• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

ميخائيل نعيمه

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ميخائيل نعيمه

    يا نـهرُ ذا قلبي أراه كما أراكَ مكبَّـلا
    والفرقُ أنَّك سوفَ تنشطُ من عقالِكَ ، وهو لا



    "ميخائيل نعيمه"












    ولد ميخائيل نعيمه في بسكنتا _ لبنان _ سنة 1889،بدأت رحلته حول العالم، من فلسطين الناصرة حيث درس في المدرسة الروسية إلى موسكو القيصرية، فالولايات المتحدة الأمريكية عام 1916 بجامعة واشنطن، حيث حصل على إجازتين في الأدب والحقوق، ثم انتقل إلى جامعة رين الفرنسية، ابان الحرب، وعاد مرة أخرى إلى الولايات المتحدة سنة 1919، حينها أسس مع "جبران خليل جبران" وآخرين "الرابطة القلمية" التي استمرت من 1920 إلى 1930

    وفي عام 1932 عاد إلى بسكنتا متوحداً فيها مع نفسه وقلمه، حيث وضع أهم أعماله.

    في عام 1914، نشر نعيمة مجموعته القصصية الأولى: "سنتها الجديدة"، وهو في أمريكا، وفي العام التالي 1915، نشر قصة "العاقر" ، أما مجموعته القصصية "مرداد" فقد صدرت سنة 1952، وفيها الكثير من شخصه وفكره الفلسفي.
    وبعد ستة أعوام _ في عام 1958 _ نشر نعيمه "أبو بطة"، التي صارت مرجعاً مدرسياً وجامعياً للأدب القصصي اللبناني/العربي الذي يطمح نحو العالمية، قبلها بعامين _ في العام 1956 _ كان قد نشر مجموعة "أكابر" "التي يقال أنه وضعها مقابل كتاب النبي لجبران".



    تميز نعيمه بانتاج أدبي غزير ومتنوع ، ومن أعماله : لقاء ، دروب ، يا ابن آدم ، همس الجفون ، البيادر ، الغربال ، الأوثان ، كرم على درب ،زاد المعاد ، مذكرات الأرقش ... وغيرها من الأعمال


    بعنوان "سبعون" وضع نعيمه قصة حياته في ثلاثة أجزاء ما بين عامي 1959 و 1960، ربما ظنا منه أن السبعين هي آخر مطافه، ولكنه عاش حتى التاسعة والتسعين، وبذلك بقي عقدان من عمره خارج سيرته هذه.
    بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


    فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


    يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




    best friends
    Infinity and eternity



  • #2
    لقاء






    بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


    فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


    يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




    best friends
    Infinity and eternity


    Comment


    • #3
      الموضوع حلو الله يسلم ايديك
      "لا تبصق بالبئر لانك بيوم من الأيام سوف تشرب منه"
      أخوة حتى الموت

      Comment


      • #4

        موضوع مميز كلود
        وناطرينك تكمل اعمالو كلها في كناب اسمو كرم على درب ومشكور



        من هنا مررت........

        Comment


        • #5
          في مهب الريح





          هنـــــا
          بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


          فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


          يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




          best friends
          Infinity and eternity


          Comment


          • #6
            و هي لعيون الغالي بريف و نيبو

            كرمي على درب
            فيه العنب وفيه الحصرم
            فلا تلمني يا عابر السبيل إن
            أنت أكلت منه فضرست





            كرم على درب









            هنـــــا
            بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


            فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


            يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




            best friends
            Infinity and eternity


            Comment


            • #7
              ميرسي حبيب
              مشتقلك ياجورج وع بالي زورك
              الله يرحمك يا جورج
              بوعدك ماانساك شو ماصار
              ياأحلى ملاك
              تعبان ومتدايق وبدي ابكي
              ومادخل الرجولية بالدموع وإذا مااقتنعت مني ...
              أنا ماني رجال

              Comment


              • #8
                Originally posted by cloude View Post
                و هي لعيون الغالي بريف و نيبو

                كرمي على درب

                مشكووووووووووووووور يا غالي



                من هنا مررت........

                Comment


                • #9
                  اهلا بالشباب كلا و الله انشا الله عجبكن الموضوع
                  بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                  فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                  يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                  best friends
                  Infinity and eternity


                  Comment


                  • #10
                    أبو بطة


                    "مجموعة قصصية "







                    هنـــــا
                    بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                    فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                    يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                    best friends
                    Infinity and eternity


                    Comment


                    • #11
                      أيوب

                      " مسرحية"


                      هنـــــا
                      بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                      فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                      يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                      best friends
                      Infinity and eternity


                      Comment


                      • #12
                        نجوى الغروب







                        هنـــــا
                        بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                        فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                        يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                        best friends
                        Infinity and eternity


                        Comment


                        • #13
                          كاتب من كبار كتاب العصر الحالي و من حسن حظي بأني تشرفت بزيارة قرية بسكنتا الوادعة النائمة على كتف جبل صنين المهيب .....
                          رح حاول انشر بعض مقالاته المميزة و ياللي موجودة عندي كنت حفظتها من على النت في وقت سابق .....
                          مشكور اخي كلود لموضوعك المميز فعلا عن هذا الكاتب العظيم .....
                          في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                          في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                          في البدء كان الكلمة .....

                          للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                          Comment


                          • #14
                            يا ابن آدم .....

                            يا ابن آدم!

                            تاريخك لم يُكتَب بعد.

                            وهو لن يُكتَب حتى تكون لك المعرفةُ الكاملة.

                            والمعرفة الكاملة هي معرفة ما كان، وما هو كائن، وما سيكون من أمرك مع الحياة، أُمِّك،

                            ومع نفسك،

                            ومع كلِّ منظور وغير منظور في الفضاء.

                            فكلُّ ما كان يرتبط أوثق الارتباط بكلِّ ما هو كائن؛

                            وكلُّ ما هو كائن لا ينفصل أبدًا عن كلِّ ما سيكون.

                            فلا أزلٌ من دون أبد؛

                            ولا أبدٌ من دون أزل.

                            على ذاتها تدور قافلةُ الزمان؛

                            وأوَّلُها مقطورٌ أبدًا بآخِرها.

                            كلُّ رفَّة جفن

                            هي حلقة موصولة الأسباب والنتائج بما قبلها وبعدها من الحلقات في سلسلة الزمان اللامتناهية؛

                            ومعرفة السلسلة الكاملة

                            هي المعرفة الكاملة.

