• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

قصة حياة القديس فرنسيس الأسيزي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قصة حياة القديس فرنسيس الأسيزي

    الفجر المشع
    ولد القديس فرنسيس في أسيزي بإيطاليا، نحو أواخر سنة1181، وكان الده، بطرس برنردونة، تاجر أنسجة غنياً، ووالدته بيكا، امراءة تقيّة. فعمّد في كنيسة مريم الكبرى، ودعي يوحنا، على أن والده لدى رجوعه من فرنسا بدّل هذا الاسم فرنسيس.
    وترعرع فرنسيس، فلقّنه كهنة القديس جرجس ما كان بحاجة إليه من العلم، وربّوه تربية مسيحية. وكان قد استمدّ سجاياه المحمودة من أمّه، المعروفة بالوداعة والقوة والإيمان، وبوقف حياتها علة خدمة أسرتها. فنشأ طافحاً بالحياة، لطيفاً رفيقاً، ساذج القلب. وكانت ظرافة عشرته تحجب ما اتّصف به من قوة وعزيمة ماضية، ومن خلق، إن لم يتغلب عليه، أدّى به إلى وخيم العاقبة.وقد مرّنه والده على أعمال التجارة، فمهر في البيع والربح، لكنه أثر على ذلك حياة اللهو والمسرة، ومجاملة الأصدقاء، وبسط الموائد الأنيقة لهم، والطرب معهم بالمزاح والغناء.
    ومع هذا، لم يكن فرنسيس يتجاوز حدّ الاعتدال في كلامه، وكان متنزهاً عن المنكرات، لا يتخطى مراسم الضمير، ويصحب جميع أفعاله بالوداعة.
    وإذا ما شكا الأب افراط ابنه في التبذير، أجابت الأم قائلة:"إنك سترى أن فرنسيس لن يهلك: فهو يحب الرب، وهو طيب النفس".
    فقد كان الطّيب والحب من طبع فرنسيس، وقاعدة شخصيته، وهذا ماجذب إليه اعتبار الناس، حتى أن منهم من كان كلّما صادفه في طريقه، فرش رداءه على الأرض، وأوعز إليه بالمشي على الرداء، فيجيبه قائلاً: "سلاماً وخيراً".

    الفارس العالي الهمة
    قارب فرنسيس العشرين من العمر، وهو عامر بالأحلام والآمال، ولا يجد السرور والحماس إلا بالتهالك على ما يتعب ويرهق، فبات يضطرم شوقاً إلى أن يحيا ويحارب في سبيل الوطن.
    وإذا بالحرب تنشب بين أسيزي وبروجيا، فكان ذلك مناسبة جديرة بميول فرنسيس، دفعته إلى أن يكون في عداد الفرسان المتسلحين، وهو يطفح اعتزازاً وجرأة وشباباً.
    اشتدّت محاصرة المتحاربين، وتأججت المعركة، وأثخنت الخيول وراكبوها جراحاً، فوقع فرنسيس أسيراً بعد أن كان في طليعة القوم، وأكره على أن يمر تحت قوس أغسطس اذلالاّ. لكنه ظل قرير العين بشوشاً في أسره، بالرغم من ضيقه، يحاول أن يشدد عزيمة رفاقه. وإن اكفهر الجو، ازداد هو بأساً، وعكف على الغناء منشداً: "ينتظرني مستقبل باهر: فالعالم سوف يكرّمني عظيم التكريم". أما رفاقه فكانوا يجيبون: "حقاً ! إنك لمجنون!" كلا ! إنه لم يكن مجنوناً، وإنما كان الاطمئنان يسوده ويثير خياله.
    ولما إن عاد من السجن، ابتلاه المرض، فكان ذلك أول آثار النعمة، التي جعلت تجرد قلبه مما ألفه من أفراح الدنيا.

    صوت من السماء
    ما كاد فرنسيس يتعافى، حتى عاد إلى ما كان عليه قبلاً من رغد العيش، وانطلق يحلم بأن يصبح فارساً متفوقاً. وقد حثّته هذه الحمّية على أن يقصد إلى بوليه البعيدة.
    فأخذ في الطريق مع فرسان أشراف، جعلوا يستخفون به ويقولون: " من هذا؟ إنه ليس من الأشراف، إنما هو ابن تاجر، يحطّ من منزلتنا!".
    أما فارسنا، فما برح أن أطلعهم على ما يعانيه من الألم، فاضطرّ إلى الاعراض عن مواصلة السير، وبات ليلة يتلوّى من الحمى. وحينذاك سمع صوت الرب يقول له: "لِمَ هذا التهالك على خدمة أناس، والرفق بقوم قلّما يجزيك؟ أليس الأجدر بك أن تخدم وتكّرم إلهاً وربّاً يجزيك جزاء لا حد له؟". فسأل فرنسيس: "وماذا ينبغي لي أن أصنع؟" فأجابه الرب: "ارجع إلى أسيزي، وهناك يقال لك ماذا ينبغي لك أن تصنع".
    طلع الفجر، فقام فرنسيس، وقفل راجعاً إلى أسيزي، حيث عاد وسمع صوتاً يقول له في وسط صمت الليل: "يا فرنسيس، تعال اتبعني!".
    فتلقّى فرنسيس هذه الدعوة الملّحة برضى لا رجوع عنه، وعزم على أن يتبع الرب، وأن يقف كل شيئ عليه، من غير شرط أو قيد.

