‏ ‏الأنبا‏ ‏بطرس‏ ‏هو‏ ‏شقيق‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏أسقف‏ ‏ميلانو‏ ‏وهو‏ ‏أمر‏ ‏يؤكد‏ ‏علي‏ ‏قوة‏ ‏التقوي‏ ‏المسيحية‏ ‏التي‏ ‏صاحبت‏ ‏نشأة‏ ‏هذا‏ ‏الأب‏ ‏المبارك‏... ‏كما‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الأسرة‏ ‏المتأصلة‏ ‏في‏ ‏الإيمان‏ ‏كبيوت‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏الصخر‏ ‏وأغصان‏ ‏مثمرة‏ ‏في‏ ‏كرمة‏ ‏المسيح‏ ‏السمائية‏. ‏أمر‏ ‏رائع‏ ‏يعيد‏ ‏للأذهان‏ ‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏ ‏الممجد‏ ‏والذي‏ ‏اشتمل‏ ‏علي‏ ‏أسر‏ ‏كاملة‏ ‏من‏ ‏القديسين‏ ‏نذكر‏ ‏منهم‏ ‏القديس‏ ‏غريغوريوس‏ ‏النيصي‏ ‏وأخاه‏ ‏القديس‏ ‏باسيليوس‏ ‏أسقف‏ ‏قيصرية‏. ‏مما‏ ‏يعني‏ ‏أن‏ ‏كنيستنا‏ ‏المقدسة‏ ‏ذات‏ ‏ميلاد‏ ‏متجدد‏ ‏وهي‏ ‏ولود‏ ‏لعمالقة‏ ‏في‏ ‏الروح‏ ‏منهم‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏بطرس‏.‏
                    الأنبا‏ ‏مينا‏... ‏الوداعة‏ ‏وتواضع‏ ‏القلب
                    في‏ ‏عينيه‏ ‏تجد‏ ‏الراحة‏ ‏وكأنك‏ ‏تشعر‏ ‏بسكون‏ ‏الإيمان‏ ‏وفرحة‏ ‏القرب‏ ‏من‏ ‏المسيح‏... ‏إنه‏ ‏رجل‏ ‏مملوء‏ ‏بالروح‏ ‏والحق‏... ‏عن‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏الأسقف‏ ‏العام‏ ‏نتحدث‏. ‏هذا‏ ‏الأب‏ ‏المكرم‏ ‏الذي‏ ‏تعلق‏ ‏بقداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏وعشق‏ ‏السير‏ ‏في‏ ‏أثر‏ ‏خطاه‏ ‏التي‏ ‏اختارت‏ ‏طريق‏ ‏السمائيين‏, ‏كان‏ ‏يحب‏ ‏كثيرا‏ ‏القراءة‏ ‏في‏ ‏كتب‏ ‏معجزاته‏ ‏تلك‏ ‏التي‏ ‏تعبر‏ ‏عن‏ ‏قلوب‏ ‏الملايين‏ ‏المحبة‏ ‏والتي‏ ‏تعلقت‏ ‏به‏ ‏واختارته‏ ‏شفيعا‏ ‏لنفوس‏ ‏حائرة‏... ‏ولذلك‏ ‏عندما‏ ‏أخذ‏ ‏قرار‏ ‏ترك‏ ‏العالم‏ ‏اختار‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏الدير‏ ‏الذي‏ ‏أعاد‏ ‏مجده‏ ‏وعمره‏ ‏بالروح‏ ‏والبناء‏ ‏ودفن‏ ‏فيه‏ ‏البابا‏ ‏القديس‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏. ‏هكذا‏ ‏انطلق‏ ‏بكل‏ ‏الحب‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏الحب‏ ‏الخالص‏ ‏والذي‏ ‏لا‏ ‏يجده‏ ‏الإنسان‏ ‏في‏ ‏غير‏ ‏المسيح‏. ‏وفي‏ ‏ديسمبر‏ ‏عام‏ 1980 ‏دخل‏ ‏الدير‏ ‏السمائي‏ ‏وظل‏ ‏تحت‏ ‏الاختبار‏ ‏نحو‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏حيث‏ ‏رسم‏ ‏راهبا‏ ‏في‏ ‏مارس‏ ...1984 ‏وكان‏ ‏طوال‏ ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏يخدم‏ ‏بكل‏ ‏تواضع‏ ‏في‏ ‏مضيفة‏ ‏الدير‏ ‏كتعليمات‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏أول‏ ‏أسقف‏ ‏للدير‏ ‏واستمر‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الخدمة‏ ‏بكل‏ ‏نشاط‏ ‏وفرح‏ ‏وبذل‏ ‏حتي‏ ‏اختير‏ ‏للخدمة‏ ‏في‏ ‏أيرلندة‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏طلب‏ ‏الأنبا‏ ‏أنطوني‏ ‏الذي‏ ‏استأذن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏لكي‏ ‏يصحب‏ ‏معه‏ ‏هذا‏ ‏الراهب‏ ‏النشيط‏ ‏المحبوب‏. ‏وكانت‏ ‏خدمة‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏ظروف‏ ‏صعبة‏ ‏للغاية‏ ‏حيث‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏هناك‏ ‏كنيسة‏ ‏بل‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏هناك‏ ‏قاعة‏ ‏للصلاة‏. ‏بل‏ ‏مجرد‏ ‏مجموعات‏ ‏من‏ ‏الأسر‏ ‏القبطية‏ ‏المهاجرة‏ 30 ‏أسرة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏ونحو‏ 20 ‏أسرة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏أخري‏ ‏ومسافات‏ ‏بعيدة‏ ‏جدا‏ ‏تفصل‏ ‏بين‏ ‏هذه‏ ‏الأسر‏... ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏الخدمة‏ ‏ذات‏ ‏أساس‏... ‏ومع‏ ‏القدرة‏ ‏علي‏ ‏المحبة‏ ‏التي‏ ‏تصنع‏ ‏المستحيل‏ ‏والبذل‏ ‏والعطاء‏ ‏استطاع‏ ‏أن‏ ‏يقيم‏ ‏كنيسة‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏مارمينا‏ - ‏الذي‏ ‏ينتمي‏ ‏إليه‏ ‏اسما‏ ‏وعمقا‏ - ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏تدعي‏ ‏كير‏... ‏والآن‏ ‏نمت‏ ‏وكبرت‏ ‏وأتت‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏بثمار‏ ‏وفيرة‏ ‏ثلاثين‏ ‏وستين‏ ‏ومائة‏ ‏وأصبحت‏ ‏الكنيسة‏ ‏تملك‏ ‏ثلاثة‏ ‏أفدنة‏ ‏وتقدم‏ ‏كل‏ ‏الخدمات‏ ‏الروحية‏ ‏من‏ ‏قداسات‏ ‏وعشيات‏ ‏ومعمودية‏ ‏واجتماعات‏ ‏حيث‏ ‏بركة‏ ‏الرب‏ ‏التي‏ ‏تغني‏ ‏ولا‏ ‏يحتاج‏ ‏معها‏ ‏الإنسان‏ ‏شيئا‏... ‏وفي‏ ‏ظل‏ ‏هذه‏ ‏الخدمة‏ ‏المثمرة‏ ‏المبهرة‏ ‏للأب‏ ‏الراهب‏ ‏الباذل‏ ‏ذاته‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الخراف‏ ‏في‏ ‏تلك‏ ‏البلاد‏ ‏البعيدة‏... ‏يتصل‏ ‏به‏ ‏نيافة‏ ‏الحبر‏ ‏الجليل‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏آفا‏ ‏مينا‏ ‏ويطلب‏ ‏منه‏ ‏النزول‏ ‏إلي‏ ‏القاهرة‏ ‏ويأتي‏ ‏الراهب‏ ‏في‏ ‏طاعة‏ ‏وخضوع‏ ‏ليكتشف‏ ‏أن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ - ‏أدام‏ ‏الله‏ ‏عمره‏ - ‏قد‏ ‏اختاره‏ ‏لسيامته‏ ‏أسقفا‏ ‏عاما‏ - ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏يونية‏ ‏الماضي‏ - ‏حيث‏ ‏رنت‏ ‏في‏ ‏قلبه‏ ‏نصيحة‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏للآباء‏ ‏الأساقفة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏المبارك‏... ‏فقد‏ ‏قال‏ ‏لسان‏ ‏العطر‏: ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أقول‏ ‏لكم‏ ‏إذا‏ ‏أراد‏ ‏الأسقف‏ ‏أن‏ ‏ينجح‏ ‏فلينس‏ ‏أنه‏ ‏أسقف‏, ‏فعندما‏ ‏يفكر‏ ‏أنه‏ ‏أسقف‏ ‏سيفكر‏ ‏في‏ ‏الكرامة‏ ‏الخاصة‏ ‏للأسقف‏ ‏والأولوية‏ ‏الخاصة‏ ‏للأسقف‏ ‏ويطالب‏ ‏الناس‏ ‏بشئ‏ ‏لا‏ ‏يصح‏ ‏أن‏ ‏يطالبهم‏ ‏به‏, ‏انس‏ ‏أنك‏ ‏أسقف‏ ‏وأنا‏ ‏قلت‏ ‏العبارة‏ ‏دي‏ ‏في‏ ‏إحدي‏ ‏المرات‏ ‏لأحد‏ ‏الآباء‏ ‏الأساقفة‏ ‏قلت‏ ‏له‏ ‏انس‏ ‏انك‏ ‏أسقف‏ ‏وافتكر‏ ‏أنك‏ ‏مجرد‏ ‏خادم‏,‏زمان‏ ‏كانوا‏ ‏يعتقدون‏ ‏أن‏ ‏الأسقف‏ ‏شخص‏ ‏يجلس‏ ‏علي‏ ‏كرسي‏ ‏عال‏ ‏يمنح‏ ‏البركات‏ ‏وصالح‏ ‏الدعوات‏ ‏نحن‏ ‏ألغينا‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏... ‏لم‏ ‏نلغ‏ ‏الكرسي‏ ‏العالي‏... ‏لم‏ ‏نلغ‏ ‏البركات‏ ‏وصالح‏ ‏الدعوات‏.‏أقول‏ ‏لكم‏ ‏يا‏ ‏أحبائي‏ ‏إن‏ ‏العظمة‏ ‏سهلة‏ ‏لكنها‏ ‏لا‏ ‏تخلص‏ ‏نفس‏ ‏الأسقف‏... ‏البساطة‏ ‏والتواضع‏ ‏صفتان‏ ‏لازمتان‏ ‏لكل‏ ‏أسقف‏ ‏لكي‏ ‏ينجح‏.‏
                    نصيحتي‏ ‏لكم‏ ‏أن‏ ‏تكلموا‏ ‏الناس‏ ‏كشخص‏ ‏عاد‏ ‏ليس‏ ‏كأسقف‏ ‏وأنا‏ ‏أتذكر‏ ‏أني‏ ‏قد‏ ‏كتبت‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏ ‏شعرا‏... ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏أصبح‏ ‏أسقفا‏ ‏قلت‏ ‏في‏ ‏القصيدة‏:‏
                    ‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏يعتز‏ ‏بالألقاب‏ ‏إن‏ ‏صحا‏ ‏في‏ ‏فخر‏ ‏أعظم‏ ‏مني؟‏...‏
                    أنت‏ ‏في‏ ‏الأصل‏ ‏تراب‏ ‏تافها‏... ‏هل‏ ‏سينسي‏ ‏أصله‏ ‏من‏ ‏قال‏ ‏إني‏...‏
                    وأكد‏ ‏قداسته‏ ‏علي‏ ‏المعني‏ ‏قائلا‏ ‏إحنا‏ ‏في‏ ‏الأصل‏ ‏تراب‏ ‏انس‏ ‏أنك‏ ‏أسقف‏... ‏أوعي‏ ‏عمة‏ ‏الأسقفية‏ ‏دي‏ ‏تنسيك‏ ‏أنك‏ ‏تراب‏.‏
                    ولكن‏ ‏لا‏ ‏يقتصر‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الصفة‏ ‏فقد‏ ‏أصبح‏ ‏الأسقف‏ ‏الحقيقي‏ ‏هو‏ ‏الإنسان‏ ‏المتواضع‏ ‏الذي‏ ‏يتصل‏ ‏بكل‏ ‏أحد‏ ‏ويعامل‏ ‏كل‏ ‏أحد‏ ‏بمحبة‏... ‏وأضاف‏ ‏قداسته‏ ‏عندما‏ ‏رسمت‏ ‏أنا‏ ‏أسقفا‏ ‏لم‏ ‏أعامل‏ ‏نفسي‏ ‏كأسقف‏ ‏وأحيانا‏ ‏كانوا‏ ‏يرونني‏ ‏جالسا‏ ‏علي‏ ‏سلالم‏ ‏الإكليريكية‏ ‏أتحدث‏ ‏مع‏ ‏الطلبة‏... ‏وأنا‏ ‏أتذكر‏ ‏أول‏ ‏أسبوع‏ ‏في‏ ‏زيارتي‏ ‏للإكليريكية‏ ‏لاحظت‏ ‏أن‏ ‏حوض‏ ‏المياه‏ ‏غير‏ ‏نظيف‏ ‏فجلست‏ ‏أنظف‏ ‏فيه‏, ‏وأبونا‏ ‏إبراهيم‏ ‏عطية‏ ‏قال‏ ‏لي‏ ‏إزاي‏ ‏تعمل‏ ‏كده‏ ‏قلت‏ ‏له‏ ‏يا‏ ‏أبونا‏ ‏في‏ ‏إيه؟‏ ‏إحنا‏ ‏جري‏ ‏لنا‏ ‏إيه؟‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏ ‏أنا‏ ‏أتذكر‏ ‏دائما‏ ‏أني‏ ‏خادم‏ ‏ويمكن‏ ‏أن‏ ‏تسمعوا‏ ‏طفلا‏ ‏صغيرا‏ ‏يقول‏ ‏لكم‏ ‏أنا‏ ‏صديق‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏. ‏
                    وأقول‏ ‏لكم‏ ‏اهتموا‏ ‏بكل‏ ‏نفس‏, ‏في‏ ‏ناس‏ ‏يعتقدون‏ ‏أن‏ ‏الأسقف‏ ‏مخطط‏ ‏للخدمة‏ ‏ومنفذ‏ ‏الخدمة‏ ‏هو‏ ‏الكاهن‏ ‏والشماس‏ ‏عليك‏ ‏أن‏ ‏تشتغل‏ ‏أسقفا‏ ‏وقسيسا‏ ‏وشماسا‏.‏
                    وعلي‏ ‏هذه‏ ‏النصائح‏ ‏يسير‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏الأسقف‏ ‏العام‏ ‏الذي‏ ‏لم‏ ‏ينس‏ ‏يوما‏ ‏سفينة‏ ‏نجاته‏... ‏دير‏ ‏مارمينا‏.‏









                    تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                    Comment


                    • #50
                      رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                      مارمينا والعالم

                      مينا‏... ‏حالة‏ ‏حب‏ ‏بكل‏ ‏لغات‏ ‏العالم
                      وطنى 21/11/2009م

                      ‏* ‏أطفال‏ ‏مارسيليا‏ ‏يحملون‏ ‏اسمه‏... ‏وكنائس‏ ‏لتكريمه‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏قارات‏ ‏العالم
                      صوت‏ ‏هادر‏ ‏من‏ ‏السماء‏... ‏يشق‏ ‏الأفق‏... ‏ترتعش‏ ‏من‏ ‏جلاله‏ ‏النجوم‏.‏
                      يكون‏ ‏اسمك‏ ‏مشهورا‏ ‏عن‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الشهداء‏,‏وسأجعل‏ ‏كل‏ ‏الشعوب‏ ‏من‏ ‏القبائل‏ ‏والألسن‏ ‏يأتون‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏ومعهم‏ ‏تقدماتهم‏ ‏قاصدين‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏تبني‏ ‏علي‏ ‏اسمك‏ ‏في‏ ‏كورة‏ ‏مصر‏.‏
                      إنه‏ ‏وعد‏ ‏صادق‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏ ‏عبر‏ ‏عن‏ ‏تحققه‏ ‏حرفيا‏ ‏الأرشمندريت‏ ‏خارلامبوس‏ ‏عندما‏ ‏قال‏ ‏يوج‏ ‏قديسون‏ ‏يمجدون‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏واحد‏... ‏أو‏ ‏في‏ ‏إيبارشية‏ ‏واحدة‏... ‏أو‏ ‏في‏ ‏دولة‏ ‏واحدة‏... ‏لكن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏يمجد‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏ومن‏ ‏كل‏ ‏المسيحيين‏.‏
                      كلمات‏ ‏خارلامبوس‏ ‏رصد‏ ‏لواقع‏ ‏حقيقي‏ ‏عاشه‏ ‏كل‏ ‏المسيحيين‏... ‏وفي‏ ‏السطور‏ ‏القادمة‏ ‏نصطحبكم‏ ‏في‏ ‏جولة‏ ‏بين‏ ‏جنبات‏ ‏العالم‏ ‏لنري‏ ‏أثر‏ ‏صوت‏ ‏السماء‏ ‏الذي‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏أقاصي‏ ‏المسكونة‏ ‏إلي‏ ‏أقاصيها‏.‏
                      لنبدأ‏ ‏بالشرق‏ ‏القريب‏ ‏لنا‏... ‏في‏ ‏فلسطين‏ ‏نجد‏ ‏هيكلا‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏ ‏يخص‏ ‏الإمبراطورة‏ ‏أودوكسي‏... ‏وفي‏ ‏القسطنطينية‏ - ‏تركيا‏ - ‏كانت‏ ‏توجد‏ ‏كنيسة‏ ‏باسم‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏البحر‏,‏وكان‏ ‏يحتفل‏ ‏بعيده‏ ‏يوم‏ 11 ‏نوفمبر‏,‏وبذكري‏ ‏تكريسها‏ ‏يوم‏ 21‏سبتمبر‏.‏
                      ويذكر‏ ‏التاريخ‏ ‏أن‏ ‏الملك‏ ‏قسطنطين‏ ‏بني‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏أو‏ ‏بالأحري‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏كرس‏ ‏المعبد‏ ‏الوثني‏ ‏كنيسة‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏الشهيد‏, ‏وأعطي‏ ‏بولشيري‏ ‏ومارسيان‏ (450 - 457‏م‏) ‏لهذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏شكلها‏ ‏النهائي‏, ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏بالقسطنطينية‏ ‏كنائس‏ ‏أخري‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏.‏
                      ولكن‏ ‏الإمبراطور‏ ‏جوستنيان‏ - ‏والذي‏ ‏قام‏ ‏بإنشاء‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المباني‏ - ‏شيد‏ ‏كنيسة‏ ‏إكراما‏ ‏للقديسين‏ ‏مينا‏ ‏ومينايوس‏ ‏في‏ ‏هيبدومو‏, ‏وهذان‏ ‏القديسان‏ ‏يجمع‏ ‏بينهما‏ ‏الاسم‏.‏
                      أما‏ ‏في‏ ‏الغرب‏ ‏فقد‏ ‏أظهرت‏ ‏الاكتشافات‏ ‏التي‏ ‏تمت‏ ‏حديثا‏, ‏أن‏ ‏إكرام‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏كان‏ ‏منتشرا‏ ‏ومشهورا‏ ‏في‏ ‏فرنسا‏ ‏وإيطاليا‏ ‏ومالطا‏ ‏وآسيا‏ ‏وأفريقيا‏.‏
                      ففي‏ ‏فرنسا‏ ‏اكتشفت‏ ‏قارورتان‏ ‏تذكاريتان‏ ‏في‏ ‏أرضية‏ ‏مقبرة‏ ‏قديمة‏ ‏في‏ ‏مارسيليا‏... ‏وفي‏ ‏مدينة‏ ‏آرل‏ ‏كانت‏ ‏توجد‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏مقامة‏ ‏إكراما‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏... ‏وفي‏ ‏مارسيليا‏, ‏اكتشف‏ ‏عام‏ 1833 ‏ميلادية‏ ‏كتابة‏ ‏تتضمن‏ ‏اسم‏ ‏مينا‏ Menas ‏ولا‏ ‏يوجد‏ ‏ما‏ ‏يشير‏ ‏إلي‏ ‏أنه‏ ‏شخص‏ ‏آخر‏.‏
                      وكان‏ ‏إكرام‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏المصري‏ ‏شائعا‏ ‏بصورة‏ ‏واسعة‏ ‏لدرجة‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يطلق‏ ‏اسمه‏ ‏علي‏ ‏الأطفال‏ ‏في‏ ‏مارسيليا‏.‏
                      أما‏ ‏في‏ ‏روما‏ ‏كانت‏ ‏توجد‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏تقع‏ ‏علي‏ ‏طريق‏ ‏أوستي‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏الجسر‏ ‏الذي‏ ‏يؤدي‏ ‏إلي‏ ‏آلمون‏ Almone ‏وفيها‏ ‏ألقي‏ ‏القديس‏ ‏غريغوريوس‏ ‏الكبير‏ ‏إحدي‏ ‏عظاته‏ ‏عن‏ ‏مينا‏... ‏والملفت‏ ‏أن‏ ‏قيام‏ ‏القديس‏ ‏غريغوريوس‏ ‏بتخصيص‏ ‏عظة‏ ‏عن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏مع‏ ‏الوضع‏ ‏في‏ ‏الاعتبار‏ ‏التأثير‏ ‏القوي‏ ‏علي‏ ‏الأعداد‏ ‏الغفيرة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تستمع‏ ‏إلي‏ ‏عظاته‏ ‏يجعلنا‏ ‏ندرك‏ ‏المكانة‏ ‏الكبيرة‏ ‏لمارمينا‏, ‏وبدون‏ ‏شك‏ ‏فإكرام‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏كان‏ ‏المحور‏ ‏الروحي‏ ‏الرئيسي‏ ‏للجالية‏ ‏السكندرية‏, ‏وللبحارة‏ ‏والتجار‏ ‏الذين‏ ‏كانت‏ ‏تعاملاتهم‏ ‏تستدعي‏ ‏تواجدهم‏ ‏في‏ ‏ميناء‏ ‏روما‏ ‏القريب‏,‏حيث‏ ‏كانت‏ ‏توجد‏ ‏كنيسة‏ ‏لمارمينا‏ ‏علي‏ ‏مسافة‏ ‏من‏ ‏روما‏ ‏وذكر‏ ‏بأحد‏ ‏المخطوطات‏ ‏أن‏ ‏الذين‏ ‏قاموا‏ ‏بتأسيسها‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الإسكندريين‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏البابا‏ ‏بيلاج‏ ‏الثاني‏ ‏كما‏ ‏وجد‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏التاسع‏ ‏بأحد‏ ‏السجلات‏ ‏البابوية‏ ‏وفي‏ ‏أحد‏ ‏الكتالوجات‏ ‏عام‏ 1192‏م‏ ‏وفي‏ ‏كتالوج‏ ‏خاص‏ ‏بتورينو‏ ‏عام‏ 1350‏م‏.‏
                      ومن‏ ‏الثابت‏ ‏تاريخيا‏ ‏وجود‏ ‏تأثير‏ ‏للأقباط‏ ‏في‏ ‏أيرلندة‏, ‏إذ‏ ‏تذكر‏ ‏وثيقة‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏العاشر‏, ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏سبعة‏ ‏رهبان‏ ‏أقباط‏ ‏مدفونون‏ ‏في‏ ‏أيرلندة‏... ‏وأن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏كان‏ ‏معروفا‏ ‏قديما‏ ‏في‏ ‏أيرلندة‏ ‏يؤكد‏ ‏هذا‏ ‏وجود‏ ‏منطقة‏ ‏بها‏ ‏بعض‏ ‏الكنائس‏ ‏المتهدمة‏ ‏والقبور‏ ‏تسمي‏ Kilmena ‏كيل‏ ‏مينا‏ ‏وهذه‏ ‏المنطقة‏ ‏تابعة‏ ‏لبلدة‏ ‏تسمي‏ County Mayo ‏كونتي‏ ‏مايو‏ ‏تبعد‏ ‏مسافة‏ 150 ‏كيلو‏ ‏مترا‏ ‏غرب‏ ‏العاصمة‏ ‏دبلن‏... ‏واسم‏ ‏كيل‏ ‏مينا‏ ‏يعني‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏.‏
                      وفي‏ ‏شمال‏ ‏أفريقيا‏ ‏اكتشف‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏القوارير‏ ‏والمصابيح‏ ‏والنقوش‏ ‏التي‏ ‏تتعلق‏ ‏بالقديس‏ ‏مينا‏, ‏في‏ ‏قرطاجة‏, ‏والمغرب‏... ‏وتكريم‏ ‏الشهيد‏ ‏المصري‏ ‏في‏ ‏أفريقيا‏ ‏لا‏ ‏تشهد‏ ‏له‏ ‏القوارير‏ ‏فقط‏ ‏بل‏ ‏والكتابات‏ ‏المنقوشة‏, ‏ففي‏ ‏هانشير‏ ‏فيللو‏ ‏بوادي‏ ‏سيليان‏ ‏وجدت‏ ‏بلاطة‏ ‏مستطيلة‏ ‏من‏ ‏الحجر‏ ‏الجيري‏, ‏اكتشف‏ ‏نصفها‏ ‏عام‏ 1896 ‏ميلادية‏... ‏وفي‏ ‏عام‏ 1901 ‏ميلادية‏ ‏وجدت‏ 17 ‏قطعة‏ ‏أخري‏ ‏مما‏ ‏سمح‏ ‏بإعادة‏ ‏تجميعها‏ ‏بشكل‏ ‏شبه‏ ‏كامل‏, ‏وهي‏ ‏بطول‏ 0.75 ‏من‏ ‏المتر‏ ‏وعرض‏ 0.61 ‏من‏ ‏المتر‏ ‏وسمك‏ ‏من‏ 0.07 ‏إلي‏ 0.08 ‏من‏ ‏المتر‏ ‏ومحفوظة‏ ‏حاليا‏ ‏بمتحف‏ ‏اللوفر‏ ‏بباريس‏... ‏وهذه‏ ‏البلاطة‏ ‏الأثرية‏ ‏تمثل‏ ‏لوح‏ ‏مذبح‏ ‏توضع‏ ‏فوق‏ ‏ذخائر‏ ‏رفات‏ ‏القديسين‏, ‏إذ‏ ‏علي‏ ‏الظهر‏ ‏في‏ ‏وسطها‏ ‏يوجد‏ ‏الموضع‏ ‏المجهز‏ ‏لمكان‏ ‏صندوق‏ ‏الزخائر‏, ‏وهو‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏جزء‏ ‏غائر‏ ‏بعمق‏ 0.01 ‏من‏ ‏المتر‏ ‏وعلي‏ ‏الوجه‏ ‏الجانبي‏ ‏لهذه‏ ‏البلاطة‏ ‏وجدت‏ ‏آثار‏ ‏كتابة‏ ‏بقيت‏ ‏منها‏ ‏بعض‏ ‏حروف‏, ‏بقيت‏ ‏منها‏ ‏عبارة‏ ‏مينا‏ ‏الشهيد‏ ‏وعلي‏ ‏الوجه‏ ‏العلوي‏ ‏يوجد‏ ‏نقش‏ ‏آخر‏ ‏بحروف‏ ‏غير‏ ‏منتظمة‏ ‏مكون‏ ‏من‏ ‏خمسة‏ ‏أسطر‏, ‏وفي‏ ‏نهاية‏ ‏السطر‏ ‏الأول‏ ‏نقرأ‏ ‏عبارة‏ ‏استشهاد‏ ‏مينا‏... ‏والجدير‏ ‏بالذكر‏ ‏أن‏ ‏يوم‏ ‏إيداع‏ ‏الذخائر‏ ‏في‏ ‏هانشير‏ ‏فيللو‏ ‏هو‏ ‏يوم‏ 11 ‏نوفمبر‏, ‏وهو‏ ‏يوم‏ ‏عيد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏.‏
                      وفي‏ ‏عين‏ ‏زيرارا‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏عين‏ ‏بيدا‏ ‏بين‏ ‏قسطيطنة‏ ‏وتيبيسيا‏ ‏اكتشف‏ ‏أثر‏ ‏مسيحي‏ ‏بين‏ ‏أنقاض‏ ‏كنيسة‏, ‏ييعرف‏ ‏لدي‏ ‏الأثريين‏ ‏باسم‏ ‏كابسلا‏ ‏أرجنتيا‏ capsella argentea ‏عليه‏ ‏كتابة‏ ‏من‏ ‏حوالي‏ ‏ثمانية‏ ‏أسطر‏, ‏وحسب‏ ‏تقدير‏ ‏م‏.‏أ‏.‏ميشو‏ M.E.Michon ‏يمكن‏ ‏قراءة‏ ‏اسم‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏السطر‏ ‏الرابع‏.‏
                      وفي‏ ‏خربة‏ ‏الماء‏ ‏الأبيض‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏برج‏ ‏مامرا‏ ‏بين‏ ‏قسطنطين‏ ‏وسيتيف‏ ‏وجد‏ ‏حجر‏ ‏مستطيل‏ ‏طوله‏ 0.55 ‏من‏ ‏المتر‏ ‏وعرضه‏ 0.42 ‏من‏ ‏المتر‏ ‏وسمكه‏ 0.20 ‏من‏ ‏المتر‏ ‏ويبدو‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يشكل‏ ‏جزءا‏ ‏من‏ ‏قاعدة‏ ‏مذبح‏, ‏وعليه‏ ‏كتابة‏ ‏منقوشة‏ ‏تعود‏ ‏إلي‏ ‏سنة‏ 740 ‏ميلادية‏ ‏وهذا‏ ‏الأثر‏ ‏محفوظ‏ ‏حاليا‏ ‏بمتحف‏ ‏اللوفر‏, ‏وفي‏ ‏السطر‏ ‏الرابع‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الكتابة‏ ‏توجد‏ ‏كلمة‏ ‏مينا‏ ‏أو‏ ‏ميناس‏ ‏ومن‏ ‏المرجح‏ ‏أن‏ ‏المقصود‏ ‏هو‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏المصري‏.‏
                      وفي‏ ‏ليبيا‏ ‏ذكر‏ ‏داود‏ ‏حلاق‏ ‏في‏ ‏كتابه‏ ‏عن‏ ‏مرقس‏ ‏الإنجيلي‏ ‏أنه‏ ‏خلال‏ ‏حملة‏ ‏الكشف‏ ‏عن‏ ‏كهوف‏ ‏بمنطقة‏ ‏الجبل‏ ‏الأخضر‏, ‏والتي‏ ‏استغرقت‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ (1985 - 1987 ‏ميلادية‏) ‏قمنا‏ ‏بالصعود‏ ‏إلي‏ ‏حوالي‏ ‏مائة‏ ‏كهف‏ ‏بأجراف‏ ‏الأودية‏ ‏الصخرية‏ ‏عمودية‏ ‏الانحدار‏, ‏وتم‏ ‏العثور‏ ‏علي‏ ‏كهف‏ ‏معلق‏ ‏بالجهة‏ ‏الشرقية‏, ‏ويعتبر‏ ‏الكهف‏ ‏الصخري‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏أوسع‏ ‏الكهوف‏ ‏المعلقة‏ ‏بأجراف‏ ‏الأودية‏ ‏في‏ ‏المنطقة‏ ‏ويعرف‏ ‏محليا‏ ‏اليوم‏ ‏باسم‏ ‏كهف‏ ‏بومناس‏... ‏وإلي‏ ‏الشمال‏ ‏من‏ ‏موقع‏ ‏هذا‏ ‏الكهف‏ ‏هناك‏ ‏مقرات‏ ‏محفورة‏... ‏وتعرف‏ ‏هذه‏ ‏المقرات‏ ‏باسم‏ ‏عيسون‏, ‏ولا‏ ‏ندري‏ ‏حقيقة‏ ‏هذه‏ ‏التسمية‏ ‏التي‏ ‏تحتوي‏ ‏علي‏ ‏أحرف‏ ‏من‏ ‏اسم‏ ‏عيسي‏... ‏ويذكر‏ ‏جود‏ ‏تشايلد‏ ‏أن‏ ‏اسم‏ ‏هذا‏ ‏الكهف‏ ‏يرجع‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏أول‏ ‏أسقف‏ ‏في‏ ‏قورينا‏ ‏يسجله‏ ‏التاريخ‏ ‏يدعي‏ ‏آموناس‏ ‏من‏ ‏برنيق‏... ‏ثم‏ ‏يذكر‏ ‏أن‏ ‏التاريخ‏ ‏يسجل‏ ‏وجود‏ ‏أبومناس‏ ‏آخر‏ ‏وهو‏ ‏من‏ ‏بلاد‏ ‏مصر‏, ‏ويقال‏ ‏إنه‏ ‏استشهد‏ ‏حوالي‏ ‏عام‏ 256‏م‏ ‏ويكتب‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏المراجع‏ ‏الأجنبية‏ ‏باسم‏ ‏أبومناس‏ Abo Menas ‏وهو‏ ‏نفس‏ ‏النطق‏ ‏واللفظ‏ ‏الذي‏ ‏ما‏ ‏يزال‏ ‏يطلق‏ ‏علي‏ ‏الكهف‏ ‏بوادي‏ ‏استوا‏ ‏بالجبل‏ ‏الأخضر‏ ‏كاف‏ ‏بومناس‏... ‏واستمر‏ ‏أثر‏ ‏بومناس‏ ‏بعد‏ ‏زمنه‏ ‏في‏ ‏ظهور‏ ‏قنينته‏ ‏الفخارية‏... ‏والعثور‏ ‏عليها‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏الإسكندرية‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وأبولونية‏ ‏سوسة‏ ‏ورأس‏ ‏الهلال‏ ‏وسيدي‏ ‏أخريبيش‏ ‏في‏ ‏بنغازي‏, ‏بل‏ ‏وفي‏ ‏مناطق‏ ‏أخري‏ ‏في‏ ‏حوض‏ ‏البحر‏ ‏المتوسط‏... ‏وقد‏ ‏ظهرت‏ ‏قنينتان‏ ‏لأبي‏ ‏ميناس‏ ‏في‏ ‏حفريات‏ ‏سيدي‏ ‏خريبيش‏ (‏برنيكي‏ - ‏بنغازي‏) ‏ويوجد‏ ‏نموذجان‏ ‏في‏ ‏متحف‏ ‏سوسة‏ ‏للقديس‏ ‏بومناس‏ ‏محاطا‏ ‏بجملين‏ (‏رقمي‏ 90, 104 ‏وأخري‏ ‏في‏ ‏مخازن‏ ‏الجرد‏ ‏رقم‏ 244) ‏ويحتمل‏ ‏أنها‏ ‏من‏ ‏رأس‏ ‏الهلال‏. ‏ثم‏ ‏يرد‏ ‏في‏ ‏صفحة‏ 206 ‏صورة‏ ‏قارورة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏ومكتوب‏ ‏أسفلها‏: ‏قنينة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏يظهر‏ ‏في‏ ‏وسطها‏ ‏القديس‏ ‏وعلي‏ ‏جانبيه‏ ‏جملان‏.‏
                      ولا‏ ‏يقتصر‏ ‏التكريم‏ ‏علي‏ ‏التاريخ‏ ‏القديم‏ ‏ففي‏ ‏العصور‏ ‏الحديثة‏ ‏نجد‏ ‏أضعافا‏ ‏لهذا‏ ‏التكريم‏ ‏ولنبدأ‏ ‏باليونان‏... ‏فالقديس‏ ‏مينا‏ ‏المصري‏ ‏مشهور‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏اليونانية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏فيطلق‏ ‏اسمه‏ ‏علي‏ ‏عدة‏ ‏كنائس‏ ‏وأديرة‏, ‏ومعروف‏ ‏عنه‏ ‏أنه‏ ‏يصنع‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏المعجزات‏... ‏ونقتبس‏ ‏هنا‏ ‏بعضا‏ ‏مما‏ ‏كتبه‏ ‏حديثا‏ ‏شمندريت‏ ‏خارلامبوس‏ ‏فاسيلو‏ ‏بولو‏ ‏باللغة‏ ‏اليونانية‏ ‏وهذا‏ ‏فيه‏ ‏الكفاية‏ ‏للتدليل‏ ‏علي‏ ‏مكانته‏ ‏لدي‏ ‏اليونانيين‏ ‏في‏ ‏عصرنا‏ ‏فيقول‏ ‏في‏ ‏مقدمة‏ ‏كتابه‏ ‏عن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏الصادر‏ ‏في‏ ‏أثينا‏ ‏عام‏ 1973‏م‏ ‏وأعيد‏ ‏طبعه‏ ‏عام‏ 1995‏م‏:‏
                      يوجد‏ ‏قديسون‏ ‏يمجدون‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏واحد‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏إيبارشية‏ ‏واحدة‏ ‏أو‏ ‏دولة‏ ‏واحدة‏, ‏أما‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏فيمجد‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏ومن‏ ‏كل‏ ‏المسيحيين‏,‏فهو‏ ‏يكرم‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وكل‏ ‏أفريقيا‏, ‏يكرم‏ ‏في‏ ‏اليونان‏ ‏وكل‏ ‏الشرق‏. ‏وعلي‏ ‏اسمه‏ ‏كنائس‏ ‏وأديرة‏ ‏في‏ ‏الجزر‏, ‏في‏ ‏كريت‏ ‏وفي‏ ‏شيو‏ ‏وفي‏ ‏إيجينا‏, ‏في‏ ‏القسطنطينية‏, ‏وفي‏ ‏مكدونية‏ ‏وفي‏ ‏روما‏, ‏وفي‏ ‏عمق‏ ‏القارة‏ ‏السوداء‏... ‏ويتساءل‏ ‏خارلامبوس‏ ‏لماذا‏ ‏يكرم‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏كثيرا‏ ‏هكذا‏, ‏وهو‏ ‏لم‏ ‏يؤلف‏ ‏كتبا‏ ‏ولا‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏المعاصرين؟‏! ‏ويجيب‏ ‏في‏ ‏كتابه‏ ‏علي‏ ‏تساؤلاته‏ ‏فيقول‏ ‏هو‏ ‏يكرم‏ ‏لاحتماله‏ ‏عذابات‏ ‏قاسية‏ ‏تفوق‏ ‏طاقة‏ ‏الإنسان‏, ‏وهو‏ ‏أجري‏ ‏ويجري‏ ‏باستمرار‏ ‏معجزات‏ ‏لا‏ ‏تحصي‏ ‏هذه‏ ‏قد‏ ‏جعلت‏ ‏له‏ ‏مكانة‏ ‏في‏ ‏وجدان‏ ‏الشعب‏ ‏حتي‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏القرون‏ ‏التي‏ ‏مضت‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏أن‏ ‏تدخله‏ ‏في‏ ‏دائرة‏ ‏النسيان‏ ‏أنه‏ ‏يتدخل‏ ‏دائما‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الناس‏, ‏واليوم‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏ينقذهم‏ ‏من‏ ‏الأخطار‏ ‏ومن‏ ‏المواقف‏ ‏الصعبة‏.‏
                      إن‏ ‏الكثيرين‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏يسمعون‏ ‏اسمه‏ ‏ولكن‏ ‏لا‏ ‏يعرفون‏ ‏سيرته‏, ‏وبالتالي‏ ‏لا‏ ‏يربحون‏ ‏مساعدة‏ ‏وحماية‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏... ‏اقرأ‏ ‏سيرة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏قراءة‏ ‏واعية‏, ‏ونحن‏ ‏متأكدون‏ ‏أنك‏ ‏ستستفيد‏. ‏ونأمل‏ ‏أن‏ ‏يساعدك‏ ‏التأمل‏ ‏في‏ ‏سيرة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏تقتدي‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏الإيمان‏ ‏والتقوي‏ ‏والقداسة‏.‏
                      وعن‏ ‏المكان‏ ‏الذي‏ ‏دفن‏ ‏فيه‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏بمريوط‏ ‏بمصر‏ ‏يقول‏: ‏أصبح‏ ‏المكان‏ ‏مركزا‏ ‏دينيا‏ ‏يسعي‏ ‏كثيرون‏ ‏إليه‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏ليسجدوا‏ ‏عند‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏ولينالوا‏ ‏الشفاء‏, ‏ويأخذون‏ ‏من‏ ‏ماء‏ ‏النبع‏ ‏الذي‏ ‏هناك‏, ‏والذي‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏له‏ ‏القدرة‏ ‏علي‏ ‏صنع‏ ‏العجائب‏, ‏وعند‏ ‏عودتهم‏ ‏لأوطانهم‏ ‏كانوا‏ ‏يحملون‏ ‏معهم‏ ‏بركة‏ ‏وهي‏ ‏آنية‏ ‏صغيرة‏ ‏تملأ‏ ‏بزيت‏ ‏القنديل‏ ‏المقدس‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏ماء‏ ‏النبع‏ ‏المقدس‏.‏
                      وفي‏ ‏جزيرة‏ ‏كريت‏ ‏يوجد‏ ‏بمنطقة‏ ‏إيراكليون‏ Herakleion ‏كاتدرائية‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏المصري‏, ‏وهي‏ ‏مقر‏ ‏المطرانية‏, ‏وهي‏ ‏أكبر‏ ‏كنيسة‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏شبه‏ ‏جزيرة‏ ‏البلقان‏, ‏يبلغ‏ ‏طولها‏ 42 ‏مترا‏ ‏وعرضها‏ 30 ‏مترا‏ ‏وارتفاعها‏ 32 ‏مترا‏ ‏شيدت‏ ‏عام‏ 1862 ‏ميلادية‏ ‏بجوار‏ ‏كنيسة‏ ‏أخري‏ ‏صغيرة‏ ‏تحت‏ ‏مستوي‏ ‏سطح‏ ‏الأرض‏ ‏بنيت‏ ‏عام‏ 1300 ‏ميلادية‏ ‏ويوجد‏ ‏بها‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏رفات‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏, ‏أهديت‏ ‏إليها‏ ‏عام‏ 1908 ‏من‏ ‏بطريرك‏ ‏الروم‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏بالإسكندرية‏.‏
                      ومن‏ ‏المعجزات‏ ‏المتداولة‏ ‏بكريت‏ ‏عن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏أنه‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏القيامة‏ - 18 ‏أبريل‏ 1826 ‏ميلادية‏ - ‏رأي‏ ‏الأتراك‏ ‏فرصتهم‏ ‏للتخلص‏ ‏من‏ ‏اليونانيين‏ ‏المجتمعين‏ ‏كلهم‏ ‏في‏ ‏صلاة‏ ‏قداس‏ ‏العيد‏ ‏داخل‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏إيراكليون‏ ‏بجزيرة‏ ‏كريت‏, ‏ولكي‏ ‏يضمن‏ ‏الأتراك‏ ‏القضاء‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏المجتمعين‏ ‏بالكنيسة‏ ‏وعدم‏ ‏هروب‏ ‏أحد‏, ‏جمعوا‏ ‏حشدا‏ ‏كبيرا‏ ‏متسلحين‏ ‏بالسيوف‏ ‏والسكاكين‏ ‏وبكل‏ ‏أنواع‏ ‏الأسلحة‏ ‏وأحاطوا‏ ‏بالكنيسة‏, ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏حشود‏ ‏أخري‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏الشوارع‏, ‏ولكي‏ ‏يشتتوا‏ ‏اهتمام‏ ‏المسئولين‏ ‏أشعلوا‏ ‏حرائق‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏الأحياء‏ ‏البعيدة‏ ‏من‏ ‏المدينة‏, ‏وعندما‏ ‏كان‏ ‏المطران‏ ‏كالينيكوس‏ ‏يقرأ‏ ‏الإنجيل‏, ‏اقترب‏ ‏من‏ ‏الأبواب‏ ‏حشد‏ ‏الأتراك‏ ‏المسلحين‏, ‏ولكنهم‏ ‏فوجئوا‏ ‏بنور‏ ‏مملوء‏ ‏مهابة‏ ‏يملأ‏ ‏الكنيسة‏, ‏وظهر‏ ‏جندي‏ ‏شيخ‏ ‏بشعر‏ ‏أبيض‏ ‏مهيب‏ ‏المنظر‏ ‏يركب‏ ‏حصانا‏, ‏ويلوح‏ ‏بسيفه‏ ‏غاضبا‏ ‏وكان‏ ‏يشبه‏ ‏رئيس‏ ‏الأتراك‏ (‏آيان‏ ‏أغا‏) ‏فما‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏هؤلاء‏ ‏المستعدين‏ ‏لمذبحة‏ ‏كبري‏ ‏إلا‏ ‏سرعة‏ ‏الهروب‏ ‏واختفوا‏ ‏مرتعبين‏,‏ولما‏ ‏ذهبوا‏ ‏لحاكمهم‏ ‏مشتكين‏ ‏من‏ ‏إرساله‏ ‏آيان‏ ‏أغا‏ ‏ليفرقهم‏, ‏أجابهم‏ ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏يعلم‏ ‏شيئا‏ ‏ولم‏ ‏يرسل‏ ‏أحدا‏, ‏أما‏ ‏آيان‏ ‏أغا‏ ‏فكان‏ ‏في‏ ‏تلك‏ ‏الليلة‏ ‏نائما‏ ‏في‏ ‏بيته‏... ‏وهنا‏ ‏فطن‏ ‏الأتراك‏ ‏أن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏لينقذ‏ ‏المسيحيين‏... ‏أما‏ ‏المطران‏ ‏فلكي‏ ‏يثبت‏ ‏المعجزة‏ ‏ويخزي‏ ‏الأتراك‏, ‏ذهب‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏إلي‏ ‏الحاكم‏ ‏ليشكره‏ ‏كأنه‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏أرسل‏ ‏القائد‏ ‏آيان‏ ‏أغا‏, ‏ولكن‏ ‏الحاكم‏ ‏قال‏ ‏إنه‏ ‏لم‏ ‏يرسله‏, ‏وهكذا‏ ‏أعلن‏ ‏الأتراك‏ ‏المعجزة‏ ‏بأنفسهم‏.‏
                      ‏* ‏ملحوظة‏: ‏ظهر‏ ‏القديس‏ ‏بصورة‏ ‏شيخ‏ ‏لأن‏ ‏الكنيسة‏ ‏اليونانية‏ ‏تعتقد‏ ‏أنه‏ ‏استشهد‏ ‏في‏ ‏سن‏ ‏متقدم‏, ‏وهو‏ ‏يرسم‏ ‏هكذا‏ ‏في‏ ‏الصورة‏ ‏اليونانية‏, ‏والقديس‏ ‏ظهر‏ ‏بالشكل‏ ‏المألوف‏ ‏لديهم‏.‏
                      وفي‏ ‏ألمانيا‏ ‏توجد‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏باسم‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بمنطقة‏ ‏من‏ ‏أجمل‏ ‏مناطق‏ ‏نهر‏ ‏الراين‏ ‏وعند‏ ‏تقابله‏ ‏مع‏ ‏نهر‏ ‏الموزل‏ ‏في‏ ‏بلدة‏ ‏شتولزينفلز‏ ‏التابعة‏ ‏لمركز‏ ‏كوبلنز‏, ‏وهي‏ ‏كنيسة‏ ‏قديمة‏ ‏شيدت‏ ‏عام‏ 1328 ‏ميلادية‏ ‏وكرسها‏ ‏أسقف‏ ‏ترير‏ ‏المساعد‏ Daniel Von Wichterich ‏وأصبحت‏ ‏عام‏ 1486‏م‏ ‏مقر‏ ‏إيبارشية‏ ‏تضم‏ 474 ‏كاثوليكيا‏. ‏وبجوار‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏أقيمت‏ ‏دار‏ ‏للمسنين‏... ‏ويقال‏ ‏إن‏ ‏الدار‏ ‏أقيمت‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏لاستفادة‏ ‏المرضي‏ ‏من‏ ‏معجزات‏ ‏الشفاء‏ ‏التي‏ ‏يجريها‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏, ‏وفي‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏عشر‏ ‏أصبحت‏ ‏المنطقة‏ ‏التي‏ ‏بها‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏مكانا‏ ‏للحج‏ ‏وكان‏ ‏رئيس‏ ‏الأساقفة‏ ‏فيرنر‏ Erzbischof Werner ‏يمكث‏ ‏هناك‏ ‏كثيرا‏, ‏ولتجمع‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الحجاج‏ ‏شيدت‏ ‏كنيسة‏ ‏إضافية‏ ‏عام‏ 1371 ‏ميلادية‏.‏
                      وعن‏ ‏رومانيا‏ ‏يذكر‏ ‏العالم‏ :.‏م‏.‏كاوفمان‏ ‏أن‏ ‏تتبع‏ ‏الآثار‏ ‏العديدة‏ ‏لتكريم‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏البلقان‏ ‏وفي‏ ‏منطقة‏ ‏البحر‏ ‏الأسود‏ ‏له‏ ‏سحر‏ ‏خاص‏, ‏وذكر‏ ‏أن‏ ‏واحدا‏ ‏من‏ ‏أعظم‏ ‏العلماء‏ ‏وهو‏ ‏د‏.‏رايمود‏ ‏ميسهامر‏ ‏رئيس‏ ‏أساقفة‏ ‏بوخارست‏ ‏ذكر‏ ‏أنه‏ ‏يوجد‏ ‏كنيسة‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بالعاصمة‏, ‏ويطلق‏ ‏اسمه‏ ‏علي‏ ‏أحد‏ ‏الشوارع‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ Craiovo, ‏كما‏ ‏يوجد‏ ‏شوارع‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏في‏ ‏مدن‏: Pitesti, Barlad, Focsani, Camena, ‏وفي‏ ‏أكاديمية‏ Dobrudscha ‏يوجد‏ 12 ‏صورة‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏, ‏منها‏ ‏أيقونات‏ ‏فضية‏ ‏ويتبارك‏ ‏منها‏ ‏الشعب‏... ‏والكنيسة‏ ‏التي‏ ‏في‏ ‏بوخارست‏ ‏يعتبرها‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏مكانا‏ ‏له‏ ‏اعتباره‏ ‏المقدس‏ ‏إذ‏ ‏يحجون‏ ‏إليها‏ ‏كمزار‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏, ‏وهناك‏ ‏يقدمون‏ ‏الابتهال‏ ‏عند‏ ‏الإصابة‏ ‏بأمراض‏ ‏أو‏ ‏متاعب‏.‏
                      وللقديس‏ ‏مينا‏ ‏شهرة‏ ‏ذائعة‏ ‏في‏ ‏رومانيا‏ ‏ويعيدون‏ ‏له‏ ‏مرتين‏ ‏في‏ ‏العام‏, ‏فيحتفلون‏ ‏به‏ ‏يوم‏ 10 ‏ديسمبر‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏ذكري‏ ‏استشهاده‏ ‏يوم‏ 11 ‏نوفمبر‏, ‏وسيرته‏ ‏متداولة‏ ‏في‏ ‏عدة‏ ‏كتب‏ ‏منها‏ ‏كتاب‏ ‏من‏ ‏تأليف‏ ‏راعي‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بالعاصمة‏ ‏بوخارست‏, ‏وهي‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏تضم‏ ‏مقصورة‏ ‏تحوي‏ ‏صندوقا‏ ‏عليه‏ ‏نقوش‏ ‏دقيقة‏ ‏بداخله‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏.‏
                      وفي‏ ‏مدينة‏ Craiova ‏التي‏ ‏تبعد‏ ‏عن‏ ‏العاصمة‏ 200 ‏كيلو‏ ‏متر‏ ‏يوجد‏ ‏أيضا‏ ‏كنيسة‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏.‏
                      المؤمنون‏ ‏في‏ ‏رومانيا‏ ‏يتشفعون‏ ‏بالقديس‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏أمور‏ ‏حياتهم‏ ‏لما‏ ‏يلمسون‏ ‏منه‏ ‏من‏ ‏تعضيد‏, ‏ومسانداته‏ ‏لهم‏ ‏في‏ ‏الصعاب‏ ‏ملموسة‏... ‏وكما‏ ‏أن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏مشهور‏ ‏في‏ ‏رومانيا‏ ‏فهو‏ ‏معروف‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏أخري‏ ‏مثل‏ ‏بلغاريا‏ ‏وروسيا‏ ‏بأنه‏ ‏الشفيع‏ ‏الذي‏ ‏يطلبونه‏ ‏لإرجاع‏ ‏المفقودات‏.‏
                      وفي‏ ‏كندا‏ ‏نشرت‏ ‏مجلة‏: ‏ويكلي‏ ‏ويرلد‏ ‏نيوز‏ Weekly World News ‏في‏ ‏عددها‏ ‏الصادر‏ ‏يوم‏ 9 ‏أغسطس‏ 1994 ‏ميلادية‏ ‏ريبورتاج‏ ‏عن‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بعنوان‏ ‏الآلاف‏ ‏نالوا‏ ‏الشفاء‏ ‏من‏ ‏أمراض‏ ‏مميتة‏ ‏وتخلصوا‏ ‏من‏ ‏ضيقات‏ ‏مالية‏ ‏ببساطة‏, ‏عندما‏ ‏لمسوا‏ ‏الأرض‏ ‏الطيبة‏ ‏لتلك‏ ‏المدينة‏ ‏القديمة‏. ‏وذكرت‏ ‏أن‏ ‏العلماء‏ ‏غير‏ ‏متأكدين‏ ‏عما‏ ‏في‏ ‏رمال‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏المقدس‏ ‏القريب‏ ‏من‏ ‏الإسكندرية‏,‏ولكن‏ ‏هناك‏ ‏شيئا‏ ‏يحدث‏, ‏تغييرا‏ ‏جذريا‏ ‏إلي‏ ‏الأفضل‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الناس‏ ‏الذين‏ ‏يذهبون‏ ‏ويضعون‏ ‏أيديهم‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الأرض‏... ‏واستشهدت‏ ‏المجلة‏ ‏بما‏ ‏ذكرته‏ ‏كورا‏ ‏ليدزويل‏ ‏العاملة‏ ‏بمصنع‏ ‏دينفر‏ ‏نصحني‏ ‏الأطباء‏ ‏ألا‏ ‏أقوم‏ ‏بالرحلة‏, ‏ولكن‏ ‏لما‏ ‏سمعته‏ ‏من‏ ‏قصص‏ ‏معجزات‏ ‏الشفاء‏ ‏في‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏أدركت‏ ‏أنه‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏أذهب‏, ‏كانت‏ ‏الرحلة‏ ‏صعبة‏, ‏ولكن‏ ‏عندما‏ ‏وصلت‏ ‏ولمست‏ ‏ذلك‏ ‏الرمل‏, ‏تنقت‏ ‏قنوات‏ ‏التنفس‏ ‏عندي‏ ‏في‏ ‏الحال‏, ‏وتمكنت‏ ‏من‏ ‏التنفس‏ ‏المريح‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏من‏ ‏سنوات‏... ‏وعندما‏ ‏عدت‏ ‏إلي‏ ‏بلدتي‏ ‏أكد‏ ‏لي‏ ‏الأباء‏ ‏أن‏ ‏السرطان‏ ‏الذي‏ ‏أصابني‏ ‏قد‏ ‏تلاشي‏ ‏تماما‏.‏