                            وقبل أن تكون لك تلك المعرفة

                            فتاريخك حكاياتُ عجائز،

                            وثرثراتُ أطفال،

                            ودبيبُ نمل

                            في الرمال.



                            يا ابن آدم!

                            مغبوط أنت، وأي مغبوط!

                            لقد أحبَّتْك الحياةُ – أمُّك – إلى حدِّ أنْ جهَّزتْك بكلِّ ما تحتاجه لبلوغ المعرفة.

                            فهي ما ولدتْك لتتسلَّى بك،

                            بل لتتجلَّى فيك.

                            وهي تريدك أن تصبح مثلها:

                            واعيًا كلَّ ما كان، وما هو كائن، وما سيكون؛

                            طليقًا من أحابيل الزمان وقيود المكان؛

                            مالكًا كلَّ شيء، وغير مملوك لشيء؛

                            شاملاً لا مشمولاً؛

                            خالقًا لا مخلوقًا؛

                            وفوق الخير والشرِّ.

                            ولأنَّ طريق المعرفة طويل، طويل،

                            وعسير، عسير،

                            فقد أفسحتْ لك الحياةُ أقصى ما تحتاجه من الزمان لاجتيازه –

                            حتى ملايين السنين –

                            وجعلت اجتيازَه على مراحل.

                            لكنَّك لَجوج، يا ابن آدم، وأي لَجوج! –

                            وذلك هو شأن الأطفال والجهَّال في كلِّ زمان ومكان.

                            فأنت تريد أن تختصر المراحلَ كلَّها في مرحلة واحدة،

                            وأن تقفز إلى المعرفة الكاملة في خلال سنوات معدودات؛

                            وإذ لا تُدرِكها – وتدرك الموتَ الزؤام –

                            تعود فتثور على الحياة، أمِّك،

                            وتكفر بالنِّعَم التي أسبغتْها عليك،

                            وتنسى أنها أحبَّتْك محبَّتَها لذاتها،

                            وأنها جعَلتْ لك من الموت نهايةَ مرحلةٍ وبدايةَ مرحلةٍ في طريقك الطويل، العسير –

                            وثورتك على أمِّك هي العقوق بعينه.



                            يا ابن آدم!

                            حذارِ من الأُلفة –

                            كأنْ تألف الأشياءَ، فلا تَدهَش لشيءٍ.

                            كلُّ ما في الأرض وفوقها مدهش وعجيب –

                            عجيب منتهى العجب!

                            وقد تكون أنت – بجسدك وروحك – من أعجب ما في الكون.

                            فحريٌّ بك أن تعيش في دهشة دائمة؛

                            وحريٌّ بدهشتك أن تفتح لك البابَ إلى قلب الحياة الفسيح.

                            أمَّا متى فارقتْك الدهشةُ

                            فقد فارقَك الأملُ بولوج قلب الحياة –

                            وهكذا حكمتَ على نفسك بأن تبقى خارجًا،

                            وتبقى غريبًا.



                            يا ابن آدم!

                            لقد صرفَتْك الدهشةُ بأعمالك

                            عن الدهشة بأعمال الحياة، أمِّك.

                            وأعمالك – لو تدري –

                            زبَدٌ متطايرٌ على وجه بحر حياتك،

                            وأكبرها أصغر من أصغر أعمال الحياة.

                            أفلا خفَّفتَ من خيلائك،

                            ومن ادِّعائك،

                            ومن كبريائك؟!

                            أفلا تواضعتَ قليلاً،

                            وطأطأتَ رأسك،

                            وتخشَّعتَ،

                            وتورَّعت؟!



                            يا ابن آدم!

                            إن دنيا أوَّلُها مَهدٌ وآخِرُها لحد

                            لدنيا تهزأ بمُلك الملوك،

                            وقوَّة الأقوياءِ،

                            وعظمة العظماءِ،

                            وثروة الأثرياءِ،

                            وعِلم العلماءِ،

                            ولا تميِّز بين الخاصَّة والدهماءِ.

                            وإنها لتسخر من خصومات الناس –

                            لا فرق بين كبيرها وصغيرها.

                            وهل أدعى إلى الشفقة

                            من جماعة محكوم عليهم بالإعدام

                            يتشاجرون ويتناحرون

                            في سبيل النَّطع الذي عليه سيُعدَمون،

                            أو الحبل الذي به سيُشنَقون،

                            أو اللَّحد الذي فيه سيُلحَدون؟! –

                            وكان حريًّا بهم أن يتصافحوا، ويتعانقوا، ويتعاونوا،

                            لعلَّهم إلى النجاة يهتدون.



                            يا ابن آدم!

                            لَئن سلكتَ مسالكَ النجوم في أبراجها،

                            والرياحَ في أجوائها،

                            والحيتانَ في بحارها؛

                            لَئن ملأتَ أهراءَك بالخيرات،

                            ودماغَك بالأرقام والمعادلات،

                            وأترعتَ عينيك وأذنيك بمختلف المغريات،

                            وأطلتَ عمركَ حتى الألف والألفين،

                            لن تزيد مثقال ذرَّة في هنائك،

                            ولن تخفِّف مثقال ذرَّة من شقائك،

                            مادُمتَ عرضةً للخوف من أيِّ شيء،

                            ومادُمتَ تفرح وتحزن،

                            وتغضب وترضى،

                            وتحبُّ وتكره،

                            وتنخدع وتَخدع،

                            وتجوع وتشبع،

                            وتَحسُد وتُحسَد،

                            وتقنع وتطمع،

                            ثم تنتهي بأن تردَّ النفَسَ في صدرك

                            إلى الفضاء الذي منه جاءَ.

                            وستبقى حالُك كذلك مع الحياة، أمِّك،

                            إلى أن تعود فتعترف في قرارة نفسك

                            بأنها الأمُّ المُحِبَّة،

                            وأنك الطفل الحبيب،

                            وأنها المسؤولة عنك،

                            لا أنت عنها –

                            لعلَّك إذ ذاك تكفُّ عن رعونتك،

                            فلا تحاول تسييرها حسب إرادتك،

                            بل تسايرها حسب إرادتها.

                            فإرادتها إرادة العارف كلَّ شيء،

                            وإرادتك إرادة الجاهل كلَّ شيء.

                            وإرادة العارف هي وحدها الإرادة المبصرة؛

                            أمَّا إرادة الجاهل فإرادة عمياءُ،

                            وهي وبالٌ على صاحبها، وأي وبال!