    فرنسيس يقّبل الأبرص
    تغلب فرنسيس على الشغف بشؤون الدنيا، وراح يرّحب ترحيباً سخياً كاملاً بدعوة الله، فانتعشت حياته بروح جديدة، وجعل يعكف على الصلاة والتأمل، ويتردد إلى العزلة.
    ولكن، هل كان هذا نوع الحياة الذي وجب عليه أن يتخذه؟ ركب فرنسيس ذات يوم جوداً، وأخذ يتجّول في الحقول خارج أسيزي. فرأى أبرص مسكيناً شنيع المنظر مقبلاً عليه. فسوّلت له نفسه أن يهرب من معركة الخوف هذه، التي كانت من أعظم معارك حياته. لكنه تمهّل، ونطر إلى الشخص الموحي بالاشمئزاز، ونزل عن الجواد، ولم يأنف من معانقة الأبرص وتقبيله.
    أجل، لقد تمّ النصر لفرنسيس، فشعر بأنه أمسى شخاً جديداً، وبأنّ نوراً جديداً سطع في باطنه، وعاطفة جديدة شرعت تطفح من قلبه. ثم أدرك أنَّ المسيح المتألم هو الذي تراءى له بصورة الأبرص المشوّهة. فعمد من ساعته إلى خدمة البرص، وصار يتردد إلى المستشفيات، ويزور السجناء، ويدافع عن المضطهدين، ويعزّي الحزانى، وهو يرى ويخدم فيهم المسيح المصلوب.
    وقد ترك فرنسيس في وصيته ما يلي: "عندما كنت أتخّبط في الخطايا، كان يشقّ عليّ أن أشاهد البرص، لكنّ الرب اقتادني إليهم، قانقلب الأمر عذباً على قلبي وجسمي حتى هجرت العالم".
    إن نعمة الله تجعل المستحيل ممكناً.

    المصلوب يخاطب فرنسيس
    انقطع فرنسيس إلى خلوة كنيسة القديس داميانس القديمة، فسمع هناك صوت يسوع، يبعثه على صعود جبل الكمال، وسلوك سبيل الزهد في الذات:
    "إن رغبت، يا فرنسيس، في أن تعمل بمشيئتي، فينبغي لك أن تزهد في ذاتك زهداً كاملاً، وأنتمقت ما أحببت حتى الآن. فعندئذ تشغف باذلال البشر لك، وباحتقارك لذاتك، وبالفقر، ولن تعود تطيق ما استعذبته حتى الآن. وما كنت تعدّه جبناً وغروراً، سيوليك قوة وفرحاً لا يفي وصف بهما".
    كان لهذه الكلمات وقع شديد في نفس فرنسيس، حتى إنها إذاقته فرحة الخضوع للمشيئة الربانية، وجعلته يتغلب على ما كان الروح الخبيث يحاول أن يغريه به، بمختلف الوسائل، من التمثيل بالشباب الطائشين، والأغنياء والأشراف.
    أجل، ها هو فرنسيس يعزم على أن يذعن إلى نداء يسوع، ويعمد، رابط الجأش، إلى صعود سلم الكمال درجة درجة.
    وإذا بصوت المصلوب يقول له ثانياً: "قم، يا فرنسيس، رمّم بيتي المتداعي".
    لم يظن فرنسيس أن هناك معنى آخر لقول المصلوب، فراح يرمّم بيديه الكنائس والمعابد المتصدّعة.إلا أن العناية الربانية ما لبثت أن أقامت من فرنسيس صياداً للنفوس، بل باعثاً لرسل يجودون بذواتهم، بغية أن يحملوا إلى كل مكان من الأرض رسالة المسيح الرب.

    الاقتران بالسيدة الفقر
    " قم، يا فرنسيس، ورمم بيتي المتداعي". هذا ما سمعه فرنسيس، وإذا بفرنسيس يدرك، في تواضعه، أن الله لا يدعوه إلى بناء كنائس من حجارة فحسب، بل إلى بناء كنيسة النفوس أيضاً، وقد توصّل إلى ذلك بفضل نعمة الله، التي كثيراً ما تستخدم لسان الحوادث. وكان أول تلك الحوادث هجر فرنسيس لوالده.
    فقد اشمأزّ هذا من رؤية ابنه يعرض عن النيا، ويبيع المنسوجات، فخفّ إلى كنيسة القديس داميانس، وانهال على رئيسها بالتوبيخ الشديد، لقبوله عنده الشاب "مجنون الله". ثم أمر ابنه أمراً قاطعاً بالعودة إلى البيت الوالدي والعناية به.
    لكن تصميم فرنسيس كان غير ذلك، وقد فهم ما يقصده الرب من القول، بوجوب ترك كل شيئ، حتى الأُسرة، والالتحاق به.
    والآن، فها هو والده يرجعه إلى البيت، ويسجنه في حجرة، وبالرغم من هذا، بادرت أمه وأطلقت له الحرية، فعاد يرمّم الكنائس. وإذ رأى الوالد أن لا فائدة من التهديد والانذار، رفع الأمر إلى القاضي المدني، لكن فرنسيس احتجّ بأن أمره منوط بالمحكمة الكنسية.
    وعندئذ جرى هذا المشهد بمرأى من المدينة كلها: فقد مثل فرنسيس بين يدي أسقف أسيزي، ولساعته خلع ثيابه بطيبة نفس، وردّها إلى والده قائلاً: "إلى الآن دعوتك أبي على الأرض، أما فيما بعد فأقول في صواب: "أبانا الذي في السموات!".
    هذا الفعل الغزير المعنى، لأشبه ما يكون بطقس ديني: إنه يدّل على اقتران الأخ فرنسيس بالسيدة الفقر.