                      من تاريخ الدير
                      ‏قد‏ ‏مضي‏ 17 ‏قرنا‏ ‏علي‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏...‏زمان‏ ‏طويل‏ ‏ملئ‏ ‏بالبركات‏ ‏والمعجزات‏ ‏يزيد‏ ‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏مجدا‏ ‏وفخرا‏...‏وإن‏ ‏كانت‏ ‏الملايين‏ ‏علي‏ ‏امتداد‏ ‏سنوات‏ ‏هذه‏ ‏القرون‏ ‏قد‏ ‏نالت‏ ‏بركات‏ ‏كثيرة‏ ‏بشفاعة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏...‏فإن‏ ‏أبناء‏ ‏هذا‏ ‏الجيل‏ ‏ينالون‏ ‏بركة‏ ‏أعظم‏ ‏وهم‏ ‏يسترجعون‏ ‏حياة‏ ‏قديس‏ ‏امتدت‏17‏قرنا‏ ‏حيا‏ ‏بمعجزاته‏..‏وهم‏ ‏أيضا‏ ‏محظوظون‏ ‏أن‏ ‏يحتفلوا‏ ‏باليوبيل‏ ‏الذهبي‏ ‏للدير‏ ‏الذي‏ ‏يحمل‏ ‏اسمه‏ ‏فوق‏ ‏الأرض‏ ‏التي‏ ‏احتضنت‏ ‏جسده‏ ‏لسنوات‏ ‏فصارت‏ ‏مباركة‏.‏
                      البداية‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏بلدة نقيوس وهي‏ ‏إحدي‏ ‏قري‏ ‏مركز‏ ‏منوف‏ ‏بمحافظة‏ ‏المنوفية‏...‏هناك‏ ‏كانت‏ ‏امرأة‏-‏أوفوميه‏-‏تقية‏ ‏مداومة‏ ‏علي‏ ‏الصلاة‏ ‏والصوم‏,‏وكان‏ ‏زوجها‏-‏أودكسيس‏-‏أيضا‏ ‏رجلا‏ ‏محبوبا‏ ‏من‏ ‏القرية‏ ‏لكثرة‏ ‏فضائله‏...‏ولأنأوفوميهكانت‏ ‏عاقرا‏ ‏فكانت‏ ‏تطلب‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏أن‏ ‏يهبها‏ ‏نسلا‏ ‏طاهرا‏,‏وكانت‏ ‏لذلك‏ ‏تصوم‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏للمساء‏ ‏وتقدم‏ ‏صدقات‏ ‏كثيرة‏ ‏للغرباء‏ ‏والأرامل‏ ‏والأيتام‏...‏وفي‏ ‏عيد‏ ‏نياحة‏ ‏العذراء‏ ‏القديسة‏ ‏مريم‏-21‏طوبة‏-‏ذهبت‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏,‏ورأت‏ ‏النساء‏ ‏فرحات‏ ‏متهللات‏ ‏يحملن‏ ‏أطفالهن‏,‏فوقفت‏ ‏بانسحاق‏ ‏أمام‏ ‏أيقونة‏ ‏والدة‏ ‏الإله‏,‏ورفعت‏ ‏قلبها‏ ‏وتضرعت‏ ‏إلي‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏بدموع‏ ‏ولجاجة‏ ‏أن‏ ‏يعطيها‏ ‏نسلا‏,‏وبينما‏ ‏هي‏ ‏قائمة‏ ‏هكذا‏ ‏تصلي‏,‏سمعت‏ ‏صوتا‏ ‏صادرا‏ ‏من‏ ‏صورة‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏حضن‏ ‏العذراء‏ ‏القديسة‏ ‏مريم‏ ‏يقولآمين‏ ‏ميناففرحت‏,‏ولما‏ ‏مضت‏ ‏إلي‏ ‏بيتها‏ ‏أخبرت‏ ‏زوجها‏ ‏أودكسيسبما‏ ‏حدث‏ ‏فامتلأ‏ ‏قلبه‏ ‏بالفرح‏ ‏العظيم‏...‏
                      ‏...‏وكانت‏ ‏البداية‏ ‏في‏ ‏عام‏286 ‏ميلادية‏ ‏إذ‏ ‏لما‏ ‏تمت‏ ‏أيام‏ ‏حبلها‏ ‏ولدت‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏ودعتهمينا‏...‏قبل‏ ‏أن‏ ‏نمضي‏ ‏في‏ ‏رحلتنا‏ ‏الممتدة‏ ‏في‏ ‏عمر‏ ‏الزمان‏17‏قرنا‏ ‏أتوقف‏ ‏عند‏ ‏صوت‏ ‏الرب‏ ‏عندما‏ ‏أخبر‏ ‏الأم‏ ‏أنها‏ ‏ستأتي‏ ‏بمولود‏-‏مينا‏-‏إذ‏ ‏كان‏ ‏القصد‏ ‏الإلهي‏ ‏عظيما‏...‏فـمينااسم‏ ‏فرعوني‏ ‏معناه‏ -‏مستمر‏,‏دائم‏,‏ثابت‏-‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏حدث‏...‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أكده‏ ‏الرب‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏عندما‏ ‏اشتهيميناالاستشهاد‏ ‏فأتاه‏ ‏صوت‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏قائلايكون‏ ‏اسمك‏ ‏مشهورا‏ ‏عن‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الشهداء‏.‏
                      نعود‏ ‏إلي‏ ‏البداية‏..‏ولكم‏ ‏أن‏ ‏تتخيلوا‏ ‏الحب‏ ‏الكبير‏ ‏الذي‏ ‏فاض‏ ‏به‏ ‏الأبأودكسيسوالأم‏ ‏أوفوميهعلي‏ ‏ابنهما‏ ‏المعجزة‏...‏اهتما‏ ‏بتنشئته‏ ‏تنشية‏ ‏روحية‏,‏فهذباه‏ ‏بتعاليم‏ ‏الكنيسة‏,‏حيث‏ ‏سلماه‏ ‏إلي‏ ‏كهنة‏ ‏قديسين‏ ‏فعلموه‏ ‏وأدبوه‏ ‏بالكتب‏ ‏الإلهية‏ ‏التي‏ ‏تعلمها‏ ‏بسرعة‏,‏وكان‏ ‏كثير‏ ‏التردد‏ ‏علي‏ ‏الكنيسة‏ ‏ليلا‏ ‏ونهارا‏,‏ملازما‏ ‏الصوم‏ ‏والصلاة‏,‏فامتلأت‏ ‏نفسه‏ ‏بالفضيلة‏.‏لقد‏ ‏كان‏ ‏ولدا‏ ‏روحانيا‏ ‏مثل‏ ‏صموئيل‏ ‏النبي‏...‏ولما‏ ‏بلغ‏ ‏من‏ ‏العمر‏ ‏إحدي‏ ‏عشرة‏ ‏سنة‏,‏تنيح‏ ‏والده‏ ‏وبعده‏ ‏بثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏تنيحت‏ ‏والدته‏,‏وتركا‏ ‏له‏ ‏أموالا‏ ‏كثيرة‏,‏ولكنه‏ ‏ظل‏ ‏في‏ ‏ممارسة‏ ‏للحياة‏ ‏الروحانية‏ ‏ملازما‏ ‏الصلاة‏ ‏والصوم‏ ‏وإعطاء‏ ‏الصدقات‏..‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏هذا‏ ‏غريبا‏ ‏علي‏ ‏الابنمينافقد‏ ‏كان‏ ‏والدهأودكسيسرجلا‏ ‏تقيا‏ ‏محبوبا‏ ‏من‏ ‏أهل‏ ‏الأقليم‏ ‏لكثرة‏ ‏فضائله‏,‏وكان‏ ‏واليا‏ ‏علي‏ ‏أقليم‏ ‏أفريقيا‏..‏ولما‏ ‏بلغمينامن‏ ‏العمر‏ ‏خمس‏ ‏عشرة‏ ‏سنة‏ ‏صدر‏ ‏منشور‏ ‏ملكي‏ ‏بأن‏ ‏يؤخذ‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏بلد‏ ‏من‏ ‏يصلح‏ ‏للجندية‏,‏وكان‏ ‏ميناممن‏ ‏وقع‏ ‏عليهم‏ ‏الاختيار‏ ‏ولما‏ ‏ثبتت‏ ‏مهارته‏ ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏تواضعه‏ ‏ووداعته‏ ‏عينه‏ ‏الوالي‏-‏الذي‏ ‏تولي‏ ‏الحكم‏ ‏بعد‏ ‏أبيه‏-‏نائبا‏ ‏عنه‏ ‏في‏ ‏قيادة‏ ‏الجيش‏.‏
                      ‏**‏في‏ ‏عام‏303‏م‏ ‏أصدر‏ ‏الإمبراطوران‏ ‏دقلديانوسومكسيميانوسمرسوما‏ ‏يأمران‏ ‏فيه‏ ‏بالسجود‏ ‏للأوثان‏ ‏وتقديم‏ ‏القرابين‏ ‏لها‏.‏فلم‏ ‏يحتمل‏ ‏ميناأن‏ ‏يري‏ ‏الكثيرين‏ ‏وقد‏ ‏سقطوا‏ ‏صرعي‏ ‏أمام‏ ‏خداع‏ ‏الشيطان‏,‏فقام‏ ‏في‏ ‏شجاعة‏ ‏ووزع‏ ‏كل‏ ‏ثروته‏ ‏وممتلكاته‏ ‏علي‏ ‏المحتاجين‏,‏وتخلي‏ ‏عن‏ ‏منصبه‏,‏ورحل‏ ‏إلي‏ ‏الصحراء‏ ‏ليتمكن‏ ‏من‏ ‏التمتع‏ ‏بالعشرة‏ ‏الإلهية‏ ‏مع‏ ‏مخلصه‏ ‏وحبيبه‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏مرددا‏ ‏القول‏:‏قد‏ ‏رأيت‏ ‏عصيانا‏ ‏وخصاما‏ ‏في‏ ‏المدينة‏,‏فبعدت‏ ‏هاربا‏ ‏وآويت‏ ‏البرية‏ ‏منطلقا‏ ‏إلي‏ ‏إلهي‏ ‏ومخلصي‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏...‏وفي‏ ‏البرية‏ ‏كان‏ ‏يصوم‏ ‏حتي‏ ‏المساء‏ ‏ويقضي‏ ‏الليل‏ ‏كله‏ ‏في‏ ‏الصلاة‏.‏
                      ‏**‏بعد‏ ‏أن‏ ‏قضي‏ ‏القديس‏ ‏حوالي‏ ‏خمس‏ ‏سنوات‏ ‏في‏ ‏نسك‏ ‏كثير‏ ‏وأصوام‏ ‏وصلوات‏ ‏مع‏ ‏هذيذ‏,‏حدث‏ ‏في‏ ‏أحد‏ ‏الأيام‏ ‏بينما‏ ‏هو‏ ‏قائم‏ ‏يصلي‏ ‏أشرقت‏ ‏نعمة‏ ‏الله‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏السماء‏,‏فرأي‏ ‏السماء‏ ‏مفتوحة‏ ‏وجمهورا‏ ‏من‏ ‏الملائكة‏ ‏النورانيين‏ ‏حاملين‏ ‏أكاليل‏ ‏ذهب‏ ‏نورانية‏ ‏ويضعونها‏ ‏علي‏ ‏رؤوس‏ ‏القديسين‏ ‏الذين‏ ‏أكملوا‏ ‏جهادهم‏ ‏وشهادتهم‏,‏ثم‏ ‏يصعدون‏ ‏بهم‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏وهم‏ ‏منيرون‏ ‏كالشمس‏ ‏بمجد‏ ‏عظيم‏.‏
                      حينئذ‏ ‏اشتاقميناأن‏ ‏يستشهد‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏ربنا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏,‏وسمع‏ ‏الرب‏ ‏أنات‏ ‏قلبه‏ ‏الملتهبة‏ ‏حبا‏,‏وفيما‏ ‏هو‏ ‏يفكر‏ ‏في‏ ‏ذلك‏,‏أتاه‏ ‏صوت‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏قائلا‏:‏مبارك‏ ‏أنت‏ ‏يا‏ ‏مينا‏ ‏لأنك‏ ‏دعيت‏ ‏للتقوي‏ ‏منذ‏ ‏صغرك‏,‏لذلك‏ ‏ستنال‏ ‏ثلاثة‏ ‏أكاليل‏ ‏لا‏ ‏تفني‏ ‏ولا‏ ‏تزول‏,‏بحسب‏ ‏اسم‏ ‏الثالوث‏ ‏القدوس‏ ‏الذي‏ ‏جاهدت‏ ‏من‏ ‏أجله‏:‏واحد‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏بتوليتك‏,‏وواحد‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏انفرادك‏ ‏في‏ ‏البرية‏,‏وواحد‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏استشهادك‏,‏ويكون‏ ‏اسمك‏ ‏مشهورا‏ ‏عن‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الشهداء‏,‏لأني‏ ‏سأجعل‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏قبيلة‏ ‏ولسان‏ ‏يأتون‏ ‏ويعبدونني‏ ‏في‏ ‏كنيستك‏ ‏التي‏ ‏ستبني‏ ‏علي‏ ‏اسمك‏ ‏في‏ ‏كورة‏ ‏مصر‏...‏وفوق‏ ‏ذلك‏ ‏كله‏ ‏ستحصل‏ ‏علي‏ ‏مجد‏ ‏لا‏ ‏ينطق‏ ‏به‏ ‏ومجيد‏ ‏في‏ ‏ملكوتي‏ ‏الأبدي‏.‏
                      ‏**‏علي‏ ‏أثر‏ ‏سماع‏ ‏القديس‏ ‏الصوت‏ ‏السمائي‏,‏تهلل‏ ‏بالروح‏ ‏وفرح‏ ‏فرحا‏ ‏عظيما‏,‏فنهض‏ ‏لوقته‏ ‏سائرا‏ ‏تجاه‏ ‏المدينة‏,‏وتصادف‏ ‏أن‏ ‏الوالي‏ ‏ومعه‏ ‏حشد‏ ‏كبير‏ ‏كانوا‏ ‏مجتمعين‏ ‏في‏ ‏ساحة‏ ‏المدينة‏ ‏يحتفلون‏ ‏بأحد‏ ‏الأعياد‏.‏فظهرمينافي‏ ‏وسط‏ ‏الاحتفال‏ ‏وأخذ‏ ‏يقول‏ ‏بصوت‏ ‏عال‏:‏إني‏ ‏ظهرت‏ ‏لمن‏ ‏لم‏ ‏يطلبني‏,‏وجئت‏ ‏لمن‏ ‏لم‏ ‏يسأل‏ ‏عني‏(‏إش‏65:1),(‏رو‏10:20)...‏فذهل‏ ‏الجمهور‏ ‏لهذا‏ ‏المنظر‏ ‏وحدث‏ ‏صمت‏ ‏ولم‏ ‏يستطيعوا‏ ‏الكلام‏,‏لأن‏ ‏هيئة‏ ‏القديس‏ ‏كان‏ ‏يحفها‏ ‏الوقار‏ ‏والهيبة‏ ‏بالرغم‏ ‏من‏ ‏مظهرها‏ ‏النسكي‏ ‏وملابسه‏ ‏الخشنة‏.‏حينئذ‏ ‏أخذ‏ ‏الوالي‏ ‏يتساءل‏ ‏عما‏ ‏حدث‏ ‏فأجابه‏ ‏القديس‏:‏أنا‏ ‏مسيحيفتعجب‏ ‏الوالي‏ ‏وقال‏ ‏له‏:‏هل‏ ‏أنت‏ ‏غريب‏ ‏حتي‏ ‏تتجرأ‏ ‏أن‏ ‏تأتي‏ ‏وسط‏ ‏الاحتفال‏,‏ألعلك‏ ‏ترغب‏ ‏أن‏ ‏تعطل‏ ‏الاحتفال‏ ‏السنوي‏ ‏بعيد‏ ‏الملوك‏ ‏مزدريا‏ ‏بأوامرهم؟‏!.‏في‏ ‏أثناء‏ ‏ذلك‏,‏كانت‏ ‏أنظار‏ ‏الجموع‏ ‏تحدق‏ ‏بالقديس‏ ‏وتتفرس‏ ‏فيه‏ ‏وفي‏ ‏طلعته‏ ‏البهية‏ ‏وملبسه‏ ‏الحقير‏ ‏وشجاعته‏ ‏النادرة‏.‏وإذ‏ ‏ببعض‏ ‏الحاضرين‏ ‏يقولون‏ ‏للوالي‏:‏نحن‏ ‏نعرف‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏جيدا‏ ‏فمنذ‏ ‏حوالي‏ ‏خمس‏ ‏سنوات‏ ‏كان‏ ‏قائدا‏ ‏لفرقتنا‏ ‏وكان‏ ‏أميرا‏ ‏جليلا‏ ‏ومكرما‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏أحد‏.‏
                      ‏**‏اندهش‏ ‏الوالي‏ ‏لساعته‏ ‏وانتهره‏ ‏قائلا‏:‏يا‏ ‏هذا‏,‏لماذا‏ ‏تركت‏ ‏جنديتك؟وفوق‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏لماذا‏ ‏اعترفت‏ ‏أنك‏ ‏مسيحي؟‏!.‏
                      أجاب‏:‏أنا‏ ‏جندي‏ ‏حقا‏,‏ولكن‏ ‏لأجل‏ ‏عبادتكم‏ ‏للأصنام‏ ‏آثرت‏ ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏جنديا‏ ‏لربي‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏ملك‏ ‏السموات‏ ‏والأرض‏,‏وآويت‏ ‏البرية‏ ‏مع‏ ‏السباع‏ ‏لئلا‏ ‏اختلط‏ ‏بكم‏ ‏فأهلك‏ ‏معكم‏.‏حينئذ‏ ‏أمر‏ ‏الوالي‏ ‏بأن‏ ‏يطرح‏ ‏في‏ ‏السجن‏ ‏إلي‏ ‏الغد‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏ينتهي‏ ‏الاحتفال‏ ‏بعيد‏ ‏الملوك‏ ‏ويتفرغ‏ ‏لتعذيبه‏.‏
                      ‏**‏في‏ ‏الغد‏ ‏استحضره‏ ‏الوالي‏ ‏وأخذ‏ ‏ينتهره‏ ‏قائلا‏:‏كيف‏ ‏تجرأت‏ ‏وأتيت‏ ‏في‏ ‏وسطنا‏ ‏بالأمس‏ ‏ولم‏ ‏تبال‏ ‏بالمرسوم‏,‏دون‏ ‏خوف‏ ‏من‏ ‏الملوك؟أجابه‏:‏لقد‏ ‏أجبتك‏ ‏بالأمس‏ ‏فكما‏ ‏قلت‏ ‏هكذا‏ ‏أعود‏ ‏وأقول‏ ‏أيضا‏:‏إن‏ ‏عبادتكم‏ ‏دنسة‏.‏
                      قال‏ ‏الوالي‏:‏الآن‏ ‏أخبرتي‏ ‏لماذا‏ ‏تخليت‏ ‏عن‏ ‏جنديتك‏,‏وأين‏ ‏ذهبت‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تركت‏ ‏جنديتك‏ ‏أثناء‏ ‏تلك‏ ‏الفترة‏ ‏الطويلة؟‏!.‏
                      أجاب‏:‏لأجل‏ ‏محبتي‏ ‏في‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏اخترت‏ ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏مع‏ ‏الوحوش‏ ‏في‏ ‏البرية‏,‏فهذا‏ ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏الوجود‏ ‏مع‏ ‏الذين‏ ‏لا‏ ‏يعرفون‏ ‏الله‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏أهلك‏ ‏معكم‏.‏
                      قال‏ ‏له‏ ‏الوالي‏:‏قد‏ ‏أخبرت‏ ‏عن‏ ‏كرامة‏ ‏جنسك‏ ‏ومجد‏ ‏آبائك‏,‏والآن‏ ‏قدم‏ ‏ذبيحة‏ ‏وافعل‏ ‏كأمر‏ ‏الملك‏,‏وأنا‏ ‏سأكتب‏ ‏إليه‏ ‏ليعطيك‏ ‏مرتبة‏ ‏أعلي‏ ‏من‏ ‏مرتبة‏ ‏والدك‏.‏
                      أجاب‏:‏أتأمرني‏ ‏أن‏ ‏أترك‏ ‏إلهي‏ ‏خالق‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏ ‏الذي‏ ‏له‏ ‏القدرة‏ ‏أن‏ ‏يهلك‏ ‏النفس‏ ‏والجسد‏ ‏في‏ ‏جهنم‏ ‏وأتبع‏ ‏أوثانك‏ ‏الرديئة‏,‏لن‏ ‏أترك‏ ‏سيدي‏ ‏وإلهي‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏ابن‏ ‏الله‏ ‏الحي‏,‏بل‏ ‏أطلب‏ ‏إليه‏ ‏ليلا‏ ‏ونهارا‏ ‏أن‏ ‏يجعلني‏ ‏مستحقا‏ ‏أن‏ ‏أنال‏ ‏إكليل‏ ‏الحياة‏.‏واعلم‏ ‏أني‏ ‏لا‏ ‏أخاف‏ ‏منك‏ ‏ولا‏ ‏أطيعك‏,‏فإنك‏ ‏مرذول‏ ‏أنت‏ ‏وملكك‏ ‏وآلهتك‏.‏
                      لما‏ ‏سمع‏ ‏الوالي‏ ‏ذلك‏ ‏أمر‏ ‏بتعذيبه‏,‏فعذبه‏ ‏بأنواع‏ ‏كثيرة‏,‏منها‏:‏جلده‏ ‏بسيور‏ ‏جلد‏ ‏الثور‏,‏والتعليق‏ ‏علي‏ ‏الهنبازين‏,‏وتمزيق‏ ‏جسده‏ ‏بسحبه‏ ‏علي‏ ‏أوتاد‏ ‏حديدية‏ ‏مثبتة‏ ‏في‏ ‏الأرض‏,‏وتدليك‏ ‏جسده‏ ‏بمسح‏ ‏شعر‏,‏ووضع‏ ‏مشاعل‏ ‏ملتهبة‏ ‏تحته‏,‏وكسر‏ ‏أسنانه‏.‏وفي‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏كان‏ ‏الرب‏ ‏يعينه‏ ‏ويشفيه‏...‏ولما‏ ‏رأي‏ ‏الوالي‏ ‏ثباته‏ ‏وإصراره‏ ‏علي‏ ‏عدم‏ ‏الخضوع‏ ‏لأمره‏,‏كنت‏ ‏رسالة‏ ‏عنه‏ ‏إلي‏ ‏الأمير‏ ‏قال‏ ‏فيها‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏جنديا‏ ‏وترك‏ ‏جنديته‏ ‏لرفضه‏ ‏طاعة‏ ‏أوامر‏ ‏الملوك‏ ‏بالسجود‏ ‏للآلهة‏,‏وأنه‏ ‏لم‏ ‏يقتله‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏يحقق‏ ‏له‏ ‏شهوته‏.‏
                      ‏**‏أرسل‏ ‏الواليميناوالرسالة‏ ‏مع‏ ‏أربعة‏ ‏جنود‏ ‏للأمير‏,‏فأخذه‏ ‏الجند‏ ‏ووضعوا‏ ‏لجاما‏ ‏علي‏ ‏فمه‏ ‏وطوقا‏ ‏حديديا‏ ‏في‏ ‏عنقه‏ ‏جاذبين‏ ‏إياه‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏وصلوا‏ ‏إلي‏ ‏الشاطئ‏,‏واستقلوا‏ ‏مركبا‏ ‏متجهين‏ ‏إلي‏ ‏مدينة‏ ‏الأمير‏,‏وربط‏ ‏الجند‏ ‏يدي‏ ‏القديس‏ ‏ورجليه‏,‏ووضعوه‏ ‏في‏ ‏أسفل‏ ‏المركب‏ ‏وأقلع‏ ‏المركب‏...‏وبينما‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏أسفل‏ ‏المركب‏ ‏مربوط‏ ‏اليدين‏ ‏والرجلين‏ ‏إذ‏ ‏به‏ ‏يسمع‏ ‏صوتا‏ ‏يقول‏ ‏له‏:‏لا‏ ‏تخف‏ ‏يا‏ ‏حبيبي‏ ‏مينا‏,‏أنا‏ ‏هو‏ ‏يسوع‏ ‏ملكك‏ ‏وإلهك‏,‏ها‏ ‏أنا‏ ‏سأكون‏ ‏معك‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏تمضي‏ ‏إليه‏,‏وأقويك‏ ‏وأعضدك‏ ‏وألازمك‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏تكمل‏ ‏جهادك‏...‏علي‏ ‏أثر‏ ‏ذلك‏ ‏فرح‏ ‏فرحا‏ ‏عظيما‏,‏وتلألأ‏ ‏وجهه‏ ‏بالنور‏,‏وعندما‏ ‏وصل‏ ‏المركب‏ ‏إلي‏ ‏الشاطئ‏ ‏أخرجه‏ ‏الجند‏ ‏فوجدوا‏ ‏جسده‏ ‏سالما‏ ‏ووجهه‏ ‏مضيئا‏ ‏كمثل‏ ‏ملاك‏ ‏الله‏ ‏حتي‏ ‏أنهم‏ ‏لم‏ ‏يستطعوا‏ ‏النظر‏ ‏إليه‏.‏
                      ‏**‏سلمه‏ ‏الجند‏ ‏ورسالة‏ ‏الوالي‏ ‏إلي‏ ‏الأمير‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏جالسا‏ ‏يحاكم‏ ‏جماعة‏ ‏من‏ ‏المسيحيين‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏إيمانهم‏,‏ولما‏ ‏قرأ‏ ‏الرسالة‏ ‏التفت‏ ‏إلي‏ ‏القديس‏ ‏وقال‏ ‏له‏:‏تقدم‏ ‏واسجد‏ ‏للآلهة‏ ‏لئلا‏ ‏تموت‏ ‏موتا‏ ‏شنيعا‏.‏فأجابه‏:‏إني‏ ‏لا‏ ‏أسجد‏ ‏إلا‏ ‏لربي‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏,‏وهو‏ ‏يعينني‏ ‏ويقويني‏ ‏علي‏ ‏احتمال‏ ‏عذابك‏.‏فأرسله‏ ‏الأمير‏ ‏إلي‏ ‏السجن‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏يفحص‏ ‏قضيته‏..‏ووضع‏ ‏مينافي‏ ‏السجن‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏به‏ ‏خمس‏ ‏مائة‏ ‏وعشرون‏ ‏من‏ ‏المسيحيين‏ ‏المتقدمين‏ ‏لسفك‏ ‏دمائهم‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏,‏الذين‏ ‏لما‏ ‏رأوه‏ ‏ابتهجوا‏ ‏به‏ ‏وطوبوه‏,‏وكان‏ ‏مينا‏ ‏يشجعهم‏ ‏علي‏ ‏احتمال‏ ‏الآلام‏.‏ووجد‏ ‏عزاء‏ ‏في‏ ‏وجوده‏ ‏معهم‏.‏
                      ‏**‏في‏ ‏هذه‏ ‏المرة‏ ‏لم‏ ‏يقتصر‏ ‏حنان‏ ‏الرب‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يسمعه‏ ‏صوته‏ ‏الحنون‏ ‏بل‏ ‏ظهر‏ ‏له‏ ‏عيانا‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏السجن‏ ‏وأخبره‏ ‏بما‏ ‏سيحدث‏ ‏له‏ ‏وبما‏ ‏أعده‏ ‏له‏.‏ثم‏ ‏مسح‏ ‏جسده‏ ‏وأعطاه‏ ‏السلام‏,‏ذاك‏ ‏السلام‏ ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏العالم‏ ‏أن‏ ‏ينزعه‏ ‏منه‏,‏وصعد‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏.‏
                      ‏**‏وفي‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏استدعاه‏ ‏الأمير‏ ‏وقال‏ ‏له‏:‏هل‏ ‏طاب‏ ‏قلبك‏ ‏يا‏ ‏مينا‏ ‏لتبخر‏ ‏وتسجد‏ ‏للآلهة‏ ‏فتستريح‏ ‏من‏ ‏العذاب؟‏.‏
                      فأجابه‏:‏أني‏ ‏لا‏ ‏أسجد‏ ‏لآلهة‏ ‏مصنوعة‏ ‏بأيدي‏ ‏الناس‏ ‏وأتخلي‏ ‏عن‏ ‏إلهي‏ ‏الحقيقي‏.‏
                      غضب‏ ‏الأمير‏ ‏وأمر‏ ‏بجلده‏ ‏مائة‏ ‏جلدة‏ ‏بسيور‏ ‏من‏ ‏جلد‏ ‏الثور‏ ‏اللين‏,‏ولما‏ ‏لم‏ ‏ينثن‏ ‏القديس‏ ‏عن‏ ‏إيمانه‏,‏أمر‏ ‏أن‏ ‏يشد‏ ‏في‏ ‏المعصرة‏ ‏وأن‏ ‏يشق‏ ‏بمنشار‏ ‏إلي‏ ‏نصفين‏.‏فعندما‏ ‏وضع‏ ‏الجند‏ ‏المنشار‏ ‏الحديد‏ ‏علي‏ ‏جسده‏ ‏انصهر‏ ‏مثل‏ ‏الشمع‏ ‏إذا‏ ‏اقترب‏ ‏من‏ ‏النار‏,‏وذلك‏ ‏بقدرة‏ ‏يد‏ ‏المخلص‏ ‏المقدسة‏ ‏التي‏ ‏مسحت‏ ‏جسده‏.‏
                      ‏**‏لما‏ ‏لم‏ ‏يجد‏ ‏الأمير‏ ‏من‏ ‏القديس‏ ‏سوي‏ ‏الإصرار‏ ‏علي‏ ‏إيمانه‏,‏أصدر‏ ‏أمره‏ ‏أن‏ ‏تقطع‏ ‏رأس‏ ‏القديس‏ ‏بالسيف‏,‏ثم‏ ‏يحرق‏ ‏جسده‏ ‏بالنار‏ ‏ويلقي‏ ‏رماده‏ ‏في‏ ‏البحر‏...‏اقتاده‏ ‏العسكر‏ ‏إلي‏ ‏المكان‏ ‏الذي‏ ‏ينفذ‏ ‏فيه‏ ‏الحكم‏ ‏فسار‏ ‏بينهم‏ ‏فرحا‏ ‏مبتهجا‏ ‏مرتلا‏ ‏بالتسابيح‏,‏وأخذ‏ ‏يحدث‏ ‏الجموع‏ ‏التي‏ ‏احتشدت‏ ‏وراءه‏ ‏لتتبعه‏ ‏لكي‏ ‏يثبتوا‏ ‏في‏ ‏الإيمان‏ ‏بالمسيح‏,‏حتي‏ ‏بلغ‏ ‏المكان‏ ‏المحدد‏.‏
                      ‏**‏ركعمينا‏ ‏ورفع‏ ‏عينيه‏ ‏نحو‏ ‏السماء‏ ‏وصلي‏ ‏صلاة‏ ‏حارة‏ ‏مقدما‏ ‏نفسه‏ ‏في‏ ‏يدي‏ ‏الآب‏ ‏السماوي‏.‏وبعد‏ ‏الصلاة‏ ‏إذ‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏ينزل‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏علي‏ ‏مركبة‏ ‏الشاروبيم‏ ‏ومعه‏ ‏ألوف‏ ‏ألوف‏ ‏من‏ ‏الملائكة‏ ‏يسبحونه‏.‏فسجد‏ ‏له‏ ‏القديس‏.‏أما‏ ‏الرب‏ ‏فقد‏ ‏أعطاه‏ ‏السلام‏ ‏ووعده‏ ‏بعدة‏ ‏وعود‏.‏
                      بعد‏ ‏أن‏ ‏سمع‏ ‏القديس‏ ‏وعود‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏,‏مد‏ ‏عنقه‏.‏فضربه‏ ‏السياف‏ ‏ضربة‏ ‏قاسية‏,‏فأكمل‏ ‏شهادته‏ ‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الخامس‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏هاتور‏ ‏عام‏309 ‏ميلادية‏,‏ونال‏ ‏إكليل‏ ‏الشهادة‏.‏
                      ‏**‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أكمل‏ ‏القديس‏ ‏جهاده‏,‏أوقد‏ ‏الجند‏ ‏نارا‏ ‏وطرحوا‏ ‏فيها‏ ‏الجسد‏,‏فمكث‏ ‏ثلاثة‏ ‏أيام‏ ‏وثلاث‏ ‏ليال‏ ‏داخل‏ ‏لهيب‏ ‏النار‏,‏ولكن‏ ‏بقوة‏ ‏إلهه‏ ‏الجبار‏ ‏لم‏ ‏تؤثرفيه‏ ‏النار‏...‏وأتي‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏بعض‏ ‏المؤمنين‏ ‏ممن‏ ‏تبعوه‏ ‏ساعة‏ ‏استشهاده‏ ‏وأخذوا‏ ‏الجسد‏ ‏من‏ ‏النار‏,‏وهم‏ ‏يمجدون‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏لأنه‏ ‏عظم‏ ‏الصنيع‏ ‏مع‏ ‏حبيبه‏ ‏مارمينا‏,‏ثم‏ ‏كفنوه‏ ‏بأكفان‏ ‏غالية‏ ‏ودفنوه‏ ‏بكل‏ ‏وقار‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏لائق‏ ‏في‏ ‏تلك‏ ‏المدينة‏ ‏بإقليم‏ ‏أفريقيا‏.‏
                      ‏**‏صدرت‏ ‏الأوامر‏ ‏للقائد‏ ‏التقيأثناسيوسلكي‏ ‏يأخذ‏ ‏فرقته‏ ‏لصد‏ ‏هجمات‏ ‏البربر‏ ‏علي‏ ‏مريوط‏ ‏فرأي‏ ‏اصطحاب‏ ‏جسد‏ ‏القديسمينالإيمانه‏ ‏العظيم‏ ‏بأن‏ ‏بركته‏ ‏ستحميهم‏,‏وعندما‏ ‏فتح‏ ‏القائد‏ ‏القبر‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏نور‏ ‏عظيم‏ ‏كنور‏ ‏الشمس‏ ‏فأضاء‏ ‏المكان‏,‏ولكن‏ ‏القائد‏ ‏لم‏ ‏يعلن‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الأعجوبة‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏يمنعه‏ ‏أحد‏ ‏من‏ ‏نقل‏ ‏جسد‏ ‏الشهيد‏,‏بل‏ ‏أعطاه‏ ‏للجند‏ ‏خفية‏,‏فحملوه‏ ‏إلي‏ ‏السفينة‏ ‏وأقلعوا‏.‏
                      ‏**‏أثناء‏ ‏سير‏ ‏السفينة‏ ‏في‏ ‏البحر‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏,‏خرجت‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏حيوانات‏ ‏لها‏ ‏رقاب‏ ‏طويلة‏ ‏ووجوه‏ ‏تشبه‏ ‏الجمال‏,‏ومدت‏ ‏رؤوسها‏ ‏إلي‏ ‏داخل‏ ‏المركب‏.‏فارتعب‏ ‏من‏ ‏بها‏,‏خشية‏ ‏أن‏ ‏تفترسهم‏ ‏وتأخذ‏ ‏الجسد‏.‏ولكنهم‏ ‏فوجئوا‏ ‏بنار‏ ‏تخرج‏ ‏من‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏ ‏وتنطلق‏ ‏مثل‏ ‏السهام‏ ‏في‏ ‏وجوه‏ ‏هذه‏ ‏الحيوانات‏,‏فكانت‏ ‏تغطس‏ ‏تحت‏ ‏سطح‏ ‏البحر‏,‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏تكرر‏ ‏ذلك‏ ‏عدة‏ ‏مرات‏ ‏أحنت‏ ‏الحيوانات‏ ‏أعناقها‏ ‏أمام‏ ‏الرفات‏ ‏الطاهرة‏,‏ثم‏ ‏مضت‏ ‏فتعجب‏ ‏الجنود‏ ‏من‏ ‏القوة‏ ‏العظيمة‏ ‏التي‏ ‏لرفات‏ ‏القديس‏,‏وآمن‏ ‏بالمسيح‏ ‏من‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏مؤمنا‏,‏وتبارك‏ ‏الجميع‏ ‏من‏ ‏الجسد‏.‏
                      ‏**‏بعد‏ ‏خمسة‏ ‏أيام‏ ‏وصلوا‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏,‏ثم‏ ‏تركوها‏ ‏إلي‏ ‏بحيرةماريافوضعوا‏ ‏الجسد‏ ‏علي‏ ‏مركب‏ ‏واتجهوا‏ ‏غربا‏,‏وهناك‏ ‏حاربوا‏ ‏البربر‏ ‏وهزموهم‏...‏لما‏ ‏انتهت‏ ‏مهمة‏ ‏الفرقة‏ ‏العسكرية‏ ‏وعزموا‏ ‏علي‏ ‏العودة‏ ‏إلي‏ ‏إقليم‏ ‏أفريقيا‏,‏وضعوا‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏علي‏ ‏جمل‏,‏ولكن‏ ‏عندما‏ ‏حثوه‏ ‏علي‏ ‏القيام‏ ‏لم‏ ‏يتحرك‏,‏فضربوه‏ ‏كثيرا‏ ‏ولكنه‏ ‏ظل‏ ‏ثابتا‏ ‏مكانه‏,‏فنقلوا‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏علي‏ ‏جمل‏ ‏آخر‏ ‏أقوي‏ ‏من‏ ‏الأول‏ ‏فلم‏ ‏يتحرك‏ ‏أيضا‏,‏ثم‏ ‏أخذوا‏ ‏ينقلونه‏ ‏من‏ ‏جمل‏ ‏إلي‏ ‏آخر‏,‏حتي‏ ‏أنهم‏ ‏وضعوه‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏الجمال‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏معهم‏,‏وما‏ ‏حدث‏ ‏من‏ ‏الجمل‏ ‏الأول‏ ‏تكرر‏ ‏مع‏ ‏جميعها‏.‏فأدرك‏ ‏القائدأثناسيوس‏ ‏أن‏ ‏إرادة‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏تبقي‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏...‏وإذ‏ ‏أراد‏ ‏القائدأثناسيوسأن‏ ‏تصاحبهم‏ ‏بركة‏ ‏الشهيد‏,‏أخذ‏ ‏لوحا‏ ‏خشبيا‏ ‏ورسم‏ ‏عليه‏ ‏صورة‏ ‏القديس‏ ‏والوحوش‏ ‏المشابهة‏ ‏للجمال‏ ‏التي‏ ‏هاجمتهم‏ ‏في‏ ‏البحر‏ ‏ساجدة‏ ‏عند‏ ‏قدميه‏,‏ووضع‏ ‏الصورة‏ ‏علي‏ ‏الرفات‏ ‏لكي‏ ‏تظل‏ ‏بركته‏ ‏في‏ ‏الصورة‏ ‏التي‏ ‏سيأخذها‏ ‏معه‏.‏كما‏ ‏رسم‏ ‏صورة‏ ‏أخري‏ ‏مثل‏ ‏الأولي‏ ‏ووضعها‏ ‏مع‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏في‏ ‏تابوت‏ ‏من‏ ‏خشب‏ ‏لا‏ ‏يسوس‏ ‏ودفنه‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏المكان‏ ‏ومعه‏ ‏كتابة‏ ‏تذكارية‏,‏وبني‏ ‏قبرا‏ ‏صغيرا‏,‏ووضع‏ ‏به‏ ‏الجسد‏ ‏بإكرام‏ ‏عظيم‏ ‏ثم‏ ‏عاد‏ ‏بفرقته‏ ‏إلي‏ ‏بلده‏.‏
                      ‏**‏بعد‏ ‏عودة‏ ‏القائدأثناسيوسوفرقته‏ ‏إلي‏ ‏بلادهم‏ ‏ظل‏ ‏قبر‏ ‏القديس‏ ‏مجهولا‏ ‏زمانا‏,‏إلي‏ ‏أن‏ ‏أراد‏ ‏الرب‏ ‏إظهار‏ ‏جسد‏ ‏قديسه‏ ‏الشهيد‏,‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏بحدوث‏ ‏معجزات‏ ‏من‏ ‏مكان‏ ‏القبر‏.‏وعلي‏ ‏أثر‏ ‏ذلك‏ ‏بنيت‏ ‏عدة‏ ‏كنائس‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏القبر‏ ‏بمريوط‏ ‏وأقيمت‏ ‏مدينة‏ ‏أطلق‏ ‏عليهامدينة‏ ‏الشهيد‏.‏
                      ‏**‏وذاع‏ ‏خبر‏ ‏المكان‏ ‏حتي‏ ‏صار‏ ‏ينبوع‏ ‏بركة‏ ‏واستشفاء‏ ‏لكل‏ ‏داء‏ ‏واشتهر‏ ‏حتي‏ ‏بلغ‏ ‏أقاصي‏ ‏الأرض‏.‏وسمع‏ ‏به‏ ‏ملك‏ ‏القسطنطينية‏ ‏وكانت‏ ‏له‏ ‏ابنة‏ ‏وحيدة‏ ‏مصابة‏ ‏بمرض‏ ‏الجذام‏,‏فأرسلها‏ ‏مع‏ ‏حاشيتها‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏لتنال‏ ‏الشفاء‏,‏ووصلت‏ ‏الأميرة‏ ‏إلي‏ ‏مريوط‏ ‏أخذت‏ ‏من‏ ‏التراب‏ ‏وبللته‏ ‏بالماء‏ ‏ووضعته‏ ‏علي‏ ‏جسدها‏,‏وقضت‏ ‏ليلتها‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏المكان‏,‏فظهر‏ ‏لها‏ ‏القديس‏ ‏وعرفها‏ ‏بنفسه‏ ‏وطلب‏ ‏منها‏ ‏أن‏ ‏تحفر‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏فستجد‏ ‏جسده‏,‏ولما‏ ‏استيقظت‏ ‏وجدت‏ ‏أنها‏ ‏قد‏ ‏شفيت‏ ‏تماما‏,‏فاستدعت‏ ‏الجند‏ ‏وأمرتهم‏ ‏بحفر‏ ‏المكان‏,‏فعثرت‏ ‏علي‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏,‏فأرسلت‏ ‏إلي‏ ‏والدها‏ ‏تخبره‏,‏ففرح‏ ‏كثيرا‏ ‏وبني‏ ‏مزارا‏-‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏-‏فوق‏ ‏القبر‏.‏
                      ‏**‏التمس‏ ‏أهالي‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ومنطقة‏ ‏مريوط‏ ‏من‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسوليالبطريرك‏ ‏العشرين‏ ‏بناء‏ ‏كنيسة‏ ‏كبيرة‏ ‏تسع‏ ‏الزائرين‏.‏فلم‏ ‏يتمكن‏ ‏البابا‏ ‏أثناسيوس‏-‏بسبب‏ ‏ما‏ ‏تعرض‏ ‏له‏ ‏من‏ ‏اضطهاد‏ ‏الحكام‏ ‏الأريوسيين‏-‏من‏ ‏بناء‏ ‏الكنيسة‏ ‏إلا‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الإمبراطورجوفيان‏(363-364‏م‏)‏وقد‏ ‏شيدت‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏غاية‏ ‏الجمال‏ ‏وزينت‏ ‏بالرخام‏ ‏الثمين‏,‏وأقيم‏ ‏أسفلها‏ ‏سردات‏ ‏لبوضع‏ ‏فيه‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏,‏وكرست‏ ‏الكنيسة‏ ‏بحضور‏ ‏مجمع‏ ‏من‏ ‏أساقفة‏ ‏مصر‏ ‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏أبيب‏ ‏حوالي‏ ‏عام‏373‏م‏.‏
                      ‏**‏وبعد‏ ‏مرور‏ ‏عدة‏ ‏سنوات‏ ‏أي‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏حكم‏ ‏الملكين‏ ‏أركاديوس‏ ‏وأنوريوس‏ ‏ابني‏ ‏الملكثيئودوسيوس‏ ‏الكبيرتوجه‏ ‏الباباثاؤفيلسالثالث‏ ‏والعشرون‏(385-412‏م‏)‏للاحتفال‏ ‏بعيد‏ ‏الشهيد‏ ‏مينا‏ ‏يوم‏15‏هاتور‏,‏فرأي‏ ‏ما‏ ‏تعانيه‏ ‏أعداد‏ ‏الزائرين‏ ‏الغفيرة‏ ‏من‏ ‏المشقة‏ ‏بسبب‏ ‏الزحام‏ ‏حيث‏ ‏ضاقت‏ ‏بهم‏ ‏الكنيسة‏,‏واضطرار‏ ‏الكثيرين‏ ‏للوقوف‏ ‏خارجها‏.‏فكتب‏ ‏إلي‏ ‏الملكأركاديوسفأمر‏ ‏الملك‏ ‏ببناء‏ ‏كنيسة‏ ‏فسيحة‏,‏وجعلها‏ ‏واحدة‏ ‏مع‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏بناها‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏,‏وعندما‏ ‏أكملها‏ ‏الباباثاؤفيلسجمع‏ ‏مجمعا‏ ‏من‏ ‏الأساقفة‏ ‏وأراخنة‏ ‏مصر‏ ‏وكرسوها‏ ‏بالمجد‏ ‏والكرامة‏,‏في‏ ‏يوم‏15‏بؤونة‏...‏وأتم‏ ‏تزيينها‏ ‏البابا‏ ‏تيموثاوسالسادس‏ ‏والعشرون‏(458-480‏م‏),‏وبني‏ ‏معمودية‏ ‏كبيرة‏ ‏في‏ ‏الطرف‏ ‏الغربي‏ ‏منها‏.‏
                      ‏**‏خلال‏ ‏حكم‏ ‏الملكزينونالمحب‏ ‏للمسيح‏(474-491‏م‏)‏قام‏ ‏بزيارة‏ ‏هذه‏ ‏الكنائس‏ ‏وتبارك‏ ‏من‏ ‏جسد‏ ‏الشهيد‏ ‏وبني‏ ‏لنفسه‏ ‏قصرا‏ ‏عظيما‏ ‏بجوار‏ ‏الكنيسة‏...‏إلا‏ ‏أن‏ ‏البربر‏ ‏كانوا‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏يغيرون‏ ‏علي‏ ‏مريوط‏ ‏ويسببون‏ ‏متاعب‏ ‏للكنائس‏,‏فأخبر‏ ‏البابا‏ ‏تيموثاوس‏ ‏الثاني‏-‏البطريرك‏ ‏السادس‏ ‏والعشرون‏ ‏الملكزينونبذلك‏,‏فأمر‏ ‏الملك‏ ‏كل‏ ‏العظماء‏ ‏في‏ ‏المملكة‏ ‏أن‏ ‏يبني‏ ‏كل‏ ‏منهم‏ ‏قصرا‏ ‏هناك‏,‏وكتب‏ ‏أيضا‏ ‏لأراخنة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏والذين‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏أنه‏ ‏ينبغي‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏واحد‏ ‏منهم‏ ‏أن‏ ‏يبني‏ ‏لنفسه‏ ‏مكانا‏ ‏هناك‏...‏وقد‏ ‏حدث‏ ‏وصارت‏ ‏مدينة‏ ‏عامرة‏ ‏سميتمدينة‏ ‏الشهيدوأعدلها‏ ‏الملكزينونحامية‏ ‏من‏1200‏جندي‏ ‏لحمايتها‏ ‏من‏ ‏غارات‏ ‏البربر‏.‏
                      ‏**‏ولما‏ ‏كانت‏ ‏بحيرة‏ ‏مريوط‏ ‏طريقا‏ ‏ملاحيا‏ ‏للسفن‏ ‏وتتصل‏ ‏بالفرع‏ ‏الكانوبي‏ ‏للنيل‏ ‏بواسطة‏ ‏قناة‏ ‏تسميقناة‏ ‏نواقراطسفكان‏ ‏الزوار‏ ‏القاصدون‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏مينا‏ ‏سواء‏ ‏القادمين‏ ‏من‏ ‏الإسكندرية‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏بلاد‏ ‏الدلتا‏,‏يصلون‏ ‏بالمراكب‏ ‏إلي‏ ‏الشاطئ‏ ‏الغربي‏ ‏لبحيرة‏ ‏مريوط‏,‏ثم‏ ‏يتجهون‏ ‏برا‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏..‏وفي‏ ‏عهد‏ ‏الملكأناسطاسيوس‏(491-518‏م‏)‏أدرك‏ ‏الحاكم‏ ‏فيلوكسينيتيالصعوبات‏ ‏التي‏ ‏تواجه‏ ‏الجموع‏ ‏الكثيرة‏ ‏في‏ ‏الطريق‏ ‏الذي‏ ‏يخترق‏ ‏المنطقة‏ ‏الصحراوية‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏البحيرة‏ ‏والكنيسة‏,‏فأنشأ‏ ‏بجانب‏ ‏البحيرة‏ ‏منازل‏ ‏لإضافة‏ ‏الزوار‏ ‏واستراحات‏ ‏لاستقبال‏ ‏الجموع‏,‏وفي‏ ‏وسطها‏ ‏سوق‏ ‏لشراء‏ ‏احتياجاتهم‏ ‏ومخازن‏ ‏متسعة‏ ‏لإيداع‏ ‏أمتعتهم‏ ‏فيها‏,‏وأطلق‏ ‏اسمه‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏,‏وعلي‏ ‏طول‏ ‏الطريق‏ ‏من‏ ‏البحيرة‏ ‏للكنيسة‏ ‏أقام‏ ‏استراحات‏ ‏للمسافرين‏,‏مزودة‏ ‏بجرار‏ ‏بها‏ ‏ماء‏ ‏للشرب‏,‏وهكذا‏ ‏كبرت‏ ‏المدينة‏ ‏وعظمت‏ ‏جدا‏,‏وامتلأت‏ ‏المدينة‏ ‏بالمرافق‏ ‏الحية‏ ‏والأسواق‏ ‏والمصانع‏ ‏المتنوعة‏ ‏للزجاج‏ ‏والأواني‏ ‏الخزفية‏,‏وهكذا‏ ‏تحولت‏ ‏إلي‏ ‏مدينة‏ ‏عظيمة‏ ‏تملأها‏ ‏القصور‏ ‏الرخامية‏ ‏والحمامات‏ ‏الشافية‏.‏
                      ‏**‏وبازدياد‏ ‏عدد‏ ‏المرضي‏ ‏الوافدين‏ ‏للاستشفاء‏ ‏أقيمت‏ ‏فيها‏ ‏الحمامات‏ ‏الضخمة‏,‏وكانت‏ ‏تصل‏ ‏إليها‏ ‏المياه‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏قناة‏ ‏طويلة‏ ‏تغذي‏ ‏مجموعة‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏الأحواض‏ ‏والحمامات‏,‏كما‏ ‏أعدت‏ ‏أفران‏ ‏كبيرة‏ ‏تحت‏ ‏الأرض‏ ‏لتدفئة‏ ‏هذه‏ ‏الحمامات‏ ‏ونسق‏ ‏المكان‏ ‏بحيث‏ ‏يكفل‏ ‏راحة‏ ‏الزائرين‏ ‏الآتين‏ ‏من‏ ‏أقاصي‏ ‏الأرض‏ ‏يتلمسون‏ ‏البركة‏...‏وشيدت‏ ‏وكنيسة‏ ‏أخري‏ ‏من‏ ‏الجهة‏ ‏الشمالية‏.‏
                      ‏**‏كان‏ ‏المرضي‏ ‏يأتون‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏ليستشفوا‏ ‏بشفاعة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏.‏وكانت‏ ‏تصنع‏ ‏بالمنطقة‏ ‏قوارير‏ ‏صغيرة‏ ‏من‏ ‏الفخار‏ ‏تملأ‏ ‏من‏ ‏زيت‏ ‏القنديل‏ ‏المعلق‏ ‏فوق‏ ‏جسد‏ ‏الشهيد‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏ماء‏ ‏نبع‏ ‏موجود‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏قبر‏ ‏الشهيد‏,‏يأخذها‏ ‏الزائرون‏ ‏لبلادهم‏ ‏للبركة‏ ‏والشفاء‏...‏ومما‏ ‏يدل‏ ‏علي‏ ‏اتساع‏ ‏شهرة‏ ‏القديس‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الأواني‏ ‏وجدت‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏عديدة‏ ‏مثل‏ ‏كولونيا‏ ‏وهيدلبرج‏ ‏بألمانيا‏,‏ومرسيليا‏ ‏بفرنسا‏,‏ودلماتيا‏ ‏بيوغوسلافيا‏,‏وميلانو‏ ‏بإيطاليا‏.‏ووجدت‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏إنجلترا‏,‏وفي‏ ‏مدينة‏ ‏دنجلة‏ ‏بالسودان‏ ‏وكذلك‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏أورشليم‏...‏وكانت‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏ ‏تحمل‏ ‏علي‏ ‏جانبيها‏ ‏صورة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏وعند‏ ‏قدميه‏ ‏الحيوانات‏ ‏البحرية‏,‏وبعضها‏ ‏كان‏ ‏ينقش‏ ‏عليها‏ ‏صلبان‏ ‏أو‏ ‏اسم‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏.‏
                      ويوجد‏ ‏بالمتحف‏ ‏القبطي‏ ‏بالقاهرة‏ ‏واليوناني‏ ‏بالإسكندرية‏ ‏مجموعة‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏القوارير‏...‏وتعد‏ ‏الفترة‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏القرنين‏ ‏الخامس‏ ‏والسابع‏ ‏الميلادين‏ ‏بمثابة‏ ‏العصر‏ ‏الذهبي‏ ‏لحجاج‏ ‏كنيسة‏ ‏ومدينة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏.‏لقد‏ ‏كانت‏ ‏المدينة‏ ‏هي‏ ‏المكان‏ ‏الثاني‏ ‏للحج‏ ‏بعد‏ ‏القدس‏.‏
                      ‏**‏في‏ ‏عام‏833‏م‏ ‏قرر‏ ‏الخليفة‏ ‏المعتصمأن‏ ‏يبني‏ ‏عاصمة‏ ‏الجديدة‏,‏فأرسل‏ ‏مندوبين‏ ‏إلي‏ ‏البلاد‏ ‏البعيدة‏ ‏ليجمعوا‏ ‏الأعمدة‏ ‏الرخامية‏ ‏ومواد‏ ‏البناء‏ ‏الثمينة‏.‏وجاء‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏شخص‏ ‏اسمهالعازروكان‏ ‏هذا‏ ‏نسطوريا‏,‏فنزع‏ ‏الأعمدة‏ ‏الرخامية‏ ‏من‏ ‏كنائس‏ ‏كثيرة‏ ‏بالإسكندرية‏ ‏فتهدمت‏,‏ونزع‏ ‏الرخام‏ ‏الملون‏ ‏من‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏...‏ولما‏ ‏سمع‏ ‏البابا‏ ‏يوساب‏ ‏الأول‏ ‏البطريرك‏ ‏الثاني‏ ‏والخمسون‏ -‏حزن‏ ‏حزنا‏ ‏عظيما‏ ‏واهتم‏ ‏بسرعة‏ ‏إصلاحها‏ ‏فأحضر‏ ‏من‏ ‏مصر‏ ‏والإسكندرية‏ ‏الواحا‏ ‏منقوشة‏ ‏ووضعها‏ ‏مكان‏ ‏التي‏ ‏نزعت‏.‏
                      ‏**‏وفي‏ ‏عهد‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الأول‏ ‏البطريرك‏ ‏الخامس‏ ‏والخمسين‏(859-880‏م‏),‏قامت‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الأعراب‏ ‏وفرضوا‏ ‏سلطانهم‏ ‏علي‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏البلاد‏,‏واستولوا‏ ‏علي‏ ‏ممتلكات‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏,‏حاصر‏ ‏هؤلاء‏ ‏القوم‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏لزمن‏ ‏طويل‏ ‏حتي‏ ‏عم‏ ‏الضيق‏ ‏والكساد‏,‏حتي‏ ‏أن‏ ‏بيعة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏,‏والتي‏ ‏كانت‏ ‏مسرة‏ ‏جميع‏ ‏شعب‏ ‏مصر‏ ‏الأرثوذكسيين‏,‏قد‏ ‏أمست‏ ‏برية‏.‏مع‏ ‏أن‏ ‏مزار‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏لم‏ ‏يصب‏ ‏بسوء‏,‏إلا‏ ‏أن‏ ‏الزوار‏ ‏انقطعوا‏ ‏عن‏ ‏الحضور‏ ‏بسبب‏ ‏هذه‏ ‏الأحداث‏.‏
                      ‏**‏وتعد‏ ‏آخر‏ ‏إشارة‏ ‏تاريخية‏ ‏عن‏ ‏وجود‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏بهذه‏ ‏المنطقة‏ ‏هو‏ ‏ما‏ ‏ذكر‏ ‏في‏ ‏الكتاب‏ ‏المنسوبلأبو‏ ‏صالح‏ ‏الأرمني‏(1177-1204‏م‏) ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏في‏ ‏حديثه‏ ‏عن‏ ‏منطقة‏ ‏مريوط‏:‏بيعة‏ ‏الشهيد‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏ذي‏ ‏الثلاثة‏ ‏أكاليل‏ ‏وجسده‏ ‏مدفون‏ ‏بها‏...‏ولها‏ ‏آيات‏ ‏وعجائب‏ ‏كثيرة‏ ‏وتظهر‏ ‏كل‏ ‏حين‏,‏وكان‏ ‏لها‏ ‏أوقاف‏,‏وزينتها‏ ‏أحسن‏ ‏زينة‏,‏وفيها‏ ‏من‏ ‏العمد‏ ‏والرخام‏ ‏الملون‏ ‏قائم‏ ‏ونائم‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏يشاهد‏ ‏مثله‏.‏
                      بعدها‏ ‏تعرضت‏ ‏المنطقة‏ ‏للهدم‏ ‏والتدمير‏ ‏ولغارات‏ ‏البدو‏,‏فهجرت‏ ‏تماما‏,‏وبتهدم‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏فوق‏ ‏القبر‏ ‏اختفي‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏تحت‏ ‏الأنقاض‏.‏
                      ‏**‏في‏ ‏عهدمملكة‏ ‏المعزأي‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الملكعز‏ ‏الدين‏ ‏أيبكالذي‏ ‏تولي‏ ‏الحكم‏ ‏في‏ ‏الفترة‏ ‏من‏1249-1257‏م‏ ‏كان‏ ‏البربر‏ ‏يغزون‏ ‏كثيرا‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏الغرب‏,‏ويسبون‏ ‏أهلها‏ ‏وينهبون‏ ‏أموالهم‏,‏لذلك‏ ‏ولي‏ ‏الملك‏ ‏أميرا‏ ‏لها‏ ‏يدعيفلك‏ ‏التقويوعين‏ ‏أحد‏ ‏أعيان‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏في‏ ‏وظيفة‏ ‏رئيس‏ ‏ديوان‏ ‏له‏ ‏اسمهشيخ‏ ‏الصنيعة‏ ‏التريكي‏,‏وأثناء‏ ‏سفرهما‏ ‏مرا‏ ‏علي‏ ‏منطقة‏ ‏مريوط‏ ‏وأقاما‏ ‏بها‏ ‏أياما‏...‏وفي‏ ‏مدة‏ ‏أقامتهما‏ ‏عمد‏ ‏بعض‏ ‏الأعراب‏ ‏إلي‏ ‏تل‏ ‏عال‏ ‏ليبحثوا‏ ‏عن‏ ‏طوب‏ ‏يستخرجونه‏ ‏منه‏ ‏ليبنوا‏ ‏منازل‏ ‏لهم‏ ‏ويبيعوا‏ ‏ما‏ ‏يزيد‏ ‏عنهم‏ ‏أهالي‏ ‏الإسكندرية‏,‏فبينما‏ ‏هم‏ ‏يحفرون‏ ‏في‏ ‏التل‏ ‏وينقضون‏ ‏الطوب‏ ‏وجدوا‏ ‏صندوقا‏ ‏مقفلا‏ ‏مختوما‏,‏ففرحوا‏ ‏وظنوا‏ ‏أن‏ ‏في‏ ‏داخله‏ ‏أموالا‏ ‏من‏ ‏الذهب‏ ‏أو‏ ‏الفضة‏ ‏أو‏ ‏الجواهر‏ ‏الثمينة‏.‏أراد‏ ‏فريق‏ ‏منهم‏ ‏أخذه‏ ‏دون‏ ‏الآخر‏,‏فنشبت‏ ‏مشاجرة‏ ‏عنيفة‏ ‏بينهم‏,‏واجتمع‏ ‏باقي‏ ‏الأعراب‏ ‏الموجودين‏ ‏بمريوط‏ ‏وتقاتلوا‏ ‏وعندما‏ ‏علم‏ ‏الأميرفلك‏ ‏التقويأخذ‏ ‏منهم‏ ‏الصندوق‏ ‏وأمر‏ ‏بفتحه‏ ‏ففتحوه‏ ‏ووجدوا‏ ‏بداخله‏ ‏أنبوبة‏ ‏مزخرفة‏ ‏ففتحوها‏ ‏أيضا‏.‏ولما‏ ‏رفعوا‏ ‏الغطاء‏ ‏دهشوا‏ ‏إذ‏ ‏وجدوا‏ ‏فيها‏ ‏عظام‏ ‏إنسان‏ ‏ملفوفة‏ ‏بسبع‏ ‏طبقات‏ ‏من‏ ‏الحرير‏ ‏الفاخر‏,‏ولم‏ ‏يعلموا‏ ‏عظام‏ ‏من؟فأمر‏ ‏الأمير‏ ‏أحد‏ ‏الجنود‏ ‏أن‏ ‏يلقي‏ ‏هذه‏ ‏العظام‏ ‏في‏ ‏موقد‏ ‏النار‏ ‏بالمطبخ‏ ‏لتجنب‏ ‏ثورة‏ ‏الأعراب‏ ‏بسببه‏.‏
                      ‏**‏فعل‏ ‏الجندي‏ ‏كما‏ ‏أمره‏ ‏وصرف‏ ‏الحاضرين‏,‏قام‏ ‏رئيس‏ ‏الطباخين‏ ‏في‏ ‏الليل‏ ‏وحضر‏ ‏إلي‏ ‏المطبخ‏ ‏لتجهيز‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏لازم‏,‏فرأي‏ ‏عمودا‏ ‏من‏ ‏نور‏ ‏يضئ‏ ‏كالشمس‏ ‏صاعدا‏ ‏من‏ ‏وسط‏ ‏النار‏ ‏من‏ ‏فوق‏ ‏الأعضاء‏ ‏المقدسة‏ ‏فدهش‏ ‏وتوجه‏ ‏حالا‏ ‏إليشيخ‏ ‏الصنيعةوأخبره‏ ‏بما‏ ‏رآه‏ ‏فقام‏ ‏معه‏ ‏إلي‏ ‏المطبخ‏,‏ولما‏ ‏نظر‏ ‏ذلك‏ ‏مجد‏ ‏الله‏,‏وتأكد‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏أجساد‏ ‏الشهداء‏...‏وأخرج‏ ‏شيخ‏ ‏الصنيعةالعظام‏ ‏المقدسة‏ ‏من‏ ‏النار‏ ‏ولفها‏ ‏بأكفان‏ ‏من‏ ‏حرير‏,‏وسلمها‏ ‏إلي‏ ‏أحد‏ ‏غلمانه‏ ‏الأمناء‏ ‏وأمره‏ ‏بالذهاب‏ ‏بها‏ ‏إلي‏ ‏منزله‏ ‏ببلدة‏ ‏أشمون‏ ‏الرمان‏-‏مركز‏ ‏دكرنس‏ ‏بمحافظة‏ ‏الدقهلية‏-‏وأن‏ ‏يحرص‏ ‏عليها‏,‏ولايخبر‏ ‏أحدابأمرها‏.‏
                      لما‏ ‏رجع‏ ‏شيخ‏ ‏الصنيعةإلي‏ ‏منزله‏,‏أرسل‏ ‏ودعا‏ ‏أسقف‏ ‏المدينة‏,‏ولما‏ ‏حضر‏ ‏أعلمه‏ ‏بمسألة‏ ‏الصندوق‏ ‏وأنه‏ ‏لا‏ ‏يعلم‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏صاحب‏ ‏هذا‏ ‏الجسد‏ ‏الطاهر‏,‏فأتي‏ ‏إليه‏ ‏وتبارك‏ ‏من‏ ‏الجسد‏ ‏وأمره‏ ‏أن‏ ‏يوقد‏ ‏قنديلا‏ ‏أمامه‏...‏وحدث‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏انتقلشيخ‏ ‏الصنيعةإلي‏ ‏بلدةبنها‏ ‏العسلوسكن‏ ‏بها‏,‏فنقل‏ ‏التابوت‏ ‏معه‏,‏ووضعه‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏خاص‏ ‏منفرد‏ ‏ووضع‏ ‏القنديل‏ ‏أمامه‏.‏
                      ‏**‏في‏ ‏أحد‏ ‏الأيام‏ ‏كان‏ ‏حاضرا‏ ‏عندشيخ‏ ‏الصنيعةراهب‏ ‏مبارك‏ ‏يسميإسحقوبينما‏ ‏هو‏ ‏نائم‏ ‏ذات‏ ‏ليلة‏ ‏ظهر‏ ‏له‏ ‏القديس‏,‏وعرفه‏ ‏بنفسه‏,‏وطلب‏ ‏منه‏ ‏الاعتناء‏ ‏بالجسد‏ ‏لحين‏ ‏نقله‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏...‏ولما‏ ‏جاء‏ ‏الصباح‏ ‏أيقظ‏ ‏الراهبشيخ‏ ‏الصنيعةوجميع‏ ‏أهل‏ ‏بيته‏,‏وقص‏ ‏عليهم‏ ‏ما‏ ‏شاهده‏ ‏ففرحوا‏ ‏فرحا‏ ‏عظيما‏,‏فاهتموا‏ ‏بزخرفة‏ ‏مكان‏ ‏التابوت‏,‏وأحضروا‏ ‏قناديل‏ ‏جديدة‏ ‏كبيرة‏,‏ووضعوها‏ ‏أمامه‏ ‏موقدة‏ ‏نهارا‏ ‏وليلا‏ ‏وزادوا‏ ‏في‏ ‏إكرامه‏.‏وكانوا‏ ‏يدعون‏ ‏كاهن‏ ‏تلك‏ ‏الجهة‏ ‏ليرفع‏ ‏البخور‏ ‏أمام‏ ‏الجسد‏ ‏في‏ ‏تذكاراته‏.‏وكانلشيخ‏ ‏الصنيعةابنة‏ ‏عذراء‏ ‏تسميست‏ ‏القبطنذرت‏ ‏بتوليتها‏ ‏للسيد‏ ‏المسيح‏,‏فأوصاها‏ ‏والدها‏ ‏أن‏ ‏تخدم‏ ‏جسد‏ ‏القديسميناطوال‏ ‏أيام‏ ‏حياتها‏,‏ففرحت‏ ‏جدا‏,‏ونظرا‏ ‏لقداستها‏ ‏استحقت‏ ‏مشاهدة‏ ‏القديس‏ ‏عيانا‏ ‏مرات‏ ‏كثيرة‏,‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يشكرها‏ ‏علي‏ ‏محبتها‏ ‏وخدمتها‏ ‏لجسده‏.‏
                      ‏**‏لما‏ ‏أراد‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏نقل‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏الطاهرميناإلي‏ ‏بيعة‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏بمصر‏ ‏المحروسة‏.‏ظهر‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيملست‏ ‏القبطوأعلمها‏ ‏أنه‏ ‏سيذهب‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏آخر‏.‏وفي‏ ‏ذات‏ ‏الوقت‏ ‏كان‏ ‏القسيوحناخادم‏ ‏بيعة‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏بفم‏ ‏الخليج‏ ‏قد‏ ‏علم‏ ‏بوجود‏ ‏جسد‏ ‏صاحب‏ ‏البيعة‏ ‏الطاهر‏ ‏بمنزل‏ ‏شيخ‏ ‏الصنيعةوأن‏ ‏عذراء‏ ‏اسمهاست‏ ‏القبطتخدمه‏,‏عندئذ‏ ‏سافر‏ ‏إليها‏ ‏وأعلمها‏ ‏أن‏ ‏أجساد‏ ‏القديسين‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏تحفظ‏ ‏بالكنائس‏,‏ووعدها‏ ‏بأن‏ ‏تقيم‏ ‏مع‏ ‏الجسد‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏وتخدمه‏ ‏كل‏ ‏أيام‏ ‏حياتها‏.‏فوافقت‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏وأعلمته‏ ‏أن‏ ‏القديس‏ ‏ظهر‏ ‏لها‏,‏وقال‏ ‏لها‏:‏أنا‏ ‏ماض‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏آخر‏.‏
                      ‏**‏لما‏ ‏علم‏ ‏أعيان‏ ‏القاهرة‏ ‏بذلك‏ ‏حضروا‏ ‏لأخذ‏ ‏الجسد‏,‏فمنعهم‏ ‏أهل‏ ‏قريةبنها‏ ‏العسلإلي‏ ‏أن‏ ‏تدخلالبابا‏ ‏بنيامين‏ ‏الثانيالبطريرك‏ ‏الـ‏82 (1327-1339‏م‏),‏وأمر‏ ‏بنقل‏ ‏الجسد‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏مارمينا‏ ‏بفم‏ ‏الخليج‏...‏وبهذا‏ ‏تكون‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏ ‏قد‏ ‏ظلت‏ ‏بكل‏ ‏منأشمون‏ ‏الرمانوبنها‏ ‏العسلحوالي‏ ‏ثمانين‏ ‏عاما‏.‏
                      ‏**‏جرت‏ ‏محاولات‏ ‏عديدة‏ ‏لسرقة‏ ‏جسد‏ ‏الشهيد‏ ‏المبارك‏ ‏مما‏ ‏دفع‏ ‏بأراخنة‏ ‏الكنيسة‏ ‏إلي‏ ‏حفظه‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏بعيد‏ ‏عن‏ ‏الأعين‏,‏ومع‏ ‏تعدد‏ ‏المرات‏ ‏التي‏ ‏تخربت‏ ‏فيها‏ ‏الكنيسة‏ ‏وأعيد‏ ‏بناؤها‏ ‏أصبح‏ ‏مكان‏ ‏الأنبوبة‏ ‏التي‏ ‏بها‏ ‏الجسد‏ ‏غير‏ ‏معلوم‏,‏وأراد‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يظل‏ ‏هكذا‏ ‏لزمان‏ ‏طويل‏,‏فآخر‏ ‏مرة‏ ‏ورد‏ ‏فيها‏ ‏ذكر‏ ‏الجسد‏ ‏في‏ ‏وثيقة‏ ‏مكتوبة‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏بابويةالأنبا‏ ‏مرقس‏ ‏الرابعالبطريرك‏ ‏الرابع‏ ‏والثمانين‏(1348-1363‏م‏).‏
                      ‏**‏في‏ ‏سنة‏ 1589 ‏للشهداء‏- ‏أول‏ ‏سبتمبر‏ 1873‏ميلادية‏- ‏ظهر‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏العجائبي‏ ‏للقمصتادرس‏ ‏مينا‏ ‏رئيس‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بفم‏ ‏الخليج‏ ‏في‏ ‏حلم‏ ‏وأمره‏ ‏أن‏ ‏يفتش‏ ‏عن‏ ‏الجسد‏ ‏وأعلن‏ ‏له‏ ‏أنه‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏...‏وبعد‏ ‏البحث‏ ‏وجد‏ ‏الجسد‏ ‏موضوعا‏ ‏في‏ ‏أنبوبة‏ ‏من‏ ‏الخشب‏ ‏مكتوبا‏ ‏عليها‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏مارمينا‏,‏ومعها‏ ‏أربع‏ ‏أنابيب‏ ‏أخري‏ ‏بأسماء‏ ‏شهداء‏ ‏آخرين‏ ‏مكتوبا‏ ‏عليها‏ ‏أسماؤهم‏ ‏أيضا‏.‏
                      ‏**‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏رفات‏ ‏القديسمينا‏ ‏قد‏ ‏ظلت‏ ‏بعيدة‏ ‏عنمريوطنحو‏ ‏ثمانين‏ ‏عاما‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏أشمون‏ ‏الرمانوبنها‏ ‏العسلولأكثر‏ ‏من‏ ‏ستمائة‏ ‏عام‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏كان‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏باشا‏(1805-1848‏م‏) ‏قد‏ ‏قام‏ ‏بتحطيم‏ ‏البقية‏ ‏الباقية‏ ‏من‏ ‏مباني‏ ‏مدينةأبومينا‏ ‏ليضع‏ ‏حدا‏ ‏لأعمال‏ ‏البدو‏-‏المقيمين‏ ‏في‏ ‏المنطقة‏-‏من‏ ‏سلب‏ ‏ونهب‏ ‏للمسافرين‏...‏إلا‏ ‏أن‏ ‏العالم‏ ‏الألمانيكاوفمانكان‏ ‏قد‏ ‏بدأ‏ ‏بعمل‏ ‏حفريات‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏,‏واكتشف‏ ‏خلال‏ ‏حفرياته‏ ‏التي‏ ‏استمرت‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏(1905-1907‏م‏) ‏بعض‏ ‏المعالم‏ ‏من‏ ‏تحف‏ ‏بديعة‏ ‏وتيجان‏ ‏لأعمدة‏ ‏رخامية‏,‏وضعها‏ ‏في‏ ‏مائة‏ ‏صندوق‏ ‏من‏ ‏الحجم‏ ‏الكبير‏ ‏وقام‏ ‏بنقلها‏ ‏إلي‏ ‏بلاده‏,‏وهي‏ ‏مازالت‏ ‏موجودة‏ ‏بمتحف‏ ‏فرانكفورت‏ ‏بألمانيا‏...‏إلا‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏لا‏ ‏يعني‏ ‏أن‏ ‏آثار‏ ‏المنطقة‏ ‏كلها‏ ‏قد‏ ‏سلبت‏ ‏ونهبت‏ ‏وهربت‏,‏فقد‏ ‏قام‏ ‏بعض‏ ‏الباحثين‏ ‏الألمان‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏بتكليف‏ ‏من‏ ‏المعهد‏ ‏الألماني‏ ‏للآثار‏ ‏بمعاونة‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏بعمل‏ ‏حفريات‏ ‏جديدة‏ ‏ودقيقة‏,‏ونقل‏ ‏بعض‏ ‏الآثار‏ ‏المكتشفة‏ ‏إلي‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏بالقاهرة‏ ‏والمتحف‏ ‏اليوناني‏ ‏بالإسكندرية‏.‏
                      ‏**‏وللأهمية‏ ‏التاريخية‏ ‏لهذه‏ ‏البقعة‏ ‏فإن‏ ‏منظمةاليونسكو‏ ‏اعتبرت‏ ‏منطقة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏من‏ ‏المناطق‏ ‏الأثرية‏ ‏المهمة‏ ‏في‏ ‏العالم‏,‏وهي‏ ‏ضمن‏ ‏خمس‏ ‏مناطق‏ ‏في‏ ‏مصر‏,‏وسبع‏ ‏وخمسين‏ ‏منطقة‏ ‏في‏ ‏العالم‏,‏يجب‏ ‏العناية‏ ‏بها‏ ‏والمحافظة‏ ‏عليها‏ ‏كتراث‏ ‏إنساني‏.‏وقد‏ ‏أصدرت‏ ‏كتابا‏ ‏باسم‏(A Legacy For all) ‏لهذه‏ ‏المناطق‏ ‏كتسجيل‏ ‏للحضارة‏ ‏الإنسانية‏.‏
                      ‏***‏
                      ‏**‏شاءت‏ ‏إرادة‏ ‏الرب‏ ‏أن‏ ‏تأتي‏ ‏القرعة‏ ‏الهيكلية‏ ‏بالراهب‏ ‏القمص‏ ‏مينا‏ ‏المتوحد‏ ‏البرموسي‏-‏حبيب‏ ‏مارمينا‏- ‏بابا‏ ‏وبطريركا‏ ‏للكرازة‏ ‏المرقسية‏ ‏باسم‏ ‏قداسةالبابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادسوفي‏ ‏يوم‏ ‏الأحد‏ 10‏مايو‏ 1959 ‏تم‏ ‏تجليسه‏ ‏علي‏ ‏كرسي‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏ومن‏ ‏مكان‏ ‏قيادة‏ ‏الكنيسة‏ ‏أتيح‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏لمنطقةأبو‏ ‏مينابمريوط‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏لها‏ ‏من‏ ‏مجد‏ ‏وشهرة‏ ‏فإنشاء‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏إذ‏ ‏بمجرد‏ ‏تقلده‏ ‏هذا‏ ‏المنصب‏ ‏تقدم‏ ‏إلي‏ ‏الجهات‏ ‏المعنية‏ ‏يطلب‏ ‏شراء‏ ‏الأرض‏ ‏لإقامة‏ ‏الدير‏,‏وتمكن‏ ‏من‏ ‏شراء‏ ‏قطعة‏ ‏مساحتها‏ 15‏فدانا‏ ‏ملاصقة‏ ‏للحد‏ ‏الشمالي‏(‏البحري‏)‏للمنطقة‏ ‏الأثرية‏...‏
                      وفي‏ ‏يوم‏15‏بؤونة‏ 1675 ‏للشهداء‏-22‏يونية‏ 1959‏ميلادية‏-‏وهو‏ ‏ذكري‏ ‏تكريس‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏,‏وهو‏ ‏أول‏ ‏عيد‏ ‏له‏ ‏بعد‏ ‏تولي‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏كرسي‏ ‏البطريركة‏,‏ذهب‏ ‏البابا‏ ‏البطريرك‏ ‏إلي‏ ‏منطقة‏ ‏أبو‏ ‏ميناالأثرية‏ ‏وأقام‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏الذي‏ ‏حضره‏ ‏عدد‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏المصلين‏..‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏أول‏ ‏احتفال‏ ‏بعيد‏ ‏القديس‏ ‏يحضره‏ ‏البابا‏ ‏البطريرك‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏منذ‏ ‏ما‏ ‏يزيد‏ ‏علي‏ ‏سبعة‏ ‏قرون‏ ‏من‏ ‏الزمان‏...‏وبعدها‏ ‏بخمسة‏ ‏شهور‏ ‏من‏ ‏نفس‏ ‏العام‏,‏وخلال‏ ‏الاحتفال‏ ‏بعيد‏ ‏استشهاد‏ ‏مارمينا‏-‏في‏ ‏يوم‏ ‏الجمعة‏ 27‏نوفمبر‏1959-‏وضع‏ ‏قداسته‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏الدير‏ ‏الحديث‏,‏في‏ ‏المكان‏ ‏الذي‏ ‏يقع‏ ‏أسفل‏ ‏شرقية‏ ‏المذبح‏ ‏الرئيسي‏ ‏لكاتدرائية‏ ‏الدير‏ ‏التي‏ ‏بنيت‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏...‏كما‏ ‏قام‏ ‏قداسته‏ ‏بنقل‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏رفات‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏ ‏في‏15‏فبراير‏ 1962...‏ويعلق‏ ‏الدكتور‏ ‏ميناردوس‏-‏الأستاذ‏ ‏بالجامعة‏ ‏الأمريكية‏ ‏وواضع‏ ‏كتاب‏ ‏الرهبنة‏ ‏والأديرة‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الإنجاز‏ ‏فيقولالحلم‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏البطريرك‏ ‏يتطلع‏ ‏إليه‏ ‏سنوات‏ ‏عديدة‏,‏أصبح‏ ‏حقيقة‏,‏وبعد‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ألف‏ ‏سنة‏ ‏يعود‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏المقدس‏ ‏الذي‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏ ‏ليكون‏ ‏مسكنا‏ ‏لرهبان‏ ‏يحملون‏ ‏لقبآفامينا‏.‏
                      ‏**‏وهكذا‏ ‏عاد‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏ليكون‏ ‏مصدر‏ ‏تعزية‏ ‏لكل‏ ‏متعب‏ ‏ومريض‏ ‏حيث‏ ‏تمتد‏ ‏العناية‏ ‏الإلهية‏ ‏لتصنع‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المعجزات‏...‏إنه‏ ‏الوعد‏ ‏الإلهي‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏.‏
                      ‏**‏يكون‏ ‏اسمك‏ ‏مشهورا‏ ‏عن‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الشهداء‏,‏وسأجعل‏ ‏كل‏ ‏الشعوب‏ ‏من‏ ‏القبائل‏ ‏والألسن‏ ‏يأتون‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏قاصدين‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏تبني‏ ‏علي‏ ‏اسمك‏ ‏في‏ ‏كورة‏ ‏مصر‏,‏وينظروا‏ ‏القوات‏ ‏والعجائب‏ ‏والآيات‏ ‏التي‏ ‏تكون‏ ‏من‏ ‏جسدك‏.‏