                            ولأنك جاهل، يا ابن آدم،

                            فإرادتك وبالٌ عليك،

                            ولا خلاص لك منها

                            إلا بالتنازل عنها

                            ريثما تبلغ سنَّ الرشد –

                            رشد الحياة الواعية، الشاملة، الكاملة،

                            لا رشد الإنسان المصفَّد بأصفاد اللحم والدم،

                            والزمان والمكان،

                            والخير والشرِّ.

                            وعندئذٍ تصبح إرادةُ أمِّك إرادتَك.



                            يا ابن آدم!

                            حيث الموت بالمرصاد

                            لكلِّ ما يولد وينمو،

                            ولكلِّ ما تصنعه يداك،

                            ويعتزُّ به عقلك،

                            وتضحك أو تدمع له عيناك،

                            جدير بك أن تفتِّش عمَّا لا يموت –

                            حتى إذا اهتديتَ إليه

                            تمسَّكتَ به تمسُّك الغريق بخشبة النجاة،

                            وتمسُّك الأعمى بذيل دليله.

                            الحياة لا تموت،

                            المحبة لا تموت،

                            الضمير لا يموت،

                            الإيمان لا يموت،

                            والذات التي هي أنت لا تموت –

                            حتى وإنْ ذابت في النهاية

                            في ذات أمِّك الحياة...

                            ففي ذوبانها حياتُها.

                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                            من يا ابن آدم , حوار بين رجلين
                            في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                            في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                            في البدء كان الكلمة .....

                            للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                            Comment


                            • #15
                              مناجاة .....

                              ليلٌ بهيم، وسماءٌ غضبَى، وأرضٌ في وجوم.

                              وفي الرأس سباقُ أفكار لا تنام،

                              وفي القلب حفيفُ أشواق وارفة، نديَّة،

                              وفي العين رسومُ أشباح تتساوم على بني الإنسان وتتصافق،

                              وفي الأذن جلبةٌ من صلوات وعربدات، وزفرات وقهقهات، وأنين شيوخ، وانتحاب أطفال، ودمدمة براكين، وهدير بحور كثيرة.

                              وعلى الشفاه دبيبُ حروف ومقاطع وكلمات تنتظم وتنتثر تسابيحَ خافتةً حَيِيَّة لاسمك القدوس، يا مَن تعالى عن الأسماء والتسبيح.



                              يا ناشر الليل من كبد النهار، ومُضْرِمَ النهار من محاجر الليل،

                              طال ليلٌ نشرتَه فوق أرض حسيرة عشواء – طال وادلهمَّ وتغضَّن وترهَّل، ولكنه ما شاخ بعدُ ولا ابيضَّ فوداه. وبنو الأرض يدأبون في غضونه ويكدحون كما تدأب المناجذ وتكدح في غياهب التراب.

                              يكدحون ويدأبون، إلاَّ أنَّهم حيث يبدأون ينتهون.

                              يزرعون ويحصدون، وفي الأهراء يخزنون، ولكنهم أبدًا جياع وأبدًا معوزون.

                              من حشاشة الأرض يأكلون، ومن مآقي المُزْن يشربون، ولكنهم في غُصَّة دائمة بما يأكلون وبما يشربون.

                              يتزاوجون ويتناسلون، وأبدًا عن سَنَدٍ وعَوْن يبحثون.

                              يتخاطبون ويتكاتبون، فما يتعارفون ولا يتفاهمون.

                              يتنازعون على أردان الليل وأذياله، فيمزِّقون لحومَهم بأظفارهم، ويسحنون عظامَهم بأضراسهم، وبغير نُتَفٍ من جلابيب ليلهم لا يظفرون.

                              من أين للأرض هذا القرمز في وجنتيها؟

                              أهو الدم المسفوح من نحر هابيل؟ أم شهوة الدم المشبوبة في قلب قايين؟

                              أما يزال دم هابيل سائحًا في عروق الأرض وصارخًا: "أنا الدم المهراق لا لذنبٍ إلاَّ لأنَّني أرضيتُ فارتضيت"؟

                              وشهوة قايين التي لا تُرضي ولا ترتضي – ويؤلمها إذا ما غيرُها أرضى فارتضى – أما تنفكُّ تستعر في أحشاء الأرض؟

                              أمحتوم على الحَبالى ألاَّ يحبلن بهابيل دون قايين؟ وعلى الوالدات والمرضعات ألاَّ يلدن ويرضعن سوى الذبائح والذبَّاحين؟

                              فيا ويل الحَبالى والوالدات والمرضعات! يا ويلهنَّ يغسلن أوزار أبنائهنَّ الذابحين بدماء أبنائهنَّ المذبوحين – فلا الأوزار بمغسولة، ولا الدماء بمحقونة.

                              حتى مَ تحترق الأرضُ بشهوة قايين، فلا يطفئها دمٌ يتفجر من أوداجها، ودمع ينهلُّ من أحداقها؟

                              وإلى مَ هذا الليل يغشِّي على أبصار بني الأرض، فيلتقي في طيَّاته الأخُ أخاه، فينكره ويبغضه ويُرديه، ثمَّ يغسل يديه من دمه ويقول: "ما أنا بحارس لأخي"؟

                              ومتى تنحسر الظلمةُ عن أبصار بني الأرض، فيعرف الأخُ أخاه، ويعرف أنَّه حارس لأخيه ومطالَب براحته وسلامته وحياته إذا ما شاء هو الآخر أن يتذوَّق الراحةَ والسلامةَ والحياة؟

                              متى يتهلهل ليلٌ كثيف نشرتَه فوق أرض حسيرة عشواء، فيرفع إليك كلُّ ابن أنثى قلبَه الملفوح ويهتف عاليًا:

                              "أهِّلني، يا مالك النهار والليل، أن أعرف أخي وأكون له حارسًا نشيطًا، يقظًا، أمينًا ومحبًّا، كيما يكفَّ دمُه في أذني عن الصراخ، ودمي عن الغليان والفوران."