    فعل يوجه حياة بكمالها
    لبعض أفعال الناس آثار باقية خالدة، فهذا كان شأن تعري فرنسيس من كل شيئ، في حضرة مواطنيه، وإعلانه أن ليس له من أب سوى الذي في السموات.
    فقد خيّل إليه أن كلمة المعلّم تدوّي في أعماق نفسه: "اذهب، فبع كلّ شيئ تملكه، وتعال فاتبعني".
    فتقديس النفس، والتجرد من كل شيئ، نزولاً عند وصية يسوع للشاب الغني، الذي ورد ذكره في الانجيل، هما سبيل الإنسان الواحد إلى أن يصبح تلميذاً، لذلك الذي كانت عيشته على الأرض عيشة أفقر الناس.
    أجل، لقد أدرك فرنسيس، أن غرض حياته هو أن يكون فقيراً مع من كان أكبر الفقراء. فلن يكفّ، طول أيام حياته، عن الرفض المطلق لامتلاك أقل شؤون الدنيا، التي من طبعها أن تمتلكنا.
    كان الأمر صعباً، لكنه لم يكن من غنى عنه، وسط مجتمع كنسي هدّدته هموم العالم بالدمار. وها هو فرنسيس ينادي بالخلاص القائم على أشد الأقوال الانجيلية: "اطلبوا الملكوت وبرّه قبل كل شيئ، تزادوا هذا كله". فالفقر، والزهد في الذات، والتخلي عن كل شيئ، اصبحوا، في عرف فرنسيس، سبل كل قداسة، وجوعاً إلى الملكوت الله ونعمته.
    فيا لها من مدرسة سامية، افتتحها فرنسيس لجميع الناس، المعرّضين لعبودية الجوع إلى الذهب. إنها مدرسة ثقة بالعناية الربانية،التي تعمل على أن "نزاد كل شيئ". إنها مدرسة اطمئنان وسلام للبشرية، المجرّبة بالطمع والبخل!.


    حلم ورؤية
    في ليلة من صيف سنة1210، رأى البابا انوشنسيوس الثالث حلماً مرعباً، تمثّل له فيه أن كنيسة القديس يوحن اللاتراني، المدعوّة الكنيسة الأُم، أخذت تتداعى وتنذر بالخراب.
    استولى الخوف والحزن على البابا، وهو يشهد هذا المنظر في فراشه، عاجزاً لا يتحرك. ثم هبّ يصيح: "انقذوا الكنيسة!". لكنه لم يكن هناك من يسمع صراخه، أو يلقي إلى ندائه بالاً.
    وإذا بشخص يتراءى له على حين غرّة، في الردهة المجاورة، فقيراً، قصير القامة، خشن الثوب، حافياً، مئتزراً بحبل، يرافقه اثنا عشر رجلاً ارتدوا زيّه.
    ولكن هل لدى ذلك الشخص من حيلة، وما عساه يفعل الآن؟ ها هو يعانق الكنيسة، ويسندها، ويتوّصل بجرأة غريبة إلى توطيدها وتثبيتها.
    أما رؤيا الخلاص هذه، ترجع إلى البابا نفسه. فيبادر ويرفع إلى الله هذا الدعاء: "ربّ، ليت هذا يتحقّق!".
    كان فرنسيس المسكين الشخص الذي تراءى للبابا في الحلم، وقد اختاره المولى لاحياء كنيسته المقدسة.


    راوية الله – شاعر المخلوقات
    اورثت فرنسيس أمّه ميلاً كبيراً إلى الشعر والغناء. ففي السنوات الاولى من شبابه، كان دأبه دأب الرواة القادمين من فرنسا، ينشدون فرح الحب وجمال الكون.
    أما الآن، فقد تفوّق عليهم جميعاً، إذ صار على جانب كبير من الإبداع في بسط رؤية وافية لله والمخلوقات. فكانت نفسه تحنّ بخالص الحب إلى ما في الطبيعة من صفاء وسمّو، وإيمانه الحي كان يبرز الأشياء في بهاء، تسطع منه قدرة الله وصلاحه.
    وفي هذا الضوؤ، لم يكن" قانون إيمانه" ليقتصر، شأن غيره، على عرض جاف للعقائد والوصايا، بل كان يخفق فرحاً، وينبعث حمداً روحياً.
    لقد كانت الطبيعة تتجلى لبصر فرنسيس بكل ما أوتيت من عظمة وجمال، ومن نقاوة عذبة، وخير علوّي. فأصبح، هو شاعر الطبيعة، وملك المخلوقات، يتغّنى بتسابيح الخالق، باسم ما صنعت يداه.
    وهذا ما جعل، من الريح والنار والقمر والأرض والموت، أخوة له وأخوات. وهذا ما جعل الطير تذعن إلى أوامره، والذئاب المفترسة تقيه وجماعته شرّها واذاها.
    فبفضل فرنسيس، "قدوة تابعي المسيح"، أخذ يتّسرب في الموسيقى المسيحية نشيد جديد، نقي صاف، لا يفي وصف به.


    الدعوة الثانية
    كان لحياة فرنسيس الجديدة، حياة الخلوة والتأمل، مقام جزيل في عيني المولى، لكنه كان ينقصها شيئ، على جانب من الأهمية: وهو أن تكون قدوة، "نوراً يراه الناس، فيمجدون الآب الذي في السموات". ففي تلك الأيام، لم تكن الكنيسة بحاجة إلى معتزلين للعالم ونسّاك فحسب، بل إلى من يسيرون في خطى الرسل، ويكرزون بالانجيل في كل مكان أيضاً.
    وعليه، ففي اليوم الرابع والعشرين من شهر شباط سنة 1208، كان فرنسيس في كنيسة مريم سيدة الملائكة. فسمع، في قراءة القدّاس الانجيلية، آية أثرت فيه تأثيراً بالغاً: "اذهبوا واعلنوا البشارة، وقولوا: قد اقترب ملكوت السماوات".
    اذهبوا وأعلنوا البشارة!
    بدت هذه الوصية الإلهية لفرنسيس، في صورة تتجاوز العزلة، التي جاء إليها يبحث عن الله، وسط طمأنينة الحقول، وتغاريد العصافير. وإلى ذلك، فإنها بانت له السبيل الواجب عليه سلوكه، سبيل الحياة الرسولية، وبعثته على أن يطوف بالأرض هاتفاً بكلمة المعلم، من غير توان أو فتور.
    وإذا بفرنسيس يغّير ثوبه بآخر أخشن منه، ويحلّ زنّاره، ويبدله بحبل، ويعرض عن الطريق المؤدية إلى أسيزي، ويشرع يخاطب الجماهير في الساحة العمومية.
    وهكذا أصبح الفقير واعظاً.