                      تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                      Comment


                      • #51
                        رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                        عودة‏ ‏الروح
                        مارمينا بين‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏والبابا‏ ‏شنودة

                        عودة‏ ‏الروح

                        الله‏ ‏لا‏ ‏يترك‏ ‏نفسه‏ ‏بلا‏ ‏شاهد‏...‏ولا‏ ‏يمكن‏ ‏للتراب‏ ‏أن‏ ‏يحجب‏ ‏النور‏...‏ومهما‏ ‏كثرت‏ ‏الأيام‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تدخل‏ ‏سيرة‏ ‏الشهاب‏ ‏النورانيمارمينا‏ ‏العجائبيطي‏ ‏النسيان‏...‏فعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏تهدم‏ ‏المدينة‏ ‏الرخامية‏ ‏وتحولها‏ ‏إلي‏ ‏أطلال‏,‏إلا‏ ‏أن‏ ‏سيرة‏ ‏مارمينا‏ ‏كانت‏ ‏تتردد‏ ‏في‏ ‏جميع‏ ‏أنحاء‏ ‏العالم‏ ‏تطالب‏ ‏القلوب‏ ‏المشتاقة‏ ‏إلي‏ ‏ميناء‏ ‏الخلاص‏ ‏لكي‏ ‏ترسو‏ ‏علي‏ ‏شاطئه‏...‏
                        هذا‏ ‏النداء‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏مدينة‏ ‏القدس‏ ‏عام‏1923 ‏في‏ ‏كتاب‏ ‏الأببول‏ ‏شينوبعنوانقديسو‏ ‏مصر‏ ‏فدعا‏-‏في‏ ‏ختام‏ ‏سرده‏ ‏لسيرة‏ ‏القديس‏ ‏مارمينا‏-‏الكنيسة‏ ‏الغيورة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏إلي‏ ‏إكرام‏ ‏هذا‏ ‏البطل‏ ‏الشجاع‏ ‏الذي‏ ‏يعتبر‏-‏كما‏ ‏ذكر‏-‏أحد‏ ‏أمجادها‏...‏وهذا‏ ‏الأمل‏ ‏والرجاء‏ ‏ظل‏ ‏يراود‏ ‏الكثيرين‏ ‏ولكن‏ ‏الرب‏ ‏كان‏ ‏يدخره‏ ‏ليتحقق‏ ‏علي‏ ‏يدي‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏الذي‏ ‏تعلق‏ ‏بالقديس‏ ‏مارمينا‏ ‏منذ‏ ‏طفولته‏...‏وعند‏ ‏رهبنته‏ ‏عام‏1928 ‏شاء‏ ‏الرب‏ ‏أن‏ ‏يدعوه‏ ‏الأنبا‏ ‏يوأنس‏-‏البطريرك‏ 113-‏باسممينا‏ ‏فازداد‏ ‏حبه‏ ‏للقديس‏ ‏وعاش‏ ‏يتشفع‏ ‏ببركاته‏ ‏وصلواته‏...‏وتمضي‏ ‏الأيام‏ ‏ويعكف‏ ‏أبونا‏ ‏مينا‏ ‏البراموسيعلي‏ ‏تحقيق‏ ‏الأمل‏, ‏ففي‏ ‏عام‏1943 ‏اتصل‏ ‏بالأستاذ‏ ‏بانوب‏ ‏حبشي‏ ‏مفتش‏ ‏الآثار‏ ‏بالإسكندرية‏ ‏راجيا‏ ‏منه‏ ‏التوسط‏ ‏لدي‏ ‏مصلحة‏ ‏الآثار‏ ‏لتسمح‏ ‏له‏ ‏بالإقامة‏ ‏بين‏ ‏خرائب‏ ‏مدينة‏ ‏أبو‏ ‏مينا‏ ‏القديمة‏...‏ولكن‏ ‏لم‏ ‏يستطع‏ ‏أن‏ ‏يحصل‏ ‏علي‏ ‏غرضه‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏نظرا‏ ‏لأن‏ ‏الصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏كانت‏ ‏منطقة‏ ‏حربية‏.‏فقام‏ ‏بتأسيس‏ ‏كنيسة‏ ‏مارمينا‏ ‏بمصر‏ ‏القديمة‏ ‏والتي‏ ‏لقبت‏ ‏بـميناء‏ ‏الخلاص‏ ‏وكانت‏ ‏بمثابة‏ ‏المدينة‏ ‏الروحية‏ ‏التي‏ ‏أدخلت‏ ‏أول‏ ‏رعيل‏ ‏من‏ ‏الشباب‏ ‏الجامعي‏ ‏إلي‏ ‏طريق‏ ‏الرهبنة‏...‏وعاد‏ ‏القمص‏ ‏مينا‏ ‏يطلب‏ ‏التصريح‏ ‏من‏ ‏مصلحة‏ ‏الآثار‏ ‏للسكن‏ ‏في‏ ‏رحاب‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏وطال‏ ‏انتظاره‏ ‏وهو‏ ‏يرسل‏ ‏الاستعجالات‏...‏ثم‏ ‏جاء‏ ‏الرد‏...‏نعم‏ ‏جاءه‏ ‏الرد‏ ‏بالموافقة‏ ‏ولكن‏ ‏بعد‏ ‏ظهور‏ ‏القرعة‏ ‏الهيكلية‏ ‏باختياره‏ ‏بطريركا‏ ‏عام‏1959.‏
                        ومن‏ ‏موقعه‏ ‏في‏ ‏قيادة‏ ‏الكنيسة‏ ‏أتيحت‏ ‏للبابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏الفرصة‏ ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏لمنطقةأبو‏ ‏مينابمريوط‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏لها‏ ‏من‏ ‏مجد‏ ‏وشهرة‏,‏وبالتالي‏ ‏يعيد‏ ‏مجد‏ ‏القديس‏ ‏الشهيد‏ ‏مينا‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏...‏وكان‏ ‏إنشاء‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏هو‏ ‏المشروع‏ ‏التعميري‏ ‏الأول‏ ‏الذي‏ ‏أولاه‏ ‏قداسته‏ ‏اهتمامه‏ ‏عقب‏ ‏توليه‏ ‏البطريركية‏,‏إذ‏ ‏بمجرد‏ ‏تقلده‏ ‏هذا‏ ‏المنصب‏ ‏تقدم‏ ‏إلي‏ ‏الجهات‏ ‏المعنية‏ ‏يطلب‏ ‏شراء‏ ‏الأرض‏ ‏لإقامة‏ ‏الدير‏,‏وتمكن‏ ‏من‏ ‏شراء‏ ‏قطعة‏ ‏مساحتها‏ 15 ‏فدانا‏ ‏ملاصقة‏ ‏للحد‏ ‏الشمالي‏(‏البحري‏) ‏للمنطقة‏ ‏الأثرية‏.‏
                        وفي‏ 22‏يونية‏ ‏من‏ ‏عام‏1959 ‏ذكري‏ ‏تكريس‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏مينا‏ ‏ذهب‏ ‏إلي‏ ‏منطقةأبو‏ ‏ميناالأثرية‏,‏وهناك‏ ‏أقام‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏والذي‏ ‏حضره‏ ‏عدد‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏المصلين‏ ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏أول‏ ‏احتفال‏ ‏بعيد‏ ‏القديس‏ ‏مينا‏ ‏يحضره‏ ‏البابا‏ ‏البطريرك‏ ‏منذ‏ ‏ما‏ ‏يزيد‏ ‏علي‏ ‏سبعة‏ ‏قرون‏ ‏من‏ ‏الزمان‏...‏وشاركه‏ ‏في‏ ‏الصلاة‏ ‏المطارنة‏ ‏الأنبا‏ ‏باسيليوس‏ ‏مطران‏ ‏أورشليم‏ ‏والأنبا‏ ‏بطرس‏ ‏مطران‏ ‏أخميم‏ ‏والأنبا‏ ‏ثاوفيلس‏ ‏رئيس‏ ‏دير‏ ‏السريان‏ ‏ونحو‏ ‏خمسمائة‏ ‏قبطي‏.‏
                        وبعد‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏التي‏ ‏أقيمت‏ ‏بين‏ ‏أطلال‏ ‏مجد‏ ‏روحي‏ ‏عظيم‏ ‏وتاريخ‏ ‏حافل‏ ‏استمع‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏إلي‏ ‏بعض‏ ‏الألحان‏ ‏الخاصة‏ ‏من‏ ‏خورس‏ ‏الكلية‏ ‏الإكليريكية‏ ‏بقيادة‏ ‏المعلم‏ ‏صادقوالأستاذراغب‏ ‏مفتاح‏ ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏يمثل‏ ‏بداية‏ ‏إيقاظ‏ ‏مدينة‏ ‏أبو‏ ‏ميناالقديمة‏ ‏من‏ ‏رقادها‏ ‏الطويل‏...‏وعندما‏ ‏ارتفعت‏ ‏يد‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏بالصلاة‏ ‏وكأنها‏ ‏امتدت‏ ‏لرفع‏ ‏حجر‏ ‏القبر‏ ‏لنفرح‏ ‏بالقيامة‏ ‏والبعث‏ ‏الجديد‏.‏
                        وفي‏ ‏يوم‏ ‏الجمعة‏ ‏المبارك‏ 27‏نوفمبر‏1959 ‏وبمناسبة‏ ‏الاحتفال‏ ‏بذكري‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏العظيم‏ ‏مارمينا‏ ‏وضع‏ ‏قداسته‏ ‏بيده‏ ‏المباركة‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏الدير‏ ‏الحديث‏...‏وكان‏ ‏قد‏ ‏وصل‏ ‏في‏ ‏صباح‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏المبارك‏ ‏إلي‏ ‏المنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏بمريوط‏ ‏عدد‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏محبي‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏والشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏مارمينا‏ ‏ليشتركوا‏ ‏في‏ ‏الصلاة‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏البقعة‏ ‏التي‏ ‏تحمل‏ ‏اسم‏ ‏أعظم‏ ‏شهداء‏ ‏كنيستنا‏,‏وتجمعوا‏ ‏داخل‏ ‏سرادق‏ ‏أقيم‏ ‏خصيصا‏ ‏وسط‏ ‏المنطقة‏ ‏الأثرية‏,‏وأعد‏ ‏مذبح‏ ‏مؤقت‏ ‏وقام‏ ‏قداسته‏ ‏بتأدية‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏...‏وبعد‏ ‏القداس‏ ‏توجه‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏إلي‏ ‏الأرض‏ ‏التي‏ ‏اشتراها‏ ‏ووضع‏ ‏بيده‏ ‏المباركة‏ ‏حجر‏ ‏أساس‏ ‏بناء‏ ‏الدير‏,‏وكان‏ ‏يصحبه‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏القمص‏ ‏مكاري‏ ‏السرياني‏ -‏نيافة‏ ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏صموئيل‏- ‏والقمص‏ ‏متياس‏ ‏السرياني‏ -‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏مطران‏ ‏الجيزة‏-‏والقمص‏ ‏يعقوب‏ ‏البراموسي‏ ‏وكيل‏ ‏البطريركية‏ ‏بالإسكندرية‏-‏نيافة‏ ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏لوكاس‏ ‏أسقف‏ ‏منفلوط‏-‏والشماس‏ ‏الخاص‏ ‏لقداسته‏ ‏الأستاذ‏ ‏سليمان‏ ‏رزق‏-‏نيافة‏ ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفامينا‏.‏
                        ويعلق‏ ‏د‏.‏ميناردوس‏ ‏عالم‏ ‏الآثار‏ ‏المعروف‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الإنجاز‏ ‏قائلا‏:‏الحلم‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏البطريرك‏ ‏يتطلع‏ ‏إليه‏ ‏سنوات‏ ‏عديدة‏ ‏أصبح‏ ‏حقيقة‏,‏وبعد‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ألف‏ ‏سنة‏ ‏يعود‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏المقدس‏ ‏الذي‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏ ‏ليكون‏ ‏مسكنا‏ ‏لرهبان‏ ‏ويحملون‏ ‏لقبآفامينا‏.‏
                        ومن‏ ‏الأمور‏ ‏الملفتة‏ ‏أنه‏ ‏خلال‏ ‏هذا‏ ‏الاحتفال‏ ‏طلب‏ ‏بعض‏ ‏الحاضرين‏ ‏من‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏الجلوس‏ ‏علي‏ ‏الكرسي‏ ‏الكبير‏ ‏الذي‏ ‏أعد‏ ‏لقداسته‏,‏فلم‏ ‏يستجب‏ ‏لرغبتهم‏,‏وقال‏:‏إن‏ ‏هذا‏ ‏الكرسي‏ ‏لمارمينا‏...‏وهذا‏ ‏يعني‏-‏بلاشك‏-‏أن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏يري‏ ‏القديس‏ ‏الشهيد‏ ‏مارمينا‏ ‏حاضرا‏ ‏وجالسا‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الكرسي‏.‏
                        وعن‏ ‏اهتمام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏بإنشاء‏ ‏دير‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏قال‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏المعظم‏ ‏الأنبا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏في‏ ‏الكلمة‏ ‏التي‏ ‏ألقاها‏ ‏في‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏المرقسية‏ ‏الكبري‏ ‏بالأنبا‏ ‏رويس‏ ‏عشية‏ ‏يوم‏ ‏نقل‏ ‏جسد‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏:‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏يرتبط‏ ‏تاريخه‏ ‏بحدث‏ ‏مهم‏ ‏ينسب‏ ‏إليه‏,‏وهو‏ ‏إنشاء‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏العظيم‏ ‏مارمينا‏ ‏العجايبي‏,‏وكان‏ ‏قلب‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏يغتبط‏ ‏بهذا‏ ‏الدير‏ ‏اغتباطا‏ ‏فاق‏ ‏الوصف‏.‏
                        وفي‏ ‏الواقع‏ ‏أن‏ ‏العمل‏ ‏الذي‏ ‏قام‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الدير‏ ‏هو‏ ‏عمل‏ ‏عجيب‏ ‏جدا‏,‏يدل‏ ‏علي‏ ‏اقتناع‏ ‏عجيب‏ ‏بالفكرة‏,‏وإصرار‏ ‏وتصميم‏ ‏علي‏ ‏إنشاء‏ ‏الدير‏,‏إذ‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏بالأمر‏ ‏الهين‏ ‏إحضار‏ ‏مواد‏ ‏البناء‏ ‏والماء‏,‏فكانوا‏ ‏يحضرون‏ ‏الماء‏ ‏من‏ ‏قرية‏ ‏بهيج‏...‏وهو‏ ‏يعتبر‏ ‏المؤسس‏ ‏الحقيقي‏ ‏الكبير‏ ‏لدير‏ ‏مارمينا‏ ‏في‏ ‏عصرنا‏ ‏الحاضر‏,‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏لمحبته‏ ‏في‏ ‏اسم‏ ‏مارمينا‏.‏
                        وأسند‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏أعمال‏ ‏التعمير‏ ‏للمقاولين‏ ‏شاروبيم‏ ‏وفرج‏ ‏أقلاديوس‏,‏وهما‏ ‏من‏ ‏أقدم‏ ‏مقاولي‏ ‏أعمال‏ ‏البناء‏ ‏في‏ ‏الإسكندرية‏,‏ولهما‏ ‏خبرة‏ ‏في‏ ‏تشييد‏ ‏الكنائس‏..‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏العمل‏ ‏سهلا‏ ‏لعدم‏ ‏وجود‏ ‏المياه‏ ‏التي‏ ‏تحتاجها‏ ‏أعمال‏ ‏التعمير‏ ‏مع‏ ‏عدم‏ ‏توفر‏ ‏الإمكانيات‏,‏مما‏ ‏استوجب‏ ‏بذل‏ ‏جهد‏ ‏كبير‏ ‏إذ‏ ‏كانت‏ ‏تجلب‏ ‏المياه‏ ‏من‏ ‏قرية‏ ‏بهيج‏ ‏التي‏ ‏تبعد‏ ‏عن‏ ‏الدير‏ ‏بمسافة‏11‏كم‏ ‏بواسطة‏ ‏فنطاس‏ ‏سعته‏ ‏متر‏ ‏مكعب‏,‏ورغم‏ ‏صغر‏ ‏حجمه‏,‏كان‏ ‏يستغرق‏ ‏ملؤه‏ ‏حوالي‏ ‏ساعتين‏ ‏لأن‏ ‏مصدر‏ ‏المياه‏ ‏كان‏ ‏حنفية‏ ‏صغيرة‏,‏وكانت‏ ‏هذه‏ ‏الكمية‏ ‏القليلة‏ ‏من‏ ‏المياه‏ ‏تكفي‏ ‏بالكاد‏ ‏استهلاك‏ ‏الموجودين‏ ‏بالدير‏ ‏من‏ ‏آباء‏ ‏رهبان‏ ‏وعمال‏,‏وأعمال‏ ‏المباني‏,‏وأيضا‏ ‏ما‏ ‏يلزم‏ ‏لعجين‏ ‏القربان‏.‏ورغم‏ ‏هذا‏ ‏استمر‏ ‏العمل‏ ‏واستمر‏ ‏التعمير‏ ‏ببركات‏ ‏القديس‏ ‏صاحب‏ ‏المكان‏.‏
                        في‏ ‏البداية‏ ‏تم‏ ‏بناء‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏هي‏ ‏كنيسة‏ ‏الأنبا‏ ‏صموئيل‏ ‏المعترف‏ ‏وبجوارها‏ ‏حجرة‏ ‏لقداسة‏ ‏البابا‏,‏وأخري‏ ‏لعمل‏ ‏القربان‏,‏وكان‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏ومرافقوه‏ ‏يقضون‏ ‏في‏ ‏هاتين‏ ‏الحجرتين‏ ‏أياما‏ ‏وأحيانا‏ ‏شهورا‏ ‏في‏ ‏ظروف‏ ‏قاسية‏ ‏لا‏ ‏يتوفر‏ ‏فيها‏ ‏أمن‏ ‏أوراحه‏,‏وذلك‏ ‏للاطمئنان‏ ‏علي‏ ‏سير‏ ‏العمل‏.‏
                        ثم‏ ‏طلب‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏من‏ ‏مصلحة‏ ‏الآثار‏ ‏التصريح‏ ‏بنقل‏ ‏كميات‏ ‏من‏ ‏الحجارة‏ ‏من‏ ‏المنطقة‏ ‏القديمة‏ ‏والتي‏ ‏ليست‏ ‏لها‏ ‏قيمة‏ ‏أثرية‏ ‏لاستخدامها‏ ‏في‏ ‏منشآت‏ ‏الدير‏,‏وبعد‏ ‏الحصول‏ ‏علي‏ ‏الموافقة‏ ‏قام‏ ‏رهبان‏ ‏الدير‏ ‏بنقل‏ ‏الحجارة‏ ‏بالجرارات‏ ‏بمساعدة‏ ‏بعض‏ ‏الشباب‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يرغبون‏ ‏في‏ ‏المساهمة‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏في‏ ‏تعمير‏ ‏الدير‏,‏واستخدمت‏ ‏هذه‏ ‏الحجارة‏ ‏في‏ ‏بناء‏ ‏سور‏ ‏الدير‏ ‏الذي‏ ‏كانت‏ ‏مساحته‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏خمسة‏ ‏عشر‏ ‏فدانا‏.‏
                        ثم‏ ‏أقيمت‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏كنيسة‏ ‏باسم‏ ‏العذراء‏ ‏القديسة‏ ‏مريم‏ ‏وهي‏ ‏المواجهة‏ ‏للداخل‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏,‏وأفتتحت‏ ‏للصلاة‏ ‏في‏ ‏نوفمبر‏1961 ‏باحتفال‏ ‏حضره‏ ‏عدد‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏المصلين‏.‏
                        وعلي‏ ‏منارتها‏ ‏في‏ ‏جهاتها‏ ‏الأربع‏ ‏نقشت‏ ‏عبارة‏ ‏أأجيوس‏ ‏ميناس‏ ‏وهي‏ ‏عبارة‏ ‏باللغة‏ ‏اليونانية‏ ‏معناهاالقديس‏ ‏مينا‏,‏وأقيمت‏ ‏بجوار‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏بعض‏ ‏حجرات‏ ‏استعملت‏ ‏كقلالي‏ ‏للرهبان‏.‏
                        ثم‏ ‏تم‏ ‏بناء‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏أعلي‏ ‏كنيسة‏ ‏الأنبا‏ ‏صموئيل‏ ‏المعترف‏ ‏باسم‏ ‏كنيسة‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏ميخائيل‏ ‏وهي‏ ‏عادة‏ ‏في‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الأديرة‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏الكنيسة‏ ‏العلوية‏ ‏باسم‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏كحارس‏ ‏للدير‏.‏
                        وفي‏ ‏عام‏1970 ‏ابتدأت‏ ‏أعمال‏ ‏البناء‏ ‏بالكاتدرائية‏ ‏التي‏ ‏يبلغ‏ ‏طولها‏ ‏حوالي‏40‏مترا‏ ‏وعرضها‏28‏مترا‏,‏ويعلو‏ ‏صحنها‏ ‏قبة‏ ‏ضخمة‏ ‏قطرها‏12‏مترا‏ ‏وارتفاع‏ ‏منارتيها‏ ‏حوالي‏42‏مترا‏.‏
                        ورحل‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏عام‏1971‏ليواصل‏ ‏المسيرة‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏... ‏تشطيب‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏من‏ ‏الداخل‏ ‏والخارج‏,‏وتزيينها‏ ‏بنقوش‏ ‏من‏ ‏الطراز‏ ‏القبطي‏ ‏القديم‏,‏فتيجان‏ ‏الأعمدة‏ ‏تم‏ ‏تصميمها‏ ‏علي‏ ‏مثال‏ ‏تلك‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏بدير‏ ‏القديس‏ ‏أنبا‏ ‏أبللو‏ ‏بمنطقة‏ ‏باويط‏(‏مركز‏ ‏ديروط‏.‏محافظة‏ ‏أسيوط‏)‏من‏ ‏القرن‏ ‏السادس‏ ‏الميلادي‏,‏والمحفوظ‏ ‏إحداها‏ ‏حاليا‏ ‏بمتحف‏ ‏اللوفر‏ ‏بباريس‏.‏والكرمة‏ ‏من‏ ‏الوحدات‏ ‏الزخرفية‏ ‏التي‏ ‏زينت‏ ‏بها‏ ‏وهي‏ ‏مستوحاة‏ ‏من‏ ‏قول‏ ‏الرب‏:‏أنا‏ ‏الكرمة‏ ‏وأنتم‏ ‏الأغصان‏(‏يو‏15:5).‏والقربانة‏ ‏من‏ ‏الوحدات‏ ‏الزخرفية‏ ‏التي‏ ‏زينت‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏الداخل‏ ‏ويزين‏ ‏سقف‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏صليب‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏أجنحته‏ ‏الأربعة‏ ‏علي‏ ‏شكل‏ ‏زهرة‏ ‏اللوتس‏ ‏الشهيرة‏ ‏في‏ ‏الفن‏ ‏المصري‏ ‏القديم‏.‏واستعملت‏ ‏الضفيرة‏ ‏كوحدة‏ ‏زخرفية‏,‏وهي‏ ‏ترمز‏ ‏إلي‏ ‏وحدة‏ ‏الروح‏(‏أف‏4:3)‏التي‏ ‏تجمع‏ ‏وتؤلف‏ ‏بين‏ ‏المؤمنين‏.‏
                        يعلو‏ ‏واجهة‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏القول‏ ‏الإلهي‏ ‏عن‏ ‏أورشليم‏ ‏السمائية‏ ‏باللغة‏ ‏القبطية‏.‏ماتفسيرههوذا‏ ‏مسكن‏ ‏الله‏ ‏مع‏ ‏الناس‏(‏رؤيا‏ 21:3).‏
                        وقد‏ ‏تمتع‏ ‏دير‏ ‏مارمينا‏ ‏بأبوة‏ ‏خاصة‏ ‏من‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏فكان‏ ‏هو‏ ‏أول‏ ‏دير‏ ‏يزوره‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏,‏وكان‏26‏نوفمبر‏1971 ‏في‏ ‏ذكري‏ ‏استشهاد‏ ‏مارمينا‏ ‏حيث‏ ‏صلي‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏وألقي‏ ‏كلمة‏ ‏روحية‏ ‏لآباء‏ ‏الدير‏.‏
                        كما‏ ‏تابع‏ ‏قداسته‏ ‏بناء‏ ‏مزار‏ ‏خاص‏ ‏لجثمان‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏,‏ونقله‏ ‏إليه‏ ‏في‏23‏نوفمبر‏1972.‏
                        وقام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏بسيامة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏أسقفا‏ ‏للدير‏ ‏في‏25‏مايو‏1980,‏كما‏ ‏قام‏ ‏بإلباسه‏ ‏الإسكيم‏ ‏الكبير‏ ‏عام‏1996,‏وفي‏ ‏عهده‏ ‏شيدت‏ ‏معظم‏ ‏مباني‏ ‏الدير‏,‏وانخرط‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الشباب‏ ‏في‏ ‏سلك‏ ‏الرهبنة‏.‏
                        بعد‏ ‏نياحة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏عام‏1996 ‏عين‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏ديمتريوس‏ ‏مشرفا‏ ‏علي‏ ‏الدير‏ ‏حتي‏ ‏عام‏2003,‏ثم‏ ‏رسم‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏آفامينا‏ ‏أسقفا‏ ‏ورئيسا‏ ‏للدير‏,‏وفي‏ ‏العام‏ ‏التالي‏ ‏ومع‏ ‏فرحة‏ ‏الكنيسة‏ ‏باليوبيل‏ ‏الذهبي‏ ‏لرهبنة‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏قام‏ ‏بإلباس‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏الإسكيم‏ ‏المقدس‏.‏
                        اهتم‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏بتعميق‏ ‏الحياة‏ ‏الرهبانية‏ ‏في‏ ‏جوهرها‏ ‏فحرص‏ ‏علي‏ ‏تعليم‏ ‏الرهبان‏ ‏علي‏ ‏الدوام‏ ‏بإلقاء‏ ‏المحاضرات‏ ‏الروحية‏ ‏في‏ ‏لقاءاته‏ ‏المتعددة‏ ‏والمتواترة‏ ‏بهم‏.‏
                        واهتم‏ ‏أيضا‏ ‏بالجلسات‏ ‏الفردية‏ ‏مع‏ ‏مع‏ ‏يطلب‏ ‏من‏ ‏الآباء‏,‏ومتابعة‏ ‏كل‏ ‏أمور‏ ‏الآباء‏ ‏روحيا‏ ‏وصحيا‏ ‏بحب‏ ‏غامر‏.‏
                        وتابع‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏مباني‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏وافتتحها‏ ‏في‏ 26‏نوفمبر‏ 1976 ‏بصلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏.‏ثم‏ ‏قام‏ ‏قداسته‏ ‏بتدشينها‏ ‏بعد‏ ‏الانتهاء‏ ‏من‏ ‏أعمال‏ ‏التشطيب‏ ‏من‏ ‏الداخل‏ ‏والخارج‏,‏وتزيينها‏ ‏بنقوش‏ ‏من‏ ‏الزخارف‏ ‏القبطية‏,‏وذلك‏ ‏في‏10‏يناير‏ 2005 ‏بمشاركة‏ 36 ‏من‏ ‏الآباء‏ ‏المطارنة‏ ‏والأساقفة‏ ‏والاهتمام‏ ‏بمزرعة‏ ‏الدير‏.‏
                        ومن‏ ‏المنشآت‏ ‏التي‏ ‏تمت‏ ‏برعاية‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏كنيسة‏ ‏باسم‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏أقيمت‏ ‏علي‏ ‏امتداد‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏من‏ ‏الجهة‏ ‏الشرقية‏ ‏بحيث‏ ‏تكون‏ ‏وحدة‏ ‏واحدة‏ ‏مع‏ ‏مزار‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏...‏وحجاب‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏من‏ ‏الخشب‏ ‏المعشق‏ ‏والمطعم‏ ‏علي‏ ‏طراز‏ ‏الأحجبة‏ ‏القبطية‏ ‏القديمة‏ ‏وتيجان‏ ‏الأعمدة‏ ‏منقوش‏ ‏عليها‏ ‏عناقيد‏ ‏وأوراق‏ ‏الكرمة‏ ‏وهو‏ ‏مثال‏ ‏تلك‏ ‏التي‏ ‏اكتشفت‏ ‏بالمنطقة‏ ‏الأثرية‏ ‏لدير‏ ‏القديس‏ ‏إرميا‏ ‏بسقارة‏ ‏والمحفوظة‏ ‏بالمتحف‏ ‏القبطي‏ ‏بالقاهرة‏.‏
                        كما‏ ‏أقيمت‏ ‏كنيسة‏ ‏أخري‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏يوليوس‏ ‏الأقفهصي‏ ‏كاتب‏ ‏سير‏ ‏الشهداء‏,‏والذي‏ ‏اهتم‏ ‏بتكفين‏ ‏أجسادهم‏ ‏ودفنها‏,‏وتقع‏ ‏في‏ ‏الركن‏ ‏الجنوبي‏ ‏الشرقي‏ ‏من‏ ‏سور‏ ‏الدير‏ ‏وبجوار‏ ‏مدفن‏ ‏الآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏يعرف‏ ‏في‏ ‏الأديرة‏ ‏باسم‏(‏الطافوس‏),‏وأقيمت‏ ‏فيها‏ ‏صلاة‏ ‏أول‏ ‏قداس‏ ‏يوم‏ ‏الثلاثاء‏ ‏في‏ ‏ذكري‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏يوليوس‏.‏
                        وحجاب‏ ‏هيكل‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏من‏ ‏الخشب‏ ‏المعشق‏ ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏تستعمل‏ ‏فيه‏ ‏المواد‏ ‏اللاصقة‏ ‏كالغراء‏ ‏أو‏ ‏المسمار‏ ‏علي‏ ‏مثال‏ ‏أحجبة‏ ‏الكنائس‏ ‏القبطية‏ ‏القديمة‏.‏
                        كما‏ ‏تمت‏ ‏إقامة‏ ‏مبني‏ ‏مجمع‏ ‏لقلالي‏ ‏الرهبان‏ ‏ويقع‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏من‏ ‏الجهة‏ ‏القبلية‏.‏ومجموعة‏ ‏قلالي‏ ‏ملاصقة‏ ‏للسور‏ ‏الشرقي‏ ‏والسور‏ ‏البحري‏ ‏للدير‏.‏وكان‏ ‏قلاية‏ ‏لها‏ ‏مدخل‏ ‏مستقل‏ ‏ومزودة‏ ‏بالمرافق‏ ‏اللازمة‏ ‏للراهب‏,‏تمكنه‏ ‏من‏ ‏الحياة‏ ‏الانفرادية‏.‏
                        ومن‏ ‏المشروعات‏ ‏الإنتاجية‏ ‏بالدير‏ ‏والتي‏ ‏يتابع‏ ‏أعمالها‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏مشاريع‏ ‏المزارع‏ ‏والتي‏ ‏تغطي‏ ‏أشجار‏ ‏الزيتون‏ ‏المثمرة‏ ‏قسما‏ ‏كبيرا‏ ‏منها‏ ‏هذا‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏أشجار‏ ‏اللوز‏ ‏والتفاح‏,‏وأقيمت‏ ‏معصرة‏ ‏تقوم‏ ‏بإنتاج‏ ‏الأباركة‏ ‏اللازمة‏ ‏لصلاة‏ ‏القداس‏,‏ويغطي‏ ‏إنتاجها‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏احتياجات‏ ‏الكنائس‏ ‏علي‏ ‏مستوي‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الإيبارشيات‏.‏
                        ومن‏ ‏المباني‏ ‏الروحية‏ ‏بيت‏ ‏الخلوة‏ ‏للشباب‏ ‏وهو‏ ‏مبني‏ ‏مكون‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏طوابق‏,‏ومعد‏ ‏لاستقبال‏ ‏الشباب‏ ‏لقضاء‏ ‏فترات‏ ‏خلوة‏ ‏روحية‏ ‏بالدير‏.‏وتتاح‏ ‏لهم‏ ‏فرصة‏ ‏الاشتراك‏ ‏في‏ ‏صلوات‏ ‏التسبحة‏ ‏ورفع‏ ‏البخور‏ ‏والقداس‏ ‏يوميا‏,‏ومن‏ ‏المباني‏ ‏الثقافية‏ ‏المكتبةوهي‏ ‏مكونة‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏طوابق‏ ‏لحفظ‏ ‏الكتب‏ ‏ولإتاحة‏ ‏الفرصة‏ ‏للآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏للاطلاع‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏يحتاجون‏ ‏من‏ ‏مطبوعات‏.‏
                        ونظرا‏ ‏لازدياد‏ ‏عدد‏ ‏الزائرين‏ ‏تم‏ ‏إنشاء‏ ‏مبني‏ ‏ضيافة‏ ‏كبير‏ ‏يستوعب‏ ‏جماهير‏ ‏ملتمسي‏ ‏بركة‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏مارمينا‏ ‏والبابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏,‏يقع‏ ‏علي‏ ‏يمين‏ ‏الداخل‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏.‏ومعد‏ ‏لاستقبال‏ ‏الأعداد‏ ‏الكبيرة‏ ‏من‏ ‏الزوار‏,‏وتقديم‏ ‏وجبة‏ ‏إفطار‏ ‏بسيطة‏ ‏بعد‏ ‏حضور‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏,‏والمضيفة‏ ‏بها‏ ‏كنيسة‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏مرقوريوس‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏.‏وقد‏ ‏روعي‏ ‏تجميله‏ ‏بزخارف‏ ‏قبطية‏,‏مثل‏ ‏عناقيد‏ ‏الكرمة‏ ‏وسعف‏ ‏النخل‏ ‏والصلبان‏.‏وتحوي‏ ‏الواجهة‏ ‏الغربية‏ ‏للمبني‏ ‏منارتين‏,‏وذلك‏ ‏علي‏ ‏غرار‏ ‏مباني‏ ‏الكنائس‏,‏واللتين‏ ‏ترمزان‏ ‏للعهد‏ ‏القديم‏ ‏والعهد‏ ‏الجديد‏.‏أما‏ ‏الواجهة‏ ‏الشرقية‏ ‏فتحوي‏ ‏أربع‏ ‏منارات‏ ‏رمزا‏ ‏للأربعة‏ ‏أناجيل‏,‏وهي‏ ‏في‏ ‏الجهة‏ ‏الشرقية‏ ‏لأن‏ ‏الأناجيل‏ ‏هي‏ ‏تعاليم‏ ‏السيد‏ ‏المسيحشمس‏ ‏البر‏(‏مل‏4:2) ‏وهو‏ ‏النور‏ ‏الحقيقي‏ ‏الذييضئ‏ ‏علي‏ ‏الجالسين‏ ‏في‏ ‏الظلمة‏(‏لو‏1:79).‏
                        وهناك‏ ‏أيضا‏ ‏مطبعة‏ ‏ومكتبة‏ ‏بيع‏ ‏الكتب‏ ‏والشرائط‏ ‏والهدايا‏ ‏ومخبز‏ ‏وورش‏,‏كما‏ ‏أنه‏ ‏تم‏ ‏تشييد‏ ‏سور‏ ‏خارجي‏ ‏للدير‏ ‏مع‏ ‏بداية‏ ‏التعمير‏ ‏شيد‏ ‏سور‏ ‏يضم‏ ‏المساحة‏ ‏التي‏ ‏اشتراها‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏أولا‏ ‏وهي‏ ‏خمسة‏ ‏عشر‏ ‏فدانا‏,‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏زيدت‏ ‏إلي‏ ‏مائة‏ ‏فدان‏ ‏أقيم‏ ‏سور‏ ‏آخر‏ ‏علي‏ ‏محيطها‏ ‏بارتفاع‏ ‏حوالي‏ ‏سبعة‏ ‏أمتار‏.‏
                        ومن‏ ‏المهم‏ ‏التطرق‏ ‏إلي‏ ‏التعمير‏ ‏الرهباني‏ ‏للدير‏ ‏حيث‏ ‏بدأ‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏بتعمير‏ ‏الدير‏ ‏رهبانيا‏ ‏بانتداب‏ ‏بعض‏ ‏الآباء‏ ‏من‏ ‏الأديرة‏ ‏الأخري‏ ‏ليكونوا‏ ‏نواة‏ ‏للحياة‏ ‏الرهبانية‏,‏ومن‏ ‏أبرز‏ ‏هؤلاء‏ ‏الآباء‏ ‏القمص‏ ‏أنجيلوس‏ ‏المحرقي‏ ‏وهو‏ ‏المتنيح‏ ‏نيافة‏ ‏الحبر‏ ‏الجليل‏ ‏الأنبا‏ ‏مكسيموس‏ ‏مطران‏ ‏القليوبية‏,‏والقمص‏ ‏متياس‏ ‏السرياني‏ ‏وهو‏ ‏نيافة‏ ‏الحبر‏ ‏الجليل‏ ‏الأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏مطران‏ ‏الجيزة‏ ‏أطال‏ ‏الله‏ ‏حياته‏,‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏قام‏ ‏بسيامة‏ ‏رهبان‏ ‏علي‏ ‏الدير‏,‏وحمل‏ ‏هؤلاء‏ ‏الرهبان‏ ‏لقبآفاميناوكانت‏ ‏باكورة‏ ‏السيامات‏ ‏الرهبانية‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏بتاريخ‏12‏أبريل‏1963‏م‏.‏
                        وأول‏ ‏رئيس‏ ‏للدير‏ ‏هو‏ ‏صاحب‏ ‏النيافة‏ ‏الحبر‏ ‏الجليل‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفامينا‏ ‏الذي‏ ‏أسند‏ ‏إليه‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏أمر‏ ‏مسئولية‏ ‏الدير‏ ‏عام‏1964‏م‏,‏ثم‏ ‏قام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏المعظم‏ ‏الأنبا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏بسيامته‏ ‏أسقفا‏ ‏يوم‏ 25‏مايو‏1980,‏وفي‏ ‏عهده‏ ‏شيدت‏ ‏معظم‏ ‏مباني‏ ‏الدير‏,‏وانخرط‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الشباب‏ ‏في‏ ‏سلك‏ ‏الرهبنة‏.‏
                        وحسب‏ ‏النظام‏ ‏المتبع‏ ‏حاليا‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏فعلي‏ ‏طالب‏ ‏الرهبنة‏ ‏قضاء‏ ‏مدة‏ ‏لا‏ ‏تقل‏ ‏عن‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏تحت‏ ‏الاختبار‏ ‏قبل‏ ‏رهبنته‏ ‏للتأكد‏ ‏من‏ ‏قدرته‏ ‏علي‏ ‏الحياة‏ ‏الرهبانية‏.‏والراهب‏ ‏عليه‏ ‏أن‏ ‏يؤدي‏ ‏صلواته‏ ‏الخاصة‏ ‏داخل‏ ‏قلايته‏,‏وعدد‏ ‏من‏ ‏المطانيات‏ ‏حسب‏ ‏ما‏ ‏يحدد‏ ‏له‏ ‏أسقف‏ ‏الدير‏ ‏بصفته‏ ‏الأب‏ ‏الروحي‏ ‏للرهبان‏.‏مع‏ ‏الالتزام‏ ‏بحضور‏ ‏صلوات‏ ‏مزامير‏ ‏الغروب‏ ‏ونصف‏ ‏الليل‏ ‏والتسبحة‏,‏وحسب‏ ‏الترتيب‏ ‏الذي‏ ‏وضعه‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏-‏والذي‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏شخصيا‏ ‏ملتزما‏ ‏به‏ ‏والذي‏ ‏ينص‏ ‏أنه‏ ‏علي‏ ‏الراهب‏ ‏حضور‏ ‏صلوات‏ ‏رفع‏ ‏بخور‏ ‏عشية‏ ‏وباكر‏ ‏والقداس‏ ‏الإلهي‏ ‏يوميا‏.‏
                        وهكذا‏ ‏عادت‏ ‏الأمجاد‏ ‏وعاد‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏ليكون‏ ‏قبلة‏ ‏أنظار‏ ‏الكثيرين‏ ‏من‏ ‏مصريين‏ ‏وأجانب‏ ‏يأتون‏ ‏إليه‏ ‏لينالوا‏ ‏بركة‏ ‏القديس‏ ‏الشهيد‏ ‏مينا‏ ‏وبركة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏.‏
                        عاد‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏ليكون‏ ‏مصدر‏ ‏تعزية‏ ‏لمتعب‏ ‏أو‏ ‏مريض‏,‏حيث‏ ‏تمتد‏ ‏يد‏ ‏العناية‏ ‏الإلهية‏ ‏لتصنع‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المعجزات‏,‏إن‏ ‏الوعد‏ ‏الإلهي‏ ‏للقديس‏ ‏مينا‏ ‏يكون‏ ‏اسمك‏ ‏مشهورا‏ ‏عن‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الشهداء‏,‏وسأجعل‏ ‏كل‏ ‏الشعوب‏ ‏من‏ ‏القبائل‏ ‏والألسن‏ ‏يأتون‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏قاصدين‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏تبني‏ ‏علي‏ ‏اسمك‏ ‏في‏ ‏كورة‏ ‏مصر‏,‏وينظروا‏ ‏القوات‏ ‏والعجائب‏ ‏والآيات‏ ‏التي‏ ‏تكون‏ ‏من‏ ‏جسدك‏.‏
                        هذا‏ ‏الوعد‏ ‏الإلهي‏ ‏الذي‏ ‏تحقق‏ ‏قديما‏,‏عاد‏ ‏ليتحقق‏ ‏في‏ ‏جيلنا‏ ‏ببناء‏ ‏دير‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏مارمينا‏ ‏بمريوط‏ ‏وبالمعجزات‏ ‏التي‏ ‏يسمح‏ ‏إلهنا‏ ‏القدوس‏ ‏أن‏ ‏تتم‏ ‏فيه‏ ‏ببركة‏ ‏هذين‏ ‏القديسين‏.‏
                        أصبح‏ ‏مركزا‏ ‏للبركات‏ ‏الروحية‏,‏ففيه‏ ‏تقام‏ ‏صلوات‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏يوميا‏,‏وينال‏ ‏العدد‏ ‏الكبير‏ ‏من‏ ‏الزوار‏ ‏بركة‏ ‏الاشتراك‏ ‏في‏ ‏الأسرار‏ ‏الإلهية‏ ‏المقدسة‏,‏وكثيرا‏ ‏ما‏ ‏يصل‏ ‏عددهم‏ ‏إلي‏ ‏عدة‏ ‏مئات‏ ‏في‏ ‏اليوم‏.‏
                        وفيه‏ ‏نال‏ ‏آلاف‏ ‏الأطفال‏ ‏سر‏ ‏المعمودية‏ ‏المقدسة‏,‏حيث‏ ‏تجد‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الأسر‏ ‏سرورها‏ ‏في‏ ‏تعميد‏ ‏أطفالها‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الدير‏.‏
                        ومازال‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏-‏أدام‏ ‏الله‏ ‏عمره‏-‏يولي‏ ‏اهتمامه‏ ‏ويقدم‏ ‏محبته‏ ‏للدير‏ ‏وأبنائه‏ ‏الرهبان‏...‏ويتفقد‏ ‏في‏ ‏زياراته‏ ‏أعمال‏ ‏الدير‏ ‏المختلفة‏ ‏ويتابعها‏ ‏بدقة‏,‏وقد‏ ‏قام‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏بسيامة‏ 8 ‏من‏ ‏رهبان‏ ‏الدير‏ ‏أساقفة‏ ‏وهم‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏آفامينا‏,‏والأنبا‏ ‏ديمتريوس‏,‏والأنبا‏ ‏ديمتريوس‏ ‏والأنبا‏ ‏قزمان‏ ‏والأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏آفامينا‏ ‏والأنبا‏ ‏إرميا‏ ‏والأنيا‏ ‏ثيئودسيوس‏ ‏والأنبا‏ ‏بطرس‏ ‏والأنبا‏ ‏مينا‏.‏




                        دير الشهيد العظيم مارجرجس بميــت دمسيس


                        تاريخ إنشاء الديــر
                        يرجع إنشاء دير الشهيد العظيم مارجرجس بميــت دمسيس الى عهد الإحتلال البيزنطى المسيحى لمصر حيث أمرت الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين ببناء كنيسة فى هذه المنطقة لهذا يرجع إنشاء كنيسة مار جرجس فى ميت دمسيس إلى القرن الرابع الميلادى ثم تجددت عدة مرات فيما بعد .
                        كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس
                        كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس كنيسة أثرية تجددت عدة مــرات وتوجد على الجانب الأيمن من الدير وصحنها منخفض عن مستوى الأرض بمسافة مترين تقريبا ولهذا يظهر الزائرا أو المصلى الى الوصول إليه بسلم مكون من بعض درجات من الحجر وكانت أكثر إنخفاضا من المستوى الحالى وكانت مياه النيل تغمرها أيام الفيضان مما أضطر الى ردمها بضعة أمتار فأصبحت على ماهى عليه الان .وبها ثلاث مذابح باسم القديسة العذراء مريم والشهيد مارجرجس والقديس تكلا هيمانوت الحبشى وحجابها قديم ومحلى بالصلبان والنجوم ..ومطعم بالعاج صنع سنة 954ش وقام بتكريسها الأنبا ديديموس الضرير . وهى مستطيلة الشــكل وصغيرة الحجم تتسع لثلثمائه نفــس
                        وقد تحدث عن هذه الكنيسة المؤرخ المشهور يوحنا النيقيوسى (القرن 7 الميلادى ) الذى شاهد بنفسه الغزو العربى الإسلامى لمصر وكتب عنه
                        كما ذكرها المؤرخ العربى الأدريس عن هذه الكنيسة فى القرن 12
                        وكتب عن كنيسة مار جرجس بميت دمسيس المؤر الرحالة أميلينو فى كتابه جغرافية مصر فى العصر القبطى
                        وبتشجيع من قداسة البابا شنودة الثالث قام نيافة الأنبا فيلبس مطران الدقهلية بحركة تعمير واسعة للدير ، وفى أثناء ذلك عثر على 14 عموداً بين أكتاف العقود أثناء الحفر .
                        وعندما بدء فى بناء كنيسة مار جرجس كانت حسب وضعها الأثرى لتعلو كنيسة أخرى بإسم لاعذراء مريم ، زذلك إحياء لإسم الكنيسة التى إندثرت منذ زمن بعيد
                        والكنيسة الأثرية كان بها ثلاث مذابح على أسم : العذراء - الشهيد مار جرجس - الأنبا تكلا هيمانوت .


                        وفى سنة 1976م قام نيافة الأنبا فيلبس ببناء 48 غرفة جديدة فى الدير خاصة بالضيافة ، وضم حوالى 750 متراً للكنيسة وبهذا خفف ضغط الإزدحام أثناء الأعياد على الكنيسة والفناء الخارجى
                        كما قام ببناء مقر للمطرانية وصالات إستقبال .






                        تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                        Comment


                        • #52
                          رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                          دير الأنبا برسوم العريان - المعصرة حلوان

                          موقع الدير
                          يقع دير الأنبا برسوم العريان فى منطقة المعصرة على طريق حلوان ، وهو الطريق الموصل إلىمصانع سيجورات .
                          الكنيسة
                          الكنيسة الأثرية قد تم توسيعها عدة مرات ، وأقدم المبانى فيها هى الهياكل الثلاثة ومنطقة الخورس التى أمامها ، المغطاة بالقباب والقبوات .
                          وبجوار الحائط القبلى من الكنيسة توجد مقصورة بها جسد الأنبا برسوم العريان ، كما يوجد بالدير كثير من الأيقونات والمخطوطات .
                          وقد قام نيافة الأنبا بسنتى أسقف حلوان بحركة تعمير واسعة فى الدير وأيضاً ىنهضة روحية شاملة .
                          فقد بنى بيتاً للمكرسات اللآتى يقمن بخدمة كبيرة فى أنشطة الدير ، وبنى أيضاً إستراحات للزوار وبوابة كبيرة عالية يشاهدها الزائر من مسافة بعيدة .
                          هذا بالإضافة إلى مستشفى كبير حديث يحوى أجهزة حديثة تساعد فى إجراء العمليات الجراحية وعلاج المرضى .
                          وقد إفتتح المستشفى قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 يوم ألأثنين 30 يناير 1995 م ( الصورة العليا البابا يقص شريط إفتتاح المستشفى - الصورة السفلى البابا شنودة ومعه كبار المدعوين لحفل الإفتتاح) ومعه عدد من الوزراء والمسئولين ومنهم الدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف السابق ، ود. ماهر مهران وزير السكان السابق ود. فينيس كامل وزيرة البحث العلمى السابقه ، ود. خيرى السمرة عميد طب القاهرة السابق ود. محمود عويضة نائباً عن وزير الصحة .
                          كما حضر بعض أعضاء مجلسى الشعب والشورى ، ورئيس الحى ، ولفيف من الأساتذة الأطباء ، وممثلى الهيئات السياسية والتنفيذية ، وبعض أعضاء المجلس الملى العام .
                          وحضر أيضاً أصحاب النيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ، والأنبا بطرس الأسقف العام ، والأنبا دانيال أسقف عام (المعادى) والأنبا شاروبيم (قنا) والأنبا يوحنا أسقف عام ( مصر القديمة) والأنبا يوأنس سكرتير قداسة البابا ، وعدد كبير من الكهنة .
                          وقد تفقد قداسة البابا شنودة الثالث وكبار الزوار أقسام المستشفى المتنوعة ، وفى ختام الزيارة أثنى قداسته والضيوف على المجهود الكبير الذى قام به نيافة ألأنبا بسنتى ومعاونيه لإقامة هذا الصرح الطبى الكبير ، وأطبائه وأجهزته الحديثة ـ والنظام الموضوع لإستقبال المرضى ورعايتهم .
                          *******
                          الصورة الجانبية : قداسة البابا شنودة الثالث يتقبل هدية نيافة الأنبا بسنتى بمناسبة إفتتاح هذه المنشأت الجديدة المتعددة .
                          وقام الأنبا بسنتى بالإحتفال بعيد القديس الأنبا برسوم العريان ، وخصص مكان للباعة خارج الدير ، وأقام نهضة روحية سنوية من 7 - 27 سبتمبر ، ويقوم بدعوة ألاباء المطارنة والأساقفة والكهنة لإلقاء العظات والتمتع بالحياة الروحية .
                          وبعد العشية والعظة ، تستعرض كنائس الإيبارشية أنشطتها الفنية والدينية على المسرح الذى أقيم خصيصاً لهذه الأنشطة (كورال - مسرحيات - ألحان - ترانيم .. ألخ ) وبعد الإنتهاء من رؤية هذه الأنشطة يقدم نيافته الجوائز القيمة على الفرق المتقدمة .
                          كما إحتضن نيافته مشروع إنتاج أفلام فيديو لحياة القديسين التى قوبلت بلإهتمام شديد من الشعب القبطى ، وباركها قداسة البابا شنودة بأن قدم كلمة روحية لكل فيلم .

                          **************************
                          دير‏ ‏الأنبا‏ ‏برسوم‏ ‏العريان
                          جريدة وطنى 14/7/2009م نيفين‏ ‏رفعت
                          يقع‏ ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏برسوم‏ ‏العريان‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏المعصرة‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏حلوان‏ ‏وهو‏ ‏من‏ ‏الأديرة‏ ‏التي‏ ‏تشغل‏ ‏مساحة‏ ‏كبيرة‏ ‏أعاد‏ ‏تعميرها‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏بسنتي‏ ‏أسقف‏ ‏حلوان‏ ‏بإقامة‏ ‏كاتدرائية‏ ‏كبيرة‏ ‏ومباني‏ ‏للخدمات‏ ‏والزوار‏ ‏ومكتبات‏.‏ وعن‏ ‏الخدمة‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏قال‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏بسنتي‏ ‏رئيس‏ ‏الدير‏: ‏الخدمة‏ ‏بدأت‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏منذ‏ ‏حوالي‏ 20‏عاما‏, ‏وكانت‏ ‏المشكلة‏ ‏التي‏ ‏تواجه‏ ‏الدير‏ ‏هي‏ ‏وجود‏ ‏نسبة‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏المحتاجين‏, ‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏بدأ‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏الاهتمام‏ ‏بأن‏ ‏يكون‏ ‏الدير‏ ‏منتجا‏ ‏بجانب‏ ‏الخدمات‏ ‏الإنسانية‏ ‏الأخري‏ ‏التي‏ ‏يقدمها‏.‏ أضاف‏: ‏الدير‏ ‏بدأ‏ ‏في‏ ‏الشغل‏ ‏اليدوي‏, ‏وتم‏ ‏تعليم‏ ‏الفتيات‏ ‏وتم‏ ‏صناعة‏ ‏سجاد‏, ‏كليم‏, ‏وسجاد‏ ‏قماش‏, ‏ثم‏ ‏تم‏ ‏الانتقال‏ ‏من‏ ‏العمل‏ ‏اليدوي‏ ‏إلي‏ 12‏ماكينة‏ ‏بالكمبيوتر‏.‏ كما‏ ‏تم‏ ‏توزيع‏ ‏منتجات‏ ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏برسوم‏ ‏في‏ ‏معظم‏ ‏محافظات‏ ‏الجمهورية‏, ‏بل‏ ‏وفي‏ ‏بعض‏ ‏الدول‏ ‏خارج‏ ‏مصر‏.‏ أوضح‏ ‏نيافته‏ ‏بقوله‏: ‏الدير‏ ‏يهتم‏ ‏بالعمل‏ ‏الخيري‏ ‏بشكل‏ ‏كبير‏, ‏وهناك‏ ‏اهتمام‏ ‏ملحوظ‏ ‏باليتامي‏, ‏ومساعدة‏ ‏الأيتام‏ ‏علي‏ ‏استكمال‏ ‏مراحلهم‏ ‏التعليمية‏ ‏وحتي‏ ‏الزواج‏, ‏كذلك‏ ‏توجد‏ ‏دار‏ ‏للحضانة‏ ‏تخدم‏ 250 ‏طفلا‏, ‏ومزودة‏ ‏بالكمبيوتر‏ ‏والفيديو‏.‏ ويوجد‏ ‏بالدير‏ ‏ورشة‏ ‏النجارة‏, ‏وورشة‏ ‏حدادة‏, ‏مصنع‏ ‏لتصنيع‏ ‏البلاط‏, ‏ومصنع‏ ‏للشرابات‏ ‏الرجالي‏ ‏والأولادي‏, ‏ومعرض‏ ‏للرسم‏ ‏بالحرق‏ ‏علي‏ ‏الجلد‏, ‏ومشغل‏ ‏تطريز‏ ‏للملابس‏.‏ كما‏ ‏يوجد‏ ‏بالدير‏ ‏دار‏ ‏للمسنين‏ ‏والمسنات‏, ‏ومستشفي‏ ‏عام‏, ‏وآخر‏ ‏للعلاج‏ ‏من‏ ‏الأمراض‏ ‏النفسية‏, ‏كذلك‏ ‏بيت‏ ‏للطالبات‏ ‏يسع‏ 240‏طالبة‏.‏
                          ************************ المـــراجع
                          (1) اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 434 - 438




                          دير‏ ‏مارجرجس‏ ‏- الخطاطبة محافظة البحيرة

                          دير‏ ‏مارجرجس‏ ‏الخطاطبة
                          قال‏ ‏الدكتور‏ ‏جوزيف‏ ‏عطا‏ ‏الذي‏ ‏أوكله‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏أسقف‏ ‏الدير‏ ‏الحديث‏ ‏معنا‏ ‏إن‏ ‏الدير‏ ‏تأسس‏ ‏عام‏ 1983 ‏علي‏ ‏يد‏ ‏الأنبا‏ ‏بموا‏ ‏المتنيح‏ ‏وبدأت‏ ‏أولي‏ ‏خطوات‏ ‏التعمير‏ ‏به‏ ‏تحت‏ ‏إشراف‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏علي‏ ‏مدار‏ ‏أربعة‏ ‏سنوات‏ ‏كفترة‏ ‏انتقالية‏ ‏بعد‏ ‏نياحة‏ ‏الأنبا‏ ‏بموا‏ ‏حتي‏ ‏تم‏ ‏سيامة‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏أسقفا‏ ‏للدير‏ ‏منذ‏ 7 ‏أشهر‏ ‏وبدأ‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ ‏يستكمل‏ ‏المسيرة‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏وضع‏ ‏خطة‏ ‏مست قبلية‏ ‏بجانب‏ ‏الخطةالحالية‏ ‏والتي‏ ‏يتم‏ ‏العمل‏ ‏فيها‏ ‏بكل‏ ‏قوة‏ ‏حيث‏ ‏تتضمن‏ ‏الانتهاء‏ ‏من‏ ‏أعمال‏ ‏البناء‏ ‏والتشييد‏ ‏للكاتدرائية‏ ‏حتي‏ ‏يتم‏ ‏افتتاحها‏ ‏في‏ ‏أقرب‏ ‏فرصة‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏.‏أما‏ ‏بخصوص‏ ‏الخطط‏ ‏المستقبلية‏ ‏فهي‏ ‏بناء‏ ‏بيت‏ ‏كبير‏ ‏للخلوة‏ ‏ومكتبة‏ ‏استعارية‏ ‏كبري‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏إقامة‏ ‏مبان‏ ‏للخدمات‏ ‏ومضايف‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏أن‏ ‏الدير‏ ‏إنتاجي‏ ‏فهو‏ ‏في‏ ‏الأصل‏ ‏مزرعة‏ ‏ولكنه‏ ‏مع‏ ‏ذلك‏ ‏يحتاج‏ ‏إلي‏ ‏مجهودات‏ ‏ليواصل‏ ‏الإنتاج‏.‏

                          + فى إبريل 1995م إجتمع أحبار الكنيسة برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117 فى إحتفالات تقديس الميرون المقدس فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وبعد الإنتهاء من هذه الإحتفالات وافق المجتمعين على توقيع وثيقة إعترافهم برهبانية دير‏ ‏مارجرجس‏ ‏الخطاطبة بمحافظة البحيرة وبهذا إنضم غلى قائمة الأديرة القبطية فى ارض مصر .
                          وقد قام البابا شنودة الثالث بسيامة 17 راهباً لهذا الدير شارك فى السيامة الأنبا بموا الخورى أبسكوبس المشرف على الدير ، وعدد من ألاباء الأساقفة وهم : جورجيوس ، جرجس ، كيرلس ، بيشوى ، مينا ، بولا ، متاؤس ، أرسانيوس ، آبرآم ، عبد المسيح ، أنطونيوس ، ويوحنا ، ولوقا ( وكان قساً متبتلاً )
                          وقد تم تغيير شكل راهبين على اسم مار جرجس وهما : القس يسطس المحرقى ، والقس برصفونيوس ألأنطونى .
                          وقد بدأ الرهبان الجدد نشاطهم الروحى والرهبانى فى ديرهم الجديد لإستقبال الزوار والمحبين .
                          + وفى صباح الأحد 11/6/1995م قام قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117 بترقية الأنبا بموا إلى رتبة الأسقفية وعينه رئيسا للدير .