                              إلى مَ، إلى مَ هذا الليل، يا ناشر الليل من كبد النهار، ومُضرِمَ النهار من محاجر الليل؟



                              يا واحدًا لا يُعَدُّ، ويا ألِفًا لا تُمثَّل، وياءً لا تُصوَّر،

                              ها هم الذين برأتَهم صورةً لك ومثالاً، فنفختَ في صدورهم نَفَسًا من صدرك، وأودعتَهم روحًا من روحك، لا يغريهم من عيشهم شيءٌ مثلما يغريهم اللهوُ بالأعداد، وتمثُّل البدايات، وتصوير النهايات. فهم أبدًا يجمعون أعدادًا إلى أعداد، ويطرحون أعدادًا من أعداد، ويضربون أعدادًا في أعداد، ويقسمون أعدادًا على أعداد. ونتيجة ما يجمعون ويطرحون، وما يضربون ويقسمون، أعداد فوق أعداد فوق أعداد، تُبرى بترديدها ألسنتُهم، وتضيق بها خلايا أدمغتهم، وتتورَّم من الحملقة إليها أجفانُهم، وتتكسر على ركامها أقلامُهم، وتنشقُّ من ضغطها سجلاتُهم.

                              يعدُّون الثواني والساعات، والسنين والقرون، ويحصون مَن وُلد ومَن مات.

                              يعدُّون أجرامَ السماء، ويحصون كلَّ دورة من دوراتها ولفتة من لفتاتها، ويحسبون أوزانَها وأبعادَها.

                              يعدُّون نباتَ الأرض وحيوانَها، وطيرَها وحشراتِها، ومعادنَها وطبقاتِها، وما فيها من جبال وبحار، وجداول وأنهار، وسهول وأغوار، وما على سطحها من مدن ودساكر ومزارع، وما في المدن والدساكر والمزارع من بشر وبهائم، ومن أيدٍ تعمل ولا تنعم، وأيدٍ تنعم ولا تعمل.

                              يعدُّون في الصوت نبراتِه، وفي القلب أنباضَه، وفي الجسم عظامَه وعضلاتِه.

                              يعدُّون أرزاقَهم من ثابت ومنقول، ولهم دفاتر يقيدون فيها ما يملكون من مال وما يدينون ويستدينون، وهم عليها أحرص من نملة على حبَّة، ومن عنكبوت على ذبابة – تلك هي دفاتر الخزائن والجيوب. أما أن تكون لهم دفاتر للأرواح والقلوب، يحاسبون فيها نفوسَهم عن كلِّ كلمة جارحة، ونيَّة غدارة، وفكرة قتَّالة، ومحبة حبسوها، ويد أمسكوها، ونعمة حجبوها عمَّن هم في حاجة إليها، فما فكروا في ذلك ولا يفكرون.

                              يعدُّون، ويعدُّون، ويعدُّون، وإليك، يا واحدًا لا يُعَدُّ، لا يهتدون.

                              ها هم الذين لفظتَهم حروفًا حيَّة في اسمك الحيِّ الذي لا يُلفَظ ما يفتأون يَصِلُون الحروفَ بالحروف، والمقاطعَ بالمقاطع، ويزوِّجون الكلماتِ من الكلمات، ويؤلِّفون منها الأحاديثَ والأساطيرَ والأسفار. فلا تكلُّ لهم شفاه، ولا تحرُنُ لهم أقلام، ولا تتخدَّر منهم أنامل. وكلماتهم أكثر ما تكون دخانًا لأبصارهم، وفخاخًا لأقدامهم، وسمومًا لدمائهم، ومناخزَ تقضُّ عليهم مضاجعَهم وتعبث بأحلامهم – والبريء منها ما كان كاليعسوب، لا عسل في فمه ولا إبرة في دُبُره.

                              أما الكلمة التي تضمِّد جرحًا، وتفكُّ قيدًا، وتمزِّق غشاوة، والكلمة التي تجمع ولا تفرِّق، وتَجبر ولا تكسر، وتفتح ولا تغلق؛ والكلمة التي تشفع ولا تصفع، وتصفح ولا تنبح، وتُعين ولا تدين – فما أندرها! وأندر منها كلمة في يائها ألِف وفي ألِفها ياء – طليقة من أحابيل البدايات والنهايات، حيث بَنوك يتخبطون، وعنك، يا ألفًا هي الياء وياءً هي الألف، يصدفون.

                              أعداد فوق أعداد، وحروف ومقاطع وكلمات بعد حروف ومقاطع وكلمات – وكلُّها سواد في سواد، وظلمات طيَّ ظلمات.

                              فإلى مَ، إلى مَ هذا الليل، يا واحدًا لا يُعَدُّ، ويا ألفًا لا تُمثَّل، وياءً لا تُصوَّر؟



                              يا قلبًا يضيف ولا يُضاف، ويا روحًا ينير ولا ينار،

                              ما للضيوف المتألِّبين حول موائدك يتدافعون ويتلاطمون ويتناهشون؟ – وموائدك فسيحةُ الأرجاء، مثقلةٌ بأعجب الخيرات وأثمن البركات من كلِّ ما يؤكل ويُشرَب. أصنافها لا تعرف العدَّ ولا النفاد. وقد ضمَّختْها السماءُ بأطيب العطور، وزيَّنتْها الأرضُ بأبهج الألوان والأشكال.

                              ما للشباع من ضيوفك يتجشأون، وتخمًا في أمعائهم يشكون، ولكنهم لا ينصرفون لحظة عن المائدة ولحظةً لا يقيلون، وللجياع مجالاً لا يفسحون؟ ألعلَّهم يخشون على كنوز خيراتك النفادَ، وعلى فوَّارات نِعَمِك النضوبَ، وعلى يدك المبسوطة الانقباضَ، لذلك يخزنون من يومهم السمين لغدهم الأعجف؟

                              وإذا ما خيرُك يومًا نَفَد، ونعمتُك نضبت، ويدُك انقبضت، فيمَ ينفعهم كلُّ ما يخزنون؟ وهل من غد ليوم تحبس فيه قِراك عن المقترين؟ وما للجياع من ضيوفك يقدِّمون رِجْلاً ويؤخِّرون أخرى، ويلاوصون، ويتغامزون، وبلُعابهم يتلمَّظون؟

                              ما لهم كالغرباء، أو كالبُرْص، بين ضيوفك، يدورون من حول موائدك، وبغير الكسارة والسقاطة لا يظفرون؟

                              ما للبياض في عيونهم يصطبغ بحمرة الشفق، وللدماء في عروقهم تنحمُّ، وللعضلات في سواعدهم تتكمَّش؟

                              ما للضيوف، شباعهم وجياعهم، لا يعرفون للضيافة حشمةً، ولا للمضيف وقارًا، فيتقاتلون على قصاعه المليئة أبدًا بكلِّ خير، وإياه بالخير لا يذكرون؟

                              متى يشبع الجياع من جودك، ويمتلئ الشباع من وجودك، فلا يتدافعون ولا يتلاطمون ولا يتناهشون؟

                              إلى مَ، إلى مَ هذا الليل، يا قلبًا يضيف ولا يضاف، ويا روحًا ينير ولا يُنار؟



                              ليلٌ بهيم، وسماء غضبَى، وأرضٌ في وجوم.