    فرنسيس يمر بالجموع

    مرّ فرنسيس ذات يوم بإحدى المدن، فخرجت الجموع لملاقاته، وأغصان الزيتون بأيدي بعضهم، وجعلوا يهتفون: "هوذا القديس! ها هو القديس!". ومن شدّة احترامهم له، وشوقهم إلى رؤيته، لم يخشوا أن يزاحموه.
    كان ذلك شبه تمثيل لما جاء في الانجيل المقدس، فعلى آثار يسوع،كان فرنسيس يمرّ بالقرى والمدن، يعمل الخير، ويعظ بحب الله والإخوة، والتقوى والتواضع، والزهد في المال، وبذله تكفيراً للخطايا.
    أما أهل ذلك الزمان، فلم تكن طباعهم أفضل من طباعنا، إنما كانوا يمتازون بشيئ من الفطرية. فكان فرنسيس يجتذبهم بانشاد نشيد حمد وتسبيح، ثم يخطب فيهم. فمنهم من كانوا يهتزون لكلامه، ويبادرون إلى الالتحاق به.
    وكان ذلك العهد عهداً، حاول فيه الشعر الريفي أن يجمع، في شبه ديمقراطية مثالية، بين الفقير والغني، وبين التابع والسيّد. فقام فرنسيس، وتناول الأمر بطريقة مسيحية. وأنشأ أسرة رهبانية هي "أسرة أخوّة"، يتساوى فيها الفقراء والأغنياء، والفرسان وأبناء الشعب، والمتعلمون والجهّال، وفيها يكون الرئيس خادماً للناس أجمعين.
    وإذا بالجموع تنطلق من ضجيج الأسلحة ودخان الحرائق، وتتطلع إلى الفجر الجديد الذي أخذ يلوح في الآفاق"، تقتادهم جاذبية غريبة، ويقصدون إلى فرنسيس، وكلهم رغبة في التحدث إليه واسترشاده وسماعه.


    التلاميذ الأولون
    تخّلى فرنسيس عن الشؤون، التي من طبعها أن تستهوي الناس. وجعل يزداد قرباً من الله يوماً فيوماً، بالصلاة والعمل في العزلة الروحية. على أنّ حبّه لربّه عاد به إلى الناس، وإلى سلوك طرق العالم المستوحلة.
    أجل، إنه كان أفقر الفقراء، ومع هذا كان يبدو أنيس الطلعة سعيداً، والفقراء والأغنياء كانوا يأتون إليه، علّهم يجدون به غنى مجهولاً لا يفنى، لا يملكه أحد سواه: غنى الإيمان والحب.
    وإذا بطائفة من الناس يحتشدون حوله ويلازمونه: منهم الأغنياء والفلاحون، والفارس والفنان، والصانع وشاعران. وكانت السعادة حليفتهم في عوزهم، لا يكنزون شيئاً، وإنما وَكَلوا إلى ربّهم قلوبهم وأحلامهم، وأشواقهم وآمالهم.
    وكانوا يقومون، في النهار، بكل عمل يسألونه، يخصّون بنشاطهم الفلاحين في الحقول، والمرضى في المستشفيات. وإلى ذلك، كانوا يتنقلون من بيت إلى بيت، يلقون في القلوب حب المحبة والإيمان والسلام، ويعلّمون الناس أن يحبّوا الحياة وأن يباركوها.
    وفي الليل الصامت، كانوا يقبلون على تأمل الانجيل المقدس، يستمدون منه نوراً جديداً وقوة جديدة. فهكذا أعدّ فرنسيس فرسانه للجهاد من أجل المسيح، هكذا أقام أسس رهبانية الأصاغر، الإيمان عمدته، والنعمة هديه.



    ربيع الكنيسة يزهر
    قامت إذاً الرهبانية الجديدة على الفقر، والتواضع، والمحبة، والصلاة، والعمل.
    ولقد أراد فرسان المسيح المنتمون إليها، أن يفتتحوا العالم من غير غنى أو سلاح. فقصدوا إلى روما، وأطلعوا البابا انوشنسيوس الثالث على ما كان يهزّهم من الحماس والغيرة. وإذا أقرّ البابا الرهبانية شفاهيّاً، قفلوا راجعين، تصحبهم بركة النائب عن المسيح، إلى أمبريا وطنهم، وقد أصبح "جليل" ايطاليا الجديد.
    هناك جعلوا يسيرون في المدن اثنين اثنين، يحفّ بهم. جوّ عجيب من اخوّة، حدت الكثيرين على الانضمام إليهم، وكنيسة سيّدة الملائكة "مهد" لهم.
    أجل، من هذه الكنيسة، المدعوة "الجزء الصغير"، انطلق أولئك الرجال الجدد، يجمعهم الفقر، وينيرهم الإيمان، وتضرمهم المحبة. وإذا بالجماهير تتقاطر لسماع كلامهم الانجيلي الملتهب، الطافح من أعماق قلوبهم، فيسترسل أجفّْهم قلوباً في البكاء، والمتخاصمون يعودون إلى الوئام.