                          مشكلات‏ ‏تعوق‏ ‏التنمية
                          قال‏ ‏الأب‏ ‏أرسانيوس‏-‏المسئول‏ ‏عن‏ ‏الزراعة‏ ‏بالدير‏ ‏إن‏ ‏المساحة‏ ‏الكلية‏ ‏للدير‏ ‏تبلغ‏ 504 ‏فدانا‏ ‏المزروع‏ ‏منها‏ ‏حوالي‏ 350 ‏فدانا‏ ‏يزرع‏ ‏منهم‏ 200 ‏فدان‏ ‏مانجو‏ ‏و‏150 ‏فدان‏ ‏كمثري‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏عدة‏ ‏زراعات‏ ‏أخري‏ ‏مثل‏ ‏العنب‏ ‏والأعلاف‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏الإنتاج‏ ‏الحيواني‏ ‏وتسمين‏ ‏المواشي‏ ‏ونظرا‏ ‏لأن‏ ‏الزراعة‏ ‏والتسمين‏ ‏يحتاج‏ ‏إلي‏ ‏مياه‏. ‏فنقص‏ ‏المياه‏ ‏يعوق‏ ‏مسيرتنا‏ ‏التعميرية‏ ‏حيث‏ ‏إن‏ ‏آبار‏ ‏المياه‏ ‏الجوفية‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏ملوحة‏ ‏دائمة‏ ‏مما‏ ‏يلقي‏ ‏بالعبء‏ ‏الإضافي‏ ‏علي‏ ‏الدير‏ ‏لحفر‏ ‏آبار‏ ‏جديدة‏ ‏لأن‏ ‏تكلفة‏ ‏البئر‏ ‏الواحد‏ ‏تبدأ‏ ‏من‏ 150 ‏ألفا‏ ‏إلي‏ 500 ‏ألف‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏المحافظة‏ ‏وعدتنا‏ ‏بإدخال‏ ‏خط‏ ‏مياه‏ ‏للشرب‏ ‏فقط‏ ‏ولكن‏ ‏بتكلفة‏ ‏عالية‏ ‏جدا‏ ‏لايستطيع‏ ‏الدير‏ ‏تحملها‏ ‏حاليا‏.‏كما‏ ‏أن‏ ‏الزراعات‏ ‏تحتاج‏ ‏إلي‏ ‏مبيدات‏ ‏غالية‏ ‏جدا‏ ‏للمحافظة‏ ‏علي‏ ‏المحصول‏ ‏ولكن‏ ‏هناك‏ ‏بارقة‏ ‏أمل‏ ‏في‏ ‏توفير‏ ‏المياه‏ ‏الصالحة‏ ‏للزراعة‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏مشروع‏ ‏فرع‏ ‏النيل‏ ‏الجديد‏ ‏الذي‏ ‏سيتم‏ ‏إدخاله‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏لكن‏ ‏مازال‏ ‏الدير‏ ‏يركز‏ ‏علي‏ ‏الأعمال‏ ‏الإنشائية‏ ‏به‏ ‏ويستهلك‏ ‏كل‏ ‏الأموال‏ ‏المتاحة‏ ‏لديه‏ ‏والتي‏ ‏تصل‏ ‏في‏ ‏صورة‏ ‏تبرعات‏ ‏للدير‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏أحبائه‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الغرض‏.


                          سيامة كهنة ورهبان بدير مار جرجس بالخطاطبة
                          الكرازة السنة 37 العددان23-24 23 أكتوبر2009
                          فى يوم الأثنين 7/9/2009م قام نيافة الأنبا مينا بسيامة الراهب عبد المسيح الجوارجى قساً كما قام بسيامة الراهب إسطفانوس الجوارجى والراهب برنابا الجوارجى
                          وفى نفس اليوم قام بترقية بعض الاباء القساوسة إلى رتبة القمصية

                          *****************************************

                          المـــــــــــــــــراجع
                          (1) عن موضوع فى
                          جريدة وطنى الصادرة فى 7/1/2007 م السنة 49 العدد 2350 بعنوان " الأديرة‏..‏ترتدي‏ ‏ثوبا‏ ‏جديدا - ‏إقبال‏ ‏جماهيري‏ ‏واسع‏ ‏علي‏ ‏منافذ‏ ‏بيع‏ ‏منتجات‏ ‏الأديرة " تحقيق:ريمون إدوار - عماد خليل - ميرفت أيوب - سالى عاطف - إنجى مترى - عبير فؤاد - عماد نصيف
                          (2) اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 331
                          تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                          Comment


                          • #53
                            رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                            أديرة الصعيد ( الوجه القبلى - مصر العليا)
                            أديرة أسيوط








                            دير العذراء بجبل درنكه
                            - دير السيدة العذراء بجبل اسيوط :
                            وقامت العائلة المقدسة برحلة الرجول مارة بجبل اسيوط ويوجد بجبل اسيوط مغارة كبيرة كانت محجرا فرعونيا احتمت فيه العائلة المقدسة منتظرة وصول المراكب للعودة وبها مذبح فى المنتصف كما بالدير عدة كنائس ومبانى واستراحات وقاعات اسسها نيافة الحبر الجحليل الانبا ميخائيل مطران اسيوط اطال الله حياته ولعل التجليات والظواهر الروحية التى حدثت فى جبل اسيوط تعطى الدليل القاطع والرد المانع على المشككين فى زيارة العذراء لجبل السيوط وللحق يعتبر دير العذراء بجبل اسيوط مدينة كنيسة فاخرة يشدها الذائرون قبل ان يصل بحوالى اربعة كيلو مترات
                            ويقام احتفال العذراء جبل اسيوط فى اكثر من يوم من 21-7 اغسطس من كل عام باشراف رعاية نيافة ابونا المطران ميخائيل ومن مرسى السفن فى اسيوط بدأت العائلة المقدسة رحلة العودة سالكة نفس الطريق الذى اتت منه الى ان وصلت الناصرة شمال فلسطين حقا (من مصر دعوت ابنى ) هوشع 21:11

                            مغارة العذراء بدرنكة : عبارة عن دير به ‏مغارة‏ ‏قديمة‏ ‏وكبيرة‏ ‏يقال‏ ‏إنها‏ ‏كانت‏ ‏محجر‏ ‏فرعوني‏ ‏استخدمت‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الأول‏ ‏المسيحي‏ ‏كنيسة‏ ‏وفي‏ ‏وسط‏ ‏المغارة‏ ‏مذبح‏ ‏للسيدة‏ ‏العذراء‏ ‏محاط‏ ‏بسور‏ ‏من‏ ‏الخشب‏ ‏المشغول‏ ‏وهي‏ ‏من‏ ‏المزارات‏ ‏السياحية‏ ‏المسيحية‏ ‏الهامه‏. --------------->

                            يصل الى الدير عن الطريق
                            الدائرى الذى يبدا عند الكيلو 3 ثلاثه قبل الدخول الى مدينة اسيوط من الجهه الشماليه وعند الكيلو 4 أربعه من الجهه الجنوبيه

                            أنشئ دير العذراء على الجبل الغربى المعروف بجبل درنكه لمدينة أسيوط وعلى ارتفاع مائة متر من القرية وحقولها الموجودة أسفله ومن التقاليد الثابتة أن العائلة المقدسة سكنت مغارة الدير والتى كانت موجودة فى الجبل قبل مجئ العائلة المقدسة لمصر ومن مكان الدير بدأن العائلة المقدسة رحلة الرجوع إلى الناصرة .
                            وحسب التقليد القبطى أن القديس يوسف النجار قد تلقى الأمر من الملاك بأن يرجع هو والصبي وأمه إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذى يطلب نفس الصبي (مت 2 :19 :20) وكان هذا الأمر فى المكان الذى به الدير المحرق الآن

                            وتعتبر أسيوط هو المدينة الوسطى بين الشمال والجنوب
                            00ومعنى كلمة أسيوط الحدود أو الحارسة على الحدود لآنها كانت تشرف على الطرق المؤدية للواحات والشمال والجنوب وكان يوجد بها مرسي للسفن وكان مركز المواصلات النهرية بين الوجه القبلى ومنف فان العائلة المقدسة قد رجعت من قسقام إلى جبل أسيوط الغربي فكانت فيما يبدوا مركز تجمع للدفاع ضد الجيوش القادمة من الجنوب .
                            دير أغرافونا أو دير كرفونا دير النساخ أو الكتاب ونبى مصر
                            كنيسة على اسم المغارة 0 وأمامها كنيسة أخرى مبنية على أنقاض كنيسة أقدم منها عمرا بكثير جدا لكنها تهدمت واسم الكنيسة كنيسة المنارة وكان الدير يسمى قديما بدير أغرافونا أو دير كرفونا وهى أسماء محرفة من فعل اغرافى أى يكتب أى أن الدير كان يسمى دير النساخ أو الكتاب ومن أشهر من عاش بهذا الدير القديس يوحنا التبايسي الملقب بنبي مصر

                            كنائس الدير ومبانيه
                            بالدير مجموعه من الكنائس أقدمها كنيسة المغاره , وطول واجهتها 160 مائه وستون مترا وعمقها 60 ستون مترا وتعتبر كنيسة منذ نهاية ا
                            لقرن الاول المسيحى , وقد إهتم نيافة ألأنبا ميخائيل مطران أسيوط ببناء إستراحات كثيرة لإستقبال الزوار الذى يفدون إلى هذا الدير بالألاف خاصة فى الأعياد والمناسبات المسيحية (خاصة فى عيد العذراء فى شهر مسرى)
                            ومما جدير بالذكر أن مغارة الدير هذه ترجع الى حوالى 2500 الفين وخمسمائة سنه قيل الميلاد , وبالدير كثيرا من الابنيه يصل بعضها الى خمسة أدوار , وبها قاعات كبيره للخدمات الدينيه والاجتماعيه والانشطه الفنيه , وحجرات للضيافه والاقامه
                            مجئ العائله المقدسه الى أسيوط
                            جاء المسيح له المجد الى مصر وهو طفل صغير مع امه مريم العذراء والقديس يوسف النجار , إذا تركت العائله المقدسه فلسطين وطنها وأتجهت نحو البلاد
                            المصريه , قاطعه صحراء سيناء حتى وصلت شرقى الدلتا مجتازه بعض بلاد الوجه البحرى فالقاهره ومنها الى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط , ثم الى جبلها
                            الغربى حيث المغاره المعروفه التى حلت بها العائله المقدسه , وفيما بعد قام بجانبها دير العذراء الذى يرتبع فوق صدر هذا الجبل مطلا على الوادى
                            الاخضر الممتد شرقا حتى مجرى نهر النيل , وكان مجئ العائله المقدسه الى جبل اسيوط فى شهر أغسطس وهو الذى يحل فيه صوم العذراء , ولهذا يقيم الدير إحتفالاته الدينيه سنويا أبتداء من يوم 7 سبعه أغسطس حتى 21 الحادى والعشرين منه كل عام
                            نشاط الدير
                            للدير رسالته الدينيه , فمنذ فجر المسيحيه أستمر المسيحيون يتوارثون الاقامه به , ولما بدات الحركه الرهبانيه فى القرن الرابع المسيحى قامت بهذه المنطقه أديره كثيره للرهبان وللراهبات ومن أشهر الذين عاشوا به القديس يوحنا الاسيوطى


                            ويقيم الدير الصلوات وسر العماد يوميا , ويستقبل الزائرين من الساعة السادسة صباحا وبغلق أبوابه السادسه مساء ولكن يمتد الميعاد الى الحاديه عشر مساءا خلال شهر أغسطس , أما المبيت بالدير فيكون بموجب تصريح سابق . ويعتبر دير العذراء بجبل أسيوط من المعالم السياحية الهامة فى البلاد
                            المصرية يقصدة الوف من الزائرين أجانب ومصريين على مدار السنة ليتعرفوا على المكان الذى انتهت اليه مسيرة العائلة المقدسة ومنه بدأت رحلة العودة
                            . ولقد تجلت العذراء بصورة نورانية وما زالت تظهر بين الحين والآخر فى هذا الدير المبارك
                            ********************************
                            المراجع
                            كتاب / الدليل الفريد الى مزارات واديرة الصعيد للقمص يوأنس كمال الجيزة


                            مليون زائر لدير السيدة العذراء فى درنكه بأسيوط

                            فى طل منع الموالد خوفاً من انتشار أنفلونزا الخنازير.. إقامة مولد السيدة العذراء فى أسيوط
                            اليوم السابع الجمعة، 7 أغسطس 2009 - 22:02 ضحا صالح
                            فى ظل تواجد أمنى مكثف شهدت محافظة أسيوط الاحتفال باليوم الأول من مولد السيدة العذراء بدرنكة، الذى شهد ما يقرب من ألف مسلم ومسيحى. ورغم التشديد الأمنى بمنع الموالد حفاظا على المواطنين من الإصابة بالأمراض الوبائية خاصة أنفلونزا الخنازير، إلا أن المولد بدأ الاستعداد له منذ أيام، وشهد إقبالا جماهيريا كبيرا من جانب المواطنين. من جانبه، قال القمس بيشوى الكاهن بدير السيدة العذراء بأسيوط "إننا اعتدنا مسلمين ومسيحيين الاحتفال بالسيدة العذراء ولا نخشى تلك الأمراض، فنحن فى حماية الرب ولا نعمل ما يديننا، وكيف نحرم الآلاف ممن يأتون إلينا من كل مكان فى الجمهورية، بل وأحيانا من خارج البلاد للزيارة والتبرك وإضاءة الشموع"، مؤكدا أن مثل هذه الموالد تقوم بدعم العلاقات وزيادة الترابط الوحدة والحب بين الأقباط والمسلمين. كما صرح مصدر أمنى مسئول لليوم السابع أننا لم نستطع منع الأقباط من عمل مولد السيدة العذراء هذا العام، رغم تفشى عدد من الأمراض الوبائية مؤخرا.. واعتبر العديد من الأقباط أن إقامة مولد "الفرغل" بأسيوط وعدم إقامة مولد العذراء اضطهادا لإقامة شعائرهم الدينية، فما كان منا إلا أن وافقنا على إقامة تلك الشعائر. وأشار المصدر الأمنى إلى أن كثافة زوار دير السيدة العذراء هذا العام يفوق زوار العام الماضى، مما يعنى أن المواطنين أقباطا أو مسلمين غير متأثرين بما يتردد حول انتشار ونقل العدوى بالموالد.
                            *******************
                            اليوم السابع بالصور.. مليون زائر لـ "مولد" العذراء بأسيوط يتحدون قرارات الحكومة ويصفون التصدى للاحتفال بـ "التعسف الدينى" الزوار توافدوا على المولد رغم كل التحذيرات الطبية والأمنية أسيوط
                            اليوم السابع الثلاثاء، 11 أغسطس 2009 ـ ضحا صالح
                            رغم التحذيرات الصحية والحشود الأمنية الهائلة حول دير العذراء بأسيوط، قام أكثر من مليون شخص بالاحتفال بـ "مولد" السيدة العذراء بالدير الشرقى بجبل درنكة بأسيوط، واعتبر الأقباط أن التصدى لمولد السيدة العذراء بحجة انتشار أنفلونزا الخنازير ما هو إلا تعسف دينى، خاصة بعد احتفال المسلمين بأسيوط بمولد الفرغل فى الفترة الماضية. توافد الزوار من مختلف المحافظات معلنين شعار التحدى للقرارات الحكومية، مستشعرين أن ذلك جهاد دينى، مؤكدين تصميمهم على إحياء الاحتفال، ولو كلفهم ذلك مواجهة جحافل الأمن إذا حاولوا منعهم. اليوم السابع التقى الزوار، وفى البداية قالت مريم فكرى من الإسكندرية إنها أتت خصيصاً للاحتفال بمولد السيدة العذراء لأنها اعتادت القدوم كل عام لزيارة خالتها، والتى تقيم بجوار الدير الشرقى بقرية درنكة، ولم تهتم بما سمعت عن كل الأمراض والأوبئة. أضاف سيد عبد الجواد (مدرس) من محافظة سوهاج، أنه أتى هو وأسرته لزيارة دير السيدة العذراء وإضاءة الشموع، ورغم الازدحام الهائل يزور سيد، الدير، مع أولاده الـ (5) وزوجته. وأكدت إيمان سيد طالبة بكلية الحقوق، أنها انتظرت بالمحافظة حتى بعد انتهاء الزيارة لأنها اعتادت التبرك وإضاءة الشموع، رغم أنها فى البداية تشككت فى الموالد، وتخوفت من انتشار الأمراض، ولكنها قررت المشاركة فى الاحتفال على مدار أيام "المولد"، وقالت "الأقباط ونحن أخوات السيدة العذراء". صبحى فايق (45 سنة) محامى وزوجته هدى عبد المسيح طبيبة قالا إنهما رغم علمها بما يحدث من انتقال العدوى والأمراض، إلا أنهما أتيا للمولد باقتناع تام، ولم يهتما بالتحذيرات، وأضافت الزوجة "نحن نتبارك بالسيد المسيح والسيدة العذراء، والآن نحن فى رعاية الرب فلا يمكن أن يؤذينا"، وأضاف زوجها أن زوجته فى البداية تخوفت، ولكن بعد ذلك أصرت على المجىء بصحبته. ولم تجد الجهات الأمنية بداً من الرضوخ للواقع، فكثفت مديرية الأمن نشاطها وضاعفت الأمن المركزى المحيط بالدير، كما تعاملت "الصحة" مع الحدث بتوفير كافة أجهزة العناية والفحص لإنقاذ أى مريض أو مشتبه فى إصابته. من جانبه أكد نبيل العزبى محافظ أسيوط، أن الطريق تمت إنارته وتزويد اللمبات والكشافات حتى يتمكن الزوار من ممارسة الطقوس الدينية التى اعتادوا عليها، وأن المحافظة لم يستطع أن تمنع أحداً من الاحتفال، ولكن هذا الأمر دفعنا لأخذ مزيد من الاحتياطات الصحية والأمنية حتى ينتهى المولد على خير.
                            ***************************************
                            الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏تقيم‏ ‏احتفالية‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط
                            جريدة وطنى عدد الاحد : 16 اغسطس 2009 باسمة‏ ‏وليم‏:‏
                            ‏*‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏مطران‏ ‏أسيوط‏ ‏يبارك‏ ‏شعبه‏ ‏والزوار‏ ‏في‏ ‏الاحتفال‏ ‏الديني ‏*‏تذكارات‏ ‏روحية‏ ‏لزيارة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏والبابا‏ ‏شنودة‏ ‏لدير‏ ‏العذراء‏ ‏بأسيوط ‏*‏محافظ‏ ‏أسيوط‏ ‏يوصي‏ ‏بأطقم‏ ‏طبية‏ ‏وقائية‏ ‏مجهزة‏ ‏للتحرك‏ ‏لمواجهة‏ ‏أية‏ ‏احتمالات‏ ‏مرضية أبرز‏ ‏ما‏ ‏يثري‏ ‏كنيستنا‏ ‏القبطية‏ ‏عبر‏ ‏تاريخها‏ ‏المديد‏ ‏احتفاظها‏ ‏بالتذكارات‏ ‏النورانية‏ ‏والذخائر‏ ‏الروحية‏ ‏لشهدائها‏ ‏وقديسها‏ ‏والذي‏ ‏يتجدد‏ ‏الاحتفاء‏ ‏بهم‏ ‏عاما‏ ‏وراء‏ ‏عام‏...‏واحتضانها‏ ‏لمواكبهم‏ ‏الاحتفالية‏ ‏ذات‏ ‏الطابع‏ ‏الديني‏ ‏والملامح‏ ‏الشعبية‏ ‏بترتيبها‏ ‏الخاص‏ ‏وتراثها‏ ‏التقليدي‏ ‏والتي‏ ‏هي‏ ‏بالمفهوم‏ ‏الكنسي‏ ‏لا‏ ‏تنفصل‏ ‏عن‏ ‏طقوس‏ ‏العبادة‏ ‏داخل‏ ‏الكنيسة‏...‏وتأتي‏ ‏في‏ ‏المقدمة‏ ‏وحسب‏ ‏الترتيب‏ ‏الطقس‏ ‏لمجمع‏ ‏الأبرار‏ ‏والقديسين‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏بحسب‏ ‏قولها‏ ‏هوذا‏ ‏منذ‏ ‏الآن‏ ‏جميع‏ ‏الأجيال‏ ‏تطوبنيتحمل‏ ‏أجمل‏ ‏باقة‏ ‏احتفالية‏ ‏حيث‏ ‏تحرص‏ ‏كنائسها‏ ‏ومزاراتها‏ ‏في‏ ‏ربوع‏ ‏مصر‏ ‏وأنحاء‏ ‏الكرازة‏ ‏علي‏ ‏الاحتفاء‏ ‏بموسمها‏ ‏الكنسي‏ ‏خلال‏ ‏شهر‏ ‏أغسطس‏ ‏إضافة‏ ‏إلي‏ ‏تذكاراتها‏ ‏طوال‏ ‏العام‏.‏ وفي‏ ‏جبل‏ ‏أسيوط‏ ‏ترتفع‏ ‏مكانة‏ ‏الاحتفالات‏ ‏بالعذراء‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏تدفق‏ ‏أعداد‏ ‏الزائرين‏ ‏من‏ ‏مصر‏ ‏وأنحاء‏ ‏العالم‏ ,‏وأيضا‏ ‏لتمايز‏ ‏موكبها‏ ‏الاحتفالي‏ ‏الضخم‏ ‏الذي‏ ‏يتصدر‏ ‏الاحتفالات‏ ‏اليومية‏ ‏صعودا‏ ‏وهبوطا‏ ‏إلي‏ ‏موضع‏ ‏إقامة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏بمغاراتها‏ ‏المقدسة‏ ‏بحضن‏ ‏الجبل‏,‏ويطوف‏ ‏مئات‏ ‏الآلاف‏ ‏من‏ ‏المواطنين‏ ‏حول‏ ‏كنائسها‏ ‏وفي‏ ‏ساحاتها‏ ‏وانحدارا‏ ‏نحو‏ ‏الطريق‏ ‏الصاعد‏ ‏الممتد‏ ‏بين‏ ‏أحجار‏ ‏الجبل‏,‏وذلك‏ ‏في‏ ‏الموعد‏ ‏المقرر‏ ‏مع‏ ‏الغروب‏ ‏تمام‏ ‏السابعة‏ ‏مساء‏ ‏في‏ ‏مشهد‏ ‏يندر‏ ‏تكراره‏ ‏مع‏ ‏خلفية‏ ‏امتداد‏ ‏المساحات‏ ‏الخضراء‏ ‏للزراعات‏ ‏أسفل‏ ‏الجبل‏ ‏ونهر‏ ‏النيل‏ ‏والأفق‏ ‏الممتد‏,‏رمزا‏ ‏وتبريكا‏ ‏لمسيرة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏نحو‏ ‏هذا‏ ‏الموضع‏ ‏المقدس‏ ‏منذ‏ ‏آلاف‏ ‏السنين‏.‏ ‏*‏تأتي‏ ‏الاحتفالات‏ ‏الدينية‏ ‏بصوم‏ ‏العذراء‏ ‏وعيدها‏ ‏لهذا‏ ‏العام‏ ‏حسب‏ ‏ما‏ ‏أكدته‏ ‏مطرانية‏ ‏أسيوط‏ ‏ذات‏ ‏ملامح‏ ‏دينية‏ ‏وتخضع‏ ‏لترتيب‏ ‏كنسي‏ ‏وتدبير‏ ‏روحي‏ ‏مصدره‏ ‏الطقوس‏ ‏المرتبة‏ ‏لهذه‏ ‏المناسبة‏ ‏من‏ ‏صلوات‏ ‏رفع‏ ‏بخور‏ ‏عشية‏ ‏وطواف‏ ‏الموكب‏ ‏الاحتفالي‏ ‏لأيقونة‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏والعذراء‏ ‏الملكة‏ ‏الأم‏ ‏بالتسابيح‏ ‏والمدائح‏ ‏التقليدية‏ ‏أثناء‏ ‏رفع‏ ‏المصلين‏ ‏والزائرين‏ ‏والمصطفين‏ ‏خارجا‏ ‏لصلواتهم‏ ‏وتضرعاتهم‏ ‏ثم‏ ‏الانصراف‏ ‏لحضور‏ ‏القداسات‏ ‏الإلهية‏ ‏صباحا‏ ‏ونوال‏ ‏البركة‏...‏ وتحث‏ ‏المطرانية‏ ‏هذا‏ ‏العام‏ ‏زوار‏ ‏الموضع‏ ‏المقدس‏ ‏وضيوفها‏ ‏بزيارة‏ ‏مغارة‏ ‏العذراء‏ ‏لدقائق‏ ‏منعا‏ ‏للتزاحم‏ ‏والالتزام‏ ‏بالهدوء‏ ‏والوقار‏ ‏اللائقين‏ ‏بالموضع‏ ‏المقدس‏ ‏والمناسبة‏ ‏الكنسية‏ ‏ثم‏ ‏الصعود‏ (‏للتو‏) ‏للأماكن‏ ‏المفتوحة‏ ‏والصالات‏ ‏المعدة‏ ‏التي‏ ‏يوفرها‏ ‏الدير‏...‏وتنأي‏ ‏المطرانية‏ ‏باحتفالاتها‏ ‏السنوية‏ ‏وبالموضع‏ ‏المقدس‏ ‏الذي‏ ‏يستقبل‏ ‏الزوار‏ ‏من‏ ‏أنحاء‏ ‏العالم‏ ‏للعبادة‏ ‏والصلاة‏...‏طوال‏ ‏العام‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏ممارسات‏ ‏وأفعال‏ ‏عبثية‏ ‏خارج‏ ‏أسوار‏ ‏الدير‏-‏والتي‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏ناشدت‏ ‏المسئولين‏ ‏بإيقافها‏ ‏وتؤكد‏ ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏توجد‏ ‏صلة‏ ‏لاحتفالاتها‏ ‏الدينية‏ ‏بما‏ ‏يعرف‏(‏بالموالد‏)‏أو‏(‏الزفة‏) ‏فهذه‏ ‏التعبيرات‏ ‏المتداولة‏ ‏شعبيا‏ ‏غير‏ ‏مألوفة‏ ‏ولا‏ ‏تتردد‏ ‏داخل‏ ‏مطرانية‏ ‏أسيوط‏ ‏وكنائسها‏ ‏ومزاراتها‏ ‏المقدسة‏.‏ وعلمت‏ ‏وطنيبأنه‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الإطار‏ ‏تحت‏ ‏رعاية‏ ‏نبيل‏ ‏العزبي‏ ‏محافظ‏ ‏أسيوط‏ ‏تم‏ ‏إعداد‏ ‏فريق‏ ‏طبي‏ ‏متكامل‏ ‏لمناطق‏ ‏التجمعات‏ ‏وأماكن‏ ‏التزاحم‏ ‏بمناسبة‏ ‏احتفالات‏ ‏العذراء‏ ‏بأسيوط‏ ‏لمواجهة‏ ‏أية‏ ‏احتمالات‏ ‏قائمة‏.‏ مدلولات‏ ‏روحية وإن‏ ‏كانت‏ ‏مواكب‏ ‏الاحتفالات‏ ‏الدينية‏ ‏بأعياد‏ ‏وتذكارات‏ ‏القديسين‏ ‏والشهداء‏ ‏وفي‏ ‏مقدمتهم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏برزت‏ ‏في‏ ‏بدايات‏ ‏القرون‏ ‏الميلادية‏ ‏بمظهرها‏ ‏المعروف‏ ‏حاليا‏ ‏الذي‏ ‏يضم‏ ‏صفوفا‏ ‏من‏ ‏الشمامسة‏ ‏حاملين‏ ‏الصليب‏ ‏والرايات‏ ‏البيضاء‏ ‏وصور‏ ‏المناسبة‏ ‏الكنسية‏ ‏ثم‏ ‏أيقونة‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏والقديس‏ ‏أو‏ ‏الشهيد‏ ‏المحتفي‏ ‏به‏ ‏يليها‏ ‏صفوف‏ ‏الآباء‏ ‏الكهنة‏ ‏وعلي‏ ‏رأسهم‏ ‏المطران‏ ‏أو‏ ‏الأسقف‏ ‏حاملين‏ ‏مجامرهم‏ ‏ثم‏ ‏صفوف‏ ‏الشمامسة‏ ‏حاملين‏ ‏الشموع‏ ‏والورود‏ ‏والأغصان‏ ‏والناقوس‏ ‏يرتلون‏ ‏الألحان‏ ‏والتسابيح‏...‏ونجد‏ ‏ندرة‏ ‏في‏ ‏الكتابات‏ ‏التي‏ ‏تناولت‏ ‏هذه‏ ‏الاحتفاليات‏ ‏حيث‏ ‏ركزت‏ ‏في‏ ‏أغلبها‏ ‏علي‏ ‏المدلول‏ ‏الروحي‏ ‏ولم‏ ‏يتحدد‏ ‏تاريخ‏ ‏نشأتها‏.‏ يقول‏ ‏أحد‏ ‏المصادر‏ ‏إن‏ ‏المواكب‏ ‏الاحتفالية‏ ‏أساسها‏ ‏الكنسي‏ ‏استعلان‏ ‏قيامة‏ ‏المسيح‏ ‏وظهرت‏ ‏واضحة‏ ‏في‏ ‏طقس‏ ‏معمودية‏ ‏الأطفال‏ ‏ونسب‏ ‏ذلك‏ ‏لما‏ ‏جاء‏ ‏بكتابكيف‏ ‏نعيش‏ ‏القيامةلأبينا‏ ‏بيشوي‏ ‏كامل‏ ‏مضيفا‏ ‏بأن‏ ‏ترتيب‏ ‏الصلوات‏ ‏أثناء‏ ‏طواف‏ ‏الموكب‏ ‏معروف‏ ‏ويبدأ‏ ‏برفع‏ ‏بخور‏ ‏عشية‏ ‏ثم‏ ‏الألحان‏ ‏والتماجيد‏ ‏أثناء‏ ‏صعود‏ ‏الموكب‏ ‏في‏ ‏ساحات‏ ‏المزارات‏ ‏والكنائس‏,‏ثم‏ ‏تسبحة‏ ‏نصف‏ ‏الليل‏,‏ويختم‏ ‏بليتورجية‏ ‏القداس‏ ‏وسر‏ ‏التناول‏.‏ وترتيب‏ ‏ما‏ ‏يعرف‏ ‏بألحان‏ ‏التماجيد‏ ‏للعذراء‏ ‏يبدأ‏ ‏بلحن‏ (‏إكزمارؤوت‏)‏مبارك‏ ‏الأب‏ ‏والابن‏ ‏والروح‏ ‏القدس‏...‏ثم‏ ‏لحن‏ ‏التمجيد‏ ‏اليونانيأكسيوس‏ ‏استين‏(‏مبارك‏ ‏الآب‏)...‏ثم‏ ‏لحن‏ (‏يا‏ ‏ملك‏ ‏السلام‏)...(‏والسلام‏ ‏للعذراء‏)...(‏وافرحي‏ ‏يا‏ ‏مريم‏)...(‏وثيئوطوكية‏ ‏الأحد‏ ‏سبع‏ ‏مرات‏ ‏كل‏ ‏يوم‏)...‏وكذلك‏ ‏لحن‏(‏اتاي‏ ‏برثينوس‏)‏وهو‏ ‏من‏ ‏أبرز‏ ‏الألحان‏ ‏في‏ ‏موكب‏ ‏العذراء‏ ‏والذي‏ ‏تقول‏ ‏كلماته‏ ‏هذه‏ ‏العذراء‏ ‏نالت‏ ‏اليوم‏ ‏كرامة‏..‏هذه‏ ‏العذراء‏ ‏نالت‏ ‏اليوم‏ ‏مجدا‏...‏هذه‏ ‏التحفة‏ ‏بأطراف‏ ‏موشاة‏ ‏بالذهب‏ ‏مزينة‏ ‏بأنواع‏ ‏كثيرة‏....‏ثم‏ ‏أجزاء‏ ‏من‏ ‏المزامير‏,‏وتختتم‏ ‏التماجيد‏ ‏بلحن‏ ‏الطقس‏ ‏المعروفخين‏ ‏افرانيتخلل‏ ‏هذا‏ ‏أيضا‏ ‏ترانيم‏ ‏روحية‏ ‏مرتبطة‏ ‏شعبيا‏ ‏بالمناسبة‏(‏هات‏ ‏مزمارك‏ ‏يا‏ ‏داود‏...‏رشوا‏ ‏الورد‏ ‏يا‏ ‏صبايا‏...‏أنت‏ ‏الشفيع‏ ‏الأكرم‏...‏طوباك‏ ‏يا‏ ‏عذراء‏ ‏يا‏ ‏أم‏ ‏الله‏...‏خطرت‏ ‏حمام‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏داود‏...‏إلخ‏).‏ ‏;‏ويقول‏ ‏مصدر‏ ‏كنسي‏ ‏آخر‏ ‏إن‏ ‏فكرة‏ ‏الموكب‏ ‏الاحتفال‏ ‏هي‏ ‏التكريم‏ ‏والتمجيد‏ ‏سواء‏ ‏للعذراء‏ ‏أو‏ ‏القديسين‏ ‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏يبدأ‏ ‏من‏ ‏حول‏ ‏مذبح‏ ‏الكنيسة‏ ‏الذي‏ ‏عليه‏ ‏ذبيحة‏ ‏المسيح‏ ‏داخل‏ ‏الهيكل‏ ‏وينتهي‏ ‏الطواف‏ ‏إليه‏ ‏إذ‏ ‏يقوم‏ ‏الآباء‏ ‏الكهنة‏ ‏في‏ ‏طقس‏ ‏الطواف‏ ‏بمجامرهم‏ ‏بإصعاد‏ ‏البخور‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏يمثل‏ ‏صلوات‏ ‏الشعب‏ ‏وتضرعاتهم‏ ‏ويقدمونه‏ ‏علي‏ ‏المذبح‏ ‏مشفوعا‏ ‏بصلوات‏ ‏العذراء‏.‏ ويوضح‏ ‏الشماس‏ ‏الإكليريكي‏ ‏صفوت‏ ‏فكري‏ ‏عن‏ ‏كتاب‏(‏الأمجاد‏) ‏في‏ ‏طبعته‏ ‏الأولي‏ ‏للأرشدياكون‏ ‏نجيب‏ ‏جرجس‏ ‏وهو‏ ‏أحد‏ ‏الكتب‏ ‏النادرة‏ ‏التي‏ ‏تكلمت‏ ‏عن‏ ‏المواكب‏ ‏الاحتفالية‏ ‏داخل‏ ‏الكنيسة‏ ‏تحت‏ ‏عنوان‏ :‏موقف‏ ‏المؤمنين‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏المجاهدة‏ ‏إزاء‏ ‏إخوتهم‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏المنتصرة‏,‏وهو‏ ‏مبحث‏ ‏كامل‏ ‏يتناول‏ ‏تذكارات‏ ‏القديسين‏ ‏بالتركيز‏ ‏علي‏ ‏الصور‏ ‏والأيقونات‏ ‏بالقول‏:‏ أولا‏:‏إنه‏ ‏لا‏ ‏غضاضة‏ ‏من‏ ‏الطواف‏ ‏بالصور‏ ‏والأيقونات‏ ‏مع‏ ‏التسابيح‏ ‏والألحان‏ ‏لتمجيد‏ ‏الثالوث‏ ‏القدوس‏ ‏وتطويب‏ ‏أصحابها‏ ‏لما‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏فوائد‏ ‏سامية‏ ‏أبرزها‏ ‏الإعلان‏ ‏الذي‏ ‏ملأ‏ ‏كل‏ ‏الأرض‏ ‏لاسم‏ ‏المسيح‏ ‏وقديسيه‏ ‏وبهذا‏ ‏الطواف‏ ‏تذكار‏ ‏لأعمالهم‏ ‏وجهادهم‏.‏ ثانيا‏:‏إننا‏ ‏بمواكبهم‏ ‏نتذكرهم‏ ‏ككنوز‏ ‏للعالم‏ ‏ومثل‏ ‏عليا‏ ‏للحق‏.‏ ويضيف‏ ‏الكاتب‏ ‏أنه‏ ‏بهذا‏ ‏الطواف‏ ‏نحتفي‏ ‏بهم‏ ‏نحن‏ ‏الكنيسة‏ ‏المجاهدة‏ ‏كمظفرين‏ ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏تجمعه‏ ‏كنيستنا‏ ‏في‏ ‏بعديها‏ ‏الأرضي‏ ‏والسمائي‏.‏ زيارات‏ ‏تاريخية عقب‏ ‏اعتلاء‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏الكرسي‏ ‏المرقسي‏ ‏في‏10‏مايو‏ 1959 ‏زار‏ ‏إثيوبيا‏..‏ثم‏ ‏بدأ‏ ‏زياراته‏ ‏الرعوية‏ ‏لكراسي‏ ‏إيبارشيات‏ ‏مصر‏ ‏بزيارة‏ ‏للصعيد‏-‏عام‏1960- ‏واستقبله‏ ‏نيافة‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏مطران‏ ‏أسيوط‏ ‏وشعب‏ ‏أسيوط‏ ‏استقبالا‏ ‏حافلا‏ ‏فزار‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏(‏مقر‏ ‏المطرانية‏)‏وذهب‏ ‏لدير‏ ‏العذراء‏ ‏ليبارك‏ ‏حركة‏ ‏التعمير‏ ‏وكان‏ ‏الطريق‏ ‏صخريا‏ ‏ترابيا‏ ‏وبعد‏ ‏جهد‏ ‏كبير‏ ‏تم‏ ‏توفير‏ ‏سيارات‏ ‏بكفاءة‏ ‏عالية‏ ‏لكي‏ ‏ما‏ ‏يتمكن‏ ‏البابا‏ ‏من‏ ‏صعود‏ ‏الطريق‏ ‏غير‏ ‏الممهد‏ ‏بمثابرة‏ ‏وجهد‏...‏حيث‏ ‏قضي‏ ‏ليلتين‏ ‏بدير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏وتدافع‏ ‏شعب‏ ‏أسيوط‏ ‏كله‏ ‏وقتئذ‏ ‏للذهاب‏ ‏للدير‏ ‏ونوال‏ ‏بركة‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏فرحب‏ ‏بهم‏ ‏وباركهم‏.‏ أما‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏فقد‏ ‏زار‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏طفولته‏ ‏المبكرة‏ ‏في‏ ‏الثلاثينيات‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الماضي‏ ‏بصحبة‏ ‏أخيه‏ ‏روفائيل‏,‏كما‏ ‏صرح‏ ‏بذلك‏ ‏بفمه‏ ‏الطاهر‏ ‏في‏ ‏حفل‏ ‏يوبيل‏ ‏رهبنته‏ ‏حيث‏ ‏قضي‏ ‏فترة‏ ‏دراسته‏ ‏الأولي‏ ‏بأسيوط‏ ‏وكان‏ ‏يحضر‏ ‏القداسات‏ ‏ودروس‏ ‏الألحان‏ ‏وحفظها‏ ‏بكنيسة‏ ‏مارمرقس‏ (‏مقر‏ ‏المطرانية‏ ‏قديما‏)‏وقد‏ ‏زار‏ ‏الدير‏ ‏أيضا‏ ‏وكان‏ ‏قداسته‏ ‏أسقفا‏ ‏للتعليم‏ ‏وقتها‏ ‏وله‏ ‏صورة‏ ‏شهيرة‏ ‏بالدير‏ ‏يظهر‏ ‏فيها‏ ‏وحوله‏ ‏شباب‏ ‏أسيوط‏...‏كما‏ ‏زار‏ ‏كاتدرائية‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏بأسيوط‏ ‏زيارة‏ ‏خاصة‏ ‏في‏ ‏سبتمبر‏ 1972 ‏في‏ ‏رحلته‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏وبالمحرق‏ ‏واستقبل‏ ‏من‏ ‏شعبها‏ ‏استقبالا‏ ‏يفوق‏ ‏الخيال‏(‏بتعبير‏ ‏شاهد‏ ‏عيان‏)‏بموكب‏ ‏رائع‏ ‏وكان‏ ‏في‏ ‏استقباله‏ ‏بمحطة‏ ‏أسيوط‏ ‏وأثناء‏ ‏النزول‏ ‏محافظ‏ ‏أسيوط‏ ‏نيافة‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏مطران‏ ‏أسيوط‏ ‏وشعب‏ ‏أسيوط‏ ‏حاملين‏ ‏لافتات‏ ‏الترحيب‏ ‏واحتشدت‏ ‏جموع‏ ‏غفيرة‏ ‏بالكاتدرائية‏ ‏والأماكن‏ ‏المجاورة‏ ‏قبل‏ ‏موعد‏ ‏الزيارة‏ ‏بيوم‏ ‏كامل‏.‏ ولدير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏مكانة‏ ‏خاصة‏ ‏لدي‏ ‏الشعب‏ ‏الألماني‏,‏؟‏..‏ففي‏28‏يناير‏ 1968 ‏علي‏ ‏ما‏ ‏يروي‏ ‏الشماس‏ ‏الإكليريكي‏ ‏صفوت‏ ‏فكري‏ ‏أرسلت‏ ‏كاميرات‏ ‏التليفزيون‏ ‏الألماني‏ ‏لتصوير‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏والموكب‏ ‏الاحتفالي‏ ‏ليبث‏ ‏مباشرة‏...‏ورغم‏ ‏أن‏ ‏الوقت‏ ‏كان‏ ‏شتاء‏ ‏ومباني‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏مراحل‏ ‏الإنشاء‏ ‏الأولي‏ ‏وافق‏ ‏نيافة‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏مطران‏ ‏أسيوط‏ ‏علي‏ ‏التصوير‏ ‏في‏ ‏وقته‏ ‏وكان‏ ‏الشمامسة‏ ‏يرتدون‏ ‏التونية‏ ‏علي‏ ‏ملابسهم‏ ‏الشتوية‏ ‏ولأول‏ ‏مرة‏ ‏شوهد‏ ‏سيدنا‏ ‏في‏ ‏الموكب‏ ‏الاحتفالي‏ ‏وهو‏ ‏يرتدي‏ ‏التاج‏ ‏ورداء‏ ‏التقديس‏ ‏الرسمي‏ ‏مع‏ ‏عصاه‏ ‏وصليبه‏ ‏وعصا‏ ‏الرعاية‏ ‏حيث‏ ‏لم‏ ‏يري‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏موكب‏ ‏احتفالي‏ ‏للعذراء‏ ‏بهذه‏ ‏الملابس‏ ‏واختار‏ ‏التليفزيون‏ ‏الألماني‏ 18‏لنقطة‏ ‏تذكارية‏ ‏جميلة‏ ‏ثم‏ ‏بثها‏ ‏لهذه‏ ‏الاحتفالية‏.‏ أيقونات‏ ‏ومدلولها‏ ‏الخاص أيقونة‏ ‏عذراء‏ ‏مغارة‏ ‏أسيوط‏ ‏الملكة‏ ‏المتوجة‏ ‏وطفلها‏ ‏الإلهي‏ ‏تتوسط‏ ‏خدرها‏ ‏بالمغارة‏ ‏ولا‏ ‏يسمح‏ ‏بخروجها‏ ‏من‏ ‏موضعها‏ ‏إلا‏ ‏خلال‏ ‏الطواف‏ ‏في‏ ‏الموكب‏ ‏الاحتفالي‏ ‏لشهر‏ ‏أغسطس‏ ‏كل‏ ‏عام‏...‏كما‏ ‏تري‏ ‏عذراء‏ ‏الهروب‏ ‏بالدير‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏مستلهمة‏ ‏بيد‏ ‏فناني‏ ‏أسيوط‏ ‏في‏ ‏مشهد‏ ‏رمزي‏ ‏تمتطي‏ ‏حمارا‏ ‏وفي‏ ‏حجرها‏ ‏وليدها‏ ‏الإلهي‏ ‏يقودهما‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏ ‏الشيخ‏ ‏البار‏...‏يتهادي‏ ‏الموكب‏ ‏رويدا‏ ‏رويدا‏ ‏وبصعوبة‏ ‏علي‏ ‏صخور‏ ‏جبل‏ ‏أسيوط‏ ‏في‏ ‏طريقه‏ ‏إلي‏ ‏المغارة‏ ‏يصحبه‏ ‏ملاك‏ ‏بغصن‏ ‏زيتون‏ ‏وعنها‏ ‏يذكرنا‏ ‏سمير‏ ‏الهجيني‏ ‏المدير‏ ‏بالتعليم‏ ‏الفني‏ ‏بالمعاش‏ ‏والخادم‏ ‏بمطرانية‏ ‏أسيوط‏ ‏في‏ ‏خواطره‏ ‏التي‏ ‏سجلها‏ ‏عن‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏قائلا‏ ‏بأن‏ ‏الصورة‏ ‏الرمز‏ ‏تحققت‏ ‏بالفعل‏ ‏وكأن‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏دشنت‏ ‏لخطوات‏ ‏تعمير‏ ‏قادمة‏...‏إذ‏ ‏كان‏ ‏علينا‏ ‏أن‏ ‏نصعد‏ ‏الجبل‏ ‏غير‏ ‏الممهد‏ ‏وغير‏ ‏القابل‏ ‏للتسلق‏ ‏بذات‏ ‏المشقة‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الأربعينيات‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الماضي‏ ‏وكم‏ ‏اضطررنا‏ ‏أن‏ ‏نتسلق‏ ‏بأيدينا‏ ‏وأرجلنا‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏يختل‏ ‏توازننا‏ ‏ونسقط‏ ‏علي‏ ‏أحجار‏ ‏الجبل‏...‏وبعد‏ ‏مجهود‏ ‏مضن‏ ‏ومسيرة‏ ‏طويلة‏ ‏كنا‏ ‏نصل‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏العذراء‏ ‏ونتواجد‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏الصغيرة‏ ‏المتهالكة‏ ‏والمغطاة‏ ‏بأفلاق‏ ‏خشب‏ ‏النخيل‏..‏وقد‏ ‏شوهدت‏ ‏الحمير‏ ‏والجمال‏ ‏تصعد‏ ‏إلينا‏ ‏وتحمل‏ ‏لنا‏ ‏قطرات‏ ‏الماء‏ ‏بواسطة‏ (‏القرب‏) ‏وبأجور‏ ‏باهظة‏...‏وأضاف‏ ‏مازلنا‏ ‏نذكر‏ ‏كيف‏ ‏تفجرت‏ ‏الصخور‏ ‏الخطرة‏ ‏أعلي‏ ‏الصالات‏ ‏وأعيد‏ ‏تهذيبها‏ ‏واستخدامها‏ ‏في‏ ‏التعمير‏ ‏وكيف‏ ‏تمت‏ ‏إزالة‏ ‏أطنان‏ ‏من‏ ‏الأتربة‏ ‏والأحجار‏ ‏كانت‏ ‏تنقل‏ ‏بدائيا‏ ‏إلي‏ ‏أماكن‏ ‏بعيدة‏...‏وهذا‏ ‏كله‏ ‏ببركة‏ ‏مجئ‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏للمكان‏.‏
                            **************************
                            احتفالات فى أسيوط والمنيا بمولد العذراء.. والأمن يجهض مظاهرة فى الدقهلية تطالب بإلغاء مولد «مارجرجس»
                            المصرى اليوم كتب غادة عبدالحافظ وممدوح ثابت وسعيد نافع ٢٣/ ٨/ ٢٠٠٩
                            فى الوقت الذى احتفل فيه نحو مليون مصرى مسيحى ومسلم بالليلة الختامية لمولد السيدة العذراء فى أسيوط، أجهضت قوات الأمن بالدقهلية مظاهرة كان مقرراً إقامتها أمس الأول، لشباب قرية ميت دمسيس تطالب بإلغاء الاحتفالات بمولد مارجرجس المزمع إقامته من ٢٥ إلى ٢٩ أغسطس الجارى. كان محافظ الدقهلية والجهات الأمنية وافقوا على إقامته بشرط تقليص مدته من ٨ أيام إلى ٥ أيام فقط، وإقامته فى الخلاء وانتشرت قوات الأمن برئاسة اللواء حسن شلغم، نائب مدير الأمن، والعديد من قيادات مباحث أمن الدولة أمام وداخل مسجدى محمد بن أبى بكر الصديق وصلاح نسيم بالقرية، لمنع خروج الشباب فى المظاهرة التى أعلنوا عنها قبل يومين للمطالبة بإلغاء المولد خوفاً من انتشار أنفلونزا الخنازير والطيور بسبب التجمعات. كان شباب القرية قد طالبوا بإلغاء الاحتفالات بمولد سيدى محمد بن أبى بكر الصديق، وعيد مارجرجس، خوفاً من التجمعات الكبيرة التى تشهدها القرية، والتى تصل إلى ما يقرب من ٢ مليون مسلم ومسيحى. وأكد عدد من الشباب أن الغرض من المظاهرة هو إرسال رسالة لمحافظ الدقهلية ووزير الصحة لإلغاء الاحتفالات بالمولد، خاصة مع بدء توافد مئات المسيحيين على القرية قبل بدء الاحتفال بعدة أيام، مؤكدين أنه لا توجد حساسية دينية من إقامة المولد، ولكن الخوف كله من تجمعات الناس التى قد تسبب الإصابة بالأمراض. وعلى الصعيد نفسه، بدأت كنيسة الشهيد مارجرجس فى استقبال المسيحيين فى الخيام المعدة للاحتفال، وأكد القمص مكارى غبريال، رئيس الكنيسة، أنه تم إعداد نحو ١٥٠ خيمة لاستقبال الضيوف للاحتفال بعيد الشهيد مارجرجس، وأنه تم اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والالتزام بشروط الدفاع المدنى والصحة، كما تم منع دخول لحوم الخنازير أو الطيور الحية أثناء الاحتفالات فى دير درنكة بأسيوط احتفالا بما يعرف بالدورة بمولد العذراء التى ترأسها نيافة الأنبا ميخائيل، أسقف الدير، وعدد كبير من القساوسة والكهنة والشمامسة، والتى حملوا فيها صوراً وأيقونات للمسيح والعذراء. وطافت الجماهير أرجاء دير درنكة، وحث أسقف الدير الجميع على السلام والمحبة بين الشعوب، وزار المحافظ اللواء نبيل العزبى، دير العذراء بمرافقة عدد كبير من القيادات الأمنية والحزبية والشعبية، واستقبله عدد من القساوسة والكهنة من الأقباط الكاثوليك والأرثوذكس. وقال المحافظ إن هذا الاحتفال يخص شعب مصر، مسلمين ومسيحيين، وفى المنيا، احتفل مئات الأقباط فى مطرانية الأرثوذكس فى مغاغة، بمولد السيدة العذراء فى قرية دير الجرنوس، أمس الأول، وهو الاحتفال الذى يقام سنوياً بمناسبة ذكرى رحلة العائلة المقدسة للمنطقة، وحرص الأنبا أغاثون، مطران مغاغة والكهنة على حضور القداس الذى أقيم فى كنيسة السيدة العذراء بالقرية، وشكلت الكنيسة مجموعة من أبنائها تتولى تفرقة الزائرين ومغادرة المكان فور الزيارة خوفاً من انتشار الأمراض الوبائية.
                            تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                            Comment