                              وفي الرأس بريقُ فكر واحد وهَّاج،

                              وفي القلب بشارةُ فجر يولد،

                              وفي العين خيالاتٌ مُجَلْبَبَة بالنور،

                              وفي الأذن أجواقٌ من عوالم لا تُبصَر ترنِّم صامتةً ترنيمةَ الانعتاق،

                              وعلى الشفاه تسابيحُ عاليةٌ لاسمك القدوس، يا ناشر الليل من كبد النهار، ومُضْرِمَ النهار من محاجر الليل،

                              يا واحدًا لا يُعَدُّ، ويا ألِفًا لا تُمثَّل، وياءً لا تُصوَّر،

                              يا قلبًا يضيف ولا يضاف، ويا روحًا ينير ولا ينار.


                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                              من البيادر ( 1940 - 1944 )
                              في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                              في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                              في البدء كان الكلمة .....

                              للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                              Comment


                              • #16
                                و هي اكتاب معلم تايغر و مشكور عالمرور

                                البيادر





                                هنـــــا
                                بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                                فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                                يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                                best friends
                                Infinity and eternity


                                Comment


                                • #17
                                  المراحل





                                  هنـــــا
                                  بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                                  فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                                  يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                                  best friends
                                  Infinity and eternity


                                  Comment


                                  • #18
                                    الغربال




                                    هنـــــا
                                    بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ ملائمًا لتسميتِكِ أحرزتِ الإيمان القويم مسكناً،


                                    فلذلك يا لابسة الجهاد تفيضين الأشفية وتتشفعين من أجل نفوسنا


                                    يا باراسكيفي المطابقة لاسمِها.




                                    best friends
                                    Infinity and eternity


                                    Comment


                                    • #19
                                      طَائر الفينكس ....... اسطورة الحياة المثلى

                                      لعلَّ أصعب ما يلاقيه الفكرُ هو الفصل بين حقيقة الوجود وأوهامه. غير أنَّ أكثر النَّاس لا يفكِّرون، فلا يتردَّدون لحظة في إقامة الحدود بين ما يدعونه حقيقة وما يروقهم أن يدمغوه بدمغة الوهم أو الخرافة. هكذا فالغراب في نظرهم حقيقة. أمَّا الفينكس فخرافة لا يؤمن بها إلاَّ البسطاء والقدماء.

                                      ألا فليزجَّني من شاء بين القدماء والبسطاء. لأنَّني أؤمن بالفينكس. وأنا أؤمن به لأنَّني أؤمن بالخيال الذي ابتدعه. أوَليس الخيال حقيقة؟ إذنْ كلُّ ما يحبل به الخيال ويلده ويغذيه، أكان أجمل الجميل أو أقبح القبيح، يشترك في حقيقة الخيال. ونحن لو نظرنا في الخيال الذي يعمل بغير انقطاع لوجدنا أنَّ ما دون النَّزْر من أعماله يتَّخذ شكلاً محسوسًا. فلو رضينا بهذا النزر وحده حقيقةً، ونبذنا ما تبَقَّى كما لو كان وهمًا أو غير حقيقة، إذن لكان الخيال ذاته خرافة، والإنسان نفسه أسطورة.

                                      إنّ خيالاً يلد طائرًا كالفينكس لَخيالٌ مبدع في ذاته ومن ذاته. لقد خلق الإنسانُ الفينكس، ومن حقِّه أن ينظر إلى ما خلقه ويقول: "إنَّه لحَسنٌ جدًّا." بل إنني أُضيف إلى ذلك، وإن رماني البعض بالتجديف، أنَّ الله نفسه، لو أنَّه فكَّر بطائر كهذا الطائر، لخلق واحدًا مثله. وقد يكون أنَّ خيال الإنسان يتمِّم خيال خالقه. أوَلم يصنع اللهُ الإنسان على صورته ومثاله؟

                                      من روايات هذه الأسطورة المتعدِّدة الرِّوايات أنَّ الفينكس يسكن الجزيرة العربيَّة. فتعال نفلت، ولو بضع دقائق، من نطاق الجدران والسقوف، ونهرب بالخيال إلى غابة في مجاهل تلك الشقَّة من الجزيرة التي دعاها الأقدمون "العربيَّة السعيدة" والتي نعرفها اليوم باسم اليَمن، لعلَّنا نطلُّ على الفينكس في موطنه.

                                      ها هي الشمس قد ارتفعت في المشرق. السماء صافية زرقاء، ونسمات الصبح العليلة تتهادى بين الأشجار مدغدغة أوراقها الغضَّة. في الغابة نهر عميق يسير بجلال نحو البحر، حاملاً على صفحته الصافية خيالات الأشجار والأدغال المتعانقة على جانبيه. أنَّى التفتَّ جمالٌ وسلام. حتى لتحسبك في جنَّة من جِنان الفردوس.

                                      غير أنَّ الأشجار تحذِّرك من الانخداع بالظواهر. فهي تعرف أنَّ فيها وعليها وحواليها قد اشتبك الموت والحياة في صراع عنيف. كلُّ ما في الغابة من مخلوقات تمشي، ومخلوقات تدبُّ أو تزحف، ومخلوقات تمتطي الهواء وتهمزه بالأغاريد، يدأب بغير انقطاع طالبًا غذاء لنفسه أو مطلوبًا ليكون غذاء لسواه. ولا مفرَّ من ذلك الدُّردور حتى للصخور. كلُّ ما ينبثق من الأرض تبتلعُه الأرض رويدًا رويدًا، لتعود فتلفظه حيوانات وطيورًا وزحَّافات وحشرات وأشجارًا وأعشابًا وأزهارًا. فالحياة ههنا، شأنها في سائر المسكونة، تشتعل كعليقة موسى من غير أن تحترق.