    كلارا الأسيزية وحياة النبل الجديد
    من أعجب من جاؤوا إلى فرنسيس، فتاة من أسيزي تدعى "كلارا" كان يبدو وكأنها تسطع نوراً. كانت غنيّة جميلة، من أسرة شريفة. وكان في وسعها أن تحظى بمنزلة عالية في الحياة. ولكنها ما إن سمعت ذات يوم عظات فرنسيس في الله، والحب الذي يلزمنا أن نخصَّ به الله، حتى استقرّ رأيها على أن تتبع فارس المسيح البطل.
    وإن إقبال كلارا على الحياة الجديدة، مكّنها من تذليل جميع العقبات، التي أخذت تعترضها، من جرّاء مقاومة والدها. فوكلت أمرها إلى فرنسيس، وكان قد أدرك ما امتازت به من الفضائل، والدعوة التي أنعم الله بها عليها. فساعدها على تحقيق حلمها، بمحبة وفطنة وبأس.
    ففي الليلة الواقعة بين27و28 آذار سنة1211، بادرت أغنى فتيات أسيزي وأشرفهّن وأسماهنّ فضيلة، وهجرت العالم، في سبيل معانقة الصليب، وسلوك سبيل الفقر والتواضع والعمل، ووقف حياتها على خدمة الله. وهكذا صارت كلارا من وراء نشوة "الرهبانية الثانية" التي لقَّبها فرنسيس برهبانية "السيدات الفقيرات"، ومهدها كنيسة القديس داميانس.
    أجل، كنّ فقيرات. لكنهنّ كنّ سيدان شريفات عنيّات، إذ كنّ عرائس المسيح، سيد كل شيئ وربّه، بل سيادت جديرات بكل إكرام وسط الناس والعالم.
    وبهذا رفع فرنسيس شأن المرأة عالياً، تحفّ بها هالة من الجمال والسحر، وأقام نوعاً من الارستقراطية الأدبية والروحية المستمدة من المسيح.


    الغفران الكبير
    لم يكن ليهدا بال فرنسيس، وهو يتمثّل العدد الوافر من الناس الذين لا يحبون الله، بل يهينونه.
    ففي ذات ليلة من سنة 1216، إذا كان يضطرم حباً لله، في معبد سيدة الملائكة، تراءى له يسوع ومريم، يحفّ بهما عدد عديد من الملائكة. فأوعز إليه يسوع بأن يسأله ما يشاء لخير النفوس. فأجابه فرنسيس بدالّة بنوية: "إلهي القدوس، اسألك، أنا الخاطئ المسكين، غفراناً كاملاً لكل تائب، اعترف وتناول وزار هذه الكنيسة".
    فقال يسوع: "طلبتك عظيمة جداً. لكنك أهل لأَّعظم منها. وإني لمجيبك إليها. فاذهب إلى نائبي على الأرض، واسأله باسمي هذا الغفران".
    وفي فجر الغد، دعا فرنسيس أحد الرهبان وقال له: "لنذهب إلى البابا". فتوَّجها إلى بروجيا، حيث كان يومئذ البابا هونوريوس الثالث. فوقفا بين يديه، فأخذ البابا العجب من طلب فرنسيس، فسأله: "إلى كم سنة تريد هذا الغفران؟".
    أجابه فرنسيس: "أيها الآب الأقدس، أنا لا اطلب السنين، وإنَّما اطلب النفوس". ثم ردّد فرنسيس قول الرب. فأجابه البابا: "لم يسبق أن منح مثل هذا الغفران".
    أجاب فرنسيس: "أيها الآب الأقدس، لست أنا الذي اطلب هذا الغفران، إنما يسوع المسيح أوفدني إليك".
    سمع البابا هذه الكلمات، فتأثر تأثراً بالغاً. ثم قال ثلاثاً: "باسم الله، امنحك هذا الغفران للأبد، فيمكن اكتسابه مرة في السنة، من العصر إلى غروب اليوم التالي. أما اليوم، فهو الثاني من شهر آب".
    وقد مدّ الأحبار الأعظمون هذا الإنعام إلى جميع أيام السنة.




    فرنسيس رسول في الشرق
    انضمّ فرسان آخرون إلى الأولين. فشاء فرنسيس أن يسيروا وفق روح القانون المقدس، وأن يخدموا ربّهم بالفقر والتواضع والعفة. وإن نزع أحدهم إلى الفتور والتواني، استدعاه فرنسيس وقال له: "انطلق إلى بيتك، يا أخا الذئاب. فما أنت إلا زنبور يتناول عسل النحل".
    وكان يوصي إخوته قائلاً: "على جميع الذين بعثهم الرب للعمل، أن يخلصوا في عملهم، متنصلين من البطالة، عدوة النفس، ومحافظين على روح الصلاة المقدسة، التي لها الصدارة في هذه الدنيا".
    مرّت الأيام، والرهبانية تنضج شيئاً فشيئاً. فهّم فرنسيس بالأَخذ في السفر إلى الشرق، متعطشاً إلى النفوس وبذل الذات. فلم تثنه المشقّات الجمّة عن الحلول بمصر، حيث مثل بين يدي السلطان الملك الكامل.
    ثم برح مصر إلى الأرض المقدسة، للصلاة والتأمل، في الأماكن التي باركها المسيح. فعاد متأثراً من منظر طفل بيت لحم، ومصلوب الجلجلة. وبعد أخذ قسط من الراحة في الوطن، رجع إلى حياته الرسولية، حتى وصل فرنسا واسبانيا، باذراً أينما حلّ كنوز كلامه وفضيلته.
    أما زيارته لبلاد المسيح، فإنها لم تذهب عبثاً. فأبناؤه سيكونون حراساً لأماكنها المقدسة، وسيحافظون عليها بإيمان وبأس.