                            • #54
                              رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                              دير‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏ومغارتها‏ ‏بحضن‏ ‏جبل‏ ‏أسيوط‏ ‏الغربي
                              عند‏ ‏سفح‏ ‏الوادي‏ ‏المنبسط‏ ‏الأخضر‏ ‏يبدو‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏ومغارتها‏ ‏بحضن‏ ‏جبل‏ ‏أسيوط‏ ‏الغربي‏ -‏عند‏ ‏الغروب‏- ‏كمدينة‏ ‏متوجة‏ ‏يرصعها‏ ‏عبق‏ ‏التاريخ‏ ‏بأصالته‏ ‏وتزخر‏ ‏بنبض‏ ‏الحياة‏ ‏وحركتها‏..‏تبدو‏ ‏وقد‏ ‏تهيأت‏ ‏لاحتضان‏ ‏الجموع‏ ‏الغفيرة‏ ‏من‏ ‏وافديها‏ ‏وزوارها‏ ‏صعودا‏ ‏وهبوطا‏..‏أياما‏ ‏معدودات‏ ‏ويختتم‏ ‏موسم‏ ‏الاحتفال‏ ‏السنوي‏ ‏والذي‏ ‏يتجدد‏ ‏علي‏ ‏مدي‏ ‏الأعوام‏ ‏بملامحه‏ ‏الخاصة‏ ‏المرتبطة‏ ‏تاريخيا‏ ‏بحلول‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏وتذكاراته‏ ‏الخاصة‏ ‏بصوم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏وتجلي‏ ‏النور‏ ‏أثناء‏ ‏طواف‏ ‏أيقونتها‏ ‏الاحتفالية‏ ‏وسطوعه‏ ‏علي‏ ‏أحجار‏ ‏مغارتها‏ ‏تدشينا‏ ‏لتوافقية‏ ‏فريدة‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏تنهدات‏ ‏قلوب‏ ‏المصلين‏ ‏واستجابات‏ ‏السماء‏ ‏بلمعان‏ ‏النور‏.‏ليعود‏ -‏بعد‏- ‏لمدينة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏هدؤها‏ ‏وسكونها‏ ‏وصفاؤها‏ ‏السماوي‏.‏
                              استغرقني‏ ‏الوقت‏ ‏عقب‏ ‏صلاة‏ ‏رفع‏ ‏بخور‏ ‏عشية‏ ‏في‏ ‏إيقاد‏ ‏حزمة‏ ‏من‏ ‏الشموع‏ ‏التي‏ ‏في‏ ‏يدي‏ ‏وترتيبها‏ ‏بين‏ ‏حزم‏ ‏شموع‏ ‏المصلين‏ ‏أثناء‏ ‏وقوفي‏ ‏لحظات‏ ‏علي‏ ‏يسار‏ ‏مدخل‏ ‏المغارة‏ ‏الرئيسي‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏إحدي‏ ‏الأيقونات‏ ‏القديمة‏ ‏للعائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏رحلة‏ ‏قدومها‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏والمثبتة‏ ‏علي‏ ‏الصخرةالضخمة‏.‏وتحملني‏ ‏قدماي‏ ‏سريعا‏ ‏وسط‏ ‏الحشود‏ ‏لأصطف‏ ‏بين‏ ‏الزوار‏ ‏هبوطا‏ ‏إلي‏ ‏داخل‏ ‏المغارة‏ ‏نحو‏ ‏تلك‏ ‏المواضع‏ ‏التي‏ ‏تحوي‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الأيقونات‏ ‏لعصور‏ ‏مختلفة‏ ‏وتحمل‏ ‏عدة‏ ‏إشارات‏ ‏ودلائل‏ ‏حققتها‏ ‏مطرانية‏ ‏أسيوط‏ ‏توضح‏ ‏أنها‏ ‏تشرفت‏ ‏بإقامة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏ويوسف‏ ‏النجار‏ ‏والطفل‏ ‏يسوع‏.‏اقتربت‏ ‏بصعوبة‏ ‏خطوة‏ ‏ثم‏ ‏خطوات‏ ‏وأنا‏ ‏أكاد‏ ‏استمع‏ ‏إلي‏ ‏خلجات‏ ‏قلوب‏ ‏المصلين‏ ‏البسطاء‏ ‏وتمتمات‏ ‏الشفاه‏ ‏وهي‏ ‏تناجي‏ ‏عذراء‏ ‏الأيقونة‏ ‏وطفلها‏ ‏وجدا‏ ‏وحنينا‏..‏ما‏ ‏بين‏ ‏الفينة‏ ‏والفينة‏ ‏تنطلق‏ ‏الزغاريد‏ ‏تحمل‏ ‏المشاعر‏ ‏الصافية‏ ‏فيما‏ ‏تتلألأ‏ ‏الدموع‏ ‏علي‏ ‏الوجوه‏ ‏السمراء‏..‏يتحادثون‏ (‏إن‏ ‏شاء‏ ‏الله‏) ''‏إديني‏ ‏يا‏ ‏عدرة‏ ‏طفلة‏ ‏وأسميها‏ ‏مريم‏''..''‏يا‏ ‏أم‏ ‏المخلص‏ ‏تشوفي‏ ‏عريس‏ ‏للبت‏'' ''‏يا‏ ‏أم‏ ‏النور‏ ‏أجيب‏ ‏لك‏ ‏خروف‏ ‏وتشوفي‏ ‏شغلة‏ ‏للولد‏''.‏
                              بعد‏ ‏طابور‏ ‏طويل‏ ‏وصلت‏ ‏إلي‏ ‏خدرها‏ ‏الطاهر‏ ‏في‏ ‏الغرفة‏ ‏الجانبية‏ ‏للمغارة‏ ‏وحملقت‏ ‏في‏ ‏الأيقونة‏ ‏كأقراني‏..‏رددت‏ ‏بابتسامة‏ ‏خجلة‏ ‏علي‏ ‏ابتسامة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏الملكية‏ ‏الوضاءة‏ ‏كوضوحها‏ ‏في‏ ‏الأيقونة‏..‏اختلجت‏ ‏بنبضات‏ ‏قلبي‏ ‏وتذكرت‏..''‏حقا‏ ‏هنا‏ ‏المسيح‏ ‏والعدره‏ ‏عاشوا‏ ‏من‏ ‏سنين‏..‏في‏ ‏وسط‏ ‏ناسها‏ ‏وأرضها‏ ‏الطيبين‏''.‏
                              اهتمام‏ ‏كبير‏ ‏من‏ ‏المحافظ
                              تركنا‏ ‏لبرهة‏ ‏هذا‏ ‏الملمح‏ ‏من‏ ‏الاحتفال‏ ‏الشعبي‏ ‏لينقلنا‏ ‏التساؤل‏ ‏إلي‏ ‏أصداء‏ ‏هذا‏ ‏الاحتفال‏ ‏السنوي‏ ‏علي‏ ‏المستوي‏ ‏الرسمي‏.‏
                              الصوت‏ ‏جاء‏ ‏واضحا‏ ‏علي‏ ‏الجانب‏ ‏الآخر‏ ‏من‏ ‏الهاتف‏.‏سيادة‏ ‏الوزير‏ ‏اللواء‏ ‏نبيل‏ ‏العزبي‏ ‏محافظ‏ ‏أسيوط‏ ‏بادرنا‏ ‏بالقول‏: ''‏لا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏بموقعه‏ ‏الحالي‏ ‏يمثل‏ ‏رمزا‏ ‏وعلامة‏ ‏للإقليم‏ ‏وأظن‏ ‏أنه‏ ‏الآن‏ ‏مقصد‏ ‏ديني‏ ‏وسياحي‏ ‏للعالم‏ ‏كله‏.‏
                              وإحنا‏ ‏كمصريين‏ ‏مسلمين‏ ‏ومسيحيين‏ ‏مؤمنين‏ ‏بالمسيح‏ ‏عليه‏ ‏السلام‏ ‏والعدرة‏ ‏مريم‏ ‏وكون‏ ‏أنهم‏ ‏أقاموا‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏ووصلوا‏ ‏إلي‏ ‏أسيوط‏ ‏فده‏ ‏شرف‏ ‏عظيم‏ ‏وفاتحة‏ ‏خير‏ ‏لبلادنا‏ ‏لأن‏ ‏حلولهم‏ ‏رمز‏ ‏للبركة‏ ‏علشان‏ ‏كده‏ ‏المسلمين‏ ‏يرتادوا‏ ‏الدير‏ ‏بأعداد‏ ‏كبيرة‏ ‏لأن‏ ‏المكان‏ ‏ده‏ ‏مبارك‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏عز‏ ‏وجل‏''.‏
                              وأضاف‏: ''‏الأهم‏ ‏من‏ ‏كده‏ ‏أنه‏ ‏حاليا‏ ‏وبالتنسيق‏ ‏مع‏ ‏وزارة‏ ‏السياحة‏ ‏سيتم‏ ‏إدراج‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏البرامج‏ ‏السياحية‏ ‏التي‏ ‏يتم‏ ‏تسويقها‏ ‏عالميا‏ ‏وتسوق‏ ‏من‏ ‏منظور‏ ‏الليالي‏ ‏السياحيةحيث‏ ‏يشمل‏ ‏البرنامج‏ ‏زيارة‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏ودير‏ ‏العذراء‏ ‏بالقوصية‏.‏ومن‏ ‏جانبي‏ ‏قمت‏ ‏بتوجيه‏ ‏الدعوة‏ ‏للسيد‏ ‏عمر‏ ‏العزبي‏ ‏بهيئة‏ ‏تنشيط‏ ‏السياحة‏ (‏وهو‏ ‏من‏ ‏أسرة‏ ‏العزبي‏) ‏لتقوم‏ ‏الهيئة‏ ‏بدراسة‏ ‏إ‏ ‏دخال‏ ‏هذه‏ ‏الرحلات‏ ‏داخل‏ ‏البرامج‏ ‏السياحية‏ ‏مع‏ ‏ما‏ ‏يصحب‏ ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏انتعاش‏ ‏للاقتصاد‏ ‏الأسيوطي‏ ‏وأننا‏ ‏ندعم‏ ‏مشرع‏ ‏العبارات‏ ‏النيلية‏ ‏واستغلالها‏ ‏سياحيا‏ ‏وبنفرض‏ ‏واقعا‏ ‏جديدا‏ ‏بعرض‏ ‏إحدي‏ ‏الجزر‏ ‏النيل‏ ‏ذات‏ ‏الطبيعة‏ ‏الريفية‏ ‏الرائعة‏ ‏لتكون‏ ‏منتجعا‏ ‏سياحيا‏ ‏مستقبلا‏ ‏مع‏ ‏توجهنا‏ ‏الحالي‏ ‏لتوسيع‏ ‏رقعة‏ ‏المناطق‏ ‏الخضراء‏''.‏
                              وقال‏ ‏أيضا‏ ''‏بنبشر‏ ‏بمشروع‏ ‏حضاري‏ ‏جديد‏ ‏طالما‏ ‏أشار‏ ‏إليه‏ ‏نيافة‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏مطران‏ ‏أسيوط‏ ‏في‏ ‏لقاءاتنا‏ ‏المتكررة‏ ‏بمقتضاه‏ ‏يتم‏ ‏توصيل‏ ‏الطريق‏ ‏الغربي‏ ‏بموقع‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏بدايته‏ ‏عند‏ ‏نقطة‏ ‏التقاء‏ ‏طريق‏ ‏أسيوط‏ ‏الحالي‏ ‏مع‏ ‏الطريق‏ ‏الغربي‏ ‏يمتد‏ ‏من‏ ‏منطقة‏ ‏الهضبة‏ ‏الصحراوية‏ ‏وقد‏ ‏مررت‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏بالهليكوبتر‏ ‏وهي‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏سهل‏ ‏ممتد‏ ‏بطريقة‏ ‏مستوية‏ ‏جدا‏ ‏ينحدر‏ ‏قريبا‏ ‏من‏ ‏منطقة‏ ‏مخرات‏ ‏السيول‏ ‏بحري‏ ‏الدير‏.‏وسيربط‏ ‏أيضا‏ ‏أسيوط‏ ‏بالحركة‏ ‏السياحية‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏محافظتي‏ ‏المنيا‏ ‏وسوهاج‏..‏وقد‏ ‏أدرج‏ ‏الطريق‏ ‏الجديد‏ ‏بالفعل‏ ‏ضمن‏ ‏خطة‏ ‏العام‏ ‏القادم‏ ‏باعتماد‏ ‏بلغ‏ 40 ‏مليون‏ ‏جنيه‏ ‏وستقوم‏ ‏بتنفيذه‏ ‏وزارة‏ ‏النقل‏ ‏والمواصلات‏ ‏مع‏ ‏الانتهاء‏ ‏من‏ ‏نفق‏ ‏الزهراء‏ ‏بالمدينة‏ ‏وليعد‏ ‏أحد‏ ‏المحاور‏ ‏المهمة‏ ‏بالطريق‏ ‏الغربي‏ ‏السريع‏ ‏ويربط‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏ ‏بمنطقة‏ ‏دير‏ ‏درنكة‏.‏
                              وحول‏ ‏الاستغلال‏ ‏الحالي‏ ‏للأراضي‏ ‏المقابلة‏ ‏لمدخل‏ ‏الدير‏ ‏ومنشآته‏ ‏أثريا‏ ‏وجعلها‏ ‏حرما‏ ‏وبانوراما‏ ‏للدير‏ ‏خاصة‏ ‏مع‏ ‏معاناة‏ ‏المنطقة‏ ‏لسنوات‏ ‏طويلة‏ ‏بتأجيرها‏ ‏خلال‏ ‏الموسم‏ ‏الديني‏ ‏لأصحاب‏ ‏المقاهي‏ ‏والملاهي‏ ‏والألعاب‏ ‏النارية‏ ‏فينأي‏ ‏بالموسم‏ ‏عن‏ ‏طابعه‏ ‏الروحي‏ ‏وما‏ ‏يترتب‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏إزعاج‏ ‏للمقيمين‏ ‏والمترددين‏.‏قال‏: ''‏من‏ ‏المفترض‏ ‏أن‏ ‏المنطقة‏ ‏المقابلة‏ ‏للدير‏ ‏سيعاد‏ ‏تخطيطها‏ ‏مستقبلا‏ ‏بطابعهاالديني‏ ‏والسياحي‏ ‏وواقعها‏ ‏المتميز‏ ‏ومعروض‏ ‏المقترح‏ ‏علي‏ ‏الجهات‏ ‏المعنية‏ ‏للحصول‏ ‏علي‏ ‏الموافقات‏ ‏المطلوبة‏..‏لكن‏ ‏عندنا‏ ‏حاليا‏ ‏التصور‏ ‏المبدئي
                              ‏.‏لقد‏ ‏زرت‏ ‏المنطقة‏ ‏عدة‏ ‏مرات‏ ‏عندما‏ ‏سنحت‏ ‏الفرصة‏ ‏مع‏ ‏ضيوف‏ ‏أسيوط‏ ‏وباشعر‏ ‏بحالة‏ ‏من‏ ‏الراحة‏ ‏والطمأنينة‏ ‏وسكينة‏ ‏النفس‏ ‏قلما‏ ‏أجدها‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏مكان‏ ‏آخر‏''.‏
                              المشاركة‏ ‏المحلية‏ ‏في‏ ‏الاحتفال
                              وفي‏ ‏مكتبه‏ ‏التقينا‏ ‏السيد‏ ‏محمد‏ ‏عبد‏ ‏المحسن‏ ‏صالح‏ ‏أمين‏ ‏المجالس‏ ‏المحلية‏ ‏وأمين‏ ‏عام‏ ‏الحزب‏ ‏الوطني‏ ‏بأسيوط‏.‏وعن‏ ‏ارتباط‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏بتاريخ‏ ‏المنطقة‏ ‏وما‏ ‏يمثله‏ ‏الموسم‏ ‏الاحتفالي‏ ‏السنوي‏ ‏محليا‏ ‏قال‏:‏
                              ‏''‏معروف‏ ‏أنه‏ ‏في‏ ‏طريق‏ ‏العودة‏ ‏تحركت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏الجنوب‏ ‏ومن‏ ‏نقطة‏ ‏معينة‏ ‏عبرت‏ ‏النيل‏ ‏إلي‏ ‏الشرق‏ ‏في‏ ‏طريقها‏ ‏إلي‏ ‏فلسطين‏..‏كل‏ ‏المؤشرات‏ ‏والدلائل‏ ‏بتقول‏ ‏أنه‏ ‏لايوجد‏ ‏نقطة‏ ‏في‏ ‏الجنوب‏ ‏للإقامة‏ ‏إلا‏ ‏مغارة‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بالجبل‏ ‏لأن‏ ‏المغارة‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏مستوي‏ ‏المياه‏ ‏وقت‏ ‏الفيضان‏ ‏ومنها‏ ‏رحلت‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏فلسطين‏.. ‏مش‏ ‏معروف‏ ‏مدة‏ ‏الإقامة‏ ‏في‏ ‏المغارة‏ ‏لكن‏ ‏المسلمين‏ ‏والمسيحيين‏ ‏بيقدسوا‏ ‏المكان‏ ‏ده‏.‏
                              وعن‏ ‏تاريخ‏ ‏قرية‏ ‏درنكة‏ ‏وارتباط‏ ‏ذلك‏ ‏بالمنطقة‏ ‏قال‏: ‏لقد‏ ‏كتب‏ ‏عنها‏ ‏المقريزي‏ ‏بأن‏ ‏درنكة‏ ‏كلمة‏ ‏من‏ ‏شقين‏ ‏هي‏ ‏دي‏ ‏معني‏ ‏دير‏ ‏ونون‏ ‏تعني‏ ‏المركز‏ ‏يعني‏ ‏القرية‏ ‏كانت‏ ‏مركزا‏ ‏لـ‏ 76 ‏ديرا‏ ‏بالجبل‏ ‏الغربي‏ ‏حتي‏ ‏قرية‏ ‏الغنايم‏ ‏وكانت‏ ‏درنكة‏ ‏تدعي‏ ‏قرية‏ ‏النصارة‏ ‏الصعايدة‏ ‏وقطنها‏ ‏المسلمون‏ ‏منذ‏ 500 ‏عام‏ ‏فقط‏.. ‏وجاء‏ ‏إليها‏ ‏الاضطهاد‏ ‏الروماني‏ ‏وكان‏ ‏الهجوم‏ ‏شديدا‏ ‏جدا‏ ‏لأنها‏ ‏كانت‏ ‏مركزا‏ ‏للأديرة‏ ‏وخربوا‏ ‏الأديرة‏ ‏كلها‏ ‏وآثار‏ ‏التخريب‏ ‏لازالت‏ ‏موجودة‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏ ‏وظل‏ ‏سكانها‏ ‏المسيحيون‏ ‏مطاردين‏ ‏حتي‏ ‏قرية‏ ‏جهينة‏ ‏بسوهاج‏ ‏وهناك‏ ‏حاصرهم‏ ‏الرومان‏ ‏ولازال‏ ‏المكان‏ ‏ده‏ ‏موجود‏ ‏بقرية‏ ‏جهينة‏ ‏وحوله‏ ‏سور‏ ‏ومكتوب‏ ‏عليه‏ ‏جبانة‏ ‏الشهداء‏. ‏أما‏ ‏ما‏ ‏تبقي‏ ‏من‏ ‏سكان‏ ‏قري‏ ‏درنكة‏ ‏بعد‏ ‏المطاردة‏ ‏والغزو‏ ‏الروماني‏ ‏فقد‏ ‏سموا‏ ‏الفضاضلة‏ ‏يعني‏ ‏ما‏ ‏تبقوا‏ ‏من‏ ‏أهلها‏. ‏ولما‏ ‏جاء‏ ‏الفتح‏ ‏الإسلامي‏ ‏أشهر‏ ‏الفضاضلة‏ ‏إسلامهم‏ ‏وهم‏ 13 ‏عائلة‏ ‏يقطنون‏ ‏شمال‏ ‏قرية‏ ‏درنكة‏. ‏وأنا‏ ‏واحد‏ ‏منهم‏ ‏وأما‏ ‏إللي‏ ‏جاءوا‏ ‏من‏ ‏الجزيرة‏ ‏العربية‏ ‏أثناء‏ ‏الفتح‏ ‏الإسلامي‏ ‏ظلوا‏ ‏في‏ ‏جنوب‏ ‏القرية‏ ‏وأطلق‏ ‏عليهم‏ ‏اسم‏ ‏الصبابحة‏ ‏وهم‏ 9 ‏عائلات‏ ‏وكان‏ ‏منهم‏ ‏محمد‏ ‏حامد‏ ‏جودة‏ ‏والذي‏ ‏تولي‏ ‏رئاسة‏ ‏مجلس‏ ‏نواب‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏الفترة‏ ‏ما‏ ‏بين‏ 1946 ‏حتي‏ 1949.. ‏وعلشان‏ ‏كده‏ ‏الروابط‏ ‏التاريخية‏ ‏دي‏ ‏بتدعم‏ ‏الوحدة‏ ‏الوطنية‏ ‏إللي‏ ‏بتتمثل‏ ‏بأسمي‏ ‏معانيها‏ ‏في‏ ‏زوار‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏وإللي‏ ‏عاوز‏ ‏يحس‏ ‏بعمق‏ ‏الروابط‏ ‏دي‏ ‏يجئ‏ ‏ويشوف‏ ‏المولد‏.. ‏أكثر‏ ‏من‏ 2.5 ‏مليون‏ ‏زائر‏.‏
                              وأضاف‏: ‏ومن‏ ‏معاصرتي‏ ‏لاحتفال‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏وبحكم‏ ‏عملي‏ ‏باعرف‏ ‏أن‏ ‏معظم‏ ‏كبار‏ ‏المسئولين‏ ‏والوزراء‏ ‏السابقين‏ ‏يترددون‏ ‏علي‏ ‏الدير‏ ‏والنهارده‏ ‏كل‏ ‏المسئولين‏ ‏والوفود‏ ‏الذين‏ ‏يأتون‏ ‏إلي‏ ‏أسيوط‏ ‏يطلبون‏ ‏وضع‏ ‏الدير‏ ‏ضمن‏ ‏برنامج‏ ‏الزيارة‏ ‏لذلك‏ ‏فالأجهزة‏ ‏التنفيذية‏ ‏اهتمت‏ ‏برصف‏ ‏الطريق‏ ‏المؤدي‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏ ‏عدة‏ ‏مرات‏ ‏وإنارته‏ ‏بالكامل‏. ‏ووعدنا‏ ‏نيافة‏ ‏المطران‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏أنه‏ ‏سيتم‏ ‏تنفيذ‏ ‏طريق‏ ‏بديل‏ ‏خارج‏ ‏قرية‏ ‏درنكة‏ ‏لإزالة‏ ‏شكواه‏ ‏الخاصة‏ ‏بوجود‏ ‏مخلفات‏ ‏علي‏ ‏جانبي‏ ‏الطريق‏ ‏الحالي‏ ‏لا‏ ‏تليق‏ ‏بمكانة‏ ‏الدير‏ ‏كمزار‏ ‏سياحي‏ ‏عالمي‏ ‏وكثرة‏ ‏الحوادث‏ ‏علي‏ ‏الطريق‏ ‏الحالي‏.‏
                              وقال‏: ‏أذكر‏ ‏أنني‏ ‏كنت‏ ‏باروح‏ ‏الدير‏ ‏منذ‏ ‏كان‏ ‏عمري‏ 4 ‏سنوات‏ ‏عام‏ 1945 ‏وقتها‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏بالموقع‏ ‏سوي‏ ‏المغارة‏ ‏ومكان‏ ‏المذبح‏ ‏والنذور‏ ‏وكنا‏ ‏نصعد‏ ‏إلي‏ ‏المغارة‏ ‏متسلقين‏ ‏صخور‏ ‏الجبل‏ ‏واحنا‏ ‏في‏ ‏درنكة‏ ‏اعتدنا‏ ‏ذلك‏ ‏إذ‏ ‏قديما‏ ‏لما‏ ‏كان‏ ‏الفيضان‏ ‏يغمر‏ ‏المنطقة‏ ‏لأكثر‏ ‏من‏ ‏شهرين‏ ‏فكان‏ ‏لكل‏ ‏عائلة‏ ‏في‏ ‏قري‏ ‏درنكة‏ ‏وريفها‏ ‏مغارة‏ ‏في‏ ‏الجبل‏ ‏تقصدها‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏الفيضان‏ ‏محفور‏ ‏عليها‏ ‏اسم‏ ‏العائلة‏ ‏وعند‏ ‏انحسار‏ ‏المياه‏ ‏ينزلوا‏ ‏إلي‏ ‏السهل‏ ‏للزراعة‏, ‏لذلك‏ ‏مفيش‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏المطران‏ ‏الجليل‏ ‏نيافة‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏عمل‏ ‏مفخرة‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏ممكنا‏ ‏أو‏ ‏متصورا‏ ‏بهذا‏ ‏الشكل‏.‏
                              وأكد‏ ‏أن‏ ‏علاقتي‏ ‏مع‏ ‏نيافة‏ ‏المطران‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏بدأت‏ ‏منذ‏ ‏عام‏ 1979 ‏وارتبطنا‏ ‏وديا‏ ‏ووجدانيا‏ ‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏بمناسبة‏ ‏خلاف‏ ‏بين‏ ‏نيافة‏ ‏المطران‏ ‏وأحد‏ ‏المحافظين‏ ‏السابقين‏ ‏وكان‏ ‏أمين‏ ‏الحزب‏ ‏الوطني‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏فكري‏ ‏مكرم‏ ‏عبيد‏ ‏الذي‏ ‏اختارني‏ ‏للوساطة‏ ‏بين‏ ‏المحافظ‏ ‏وكان‏ ‏متشدد‏ ‏شويه‏ ‏ونيافة‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏وأنا‏ ‏كنت‏ ‏من‏ ‏المتحمسين‏ ‏للمطران‏ ‏بشأن‏ ‏مطالبه‏ ‏الخاصة‏ ‏بالدير‏ ‏والشعب‏ ‏كله‏ ‏كان‏ ‏متعاطف‏ ‏معاه‏ ‏وطبيعي‏ ‏كنا‏ ‏متأزمين‏ ‏لهذا‏ ‏الأمر‏ ‏وأحس‏ ‏نيافة‏ ‏المطران‏ ‏أنني‏ ‏ابن‏ ‏قرية‏ ‏درنكة‏ ‏وممكن‏ ‏نساهم‏ ‏في‏ ‏حل‏ ‏الخلاف‏ ‏ده‏, ‏نيافة‏ ‏المطران‏ ‏حتي‏ ‏هذه‏ ‏اللحظة‏ ‏دايما‏ ‏يقول‏ ‏لي‏ ‏أنا‏ ‏معرفش‏ ‏الألقاب‏ ‏بتاعتك‏ ‏أنا‏ ‏باعرف‏ ‏شئ‏ ‏واحد‏ ‏أنك‏ ‏عمدة‏ ‏المنطقة‏ ‏والدير‏ ‏ده‏ ‏بتاعك‏ ‏وأنت‏ ‏مسئول‏ ‏عنه‏ ‏لذلك‏ ‏كل‏ ‏المواقف‏ ‏بناخذها‏ ‏إيمانا‏ ‏بمبادئه‏ ‏وتوجيهاته‏ ‏وكان‏ ‏طلبه‏ ‏وقتها‏ 13 ‏فدان‏ ‏أعلي‏ ‏الجبل‏ ‏فأخذنا‏ ‏قرار‏ ‏مجلس‏ ‏محلي‏ ‏المحافظة‏ ‏بتملك‏ ‏الدير‏ ‏لتلك‏ ‏المنطقة‏ ‏وتم‏ ‏تسويرها‏.‏
                              بعدها‏ ‏طلب‏ ‏نيافة‏ ‏المطران‏ ‏تملك‏ ‏فدان‏ ‏ونصف‏ ‏يبقي‏ ‏مطلع‏ ‏للدير‏ ‏ثم‏ ‏صدر‏ ‏قرار‏ ‏المجلس‏ ‏المحلي‏ ‏للمحافظة‏ ‏بتخصيص‏ 5 ‏آلاف‏ ‏متر‏ ‏للصرف‏ ‏الصحي‏. ‏ثم‏ ‏خصص‏ ‏المجلس‏ ‏المحلي‏ 4 ‏أفدنة‏ ‏للدير‏ ‏منهم‏ ‏جزء‏ ‏للصرف‏ ‏الصحي‏ ‏والباقي‏ ‏خصصه‏ ‏للمنافع‏ ‏العامة‏ ‏لقرية‏ ‏درنكة‏.‏
                              في‏ ‏الآخر‏ ‏لقينا‏ ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏المنطقة‏ ‏اتزرعت‏ ‏بالغابة‏ ‏الشجرية‏. ‏وعملنا‏ ‏مجسات‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏وجدنا‏ ‏أن‏ ‏الأرض‏ ‏طفلة‏ ‏لا‏ ‏تصلح‏ ‏للمباني‏ ‏أو‏ ‏المنشآت‏ ‏الخدمية‏ ‏الخاصة‏ ‏بالقرية‏ ‏وهي‏ ‏مربوطة‏ ‏باسم‏ ‏الدير‏ ‏حاليا‏.. ‏وأظن‏ ‏صدور‏ ‏القانون‏ ‏رقم‏ 46 ‏لسنة‏ 2006 ‏الذي‏ ‏أعطي‏ ‏رخصة‏ ‏لواضع‏ ‏اليد‏ ‏علي‏ ‏الأراضي‏ ‏الصحراوية‏ ‏بأنهم‏ ‏يتقدمون‏ ‏للشراء‏ ‏يصبح‏ ‏من‏ ‏حق‏ ‏الدير‏ ‏كمؤسسة‏ ‏دينية‏ ‏أن‏ ‏يتقدم‏ ‏للأملاك‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏ويدفع‏ ‏رسوما‏ ‏قدرها‏ 1000 ‏جنيه‏ ‏علشان‏ ‏توضع‏ ‏هذه‏ ‏المساحة‏ ‏علي‏ ‏الخرائط‏.. ‏يعني‏ ‏الأمور‏ ‏استقرت‏ ‏والحمد‏ ‏لله‏.‏
                              وأضاف‏: ‏أن‏ ‏نيافة‏ ‏المطران‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏فكره‏ ‏عالي‏ ‏جدا‏ ‏وموجه‏ ‏من‏ ‏ربنا‏ ‏ودايما‏ ‏في‏ ‏كلامه‏ ‏يقول‏ ‏إن‏ ‏الدير‏ ‏مزار‏ ‏سياحي‏ ‏عالمي‏ ‏يخدم‏ ‏مصر‏ ‏كلها‏ ‏ودي‏ ‏رسالة‏ ‏سامية‏ ‏وربنا‏ ‏يحقق‏ ‏أمله‏.‏
                              الدير‏ ‏يجسد‏ ‏تاريخ‏ ‏أسيوط
                              قال‏ ‏محسن‏ ‏محمد‏ ‏جمال‏ ‏إخصائي‏ ‏إعلام‏ ‏بمركز‏ ‏إعلام‏ ‏أسيوط‏: ‏إن‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بالجبل‏ ‏الغربي‏ ‏يعد‏ ‏من‏ ‏المناطق‏ ‏التاريخية‏ ‏والروحانية‏ ‏التي‏ ‏تتحدث‏ ‏بطريقة‏ ‏مباشرة‏ ‏عن‏ ‏تاريخ‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏ ‏وانطلاقا‏ ‏من‏ ‏موقعنا‏ ‏كمركز‏ ‏إعلام‏ ‏ما‏ ‏من‏ ‏فوج‏ ‏يأتي‏ ‏إلي‏ ‏محافظة‏ ‏أسيوط‏ ‏إلا‏ ‏ويكون‏ ‏ضمن‏ ‏برنامج‏ ‏الزيارات‏ ‏المقترح‏ ‏والمطلوب‏ ‏زيارة‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏وأنا‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏أدخل‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏باشعر‏ ‏بمشاعر‏ ‏تنتابني‏ ‏بقدسية‏ ‏هذا‏ ‏الموضع‏ ‏وباعتبر‏ ‏موقعه‏ ‏فريدا‏. ‏ويمكن‏ ‏الموسم‏ ‏ده‏ ‏معروف‏ ‏بأنه‏ ‏موسم‏ ‏ديني‏ ‏لكن‏ ‏المشاهد‏ ‏بأن‏ ‏المكان‏ ‏مفتوح‏ ‏طوال‏ ‏العام‏ ‏والاستقبال‏ ‏إللي‏ ‏إحنا‏ ‏بنلاقيه‏ ‏داخل‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏الرهبان‏ ‏يثير‏ ‏التعجب‏ ‏فهم‏ ‏لا‏ ‏يفرقون‏ ‏بين‏ ‏مسلم‏ ‏ومسيحي‏ ‏بل‏ ‏بالعكس‏ ‏فيه‏ ‏أماكن‏ ‏الإخوة‏ ‏المسيحيين‏ ‏مش‏ ‏بيشوفوها‏ ‏واحنا‏ ‏بندخلها‏ ‏فالقائمون‏ ‏علي‏ ‏الخدمة‏ ‏متفاهمون‏ ‏وعندهم‏ ‏قدرة‏ ‏غريبة‏ ‏للشرح‏ ‏وتوصيل‏ ‏المعلومة‏.‏
                              وأضاف‏ ‏أنا‏ ‏زرت‏ ‏الدير‏ ‏حوالي‏ 6 ‏مرات‏ ‏مع‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الشباب‏ ‏والطلائع‏ ‏ضمن‏ ‏مشروع‏ ‏اعرف‏ ‏بلدك‏ ‏والذي‏ ‏يخصص‏ ‏لزيارة‏ ‏الأماكن‏ ‏السياحية‏ ‏والدينية‏ ‏ويتم‏ ‏التركيز‏ ‏علي‏ ‏الشباب‏ ‏والطلائع‏ ‏من‏ ‏مختلف‏ ‏مديريات‏ ‏التربية‏ ‏والتعليم‏ ‏والشباب‏ ‏والرياضة‏ ‏والإعلام‏ ‏والتضامن‏ ‏الاجتماعي‏ ‏وهي‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏أفواج‏ ‏من‏ 100 ‏طليع‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏بيوضع‏ ‏ضمن‏ ‏البرنامج‏ ‏اليومي‏ ‏زيارة‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏.‏
                              وزرت‏ ‏الدير‏ ‏حوالي‏ 5 ‏مرات‏ ‏مع‏ ‏وفود‏ ‏أجنبية‏ ‏من‏ ‏الأردن‏ ‏وألمانيا‏ ‏وفرنسا‏ ‏وإيطاليا‏ ‏وأبرز‏ ‏تعليقاتهم‏ ‏بتدور‏ ‏حول‏ ‏الموقع‏ ‏الجغرافي‏ ‏إذ‏ ‏يستوقفهم‏ ‏المساحات‏ ‏الخضراء‏ ‏أسفل‏ ‏الجبل‏ ‏والمزار‏ ‏السياحي‏ ‏للعائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏أسفل‏ ‏الصخرة‏ ‏ويصرون‏ ‏علي‏ ‏الجلوس‏ ‏بالمغارة‏ ‏فترات‏ ‏طويلة‏ ‏وتعليقاتهم‏ ‏تأتي‏ ‏بكلمات‏ ‏مختصرة‏ ‏في‏ ‏كلمات‏ ‏مثل‏ ‏مذهل‏ - ‏رائع‏ - ‏عجيب‏!‏
                              ************************************
                              ‏رؤية‏ ‏الأنوار‏ ‏وتجلي‏ ‏العذراء‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏كثيرة‏ ‏بالدير‏

                              جريدة وطنى بتاريخ 19/ 8 / 2007م السنة 49 العدد 2382 عن مقالة بعنوان [ حديث الذكريات: ما بين تجلى العذراء .. ومجيئ العائلة المقدسة ] القس‏ ‏يعقوب / مطرانية‏ ‏أسيوط
                              اعتاد‏ ‏القاطنون‏ ‏به‏ ‏والزائرون‏ ‏علي‏ ‏روية‏ ‏الأنوار‏ ‏وتجلي‏ ‏العذراء‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏كثيرة‏ ‏بالدير‏ ‏المتسع‏ ‏الذي‏ ‏يتربع‏ ‏علي‏ ‏صدر‏ ‏الجبل‏.‏
                              فقد‏ ‏جعل‏ ‏منه‏ ‏نيافة‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏مطران‏ ‏أسيوط‏ ‏تحفة‏ ‏معمارية‏ ‏وملحمة‏ ‏روحية‏ ‏تحدث‏ ‏الجميع‏ ‏بيد‏ ‏الرب‏ ‏التي‏ ‏تعمل‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏المقدس‏ ‏الذي‏ ‏استنار‏ ‏بقدوم‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إليه‏ ‏وإقامتها‏ ‏في‏ ‏المغارة‏ ‏الكبري‏ ‏الموجودة‏ ‏بالدير‏.‏
                              فقد‏ ‏تلألأت‏ ‏الأنوار‏ ‏بصورة‏ ‏مكثفة‏ ‏من‏ 1968/10/17 ‏حتي‏ 1969/7/27 ‏ورآها‏ ‏الجميع‏ ‏من‏ ‏شتي‏ ‏الأنحاء‏ ‏في‏ ‏داخل‏ ‏المغارة‏ ‏وفوق‏ ‏قباب‏ ‏كنيسة‏ ‏المغارة‏ ‏وفي‏ ‏سماء‏ ‏الدير‏ ‏وفي‏ ‏عام‏ 1986 ‏أشرقت‏ ‏العذراء‏ ‏بأنوراها‏ ‏علي‏ ‏كنيسة‏ ‏القديسة‏ ‏دميانة‏ ‏بشبرا‏ ‏في‏ ‏القاهرة‏ ‏واستمرت‏ ‏الأنوار‏ ‏طويلا‏ ‏ورآها‏ ‏الكثيرون‏.‏
                              وفي‏ ‏يوم‏ 2000/8/17 ‏أثناء‏ ‏احتفال‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏بذكري‏ ‏قدوم‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إليه‏ ‏وفي‏ ‏أثناء‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏شاءت‏ ‏العناية‏ ‏الإلهية‏ ‏أن‏ ‏تسطر‏ ‏هذا‏ ‏التاريخ‏ ‏بأحرف‏ ‏من‏ ‏نور‏ ‏تلاحمت‏ ‏السماء‏ ‏مع‏ ‏الأرض‏ ‏بصورة‏ ‏لم‏ ‏يسبق‏ ‏لها‏ ‏مثيل‏ ‏انبثقت‏ ‏الأنوار‏ ‏تحول‏ ‏الليل‏ ‏إلي‏ ‏نهار‏ ‏والأرض‏ ‏إلي‏ ‏سماء‏.‏
                              بدأت‏ ‏الأنوار‏ ‏في‏ ‏الصلبان‏ ‏التي‏ ‏تعلو‏ ‏قباب‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏تعلن‏ ‏للملأ‏ ‏أن‏ ‏يسوع‏ ‏هو‏ ‏نور‏ ‏العالم‏.‏
                              ثم‏ ‏بدأت‏ ‏الأنوار‏ ‏تشع‏ ‏من‏ ‏مبني‏ ‏الكنيسة‏ ‏تعلن‏ ‏أن‏ ‏الكنيسة‏ ‏نور‏ ‏للعالم‏ ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏رأينا‏ ‏الأنوار‏ ‏تغمر‏ ‏الجموع‏ ‏المؤمنة‏ ‏المحتشدة‏ ‏فوق‏ ‏المنازل‏ ‏وفي‏ ‏الشوارع‏ ‏تعلن‏ ‏أن‏ ‏أولاد‏ ‏الله‏ ‏هم‏ ‏نور‏ ‏للعالم‏.‏
                              ووسط‏ ‏هذه‏ ‏الأنوار‏ ‏ظهرت‏ ‏أسراب‏ ‏من‏ ‏الحمام‏ ‏ترفرف‏ ‏من‏ ‏هنا‏ ‏وهناك‏ ‏ذهابا‏ ‏وإيابا‏ ‏فوق‏ ‏جميع‏ ‏كنائس‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏أبادير‏ ‏والقديسة‏ ‏إيريني‏ ‏أخته‏ ‏وكنيسة‏ ‏الشهداء‏ ‏القديسين‏ ‏وكنيسة‏ ‏القديس‏ ‏الشهيد‏ ‏جورج‏ ‏والشهيد‏ ‏مارجرجس‏ ‏والأنبا‏ ‏مقار‏ ‏وكاتدرائية‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏ميخائيل‏ ‏ودير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏الغربي‏.‏
                              فهذه‏ ‏المدينة‏ ‏بقعة‏ ‏مقدسة‏ ‏تباركت‏ ‏بمجئ‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إليها‏ ‏وقدوم‏ ‏القديس‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏يكرز‏ ‏فيها‏, ‏فهي‏ ‏من‏ ‏أوائل‏ ‏المدن‏ ‏التي‏ ‏قبلت‏ ‏الإيمان‏ ‏بالمسيح‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الأول‏ ‏الميلادي‏ - ‏فقد‏ ‏ذكر‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏بابا‏ ‏الإسكندرية‏ ‏وبطريرك‏ ‏الكرازة‏ ‏المرقسية‏ ‏في‏ ‏كتابه‏ ‏عن‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏أنه‏ ‏جاء‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏قادما‏ ‏من‏ ‏الخمس‏ ‏مدن‏ ‏الغربية‏ ‏ووصلها‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الواحات‏ ‏إلي‏ ‏صعيد‏ ‏مصر‏ - ‏وجاء‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ ‏البحث‏ ‏عن‏ ‏الاثني‏ ‏عشر‏ ‏رسولا‏ ‏تأليف‏ ‏وليام‏ ‏ستيوارت‏ ‏ماكبرين‏ ‏أن‏ ‏العمل‏ ‏الحقيقي‏ ‏لمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏يقع‏ ‏في‏ ‏إفريقيا‏ ‏فقد‏ ‏عبر‏ ‏أولا‏ ‏البحر‏ ‏المتوسط‏ ‏للقيروان‏ ‏البنتابولس‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏محل‏ ‏إقامة‏ ‏والديه‏ ‏وبذر‏ ‏بذار‏ ‏الإيمان‏ ‏وذهب‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏ملتف‏ ‏خلال‏ ‏الواحات‏ ‏أسيوط‏ ‏كانت‏ ‏المدينة‏ ‏الي‏ ‏تربط‏ ‏ليبيا‏ ‏بمصر‏ ‏في‏ ‏الجنوب‏ - ‏وفي‏ ‏كتاب‏ ‏تاريخ‏ ‏المسيحية‏ ‏الشرقية‏ ‏تأليف‏ ‏عزيز‏ ‏سعد‏ ‏عطية‏ ‏التفاصيل‏ ‏الكثيرة‏ ‏والتقاليد‏ ‏الثابتة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏عن‏ ‏الكنائس‏ ‏القبطية‏ ‏فيما‏ ‏يخص‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏وبشارته‏ ‏في‏ ‏صعيد‏ ‏مصر‏ ‏ثم‏ ‏الوجه‏ ‏البحري‏ - ‏وفي‏ ‏كتاب‏ ‏تاريخ‏ ‏الأمة‏ ‏القبطية‏ ‏تأليف‏ ‏كامل‏ ‏صالح‏ ‏نخلة‏ ‏وفريد‏ ‏كامل‏ ‏عن‏ ‏الجهات‏ ‏التي‏ ‏بشر‏ ‏فيها‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏أنه‏ ‏قصد‏ ‏شمال‏ ‏إفريقيا‏ ‏حيث‏ ‏بشر‏ ‏الخمس‏ ‏مدن‏ ‏الغربية‏ ‏سنة‏ 52‏م‏ ‏ثم‏ ‏قصد‏ ‏الديار‏ ‏المصرية‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏فمر‏ ‏أولا‏ ‏ببعض‏ ‏بلاد‏ ‏الوجه‏ ‏القبلي‏ ‏كانت‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏ ‏الطريق‏ ‏الذي‏ ‏يربط‏ ‏الصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏بمصر‏ ‏ومنها‏ ‏إلي‏ ‏بابليون‏ ‏ثم‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ - ‏وفي‏ ‏كتاب‏ ‏بقلم‏ ‏فتحي‏ ‏عزيز‏ ‏عن‏ ‏حياة‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏التبايسي‏ ‏أن‏ ‏المسيحية‏ ‏دخلت‏ ‏البلاد‏ ‏المصرية‏ ‏علي‏ ‏يد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏الذي‏ ‏جاءها‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الصحراء‏ ‏الغربية‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏طاف‏ ‏أقاليم‏ ‏ليبيا‏ ‏ثم‏ ‏ذهب‏ ‏إلي‏ ‏صعيد‏ ‏مصر‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الواحات‏ ‏وبهذا‏ ‏تكون‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏ ‏ضمن‏ ‏أوائل‏ ‏المدن‏ ‏التي‏ ‏قبلت‏ ‏الإيمان‏ ‏بالمسيح‏ ‏منذ‏ ‏منتصف‏ ‏القرن‏ ‏الأول‏ ‏الميلادي‏ ‏من‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏نفسه‏ - ‏وقال‏ ‏الأستاذ‏ ‏مسعد‏ ‏صادق‏ ‏شيخ‏ ‏محرري‏ ‏جريدة‏ ‏وطني‏ ‏الغراء‏ ‏وهو‏ ‏يعاين‏ ‏الظهورات‏ ‏في‏ ‏موقع‏ ‏الأحداث‏ ‏قال‏ ‏في‏ ‏بحث‏ ‏للأثري‏ ‏جرجس‏ ‏داوود‏ ‏أمين‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏وعضو‏ ‏اللجنة‏ ‏البابوية‏ ‏للعناية‏ ‏بالكنائس‏ ‏الأثرية‏ ‏وعضو‏ ‏لجنة‏ ‏المجلس‏ ‏الأعلي‏ ‏للآثار‏ ‏وأمين‏ ‏مكتبة‏ ‏معهد‏ ‏الدراسات‏ ‏إن‏ ‏موقع‏ ‏التجليات‏ ‏بالمطرانية‏ ‏القديمة‏ ‏بأسيوط‏ ‏يقع‏ ‏في‏ ‏طريق‏ ‏مسيرة‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏مغائر‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏الغربي‏ ‏وفي‏ ‏طريق‏ ‏مسيرة‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏وهو‏ ‏قادم‏ ‏من‏ ‏المدن‏ ‏الغربية‏ ‏إلي‏ ‏صحراء‏ ‏مصر‏ ‏حيث‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏ ‏ومنها‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏.‏
                              وقال‏ ‏نيافة‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏إنه‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏وصلت‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏ومنه‏ ‏إلي‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏بجبل‏ ‏أسيوط‏ ‏واجتازه‏ ‏أيضا‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏الشهيد‏ ‏الذي‏ ‏وصلت‏ ‏دماؤه‏ ‏عبر‏ ‏نهر‏ ‏النيل‏ ‏واختلطت‏ ‏بدماء‏ ‏الشهداء‏ ‏التي‏ ‏سالت‏ ‏عبر‏ ‏نفس‏ ‏النهر‏ ‏وروت‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏وجميع‏ ‏البلاد‏ ‏المصرية‏.‏
                              إنها‏ ‏إشراقات‏ ‏نورانية‏ ‏سمائية‏ ‏متكررة‏ ‏تسطع‏ ‏علينا‏ ‏من‏ ‏حين‏ ‏إلي‏ ‏حين‏ ‏تعطي‏ ‏البركة‏ ‏لكل‏ ‏الشعب‏ ‏وتبعث‏ ‏الفرح‏ ‏والسلام‏ ‏لكل‏ ‏نفس‏ ‏حائرة‏ ‏إنها‏ ‏زيارات‏ ‏النعمة‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏إلي‏ ‏الأرض‏ ‏إنها‏ ‏افتقادات‏ ‏إلهية‏ ‏لا‏ ‏تنقطع‏ ‏فقد‏ ‏عادت‏ ‏هذه‏ ‏الأنوار‏ ‏لتشرق‏ ‏داخل‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏كاتدرائية‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏ميخائيل‏ ‏أثناء‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏في‏ 2006/4/26 ‏وفوق‏ ‏قباب‏ ‏الكنيسة‏ ‏ليلا‏ ‏مع‏ ‏أسراب‏ ‏الحمام‏ ‏وسجلت‏ ‏هذه‏ ‏الأحداث‏ ‏تسجيلات‏ ‏مباشرة‏ ‏من‏ ‏موقع‏ ‏الحدث‏ ‏مثل‏ ‏سائر‏ ‏الظهورات‏ ‏والتجليات‏ ‏السابقة‏ ‏التي‏ ‏سجلها‏ ‏رجال‏ ‏الصحافة‏ ‏والإعلام‏ ‏من‏ ‏داخل‏ ‏وخارج‏ ‏البلاد‏.‏
                              وكانت‏ ‏المطرانية‏ ‏تجزم‏ ‏بحقيقة‏ ‏هذه‏ ‏التجليات‏ ‏بعد‏ ‏التدقيق‏ ‏الشديد‏ ‏بكل‏ ‏الوسائل‏ ‏وتصدر‏ ‏بيانات‏ ‏رسمية‏ ‏عنها‏.‏
                              فنحن‏ ‏لا‏ ‏نحتفل‏ ‏بذكري‏ ‏تجليات‏ ‏مضت‏ ‏ولكن‏ ‏هي‏ ‏ماثلة‏ ‏بيننا‏ ‏تتكرر‏ ‏دائما‏ ‏ونراها‏ ‏فوق‏ ‏موكب‏ ‏العذراء‏ ‏الذي‏ ‏يطوف‏ ‏الدير‏ ‏خلال‏ ‏شهر‏ ‏أغسطس‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏وفوق‏ ‏كنائس‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏.. ‏إنها‏ ‏حقائق‏ ‏مسجلة‏ ‏علي‏ ‏قلوبنا‏ ‏بأحرف‏ ‏من‏ ‏نور‏ ‏لا‏ ‏تنسي‏. ‏بل‏ ‏هي‏ ‏عظات‏ ‏سمائية‏ ‏لتثبيت‏ ‏الإيمان‏ ‏وتقوية‏ ‏الرجاء‏ ‏وتزيد‏ ‏الشوق‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏لأنها‏ ‏لمحات‏ ‏من‏ ‏مجد‏ ‏الأبدية‏ ‏الذي‏ ‏ينتظرنا‏ ‏ونتوق‏ ‏إليه‏.‏
                              فشكرا‏ ‏لمسيحنا‏ ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏ينسانا‏ ‏ودائما‏ ‏يشرق‏ ‏علينا‏ ‏بأنواره‏.‏
                              شكرا‏ ‏لمسيحنا‏ ‏لأن‏ ‏قلبنا‏ ‏امتلأ‏ ‏فرحا‏ ‏ولساننا‏ ‏تهليلا‏ ‏لأنه‏ ‏أرانا‏ ‏مجده‏.

                              ************************************************** ****************
                              جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الاربعاء ٢٢ اغسطس ٢٠٠٧ عدد ١١٦٥ [ 2 مليون مسلم ومسيحي احتفلوا - معا ً- بالسيدة العذراء ] كتب ممدوح ثابت ٢٢/٨/٢٠٠٧ م
                              [ تعميد طفل أثناء الاحتفال بالسيدة العذراء في درنكة] ------------------------------------->
                              اختتمت أمس في دير السيدة العذراء بجبل درنكة الاحتفالية السنوية التي تقام في كل كنائس «العذراء» بمصر، في ذكري لجوء العائلة المقدسة إلي مغارة قديمة في الجبل الغربي هربا من بطش الرومان.
                              ولم يفلح الحضور الأمني المكثف في إفساد تلك الليلة التي احتشد فيها نحو مليوني مسيحي ومسلم للاحتفال بنهاية صوم العذراء الذي بدأ يوم ٧ أغسطس.
                              نصف الباعة الذين ملأوا محيط دير درنكة، كان واضحا أنهم مسلمون، وقطاع هائل من الزوار كانوا مسلمين، والحشود المتدفقة والأكتاف المتراصة والمتزاحمة في ممرات وشوارع الدير الداخلية والمنطقة المحيطة به، كان يستحيل معها تمييز المسيحي من المسلم، واختلطت إيشاربات المسيحيات مع حجاب المسلمات، وكلهم شعبيون من الطبقة الوسطي.
                              يقع دير درنكة في قلب الجبل الغربي ويرتفع ١٠٠ متر عن سطح الأرض مطلا علي الوادي الأخضر، ويشرف علي مدينة أسيوط التي تبعد عنه نحو ١٠ كيلو مترات، ويضم الدير المغارة الأثرية التي يرجع تاريخها إلي نحو ٢٥٠٠ عام قبل الميلاد، ويبلغ عمقها حوالي ٨٠ مترا وعرضها ٦٠ مترا.
                              وللمرة الأولي غاب عن احتفالات هذا العام الأنبا ميخائيل رئيس الدير ومطران أبراشية أسيوط وساحل سليم والبداري «٨٥ عاما» بسبب مرضه الشديد، فيما حضر اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط بصحبة عدد من القيادات الأمنية والشعبية.




                              دير‏ ‏الزاوية‏ ‏بأسيوط‏ أو دير الأنبا اثناسيوس أو دير النساخ

                              أسماء الدير
                              وفي‏ ‏الكتابات‏ ‏التاريخية‏ ‏أطلق‏ ‏عليه‏ ‏دير‏ ‏النساخ‏ ‏لأن‏ ‏رهبانه‏ ‏قديما‏ ‏اشتهروا‏ ‏بنسخ‏ ‏الكتب‏ ‏المقدسة‏ ‏والكتب‏ ‏الطقسية‏ ‏التي‏ ‏تخص‏ ‏العبادة‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏.‏وسمي‏ ‏أيضا‏ ‏*** دير‏ ‏الرسل‏ ‏لأن‏ ‏التعاليم‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تقدم‏ ‏علي‏ ‏ألسنة‏ ‏رهبان‏ ‏الدير‏ ‏والكتب‏ ‏المنسوخة‏ ‏تحتفظ‏ ‏بذات‏ ‏الاستقامة‏ ‏التي‏ ‏قدمت‏ ‏بها‏ ‏تعاليم‏ ‏الرسل‏.‏

                              وأطلق‏ ‏عليه‏ ‏الأعراب‏ ‏في‏ ‏القرون‏ ‏الأولي
                              *** ‏ ‏دير‏ ‏الزاوية‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏عليزاويةمن‏ ‏موقع‏ ‏سكناهم‏.‏
                              وشعبيا‏ ‏سمي‏
                              *** بدير‏ ‏الأتل‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏بداخل‏ ‏أسواره‏ ‏شجرة‏ ‏بنات‏ ‏الأتل‏ ‏وهي‏ ‏شجرة‏ ‏ضخمة‏ ‏تغطي‏ ‏فروعها‏ ‏وأغصانها‏ ‏وخلالها‏ ‏مساحة‏ ‏الدير‏ ‏كله‏ ‏لذلك‏ ‏يراها‏ ‏من‏ ‏بعيد‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏يتخذ‏ ‏طريقه‏ ‏جنوبا‏ ‏من‏ ‏مدينة‏ ‏أسيوط‏ ‏فكان‏ ‏يشير‏ ‏إلي‏ ‏موضعها‏ ‏بأنه‏ ‏موقع‏ ‏دير‏ ‏الأتل‏.‏
                              وأطلق‏ ‏عليه‏ ‏كنسيا
                              ***دير‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسوليلأنه‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏ودير‏ ‏مارمينا‏ ‏المعلق‏ ‏بأبنوب‏ ‏من‏ ‏المواضع‏ ‏المحببة‏ ‏لإقامة‏ ‏القديس‏ ‏أثناء‏ ‏فترات‏ ‏النفي‏..‏وكان‏ ‏يختصه‏ ‏بمزيد‏ ‏من‏ ‏الرعاية‏ ‏وارتبط‏ ‏ذلك‏ ‏بشهرته‏ ‏في‏ ‏نسخ‏ ‏الكتب‏ ‏المقدسة‏ ‏والطقسية‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏يشرف‏ ‏بنفسه‏ ‏علي‏ ‏فحص‏ ‏المكتوبات‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏أي‏ ‏تداخلات‏ ‏لبدعة‏ ‏أريوس‏ ‏التي‏ ‏شاعت‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏وبدعة‏ ‏ميليدس‏ ‏لأن‏ ‏الدير‏ ‏يحتفظ‏ ‏بهذه‏ ‏الكتب‏ ‏المقدسة‏ ‏لحين‏ ‏توزيعها‏ ‏علي‏ ‏الإيبارشيات‏ ‏والكنائس‏ ‏بأنحاء‏ ‏مصر‏..‏وأصبح‏ ‏للدير‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏أسقف‏ ‏مكرس‏ ‏للمتابعة‏ ‏والإشراف‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الأعمال‏ ‏ويؤكد‏ ‏ذلك‏ ‏ما‏ ‏سجل‏ ‏عن‏ ‏أحد‏ ‏أساقفة‏ ‏الدير‏ ‏وهو‏ ‏الأنبا‏ ‏اثناسيوس‏ ‏الأنصاري‏-‏قرابة‏ ‏القرن‏ ‏السادس‏ ‏الميلادي‏..‏بأنه‏ ‏قام‏ ‏بإحضار‏ ‏جسدي‏ ‏القديسين‏ ‏الأنبا‏ ‏بيشوي‏ ‏والأنبا‏ ‏بولا‏ ‏الطموهي‏ ‏وقد‏ ‏مكثا‏ ‏بالدير‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏جاء‏ ‏البابا‏ ‏يوساب‏ ‏البطريرك‏ ‏الـ‏52 ‏وقام‏ ‏بنقل‏ ‏جسديهما‏ ‏عام‏ 842‏م‏ ‏تقريبا‏.‏
                              وأطلق‏ ‏علي‏ ‏دير‏ ‏الزاوية‏ ‏بالجبل‏ ‏الغربي‏ ‏بأسيوط‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏اثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏حيث‏ ‏دشن‏ ‏أول‏ ‏مذبح‏ ‏لكنيسة‏ ‏باسم‏ ‏القديس‏ ‏اثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏كله‏ ‏تكريما‏ ‏لدوره‏ ‏في‏ ‏حفظ‏ ‏استقامة‏ ‏الإيمان‏ ‏للمسكونة‏ ‏ثم‏ ‏بنيت‏ ‏ثاني‏ ‏كنيسة‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏بالبندقية‏ ‏بإيطاليا‏ ‏وله‏ ‏كنيسة‏ ‏أيضا‏ ‏بإحدي‏ ‏قري‏ ‏مطاي‏ ‏بمحافظة‏ ‏المنيا‏.‏

                              مبانى الدير
                              ومن‏ ‏الجدير‏ ‏بالذكر‏ ‏أن‏ ‏عدد‏ ‏المذابح‏ ‏التي‏ ‏دشنت‏ ‏باسم‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏قليلة‏ ‏للغاية‏.‏
                              وأثناء‏ ‏تجوالنا‏ ‏بالمكان‏ ‏المقدس‏ ‏وحيث‏ ‏يحتفظ‏ ‏دير‏ ‏الزاوية‏ ‏بعدة‏ ‏مراجع‏ ‏تاريخية‏ ‏وكنسية‏ ‏شرح‏ ‏لنا‏ ‏ظريف‏ ‏القس‏ ‏اثناسيوس‏ ‏من‏ ‏أسرة‏ ‏الكهنوت‏ ‏بالمنطقة‏ ‏وأكبر‏ ‏خدام‏ ‏الدير‏ ‏سنا‏ ‏بالقول‏: ‏مباني‏ ‏الدير‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏نفس‏ ‏تاريخ‏ ‏نشأته‏ ‏وكانت‏ ‏تحاط‏ ‏بسور‏ ‏ضخم‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏الرملي‏ ‏ويصل‏ ‏عرضه‏ ‏إلي‏ 305‏م‏ ‏يغلق‏ ‏علي‏ ‏قاطنيه‏ ‏من‏ ‏المسيحيين‏ ‏الأول‏ ‏ببوابة‏ ‏ضخمة‏ ‏تغلق‏ ‏مساء‏ ‏حيث‏ ‏اعتبروه‏ ‏مكانا‏ ‏آمنا‏ ‏لإقامتهم‏..‏والداخل‏ ‏إليه‏ ‏يجد‏ ‏نفسه‏ ‏أمام‏ ‏ممرات‏ ‏ضيقة‏ ‏ومجموعة‏ ‏من‏ ‏المباني‏ ‏التاريخية‏ ‏القديمة‏.‏
                              ومبني‏ ‏كنيسة‏ ‏الدير‏ ‏التاريخية‏ ‏من‏ ‏الحجارة‏ ‏القديمة‏ ‏وتنخفض‏ ‏عن‏ ‏سطح‏ ‏الأرض‏ ‏قرابة‏ 3‏م‏ ‏ومن‏ ‏التراث‏ ‏البيزنطي‏ ‏الشهير‏ ‏بالقباب‏.‏لها‏ 13 ‏قبة‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏اللبن‏ ‏في‏ ‏إشارة‏ ‏إلي‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏وتلاميذه‏ ‏الاثني‏ ‏عشر‏.‏في‏ ‏الوسط‏ ‏هيكل‏ ‏متفرد‏ ‏بشكله‏ ‏الخماسي‏ ‏الذي‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏نظير‏ ‏في‏ ‏كنائس‏ ‏العالم‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏.‏وبالهيكل‏ ‏مقصورات‏ ‏تزينها‏ ‏تيجان‏ ‏من‏ ‏الحجارة‏ ‏منقوش‏ ‏عليها‏ ‏صور‏ ‏عنقود‏ ‏العنب‏ ‏وزهرة‏ ‏اللوتس‏,‏وبصحن‏ ‏الكنيسة‏ ‏صورة‏ ‏الصلبوت‏ ‏الملونة‏ ‏وترجع‏ ‏إلي‏ ‏نفس‏ ‏الحقبة‏ ‏التاريخية‏.‏
                              وبالكنيسة‏ ‏أيضا‏ ‏هيكل‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏تكلا‏ ‏هيمانوت‏ ‏الحبشي‏..‏وترجع‏ ‏تسمية‏ ‏الهيكل‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏البابا‏ ‏اثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏يعد‏ ‏أول‏ ‏بابوات‏ ‏الإسكندرية‏ ‏الذي‏ ‏قام‏ ‏بسيامة‏ ‏أسقف‏ ‏للحبشة‏ ‏باسم‏ ‏الأنبا‏ ‏سلامه‏ ‏فتكريما‏ ‏له‏ ‏واعترافا‏ ‏بدور‏ ‏الكنيسة‏ ‏المصرية‏ ‏في‏ ‏وضع‏ ‏بذار‏ ‏الرهبنة‏ ‏لشعب‏ ‏الحبشة‏ ‏دشن‏ ‏الهيكل‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏تكلا‏ ‏هيمانوت‏ ‏الحبشي‏ ‏شفيع‏ ‏المنطقة‏ ‏وتوثيقا‏ ‏للعلاقة‏ ‏الروحية‏ ‏القديمة‏ ‏بين‏ ‏الكنيسة‏ ‏المصرية‏ ‏والأثيوبية‏.‏والمذبح‏ ‏الثالث‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏الأمير‏ ‏تاوضروس‏ ‏المشرقي‏ ‏والذي‏ ‏يوجد‏ ‏دير‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏يبتعد‏ ‏عن‏ ‏دير‏ ‏الزاوية‏ ‏بحوالي‏ 3‏كم‏ ‏ويسمي‏ ‏بدير‏ ‏ريفا‏ ‏نسبة‏ ‏إلي‏ ‏القرية‏ ‏التي‏ ‏ينتسب‏ ‏إليها‏ ‏حاليا‏.‏
                              الجدير‏ ‏بالذكر‏ ‏أن‏ ‏حجاب‏ ‏الهيكل‏ ‏الأوسط‏ ‏من‏ ‏الخشب‏ ‏بهيئة‏ ‏صلبان‏ ‏معشوقة‏ ‏وقربانات‏ ‏أما‏ ‏حجاب‏ ‏الهيكل‏ ‏البحري‏ ‏والقبلي‏ ‏فمبنية‏ ‏علي‏ ‏هيئة‏ ‏صلبان‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏الأبيض‏ ‏والأسود‏ ‏حيث‏ ‏تواجد‏ ‏الهيكل‏ ‏الأبنوسي‏ ‏في‏ ‏عصور‏ ‏تالية‏.‏وصحن‏ ‏الكنيسة‏ ‏علي‏ 4 ‏أعمدة‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏الأسود‏ ‏ذات‏ ‏التصميمات‏ ‏القديمة‏ ‏علي‏ ‏قطر‏ ‏دائري‏ ‏متر‏ ‏وفيها‏ ‏إشارة‏ ‏للبشائر‏ ‏الإنجيلية‏ ‏الأربعة‏.‏
                              وبصحن‏ ‏الكنيسة‏ ‏ثلاثة‏ ‏خوارس‏,‏وبالخورس‏ ‏الثاني‏ ‏ما‏ ‏يعرف‏ ‏بالمغطس‏ ‏وكان‏ ‏يستخدمه‏ ‏المسيحيون‏ ‏بالمنطقة‏ ‏قديما‏ ‏حفاظا‏ ‏علي‏ ‏طقس‏ ‏شعبي‏ ‏قديم‏ ‏وإتماما‏ ‏لطقس‏ ‏ليلة‏ ‏عيد‏ ‏الغطاس‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏المعتاد‏ ‏نزول‏ ‏المسيحيين‏ ‏إلي‏ ‏نهر‏ ‏النيل‏,‏وفي‏ ‏عهد‏ ‏الفاطميين‏ ‏منعت‏ ‏هذه‏ ‏الطقوس‏ ‏الشعبية‏ ‏واستبدلت‏ ‏بها‏ ‏طقس‏ ‏المغطس‏.‏حيث‏ ‏بدأت‏ ‏تنتشر‏ ‏المغاطس‏ ‏في‏ ‏معظم‏ ‏الكنائس‏ ‏القديمة‏.‏

                              المعجزات
                              ويتداول‏ ‏بسطاء‏ ‏قرية‏ ‏دير‏ ‏الزاوية‏ ‏بعض‏ ‏المعجزات‏ ‏الشهيرة‏ ‏المرتبطة‏ ‏بالقديس‏ ‏اثناسيوس‏ ‏الرسولي‏..

                              أولها ‏: ‏تخص‏ ‏إنقاذ‏ ‏دير‏ ‏الزاوية‏ ‏من‏ ‏الغارة‏ ‏الإسرائيلية‏ ‏علي‏ ‏المنطقة‏ ‏أثناء‏ ‏حرب‏ ‏الاستنزاف أواخر‏ ‏عام‏ 1969‏م حينما‏ ‏اقتحمت‏ ‏طائرتان‏ ‏اسرائيليتان‏ ‏المنطقة‏ ‏وشوهد‏ ‏القديس‏ ‏اثناسيوس‏ ‏الرسوليوالحديث‏ ‏لبعض‏ ‏سكان‏ ‏المنطقةفاردا‏ ‏يديه‏ ‏ومنحنيا‏ ‏علي‏ ‏القباب‏ ‏في‏ ‏إشارة‏ ‏لحماية‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏شظايا‏ ‏القنابل‏ ‏والتي‏ ‏تساقطت‏ ‏بقسوة‏ ‏علي‏ ‏مستودع‏ ‏الأسلحة‏ ‏والذخيرة‏ ‏بالمنطقة‏.‏
                              ثانيهما‏: ‏تخص‏ ‏إنقاذ‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏السيول الأربعاء‏/‏نوفمبر‏ 1994‏م فرغم‏ ‏أن‏ ‏مياه‏ ‏السيول‏ ‏غمرت‏ ‏المنطقة‏ ‏بالكامل‏ ‏وأتت‏ ‏المياه‏ ‏الجارفة‏ ‏علي‏ ‏الأخضر‏ ‏واليابس‏ ‏شوهد‏ ‏القديس‏ ‏اثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏وقتئذ‏ ‏بجوار‏ ‏الصليب‏ ‏المضيء‏ ‏في‏ ‏الرابعة‏ ‏فجرا‏ ‏بهيئة‏ ‏كأنه‏ ‏يشير‏ ‏إلي‏ ‏المياه‏ ‏أن‏ ‏تبتعد‏ ‏عن‏ ‏الموضع‏ ‏المقدس‏ ‏لتتفرق‏ ‏يمينا‏ ‏وشمالا‏ ‏علي‏ ‏بعد‏ 5‏م‏ ‏تقريبا‏ ‏حول‏ ‏محيط‏ ‏الدير‏ ‏ورغم‏ ‏أن‏ ‏القباب‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏اللبن‏ ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏لم‏ ‏تتأثر‏ ‏بمياه‏ ‏السيول‏ ‏رغم‏ ‏أن‏ ‏الكنيسة‏ ‏منخفضة‏ ‏عن‏ ‏سطح‏ ‏الأرض‏ ‏بقرابة‏ 3‏م‏ ‏ولاتزال‏ ‏آثار‏ ‏جرف‏ ‏المياه‏ ‏حول‏ ‏الدير‏ ‏واضحة‏ ‏حتي‏ ‏الآن‏.‏


                              الإحتفال بعيد القديس أثناسيوس الرسولى
                              في‏ ‏القرون‏ ‏الأولي‏ ‏كان‏ ‏يقام‏ ‏احتفال‏ ‏ضخم‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏القديس‏ ‏اثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ 7 ‏بشنس‏ ‏الموافق‏ 15 ‏مايو‏ ‏يستقدم‏ ‏الآلاف‏ ‏ويستمر‏ ‏لمدة‏ ‏أسبوع‏ ‏ومن‏ ‏مظاهر‏ ‏الاحتفال‏ ‏بالعيد‏ ‏إقامة‏ ‏الصلوات‏ ‏وتقديم‏ ‏الذبائح‏ ‏والنذور‏ ‏وتمتد‏ ‏تجمعات‏ ‏الأهالي‏ ‏لقرابة‏ 15‏كم‏ ‏حتي‏ ‏قرية‏ ‏زرابي‏ ‏أبو‏ ‏تيج‏ ‏حيث‏ ‏بنيت‏ ‏كنيسة‏ ‏أخري‏ ‏بالموقع‏ ‏الجديد‏ ‏باسم‏ ‏كنيسة‏ ‏الأنبا‏ ‏شنودة‏ ‏رئيس‏ ‏المتوحدين‏ ‏وسجل‏ ‏ذلك‏ ‏المقريزي‏ ‏بالقول‏:‏إنك‏ ‏لو‏ ‏أتيت‏ ‏سائرا‏ ‏علي‏ ‏الأقدام‏ ‏من‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏حتي‏ ‏أسوان‏ ‏لمشيت‏ ‏تحت‏ ‏ظل‏ ‏الأشجار‏ ‏التي‏ ‏غرسها‏ ‏الرهبان‏ ‏علي‏ ‏طول‏ ‏الطريق‏ ‏من‏ ‏الشمال‏ ‏إلي‏ ‏الجنوب‏.