                                      في رأس أعلى شجرة من الغابة قد جثم طائرٌ لا شبيه له في كلِّ الخليقة. وقد اتَّجه نحو الشمس، فبانت كلُّ ريشة من صدره القرمزي الناعم كما لو كانت تلتهب بنار من عالم آخر. وكلُّ ريشة من جناحيه الذهبيَّين، المغموسة أطرافُهما في زرقة ولا زرقة السماء، كما لو كانت تقدح شرارًا من شرار الثريا. عنقه الطويل الجميل، المطوَّق بطوق ناصع البياض، قد تقوَّس إلى الأمام. أمَّا رأسه الدقيق الصنع فقد ارتدَّ قليلاً إلى الوراء مصوِّبًا منقاره الحادَّ نحو الشمس.

                                      لقد جمع هذا الطائر بين زخرفة الطاووس وجمال طائر الفردوس، دون خُيَلاء الأوَّل وخجل الثاني. وهو ينظر بطمأنينة إلى الشرق كأنَّه لا يشعر بوجود شيء في العالم إلاَّ الشمس – مصدر النور والحياة. ترفرف من حواليه طيور كثيرة ما بين كبيرة وصغيرة، وإذ تمرُّ به تخفض أجنحتها مسلِّمةً عليه سلام إعجاب واحترام. حتى إن القويَّ من الفَراش الذي تمكِّنه أجنحتُه من الوصول إليه يرفرف حواليه مرَّتين أو ثلاثًا، ثم يهبط إلى الأرض شاكرًا جذِلاً.

                                      الغابة تعجُّ بالأصوات من طائر يناجي عشيره أو وحش ينادي رفيقه – إلاَّ هذا الطائر الغريب. فهو لا يناجي أحدًا ولا أحد يناجيه. إذ لا عشير له ولا رفيق، لا في مشارق الأرض ولا في مغاربها، ولا في عالم آخر من العوالم الدائرة في الفضاء. سواه من الطيور منهمك في بناء أعشاش أو تربية فراخ؛ أمَّا هو فلا عشٌّ يبنيه ولا فراخ يزقُّها. سواه يرفرف هنا وهنالك طالبًا قوتًا؛ أمَّا هو فلا يقتات بشيء حيٍّ بل بالبخور والعطور. سواه من الطيور يصيح فَرَقًا وقد علق في مخالب عدوِّه؛ أمَّا هو فلا يعرف الخوف لأنَّه لا يؤذي مخلوقًا فلا يؤذيه مخلوق، لا ولا تؤذيه العناصر. هو وحيد في العالم كلِّه. لكنَّه لا وحدة في قلبه ولا وحشة. سواه من الطيور يبدِّل ريشه مرَّة في كل عام؛ أمَّا هو فلم يبدل ريشة واحدة منذ أن كان له من العمر يوم واحد – وذلك منذ خمسمائة سنة!

                                      لقد نبتتْ في الغابة أشجارٌ كثيرة، فنَمَتْ حتى طالت السحاب، ثمَّ هرمت وتفتَّتت وأخْلَتْ مكانها لأشجار أخرى. ولقد جرفت الفصول المسرعة أجيالاً لا تحصى من الطيور والحشرات والحيوانات، ثمَّ جاءت بغيرها لتحلَّ محلَّها. ووراء حدود الغابة، في مملكة الإنسان، قد طغت موجة بعد موجة من أعمال الناس، ثم تكسَّرت وتبعثرت على شواطئ الزمان الذي لا بداية له ولا نهاية.

                                      أمَمٌ بكاملها أطلَّت على الحياة ثمَّ توارت، فكأنها لم تكن. ومدنٌ عديدة شمخت بأبراجها وقببها إلى السماء فلم تلبث أن عانقت التراب. ممالك عَلَتْ ثمَّ انخفضت. غزاة ومغزوُّون. أبطال وأنذال. عاشقون ومعشوقون. رؤوس متوَّجة ورؤوس بغير تيجان – كلُّ هؤلاء وهذه مشوا فترة على الأرض، ثمَّ عادت الأرض فاحتضنتهم ليمشي فوقهم سواهم من أبناء الأرض. حيث كانت تكرُّ أنهار جبَّارة نبتتْ اليوم أشواك وأحساك وأدغال وبنى النمل قراه والجراذين أجحارها.

                                      كم من جنائن غنَّاء ابتلعتها الصحراء، وكم من صحراء أورقت وأزهرت! كم إله أُنزِل عن عرشه وإله أُجلِس على عرش! كلُّ ما في الكون قد تغيَّر وتحوَّل في غضون خمسة قرون – إلاَّ هذا الطائر الذي في عينَيه – كما في عينَيْ يهوه – "ألف سنة كيوم أمس الذي عبر وكهجعة من الليل".

                                      غير أنَّ الوقت قد أزف حتى للفينكس أن "يتغيَّر". لا صوت يهمس في أذنيه؛ ولا إصبع تدلُّه كيف يتَّجه؛ ولا قوَّة خارجيَّة تأمره أن يفعل ما هو مزمع أن يفعله. لكنَّه بدليل من نفسه، وبصوت من داخله، يدير وجهه نحو الشمال الغربي، وبعد أن يصفِّق بجناحيه ثلاثًا، يمتطي الهواء. ولا حزن في قلبه على أمسية خمسة قرون يتركها وراءه، ولا خوف من أغدية خمسةٍ أخرى يقابلها. وهو يعرف محجَّته كلَّ المعرفة.

                                      في وادي النيل البعيد مدينة كان المصريُّون يدعونها "آنُّو"، والعبرانيون "بيت شمس"، والروم "هليوبوليس". وفي تلك المدينة هيكل مكرَّس لعبادة الإله "رَعْ".

                                      الفينكس يعرف المدينة والهيكل، ويعرف الفسحة التي سيستقرُّ عليها من المذبح. لأنَّه، منذ أجيال لا تحصى، يقصد إلى جلجثته هذه مرَّة في كل خمسمائة سنة ليتقبَّل عليها الموت. ومرَّة في كل خمسمائة سنة يعود منها تاركًا الموت في حيرة وارتباك.

                                      يشقُّ الفينكس الهواء بجناحيه القويَّين مسرعًا نحو وادي النيل، فتجتمع من حوله شتَّى الطيور لترافقه، ولو بعض المسافة، فتُظهِر له تجلَّتها واحترامها. ولا يزال يطوي المسافات إلى أن تبدو لعينيه هليوبوليس.