    مجمع الحصر
    ممّا ينطق بصلاح الرهبانية الفرنسيسية: المجمع المسمى بمجمع الحصر (بسبب الحصر التي أعدّها فرنسيس لسكنى الرهبان). وقد عقد في كنيسة سيدة الملائكة، في الثالث عشر من أيار سنة 1221، يوم عيد العنصرة. وبلغ عدد الذين استطاعوا الحضور نحواً من خمسة آلاف أخ، قدموا من ايطاليا وغيرها من ربوع الأرض. وكان من بين أولئك، القديس عبد الأحد، مؤسس الرهبانية الدومنيكية.
    قام فرنسيس، في هذا المجمع. وخطب في الإخوة، قال: "لقد وعدنا الله بالعظائم، إلا أن ما وعدنا الله به أسمى منها. قصيرة هي لذة الدنيا! ابدّي العقاب الذي يليها! الألم وقتي، أما مجد الحياة الأخرى، فلا حدّ له".
    "أوصيكم، باسم الطاعة المقدسة، بأن لا يكترث أحد لشؤون الجسد، بل أن تتفرّغوا للصلاة وخدمة الله، مُلْقين همَّ الجسد على الذي يعنى بأمركم".
    وقد بعث على تأثر الحضورمعانقة فرنسيس للأخ انطون البادوي، أحد الذين جاؤوا إلى المجمع. كانت دوافع الرغبة في الاستشهاد حدت بهذا الأخ، إلى ترك رهبانية قانوّني القديس اغسطينوس، والالتحاقبرهبانية الإخوة الأصاغر. فجعله وُسْعُ ثقافته الدينية أهلاً لأن يلقَّب "بحامي الإيمان ومطرقة المبدعين". ثم أصبح أعلى مجد للرهبانية الفرنسيسية، وأشهر صانع للمعجزات عرفه العالم، ورفع إليه الدعاء.
    لذلك أحصاه البابا بيوس الثاني عشر في عداد معلمي الكنيسة، واسماه "المعلم الانجيلي".

    الرهبانية الثالثة
    سنة1223، أقرّ البابا هونوريوس الثالث رسمياً الرهبانية الفرنسيسية، التي ما برح الناس يتواردون عليها من جميع النواحي، بغية خدمة الله، وإعلان اسمه إلى العالم.
    وكان نحو سنة 1221، أن غصنا جديداً أخذ ينمو على الجذع الأصيل، إلى جانب الإخوة الأصاغر وراهبات كلارا، وهو الرهبانية الثالثة، ووضع لها قانوناً يرمي إلى تقديس حياة أولئك، من غير أن يتركوا العالم.بهذا تمّ شوق الكثيرين الشديد إلى حياة الزهد والكمال، في رهبانية دعيت أولاً "رهبانية إخوة التوبة"، ثم "الرهبانية الفرنسيسية الثالثة". فانضمّ إليها أقرب الناس إلى فرنسيس، ومن كل سنّ وطبقة ومقام، من كهنة وأساقفة وباباوات وأمراء وملوك.
    حقّاً! أرادت العناية الربانية هذه الرهبانية، التي ادهشت العالم في نسيانه لانجيل الخلاص. فقد بعثت فيه حياة جديدة، واعلت شأن المساكين، وردّت أسلحة الانتقام، ونشرت الحب في القلوب والأفكار والأفعال.
    إن الانتماء إلى الرهبانية الثالثة نور وهدى لحياتنا الروحية، في درب الكمال المسيحي.


    مذود غريتشو
    اقترب عيد الميلاد سنة1223، وأخذتالترانيم الرعوية تنعش الآفاق. فراودت فرنسيس، وهو الكثير الشغف بيسوع الطفل، قال: "الشوق يلحّ بي أن أحيا ليلة الميلاد السماوية، وأن أرى بعيني يسوع الطفل، كما ولد في بيت لحم، مضجعاً فقيراً مسكيناً في مغارة حباً لنا. فانطلق إلى الغابة، وابحث بين الصخور عن مغارة واسعة، وأقام فيها مذوداً، وأنثر على الأرض تبناً، وأحضر ثوراً وحماراً، فنحتفل إخوة وشعباً بحلول ابن الله في أرضنا".
    هكذا ولد من قلب فرنسيس المولع بالمسيح ذلك المهد، الذي يحرّك عواطفنا كل سنة، إذ يحملنا على أن نحيا سرّ الحب المتجلي في الميلاد المقدس.
    ولما أعدَّ كل ما يفتقر إليه الاحتفال بالليلة المقدسة، سارع الإخوة من المساكن المجاورة والبعيدة، وتوارد المسيحيون، رجالاً ونساء، من الضياع القريبة، وبأيديهم المشاعل، وألَّفوا شبه إكليل ضمن المغارة.
    وعند منتصف الليل، اقيم القداس الإلهي، وخدم فيه فرنسيس كشماس انجيلي. وبعد إعلانه الانجيل، ألقى على الحاضرين خطبة في سرّ ميلاد المخلص العظيم.
    ومنذ ذلك الحين، جرت العادة أن تقام مغاور الميلاد، وأن تدخلهذه السرور على قلوب الملايين من الصغار، وتبعث من الجمودمئات الملايين من القلوب.


    فرنسيس يحرر اليمامات
    كان فرنسيس ينجذب بحب وفرح إلى جميع المخلوقات، كان الإخوة تربطه بها، وتخصه على أن يرقّ لها.
    وقد اتفّق ذات يوم ان سار في الحقول، فلقي صبياً معه قفص فيه عدة يمامات. فأخذته الشفقة، إذ خطر بباله أنهن سيبعن أو سيذبحن. فقال للصبي: "أسألك أن تهب لي هذه اليمامات الوديعة. فهي، في الكتاب المقدس، صورة للنفوس الطاهرة الأمينة، ولا يجوز أن يسلّم لأيدٍ قد تذبحها".
    فنظر الصبي إلى فرنسيس، وقد أصابته الدهشة. لكن عذوبة كلماته حملته على إعطائه اليمامات من ساعته. أما فرنسيس، فطفح منه السرور، وبادر إلى تناول اليمامات، وأخذ في مخاطبتهن قائلاً "يا اخوتي اليمامات الساذجات البريئات، لماذا وقعتنّ في الفخاخ؟ مرادي أن انقذكنّ من الهلاك، وأن تعدن إلى أقفاصكنّ، وتكثرن وفق وصية الربّ".
    ثم شكر الصبي، وأخذ اليمامات إلى كنيسة سيّدة الملائكة، ووضعهن في أقفاص الحرية.
    وهناك حادث آخر جدير بالذكر. أهدى أحدهم فرنسيس حملاً لمناسبة عيد الفصح. فأحب فرنسيس الحمل، إذ بعثه على التفكير بالمسيح، حمل الله المضحى من أجل خلاصنا. وصار الحمل يتبعه ويطيعه كأنه كائن يدرك. وإلى ذلك، كان ينضم خاشعاً إلى فرنسيس وأخوته وهم يصلّون.
    لنتعلّم أن نرى في المخلوقات شعاعاً وصورة لجمال الله وصلاحه.