                              مقلب قمامة (زبالة) كما وضع اليهود زبالة على مكان صليب المسيح
                              أثناء‏ ‏خروجنا‏ ‏من‏ ‏بوابة‏ ‏الدير‏ ‏الضخمة‏ ‏ومناخ‏ ‏الدير‏ ‏المقدس‏ ‏رأيناه‏ ‏يقبع‏ ‏بجوار‏ ‏سور‏ ‏الدير‏ ‏العظيم‏ ‏إنه‏ ‏مقلب‏ ‏قمامةعظيم لايقل‏ ‏ارتفاعه‏ ‏عن‏ ‏عدة‏ ‏أمتار‏ ‏ملاصقا‏ ‏لحوش‏ ‏به‏ ‏روث‏ ‏للبهائم‏ ‏والمواشي‏..‏والأكثر‏ ‏غرابة‏ ‏كما‏ ‏قيل‏ ‏لنا‏ ‏أن‏ ‏زوار‏ ‏المكان‏ ‏يعانون‏ ‏أشد‏ ‏معاناة‏ ‏لعدم‏ ‏وجود‏ ‏دورة‏ ‏مياه‏ ‏أو‏ ‏صرف‏ ‏صحي‏ ‏ودورة‏ ‏المياه‏ ‏الموجودة‏ ‏حاليا‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏الميلادي‏ ‏وهي‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏غرفة‏ ‏صغيرة‏ ‏جدا‏ ‏تخرج‏ ‏محتوياتها‏ ‏للهواء‏ ‏الطلق‏ ‏لاتليق‏ ‏بالاستعمال‏ ‏الآدمي‏ ‏أو‏ ‏بكرامة‏ ‏الموضع‏ ‏المقدس‏.‏






                              دير السيدة العذراء بالجنادلة - ابو تيج أسيوط
                              دير السيدة العذراء بالجنادلة - ابو تيج أسيوط - صعيد مصر
                              قع الدير على بعد 3كم غربى قرية دير الجنادلة التى تبعد 22كم جنوب اسيوط على طريق الغنايم ويبعد الدير 2كم غرب الطريق .. معظم اثار الدير عبارة عن مقارات قديمة منحوتة فى الجبل (غالبا ماكانت لمحاجر فرعونية ) استعملها الرهبان كمساكن لهم
                              ويوجد بالدير كنيستان وهما كنيسة السيدة العذراء وكنيسة شرق الكنيسة الاولى
                              والمعروف عن جبل اسيوط انه مملوء بالمغارات كان قد حفرها القديس يوسف الصديق واستغلها كمخازن للقمح فى ايام السبع النين المملؤة بالخيرات كما استغل القديس يوحنا التبايسى هذه المغارات لسكنى الرهبان للتوحد والحياة الرهبانية




                              دير العدرا بالجنادلة بأسيوط مشهور بأسم دير العدرا حالة الحديد
                              يقع هذا الدير 3كم غرب قرية دير الجنادلة جنوب غرب اسيوط
                              ومعجزة حالة الحديد عندما كان بطرس و بولس فى السجن فصلت العدرا فذاب حديد السجن و خرج بطرس و بولس من السجن

                              و فى الدير كنيسة باسم بطرس و بولس


                              يحتوى هذا الدير على مغارات قديمة منحوتة فى الجبل فيما يعتقد أنها كانت لمحاجر فرعونية ثم هرب إليها المسيحيين أثناء عصور الإضطهاد الرومانى ثم سكنها الرهبان وأصبحت ديراً فى العصور المسيحية التالية




                              **********************************


                              اما الكنائس الدير فاهمها الكنيسة الكبرى للسيدة العذراء المنحوتة كلها فى الصخر ما عدا الحائط الشرقى فى الهيكل فهو من المبانى والكنيسة الثانية مكونة من تسعة قباب متساوية

                              وقد اقيم حاليا بالدير بعض الاستراحات للزوار والخلوة
                              **************************************** المراجع
                              كتاب / الدليل الفريد الى مزارات واديرة الصعيد للقمص يوأنس كمال - الجيزة







                              تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                              Comment


                              • #55
                                رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                                دير الثلاث كنائس بأسيوط - دير ريفا



                                موقع الدير
                                تقع قرية دير ريفا على بعد 11كم جنوب غرب مدينة اسيوط حيث انها على سفح جبل اسيوط يحدها من الشمال قرية ديردرنكة حيث يوجد دير العذراء بجبل اسيوط ومن الجنوب قرية الزاوية ومن الشرق الاراضى الزراعية . يبلغ تعداد سكان القرية دير ريفا سبعة الاف نسمة تقريبا وكلهم مسيحيين ارثوذكس وهى تابعة لمطرانية الاقباط الارثوذكس ابروشية اسيوط

                                .يوجد بالقرية ثلاث كنائس كنيستان منهم بالجبل واخرى حديثة فى وسط القرية . كان اهل القرية يصلون فى الكنيسة الأثرية القبلية بالجبل و بعد 1951 اصبحوا يصلون فى الكنيسة الحديثة وفى الكنيسة الأثرية القبلية

                                على ارتفاع 150م تقريبا من سطح الارض يوجد بالجبل كنيستان اثريتان الاولى
                                كنيسة العذراء مريم
                                تقع فى الناحية القبلية وتسمى باسم كنيسة العذراء الطاهرة مريم ويرجع تاريخ هذه الكنيسة الى القرن الرابع الميلادى كما ذكر المقريزى فى القرن الخامس عشر وذكرت ايضا فى تاريخ اديرة الوجه القبلى .‏تتكون‏ ‏من‏ ‏مدخل‏ ‏ذي‏ ‏ممر‏ ‏طويل‏ و تنقسم الكنيسة الى ثلاث خوارس وهم المؤمنين والموعظين والتائبين ويوجد فى الناحية القبلية للكنيسة المعمودية ويوجد فى الكنيسة مذبح واحد باسم السيدة العذراء يشبه طبق الاصل مذبح كنيسة العذراء بدير المحرق . حجاب الكنيسة مصنوع من الخشب المطعم بالعاج وتتكون زخرفتها من وحدات مضلعة وسطها صلبان‏وتوجد‏ ‏بالركن‏ ‏الشمالي‏ ‏الشرقي‏ ‏للخورس‏ ‏أيقونة‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏الـ‏18 . كانت هذه الكنيسة بداخل احدى الأديرة للراهبات العذارى وذلك كما ذكرها الأنبأ يوأنس فى كتاب مذكرات فى الرهبنة القبطية يقول لقد اسس القديس باخميوس اب الشركة اديرة للعذارى فى صعيد مصر ومن اهم الاديرة دير بقرية دير ريفا باقليم ليكوبوليس اسيوط ويوجد الى يومنا هذا بقايا سور الدير وهو يعلو الكنيسة ومبنى من الحجارة وارتفاعه 150سم وبه فتحات صغيرة لنزول مياه الامطار والسيول وفعلا لم يتاثر هذا الجزء من السور القديم بسيول 1994م المشهورة

                                كنيسة الأمير تاوضروس المشرقى الأثرية
                                الكنيسة الثانية تقع على بعد 20 م من الكنيسة القبلية وتسمى الامير تاوضروس المشرقى حيث يقسم صحن الكنيسة ايضا الى خوارس . ومذبح الكنيسة مصنوع من الخشب ويوجد تحت المذبح سرداب اثرى كان يستخدم امام الكنيسة الاولى لتخبئة الذبيحة اثناء الاضهاد

                                المغائر الفرعونية
                                يوجد بجانب الكنائس الاثرية بعض المغائر فى سطح الجبل وكانت تستخدم لتخزين الحبوب ايام المجاعة وأيام الفيضان حيث تغرق الأراضى حيث ان هذه المنطقة الاثرية تمتد الى مايقرب اربعة الاف سنة ق.م ويؤكد ذلك وجود نفوش هيروغليفية وصورة الملك على راسه تاج الوجه القبلى بشكله المعروف باحدى البوابات وذلك قبل الملك مينا موحد القطرين

                                كنيسة الأمير تاوضروس المشرقى الحديثة الكنيسة الحديثة هى كنيسة الامير تاوضروس المشرقى توجد فى وسط القرية يرجع تاريخ انشائها الى سنة1948م وتم تدشينها سنة 1951م فى نيافة الحبر الجليل مطراننا الأنبأ ميخائيل مطران اسيوط . يوجد فى الكنيسة ثلاث مذابح الاوسط باسم السيدة العذراء مريم والبحرى باسم مارجرجس والقبلى باسم الامير تاوضروس المشرقى . قام بأنشاء هذه الكنيسة الاستاذ حبيب رزق وهو رجل من اغنياء اسيوط وكان رجل تقى وقام بأنشاء العديد من الكنائس على نفقته الخاصة فى قرى مختلفة . وقد احضر رسومات الكنيسة من ايطاليا حيث توجد كنيسة طبق الاصل لها هناك. وكان يوجد فى الكنيسة من الناحية الغربية القبلية بئر يصل عمقه نحو44م تم ردمه وقد بنت هذه الكنيسة من ماء البئر قبل ردمه. حدثت معجزة بان طفل سقط فى هذا البئر ولم يصبه اذى وخرج سالما وتحولت اصابته على شكل صليب وسيف واضحين فى رأسة .والى اليوم تحدث معجزات اخراج الشياطين بشفاعة القديس العظيم الامير تاوضروس المشرقى
                                ***********************************




                                عذراء‏ ‏جبل‏ ‏أسيوط
                                إن‏ ‏التقليد‏ ‏الذي‏ ‏سلم‏ ‏لنا‏ ‏من‏ ‏الآباء‏ ‏ومعالم‏ ‏الآثار‏ ‏الخالدة‏ ‏لتراثهم‏ ‏والظهورات‏ ‏النورانية‏ ‏المتوالية‏ ‏للعذراء‏ ‏يبوح‏ ‏بأسرار‏ ‏الزمان‏ ‏ويتحدث‏ ‏عن‏ ‏كرامة‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏ألا‏ ‏وهو‏ ‏جبل‏ ‏أسيوط‏ ‏الذي‏ ‏تبوأت‏ ‏قمته‏ ‏العذراء‏... ‏وقد‏ ‏لقبت‏ ‏الكنيسة‏ ‏العذراء‏ ‏بـجبل‏ ‏الله‏ ‏الدسم‏ ‏الذي‏ ‏سر‏ ‏أن‏ ‏يسكن‏ ‏فيه‏ ‏إلي‏ ‏الانقضاء‏,‏إذ‏ ‏جاءت‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏الجبل‏ ‏تفيض‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏بركاتها‏ ‏فتحولت‏ ‏مغاراته‏ ‏إلي‏ ‏كنائس‏ ‏عامرة‏ ‏بالتسابيح‏ ‏والألحان‏,‏وعندما‏ ‏اختار‏ ‏الله‏ ‏جبل‏ ‏سيناء‏ ‏الواقع‏ ‏علي‏ ‏حدود‏ ‏مصر‏ ‏الشرقية‏ ‏اختاره‏ ‏لرسالة‏ ‏سامية‏ ‏فظهر‏ ‏لموسي‏ ‏في‏ ‏عليقة‏ ‏مشتعلة‏ ‏بالنار‏ ‏قائلا‏: ‏إني‏ ‏قد‏ ‏رأيت‏ ‏مذلة‏ ‏شعبي‏ ‏الذي‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وسمعت‏ ‏صراخهم‏ ‏فنزلت‏ ‏لأنقذهم‏ (‏خر‏3:7) ‏فها‏ ‏هو‏ ‏الآن‏ ‏علي‏ ‏جبل‏ ‏أسيوط‏ ‏وفي‏ ‏أعماق‏ ‏مصر‏ ‏يعلن‏ ‏بذاته‏ ‏المباركة‏ ‏بأنه‏ ‏جاء‏ ‏إليها‏ ‏منقذا‏ ‏من‏ ‏عبودية‏ ‏الشيطان‏ ‏ومخلصا‏ ‏من‏ ‏سلطان‏ ‏الخطية‏ ‏وداعيا‏ ‏إلي‏ ‏حرية‏ ‏مجد‏ ‏أولاد‏ ‏الله‏... ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏علي‏ ‏جبل‏ ‏سيناء‏ ‏قد‏ ‏دعي‏ ‏موسي‏ ‏لكي‏ ‏يكون‏ ‏نبيا‏ ‏وخادما‏ ‏لله‏ ‏فمن‏ ‏مصر‏ ‏يقول‏ ‏الرب‏: ‏من‏ ‏مصر‏ ‏دعوت‏ ‏ابني‏ ‏وإذا‏ ‏كانت‏ ‏العبادة‏ ‏علي‏ ‏الجبل‏ ‏هي‏ ‏العلامة‏ ‏والدليل‏ ‏لإرسالية‏ ‏موسي‏ ‏فقد‏ ‏أصبحت‏ ‏العبادة‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الجبل‏ ‏هي‏ ‏البرهان‏ ‏الساطع‏ ‏والدليل‏ ‏القاطع‏ ‏لإرسالية‏ ‏ابن‏ ‏الله‏ ‏القائل‏ ‏روح‏ ‏الرب‏ ‏علي‏ ‏لأن‏ ‏الرب‏ ‏أرسلني‏ ‏لأعصب‏ ‏منكسري‏ ‏القلب‏ (‏إش‏61:1).‏

                                إن‏ ‏مجئ‏ ‏العذراء‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏علي‏ ‏سبيل‏ ‏الصدفة‏ ‏أو‏ ‏أمرا‏ ‏فرضته‏ ‏الأحداث‏ ‏ولكنه‏ ‏كان‏ ‏بتدبير‏ ‏إلهي‏ ‏تم‏ ‏وفق‏ ‏تخطيط‏ ‏دقيق‏ ‏ورسمت‏ ‏خطواته‏ ‏بحكمة‏ ‏سامية‏,‏وربما‏ ‏يغيب‏ ‏عن‏ ‏البعض‏ ‏فهم‏ ‏مقاصده‏ ‏أو‏ ‏الإلمام‏ ‏بنواصي‏ ‏تدابيره‏ ‏رغم‏ ‏أنه‏ ‏كانت‏ ‏لله‏ ‏إشاراته‏ ‏الواضحة‏ ‏فيما‏ ‏يجري‏ ‏من‏ ‏احتفال‏ ‏ديني‏ ‏يتوارثونه‏ ‏ولا‏ ‏يعرفون‏ ‏معناه‏ ‏ويقام‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏فيضان‏ ‏النيل‏ ‏في‏ ‏شهر‏ ‏مسري‏ ‏الذي‏ ‏يوافق‏ ‏شهر‏ ‏أغسطس‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏تكريما‏ ‏واحتفاء‏ ‏بإيزيس‏ ‏المصرية‏ ‏معبودة‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏حين‏ ‏أقامت‏ ‏زوجها‏ ‏من‏ ‏الموت‏.‏
                                كانت‏ ‏مراسم‏ ‏هذا‏ ‏الحفل‏ ‏حيث‏ ‏يحمل‏ ‏الكهنة‏ ‏تمثال‏ ‏إيزيس‏ ‏يطوفون‏ ‏به‏ ‏أنحاء‏ ‏معبدها‏ ‏الكائن‏ ‏في‏ ‏مقابر‏ ‏الأمراء‏ ‏الواقعة‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏,‏وهم‏ ‏ينشدون‏ ‏أمامها‏ ‏أناشيد‏ ‏البهجة‏ ‏والفرح‏,‏ويذكر‏ ‏بعض‏ ‏المؤرخين‏ ‏أنه‏ ‏شوهد‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الموكب‏ ‏الاحتفالي‏ ‏فتاة‏ ‏نورانية‏ ‏الملامح‏ ‏تحمل‏ ‏طفلا‏ ‏بهي‏ ‏الوجه‏ ‏تمتطي‏ ‏أتانا‏ ‏يقوده‏ ‏شيخ‏ ‏توج‏ ‏الشيب‏ ‏رأسه‏ ‏ومن‏ ‏خلفها‏ ‏سيدة‏ ‏تنحني‏ ‏خضوعا‏ ‏وإجلالا‏ ‏لهذه‏ ‏الفتاة‏ ‏ووليدها‏,‏وظل‏ ‏هذا‏ ‏المنظر‏ ‏لغزا‏ ‏بغير‏ ‏حل‏ ‏مع‏ ‏أنهم‏ ‏يتناقلون‏ ‏خبره‏ ‏جيلا‏ ‏بعد‏ ‏جيل‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏جاءت‏ ‏العذراء‏ ‏والرب‏ ‏يسوع‏ ‏مع‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏ ‏وسالومي‏,‏ورأوها‏ ‏رؤي‏ ‏العين‏ ‏وشاهدوا‏ ‏ما‏ ‏يجري‏ ‏من‏ ‏المعجزات‏ ‏والآيات‏ ‏وظلوا‏ ‏يتساءلون‏ ‏من‏ ‏تكون‏ ‏هذه‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏جاء‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏لمصر‏ ‏مبشرا‏ ‏فأجلي‏ ‏بما‏ ‏كان‏ ‏عليهم‏ ‏غامضا‏ ‏وعرفوا‏ ‏فيها‏ ‏عذراء‏ ‏الجبل‏ ‏التي‏ ‏حلت‏ ‏به‏ ‏ضيفة‏ ‏كريمة‏ ‏حملوا‏ ‏لها‏ ‏أطيب‏ ‏الذكريات‏ ‏بما‏ ‏قدمت‏ ‏لهم‏ ‏من‏ ‏أعظم‏ ‏البركات‏ ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏لهذا‏ ‏الجبل‏ ‏رسالته‏ ‏فللجبل‏ ‏حكمته‏.‏
                                وحكمة‏ ‏المصريين‏ ‏التي‏ ‏تهذب‏ ‏بها‏ ‏موسي‏ ‏تتبعت‏ ‏قصة‏ ‏إيزيس‏ ‏التي‏ ‏رأوا‏ ‏فيها‏ ‏من‏ ‏المواصفات‏ ‏ما‏ ‏يتقارب‏ ‏من‏ ‏العذراء‏ ‏حتي‏ ‏أنهم‏ ‏سجلوا‏ ‏هذا‏ ‏في‏ ‏رسوماتهم‏ ‏ومنحوتاتهم‏ ‏فقد‏ ‏جاء‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ ‏موسعة‏ ‏مصر‏-‏الجزء‏ ‏الأول‏ ‏رسم‏ ‏للوحتين‏ ‏الأولي‏ ‏لإيزيس‏ ‏وهي‏ ‏ترضع‏ ‏ابنها‏ ‏حورس‏,‏والثانية‏ ‏من‏ ‏النحت‏ ‏الغائر‏ ‏علي‏ ‏الحجر‏ ‏للعذراء‏ ‏وهي‏ ‏تحمل‏ ‏الطفل‏ ‏وترضعه‏ ‏بنفس‏ ‏الصورة‏ ‏علي‏ ‏اللوحة‏ ‏الأولي‏ ‏وبفحص‏ ‏هاتين‏ ‏اللوحتين‏ ‏مع‏ ‏لوحات‏ ‏أخري‏ ‏سجلتها‏ ‏المعابد‏ ‏المصرية‏ ‏وضحت‏ ‏أدلة‏ ‏القرائن‏ ‏وبراهينها‏ ‏بين‏ ‏إيزيس‏ ‏والعذراء‏ ‏منها‏:‏
                                أولا‏: ‏الاسم‏ ‏فقد‏ ‏جاء‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏الجزء‏ ‏الأول‏ -‏سليم‏ ‏حسن‏- ‏ص‏23 ‏أن‏ ‏اسم‏ ‏إيزيس‏ ‏معناه‏ ‏بيت‏ ‏الشمس‏ ‏أو‏ ‏مسكن‏ ‏إله‏ ‏الشمس‏ ‏وهو‏ ‏بذاته‏ ‏نفس‏ ‏لقب‏ ‏العذراء‏ ‏التي‏ ‏لقبها‏ ‏الآباء‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏التسبيح‏ ‏الكيهكي‏ ‏بهذا‏ ‏النص‏: ‏سماء‏ ‏ثانية‏ ‏دعيت‏ ‏باقية‏ ‏الأنوار‏ ‏شمس‏ ‏البر‏ ‏العقلية‏ ‏ظهر‏ ‏منك‏ ‏في‏ ‏عقد‏ ‏الأطهار‏ ‏وضياؤها‏ ‏شارق‏ ‏في‏ ‏الأقطار‏ ‏وأيضا‏ ‏صرت‏ ‏سماء‏ ‏ثانية‏ ‏بالحق‏ ‏يا‏ ‏مريم‏ ‏يا‏ ‏قدس‏ ‏الأقداس‏ ‏شمس‏ ‏العدل‏ ‏منك‏ ‏أشرق‏ ‏ولدت‏ ‏لنا‏ ‏ابنك‏ ‏ماسياس‏ ‏والمقصود‏ ‏بالشمس‏ ‏ليست‏ ‏الشمس‏ ‏الطبيعية‏ ‏التي‏ ‏تشرق‏ ‏وتغيب‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏ولكن‏ ‏شمس‏ ‏البر‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏الذي‏ ‏قيل‏ ‏عنه‏ ‏لكم‏ ‏أيها‏ ‏المتقون‏ ‏اسمي‏ ‏تشرق‏ ‏شمس‏ ‏البر‏ ‏والشفاء‏ ‏في‏ ‏أجنحتها‏ (‏ملا‏4:2).‏
                                ثانيا‏: ‏جاء‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ ‏وصف‏ ‏مصر‏ ‏الجزء‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏ص‏235:241 ‏أن‏ ‏إيزيس‏ ‏رسمت‏ ‏في‏ ‏أشكال‏ ‏متنوعة‏ ‏وأوضاع‏ ‏مختلفة‏ ‏منها‏:‏
                                أ‏- ‏لوحظ‏ ‏أن‏ ‏أعمدة‏ ‏الهيكل‏ ‏أو‏ ‏المعبد‏ ‏تنتهي‏ ‏برأس‏ ‏إيزيس‏ ‏وكأنها‏ ‏تجلس‏ ‏عليه‏,‏وفي‏ ‏إشارة‏ ‏إلي‏ ‏العذراء‏ ‏نراها‏ ‏وحدها‏ ‏الجالسة‏ ‏علي‏ ‏قمة‏ ‏العالم‏ (‏مباركة‏ ‏أنت‏ ‏في‏ ‏النساء‏ ‏ومباركة‏ ‏هي‏ ‏ثمرة‏ ‏بطنك‏).‏
                                ب‏- ‏وفي‏ ‏موضع‏ ‏آخر‏ ‏أحد‏ ‏الألهة‏ ‏وهو‏ ‏يقدم‏ ‏لها‏ ‏القرابين‏ ‏والهدايا‏ -‏من‏ ‏المعروف‏ ‏أن‏ ‏المصريين‏ ‏كانوا‏ ‏يؤمنون‏ ‏بوحدانية‏ ‏الله‏ ‏ولا‏ ‏يؤمنون‏ ‏بتعدد‏ ‏الآلهة‏- ‏إنما‏ ‏كانوا‏ ‏ينظرون‏ ‏إلي‏ ‏الآلهة‏ ‏الأخري‏ ‏نظرتنا‏ ‏إلي‏ ‏الملائكة‏ ‏خدام‏ ‏الله‏ ‏فكان‏ ‏الذي‏ ‏يقف‏ ‏أمام‏ ‏إيزيس‏ ‏هو‏ ‏أحد‏ ‏الملائكة‏ ‏وهذا‏ ‏يقابله‏ ‏ملاك‏ ‏البشارة‏ ‏الذي‏ ‏يقدم‏ ‏البشري‏ ‏بالمسيح‏ ‏حمل‏ ‏الله‏ ‏وخبز‏ ‏الحياة‏ ‏وقربان‏ ‏الخلاص‏ ‏والفداء‏.‏
                                ج‏- ‏وفي‏ ‏منظر‏ ‏ثالث‏ ‏رسمت‏ ‏إيزيس‏ ‏وعلي‏ ‏رأسها‏ ‏غطاء‏ ‏ذهبي‏ ‏يعلوه‏ ‏قرص‏ ‏الشمس‏ ‏ويتوسطه‏ ‏القمر‏ ‏ولعلها‏ ‏متطابقة‏ ‏مع‏ ‏رؤيا‏ ‏سليمان‏ ‏ومن‏ ‏هي‏ ‏المشرقة‏ ‏مثل‏ ‏الصباح‏ ‏جميلة‏ ‏طاهرة‏ ‏كالشمس‏ ‏مرهبة‏ ‏كجيش‏ ‏بألوية‏ ‏نش‏6:10.‏
                                د‏- ‏وفي‏ ‏منظر‏ ‏رابع‏ ‏رأينا‏ ‏شخصا‏ ‏عاريا‏ ‏يقدم‏ ‏خنجرا‏ ‏رفيعا‏ ‏لإيزيس‏ ‏ووليدها‏ ‏بينما‏ ‏هذا‏ ‏الوليد‏ ‏يضع‏ ‏أصبعه‏ ‏علي‏ ‏فمه‏,‏وكان‏ ‏سمعان‏ ‏الشيخ‏ ‏يخبر‏ ‏العذراء‏ ‏قائلا‏: ‏وأنت‏ ‏يجوز‏ ‏في‏ ‏نفسك‏ ‏سيف‏ (‏لو‏2:35) ‏وكأن‏ ‏يسوع‏ ‏يعلن‏ ‏صمته‏ ‏كشاه‏ ‏سيق‏ ‏إلي‏ ‏الذبح‏ ‏وكنعجة‏ ‏صامته‏ ‏أمام‏ ‏جازيها‏.‏
                                و‏-‏وفي‏ ‏منظر‏ ‏آخر‏ ‏نري‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الفتيات‏ ‏ممشوقات‏ ‏القوام‏ ‏يحملن‏ ‏في‏ ‏أيديهن‏ ‏الدفوف‏ ‏ينشدن‏ ‏خلف‏ ‏إيزيس‏ -‏وهي‏ ‏تحمل‏ ‏صولجان‏ ‏الملك‏- ‏أناشيد‏ ‏التكريم‏ ‏والتعظيم‏ ‏وهذا‏ ‏الأمر‏ ‏ربما‏ ‏كان‏ ‏يشير‏ ‏لنبوءة‏ ‏داود‏ ‏النبي‏ ‏بقوله‏: ‏كل‏ ‏مجد‏ ‏ابنة‏ ‏الملك‏ ‏في‏ ‏خدرها‏ ‏منسوجة‏ ‏بذهب‏ ‏ملابسها‏ ‏في‏ ‏أثرها‏ ‏عذاري‏ ‏صاحباتها‏ ‏مقدمات‏ ‏إليك‏ ‏يحضرن‏ ‏بفرح‏ ‏وابتهاج‏ (‏مز‏45:13).‏
                                ‏* ‏هذه‏ ‏لمحة‏ ‏من‏ ‏لمحات‏ ‏هذا‏ ‏الجبل‏ ‏قد‏ ‏لا‏ ‏توافيه‏ ‏قدره‏ ‏ولا‏ ‏تعطيه‏ ‏حقه‏. ‏هذا‏ ‏الجبل‏ ‏أراده‏ ‏أحد‏ ‏الملوك‏ ‏يوما‏ ‏في‏ ‏سالف‏ ‏الزمان‏ ‏محجرا‏ ‏يشيد‏ ‏من‏ ‏حجارته‏ ‏صرحا‏ ‏يحفظ‏ ‏له‏ ‏الحياة‏ ‏والخلود‏. ‏وفي‏ ‏ملء‏ ‏الزمان‏ ‏جاء‏ ‏المسيح‏ ‏الحجر‏ ‏الذي‏ ‏قطع‏ ‏بغير‏ ‏يد‏ (‏دا‏2:34) ‏ليقدم‏ ‏نفسه‏ ‏حجرا‏ ‏لأساس‏ ‏كنيسته‏ ‏التي‏ ‏صارت‏ ‏بالحق‏ ‏أما‏ ‏لكل‏ ‏الأحياء‏ ‏والخالدين‏.‏
                                ‏* ‏الجبل‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يراد‏ ‏به‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مخزنا‏ ‏للغلال‏ ‏والحبوب‏ ‏لغذاء‏ ‏الأمم‏ ‏وقوت‏ ‏الشعوب‏,‏جاء‏ ‏صاحب‏ ‏المخازن‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏تفرغ‏ ‏ليملأه‏ ‏من‏ ‏خزانة‏ ‏أبيه‏ ‏الذي‏ ‏عنده‏ ‏الشبع‏ ‏والسرور‏ ‏وفي‏ ‏عينيه‏ ‏نعم‏ ‏تدوم‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏.‏
                                ‏* ‏هذا‏ ‏الجبل‏ ‏وإن‏ ‏كانت‏ ‏تغافلت‏ ‏عنه‏ ‏الأيام‏ ‏وتناسته‏ ‏السنون‏ ‏قد‏ ‏جاءه‏ ‏من‏ ‏نفض‏ ‏غبار‏ ‏الزمن‏ ‏وأزاح‏ ‏ركام‏ ‏الأيام‏,‏أفسح‏ ‏جنباته‏ ‏ومهد‏ ‏طرقاته‏ ‏ورفع‏ ‏فوق‏ ‏قممه‏ ‏مناراته‏ ‏واستنارت‏ ‏قباب‏ ‏كنائسه‏ ‏وتلألأت‏ ‏أنوار‏ ‏صلبانه‏... ‏نعم‏ ‏جاءه‏ ‏نيافة‏ ‏حبرنا‏ ‏الجليل‏ ‏أنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏مطران‏ ‏أسيوط‏ ‏أطال‏ ‏الله‏ ‏حياته‏ ‏وستظل‏ ‏العذراء‏ ‏شفيعة‏ ‏البشرية‏ ‏الملكة‏ ‏المطوقة‏ ‏المكرمة‏ ‏من‏ ‏جميع‏ ‏الأجيال‏ ‏والشعوب‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏ ‏آمين‏.‏



                                دير السيدة العذراء ( المحرق ) أسيوط مصر

                                موقع الدير :

                                يقع فى سفح جبل معروف بأسم جبل قسقام على أسم مدينة قسفام (1) التى خربت منذ زمن بعيد ، ويبعد دير المحرق حوالى 12 كيلومتر غرب بلدة القوصية محافظة أسيوط وعلى بعد 327كم جنوب القاهرة و 48كم شمال أسيوط .
                                زيقع الدير على حافة الصحراء حيث ترى فى الغرب الصحراء على إمتداد البصر وكان الرهبان كثيراً ما يتوغلوا فى الصحراء فيما يعرف بالتوحد فى داخل الصحراء (حسب الإصطلاح القبطى الرهبانى يطلق عليها البرية الجوانية) ، أما شمال الدير وشرقة فتوجد الحقول الخضراء التى تريح النظر وتبهج النفس ، والدير المحرق من أشهر الأديرة القبطية فى مصر وله سمعة تاريخية وعالمية ، وإشتهر رهبانه منذ القدم بالتقوى والعلم حيث إمتد أثرهم الكرازى والعلمى حتى جنوب أوربا ووسطها وشمالها ووصل إلى أيرلندا.


                                وهو من اهم واقدس المزارات المسيحيةفى راض مصر وكثيرا ماتغنى الاباء فى المعابر بجبل قسقاموحلول العائلة المقدسة فيها ويقع الدير غرب مدينة القوصية بحوالى 10كم كما يوجد طريق اخر من منفلوط يبعد حوالى 23كم وذكر الدير كل المؤرخينقديما وحديثا ابو المكارم(القرن12 ) والمقريزى (القرن 15 ) وعمر طوسون (القرن 19 ) وهذا الدير عامر بالرهبان وتخرج منه العديد من الاساقفة
                                جبل قسقام : ظهر فيه ملاك الرب ليوسف وقال له فى حلم ( قم وخذ الصبى وامه واذهب الى ارض اسرائل لانه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى ) متى 2:2-21
                                وفى قسقام اسس القديس باخوميوس الحياة الديرية والرهبانية فى القرن الرابع وذكر ان الملك زينون فى اواخر القرن الخامس حوالى 481م نزل فى قسقام بناء على رغبة ابنته ايلارية التى ترهبنت فى وادى النظرون باسم الراهب ايلارى وامر الملك زينون ببناء الحصون فى جميع الاديرة المصرية ومنها دير المحرق
                                الكنيسة الاثرية بدير المحرق:
                                هى اقدم اثر فى دير المحرق فاهيكلها هو ذات المغارة التى اقمت فيها العائلة المقدسة ومذبحها هو نفس الحجر الذى كان بالمغارة والذى جلس عليه مخلصنا وصحن الكنيسة تم ترميمه فى القرن 19م
                                والكنيسة الاثرية لها عدة امتيازات
                                +مذبح الكنيسة الاثرية هو الذى تنبأ عنه اشعياء النى (اشعياء 19:19 )وهو ان يكون للرب الاله مذبح وسط ارض مصر
                                +القداسات فيها لا تتوقف طول العام ماعدا ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء فى اسبوع البصخة من كل عام وتصلى القداسات باللغة القبطية حتى اليوم
                                ومن قديسين الدير القديس الانبا ابرأم الاول اسقف الفيوم ولاجيزة والقديس القمص ميخائيل البحيرى الذى بلغ السياحة وصنع الايات واخراج الشياطين
                                **********************************
                                هو دير السيدة العذراء فى جبل قسقام وحوض زراعى أسمه ( المحرق ) - غرب القوصية

                                أنشئ دير الأنبا انطونيوس فى أوائل القرن الرابع الميلادى . ومن أهم آثاره أن به كنيسة السيدة العذراء التى أنشئت فى ذات المكان الذى مكثت فيه العائلة المقدسة مدة ستة أشهر وعشرة أيام .


                                أختير من هذا الدير أربعة من البطاركة وعدد كبير من المطارنة والأساقفة ليقودوا شعب الرب فى مختلف العصور .
                                فى مكتبة هذا الدير 708 مخطوطاً غير بضعة ألاف من الكتب المطبوعة , وتختلف موضوعات هذه الكتب فمنها فى الكتاب المقدس وأجزائة المختلفة واللاهوت والتاريخ والطقس الكنسى .. ألخ
                                وللوصول إليه .. السكة الحديد القوصية - محطة القوصية - وإلى الغرب حيث الدير نحو نصف ساعة فقط بالعربة . مجلة معهد الدراسات القبطية 1975 م - 1691 ش .. يصدرها معهد الدراسات القبطية - دير النبا رويس - شارع رمسيس بالعباسية القاهرة - مطبعة دار العالم العربى - 22 شارع الظاهر ص 78

                                الصورة الجانبية : مربع قلالى الرهبان .. مساكن الرهبان التى يعيشون فيها تسمى قلالى

                                أورشليم الثانية

                                يرجع أهمية دير المحرق إلى ما للدير من إمتياز وشرف ومجد
                                وقال المتنيح الأنبا غريغوريوس الدير المحرق تاريخه ووصفه وكل مشتملاته , ألأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى إيداع رقم 4676/ 1992 ص 35-40 وذلك لأن فيه المكان المقدس التى مكثت فيه العائلة المقدسة أطول مدة أقامتها فى مصر وذلك بالقياس إلى أى مكان آخر قصدته فى رحلتها المقدسة , وصار المكان الذى سكنوا فيه هذه المدة ( الكهف) هيكلاً تقام فيه الصلوات اليومية بلا إنقطاع بكنيسة العذراء الأثرية بدير المحرق .------------->
                                وفى نفس هذه البقعة المقدسة أجرى مخلصنا فى طفولته العديد من العجائب والمعجزات وآيات شفاء وكان وجوده بركة للكثيرين فى عصره وبركة لكثيرين فى العصور اللاحقة وحتى الان .
                                وفى نفس هذه البقعة أيضاً ظهر الملاك لـ يوسف خطيب مريم العذراء فى حلم أعلمه فيه الملاك بموت هيرودس الذى يريد أن يقتل الصبى , وأمره بالعودة إلى الأراضى المقدسة وذلك حسب النص الذى أورده الكتاب المقدس : " فلما مات هيرودس , وإذا بملاك الرب قد ترائى فى حلم بمصر , قائلاً : قم خذ الصبى وأمه وأذهب إلى أرض إسرائيل , فإنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبى , فقام وأخذ الصبى وأمه , وجاء إلى أرض إسرائيل (إنجيل متى 2: 1- 8) .
                                ويذكر التاريخ المتناقل عبر الأجيال أنه يبدو أن هيرودس علم بهرب العائلة المفدسة إلى مصر وأن المسيح المولود ملك اليهود لم يكن بين ألأطفال الذي امر بقتلهم فى بيت لحم اليهودية فأرسل عشرة جواسيس ورائهم وأمرهم ان يفتشوا بتدقيق عن الصبى , ويأتوا به حياً ليقتله بيده , ولكن الجواسيس العشرة لم يهتدوا للصبى الإلهى ولم يعرفوا طريقة لأنه أخفى عن اعينهم , كما كانت العائلة المقدسة تغير مكان إقامتها من شمالاً وجنوباً وشرقاً ثم غرباً , فهل كان هذا بوحى إلهى ؟ ولكن جاء الخبر بموت هيرودس قبل أن يتمكن الخبيث من بلوغ مأربه .
                                *********************************
                                سفير فرنسا في القاهرة السيد فيليب كوست فى زيارة إلى دير المحرق
                                Version en langue Arabe de la France en Egypte العلاقات المصرية الفرنسية
                                زيارة سفير فرنسا، السيد فيليب كوست، إلى أسيوط 27 و28 نوفمبر 2007 م
                                أجرى سفير فرنسا في القاهرة، السيد فيليب كوست، زيارة إلى محافظة أسيوط، في 27 و28 أكتوبر 2007. تأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات الوثيقة الفرنسية-المصرية في كل المجالات. التقى السيد السفير محافظ أسيوط، السيد اللواء أحمد العزبي. قام السيد السفير، بصحبة السيد المحافظ، بجولة ميدانية في مدينة أسيوط للتعرف على الجوانب الحضارية المختلفة لها. ثم أجرى جولة في المنطقة الصناعية، على الصعيد الثقافي والتعليمي، التقى السيد السفير رئيس جامعة أسيوط، الدكتور عزت عبد الله. وزار أيضاً مدرستين، إحداهما تجريبية والأخرى خاصة. وأخيراً، وقبل عوده على القاهرة، زار السيد السفير إحدى الجمعيات غير الحكومية المتخصصة في تأهيل المعاقين. وزار أيضاً دير المحرق بقرية دنكرة.
                                سبق وأن أجرى السيد فيليب كوست زيارات في محافظات مصرية مختلفة، منها الإسكندرية ودمياط والوادي الجديد والبحر الأحمر.


                                *******************************
                                المـــــــــراجع
                                (1) قسقام كلمة قبطية معناها مدفن الحلفاء (أو نبات الغاب) والسبب فى هذه التسمية للمنطقة أن فقراء المنطقة كانوا يدفنون موتاهم بالحلفاء .

                                (2) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م
                                (3) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001 (4) كتاب / الدليل الفريد الى مزارات واديرة الصعيد للقمص يوأنس كمال الجيزة



                                الأسماء التى اطلقت على دير المحرق وتفسيرها
                                وتعتبر العذراء مريم شفيعة دير المحرق ورهبانة وكل المنطقة المحيطة حيث يقدم أهالى المنطقة النذور والعشور والبكور بإسمها وكثيراً ما تفعل العذراء العجائب والمعجزات للمسيحيون وللمسلمون ويقدسها المسلمون أيضاً من أهالى المنطقة الذين يرجع جدودهم إلى الأقباط الفقراء الذين لم يستطيعوا دفع الجزية فأسلموا أو قتل العرب المسلمين جدودهم وأخذوا النساء القبطيات ذرارى وعبيد وسرايا وأجبروا أولادهن على الإسلام .
                                الصورة الجانبية : منظر عام من داخر الدير المحرق يظهر الحصن وكنيسة السيدة العذراء الأثرية وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس

                                أسماء الدير :
                                إشتهر دير المحرق فى المخطوطات وكتب التاريخ بعدة أسماء أخرى يعرف منها أنه الدير المحرق منها :
                                أولاً : دير العذراء مريم
                                يعتقد انه الدير الوحيد على أسم الملكة فى مصر والسبب فى هذه التسمية يعود إلى أن العائلة المقدسة (العذراء مريم وإبنها الرب يسوع والشيخ البار يوسف النجار وسالومى) قد أقامت فى الكهف التى أصبحت فيما بعد (مذبح) هيكل الكنيسة الأثرية التى تحيط بالدير ---------------->

                                ثانيا : دير قسقام أو دير جبل قسقام
                                وترجع تسميته بأسم دير قسقام إلى الجبل الذى أنشئ عليه الدير وكانت هناك أيضاً مدينة تحمل أسم قسقام خربت منذ زمن بعيد ولم يبق إلا الدير الذى يحمل هذا الإسم العريق الضارب فى القدم (2) وكلمة قسقام كلمة قبطية (3)
                                الصورة الجانبية : صورة للسور الحجرى للدير المحرق وبه المدخل الرئيسى للدير
                                ثالثا : دير المحرق
                                سمى بالدير المحرق أيضاً ، ويحاول المؤرخون إيجاد تفسير لهذا الأسم فمنهم من يقول أن الأسم قادم من كلمة "تحاريق" فالدير يقع بعيداً عن الماء فى معظم أيام السنة ولكن حوض المياة القريب منه كان يمتلئ بماء الفيضان قبل غيره من الحياض وتحصل تحاريق فسمى بـ "الحوض المحرق" وسميت الأرض التى حوله بـ " المحرقة" ويثبت أصحاب هذا الرأى تفسيرهم بأن الخرائط المساحية التى فى مكاتب الدولة تشير إلى أن الدير واقع فى "حوض المحرق " .
                                ويقول آخرون : أن الحوض الزراعى فى وسط الدير كانت تنموا فيه أعشاب الحلفاء والحشائش الجبلية بغزارة فكانوا يحرقونها بالنار كعادة فلاحى مصر ليتخلصوا منها ولكنها كانت تنموا مرة أخرى فيحرقونها ومن تكرار الحرق سميت المنطقة بالمحرقة وسمى الدير باسم المنطقة "الدير المحرق" كما تسمى بأسم الجبل .
                                وهناك من يقول : ان حرباً مشبت بين حاكم مقاطعة الأشمونيين وحاكم القوصية (كلمة قادمة من قسقام) وعندما أنتصر حاكم الأشمونيين أحرق وأخرب مدينة قسقام فأطلق على المنطقة كلها اسم المحرقة ولما أنشئ الدير أطلق عليه الدير المحرق وتفتقر هذا التفسير للحقائق التاريخية الثابتة ولكنه قد يكون صحيحاً كتقليد مسلم يقال من ألاباء للآبناء .
                                وهناك من يقص قصة عن : أنه كان يسكن فى الجهة المجاورة رجل شرير قاسى خاطئ ولا يؤمن بالإله ولا يخشاة أسمه "خربتاين ماليق " فرماة الإله بصاعقة نزلت من السماء عليه فأحرقته وداره وإنتشرت النار فى البلدة فسميت المنطقة بـ " المحرقة " وتفتقر هذه القصة للإثبات التاريخى أيضاً وهى اقرب إلى الأساطير ولكنها تفسر كيف أحرقت البلدة .
                                والتفسير الخامس : يقول أن الدير من أديرة الأنبا باخوميوس (ابى الشركة) والتى قام ببنائها فى صعيد مصر وأن هذا الدير هو شمال الأديرة التى بناها ويمثل الخط الشمالى فأطلق على الدير أسم " المقرر" ثم حرفت الكلمة إلى "المحرق" ولكن فى هذا التفسير عدة إعتراضات أهمها : هل كلمة المقرر قبطية ام عربية؟
                                ***********************
                                المراجع
                                (1) يقال أنه كان لهذه المدينة الغابرة أسم يونانى هو (ابولينوبوليس Apollinopolis )
                                A. j. BUTLERl, in the Churches and Monasteries of egypt" by ABU SALIH. p. 225 n> 5.
                                (2) أنظر ذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م حاشية رقم 99 ص 93
                                (3) Kockam Kwckam Koc Kwc Kooc Kwwc
                                ,am Kam
                                (4) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (5) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001






                                مذبح كنيسة السيدة العذراء الأثرية بدير المحرق
                                الكنائس الموجودة فى دير المحرق كنيسة العذراء الأثرية ومذبحها الأثرى




                                كنيسة السيدة العذراء الأثرية هى أول كنيسة بنيت على وجه الأرض وأول بيعة كرسها السيد المسيح

                                تعتبر كنيسة السيدة العذراء الأثرية فى دير المحرق أقدم جداً من الدير ، ومن المعروف أن دير المحرق بناة الأنبا باخوميوس أبو الشركة فى القرن الرابع الميلادى ( عاش الأنبا باخوميوس ما بين 294 -405م) أما كنيسة السيدة العذراء فترجع إلى القرن الأول الميلادى ، ولما رأى الأنبا باخوميوس قداسة هذا المكان فإختار هذه البقعة لتكون ديراً يحيط بالكنيسة الأثرية ، فيتقدس بها من لاذ بها من النساك والعباد والزهاد .
                                1 - كنيسة السيدة العذراء الأثرية

                                كنيسة السيدة العذراء تقع فى الجهة الغربية من الدير ، وهيكل الكنيسة موجود فى المغارة التى تشبه غرفة طبيعية منحوتة فى الصخر وكانت قد سكنتها العائلة المقدسة ويذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس (1) أن العائلة المقدسة مكثت فيها أى سكنتها ستة أشهر وعشرة ايام حسب ما يروى التقليد القبطى وكتب الكنيسة وميامر الاباء خاصة ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 من باباوات الإسكندرية (384 - 412 م) وقد روى فيه ذات الرؤيا التى رآها فى ليلة 6 من هاتور وكان قد صلى صلاة طويلة للرب مستعيناً بشفاعة أم النور مريم ، فظهرت له القديسة العذراء إستجابة لصلواته وذكرت له انباء الرحلة المباركة التى قامت بها العائلة المقدسة من بلاد فلسطين ، وطلبت إليه أن يسجل ما رأى وما قالت فإمتثل لطلبها ، وكتب الرؤيا ، فأصبح كتاب البابا ثيئوفيلوس الـ 23 أهم وثيقة يعتمد عليها فى اخبار رحلة العائلة المقدسة وتجوالها فى أرض مصر ، هذا إلى جانب مصادر كنسية اخرى
                                الصورة الجانبية : الحجر الذى جلس عليه الرب يسوع وهو طفل عندما مكث فترة من الوقت والذى أصبح فيما بعد مذبح كنيسة العذراء الأثرية بالدير المحرق ويلاحظ أن عليه كتابة باللغة القبطية محفورة عليه

                                الرب يسوع يدشن كنيسة العذراء بنفسه
                                كنيسة السيدة العذراء الأثرية هى الكنيسة الوحيدة فى مصر بل فى العالم كله التى قيل إن المخلص دشنها بنفسه ، ورش فى أركانها الماء المبارك بيديه الطاهرتين ، وكان رئيساً للملائكة ميخائيل وغبريال يحنلان الوعاء الذى يحتوى الماء الذى قدسه الرب بذاته ، وكلما سكب الماء كان الرب يسوع له المجد يقول : " اليدان اللتان خلقتا آدم ونسله وسمرتا على خشبة الصليب ، تقدسان وتباركان هذا البيت العظيم " وكما تقول سيدتنا العذراء مريم فى حديثها إلى البابا ثيئوفيلوس : إن هذا التدشين تم بعد قيامة الرب من بين الأموات ، وأنه ظهر لأمه العذراء أو بعض رسله الأطهار ومعهم مريم المجدلية وسالومى حيث كانوا مجتمعين فى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس الرسول وأحد الإنجيلين الأربعة ، وكانوا يتذاكرون معاً أحداث الصلب والقيامة وإضطهاد اليهود القائم وقتئذ للعذراء مريم وللرسل الأطهار ، فظهر لهم رب المجد بنور عظيم وعلى يمينه الملاك ميخائيل وعلى يساره الملاك غبريال (أو جبرائيل) وقال : السلام لكم ، فسجدوا له ، ووجه الحديث إلى مريم أمه ، وأراد أن يعيزيها عما اصابها من متاعب تحملتها من أجله ، فأنبأها أنه إكراماً لها سيمضى بنفسه ليدشن بيديه البرية الخربة ، برية قسقام التى عاشت فيها فترة من الزمن ، ويقدس البيعة التى تحمل إسمها كل الأيام ، ثم حملتهم جميعاً سحابة نورانية أوصلتهم إلى جبل قسقام حيث الغرفة الطاهرة التى اقامت فيها العائلة المقدسة ، فدشنها فى الساعة الثالثة من نهار اليوم الموافق 6 هاتور ، وأقام مذبحها وكل آنيته وأمر الرسل أن يرفعوا ذبيحة القداس ، وكان هو أول قداس يقام فى هذه الكنيسة ، ويمضى ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 فيروى على لسان العذراء أن بعض الرسل الذين كانوا رقدوا وبعض القديسين حضروا بأمر الرب وبسلطان لاهوته ، فباركه السيد بماء التدشين وناولهم أيضاً بيديه من الأسرار المقدسة (2)
                                وجاء فى السنكسار تحت يوم (6 هـاتور) تذكار تكريس كنيسة العذراء الاثرية بدير المحرق العامر بجبل قسقام : في مثل هذا اليوم تكريس كنيسة السيدة العذراء بدير المحرق بجبل قسقام. وقد بارك ربنا ومخلصنا يسوع المسيح هذه الكنيسة بحلوله فيها مع تلاميذه وقت تكريسها، كما شهد بذلك القديسان فيلوثاؤس وكيرلس بطريركا الإسكندرية صلاتهما تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين. (3) .
                                وجاء فى كتاب الدفنار تحت يوم 6 هاتور طرح بلحن واطس : " إجتماع الرسل مع المخلص بجبل قسقام لتقديسه ، فلنسبح الرب الإله بخوف ورعدة ولنمجده بمسرة من أجل رحمته الجزيلة لنا ، لما إجتمع فى هذا اليوم وهو 6 هاتور مع والدته العذراء ورسله الأطهار (4) فى جبل قسقام الذى إلتجأ إليه ... من وجه هيرودس المارق ، وقدس هيكل ذلك البيت قبل جميع الكنائس الكائنة فى المسكونة ... وقدس هو البيت بيده الإلهية " ..
                                كما ذكر أبو المكارم فى كتابه عن تاريخ كنائس مصر واديرتها المنسوب خطأ إلى ابى صالح الأرمنى " وفى البعة ( كنيسة السيدة العذراء الطاهرة مريم بالمحرقة ) مذبح واحد وكان تكريزه بحلول سيدنا المسيح فيه والتلاميذ الكبار فى السحابة على ما شهد به ميمر فيلاتاوس (يقصد فيلوثيئوس) البطريرك وهو الثالث والعشرون فى العدد

                                وكما جرى تكريس كنيسة العذراء الأثرية بالدير المحرق أصبح هذا طقساً لتكريس وتدشين جميع المذابح فى الكنائس الأخرى فى مصر والعالم حيث تجرى القراءات والصلوات وتبريك الماء الذى يرش فى أركان الكنيسة وحوائطها وبذلك يكون تدشين كنيسة العذراء بالمحرق هو أول تدشين لكنيسة فى العهد الجديد بعد قيامة السيد المسيح وصار بعد ذلك نموذجاً يحتذى به (5) وتقليداً وضع المسيح اساسه .
                                المسيح يريدها صغيرة كما هى وكما كانت
                                ذهب البابا ثيئوفيلوس إلى جبل قسقام قادماً من أسوان ومعه 10 اساقفة ، وكان ذلك حوالى سنة 380 م رأى أن الكنيسة صغيرة ، وتعجب من بساطتها على الرغم من شهرتها ، فرغب أن يبنى كنيسة كبيرة تليق بجلال الرب وشهرة المكان وقداسته ، وأعلن هذه الرغبة فى صلاته التى رفعها فى المقصورة العليا التى ظهرت فيها والدة الإله ، ولقد عرفته القديسة مريم أن إرادة إبنها الوحيد أن تبقى الكنيسة كما هى فى صغرها وضآلتها ، شهادة لكل الأجيال والدهور التالية على إتضاع الرب وقبوله وهو ملك الملوك أن يكون مثل هذا المكان الحقير والصغير ملجأ ومسكناً ومقر إقامة (6) وفعلاً صار ، فقد رضخ البابا ثيئوفيلوس للأمر ، ولم يحدث تغييراً أو تعديلاً فى حجم الكنيسة ، وهكذا بقيت الكنيسة إلى اليوم فى حجمها الأول .
                                راهب شلت يده

                                ومما يذكره بعض شيوخ الدير المحرق الذين لا يزالون أحياء أن احد رؤساء الدير فى القرن العشرين رأى أن مذبح الكنيسة صغير جداً عن أن يتسع للذبيحة المقدسة وأوانيها ، فرغب فى إزالة المذبح ليقيم مذبحاً آخر أكبر حجماً ، فأمر أحد رهبان الدير بغزالة المذبح وتناول الراهب الفأس إطاعة لرئيسه وعندما هم بضرب المذبح شلت يده فصرخ ولم يقدر على مواصلة هدم المذبح ، ولم تتحرك يده إلى بعد إسترحام وصلوات ودهنها بالزيت المقدس ، فكانت هذه المعجزة عبرة وعظة ، فلم يقدم أحد بعد ذلك على إحداث تغييرات فى هذا المكان ، وإكتفى أحد رؤساء الدير فى تال بتثبيت لوحة رخامية أكبر من المذبح من فوق ، فصار سطحة كافياً للذبيحة وكل آنيتها ومتعلقاتها .. هذا ولا يزال أثر الفأس واضحاً فى جانب المذبح الأيسر
                                ومذبح الكنيسة هو بعينه حجر المغارة التى سكنتها العائلة المقدسة ، وان الرب يسوع جلس عليه ، فصار مقدساً .
                                أول كنيسة فى العالم
                                ويذكر أبو المكارم : إن هذه الكنيسة أول بيعة أنشئت بالوجه القبلى (7) ولكن تقليدنا القبطى يروى انها أول كنيسة فى مصر كلها (8) ولكن فى الحقيقة أن هذه الكنيسة تعتبر أول كنيسة فى العالم كما جاء فى رؤيا السيدة العذراء التى رآها الأنبا ثيئوفيلوس يثبت أن هذه الكنيسة هى اول كنيسة بنيت على وجه الأرض وأول بيعة كرسها السيد المسيح إذ يقول : " فها أنا أمضى لتكريزها بيدى أى كنيسة بإسمى على الأرض "
                                وهو المذبح الذى يقع فى وسط أرض مصر
                                هل حقاً مذبح كنيسة السيدة العذراء الأثرية يقع فى وسط أرض مصر طبقاً لنبوة أشعياء النبى القائلة " وفى ذلك اليوم يكون مذبح الرب في وسط ارض مصر وعمود الرب عند تخمها20 فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر. لانهم يصرخون الى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم21 فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به. " (أش 19: 19- 2) كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالدير المحرق هو فى منتصف المسافة من شمال مصر وجنوبها .
                                تقع مصر بين خطي العرض 22 و 31.5 شمال خط الاستواء وبين خطي الطول 25 و 37 شرقي غرينتش
                                الذبيحة لا تنقطع من على مذبحى
                                يقول النبا غريغوريوس : " يروى بعض شيوخ الرهبان الذين لا يزالون أحياء أنه فى سنة 1928م فى أواخر حياة المتنيح الأنبا باخوميوس أسقف دير المحرق قد قام ولى عهد أسبانيا بزيارة للدير وكان بصحبة المرحوم مرقس سميكة باشا وجدوا نقشاً أثرياً على سطح المذبح الحجرى ترجمته " لا تنقطع الذبيحة من فوق مذبحى " مما سبق نستنتج أن اللوحة الرخامية التى وضعت فوق المذبح الأثرى لتجعلة أكثر إتساعاً وضعت بعد سنة 1928 م .

                                ***********************
                                المراجع
                                (1) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م ص 103 و 104

                                (2) ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 من باباوات الإسكندرية مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق وكتاب ميامر وعجائب العذراء ص 100 - 102
                                ويقول إميلينو Amelineau أن ميمر البابا ثيئوفيلس يوجد منه ثلاث مخطوطات فقط فى العالم باللغة العربية أحدهما محفوظ فى مكتبة الفاتيكان ، والثانى محفوظ بالمكتبة الأهلية بباريس Bibliotheque National والثالث بمكتبة الدير المحرق
                                وقد جائت هذه الرواية أيضاً فى السنكسار المخطوط بدير المحرق رقم 1/ 9 تاريخ وميامر بمكتبة مخطوطات الدير المحرق تحت اليوم السادس من هاتور .
                                (3) السنكسار وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس - طبعة القمص عبد المسيح ميخائيل والقمص ارمانيوس حبشى - القاهرة 1935 الجزء الأول ص 124
                                ويضيف السنكسار العربى الذى نشره وترجمه وعلق عليه رينيه Rene Basset فى مجموعة Patrologia Orrientalis المجلد 3 فى باريس 1909 ص 179 العبارة التالية : " وأقام أول قداس فيها (أى فى كنيسة قسقام بدير المحرق)
                                أنظر أيضاً كتاب تحفة السائلين فى ذكر أديرة رهبان المصريين للقمص عبد المسيح صليب المسعودى البرموسى - القاهرة 1932 ص 103
                                راجع ايضاً السنكسار المخطوط 2/ 9 رقم 3/ 9 بمكتبة مخطوطات الدير المحرق تحت اليوم السادس من هاتور قوله : " وفيه أيضاً إجتمع المخلص مع تلاميذه فى قسفام وأول قداس فيها حسب ما يشهد القديس ثاوفيلس والقديس كيرلس ، وكان نهار عظيم بإجتماع سيدنا مع والدته العذرى وتلاميذه وكرز هذا الموضع بيمينه العالية
                                (4) Etaf;wout Qen Paiehoou ete cou E N A;wr pe nem tefmau mpar;enoc ne m neqapoc toloc e;u
                                (5) الكتاب المذكور ص 99 ( Fol. 68 b)
                                (6) ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 من باباوات الإسكندرية مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق وكتاب ميامر وعجائب العذراء ص 99 - 100
                                (7) أبو المكارم كتب فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 99
                                (8) أبو المكارم كتب فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 99
                                O. MEINARDUS, In the Steps, p. 36
                                The Itinerary etc p. 36
                                (9) ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 من باباوات الإسكندرية مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق وكتاب ميامر وعجائب العذراء ص
                                (10) نفس المرجع السابق وراجع ايضاً ميامر وعجائب العذراء ص 102
                                Jullien, L' Egypte.. p. 242
                                O. MEINARDUS, Nonks and Monasteries
                                (11) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (12) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001
                                تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                                Comment


                                • #56
                                  رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                                  وصف كنيسة العذراء الأثرية بالمحرق - نور القيامة يفج فيها
                                  هيكل كنيسة العذراء الأثرية
                                  هيكل كنيسة العذراء الأثرية هو المغارة التى مكثت فيها العائلة المقدسة ستة أشهر وبضعة أيام ومذبحها هو ذات الحجر الذى جلس عليه المخلص وهو طفل وينقسم الهيكل إلى ثلاثة أقسام ، كل قسم تعلوه قبة بقمتها فتحة صغيرة مستديرة تسمح بدخول الضوء فتضء الهيكل ، والأقسام الثلاثة يؤدى الواحد منها إلى ألاخر عن طريق فتحة باب صغير وقصير (لا يوجد عليه باب خشب) على كل من يمين ويسار الهيكل الأوسط بشكل حرف u وكل من القسمين الأيمن والأيسر يستخدمان ملحقين للهيكل .
                                  الصورة المقابلة : مذبح الذى دشنة السيد المسيح
                                  والقسم الأيمن يحفظ فيه الشمع والزيت وأدوات المذبح كالخمر والمجامر والفحم وبه طاقتان لهذا الغرض إحدهما فى الحائط الأيمن أو القبلى والثانية فى الحائط الشرقى ، ويوجد مخبأ صغير جانبى فى ركن الحائط الشرقى بالقرب من الأرض تفرغ فيه المجمرة من الفحم وترابه بعد الفراغ من الطقوس الدينية ، فإذا إمتلأ المخبأ نزح بمعرفة القيم وورى التراب تحت شجرة كبيرة من أشجار الدير أو ألقى به فى ماء جار .
                                  والقسم أليسر فى الجهة البحرية من المذبح يستخدمة الكاعن فى إرتداء ملابس الخدمة وخلعها وبه طاقتان إحدهما فى الجهة الشرقية والأخرى فى الجهة البحرية ، توضع بهما كتب الكنيسة المستخدة فى الصلوات .
                                  أما فى الهيكل أو القسم الأوسط من المغارة الأصلية ، فهناك المذبح ألوحد وهو من الحجر ، وعلى الرغم من صغرة فلا توجد مسافة فى الهيكل لا تسمح إلا بمرور شخص واحد وفى شرقيته ثلاث حنيات فى الحائط الشرقى متدرجة ، كبيرة ووسطى وصغيرة ، ويوجد بالحنية الصغيرة قنديل من الزيت وهو مضئ بصفة دائمة ويرمز إلى النجم الذى أرشد المجوس إلى مكان ولادة الطفل يسوع ، ويوجد طاقتان (فتحتان) صغيرتان جداً إحدهما على يمين الشرقية فى الحائط الأيمن من الهيكل ، والثانية على يسارها فى الحائط ألأيسر .
                                  وفى الحجاب الفاصل بين الهيكل وصحن الكنيسة طاقتان أخريتان خشبيتان صغيرتان ، كانت تستعمل لمناولة المتقدمين من الأسرار المقدسة من غير الكهنة .
                                  ويبدوا أن الحجاب الأصلى قد بلى أو أكلته القرضة (حشرة النمل الأبيض) فصنع بدله حجاب آخر أحدث عهداً وما يثبت هذا الكتابة المنقوشة على التطعيم ، وفى أعلى الحجاب (حامل الأيقونات) صف من صور السيدة العذراء تحمل المسيح وصور التلاميذ ويعلوها جميعاً فى الوسط صليب خشبى ، ولكل من المقصورتين اللذان على جانبى الهيكل باب من الخشب يفتح على صحن الكنيسة .
                                  صحن كنيسة العذراء الأثرية
                                  ينقسم صحن الكنيسة الأثرية إلى ثلاث خوارس (1) (أقسام) تبعاً للتقليد الكنسى القديم :
                                  الخورس (القسم) ألأول : ويقع أمام الهيكل مباشرة ويطلق عليه خورس (قسم) المتناولين وهو مكان مخصص للمستعدين للتناول
                                  الخورس (القسم) ألثانى : ويقع بعد القسم السابق ويفصله عن القسم الأول حجاب أقل إرتفاعاً من حجاب الهيكل وله ثلاثة أبواب مفتوحة من غير أبواب خشبية ويسمى بخورس السامعين .
                                  الخورس (القسم) ألثالث : ويقع فى آخر الكنيسة بعد القسم الثانى ويفصل بينهما حجاب أو حاجز آخر يعلوا الحجاب الثانى وله باب واحد ويطلق عليه ×ورس (قسم) الراكعين
                                  ويحمل قباب الكنيسة أربعة أعمدة كبيرة إسطوانية الشكل وعدد القباب ثلاثة فى القسم الأوسط المواجة للهيكل ، وثلاث قباب فى الجناح الأيمن للهيكل ، وقبة واحدة فى الجناح الأيسر ، وأما السقف الباقى من الجناح الأيسر فمصنوع من الخشب ..
                                  زخارف الكنيسة
                                  ليس فى فى القباب رسوم أو صور ولكن بقيته الخورس الأول المواجه للهيكل زخارف من صلبان فى جهات القبة الأربع وصليباً فى قمة القبة وشكل طاقات صغيرة مغلقة مزخرفة بين الصلبان الأربع وتحت أربع دخلات مزخرفة زخرفة بسيطة ، ويتدلى أمام حجاب الهيكل عدد من بيض النعام وقناديل من زيت .
                                  بناء السقف
                                  وفى أعلى الجدران من فوق دخلاتها ضخمة وبها تسع طاقات فوق سطح الكنيسة تحملها حوائط ضخمة مبنية على الطريقة المصرية القديمة فى فن العمارة ، ومكان التسعة طاقات هى : واحدة من الجهة الشرقية البحرية (الشمالية) وثانية فى الجهة الشمالية ، وثالثة فى الجهى الشمالية الغربية ، ورابعه فى الجهة الغربية ، وخامسة فى الجهة الغربية القبلية ، وسادسة فى الجهة القبلية الغربية ، وسابعة فى الجهة القبلية ، وثامنة فى الجهة القبلية الشرقية بجوار باب المقصورة الصغيرة التى على يمين الهيكل ، ويوجد شباك كبير فى الجهة البحرية .
                                  وللكنيسة بابان أحدهما : هو المدخل الرئيسى ، ويفتح فى الجهة البحرية فى الخورس الوسط (قسم السامعين) وباب آخر وتفتح أيضاً فى الجهة البحرية فى الخورس الأخير (قسم الراكعين)
                                  وأرضية الكنيسة من الداخل تنخفض عن مستوى أرضية الدير من الخارج بنحو 120 سم (متر وعشرين سنتيمتر)
                                  وأمام مدخل الكنيسة من الجهة البحرية رواق مسقوف ، فيه من الجهة الغربية سلم من نحو 21 درجة مرتفعة تؤدى إلى سطح الكنيسة حيث ترى قبابها العشرة ومن الجهة الشرقية باب الكنيسة الخارجى الذى يفتح على فناء الدير .