                                      في هيكل رَعْ نافذة فوق المذبح تطلُّ منها الشمس فتمتزج أشعتُها بدخان البخور وتضفر منه غدائر من ذهب وفضَّة كأنها أنفاس أرواح تائهة. وهذه الغدائر تلتفُّ وتنحلُّ فوق المذبح كأنَّها خيوط ممدودة على منوال خفيٍّ، وكأنَّ يدًا خفيَّة تحوك منها أنسجة غريبة. وليس في الهيكل الواسع المظلم سوى كاهن عجوز غارق في تأمُّلاته.

                                      يسمع الكاهن بغتة حفيف أجنحة يقطع عليه مجرى تأملاته. وإذ يرفع عينيه يبصر على المذبح طائرًا عجيبًا يغتسل بنور الشمس، وقطُّ لم تقع عيناه على أجمل منه. فتأخذه الدهشة. ولا تلبث دهشته أن تنقلب إلى رهبة، إذ يحدِّق إلى الطائر فيراه قد انتصب رافعًا جناحيه إلى فوق. ثم يراه يصفِّق بهما تصفيقًا حادًّا. وما هي إلاَّ لمحة حتى يلتهب الجناحان فيبدوان كأنهما مروحة من نار. ويندمج الطائر بأشعة الشمس حتى ليشكل على الكاهن أن يفرِّق بينهما. وما هي إلا لمحة أخرى حتى يرتفع الجناحان إلى أعلى، وقد انقطعا عن التصفيق، فتبدو كلُّ ريشة كأنَّها مشعل من نار حيَّة.

                                      يكاد الكاهن لا يصدِّق عينيه من شدَّة دهشته. فحيث رأى منذ لحظة طائرًا حيًّا يرى الآن ألسنة من لهيب تثب إلى فوق. ويا له من لهيب ما سبق له أن أبصر نظيره في كلِّ حياته! هو لهيب يرتدُّ البصر كليلاً عن بهائه، وتسكر الأنفاس بعطره. ألا تبارك رَعْ الأزلي الأبدي، الذي يحيي نفسه بنفسه ويحيي كلَّ شيء!

                                      يملأ اللهيب الهيكل بأشباح رائعة، كلُّها يثب إلى فوق ويتلاشى في وثباته. ورويدًا رويدًا تخمد النار تاركة حفنة من الرماد المتوهِّج.

                                      يا للخسارة أن يهلك طائر بديع كهذا الطائر وفي صورة مفجعة كتلك الصورة! ولكن... أحقًّا أنه قد هلك؟



                                      يفرك الكاهن عينيه ليتأكَّد من أنه ليس في منام، فيرى – ويا للعجيبة! – يرى طائرًا يخرج من كومة الرماد المتوهِّج، كاملاً بكلِّ تفاصيله، عجيبًا بجماله، كالطائر الذي التهمته النار منذ لحظة. فكأنَّه هو. بل هو هو. فيهبط الكاهن على ركبتيه، ويغطي عينيه بيديه، ويحني هامته البيضاء حتى تلامس الأرض، ويتمتم كلمات يكاد لا يسمعها:

                                      يا رَعْ. أيُّها الكائن الجميل الذي يجدِّد ذاته في حينه. أيُّها الطفل الإلهي. يا وريث الأبديَّة. يا والد نفسه. يا أمير الأرجاء السفلى ومدير الأحياء العليا. يا إله الحياة. يا ربَّ المجد. كل نسمة تحيا بشعاعك.

                                      ***

                                      إن خيالاً جريئًا وخصبًا، إذا ما أعطيته مثالاً كمثال الفينكس، نمَّق فيه ووشَّى حواشيه إلى ما لا نهاية له. فالقدماء، مع محافظتهم على الفينكس كطائر يحيا فردًا ويجدِّد ذاته بذاته، قد ابتدعوا أساطير مختلفة لموته وللمدَّة التي يحياها بين التجدُّد والتجدُّد. وما الرواية التي حاولتُ تصويرها في ما سلف إلاَّ واحدة من تلك الروايات الكثيرة التي ضاعت مصادرُها في زمان قلَّما كان يأبه للأسماء والتواريخ لأنَّه كان يهتم قبل كلِّ شيء بحقائق الحياة الثابتة أو بالفكرة الأبديَّة.

                                      لا خلاف على أن اسم الفينكس يوناني. والكلمة تعني، في بعض ما تعنيه، نوعًا من النخيل. ولعلَّ اليونان عرفوا ذلك النوع في بلاد فينيقية أوَّلاً فأسموه باسم البلاد. أو لعلَّهم أسموا البلاد باسم ذلك النوع من النخل لأنه كان يكثر فيها. وقد يكون أنَّهم أطلقوا اسم الفينكس على ذلك الطائر الخرافيِّ لأنهم أخذوا الأسطورة عن الفينيقيِّين. وفي الفقرة الآتية من نشيد بولاق للإله رَعْ ما يدعم الظن بأن اسم الفينكس مأخوذ من فينيقية:

                                      المجد له في الهيكل عندما ينهض من بيت النار. الآلهة كلُّها تحبُّ أريجه عندما يقترب من بلاد العرب. هو ربُّ الندى عندما يأتي من ماتان. ها هو يدنو بجماله اللامع من فينيقية محفوفًا بالآلهة.

                                      إن يكن أصل الاسم في شك فأصل الطائر ذاته أكثر تعقُّدًا من الاسم. فقد يكون فينيقيًّا. وقد يكون مصريًّا. وأقرب شبيه له في قديم الآثار الكتابية تقع عليه في ذلك السِّفر المصري العجيب المعروف بـكتاب الموتى؛ وهو مجموعة فصول شائقة في الأمور الباطنيَّة والفلسفة والشعر والسحر يرجع بعضها إلى القرن الأربعين قبل الميلاد. ولعلَّ هذه المجموعة هي أثمن ما ورثناه عن سكَّان وادي النيل القدماء. فهي، من أوَّلها إلى آخرها، تنبض بإيمان المصريِّين بالخلود. فالموت عندهم ما كان إلا سياحة بين عالَمين أو انتقالاً من شاطئ الحياة الأدنى إلى شاطئها الأقصى. وإذ إنَّ حكماءهم كانوا يدركون كلَّ الإدراك أن العامة من الناس أجهل من أن تتناول الحقيقة مجرَّدةً عن الحسِّ تراهم أقاموا لها بنايات عديدة من الرموز كيما يسهِّلوا عليهم الوصول بالحسِّ إلى ما هو أبعد من الحسِّ. وكان أحد رموزهم طائرًا من نوع الغرنوق أو مالك الحزين، وكانوا يدعونه "بنُّو" – والاسم مشتقٌّ من كلمة تعني الرجوع. وهذا الطائر كان يمثِّل في أساطيرهم وعلى رأسه ريشتان منحنيتان إلى خلف.