    فرنسيس يعظ العصافير
    مرّ فرنسيس يوماً بإحدى الضياع، فرأى تلاّ تكدّست فيه العصافير المختلفة الأجناس والأشكال، كأنها تلاقت لموعد غريب. فسأل من معه أن يقفوا، ريثما يذهب إلى إخوته العصافير، ويرى ما تعمله. فأقام وسطها، وأوعز إليها بأن تصغي إلى كلام الله، قال:
    "إخوتي العصافير، عليكم بتسبيح ربّنا ومحبته في كل حين، لأنه كساكم ثياباً بهية الألوان، وأطلق لكم أن تطيروا، ويجود عليكم بما إليه تحتاجون، ويوليكم أن تسكنوا حيثما شئتم. أنتم لا تزرعون ولا تحصدون، وهو يحفظكم ويعتني بأمركم، من غير أيّ عناء منكم".
    عند هذه الكلمات، هّبت العصافير تعرب عن بهجتها. فمدّ فرنسيس يده، ولمسها بثوبه الخشن فرحاً، ثم باركها وصرفها بعلامة الصليب. فقامت ورفرفت على رأسه، وعادت إلى أعشاشها.
    إن هذا الحدث ليحثّنا جميعاً على أن تسبّح في كل آن الإله، الذي هو مصدر كلّ هبة، وأن نلقي عليه الاتكال. فلا شيئ يعجز قدرته – جلّ جلاله.


    نحو العلى
    لا تزدهر حياة النفس ولا تسمو إلاّ بالصلاة والتأمل. وهذا ما كان يحدو فرنسيس على التردّد إلى العزلة لمناجاة الله.
    كتب أحد الإخوة بهذا الشأن: "كثيراً ما كان يوم، ويخلد إلى أمكنة توفّر الطمأنينة والاختلاء، بغية أن يكون مع الله وحده، وأن ينفض عن نفسه ما قد يكون علق بها من غبار العالم". فهنالك كان، باسم يسوع المصلوب وأمه المجيدة، وبجناحي الروح، يحلّق في العلى، وينجذب شديد الانجذاب إلى رؤى الفردوس.
    وكانت الأمكنة، التي ألِف فرنسيس الانقطاع إلى عزلتها، كانت توحي إليه بذكريات الأمكنة الانجيلية: بيت لحم، جبل صوم المسيح، الجلجلة. فأصبحت، على غرار هذه، واحات مناجاة لله، وكوّنت قداسة فرنسيس. وحضور فرنسيس فيها قدّسها بدوره، وجعلها حتى اليوم أمكنة يغتني فيها أبناؤه روحياً، كي يكونوا أكثر شبهاً بمعلمهم، ويشهدوا للرب ولأنفسهم وللآخرين، بأن حياتهم موقوفة لله، في ضوء مثالية القديس فرنسيس.



    فرنسيس والافخارستيا
    من أين كان يستمدّ فرنسيس غذاء المحبة؟
    كان ذلك من الافخارستيا أولاً. فهي تمدّ النفس بما تفقتر إليه هذه، كي تتمكن من محبة الله والقريب محبة فائقة الطبيعة.
    إن المحبة هي السبيل إلى الاتحاد بالله، والافخارستيا هي ما يجمعنا بالله: "من أكل جسدي وشرب دمي، أقام فيّ وأقمت فيه".
    فالمحبة الكاملة تكون بالبقاء في الشخص المحبوب، بل بالتحول إليه. وقد قال القديس يوحنا: "من أقام في المحبة، أقام في الله، وأقام الله فيه". فإن كان الله في نفس ذاك الذي يتناوله، فهذا يقيم في المحبة، بل يقيم فيها بنوع يزداد كمالاً.
    وعليه، ففي الافخارستيا، ألقى فرنسيس مركز كل نشاطه النابض. كان يقدم على التناول بأقدس عواطف الاستعداد، وينجذب أشد الانجذاب إلى ملاقاة عطيّة الربّ بالمحبة، وعرفان الجميل، ويجد الراحة بمَن هو الخير غير المحدود، مستطيراً فرحاً روحياً، ومعانقاً في قلبه جميع الذين فداهم المسيح.
    وكان، في مناجاته الافخارستية، يصرخ إلى الرب: "يا رب، اجعلني أداة لسلامك! لنبشر بالحب حيث الحقد – ولنبن السلام حيث الخصومة – ولنوقظ الإيمان حيث الشك – ولنبعث العزم حيث الكآبة والحزن – ولنبذل الصفح حيث الإهانة – ولنعلن الحقيقة حيث الضلال – ولنحيَ الرجاء حيث اليأس – ولنشعّ النور حيث الظلمة".
    أجل، كان فرنسيس يشعر بأن الافخارستيا جعلته واحداً مع المسيح. وهذا ما دفع البابا بندكتس الخامس عشر على أن يشهد بأن فرنسيس "أكمل صورة وجدت على الأرض للمسيح".