                                  الكنيسة الوحيدة فى العالم التى فج منها النور فى ليلة القيامة خارج أورشليم
                                  يذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس أن : " روى بعض الرهبان لا يزالون أحياء اليوم أنه فى ليلة عيد القيامة فى إحدى السنوات ، وكانت الأنوار مطفأة والهيكل مغلقاً أثناء ممارسة الطقس الذى يمثل قيامة المسيح ، والذى حدث أن الأنبا باخوميوس الأول أسقف الدير الذى توفى سنة 1928م كان فى هيكل كنيسة العذراء الأثرية ومعه بعض الرهبان من الكهنة والشمامسة وفى أثناء رفع اللفائف الواحدة تلو الأخرى التى على صورة القيامة حتى وصل إلى الحنوط المدفون فيه الصليب المقدس ومد يده ليبحث عن الصلبيب فلم يجده لأنه يده أصبحت ثقيلة ، فهاله الأمر وتعجب ، ولكنه تحامل على نفسه ومد يده أكثر ولكن لم يستطع لأن يده بدأت ترتعش وتهتز ، فبكى لأنه إعتقد أن هذه علامة على الخطية وعدم إستحقاقة ، وحاول للمرة الثالثة حتى وصل إليه ، وفجأة إنفجر من الصورة والصليب نور عظيم ملأ الكنيسة كلها فى داخل الهيكل وخارجه ، فكانت فرحة وحلت الرهبة المصحوبة بالفرح على الرهبان وصاروا يمجدون الرب ببهجة ليس لها نظير ، ولا زال الرهبان الذين ظلوا احياء مما شاهدوا النور يذكرون هذه الليلة المفرحة التى رأوها ومن هؤلاء الرهبان الذى شاهدوا هذه المعجزة وذكروها لنيافة الأنبا غريغوريوس (ذكرها فى كتابه) هم : " المتنيح القمص أرسانيوس المحرقى والقمص بطرس واصف المحرقى وأنهما كانا فى الهيكل مع الأسقف عندما فج النور الباهر فى هيكل كنيسة السيدة العذراء الأثرية )
                                  ونذكر ان هذا الحدث لم يحدث فى أى كنيسة أخرى فى العالم إلا فى كنيسة القيامة بمدينة إلهما أورشليم
                                  لهذا إستحقت كنيسة العذراء الأثرية أن يطلق عليها إسم أورشليم الثانية وجبل الزيتون 2 كما يروى التقليد القبطى
                                  الصورة الجانبية :صحن كنيسة العذراء الأثرية بالدير المحرق ويظهرأربعة من ألأعمدة الضخمة كما يظهر الحجاب الأوسط والطاقتان والحجابان الأيمن والأيسر ، وعلى جدار الحائط القبلى تظهر الصورة الأثرية المشهورة للسيدة العذراء تحمل السيد المسيح


                                  ***************************
                                  المـــــــــــــــــــراجع
                                  (1) الخوارس جمع خورسوهى كلمة يونانية وباللغة القبطية خورس wroc,أيضاً وتعنى قسم أو جزء ، ويطلق على أقسام الكنيسة من الداخل وكان كل قسم تقف مجموعة من الناس حيث كان فى أيام المسيحية الولى يوجد موعوظين أى قبلوا ألإيمان ولم يتعمدوا ومؤمنين وآخرين سامعين فقط
                                  (2) مرية أو ماريا maria
                                  (3) الأيقونة هى الصورة المكرزة Eikwn
                                  (4) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (5) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001




                                  أيقونات العذراء الأثرية فى كنيسة العذراء الأثرية بالدير المحرق
                                  أيقونة السيدة العذراء الأثرية بالدير المحرق
                                  أيقونة السيدة العذراء تحمل على يسراها الأثرية بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بالدير المحرق معلقة على حائط الجهة القبلية لصحن الكنيسة (فى الجانب اليمن من الهيكل) وفى الخورس الأول مثبته على الحائط صورة للعذراء مريم وهى تحمل الطفل يسوع ويقال أنها إحدى النسخ الثلاث الأصلية التى رسمها لوقا الإنجيلى ، ولكن من المرجح أن هذه الصورة يرجع تاريخها إلى سنة 650 سنة تقريباً وربما تكون منسوخة من الصورة ألأصلية التى رسمها لوقا الإنجيلى فيما بعد ، وليس على الصورة ما يدل على تاريخها ، ولكن بأسفلها كتابة بالخط العربى هى " وقف مؤبد ، وحبس مخلد ، على كنيسة الست السيدة بالدير المحرق المعروف بجبل قزقام ( قسقام) عوض يارب من له تعب فى ملكوت السموات ، إذكر يارب عبدتك مرية (2) ينيح (ينيح الرب) نفسها فى فردوس النعيم ويجعل لها حظ (حظاً) ونصيب (نصيباً) مع قديسيه بشفاعت (بشفاعة) العذرى (العذراء) وطلبات آباينا (آبائنا) القديسين فى كل حين آمين ، والمصور هذه الأيقونة (3) المقدسة الحاج أنسطاسى الرومى القدسى طالب غفران خطاياه بشفاعت العذرى ، أذكر يارب عبدك القمص جرجس الجرجاوى خادم العذرى "




                                  كنيسة مار جرجس بالدير المحرق


                                  الصورة العليا : كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بالدير المحرق بالخارج
                                  الصورة السفلى : حامل الأيقونات المصنوع من الرخام فى داخل كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بالدير المحرق
                                  يذكر القمص عبد المسيح صليب المسعودى البرموسى (1) : " إن من بين كنائس الدير المحرق كنيسة العذراء الجديدة وهى عند القديمة من الجنوب ، غير أن هذه الكنيسة غير موجودة الآن ، أما الكنيسة الحالية الموجودة فى جنوب كنيسة العذراء القديمة فهى كنيسة مار جرجس وهذه بدورها بنيت على أنقاض كنيسة أخرى أقدم عهداً وبإسم القديس مارجرجس أيضاَ أقيمت فى عهد القمص عبد الملاك الأسيوطى رئيس الدير فى ذلك الوقت والذى تولى الرياسة فى منتصف عام 1772 م حتى 1808 م
                                  من النص السابق يتضح انه كانت هناك كنيسة للسيدة العذراء وأطلق عليها الجديدة أى غير كنيسة العذراء الأثرية كما ذكر أنه شيدت كنيسة بأسم مارجرجس فى عهد القمص عبد الملاك الأسيوطى على أنقاض كنيسة أخرى ولكن ذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس (2) ذكر أنه بعد سبعين سنة شيدت كنيسة بأسم مار جرجس فقال : " وكنيسة مار جرجس الحالية بنيت فى عهد القمص ميخائيل الأبوتيجى الذى تولى الرياسة منذ سنة 1870 حتى 1884 وهذا مذكور فى لوحة موضوعه بجانب باب الكنيسة البحرى على النحو التالى "
                                  إفتحوا أيها الملوك ابوابكم ، إرتفعى أيتها الأبواب الدهرية ـ ليدخل ملك المجد ، من هو ملك المجد ، الرب العزيز القوى الجبار القاهر فى الحروب هو ملك المجد "
                                  " هذا هو باب الرب ، وفيه يدخل الأبرار أذكر يارب "
                                  "عبدك القمص ميخائيل الأبوتيجى ريس دير المحرق"
                                  > المهتم بتجديد هذا الموضع المقدس للشهداء "
                                  والسؤال الان هل تم تجديد كنيسة مار جرجس أو اعيد بنائها ، وكلمة تجديد تعنى ترميم ولكن الظاهر أنه شيدت من جديد
                                  وصف كنيسة مار جرجس بدير المحرق
                                  تعتبر من أكبر كنائس دير المحرق - ولها ثلاث أبواب ، أحداها فى الغرب ، والثانى فى الشمال ، والثالث فى الجنوب ، وصحن الكنيسة خالى من الخوارس (التقسيمات التى فى الكنائس القديمة) ولها طابق علوى يطل على أرضية الكنيسة وتحده حواجز خشبية .
                                  الهيكل به ثلاث مذابح رخامية قائمة على 4 أعمدة رخامية تتدلى من قمتها نجفة وللهيكل 3 قباب وبه 3 مداخل فى الشرق فى دخلة الوسطى قنديل من الزيت مندل ، وهو يمثل نجم المسيح الذى رآه مجوس المشرق ، ولا توجد فتحات للإضائة فى قباب الهيكل كالتى توجد فى الكنائس الضاربة فى القدم ، ويوجد باب فى الهيكل الجنوبى أو القبلى يفتح فى غرفة المعمودية ، وبها جرد المعمودية .
                                  الحجاب (حامل الأيقونات)
                                  الصورة الجانبية :الأب إيغومينونس الدير القمص قزمان ومعه محافظ أسيوط ورئيس مجلس مدينة القوصية وضيوف آخرون ، وهم فى كنيسة القديس مار جرجس يشاهدون الصور الجميلة المعلقة على الحجاب (حامل الأيقونات)
                                  حجاب (حامل الأيقونات) كنيسة مار جرجس بدير المحرق مصنوع من الرخام الأبيض علقت عليه صور حديثة للسيد المسيح وللسيدة العذراء تحمل المسيح الطفل على ذراعها الأيسر ، وعلى الجانب الأيمن من الهيكل صورة ألنبا باخوميوس أب الشركة ، ثم باب الهيكل الجنوبى ، ثم صورة القديس مار جرجس ، ثم صورة القديس يوحنا ذهبى الفم ، فصورة رئيس الملائكة ميخائيل ، فباب الهيكل الأوسط ، فصورة العذراء تحنل المسيح ، ثم صورة الملاك غبريال ، فصورة القديس باسيليوس الكبير ، فباب الهيكل البحرى ، فصورة عماد السيد المسيح ، وعلى جدار الحائط الجنوبى من صحن الكنيسة بجوار الحجاب صورة للعذراء حاملة المسيح ، وعلى الحائط البحرى بالقرب من الحجاب صورة مار مرقس الرسول .
                                  الصورة الجانبية : أيقونة أثرية بالدير المحرق للشهيد العظيم مار جرجس من أجمل ما صور به هذا الشهيد
                                  وفى أعلى الحجاب (حامل الأيقونات) صف من صور الرسل على القسم الأوسط من الحجاب الذى يفتح فيه باب الهيكل الأوسط ، ويعلو هذا الصف من صور الرسل صليب من الخشب كبير فى الوسط ، وإلى جانبه أليمن صورة القديس يوحنا الحبيب وإلى جانبه الأيسر صورة السيدة العذراء ، وبذلك تكون صورة العذراء عن يمين الخارج من الهيكل كما هو التقليد .
                                  واما القسمان اليمين واليسار بالنسبة للهيكل فيعلوا كلا منهما صف من رسوم الملائكة الصغار على يمين ويسار صور الرسل وعلى نفس مستواها الأفقى .
                                  حادثة الفرمان
                                  ويذكر الرهبان قصة طريفة عن هذا الحجاب (حامل الأيقونات) فيقولون أن بعض أمراء الأتراك جائوا إلى الدير فأكرمهم الدير إكراماً فائق الوصف ، وكتعبير عن إمتنانهم وعدوا الرهبان بإستصدار فرمان من السلطان بموجبه يصير للدير ملكية 285 فداناً من الأرض وذهب الحكام ، وخشى الرهبان أن ينسى أمر الفرمان ، فتحركت الحماسة والغيرة فى قلب احدهم وأسمه الراهب القس صليب بيوحا الهورى ، فذهب إلى إسطنبول عاصمة الإمبراطورية العثمانية (الأتراك) راكباً بعض الطريق وراجلاً فى جزء منه للحصول على الفرمان ، وقد نجح فى الحصول على الفرمان ، وفى طريق عودته مر ببلاد الشام وكان يجمع التبرعات لبناء الكنيسة فقابله هناك رجل فلما سأله الراهب أن يتبرع له بشئ للكنيسة فاشاح بيده فى وجهه فيبست ذراعه ، فصرخ من الألم وإستغاث بالراهب أن يصلى من اجله ، ففعل ، فعادت ذراع الرجل سليمة كما كانت ، فذهل وتبرع بثمن حجاب هيكل كنيسة مار جرجس وقد سجل الراهب أسمه على الجانب الأيسر من باب الهيكل فوق صورة القديس باسيليوس الكبير فى عبارة كالتالى : " أنشأ (أنشئ) هذا المحل فى رياسة القمص ميخائيل الأبو تيجى إذكر يارب المهتم بهذا الحجاب القسيس صليب الهورى الراهب"
                                  ايقونة العذراء
                                  وعلى الجدار الجنوبى أو القبلى للكنيسة ايقونة السيدة العذراء تحمل السيد المسيح على ذراعها الأيسر منقولة إليها من كنيسة القديس تكلا هيمانوت الأثيوبى (الحبشى) التى كانت مبنية فوق كنيسة العذراء الأثرية وتوجد كتابه باللغة العربية من هذا نصها :
                                  فوق على اليمين " برسم مقصورة ستنا (سيدتنا) العذرى (العذراء) للدير المحرق
                                  وفى الوسط : السلام لمقصورة ستنا مريم العذرى ذات الشرف الصحيح الذى اقامت فيها بالجسد مع إبنها الحبيب سيدنا يسوع المسيح
                                  وعلى الشمال ( اليسار) : ( د هـ د سنة ) (2) للشهداء الأطهار ، السعداء الأبرار "
                                  كما كتب من تحت الصورة باللغة العربية أيضاً :
                                  " أذكر يارب عبدك المعلم مسيحة المهتم بعمل القونة ( الأيقونة) الست السيدة العذرى ( العذراء) وعوضه فى ملكوت السموات وأحفظ له ولده ، رسم الحقير أسطاطى الرومى القدسى 1258
                                  المقصورة العليا
                                  وفى الجهة القبلية للكنيسة وبالقرب من الهيكل وبيت المعموديه تقع المقصورة العليا فى الطابق الثانى ، توجد إلى جانب السلم وعلى يمين الصاعد مقصورة جميلة من الخشب فى حائطها الشرقى صورة للسيدة العذراء تحمل السيد المسيح على ذراعا الأيسر ، والغريب ان عيون السيدة العذراء تتجه إلى الناظر إليها الذى يشاهدها فى أى زاوية كان يقف ، وبالرغم من أن السيد المسيح له حجم طفل ولكن الفنان نجح فى أن يجعله اكبر من سنه ، ومما يلفت للنظر أنه يحمل الكتاب المقدس كما أنه ليس على رأسه تاج ولا العذراء أيضاً وقد كتب تحت الصورة باللغة العربية النص التالى :
                                  صناعة نقولا تاودورى الأورشليمى والمهتم بهذه القونة (الأيقونة) الحاجة صبيحة من ناحية طنطا إلى كنيسة دير المحرق عوض يارب فى ملكوت السموات سنة 1881م .
                                  والصورة موضوعه فى هيكل خشبى مزخرف بزخرفة جميلة وبديعة يتألف من ثلاث حجرات توجد الصورة فى عمق الدخلة الثالثة منها ، ولكل دخلة عمودان خشبيان أحدهما على يمينها والآخر على يسارها ، فالأعمدة ستة ، كما أن لكل دخلة عتبة أو قاعدة بارزة أعلى من مستوى أرضية المقصورة .
                                  وتوجد فى الشرفة القبلية المطلة على الكنيسة صورتان :
                                  أحدهما رسم على جلد الغزال وعليها قيامة السيد المسيح ويظهر وهو قائم وممسكاً براية الصليب فى يده اليمنى وتحوطه هاة من السحب ، ومن تحته يظهر القبر والحراس وملاك وإمراتان لعلهما العذراء مريم ومريم المجدلية .
                                  والصورة الثانية رسم على الخشب للقيامة المجيدة يظهر فيها رب المجد قائماً تحوطه هالة كبيرة من السحب وتحته تظهر الملائكة تهلل ، وفى أسفل الصورة القبر المقدس وفيه المسيح مدفوناً وحوله الحراس وعلى كل من يمين القبر وشماله ملاك ، كما تظهر على الشمال سيدات ثلاث لعلهن مريم العذراء واختها مريم زوجة كلوبا ، مريم المجدلية او سالومى ، كما يظهر فى الصورة على اليمين وعلى الشمال رسم لمدينة أورشليم .
                                  مدفن رؤساء دير المحرق
                                  ويوجد مدفن لبعض رؤساء الدير يقع بالقرب من باب الكنيسة القبلى ، ويمتد المدفن تحت الأرض من الغرب للشرق ، ومدخلة عبارة عن بلاطة كبيرة مربعة بالقرب من الباب الجنوبى وخارجه ، وتزال عند الحاجة ، وقد ثبت على الحائط الجنوبى للكنيسة من الخارج لوحة رخامية كتب عليها السماء التالية :
                                  ** الأنبا باخوميوس أسقف دير المحرق تنيح فى 28 أغسطس سنة 1928 م
                                  ** القمص صليب وهبة رئيس دير المحرق تنيح فى 5 أبريل 1904م
                                  ومن المدفونين ولم تسجل أسماؤهم فى اللوحة السابقة
                                  ** القمص ميخائيل البحيرى وتنيح فى 23 فبراير 1923م (16 أمشير 1939م)
                                  ** الأنبا باخوميوس الثانى أسقف الدير المحرق ورقد فى 25 سبتمبر 1964م
                                  *****************************
                                  المــــــــــــــــــراجع
                                  (1) القمص عبد المسيح صليب المسعودى كتاب تحفة السائلين فى ذكر أديرة رهبان المصريين ص 104
                                  (2) أى 1261 للشهداء وتوافق 1545م
                                  (3) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (4) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001





                                  كنيسة القديس تكلا هيمانوت الأثيوبى(الحبشى)

                                  كنيسة القديس تكلا هيمانوت الأثيوبى(الحبشى)
                                  القديس تكلا هيمانوت الأثيوبى (الحبشى) (1) هو قديس تعترف به الكنيسة القبطية وله العديد من الكنائس فى مصر والخارج ، وكانت توجد كنيسة بإسمه (تكلا هيمانوت الأثيوبى) فى الدير المحرق ومكانها فوق كنيسة العذراء الأثرية وكانت كنيسة صغيرة (2) ( من الجهة البحرية لكنيسة العذراء وكانت تقع فوق الجزء المسقوف بالخشب) وكان يصلى فيها الرهبان الأثيوبيين عندما يريدون الصلاة بلغتهم الأثيوبية (3) ، ولذلك أطلق عليها رهبان الدير المصريين أسم كنيسة ألأثيوبيين ( كنيسة الحبش أو الأحباش) .

                                  وفى سنة 1936م فى عهد رياسة القمص دانيال داود أمر بهدمها عندما خشى على كنيسة العذراء الأثرية أن تتأثر مبانيها لقدم عهدها بوجود ثقل مبنى عليها بوجود كنيسة أخرى فوقها وقد يكون هناك سبب آخر هو وجود القرضة (النمل البيض) الذى يأكل أخشاب المنطقة ، وقد نقل حجاب (حامل الأيقونات) من كنيسة الأثيوبيين إلى كنيسة العذراء الأثرية عندما تآكل حجابها بالأرضة (النمل الأبيض) وهو الموجود حالياً الجانب الأيسر أو البحرى من حجاب كنيسة السيدة العذراء الأثرية ، والحجاب الصغير المنقول باب من الخشب غير مستعمل الآن أى لا يفتح ، كتب عليه :
                                  من فوق إلى اليمين باللغة العربية بالعاج المطعم :
                                  " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة "
                                  وكتب عليه فى الوسط .. فى مستوى الكتابة الأولى وبالتطعيم بالصدف وباللغتين القبطية والعربية :
                                  " السلام لهيكل الله ألاب
                                  ,ere Pier'ei nte 't 'iwt
                                  ومن تحته :
                                  " برسم هيكل الرسولين الأبيين (أى الأبويين) بطرس وبولس
                                  وكتب على اليسار وبالتطعيم بالعاج ما يدل على التاريخ (4) حروف (د ص )
                                  **********************************

                                  المــــــــــــــــــراجع
                                  (1) لا يوجد شئ اسمه الحبشة ولكن يوجد دولة أثيوبيا وقد اطلق العرب المسلمين عليها أسم الحبشة ونحن أقباط أصل الحضارة يجب أن نسمى الأسماء بمسمياتها الأصلية والكنيسة القبطية تعترف بـالقديس تكلا هيمانوت الأثيوبى (الحبشى) وتحتفل بميلاده فى 24 كيهك وبنيتحته فى 24 مسرى
                                  (2) كتاب تحفة السائلين فى ذكر أديرة الرهبان المصريين - تأليف القمص عبد المسيح صليب المسعودى البرموسى - القاهرة 1932 ص 104
                                  (3) بلوغ المرام فى تاريخ حياة خليفة الأنبا آبرآم - القمص عبد المسيح واصف ( الأنبا لوكاس مطران منفلوط سابقاً ) القاهرة 1925 ص 25
                                  (4)الأعداد القبطية عبارة عن حروفها للهجاء وتشير رموز الأعداد القبطية تشير إلى عام 961 ش (حوالى 1245 ميلادية)
                                  (5) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (6) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001
                                  تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                                  Comment


                                  • #57
                                    رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                                    إكتشاف الآثار الباقية من كنيسة يوحنا المعمدان بدير المحرق



                                    إكتشاف آثار كنيسة يوحنا المعمدان بدير المحرق

                                    كانت توجد تل ردم وطوب كبير فى الجهة البحرية من كنيسة العذراء الأثرية فى فناء الدير ، وعند رفع هذا الردم وتنظيف المكان عثر على كنيسة قديمة بإسم القديس يوحنا المعمدان ، وعثر فيها على أدوات المذبح وعلى أدوات أثرية مكتوب عليها ما يفيد أنه وقف على الدير المحرق ، وهذه الكنيسة أزيلت آثارها وفى مكانها أرض مزروعة بها شجرة مانجو أمام صف من قلايات (1) (أماكن سكنى الرهبان أو غرف الرهبان) يطلق عليها ألان " البيت البحرى"
                                    وقد إستدل على أسم الكنيسة من مخطوط ما زال يستخدم حتى يومنا هذا فى دورة عيد الصليب مكتوب به : " ترتيب دير سيدتنا العذراء المعروف بالدير المحرق بجبل قسقام (2) ينص على أن يتوجه الكهنة والرهبان بموكبهم فى دورة عيدى الصليب والشعانين فى المحطة الثامنة إلى بيعة (كنيسة) القديس يوحنا المعمدان ، وهم يرتلون الألاحان كعادتهم (3) ثم يتلون أوشية الإنجيل ويقرأون مزمور 91[92] : 12ن 13 ثم إنجيل مرقس 1: 1- 11 **********************************

                                    المــــــــــــــــــراجع
                                    (1) جمع قلاية وهى تحريف للكلمة القبطية اليونانية kedda ويقابلها فى اللاتينية cella ومنها الكلمة الإنجيلزية cell والفرنسية cellule وكلها بمعنى غرفة وهى مسكن الراهب ، والقلاية تتألف من قسمين الأول محبسة داخلية والثانى ردهة خارجية
                                    (2) مخطوط رقم 513/ 19 طقس - من مخطوطاتير المحرق وهو محفوظ حاليا بخزانة الكتب بكنيسة العذراء الأثرية المخطوط ورقة 19
                                    (3) مخطوط رقم 513/ 19 طقس - من مخطوطاتير المحرق وهو محفوظ حاليا بخزانة الكتب بكنيسة العذراء الأثرية المخطوط ورقة 42
                                    (4) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م
                                    (5) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001




                                    كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بدير المحرق
                                    كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بدير المحرق

                                    وفى الحصن فى الشمال الشرقى من كنيسة العذراء الأثرية فى الطابق الأخير الأعلى من الحصن القديم أو " القصر القديم" وكانت مخصصة لصلاة الرهبان الذين يلجأون إلى الحصن عندما يحتمون فبه أثناء هجوم العرب المسلمين على الدير لنهبه وقتل لارهبان أو أخذهم اسرى ليبيعوهم عبيد وقد تطول هذه الفترة أو تقصر تبعاً لفترة الهجوم ، أما ألان فتقتصر الصلاة فى هذه الكنيسة فى بعض المناسبات الخاصة مثل عيدا شفيع الكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل الأول فى 12 من شهر هاتور القبطى من كل سنة (22 فبراير) ويقع الثانى فى شهر بؤونة القبطى (يوافق تقريباً 22 نوفمبر)
                                    إذاعة القداس يومياً
                                    وفى الأسبوع الذى ينتهى بيوم 21 من بؤونة حيث عيد السيدة العذراء حالة الحديد ، فيقيم الدير قداساً يومياً فى هذه الكنيسة ، ويذاع منها لمدة اسبوع لمنفعة عشرات الألوف من الزوار الذين يقيمون خارج اسوار الدير بواسطة مكبرات للصوت ( الميكرفون) الذى احضرة خصيصاً للدير جناب الإيغومينوس قزمان بشاى رئيس الدير ، وتستمر الإذاعة يومياً فى هذا الأسبوع من الصباح إلى ما بع منتصف الليل فبعد القداسات تذاع الألحان الكنسية والمدائح والعظات الروحية والدروس الدينية وقراءات من الكتاب المقدس وقصص مختارة من تاريخ الكنيسة ، وتتخللها قطع موسيقية وتراتيل بإستعمال الألات الموسيقية المختلفة مثل العود والكمان والناى فضلاً عن الألات الموسيقية كالدف والمثلث (التريانتو)
                                    وعندما إحتاجت كنيسة الملاك ميخائيل للترميم لقدمها قام بذلك البابا غبريال البطريرك الـ 95 من عداد باباوات الكرسى المرقسى (1525 - 1568م) (1) الذى نشأ فى ناحية منشأة دير المحرق ولكنه ترهب بدير السريان
                                    *****************************
                                    المــــــــــــــــــراجع
                                    (1) راجع كتاب تاريخ وجداول بطاركة الإسكندرية للأستاذ كامل صالح نخلة - القاهرة 1943 ص 94 و 95
                                    (2) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (3) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001


                                    وصف كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بدير المحرق
                                    وصف كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بدير المحرق
                                    كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بدير المحرق كنيسة صغيرة جداً توجد بالطابق الأعلى من الحصن " القصر القديم" وسقفها هو سطح الحصن ومدخل الكنيسة من الجهة القبلية ، وعليه باب خشبى بغلق خشبى بشكل صليب ، وهيكلها به مذبح واحد مربع مبنى من الطوب والمونة ، والهيكل مرتفع عن صحن الكنيسة بدرجة واحدة ، وسقفه ذو قبة غير كاملة أى غير عميقة وغير مرتفعة ، ويعلو السقف عن الأرض بنحو ثلاثة أمتار ونصف المتر وليست للمذبح قبة أخرى من فوقه ، وبالهيكل 9 دخلات فى الحائط بمثابة شبابيك كبيرة مغلقة غير كاملة ، ولكل منها أرضية مرتفعة عن أرضية الهيكل ، خمس دخلات منها فى الشرق ، والوسطى منها تمثل شرقية الهيكل وأمامها قنديل زيت يمثل نجم المسيح الذى رآه المجوس ، ودخلتان فى الجهة القبلية من الهيكل ، ودخلتان أخريان فى الناحية البحرية ، وهناك فتحات صغيرة للإضاءة إثنان منها فى الثلث الأسفل من الجدار البحرى ، وواحدة فى الثلث الأسفل من الجدار القبلى .

                                    وأما الحجاب فمصنوع من الخشب المطعم بالصلبان ، وليس به عاج ويبدوا أنه قديم جداً وليست عليه صور ولا يعلوه صليب خشبى ، وله ثلاثة أبواب ، الأوسط منها ذو دلفتين وعلى يمينه ويساره طاقة صغيرة للتناول ، لها باب خشبى صغير وأما البابان الأخريين للهيكل فمن دلفة واحدة ولها غلق خشبى .
                                    صحن الكنيسة
                                    ينقسم صحن الكنيسة إلى خورسين (قسمين) صغيرين يفصل بينهما حاجز خشبى مفتوح من جهتين ، وبالخوروس الأمامى منجلية (أى حامل للقراءة وخزانة كتب) قديمة جداً من خشب ، قدر تاريخها بحوالى 850 سنة مضت ، وبالجدار الأيمن 3 دخلات وبالجدار الأيسر 3 دخلات أخرى وضعت فيها صور خشبية قديمة من ذوات الأطر الخشبية مستندة كل منها إلى قاعدة الدخلة ، والحاجز الخشبى الذى يفصل بين الخورسين يحده من كل من الجهة القبلية والبحرية عامود حجرى قديم متآكل ربما من الجرانيت ويلاحظ أن كلاً من العمودين مقلوب تاجه إلى أسفل وقاعدته لأعلى ، وربما وضع العمودان فى هذا الوضع المقلوب جهلاً فى زمن متأخر عندما أريد ترميم الكنيسة ، ويرتفع العمودان إلى سقف الكنيسة الخشبى ، وليس بصحن الكنيسة قباب فى سقفه ، وترى الأعمدة الخشبية ممدودة فى السقف ، وبالخوروس الثانى والأخير ثلاث دخلات بالحائط الغربى إستندت فيها صور خشبية قديمة ، وهناك شباك آخر كبير ذو دلفتين للتهوية فى أعلى الحائط الغربى ، وشباك آخر صغير بالقرب من الثلث الأسفل للحائط البحرى ، وشباك ثالث كبير ذو دلفتين فى الحائط البحرى .
                                    الصور ( الأيقونات ) :
                                    وصور الكنيسة مرسومة على الخشب ولها اطر ويبدوا فيها الفن متأخراً ، ففى الخورس الول صورة ملونة لرئيس الملائكة ميخائيل وهو ممسك بسيفه وتحت رجليه الشيطان مسحوقاً ، وقد وضعت هذه الصورة فوق الباب الرئيسى للهيكل فى الوسط ، وفى دخلات الجدار البحرى للخورس (القسم) الأول توجد 3 صور إحداها للسيدة العذراء وهى تحمل المسيح على ذراعيها وملاكان يضعان التاج على رأسها .
                                    والصورة الثانية للسيدة العذراء أيضاً تحمل المسيح على يمينها بعكس الوضع التقليدى المعروف .
                                    والصورة الثالثة : للقديس مار جرجس يمتطى حصانة الأبيض ورمحه فى فم التننين المرتمى ضعيفاً تحت أرجل الحصان .
                                    وفى الخورس الثانى توجد ثلاث صور موضوعة بدخلات الحائط الغربى أحدهما تمثل السيد المسيح جالساً على العرش .. والثانية للأنبا بولا ..
                                    والثالثة تمثل العائلة المقدسة وهى فى مصر تستظل بظل شجرة تبدو فيها السيدة العذراء ممسكة بيد السيد المسيح الواقف على الأرض وهو فى طفولته ، ومن الجهة اليمين يقف يوسف النجار يمسك برأس الحمار بإحدى يديه وبيده الأخرى عصاه ، وفى أعلى الصورة ملاك ناظر إلى أسفل حيث المسيح الطفل ، وفى مقابله من جهة اليمين يظهر طائر هو أقرب إلى الببغاء منه إلى الحمامة .



                                    (3) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (4) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001





                                    كنيسة السيدة العذراء الحديثة بدير المحرق
                                    كنيسة السيدة العذراء الحديثة
                                    بدئ فى بناء كنيسة السيدة العذراء الحديثة فى عام 1940 م الموافق 1656 ش فى عهد المتنيح الأنبا اغابيوس مطران ديروط وصنبو وقسقام الذى عين رئيساً للدير فى ديسمبر 1939م وقد أكمل بنائها فى عام 1964م الموافق 1680 فى عهد الإيغومينس قزمان بيشاى رئيس الدير الذى كان رئيساً للدير فى ذلك الوقت وقد كلف إلى فنان اليقونات الموهوب الأستاذ يعقوب فانوس برسم جميع الصور الدينية التى تزين الهيكل والحجاب (حامل الأيقونات) وجدران الكنتيسة من الداخل والخارج .
                                    وقد بنيت كنيسة العذراء الحديثة بغرض خدمة جمهور الزوار من الشعب القبطى وفى نفس الوقت عدم إقلاق راحة الرهبان فى حياة الهدوء والعزلة والإعتكاف التى إختاروها بعيداً عن العالم فكثير من الشعب القبطى رجال ونساء يأتين للتبرك من هذا المكان المقدس لذلك دعت الحاجة إلى بناء كنيسة جديدة خارج اسوار الدير الداخلية تخص الزوار يقيمون فيها الإحتفالات بمعمودية اولادهم وسائر الإحتفالات الدينية الأخرى .
                                    وقد أننشئت كنيسة السيدة العذراء الحديثة بجانب المدخل الكبير العمومى للدير وعلى يسار الداخل ، وقد تركت امامها مساحة متسعة نظيفة مبلطة أرضيتها بلاط أبيض كبير ، وللساحة من الخارج باب حديدى ضخم وقد زرعت شجرتان فى النصف تقريباً لكى تظللا على الناس فى أيام الحر الشديد لا سيما فى عيد العذراء حالة الحديد الذى يحتفل به فى الدير فى الأسبوع الذى ينتهى بيوم 21 بؤونة ويوافق عادة 28 من يونية حيث يطلق على الشهر القبطى بؤونة أسم بؤونة الحجر حيث تكون الشمس قوية فتسخن الأحجار من شدة حرارة الشمس عندما تسقط عليها اشعتها .
                                    وقد أعد القمص قزمان رئيس الدير دورات مياة عديدة نظيفة ومتسعة كافية للأعداد الكبيرة التى تزور الدير وهى فى الجهة الجنوبية الغربية من الكنيسة وهى من طابقين خصص الطابق العلوى للسيدات والأسفل للرجال
                                    وتعتبر مساحة كنيسة السيدة العذراء الحديثة بدير المحرق أكبر من اى كنيسة فى الدير وتتميز بالفن القبطى وجمال الحوائط والحجاب ، وأقيمت لها منارة عالية ترى من مسافات بعيدة ، وعلى المنارة صليب عال كبير يضاء بأنوار كهرباء من أربعة إتجاهات بحيث يرى من جميع الجوانب الفقية كما يرى أيضاًَ من فوق من أى طائرة تطير فى سماء المنطقة .
                                    وللكنيسة ثلاثة مذابح رخامية : المذبح الرئيس أو ألأوسط على أسم العذراء شفيعة الكنيسة ، والأيمن على أسم القديس مار جرجس ، والأيسر على أسم القديس تكلا هيمانوت الأثيوبى .
                                    ويتصل الهيكل القبلى بغرفة المعمودية ، وبها جرنان أحدهما كبير لتعميد الكبار والآخر صغير لتعميد الصغار ، ويحيط بالكنيسة من اليمين والشمال والغرب رواق نظيف مبلط ، ولصحن الكنيسة طابق أعلى يطل على الطابق الأسفل ، ويصلح للسيدات لو إزدحمت الكنيسة بالمصلين .
                                    ***************************
                                    المــــــــــــــــــراجع

                                    (1) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (2) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001
                                    تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                                    Comment


                                    • #58
                                      رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                                      الحصن وقصر الضيافة بدير المحرق

                                      الحصن بدير المحرق


                                      ويعرف قديماً باسم "الجوسق" أو "البرج" أو "القستلية" Castle بنى فى داخل أديرة مصر مبنى يسمى الحصن حيث كان القبائل الرحل التى تعيش فى الصحراء تغير على أديرة الرهبان وتنهبها وتقتل الرهبان وتأسرهم ويبيعونهم كالعبيد وعندما إعتنقت هذه القبائل الإسلام وأطلق عليها قبائل عرب وهم ليسو فى الحقيقة من العرب ولكنهم قبائل شمال أفريقيا وما زال بعضهم يتحدث اللغة الأمازيغية ولغات أخرى وعندما إعتنقوا الإسلام إزدادوا وحشية لأن الإسلام يعتبر الهبان أئمة الكفر ، لهذا إستمر بناء وتقوية الحصون الداخلية حتى يهرب الرهبان إليها عندما يغيرون العرب المسلمين عليها وتشاهد فى الصورة الجانبية حصن دير المحرق .
                                      ويرجع بناء الحصون فى الأديرة المصرية إلى الإمبراطور البيزنطى فى القسطنطينية زينون (474 - 491) فقد حدث أن إبنته إشتاقت أن تترهب فخلعت ملابس القصور وتزيت بزى الرجال وأسمت نفسها إيلارى وركبت مركباً وذهبت إلى أحد أديرة وادى النطرون بمصر وظن الرهبان أنها خصى لعدم وجود شعر ذقن ونمت فى الفضيلة والقداسة والكل يعرفها بإسم الراهب إيلارى وحدث أن أختها مسها شيطان فأشار على الإمبراطور أن يرسلها إلى مصر فى وادى القديسين ببريه شهيت أو وادى النطرون وهناك حاول شيوخ لارهبان غخراج الشيطان ولكنهم فشلوا فأرسلوها إلى القديس الشاب إيلارى الذى عندما عرف أنها أخته حضنتها وقبلتها وصلت فأخرج الرب الشيطان من أختها ورجعت إلى أبيها فأمر بإستدعاء الراهب إيلارى عندما عرف أنه حضن إبنته وقبلها فى وجنتيها وعندما ذهب غيلارى طلب منه وعد الملوك قبل أن يقول للإمبراطور عن الحقيقة فوعده فقال له الرجوع إلى الدير قبل أن اقول لك الحقيقة فوعده فأعلن له إيلارى أنه أبنته وكان الإمبراطور لم يعرفها من كثرة النسك فبكى هو وزوجته ورجعت إيلارى أو إيلاريى إلى الدير وأمر الإمبراطور ببناء الحصون فى داخل اديرة مصر عندما عرف بهجوم قبائل الصحراء الرحل على الأديرة بين الحين والآخر فيذبحون الرهبان وينهبون الديرة ويأسرون بعض الرهبان حيث يبيعوهم كالعبيد .
                                      ويقول أبو المكارم (1) : إن هذا الحصن أو الجوسق كان قد توهن (أى ضعف وأصبح آيل للسقوط) فإهتم بترميمة وتجديد معالمة على ما كان عليه أولاً .. الشيخ أبو ذكرى إبن أبو نصر عامل الأشمونيين .. فى عهد الخلافة الحافظية ( 1074؟ - 1149م) "
                                      الوصف
                                      بنى الحصن بالشكل المربع على شكل برج ويرتفع 16 متراً فوق سطح الأرض ، ومساحته مربع طول ضلعه 9 أمتار
                                      ويمكن الدخول إليه بمعبر (قنطرة ) خشبية متحركة مثبت طرفه فى البرج على إرتفاع حوالى ستة امتار ونصف متر من الأرض ، فإذا رفع هذا المعبر أو القنطرة فلا يمكن الدخول إلى البرج ، أما الطرف الثانى المتحرك للمعبر فيستند إلى مبنى صغير ضيق فى الجهة الشرقية من كنيسة العذراء الثرية ولكنه مستقل بذاته ومنفصل عنها يؤدى إلى درج من 22 درجة مرتفعة وعند الدرجة الأخيرة يتكز الطرف المتحرك من المعبر .
                                      المعبر (أو القنطرة )
                                      والمعبر الخشبى أو القنطرة الخشبية طوله 5 أمتار وعرضه نحو متر وربع المتر ، وبطرفه عروة حديدية تقابلها وتطابقها قطعة أخرى مثبتة فى البرج على إرتفاع 5 أمتار من فتحة البرج التى يغلقها المعبر تماماً عندما يرفع بواسطة حبل أو سلسلة تمر من داخل حائط البرج وتلتف بتحريك دولاب كدولاب رفع الأثقال أو بكرة البئر (2) وبذلك ينفصل البرج تماماً عن الدير ، وينعزل الرهبان الذين فيه عن أى جزء آخر من المبانى ويستحيل دخول الغزاة إلى الحصن .
                                      فتحة البرج
                                      وفتحة البرج التى ينفذ منها للداخل إلى جسم البرج صغيرة إرتفاعها نحو متر ونصف وعرضها نحو متر ونصف تفتح فى دهليز يبلغ طوله 5 أمتار وعرضه متر وربع تقريباً ، سقفه من الصخر غير المهذب يعلوا عن ألأرض نجو 3 أمتار ، واما المبنى كله فمن الطوب الأحمر القديم الذى صار داكنا من قدم عهده أو ربما لأنه حرق حرقاً شديداً أثناء صناعته حتى يكون صلباً ، وفى عمق الدهليز ترى بكرة ملفوف حولها حبل المتصل بالمعبر .
                                      وينفتح الدهليز على ثلاث غرف صغيرة لإقامة الرهبان بها : الأولى إلى يسار الداخل ذات قبو متين قوى ، ولها ثلاث فتحات للهواء والضوء ، ورابعة فى إتجاه مائل لأعلى - والغرفة الثانية إلى اليسار بحجم الأولى ، وذات قبو أيضاً وبها 4 فتحات للتهوية وألإضاءة ، وبالجدار القبلى مخبأ صغير يمثل غرفة صغيرة - وأما الغرفة الثالثة فتفح فى الجدار القبلى للدهليز ، وى ذات قبو أيضاً وبها دخلات ، وطاقتان علويتان يطلان على فناء الدير ، وبأرضية هذه الغرفة مخبأ ينزل إليه بدرجتين ، وهو مخبأ عميق يصل إلى أرضية البرج .
                                      ولكل غرفة من هذه الغرف الثلاث باب خشبى ذو غلق بشكل صليب (قفل مثل اللأبواب الخشبية التى كان يقف بها الفراعنة ابوابهم وما زالت مستعملة حتى الآن فى أبواب الفلاحين) والقبو فى كل منها يمتاز بدقته ومتانته وقوته .
                                      وعند مدخل البرج فى داخل الدهليز فى جداره القبلى فتحة تقود غلى ممر صغير يؤدى بدوره فى الإتجاه الغربى إلى درج علوى ، وفى الإتجاه القبلى إلى درج سفلى .
                                      والسلم المؤدى إلى أسفل يتكون من 17 درجة تؤدى إلى دهليز فى اسفل الدهليز الأعلى تماماً وبنفس حجمه ، وسقفه على شكل قبو ويفتح هذا الدهليز على حجرتين من الجهة البحرية كانتا تستخدمان لخزن الترمس الذى يعيش عليه الرهبان فى فترة إقامتهم فى البرج حيث يبلونه بماء البئر ويأكلونه ، وليس بالغرفتين دخلات أو فتحات .
                                      وفى الجهة القبلية من الدهليز حجرة مماثلة وبنفس الحجم ، بها فتحة فى الأرض يرى فيها ماء يجرى فى حوض من تحت الغرفة يبلغ طوله نحو متر ونصف متر يندفق إليه الماء من بئر (3) ليشرب مننه الرهبان ، وليصبوا منه على حوائط البرج من خلال الفتحات الضيقة التى تطل من الخارج ، فعندما يشعل الغزاة النار فى البرج يصبوا المياه فتنطفئ النار ، ولهذا الحوض فتحة علوية قريبة من الدهليز يسهل أخذ الماء منها ليكون فى متناولهم ، ومن هذه الفتحة يمكن التوصيل إلى باطن الحوض عن طريق درج صغير متعرج .
                                      وإذا عدنا أدراجنا مرة أخرى إلى رأس السلم الهابط إلى هذا الدهليز مجتازين بالممر الضيق الذبق التحدث عنه ، قادنا إلى السلم الصاعد إلى الطابق الأخير الذى توجد به الكنيسة الملاك ميخائيل ، والسلم يتكون من 18 درجة تضيئها بعض الفتحات الطولية المائلة التى تجلب الضوء ومعها الهواء من خارج البرج ، وعند رأس السلم على اليمين حجرة طولها 3 أمتار وعرضها متران وسقفها خشبى مسطح ، وبجدارها الشرقى فتحتان ، وبجدارها القبلى فتحتان أخريان ، وفى أسفل الحائط البحرى فتحة مخبأ يؤدى إلى تحت مذبح الكنيسة وللغرفة باب خشبى كالمعتاد ، وبها عدد من الصور المرسومة على الخشب : إحداها لرئيس الملائكة ميخائيل ممسكاً بالسيف - والثانية تمثل هرب العائلة المقدسة إلى مصر وفيها يظهر القديس يوسف يحمل السيد المسيح على ذراعه ويمسك حبل الحمار بيده الأخرى ، وأما السيدة العذراء فهى تمتطى الحمار ، ومن وراء الحمار سالومى تسير على قدميها ، كما يرى الملاك مظللاً بجناحيه من فوق العائلة المقدسة فى خدمة الرب يسوع ، وهناك أيضاً صورة اخرى كبيرة تكاد تكون تفاسيلها ممحاة ولكن يمكن أن ترى فيها السيد المسيح مكبرة فى ركنها الأيمن من فوق ، وفى الركن الأيسر مقابلة ترى صورة العذراء .
                                      وإذا خرجنا من الحجرة إلى الغرب قليلاً رأينا كنيسة الملاك ميخائيل إلى اليمين فى طريقنا إلى الدرج الصاعد إلى سطح البرج ، وإذا صعدنا بضع درجات رأينا إلى اليسار ومن تحت درجات السلم الصاعد حجرة صغيرة تصلح ان تكون مخبأ ، وتصلح أن تكون خلوة ، وهى لا يزيد إرتفاعها عن متر ونصف ولها قبو ، ولها فتحة صغيرة للإضاءة والتهوية تطل على فناء الدير من الجهة القبلية ولهذه الحجرة دخلة إلى الشرق وأخرى إلى الجهة القبلية .
                                      فإذا اتممنا الطريق الصاعد بإرتفاع 13 درجة من درجات السلم واجهنا غرفة أخرى مفتوحة من جهة السلم ومغلقة من الجهات الثلاث الأخرى ومسقوفة بسقف خشبى بسطح منبسط طولها 4 أمتار ، وعرضها 3 أمتار وإرتفاعها يقرب من مترين ، ولها 5 فتحات : إحداها إلى الشرق ، والثانية إلى الناحية القبلية ، وثلاث فتحات إلى الناحية البحرية .
                                      وبمتابعة الصعود 8 درجات أخرى نصل إلى سطح الحصن أو البرج ، وفيه نرى بأرضيته فتحتين لمخبئين عميقين كانا يستخدمان لدفن من يموت داخل الحصن من الرهبان أثناء فترة الحصار ، ويلاحظ أن سطح الحجرة القريبة من سطح البرج يعلو على الجزء الباقى من سطح البرج بدرجتين كبيرتين ومن هناك يطل الناظر على الدير بأسره ، وعلى منارات كنيسة رزقة الدير ، والمنشاة الكبرى إلى الجهة القبلية من الدير ، ويرى إمتدادات الخضرة الجميلة إلى مسافات بعيدة فى شرق الدير وشماله ، وأما إذا إتجه الناظر إلى الغرب فلا يرى إلا المقابر الموتى لنحو سبعين بلدة من البلاد المتجاورة ممن يدفنون موتاهم إلى جانب الدير تبركاً بالمكان الطاهر ، ومن وراء المقابر يرى الصحراء والجبل الغربى ومن ورائه البرية الجوانية التى سكنها فى كل العصور أعداد كبيرة من زهاد وعباد ونساك توحدوا وتاهوا فى البرارى وشقوق الأرض من أجل محبتهم للمسيح .
                                      أما غذا وقفنا خارج البرج فلا يرى إلا فتحات التى تأخذ أحياناً شكلاً مائلاً إذ كان الرهبان يستغلونها لا للإضائة والتهوية فقط ولكن ليسكبوا الماء على جدران البرج إذا ما أرسل الغزاة أسهم مشبعة بمادة حارقة فيسكب من هذه الفتحات الماء لإطفاء النيران .
                                      وفى مقدمة البرج حر منحوت عليه أربعة صلبان تحيط بالنقرة أو حفرة التى كانت تستخدم لتثبيت وإحكام المعبر الخشبى فى الفراغ المعد له على النحو التالى :
                                      وفى الجدار القبلى من الحصن أو البرج وبالقرب من الثلث السفلى ، وفى متناول رؤية العين يجد الناظر من الخارج مزولة شمسية ثبت فى وسطها مسمار فى وضع خاص وتبعاً لظلة على الدائرة المرسومة يمكن للناظر معرفة الوقت وبديهى أن هذه الساعة تستخدم لمعرفة ساعات النهار وأجزائها عندما تكون الشمس ساطعة .
                                      ***********************************
                                      المـــــــــــــراجع
                                      (1) كتاب تاريخ كنائس مصر وأديرتها ص 100 - وراجع أيضاً دليل المتحف القبطى ج 2 ص 124
                                      (2) كتاب وادى النطرون - الأمير عمر طوسون - القاهرة 1935م ص 75
                                      (3) هذا البئر يقف عنده من الخارج الكنة والرهبان فى المحطة الحادية عشرة من محطات دورة عيد الصليب والشعانين حسب ترتيب الدير المحرق ، والمنصوص عليه فى المخطوط 513/ 19 طقس بالدير المحرق ورقة 51
                                      (4) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (5) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001






                                      قصر ضيافة الزوار ومبانى أخرى فى دير المحرق




                                      قصر ضيافة الزوار
                                      شيد هذا القصر الفاخر المتنيح الأنبا باخوميوس الأول أسقف الدير فى عام 1910 م الموافق 1626 ش وأسسه بأثاث فاخر وستائر جميلة وأنيقة وخصصه لإستقبال كبار الزوار ، ويبلغ إرتفاعه 16 متراً
                                      يتكون قصر ضيافة الزوار فى دير المحرق من ثلاث طوابق ،
                                      الدور الأول فتوجد قاعة إستقبال كبيرة زينت جدرانها بصورة رئيس الجمهورية وإمبراطور أثيوبيا ، والبابا البطريرك ، والمطارنة والأساقفة الذى كانوا رهباناً وتقلدوا مناصب كنسية مثل ألساقفة وغيرهم ، وقد وضعت صور الأحياء منهم فى جانب ، وضم الجانب الأخر صور المنتقلين منهم ، وبالإضافة إلى القاعة هناك ستة حجرات أخرى مفروشة بفراش مناسب لإقامة كبار الزوار ، وملحقة بهما قاعة للطعام ، وحمام ودورة مياة نظيفة ، ويحتفظ رئيس الدير بمكتبة للمخطوطات الثمينة فى إحدى غرف الطابق الأول .
                                      الدور الثانى حيث يقيم فيه رئيس الدير وبه قاعة إستقبال خاصة وسبع حجرات أخرى ، وقاعة طعام وحمام ومطبخ ودورة مياة .
                                      أما الطابق الثالث ، ففيه أربعة غرف فقط تستخدم كمخازن
                                      ويحيط بالقصر حديقة جميلة وقصر الرياسة والضيافة والحديقة يشغل الجزء الأوسط من الدير ، ويفصل بينه وبين قلالى الرهبان والكنائس سور حديدى له باب خاص ، كما يفصل بينه وبين القسم الخارجى الخاص بديوان الوكيل ومتعلقاته سور حديد آخر وله باب آخر ، وعندما يغلق البابان تصبح أقسام لادير الثلاثة معزولة عن بعضها ، ومستقلاً كل منهما عن الآخر .
                                      مدرسة الرهبان
                                      وقام أيضاً المتنيح الأنبا باخوميوس الأول أسقف الدير سنة 1906م بإنشاء مدرسة لتثقيف الرهبان ورفع مستواهم العلمى والتعمق فى دراسة الكتاب المقدس بالإضافة إلى الممارسات الروحية ، وعين لهذه المدرسة مدرسين أكفاء من خريجى الكلية الإكليريكية اللاهوتية بالقاهرة .
                                      وأمر رئيس الدير بإعفاء الرهبان من الأعمال المرهقة للبدن كالأشتغال فى الزراعة التى تضمن جهداً بدنياً كبيراً وتشغل وقت الراهب حتى يتفرغوا للدراسة والعبادة
                                      أما مدرسة الرهبان الحالية فتوجد خارج أسوار الدير الداخلية وقد إنتهى بناؤها فى عهد القمص تادرس أسعد الذى تولى لارياسة منذ عام 1930م ، ومما هو جدير بالذكر أن مدرسة الهبان أوردها مسيو إميلينو فى كتابه عن جغرافية مصر فى العصر القبطى .(1)
                                      ديوان وكيل الدير
                                      شيد مبنى ديوان وكيل الدير فى عهد رياسة القمص تادرس أسعد .
                                      ويتبع نظام الرهبنة فى دير المحرق نظام الشركة الذى أسسه الأنبا باخوميوس أب الشركة وسمى بالنظام الباخومى (2)
                                      ولما كان وكيل الدير له إختصاصات كثيرة فقد اقيم له ديوان (بيت للإدارة) خارج اسوار الدير الداخلية أمام الباب العمومى الكبير ، ضماناً لعزلة الرهبان المقيمين بالداخل بعيداً عن الإتصال بجمهور الزوار والعمال ، وكل من له معاملات مادية ومالية مع الدير ، وديوان الوكيل هو محل إقامته حيث يتواجد بالديوان نهاراً وليلاً تسهيلاً للعمل .
                                      ثم حدث تساهل من القائمين على أمر إدارة الديير فسمح للجمهور بالدخول وراء الأسوار الداخلية للدير مما ترتب عليه بعض متاعب للدير .
                                      ولما عين الإيغومينوس قزمان رئيساً للدير قضى على هذه المتاعب بأن أصدر أمراً بعدم السماح بأحد ممن لهم معاملات عملية أو مادية أن يتخطى بوابة الدير الداخلية .
                                      ويخرج رئيس الدير يومياً إلى الديوان ليشرف على الأعمال ، والديوان به مكتب للمحاسبات ، وأرشيف كامل به كل السجلات ويقوم بالعمل فيه عدداً من الكتبة والموظفين تحت إشراف وتوجيه رئيس الدير ووكيله .
                                      وابور الماء والصهريج
                                      وبالدير مولدان للكهرباء والماء أحضرهما المتنيح الأنبا باخوميوس الثانى أسقف الدير
                                      الأكبر ديزل يولد قوة 93 حصاناً وسرعته 750 دورة وهو من طراز ومن إنتاج سنة 1954 م صنع ميونخ بألمانيا
                                      والثانى أصغر يولد 42 حصاناً ومن إنتاج شركة Buston and Hornsby Lyd بلنكولن Lincoln إنجلترا
                                      أما خزانات المياة فقد كان للدير خزانان صغيران للمياة فشيد الإيغومينوس قزمان صهريج كبير للمياة ، بلغت تكاليفه وقتها 3 ألاف جنية ، وهذا الصهريج يمون الدير جميعه بالماء ، وبدأ بناؤه فى نوفمبر 1964م واتم فى آخر أغسطس 1965م
                                      حدائق الدير
                                      1 - أنشأ النبا باخوميوس حديقة جميلة منسقة تنسيقاً فرعونياً جميلاً حول قصر الضيافة الزوار بها أزهار الورد والفل والياسمين وبها اشجار فاكهة متناثرة وقد زيدت هذه الحديقة فى عهد رئاسة القمص تادرس أسعد حتى أصبحت ثلاثين فداناً .
                                      2 - وبالدير حديقة اخرى أكبر اخل السور الشرقى بالدير وفى ركن منها مدافن الرهبان والتى تسمى بالقبطية طافوس(1)Tafwc وبالقرب منها يوجد حظائر الدير والتى يمكن أن تشاهد بها جمال وماشية وتسمى هذه المنطقة بالحوش ، وقد أنشئ بالقرب منه مصنع لصناعة الزبد والجبن يشرف على عماله أحد الرهبان يعينه الرئيس .
                                      3 - الحديقة الصغرى على يمين الخارج من الدير ومساحتها عشرين فداناً وقد زرعت أيام القمص بولس الدلجاوى (الأنبا أبرآم أسقف الفيوم) وزيدت فى أيام القمص تادرس أسعد
                                      4 - أما الحديقة الكبرى وهى على اليسار فمساحتها أربعون فداناً وقد زرعت فى عهد الأنبا باخوميوس الثانى .
                                      ****************************
                                      المـــــــــــراجع
                                      (1) E. AMelineau, La Geographie de i'Egepte 'a I'epoque opte, p. 264
                                      (2) تحفة السائلين ص 104
                                      (3) وهى كلمة يونانية الأصل tavoc وتعنى مقبرة أو مدفن وقد أصبحت تستعمل فى اللغة القبطية ويقابلها فى اللغة القبطية الكلمة المصرية mhau - mhaau

                                      (4) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (5) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001






                                      آثار بدير المحرق







                                      الصورة الجانبية :
                                      على اليمين أعلى .. ساعة شمسية وأسفل منجلية أشتهر بأنه لها عامود خشيى محفور حفراً حلزونياً بحيث يرتفع وينخفض بإدارته حسب فامة الشخص الذى يقرأ وقد إشتهر الأقباط بصناعة مثل هذا الحامل كما يلاحظ بأسفلة صندوق لحفظ الكتب .
                                      على اليسار : أعلى حجر معمودية لعماد الأطفال أسفله لقان .. وأسفلهمت الحجر الذى جلس عليه لارب يسوع ومكتوب عليه جملة باللغة القبطية
















                                      الصورة الجانبية : أيقونة أثرية بالدير المحرق تحكي عمال السيد المسيح من يوحنا المعمدان









                                      الصورة الجانبية : أوانى حجرية كانت تخبز فيهما العذراء العجين





                                      الصورة الجانبية : أوعية حجرية كبيرة الحجم كان الرهبان يستعملونهما










                                      الصورة الجانبية : شمعدانين أثريين بالدير




                                      (3) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م
                                      (4) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001
                                      تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                                      Comment


                                      • #59
                                        رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                                        تاريخ دير المحرق

                                        أساس الدير المحرق هو وجود المغارة الأثرية التى صارت مكان مقدس وتوافد عليها الشعب الذين يعيشون حولها ومنهم عندما ذاع صيتها بالمعجزات التى تجرى منها ومال كثيرون أن يسكنوا بجوارها حتى قيل أن بلغ عددهم نحو خمسة ألاف نسمة .
                                        وبمضى الزمن وظهور الرهبنة القبطية قصد إلى هذا المكان الطاهر العباد والنساك والزهاد ، وبنوا بالقرب منه صوامعهم ، وأخذ عددهم يتزايد يوماً بعد يوم ، ثم ظهر الأنبا باخوميوس فيما بين (292 - 362م) أب الشركة ، ووفد معه بعض الرهبان فأحبوا المكان وعاشوا فيه وكان النبا باخوميوس يجمعهم للصلاة خمس مرات فى اليوم ، وكانت هذه نقطة تحول فى تاريخ الكنيسة الأثرية فقد بدأ الدير فى التكوين وأصبح هذا الدير ديراً من الأديرة الباخومية (1) وأصبح هذا الدير والذى لم يضم رهبانه سوراً حسب تكوين الأديرة فى البداية يمثل الحد الشمالى لسلسلة الأديرة التى شيدها الأنبا باخوم فى صعيد مصر ، وكان الراهب أنطونيوس (2) هو أول رئيس لدير المحرق أقيم فى عهد الأنبا باخوم وإذا كانت كنيسة العذراء الأثرية (المغارة) ترجع للقرن ألول الميلادى فإنشاء الدير المحرق يرجع إلى سنة 342م .
                                        تاريخ الدير ومصر تحت الإحتلال الرومانى والبيزنطى
                                        تميز الدير المحرق بكثرة عدد الرهبان وبسلطته الدينية وتأثيرة على المنطقة المحيطة حوله ، فلم يعتدى على الدير ورهبانة ذئاب الإضطهاد ألذى أثاره ديوكليتيانوس .
                                        كانت مصر ولاية من ولايات الإمبراطورية الرومانية وبعد إنقسامها لأمبراطوريتين أصبحت تابعة للإمبراطورية الشرقية التى عرفت بالإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومية ولكن فى القرن الخامس الميلادى ضعفت الإمبراطورية البيزنطية نتيجة للحروب مع الفرس من الشرق ومع قبائل الغال من الشمال وقويت شوكة قبائل البربر فى شمال أفريقيا وتوالت هجماتهم على أديرة وادى النطرون وكانت الحامية (الجيش البيزنطى) ضعيفاة والولاه الذين كانوا يرسلونهم كانوا ضعفاء ايضاً فى مصر ، وكان البربر يطمعون فى الحصول على الذهب الذى يظنون أن الرهبان يمتلكونه

                                        وهاجم البربر الأديرة فذبحوا كثير من الرهبان ، فى الهجوم الأول فى سنة 407م ، وفى الهجوم الثانى سنة 434 م وفى الهجوم الثالث سنة 444 وهى التى ذكر فيها أن عدد الرهبان الذين قتلوا كانوا 49 شهيداً ، وفر عدد كبير من الرهبان إلى الصعيد ، ولجأ بعض منهم إلى دير المحرق ، فإزداد عدد رهبانه وأصبحوا 330 راهباً فى سنة 450 م ، فأقاموا حول صوامعهم أول سور للدير ، وكان وقتها يضم الدير مساحة فدانان وستة قراريط .
                                        *** وفى عصر حكم الأمبراطور زينون البار (474 - 491م) أصدر أمراً سنة 481م ببناء الحصون والأبراج فى الأديرة التى كان من بينها حصن دير المحرق ليختبئ بها الرهبان حماية لأرواحهم أثناء هجمات قبائل البربر القادمة من الصحراء بناء على طلب إبنته إيلارية التى ترهبنت فى مصر .
                                        *** ولما صار يوتينيان إمبراطوراً سنة 527 م عين بطريركاً من الروم كان يطلق عليه الأقباط المصريين البطريرك الملكى أو البطريرك الدخيل فلم يقبله المصريين فأراد أن يجذبهم إلى عقيدته الخلقيدونية فى الطبيعتين ويقبلوا طومس لاون فساهم فى تقوية سور دير المحرق وضم إليه مساحة جديدة من الأرض فصارت ثلاثة فدادين وقيراطين .
                                        الغزو الفارسى لمصر
                                        *** وفى عام 600 غزا الفرس مصر ودمر ملكهم عدداً كبيراً من ألديرة بلغ فى الأسكندرية ووجه بحرى ما يزيد على 620 ديراً (3) ، ولكن لم يتوغل الفرس فى صعيد مصر فى الغالب فلم يلحق بدير المحرق أذى فى مدة الـ 10 سنين قضاها الفرس فى إحتلال مصر .
                                        *****************************
                                        المــــــــــــــــــراجع
                                        (1) تحفة السائلين ص 103 وراجع ايضاً دليل المتحف القبطى الجزء 2 ص 124 - وايضاً من تاريخ القبط والرهبنة - رسالة مار مينا الثالثة ص 53

                                        (2) ميمر انبا قرياقوس اسقف البهنسا - كتاب الميامر وعجائب العذراء ص 111 - 112
                                        (3) راجع كتاب الكافى فى تاريخ مصر القديم والحديث لميخائيل شاروبيم - القاهرة ص 371 0 373 ولكنه ذكر أن ملك الفرس أسمه فوقاس ولكن هذا الأسم يونانى وليس فارسى وكان فوقاس إمبراطوراً بيزنطياً ثار عليه هرقل ويمكنك معرفة أسم ملك الفرس من صفحة الغزو الفارسى لمصر قبل الغزو العربى الإسلامى ، وراجع أيضاً الخطط للعلامة المقريزى الجزء الثانى ص 491
                                        (4) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للأسقف إيسيذورس القاهرة 1964 - الجزء الثانى ص 88 - 105
                                        (5) History of Patriachs of the Coptic Church Of alexandria Arabic Text Eduted, Translated and annotated by EVETTS Paris 1904, p. 438- 440 (552 - 554)
                                        (6) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (7) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001


                                        دير العذراء الشهير بالمحرق والكلية الإكليريكية ومعهد ديدموس

                                        كلية إكليريكية بدير العذراء الشهير بالمحرق
                                        فى سنة 1973 م عيد قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 القمص برسوم المحرقى رئيساً لدير العذراء الشهير بالمحرق
                                        + ثم قرر قداسته نقل القسم المتوسط بالكلية الإكليريكية إلى الدير المحرق ، حتى يعيش الدارسين للعلوم الدينية أن يعيشوا ويلمسوا الجو الروحى الهادئ فى وسط الرهبان ويقوم الدير بمشروع يخدم المسيح وكنيسته فيساهم فى إعطاء دفعة قوية للكنيسة ولا ننسى أن الأنبا أنطونيوس ترك وحدته وذهب إلى الأسكندرية حتى يسند الأنبا اثناسيوس فى دفاعه عن الإيمان المسلم لنا من الرسل .
                                        + وفى يوم الأربعاء 15/9/1975م زار قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 الدير المحرق لتنشيط الكلية الإكليريكية وعقد إجتماعاً حضره أصحاب النيافة الأنبا اثناسيوس والأنبا مكسيموس والأنبا صرابامون والأنبا ويصا والأنبا بيمن والقمص برسوم المحرقى رئيس الدير كما حضره مجموعة من هيئة التدريس وناقش فيه إحتياجات الكلية .