    وسم المسيح
    في شهر أيلول سنة1124، رحل فرنسيس إلى جبل "فرنا"، مستصحباً بعض الإخوة. فكانت صلاته تزداد اضطراماً هناك يوماً فيوماً. وارتفع دعاؤه عالياً بين الدموع والتنهدات:
    "أيها الرب يسوع المسيح، أسألك أن تظفّني بنعمتين قبل مماتي: الأولى أن أشعر في نفسي وجسدي، ما أمكن، بما اضطرمت به من الحب العجيب، الذي حملك، أنت ابن الله، على أن تموت لأجلنا نحن الخطأة المساكين".
    ثم صمت، ومكث مصلوب الذراعين، حتى بدأ وكأنه شبح، انهكه الصوم والألم. لكن وجهه ظَلَّ يشع نوراً، من جراء لهيب الحب الذي كان يلتهمه.
    وبينما كان فرنسيس يلتفت إلى الشرق عديم الحركة، إذ رأى بغتة سروفياً هابطاً من السماء، وقد وقف تجاهه مرتفعاً في الجو، وله أجنحة منيرة ملتهبة، وهو يحمل صورة المصلوب مطبوعة في جسمه.
    وعند ذاك، أحاط بجبل فرنا نور ساطع، أضاء ما حوله من الجبال والأدوية. أما فرنسيس، فقد شعر بأن جرحاً فادحاً ثخن جسمه، فيقي مغمياً عليه. ولما توارت الرؤيا، شهد، وهو مرتعش من الكآبة والمسرّة، مسامير صليب المسيح في يديه ورجليه، وأبصر جنبه الأيسر دامياً بجرح الشهيد المصلوب:
    "لقد وسم بوسم المسيح الأخير فحمله في جسمه طيلة سنتين". (دانته، الفردوس11)

    نشيد في الخلائق
    اشتدّ سوء الحال بفرنسيس اشتداداً عظيماً، في أواخر عمره. فكانت الجراحات تؤلمه، والعينان لا تطيقان النور، والمعدة لا تطيق الطعام. فانطلق به الإخوة إلى دير القديس داميانس، حيث كلّمه المصلوب للمرة الأولى، بغية التفريج عنه.
    وكان قد اقبل شتاء1224-1225. فاعتزم فرنسيس أن يؤلف
    "نشيداً في الخلائق".

    قال أحد الآباء الفرنسيسيين: "إن نشيد الخلائق هو عهد القديس فرنسيس، هو أشادته بالحياة على عتبة الموت، ومعانقته البشر في ساعة الفراق والرحيل، والغناء وسط التلوي من الألم، والحب الذي يفوق الألم، وبدء فنّنا، وسرّ وسمنا المسيحي، ورمز خلودنا".


    زهرة تحترق بأشعة الشمس
    ها قد اقتربت ساعة دعوة الرب لفرنسيس إليه. "فاستقبل الموت منشداً"، على حدّ قول أحدهم، وكان بودّه أن يموت قريباً من كنيسة البورسيونكلا (الجزء الصغير).
    وقبل ذلك، استغفر الجميع، وبارك أبناءه وبناته، وبارك أسيزي، مدينته العزيزة، وغاص في الصلاة: "أهلاً بأخي الموت ... ها إن الرب يدعوني ..."
    وكان مساء اليوم الثالث عشر من شهر تشرين الأول سنة 1226. الآفاق صافية كأنها على أهبة لقبول أنفاس فرنسيس الأخيرة، ونور ضئيل يبدو في وجه القديس المشرف على التلف، تعلو محيّاه ابتسامة رقيقة. وفي وسط الصمت السائد، سراب من "إخوته القنابر" يبادر ويغّني. والحاضرون ينحنون على وجه من شمع، لعله يوحي برمق من الحياة. ولكن الفم أمسى جامداً لا يتحرك.
    فقد مات فرنسيس من غير ضجّة أو عراك، كزهرة تحترق على جذعها بأشعة الشمس.
    أجل، هكذا برحت نفس فرنسيس هذه الدنيا. فظل جثمانه على الأرض، يشع نوراً، وتفوح منه رائحة الزنابق، بين أعجاب الحاضرين من أمره. وتقبيل الإخوة له.
    ثم حمل الجثمان ودفن في كنيسة القديس جرجس، حتى اليوم الذي شاد الأخ ايليا الكنيسة الكبرى، على اسم أبيه القديس. إلى هناك نقل جثمان فرنسيس. وهناك أصبح قبر القديس الساروفي محطّ حجّ للعالم كله. فما زال الملايين يقصدونه من كل دين وطبقة، ويجثون راكعين أمامه، ملتمسين منه نوراً وقوة وسنداً وسلاماً.
    إن هذا القبر قد جعل من أسيزي أورشليم الغرب.

    خاتمة
    إن فقير أسيزي قد أنشد أصفى أفراح الأرض، ورفع شأن ما بها من آلام وتضحية وموت.
    إنه قد بكى طغيان البشر وظلمهم، وعلَّمنا أن يحب بعضنا بعضاً، حب إخوة في المسيح.
    زهد في نفسه زهد الأبطال، وقدّم ذاته وأعماله قرباناً على مذبح الرب.
    أشاد بالصليب راية، وبالانجيل ناموساً، وبالمحبة أختاً.
    ومن بين المدائح التي خصَّه الناس بها، مديح الكنيسة هذا:
    "إن فرنسيس، الذي كان فقيراً وضيعاً حباً للمسيح، قد أصبح أهلاً لدخول السماء بين أناشيد الملائكة".
    من يوقف إدماني على عشقكَ؟
    من يوقف سكرتي في عينيك؟
    أبسط صلاتي إليكَ على الليل
    ناراً لمجامرِ العاشقين.
    وأنتظر مع الفجر وجهك. . .
    أنشد لك مع القديسين أناشيد الحب إليك.

  • #2
    رد: قصة حياة القديس فرنسيس الأسيزي

    يا عيني عليك يا كريستيان هاد القديس بيعز على قلبي كتير
    يعطيك العافية

    الرب يحفظك الرب ستر لك,لا تؤذيك الشمس في النهار ولا القمر في الليل, يحفظك الرب من كل سوء يحفظ الرب نفسك

    With every breath...you will sail
    so try to touch ...my ocean


    VIVA ITALIA .............VIVA ROMA
    AZZURRI

    Comment

    Working...
    X