                                        + ثم ارسل البابا شنودة رسائل إلى اصحاب النيافة المطارنة والأساقفة بالإيبارشيات لكى يرسل كل منهم الطلبة الذين يرشحونهم للإلتحاق بالقسم المتوسط بالكلية افكليريكية بالدير المحرق .
                                        + قرر البابا لاحقاً أن يلحق بالدير فرع آخر للحاصلين على الدبلومات الفنية ، بشرط تزكيتهم من أساقفتهم إحتياجهم فى الخدمة .
                                        + وفى سنة 1982 م قرر البابا تحويل القسم المتوسط إلى قسم عالى ، أى بقبول الحاصلين على الثانوية العامة وما يعادلها من الدبلومات الأخرى .
                                        معهد ديدموس
                                        وقام الدير بإنشاء معهد للعرفاء والمرتلين ، ومدة الدراسة به خمس سنوات يتلقى فيه الطالب بعض المناهج التعليمية بالإضافة إلى الألحان والطقوس الكنسية بالكامل .
                                        ************************** المـــراجع
                                        (1) اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 391




                                        تحديث دير العذراء الشهير بدير المحرق

                                        + بدئ تحديث الدير بإنشاء المستلزمات الضرورية للحياة العصرية مثل : صهريج للمياة العذبة - ماكينة رفع المياة للصهريج - ماكينة توليد الكهرباء (لتغذية الدير فى حالة إنقطاع التيار الكهرباء ) - فرن لخبز العيش - مخزن للقلالى - حظيرة للبهائم - مخزن للوقود الخاص بتشغيل ماكينات الرى - ورش للنجارة والحدادة واللحام - مكتبة للإستعارة ومكتبة لبيع الكتب والأيقونات والهدايا .
                                        + وعندما وصل أعداد طلبة الكلية الإكليريكية إلى 45 طالباً فى عام 1976م بدئ التفكير فى بناء سبع حجرات داخل الدير لتغطى زيادة العدد .
                                        + وحتى سنة 1978 م وفى فترة إشراف نيافة الأنبا أغلثون على الدير وصل عدد الرهبان الذين رسموا 11 راهباً .
                                        + وفى سنة 1980 م وفى يوم عيد مار مرقس (8مايو) قام نيافته بسيامة 3 رهبان ، كما إنتدبه قداسة البابا لترقية راهبين هما : أنطونيوس وباخوميوس إلى درجة القسوسية .
                                        أول أسقف لدير المحرق فى العصر الحديث :
                                        + فى يوم 2/6/1985م قام قداسة البابا بسيامة القمص بيشوى المحرقى أسقفاً للدير بأسم الأنبا ساويرس .
                                        + فى يوليو 1986م وافق قداسة البابا شنودة الثالث على طلب نيافة الأنبا ساويرس أسقف دير المحرق بشراء مقر للدير بالقاهرة ، عبارة عن شقة تمليك فى عمارة دير الملاك البحرى بمبلغ 30 ألف جنيه .
                                        نشوب حريق بالدير

                                        + فى يوم 21/6/1988م شب حريق فى خيم زوار الدير نتيجة إنفجار موقد بوتاجاز كان يستعملة أحد الزوار وإنتشر الحريق بسرعة فى الخيام وراح ضحية الحريق 46 قتيلاً (كان بينهم 30 طفلاً) فإنتدب البابا شنودة الثالث نيافة النبا لوكاس أسقف أبنوي والفتح ليقف بجوار نيافة ألأنبا ساويرس .
                                        + وقد إهتمت الدولة بالحادث نتيجة إتصالات قداسة البابا ، وأرسل الرئيس حسنى رئيس الجمهورية الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء لزيارة الدير ومعرفة الخسائر وتقديم المساعدات اضرورية .
                                        + وكان هذا الحادث هو الذى دفع الدير لبناء حجرات للزائرين بدلاً من الخيام التى ساهمت فى إنتشار الحريق ولتفادى الحوادث فى المستقبل ، كما أعدوا مكاناً مجهز بالخدمات الطبية ، وقاعات للفيديو ومكتبة ونقط للحراسة .
                                        رهبان دير المحرق يزورون البابا شنودة الثالث
                                        + فى يوم السبت 16/1/1993 إستقبل البابا شنودة الثالث فى مقرة بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون نيافة ألنبا ساويرس ويصحبة 60 راهباً من رهبان دير العذراء (المحرق) وفى جلسة روحية ألقى قداسة البابا على أبنائة الرهبان محاضرة روحية عن الفضائل الرهبانية ، وإستمع غلأى اسئلتهم وأجابهم عنها .
                                        وقد حضر هذا اللقاء أصحاب النيافة الأنبا صرابامون ، والأنبا بيشوى ، والأنبا بيمن .
                                        + وفى صباح الأحد صلى الرهبان فى كنيسة المقر الباباوى بدير النبا بيشوى ، ثم عادوا إلى ديرهم .
                                        إستراحة الزوار بدير العذراء ( المحرق)
                                        + فى سنة 1985م تم بناء إستراحة الزوار بدير العذراء ( المحرق) من ثلاثة ادوار مجهزة بجميع المستلزمات والمتطلبات الإلازمة للإقامة وملحق بها صالات للطعام والإستقبال بدورات مياة نظيفة ، ويقع خلف هذه الإستراحة حديقة جميلة بنافورة يزرع بها بعض النباتات العطرية والنادرة الجميلة تحت إشراف علمى متخصص .
                                        الإحتفال بالقديس القمص ميخائيل البحيرى المحرقى
                                        + وافق البابا على رفع رفات القديس القمص ميخائيل البحيرى المحرقى من مقبرة الرؤساء بالدير والإحتفال به خلال ثلاث أيام ، والزفة فى أرجاء الدير إلى مقصورته اللائقة بكنيسة مار جرجس يوم 23فبراير 1991م وقد تم إعتراف المجمع المقدس بهذا القديس فى عام 1963م برئاسة البابا كيرلس السادس (المتنيح) وحضور االأنبا شنودة الذى كان أسقفاً للتعليم فى ذلك الوقت .
                                        وقد حضر الإحتفال أصحاب النيافة النبا ويصا (أسقف البلينا) والأنبا أغناطيوس (أأسقف السويس) والأنبا كيرلس ( اسقف نجع حمادى) والأنبا متاؤس الأسقف العام ، وألأنبا أندراوس ( أسقف أبو تيج) ، والأنبا فام اسقف طما ، وألنبا آبرآم اسقف لافيوم ، والأنبا ديمتريوس أسقف ملوى ، وألأنبا برسوم أسقف ديروط ، والأنبا لوكاس أسقف أبنوب ، والأنبا ا نطونيوس أسقف منفلوط ، والأنبا أغابيوس أسقف دير مواس ، وألنبا توماس أسقف القوصية ، بحضور نيافة ألنبا ساويرس أسقف الدير .
                                        كتاب عن الدير
                                        وأصدر دير العذراء (المحرق ) كتاباً عن الدير يقع فى 200 صفحة من الحجم الكبير ، وملحق به ملزمة بمعالم الدير الرئيسية وأيقوناته الأثرية تقع فى 37 صفحة بالألوان الطبيعية تحت إشراف نيافة النبا ساويرس أسقف ورئيس الدير .
                                        سيامة رهبان جدد :
                                        فى صباح ألحد 15/5/1994م قام نيافة الأنبا ساويرس أسقف ورئيس دير العذراء (المحرق) بسيامة ثمانية رهبان جدد بالدير بأسماء : يوئيل - إيلاريون - إيسيذوروس - تداؤس - سرابيون - عمانوئيل - ميساك - إفرايم .
                                        وإشترك معه فى الصلوات اصحاب النيافة : الأنبا أغاثون - الأنبا كيرلس - الأنبا بيمن - الأنبا يوأنس
                                        الآباء الساقفة الذين سامهم قداسة البابا شنودة الثالث من دير العذراء ( المحرق)
                                        1 - نيافة ألنبا برسوم - الأسقف العام (29/5/1977م - وتنيح فى 5/5/1986م
                                        2 - نيافة الأنبا ساويرس - أسقف الدير 2/6/1985م
                                        3 - نيافة النبا بيمن - اسقف قوص ونقادة 26/5/1991م .

                                        ************************** المـــراجع
                                        (1) اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 391 - 400
                                        تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                                        Comment


                                        • #60
                                          رد: موسوعه الأديرة القبطية بمصر ونشأة الرهبنة

                                          الإحتفال ‏بعيد‏ ‏نياحة‏ ‏القمص‏ ‏ميخائيل‏ ‏البحيري

                                          رأس‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏ساويرس‏ ‏أسقف‏ ‏ورئيس‏ ‏دير‏ ‏العذراء‏ ‏المحرق‏ ‏العامر‏ ‏بالاحتفال‏ ‏السنوي‏ ‏بعيد‏ ‏نياحة‏ ‏القمص‏ ‏ميخائيل‏ ‏البحيري‏ -(‏كوكب‏ ‏برية‏ ‏جبل‏ ‏قسقام‏)- ‏والذي‏ ‏تنيح‏ ‏بسلام‏ ‏في‏ 23‏فبراير‏ 1923, ‏واعترف‏ ‏المجمع‏ ‏المقدس‏ ‏بقداسته‏ ‏سنة‏ 1963 ‏مع‏ ‏أبيه‏ ‏القديس‏ ‏الأنبا‏ ‏أبرآم‏ ‏أسقف‏ ‏الفيوم‏ ‏والجيزة‏, ‏والقديس‏ ‏صرابامون‏ ‏أبو‏ ‏طرحة‏ ‏أسقف‏ ‏المنوفية‏, ‏في‏ ‏عهد‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏.‏
                                          شارك‏ ‏في‏ ‏صلوات‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏والذي‏ ‏استمر‏ ‏لمدة‏ ‏ثلاثة‏ ‏أيام‏ ‏الآباء‏ ‏الأحبار‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏تيموثاؤس‏ ‏الأسقف‏ ‏العام‏, ‏ونيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏كيرلس‏ ‏أسقف‏ ‏نجع‏ ‏حمادي‏, ‏ونيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏بيمن‏ ‏أسقف‏ ‏قوص‏ ‏ونقادة‏, ‏ونيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏غبريال‏ ‏أسقف‏ ‏بني‏ ‏سويف‏, ‏ولفيف‏ ‏من‏ ‏الآباء‏ ‏الكهنة‏ ‏بإيبارشيات‏ ‏الصعيد‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏رهبان‏ ‏الدير‏ ‏المحرق‏.‏
                                          يذكر‏ ‏أن‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏القمص‏ ‏ميخائيل‏ ‏البحيري‏ ‏هو‏ ‏الوحيد‏ ‏الذي‏ ‏ظل‏ ‏مدفونا‏ ‏بمقبرة‏ ‏رؤساء‏ ‏الدير‏ ‏الكائنة‏ ‏أسفل‏ ‏معمودية‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارجرجس‏ ‏بالدير‏ ‏ما‏ ‏يقرب‏ ‏من‏ 70‏عاما‏, ‏حيث‏ ‏سمحت‏ ‏العناية‏ ‏الإلهية‏ ‏بموافقة‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏الثالث‏ ‏بابا‏ ‏الإسكندرية‏ ‏وبطريرك‏ ‏الكرازة‏ ‏المرقسية‏ ‏بأن‏ ‏يخرج‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏في‏ ‏احتفال‏ ‏مهيب‏ ‏في‏ ‏حضور‏ 13‏أسقفا‏ ‏لينتقل‏ ‏في‏ ‏حينه‏ ‏من‏ ‏المقبرة‏ ‏إلي‏ ‏مقصورته‏ ‏الموجودة‏ ‏بصحن‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارجرجس‏ ‏في‏ ‏تذكار‏ ‏نياحته‏ ‏عام‏ 1991, ‏حيث‏ ‏يلتمس‏ ‏معظم‏ ‏الزائرين‏ ‏نوال‏ ‏بركته‏. ‏وسجل‏ ‏الدير‏ ‏هذا‏ ‏العام‏ ‏حضور‏ ‏ما‏ ‏يزيد‏ ‏علي‏ ‏عشرة‏ ‏آلاف‏ ‏زائر




                                          دير أبو فانا
                                          ماذا يعنى أبا فانا ؟
                                          يسمى بالقبطية الصعيدية ( آفا فانا ) ، وبالقبطية البحرية (آفا قينى) وهى تعنى نخلة ، وحسب رأى عالم الآثار هملوت بوشهاوزن ان اسم قينى أى نخلة كان كثير الاستعمال وشائعاً فى منطقة هرموبوليس (الاشمونين حالياً ) ، واذا كان القديس مسقط رأسه فى ممفيس ( جنوب القاهرة ) فاٍنه يكون قد اطلق عليه هذا الاسم فينى فيما بعد، وأنه كان قبلا يحمل اسماً آخر ولكن بعد اٍنفراده فى قرية ابو صير القريبة من الاشمونين سمى قينى اى النخلة ، وبالحقيقة كان هذا القديس مثل نخلة مثمرة ومرتفعة بسبب قامته الروحية العالية وثماره الكثيره.

                                          6- دير ابو فانا غرب قصر هور بملوى :
                                          يقع الدير فى الصحراء الغربية لقصر هور ويبعد عنها 4كم ويفضل الوصول الى اتليدم التى تبعد 18كم شمال ملوى ومنها الى قصر هور على مسافة 8كم ثم عبور بحر يوسف ثم السير 3كم الى الدير والباقى من الدير هو الكنيسة القديمة فقط التى اختصرت مساحتها الى النصف وترك الجزء الغربى منها كفناء والكنيسة التى ترجع للقرن السادس الملادى بها هيكل نصف دائرى تزينة الحنيات وعلى جانبيها اعمدة صغيرة وامام الهيكل حجاب مطعم قديم
                                          يلى الهيكل الخورس وعلى جانبيه حنيتان فى السقف بها فرسكات على شكل صايب لذا يسمى احيانا بدير الصليب ويوجد فى الركن الغربى القبلى من فناء الكنيسة البئر وكان بجانب عمود من الاعمدة الاصلية للكنيسة القديمة واستبدلت باقى الاعمال باعمدة احداث سميكة وخارج الدير اكوام اترية كتيرة يوجد تحتها اثار منشوبيات الرهبان .. وتشير الرهبان الى الحياة الرهبانية الاولى.. بجوار الدير تقوم بالكشف عنها حاليا بعثة الاثار النمساوية وقد اهتمت ايبارشية ملوى وانصنا الاشمونين بالدير وتم تعميره واعيدت له الحياة الرهبانية واعترف المجمع المقدس بالحياة الرهبانية فيه وان كانت الاتوبيسات الكبيرة تجد صعوبة فى الوصول اليه ولكن الحركة المعمارية سادت فيه واصبح للدير شهرته ذائعة الصيت فى المنطقة والدير تم شراء مساحة شاسعة من الاراضى لكى تكون امتدار للدير والحياة المعمارية فيه

                                          المراجع
                                          كتاب / الدليل الفريد الى مزارات واديرة الصعيد للقمص يوأنس كمال الجيزة

                                          العصر الذى عاش فيه القديس أبو فانا ؟

                                          ولد القديـــس فى ممفيس سنة 355 ميلادية من أبــــــوين تقيين وبارين ، وكانا غنيين فى النعمة والثروة فكانا يمتلكان امــــوالاً كثيرة ، فقد نشأ فى بيت شريف واسرته تقية ، فنشأ فى حياة الإيمان المسيحى , عاش القديس أبو فانا أو أبيفانيوس في الأمبراطور البيزنطى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير , أى فى النصف الثانى من القرن الرابع الميلادى وهو القرن الذى أنتشرت في بدايته الرهبنه فى أرض مصر واصبحت الأديرة تنشر على نطاق واسع فى صحراء مصر وبراريها , فإنتشرت الديرة فى الوجه البحرى على يد القديس العظيم الأنبا انطونيوس , أما فى صعيد مصر فقد كان إنتشارها مثل أنتشار النار فى الهشيم وتميزت النار الإلهية بالأشعاع الإلهى فى رهبنه الصعيد بالرحوانية العالية حيث كانت الأرض البشرية خصبة لتقبل الوصايا افلهية والعيش بمقتضاها

                                          وأسس القديس باخوميوس الذى عاش بين عامى ( 286 -346م) نظام الشركة فى الحياة الرهبانية الجماعية واضعاً أصول هذا النوع من الرهبنة وقد انتشرت جماعات القديس باخوميوس وشملت أجزاء كثيرة من الصعيد حتى بلغ عدد الأديرة التى أسسها تسعة أديرة وضمت 5000 راهباً عدا العذارى .
                                          ازدهرت الرهبنه فى الصعيد فى القرنين الرابع والخامس وضمت اليها 4000 راهباً عدا الراهبات ، ومن أهم الجماعات الرهبانية تلك التى عاشت تحت ارشاد القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ومما ساعد على إرساء القواعد الرهبانيه أنه قد عمر طويلاً ( 333 - 451م ) ، فوضع لها قوانين خاصة فى نظام صارم من النسك فى حياتهم الديرية
                                          ورأى الكثيرين هذه الصحوة الرهبانية وان طريق الملائكة هو فى قلبه فإختار أبو فام طريق البتولية والصلاة والحياة فى البرية فكان يذهب لأحد الآباء الروحيين المختبرين ليلقنه قوانين الرهبنة ، وواظب على حضور العظات الأسبوعية التى يتلوها الرئيس ويستمع اليها المبتدئين ويدرس الكتاب المقدس ، وكان يظل يتردد فترة على الشيوخ يتدرب منهم على تعاليم الفضيلة وطريق الجهاد الروحى قبل ان يسمح له بأن يأتى وينضم الى الشركة مع الأخوة ويخوض فى تلك الحياة ، .
                                          وكان الراهب أبوا فانا يترك مسكنه فوزع ما كان يمتلكه وقصد الجبل ليحيا وسط هؤلاء النساك ليشاركهم فى حياتهم الخشنة عزوفاً عن كل تعزية أو صداقة بشرية ، لكنهم مملؤون من التعزيات الروحية والفرح السمائى والسلام الذى يفوق كل عقل ، فقد أحب حياتهم ووضع فى قلبه ان يتشبه بجهادهم وزهدهم ، وسرعان ما أحضر الميراث الوفير لعائلته المرموقه من ممفيس ووزعه على الفقراء حينما ترك ممفيس الى هيرموبوليس.
                                          وأنضم أبو فام للحياة الرهبانية ومارس حياة الوحدة في الصحراء الغربية غرب قرية (أبو صيرة) في مقاطعة الأشمونين، وسكن في كهف، وأغلق على نفسه يختلي... ومع تداريبه النسكية العنيفة لم يكن يكف عن ممارسته العمل اليدوي ليعطي الفقراء، واهتم بتعليم الإخوة الجدد ، ووهبه الله عطية عمل المعجزات...
                                          وامتزجت وحدته باتساع قلبه بالحب لله والناس.
                                          سجل لنا تلميذه أفرام عرضًا مختصرًا لحياته. حياته الرهبانية حيث قال وُلد هذا القديس من أبوين مسيحيين، فقاما بتربيته فى مخافة الله ... فنشأ محبًا ميالاً لحياة الخلوة والتأمل مع حنان ومحبة للمحتاجين. أقام وهو شاب بين الرهبان، وتدرب على الحياة النسكية مع العمل اليدوي لتقديم صدقة للمحتاجين...
                                          Christian Monastery of Apa Bane - Deir Abu Fana
                                          وإزداد حبه للوحدة فإنفرد في مغارة مظلمة، ولما أحتاج للماء فوهبه الرب يسوع ينبوع ماء ليشرب منه... كان يتدرب على الصوم ليأكل مرة واحدة في كل يوم صيفًا، ومرة كل يومين شتاءً، وكان حياته هى الصلاة الدائمة، وأستطاع أن يقوم بضرب 300 مطانية في النهار ومثلها بالليل... وزاد فى حياة النسك حتى لصق جلده بعظمه، وصار كخشبة محروقة... وأصبح أملاً ليزوره كثيرون وقدموا اليه اموالاً كثيرة اما هو فلم يأخذها منهم ولكن حينما الحوا عليه ان يقوم بتوزيعها على الفقراء كان يسير فى المدن والقرى وقد تطول فترة تجوله الى عشرة ايام وهذه كان يقضيها القديس فى صوم اٍنقطاعى دون طعام او شراب.
                                          وكانت مغارته مفتوحه لأخوته الرهبان وأصبحت مركز روحي وحافظ على عزلتة من أجل الصلاة ولم يغلق قلبه ولا مغارته عن اخوته، فتحول مسكنه إلى مركز إشعاع روحي. كان الشيوخ المقيمون في الجبل يأتون إليه، يسترشدون بخبراته ، فألهب قلوبهم بالشوق نحو الكمال المسيحي والفضائل في الرب.
                                          امتلأ الجبل بالرهبان القديسين حتى صار أشبه بخلية نحل تعمل فى صمت ونظام هادىء فامتلأت المغارات بشهد من عسل صلاتهم وطهارتهم ، او أشبه ببرج حمام تنطلق منه أصوات هدير الحمـــــام هكذا كانت أصوات التسبيح تنطلق من تلك القــــلالى (لمنشوبيات ).

                                          تاريخ الدير
                                          لاشك أنه فى حياة القديس أبو فانا مؤسس رهبنة المنطقة قد بنيت كنيسة يجتمع فيها الرهبان الذين كان يتزايد عددهم باطراد ، لذلك فهى تعد من أقدم كنائس الأديرة فى العالم ولكن هذه الكنيسة ظلت تغمرها الرمال ، حتى أكتشفت حديثاً واقيم الدير وفيه الكنيسة الحالية فى القرن السادس الميلادى ، وظل عامراً برهبانه حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادى حيث بدأت أحوال الدير فى التدهور خاصة بعد أحداث 1365م ، فهجره الرهبان ، وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان فى القرن الخامس عشر الميلادى، ومنذ ذلك الوقت وكان الذى يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي ، وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير وقد زاره فى هذه الأثناء الأب سيكار سنة 1716 ، والأب يوليان سنة 1883م ، وذكر أن كاهن هور هو الذى كان يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه . وابتدأت الرمال تغطى معظم مبانى الدير لمدة طويلة الى ان تمكن القمص متياس جاب الله كاهن كنيسة ابو فانا بقصر هور فى آواخر القرن التاسع عشر الميلادى من ازالة الرمال والكشف عن الدير واعداده للصلاة فيه.




                                          ***************************
                                          ويمارس العبادة فى الدير اليوم 23/ 3/ 2006 م حوالى 12 راهباً , وقد هوجم الرهبان بخمسة من المسلحين بالمدافع الرشاشة وأطلقوا نبرانهم على الدير ثم هربوا
                                          ==================

                                          المـــــــــــراجع

                                          (2) نبيل سليم: من ديارات الآباء
                                          (3) القديس أبيفانيوس (أبو فانا) بجبل دلجا (ملحق بكتابه: من ديارات الآباء
                                          (4) القديسان أنبا بيشاي وأنبا بسنتاؤس بالطود (5) عن جريدة وطنى الصادرة فى 10/9/2006 م السنة 48 العدد 2333 مقالة بعنوان " إحياء‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏فانا " اتكاتبة الأستاذة / تريزا‏ ‏كمال


                                          أين رفاة القديس أبو فانا؟
                                          قرار الأعتراف بالدير من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية :

                                          يســر

                                          المجمع المقدس للكنيسة القبطية التعمير الرهبانى الذى تم فى
                                          دير القديس أبوفانا المتوحد بملوى
                                          فى عهد
                                          قداسة البابا شنودة الثالث
                                          حيثُ أن هذا الدير الأثرى الذى أسسه القديس أبوفانا المتوحد فى القرن الرابع الميلادى واستمرت الحياة الرهبانية فيه إلى القرن السابع عشر وقد وصل عدد رُهبانه فى بعض الأوقات إلى أكثر من ألف راهب وقد تخرج منه إثنان من الآباء البطاركة هما البابا ثيؤدوسيوس (79) والبابا متاؤس الأول (87).
                                          وقد أصبحت فيه الآن حياة رهبانية منتظمة تحت إشراف نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى كما توجد بداخل أسواره الجديدة كنيستان بخلاف الكنيسة الأثرية التى من القرن السادس والتى تم ترميمها على نفقة مطرانية ملوى – وقلالى للرهبان وطالبى الرهبنة أكثر من 50 قلاية وأماكن للزائرين والخُلوات ومائدة للرهبان ومكتبة إستعارية ..إلخ.
                                          وبعد فحص الطلب المقدم من نيافة الأنبا ديمتريوس بما يحتوى من معلوُمات ووثائق وصور تثبت إستكمال كُل الشرُوط اللازمة للاعتراف بدير.
                                          قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى جلسته المنعقدة يوم السبت 21 بشنس سنة 1720 ش الموافق 29 مايو سنة 2004م برئاسة صاحب الغبطة والقداسة :
                                          البابا شنودة الثالث
                                          بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية "117"
                                          الاعتراف بدير القديس أبوفانا المتوحد بملوى ضمن الأديرة الرسمية فى الكنيسة القبطية

                                          تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 3450 * 1598.

                                          وبناءً على ذلك سيقوم قداسة البابا شنودة الثالث بإعطاء الشكل الرهبانى للرُهبان المقيمين بالدير والمنتسب رهبنيتهم إلى دير الشهيد العظيم مارمينا العجائبى بمريوط ورهبنة مجموعة أخرى لهذا الدير .
                                          توقيع البابا شنودة الثالث والاباء أساقفة الكنيسة القبطية أعضاء المجمع المقدس بالموافقة على إعادة تعمير دير أبو فانا




                                          دير‏ ‏أبوفانا‏ -‏ تاريخ‏ ‏يعود‏ ‏للقرن‏ ‏الرابع‏ ‏الميلادي

                                          يعرف‏ ‏دير‏ ‏أبوفانا‏ ‏بهذا‏ ‏الاسم‏ ‏نسبة‏ ‏للقديس‏ ‏أبوفانا‏ ‏الذي‏ ‏عاش‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏القرنين‏ ‏الرابع‏ ‏والخامس‏ ‏الميلاديين‏,‏ويعرف‏ ‏الدير‏ ‏أيضا‏ ‏باسم‏ ‏دير‏ ‏الصليب‏ ‏نسبة‏ ‏لزخارف‏ ‏الصلبان‏ ‏علي‏ ‏الفريسكار‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏ ‏وعلي‏ ‏جدران‏ ‏صحن‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏عثر‏ ‏عليها‏ ‏فيه‏ ‏وكان‏ ‏العالم‏ ‏الفرنسي‏ ‏ماسبيرو‏ ‏هو‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏أطلق‏ ‏عليه‏ ‏اسم‏ ‏دير‏ ‏الصليب‏.‏وبحسب‏ ‏التقاليد‏ ‏فإن‏ ‏القديس‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏مؤسس‏ ‏الدير‏ ‏كان‏ ‏يعيش‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏علي‏ ‏أسفل‏ ‏حافة‏ ‏صخرية‏ ‏حيث‏ ‏توجد‏ ‏بقايا‏ ‏بناء‏ ‏بالطوب‏ ‏المحروقة‏,‏ويذكر‏ ‏تاريخ‏ ‏البطاركة‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏مرتين‏,‏الأولي‏ ‏حين‏ ‏ذكر‏ ‏اختيار‏ ‏ثيودوسيوس‏ ‏البطريرك‏ ‏عام‏1294‏م‏ ‏وكان‏ ‏أحد‏ ‏رهبان‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏,‏وجاء‏ ‏ذكر‏ ‏الدير‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏في‏ ‏السؤال‏ ‏عن‏ ‏البابا‏ ‏متاؤس‏ ‏الأول‏ ‏حين‏ ‏طلبوا‏ ‏رأي‏ ‏إبراهيم‏ ‏رئيس‏ ‏الدير‏ ‏وقد‏ ‏ذكر‏ ‏المؤرخ‏ ‏المقريزي‏ ‏موقع‏ ‏الدير‏ ‏بالضبط‏ ‏وحدد‏ ‏أنه‏ ‏يقع‏ ‏إلي‏ ‏الشمال‏ ‏من‏ ‏بني‏ ‏خالد‏ ‏في‏ ‏محافظة‏ ‏المنيا‏ ‏وذكر‏ ‏أنه‏ ‏بني‏ ‏من‏ ‏الحجر‏ ‏الجيد‏ ‏وأنه‏ ‏كان‏ ‏يؤي‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ألف‏ ‏راهب‏ ‏لكن‏ ‏في‏ ‏عصره‏ ‏كان‏ ‏به‏ ‏راهبان‏ ‏فقط‏.‏
                                          الموقع‏:‏
                                          يقع‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏في‏ ‏محافظة‏ ‏المنيا‏ ‏إلي‏ ‏الشمال‏ ‏الغربي‏ ‏من‏ ‏الأشمونين‏,‏خلف‏ ‏بحر‏ ‏يوسف‏ ‏وعلي‏ ‏بعد‏ ‏حوالي‏ 3‏كم‏ ‏من‏ ‏قصور‏ ‏هور‏ ‏علي‏ ‏حافة‏ ‏الصحراء‏ ‏الغربية‏,‏وتنتشر‏ ‏بقايا‏ ‏الدير‏ ‏علي‏ ‏مساحة‏ ‏واسعة‏ ‏من‏ ‏الأرض‏ ‏حيث‏ ‏تغطي‏ ‏الأرض‏ ‏قطع‏ ‏من‏ ‏الشقف‏ ‏والفخار‏ ‏والطوب‏,‏ويقع‏ ‏كهف‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏علي‏ ‏بعد‏80‏مترا‏ ‏إلي‏ ‏يمين‏ ‏الدير‏,‏وقد‏ ‏ذكر‏ ‏المؤرخ‏ ‏أبو‏ ‏صالح‏ ‏الأرميني‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الثاني‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏(‏يعتقد‏ ‏بعض‏ ‏الباحثين‏ ‏أن‏ ‏اسم‏ ‏هذا‏ ‏المؤرخ‏ ‏هو‏ ‏أبو‏ ‏المكارم‏ ‏وليس‏ ‏أبو‏ ‏صالح‏)‏كنيسة‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏التي‏ ‏أعاد‏ ‏بناءها‏ ‏الرشيد‏ ‏أبو‏ ‏الفضل‏ ‏لكن‏ ‏الأنبا‏ ‏صموئيل‏ ‏أسقف‏ ‏شبين‏ ‏القناطر‏ ‏يذكر‏ ‏أن‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏ذكرها‏ ‏أبو‏ ‏صالح‏ ‏الأرميني‏ ‏تقع‏ ‏في‏ ‏الخصوص‏ ‏شمال‏ ‏أسيوط‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏آخر‏ ‏وأنها‏ ‏ليست‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏بقصر‏ ‏هور‏,‏وقد‏ ‏ذكر‏ ‏الأب‏ ‏جوليان‏ ‏من‏ ‏القرن‏19‏م‏ ‏إن‏ ‏كاهن‏ ‏قصر‏ ‏هور‏ ‏قام‏ ‏بتنظيف‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأثرية‏ ‏وأقام‏ ‏فيها‏ ‏مراسم‏ ‏قداس‏.‏
                                          عمارة‏ ‏الدير‏:‏
                                          ينتمي‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏لطراز‏ ‏عمارة‏ ‏فجر‏ ‏المسيحية‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏ويعد‏ ‏من‏ ‏أقدم‏ ‏الأديرة‏ ‏المصرية‏,‏وقد‏ ‏عثرت‏ ‏البعثة‏ ‏النمساوية‏ ‏علي‏ ‏آثار‏ ‏كنيسة‏ ‏للدير‏ ‏تعود‏ ‏للقرن‏ ‏الرابع‏ ‏الميلادي‏,‏وقد‏ ‏كتب‏ ‏الأثري‏ ‏بيتر‏ ‏جروسمان‏ ‏في‏ ‏الموسوعة‏ ‏القبطية‏ ‏عن‏ ‏كنيسة‏ ‏الدير‏ ‏أنها‏ ‏من‏ ‏طراز‏ ‏الكنيسة‏ ‏الديرية‏ ‏ذات‏ ‏الخورس‏ ‏المتقدم‏ ‏وأن‏ ‏مثلها‏ ‏كنيسة‏ ‏كوم‏ ‏نمرود‏ ‏الواقعة‏ ‏ضمن‏ ‏منطقة‏ ‏آثار‏ ‏مسيحية‏ ‏شمال‏ ‏غربي‏ ‏سمالوط‏ ‏وأيضا‏ ‏كنيسة‏ ‏دير‏ ‏جبل‏ ‏النقلون‏ ‏بالفيوم‏ ‏تنتمي‏ ‏لنفس‏ ‏الطراز‏.‏وقبل‏ ‏الحفائر‏ ‏الأثرية‏ ‏الحديثة‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏يظهر‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏إلا‏ ‏جزء‏ ‏بسيط‏ ‏علي‏ ‏تل‏ ‏صغير‏,‏والجزء‏ ‏الظاهر‏ ‏الباقي‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏هو‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأثرية‏ ‏التي‏ ‏ترجع‏ ‏للقرن‏ ‏السادس‏ ‏الميلادي‏ ‏مع‏ ‏الدير‏ ‏الصغير‏ ‏المبني‏ ‏حولها‏ ‏الذي‏ ‏يعود‏ ‏للعصور‏ ‏الوسطي‏ ‏وهذا‏ ‏الدير‏ ‏الأخير‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏ذكرته‏ ‏الروايات‏ ‏التاريخية‏ ‏من‏ ‏القرنين‏13, 15‏م‏ ,‏أما‏ ‏الدير‏ ‏الأصلي‏ ‏فكان‏ ‏مبنيا‏ ‏علي‏ ‏مستويات‏ ‏مختلفة‏ ‏فيما‏ ‏كان‏ ‏يبدو‏ ‏أنه‏ ‏تل‏ ‏مرتفع‏ ‏وقد‏ ‏أزيحت‏ ‏عنه‏ ‏الرمال‏.‏
                                          كنيسة‏ ‏الهيكل‏:‏
                                          تعود‏ ‏المباني‏ ‏الباقية‏ ‏من‏ ‏كنيسة‏ ‏الهيكل‏ ‏الأثرية‏ ‏للقرن‏ ‏السادس‏ ‏الميلادي‏ ‏وتتم‏ ‏فيها‏ ‏مراسم‏ ‏الصلاة‏ ‏حتي‏ ‏اليوم‏ ‏ويحوطها‏ ‏حوائط‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏وسلم‏ ‏لحمايتها‏ ‏من‏ ‏الرمال‏,‏وحوائط‏ ‏الكنيسة‏ ‏الخارجية‏ ‏هي‏ ‏الأكثر‏ ‏حفظا‏ ‏حتي‏ ‏اليوم‏ ‏أما‏ ‏الداخل‏ ‏فقد‏ ‏وضعت‏ ‏أعمدة‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏السميك‏ ‏وحوائط‏ ‏فاصلة‏ ‏من‏ ‏الطوب‏,‏والهيكل‏ ‏شكله‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏حنية‏ ‏ثلاثية‏ ‏الحنية‏ ‏الشرقية‏ ‏فيها‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏حنية‏ ‏نصف‏ ‏دائرية‏ ‏تزخرفها‏ ‏أعمدة‏ ‏مستديرة‏ ‏وبداخل‏ ‏الحنية‏ ‏الكبيرة‏ ‏حنيات‏ ‏صغيرة‏ ‏مربعة‏ ‏الشكل‏,‏والجزء‏ ‏من‏ ‏الحنية‏ ‏الثلاثية‏ ‏أمام‏ ‏الحنية‏ ‏الشرقية‏ ‏مستطيل‏ ‏الشكل‏,‏والحنيات‏ ‏بها‏ ‏فريسكات‏ ‏يعتقد‏ ‏أنها‏ ‏تعود‏ ‏للقرنين‏12‏و‏13 ‏الميلاديين‏ ‏مرسوم‏ ‏عليها‏ ‏صلبان‏,‏منها‏ ‏صليب‏ ‏يعتبر‏ ‏من‏ ‏أضخم‏ ‏الصلبان‏ ‏المرسومة‏ ‏علي‏ ‏الفريسك‏ ‏لذلك‏ ‏سمي‏ ‏الدير‏ ‏أحيانا‏ ‏بدير‏ ‏الصليب‏,‏ويعتقد‏ ‏جروسمان‏ ‏أن‏ ‏الحنية‏ ‏الثلاثية‏ ‏للكنيسة‏ ‏كانت‏ ‏مبنية‏ ‏وحدها‏ ‏أولا‏ ‏ثم‏ ‏حدث‏ ‏تعديل‏ ‏في‏ ‏المسقط‏ ‏الأفقي‏ ‏وأضيفت‏ ‏غرف‏ ‏ملحقة‏ ‏للهيكل‏,‏وخلال‏ ‏تكملة‏ ‏بناء‏ ‏الكنيسة‏ ‏بملحقات‏ ‏الهيكل‏ ‏تمت‏ ‏تكملة‏ ‏الحوائط‏ ‏لتصبح‏ ‏غرفتان‏ ‏منفصلتان‏,‏ويقع‏ ‏الجناح‏ ‏الغربي‏ ‏الملتف‏ ‏غرب‏ ‏صحن‏ ‏الكنيسة‏ ‏وهو‏ ‏أحد‏ ‏معالم‏ ‏العمارة‏ ‏القبطية‏,‏وكان‏ ‏المدخل‏ ‏من‏ ‏الضلع‏ ‏الشمالي‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏هناك‏ ‏مدخل‏ ‏من‏ ‏الضلع‏ ‏الغربي‏,‏وقد‏ ‏عثر‏ ‏علي‏ ‏بقايا‏ ‏رسوم‏ ‏جدارية‏ ‏ملونة‏ ‏علي‏ ‏الحائط‏ ‏الغربي‏ ‏وفي‏ ‏النهاية‏ ‏الغربية‏ ‏للصحن‏ ‏ما‏ ‏زالت‏ ‏محفوظة‏,‏أما‏ ‏الرسوم‏ ‏في‏ ‏الحنية‏ ‏الشرقية‏ ‏فهي‏ ‏من‏ ‏فترة‏ ‏أحدث‏ ‏وما‏ ‏زالت‏ ‏توجد‏ ‏بقايا‏ ‏تيجان‏ ‏أعمدة‏ ‏لكنها‏ ‏ليست‏ ‏من‏ ‏المبني‏ ‏الأصلي‏,‏وهناك‏ ‏صفان‏ ‏من‏ ‏الأعمدة‏,‏خمس‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏جانب‏ ‏من‏ ‏الممر‏ ‏وعمود‏ ‏واحد‏ ‏في‏ ‏منتصف‏ ‏الجناح‏ ‏الغربي‏ ‏الملتف‏ ‏هو‏ ‏الباقي‏ ‏الأعمدة‏ ‏الأصلية‏ ‏أما‏ ‏الأعمدة‏ ‏الأخري‏ ‏الباقية‏ ‏فهي‏ ‏أحدث‏ ‏منه‏ ‏مما‏ ‏يصل‏ ‏بإجمالي‏ ‏عدد‏ ‏الأعمدة‏ ‏إلي‏11‏عمودا‏.‏أما‏ ‏الكورنيش‏ ‏علي‏ ‏العقد‏ ‏الانتصار‏ ‏فهو‏ ‏من‏ ‏أصل‏ ‏البناء‏ ‏وهو‏ ‏يؤكد‏ ‏أن‏ ‏البناء‏ ‏بني‏ ‏أصلا‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏السادس‏,‏وهناك‏ ‏مجموعة‏ ‏أخري‏ ‏من‏ ‏المباني‏ ‏تنتمي‏ ‏للدير‏ ‏ما‏ ‏زالت‏ ‏مرئية‏ ‏إلي‏ ‏الشمال‏ ‏من‏ ‏الكنيسة‏,‏وخارج‏ ‏الدير‏ ‏أكوام‏ ‏أثرية‏ ‏كبيرة‏ ‏وتحتها‏ ‏منشوبيات‏ ‏أو‏ ‏مساكن‏ ‏الرهبان‏ ‏تدل‏ ‏علي‏ ‏الحياة‏ ‏الرهبانية‏ ‏الأولي‏ ‏وتقوم‏ ‏البعثة‏ ‏النمساوية‏ ‏بعمل‏ ‏حفائر‏ ‏للكشف‏ ‏عنها‏ ‏منذ‏ ‏عام‏1987 ‏حيث‏ ‏عثرت‏ ‏علي‏ ‏كنيسة‏ ‏أخري‏ ‏وعدد‏ ‏من‏ ‏المباني‏ ‏والمتعلقات‏ ‏الأثرية‏.‏
                                          كنيسة‏ ‏المدافن‏:‏
                                          وهي‏ ‏كنيسة‏ ‏بازيليكة‏ ‏الطراز‏ ‏عثرت‏ ‏عليها‏ ‏حديثا‏ ‏البعثة‏ ‏النمساوية‏ ‏التي‏ ‏عثرت‏ ‏أيضا‏ ‏علي‏ ‏بقايا‏ ‏مباني‏ ‏أخري‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏الأصلي‏,‏وتقع‏ ‏إلي‏ ‏الشمال‏ ‏من‏ ‏كنيسة‏ ‏الهيكل‏,‏وكان‏ ‏جسد‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏وآباء‏ ‏آخرين‏ ‏مدفونين‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏,‏وهذا‏ ‏البناء‏ ‏يعود‏ ‏للقرن‏6‏م‏ ‏لكنه‏ ‏يبدو‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏توسعة‏ ‏لكنيسة‏ ‏أقدم‏ ‏تعود‏ ‏للقرن‏ ‏الرابع‏ ‏الميلادي‏ ‏أو‏ ‏بداية‏ ‏الخامس‏ ‏الميلادي‏ ‏ويبدو‏ ‏أنها‏ ‏أقيمت‏ ‏لحفظ‏ ‏جسد‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏ومدخل‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏الجنوب‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏النارتكس‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏الضلع‏ ‏الغربي‏ ‏وبه‏ ‏سلم‏ ‏يصعد‏ ‏للدور‏ ‏العلوي‏ ‏البلكون‏ ‏وبه‏ ‏غرفة‏ ‏كبيرة‏ ‏تستخدم‏ ‏لطقس‏ ‏المياه‏ ‏وهناك‏ ‏أيضا‏ ‏المائدة‏.‏
                                          وتأخذ‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏شكل‏ ‏بازيليكا‏ ‏ذات‏ ‏صحن‏ ‏وممران‏ ‏جانبيان‏ ‏وجناح‏ ‏غربي‏ ‏ملتف‏,‏والهيكل‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏حنية‏ ‏واحدة‏ ‏شرقية‏ ‏نصف‏ ‏دائرية‏ ‏تحوي‏ ‏بداخلها‏ ‏حنيات‏ ‏صغيرة‏ ‏متعددة‏ ‏وتحيط‏ ‏بالحنية‏ ‏غرف‏ ‏من‏ ‏ثلاث‏ ‏جهات‏,‏وترتفع‏ ‏أرضية‏ ‏الهيكل‏ ‏عن‏ ‏صحن‏ ‏الكنيسة‏ ‏بدرجة‏ ‏واحدة‏ ‏فقط‏.‏
                                          وقد‏ ‏عثرت‏ ‏البعثة‏ ‏النمساوية‏ ‏جنوب‏ ‏الكنيسة‏ ‏علي‏ ‏غرفة‏ ‏كبيرة‏ ‏كانت‏ ‏تتصل‏ ‏بكنيسة‏ ‏المدفن‏ ‏وبها‏ ‏بقايا‏ ‏نافورة‏ ‏ربما‏ ‏كانت‏ ‏لطقوس‏ ‏المياه‏,‏وبعض‏ ‏المصادر‏ ‏التاريخية‏ ‏تذكر‏ ‏طقس‏ ‏المغطس‏ ‏وتنسبه‏ ‏للقديس‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏وعلي‏ ‏الجانب‏ ‏الشرقي‏ ‏لهذه‏ ‏الغرفة‏ ‏عثر‏ ‏علي‏ ‏بقايا‏ ‏مائدة‏ ‏مع‏ ‏فراغ‏ ‏مستطيل‏ ‏طوله‏15‏م‏ ‏حيث‏ ‏كانت‏ ‏تمتد‏ ‏المائدة‏ ‏لتناول‏ ‏الطعام‏.‏
                                          مبان‏ ‏وآثار‏ ‏أخري‏:‏
                                          كما‏ ‏ذكرنا‏ ‏سابقا‏ ‏فإن‏ ‏خارج‏ ‏الدير‏ ‏توجد‏ ‏أكوام‏ ‏أثرية‏ ‏تقع‏ ‏تحتها‏ ‏منشوبيات‏ ‏أو‏ ‏مساكن‏ ‏للرهبان‏ ‏وقلال‏ ‏للمتوحدين‏ ‏وإلي‏ ‏الجنوب‏ ‏من‏ ‏الكنيسة‏ ‏المكتشفة‏ ‏حديثا‏ ‏عثر‏ ‏علي‏ ‏بقايا‏ ‏حوائط‏ ‏عريضة‏ ‏لقاعات‏ ‏كانت‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏غرار‏ ‏المعروفة‏ ‏في‏ ‏دير‏ ‏باويط‏ ‏والقاعات‏ ‏الكبيرة‏ ‏منها‏ ‏مزخرفة‏ ‏كما‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏باويط‏ ‏بحنية‏ ‏جدارية‏ ‏شرقية‏ ‏صغيرة‏ ‏نسبيا‏ ‏وغالبا‏ ‏فإن‏ ‏هذه‏ ‏القاعات‏ ‏الكبيرة‏ ‏استخدمت‏ ‏كقاعات‏ ‏للصلاة‏ ‏في‏ ‏ساعات‏ ‏الخدمة‏ ‏المنتظمة‏ ‏أما‏ ‏المباني‏ ‏الأخري‏ ‏فربما‏ ‏كانت‏ ‏لسكني‏ ‏الرهبان‏,‏لكن‏ ‏لم‏ ‏يعثر‏ ‏علي‏ ‏بقايا‏ ‏المائدة‏.‏

                                          وصف الدير
                                          أول المصادر التاريخية التى بين يدينا عن وصف الدير هو ما كتبه المقريزى ( المتوفى سنة 1441م ) فى خططه وذكر انحصار الرهبنة فيه وكتب فى وصف الدير: " دير أبو فانا بحرى بنى خالد وهو مبنى من الحجر وعمارته حسنة وهو من اعمال المنيا ويقع فى الحاجر تحت الجبل"-‏ وكما‏ ‏يقول‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏ديمتريوس‏ ‏أسقف‏ ‏ملوي‏- ‏ما‏ ‏كتبه‏ ‏المقريزي‏ ‏المتوفي‏ ‏عام‏ 1441‏م‏ ‏حيث‏ ‏يذكر‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يعيش‏ ‏هناك‏ ‏ألف‏ ‏راهب‏ ‏وكان‏ ‏بالدير‏ ‏مائدة‏ ‏للرهبان‏ ‏تتسع‏ ‏لهذا‏ ‏العدد

                                          وفى سنة 1717م وضع الاب سيكار وصفاً للدير يذكر ما شاهده من الصلبان الكثيرة التى تزين حوائط الكنيسة وتمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية فيها عبارة " خشبة الحياة " ، وهذا تقرير الاب سيكار بالفرنسية:
                                          " رحلت من هذه الاديرة يوم 15 نوفمبر لكى اذهب الى كنيسة الصليب الفخمة التى تسمى ايضاً دير ابو فانيوس أو الانبا فانيوس وهى نفسها التى أشار اليها " روفان كاهن اكيلية " فى مقالاته عن حياة القديسين المتوحدين كنيسة الصليب التى يسميها ايضاً اليونانيون دير الانبا فانيوس وهى تقع على بعد ست أو سبع فراسخ من ملوى اسفل جبل الغروب . وهى مزينة بأحد وعشرين عموداً من الرخام من الطراز القوطى . أحد عشر منهم فى صحن الكنيسة والعشرة الآخرون يحيطون بالهيكل.
                                          الحوائط مرسومة من أعلى الى اسفل بعدد لا يحصى من الصلبان برسومات مختلفة وبألوان يختلف كل منه عن الآخر الذى يشكل منظر ممتع للرؤية.
                                          لفت نظرى أحد الصلبان وفى أطرافه أربعة ورود مرسومة بشكل جيد جداً ويبدو أن هذه الورود مرسومة قبل القرن الثامن قبل فتح العرب لمصر بقيادة عمرو بن العاص ثانى خليفة للمسلمين لأن هؤلاء القادة لا يمكن أن يكونوا قد سمحوا للمسيحيين ببناء مثل هذه الكنيسة لممارسة عبادتهم فيها . وبحثت بدون جدوى فى جميع أنحاء الكنيسة عن مخطوط يفيدنى عن تقويمها او تاريخها فلم أجد الا فى قبة الهيكل الكبير وحول الصليب الكبير هاتان الكلمتان اليونانيتان بحروف كبيرة التى تعنى " خشبة الحياة " ، وهذا يعنى ان الدير كان فى حالة جيدة حتى عام 1717م.
                                          تعد‏ ‏أول‏ ‏المصادر‏ ‏التاريخية‏ ‏عن‏ ‏وصف‏ ‏الدير‏ ‏,‏وفي‏ ‏عام‏ 1717 ‏وجد‏ ‏الأب‏ ‏سيكار‏ ‏الفرنسي‏ ‏مخطوطة‏ ‏أثرية‏ ‏تتكلم‏ ‏عن‏ ‏حياة‏ ‏رهبان‏ ‏الصحراء‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏والتي‏ ‏جاء‏ ‏فيها‏ ‏جزء‏ ‏كبير‏ ‏عن‏ ‏حياة‏ ‏القديس‏ ‏آفا‏ ‏فيني‏ ‏أو‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏وهناك‏ ‏مخطوطة‏ ‏علي‏ ‏ورق‏ ‏البردي‏ ‏محفوظة‏ ‏في‏ ‏متحف‏ ‏النمسا‏ ‏ومصدرها‏ ‏منطقة‏ ‏الأشمونين‏ ‏التابعة‏ ‏لمدينة‏ ‏ملوي‏ ‏وهي‏ ‏مخطوطة‏ ‏في‏ ‏غاية‏ ‏الأهمية‏ ‏إذ‏ ‏ترجع‏ ‏مصادرها‏ ‏إلي‏ ‏عام‏ 533‏م‏ ‏وفيها‏ ‏وصف‏ ‏لمنطقة‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏وأخبار‏ ‏عن‏ ‏الدير‏.‏
                                          ويذكر‏ ‏الأب‏ ‏سيكار‏ ‏ما‏ ‏شاهده‏ ‏من‏ ‏الصلبان‏ ‏الكثيرة‏ ‏التي‏ ‏تزين‏ ‏حوائط‏ ‏الكنيسة‏ ‏والمرسومة‏ ‏بعدد‏ ‏لا‏ ‏يحصي‏ ‏بأشكال‏ ‏وألوان‏ ‏مختلفة‏ ‏كما‏ ‏أن‏ ‏الكنيسة‏ ‏نفسها‏ ‏علي‏ ‏شكل‏ ‏صليب‏ ‏لذلك‏ ‏أطلق‏ ‏علي‏ ‏الدير‏ ‏اسم‏ (‏دير‏ ‏الصليب‏).‏وقد‏ ‏تمكن‏ ‏من‏ ‏قراءة‏ ‏كتابة‏ ‏باللغة‏ ‏القبطية‏ ‏علي‏ ‏قبة‏ ‏الهيكل‏ ‏الكبير‏ ‏وترجمتها‏ (‏خشبة‏ ‏الحياة‏)

                                          وفى سنة مجىء الحملة الفرنسية على مصر ( 1798 - 1801م ) وضع علماؤها وصفاً دقيقاً للدير وذكر فيه البئر والفرن ، وأن الرمال غطت معظم الدير ويسمى الدير باسم ( دير الصليب ) وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم هو ماسبيرو الذى زاره سنة 1883م ودهش من كثرة رسوم الصلبان فيه ، كما أن الكنيسة نفسها على شكل صليب.


                                          وصف الدير والكنيسة من كتاب الدليل الى الكنائس والاديرة القديمة:
                                          ( هو وصف للكنائس والأديرة من الجيزة الى اسوان وضعه قسم العمارة القبطية بمعهد الدراسات القبطية بالأنبا رويس ): يقع الدير فى الصحراء الغربية لبلدة قصر هور ويبعد عنها 4كم ، ويفضل الوصول الى اتليدم التى تبعد 18كم شمال ملوى ومنها الى قصر هور على مسافة 8كم ثم عبور بحر يوسف ثم السير 3كم الى الدير.
                                          الباقى من الدير هو الكنيسة القديمة فقط التى اختصرت مساحتها الى النصف وترك الجزء الغربى منها كفناء . والكنيسة التى ترجع الى القرن السادس الميلادى بها هيكل نصف دائرى تزينه الحنيات وعلى جانبيها أعمدة صغيرة وأمام الهيكل حجاب مطعم قديم.أمام الهيكل الخورس وعلى جانبيه حنيتان فى السقف بها فريسكات على شكل صليب لذا سمى أحياناً بدير الصليب ، ويوجد فى الركن الغربى القبلى من فناء الكنيسة البئر وكان بجانبه عمود من الاعمدة الأصلية للكنيسة القديمة واستبدلت باقى الاعمدة بأعمدة أحدث منها وسميكة.
                                          وخارج الدير اكوام اثرية كثيرة يوجد تحتها اثار منشوبيات الرهبان تشير الى الحياة الرهبانية الاولى بجوار الدير ، تقوم بالكشف عنها حالياً بعثة الاثار النمساوية.

                                          أعدت‏ ‏الحملة‏ ‏الفرنسية‏ ‏عام‏ 1798 ‏دراسة‏ ‏وصفية‏ ‏عن‏ ‏الدير‏ ‏وكتبها‏ ‏العالم‏ ‏جومارد‏ Jommard ‏حيث‏ ‏وصف‏ ‏دير‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏بكتاب‏ ‏وصف‏ ‏مصر‏ ‏وصفا‏ ‏دقيقا‏ ‏وأشار‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏يوجد‏ ‏به‏ ‏منشوبيات‏ ‏وهو‏ ‏نظام‏ ‏رهباني‏ ‏قديم‏ ‏جدا‏ ‏يجمع‏ ‏بين‏ ‏حياتي‏ ‏الشركة‏ ‏والوحدة‏ ‏في‏ ‏آن‏ ‏واحد‏ ‏فتكون‏ ‏كل‏ ‏منشوبية‏ ‏جماعة‏ ‏متناسقة‏ ‏وتنتشر‏ ‏هذه‏ ‏المنشوبيات‏ ‏حول‏ ‏المبني‏ ‏الكبير‏ ‏للكنيسة


                                          وصف الدير بكتاب وصف مصر لعلماء الحملة الفرنسية 1798-1801م: " دير ابو فانا - هو دير قديم مهجور يقع بالقرب والى غرب بنى خالد وبعيداً فى وسط الرمال التى يبدو انها غمرت المنطقة . فى الواقع أن الكثبان الرملية التى تراها فى الضواحى هكذا منعزلة فى سهل كبير تمتد فى شق لطيف حتى قمة السلسلة الليبية . هكذا الأبنية فانها من الخارج تجد جزءاً كبيراً غائصاً فى الرمال.
                                          والكنيسة فى تصميم قياسى طولها 31 متراً وعرضها 20.50 متراً هذا بخلاف السلم الخارجى الذى ينزل ( يمتد ) من السطح الى ارض الكنيسة . هذه الكنيسة مكونة من جوانب منخفضة مع صحن كبير محفوف بصفين من ستة أعمدة أحدها مربوط فى المحور يوجد أيضاً عمودان، وفى أقصاها صالة نصف دائرة مزدانة بستة أعمدة ، وفى الوسط مذبحاً مطلى بالجبس . وبها عدد من الصالات للخدمة على اليمين وعلى اليسار. والقبة تغطى الصحن والمذبح.
                                          ثم قباب أخرى أصغر تغطى أربع قطع أخر . أما الأعمدة فبعضها من الطوب والبعض الآخر من الرخام وكلها رديئة البناء ، والحوائط مطلية بالجبس ويرى عليها رسومات ضخمة فظة . وفى نهاية الصحن توجد صالة منفصلة بقضبان خشبية رفيعة الصنع . وفى احدى القطع الصغيرة الجانبية توجد فتحة ضيقة وهى تبدو لى أنها تؤدى الى ممر تحت الأرض.
                                          وأخيراً فى احدى الزوايا من الداخل رأيت بئراً كما فى زاوية أخرى فرناً وهو هضبة مرتفعة مغطاة ببقايا فخار وطوب ، ومكومة عند المبنى بارتفاع مستوى السطح وتكاد تحجبه تماماً وأنت قادم من الشرق. بل أنه يصعب جداً اكتشافها.

                                          ‏إن‏ ‏أول‏ ‏هذه‏ ‏البعثات‏ ‏كانت‏ ‏من‏ ‏مجموعة‏ ‏فريق‏ ‏دولي‏ ‏من‏ ‏ثمانية‏ ‏مؤسسات‏ ‏من‏ ‏خمسة‏ ‏دول‏ ‏أوربية‏ ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏العام‏ ‏قام‏ ‏عالم‏ ‏الآثار‏ ‏الألماني‏ ‏د‏.‏جروسمان‏ ‏أستاذ‏ ‏الآثار‏ ‏الشرقية‏ ‏بالمعهد‏ ‏الألماني‏ ‏بدراسة‏ ‏مباني‏ ‏الدير‏ (4) ‏وفي‏ ‏أواخر‏ ‏سبتمبر‏ 1987 ‏قامت‏ ‏هيئة‏ ‏الآثار‏ ‏المصرية‏ ‏بالتعاون‏ ‏مع‏ ‏بعثة‏ ‏الآثار‏ ‏النمساوية‏ ‏تحت‏ ‏إشراف‏ ‏عالم‏ ‏الآثار‏ ‏د‏.‏بوشلوزر‏ ‏باكتشاف‏ ‏الكنيسة‏ ‏القديمة‏ ‏التي‏ ‏يرجع‏ ‏تاريخها‏ ‏إلي‏ ‏نهاية‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏أي‏ ‏في‏ ‏زمن‏ ‏القديس‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ (‏قديس‏ ‏الدير‏) ‏وجدرانها‏ ‏مزينة‏ ‏برسوم‏ ‏الفريسك‏ ‏علي‏ ‏الجص‏ ‏بألوان‏ ‏مبهرة‏ ‏واكتشف‏ ‏المذبح‏ ‏وباقي‏ ‏حدود‏ ‏الكنيسة‏ ‏وأعمدتها‏ ‏وقامت‏ ‏البعثة‏ ‏بعمل‏ ‏سقف‏ ‏مسطح‏ ‏للكنيسة‏ ‏كما‏ ‏قامت‏ ‏بعمل‏ ‏ترميمات‏ ‏للمبني‏ ‏والفريسكات‏ ‏علي‏ ‏جدرانها‏ ‏ومن‏ ‏أهم‏ ‏اكتشافات‏ ‏البعثة‏ ‏النمساوية‏ ‏العثور‏ ‏علي‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ 20 ‏قطعة‏ ‏من‏ ‏العملات‏ ‏المعدنية‏ ‏التي‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏الفترة‏ ‏من‏ ‏عام‏ 350-425‏م‏ ‏وتم‏ ‏الكشف‏ ‏عن‏ ‏الحجرات‏ ‏الأساسية‏ ‏للدير‏ ‏والكنيسة‏ ‏والمدافن‏ ‏لرؤساء‏ ‏الدير‏ ‏وحجرة‏ ‏الأغابي‏ ‏الأصلية‏ ‏و‏4 ‏مصابيح‏ ‏زيت‏ ‏من‏ ‏البرونز‏ ‏من‏ ‏طراز‏ ‏متفرد‏ ‏وزخارفه‏ ‏معقدة‏ ‏ووعاء‏ ‏كروي‏ ‏بيزنطي‏ ‏من‏ ‏الزجاج‏ ‏به‏ ‏رسوم‏ ‏محفورة‏ ‏يوجد‏ ‏له‏ ‏مثالين‏ ‏آخرين‏ ‏فقط‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏أحداهما‏ ‏في‏ ‏دولة‏ ‏عمان‏ ‏والآخر‏ ‏في‏ ‏واشنطن‏.‏
                                          فن‏ ‏عمارة‏ ‏الدير‏:‏
                                          دير‏ ‏أبو‏ ‏فانا‏ ‏يحمل‏ ‏أشكالا‏ ‏مختلفة‏ ‏ونادرة‏ ‏تنتمي‏ ‏للفن‏ ‏البيزنطي‏ ‏في‏ ‏الأسقف‏ ‏والتشابه‏ ‏الوحيد‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الشكل‏ ‏هي‏ ‏كنيسة‏ ‏الميلاد‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏لحم‏ ‏والسقف‏ ‏الجمالون‏ ‏أيضا‏ ‏فوق‏ ‏الصحن‏ ‏الأوسط‏ ‏للكنيسة‏ ‏كما‏ ‏أن‏ ‏الفريسكات‏ (‏النقوش‏ ‏علي‏ ‏الحوائط‏) ‏تعتبر‏ ‏من‏ ‏أضخم‏ ‏رسومات‏ ‏الصليب‏ ‏في‏ ‏الكنائس‏ ‏القبطية‏ ‏عامة‏.‏
                                          قديسو‏ ‏الدير‏ ‏عبر‏ ‏العصور‏:‏
                                          من‏ ‏الآباء‏ ‏الرهبان‏ ‏القديسين‏ ‏الذين‏ ‏عاشوا‏ ‏وترهبنوا‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏البابا‏ ‏تيؤدوسيوس‏ ‏البطريرك‏ ‏الـ‏79 ‏والبابا‏ ‏متاؤوس‏ ‏الأول‏ ‏البطريرك‏ ‏الـ‏.87 ‏
                                          كنيسة دير القديس أبو فانا
                                          هى الكنيسة القائمة بالدير والتى ترجع الى القرن السادس الميلادى، ونورد ثلاثة أعمال حديثة فى وصف الكنيسة ، الوصف الأول لقسم العمارة القبطية والثانى والثالث عن كتاب الدير دراسة للاستاذ نبيه كامل داود.


                                          ********************************
                                          المراجع‏:‏
                                          ‏Aziz S Attia: 'Dayr Abu Fanah', Peter Grossmann in the Coptic Encyclopedia, Vo1.3 , pp. 699-.670‏
                                          ‏Aziz S Attia:'Dayr Abu Fanah', Rene George Coquin & Maurice Martin in The Coptic Encyclopedia, vo1.3, pp. 698‏
                                          ‏Otto Meinardus: 'Christian Egypt, Ancient and Modern', The American University in Cairo press, Cairo, .1977‏
                                          صموئيل‏ ‏السرياني‏: ‏الكنائس‏ ‏والأديرة‏ ‏القديمة‏ ‏بالوجه‏ ‏البحري‏ ‏والقاهرة‏ ‏وسيناء‏, ‏القاهرة‏, 1995.
                                          تذكر فى كل يوم انه اخر ما تبقى لك فى العالم فان ذلك ينقذك من الخطية .



                                          Comment

                                          Working...
                                          X