                                      مَن يطالع كتاب الموتى يرَ أن طائر البنُّو كان يرمز إلى رَعْ – الإله الذي ولد نفسه من نفسه وما كان يعرف الموت؛ النهار المنبثق من حقوَي الليل، والنور المتغلِّب أبدًا على الظلمة. فمن هذا القبيل، وكذلك من حيث الصلة بينه وبين هليوبوليس، نرى أن طائر البنُّو يشترك في بعض خصائص الفينكس. غير أنه ليس مذكورًا في كتاب الموتى أو في كتاب آخر كطائر يموت بالنار مرَّة في كل خمسمائة سنة أو أكثر ثمَّ ينهض متجدِّدًا من رماده.

                                      إلا أن كاهنًا مصريًّا اسمه "هورابولُّو" قد أوجد صلة متينة بين الطائر المصري والفينكس، وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد. ففي الترجمة اليونانية لكتاباته نسمعه يتكلَّم عن طائر معروف عند المصريِّين وفي تقاليدهم. واسمه في الترجمة اليونانية "فينكس". وبعد أن يتكلَّم هورابولُّو عن ظهور هذا الطائر مرَّةً في كلِّ خمسمائة سنة يصف موته هكذا:

                                      عندما يشعر الفينكس بدنوِّ أجله يطرح نفسه بعنف على الأرض فينجرح ويسيل دمه. ومن دمه المتجمِّد يولد فينكس جديد. وهذا حالما يكتسي بالريش يطير بوالده إلى هليوبوليس. وإذ يبلغانها يموت الوالد عند شروق الشمس. فيحرقه الكهنة المصريون. وأمَّا الفينكس الجديد فينطلق إلى بلاده.

                                      من بعد هورابولُّو أخذت حكاية الفينكس تنتشر وتزداد شهرة في الغرب، إلى حدِّ أنَّها استرعت انتباه المؤرِّخين والشعراء واللاهوتيِّين القدماء. ومنهم هيرودوتس. فهذا المؤرِّخ، في سياق وصفه لسياحة قام بها في مصر، يتكلَّم عن الفينكس كما لو كان طائرًا عربيًّا. ثم يضيف متحفِّظًا: "أمَّا أنا فلم أبصره إلا في الصور." لكن الشاعر أوفيد لا يتحفَّظ أبدًا في وصفه. فهو يتحدَّث عن الفينكس كطائر يجدِّد ذاته بذاته، ويتغذَّى بالعطور لا غير. ويقول إنَّه، بعد أن يعيش خمسمائة سنة، يبني لذاته عشًّا من القرفة والناردين والمرِّ في رأس نخلة. وفي ذلك العشِّ يلفظ آخر أنحابه. ومن جثَّته يولد فينكس جديد. وهذا، عندما تكتمل قواه، ينتشل العشَّ الذي هو مهده ولحد والده ويطير به إلى هليوبوليس حيث يضعه في هيكل الشمس.

                                      وأكثر جرأة من الشاعر أوفيد المؤرِّخ تاسيتوس الذي لا يتردَّد في ذكر ظهور الفينكس كحادث تاريخي في زمان القنصل بولس فابيوس (34 م).

                                      هكذا درجت حكاية الفينكس على ألسنة القدماء وأقلام كتَّابهم وشعرائهم. وكان آباء الكنيسة أكثر الناس إقبالاً عليها. فقد اتَّخذها أمثال ترتوليانوس وكليمنضوس وأبيفانيوس رمزًا لقيامة المسيح من الموت. وغيرهم وجد فيها شاهدًا لا يُدحَض على ولادة المسيح من عذراء.

                                      مِن أقدم الآثار الكنسية التي ورد فيها ذكر الفينكس كتاب الفيزيولوغوس الإسكندري؛ وهو مجموعة حكايات وثنيَّة عن الحيوانات والطيور استخلص منها جامعوها مواعظ وإرشادات وحججًا دينيَّة. وقد ورد فيها أن الفينكس طائر هندي لا يتغذَّى بشيء غير الهواء؛ ومرَّةً في كل خمسمائة سنة يقصد إلى هليوبوليس حاملاً أنواع الطيب على جناحيه. وهناك يحرق نفسه على مذبح الهيكل، فتخرج من رماده دودة تتحوَّل بعد ثلاثة أيَّام إلى فينكس كامل. وهذا الفينكس يحيِّي الكاهن ثمَّ يطير إلى بلاده.



                                      وفي اللاتينيَّة كتاب يدعى Anecdota Syriaca، أو الحكايات السريانيَّة، وردت فيه أسطورة الفينكس كما يلي:

                                      يقولون كذلك إن في بلاد الهند طائرًا عظيمًا يأتي مرَّةً في كل خمسين (كذا) سنة إلى جبل لبنان. وهناك يجمع أطيب العطور وأجمل الأزهار ثم يعود إلى الهند. ومجيئه يكون في شهر نيسان. ففي ذلك الشهر يقيم كاهن المنطقة مذبحًا على قمَّة جبلٍ عالٍ ويبني حول المذبح شبه بيت من أغصان الكرمة. فيأتي الطائر ويدخل البيت ويقف على المذبح، ثمَّ يأخذ يصفق بجناحيه حتى يلتهبا ويلتهب البيت معهما فيصبح الكل رمادًا. وبعد ثلاثة أيَّام يصعد الكاهن إلى قمَّة الجبل ويتفحَّص الرماد وفيه يجد دودة صغيرة. والدودة هذه تكبر ثمَّ تتحوَّل طائرًا كالذي احترق. وهذا الطائر يعود من حيث جاء.

                                      ***

                                      لقد بقي الإيمان بالفينكس حيًّا حتى عصر التجدُّد Renaissance. وبعد ذلك أخذ يتقهقر من وجه "العلم" الذي لا يؤمن إلاَّ بالبرهان "الحسِّي". حتى أصبح "خرافةً" قلَّ من يهتم بها. وأكثر الناس لا يعرف منها غير الاسم. ولكنَّ الفينكس ما أُدرِجَ في أكفان الإهمال والنسيان إلا من بعد أن خلَّف لنا آثارًا لا تمحى من روعة جماله ومعانيه.

                                      ويندر أن تجد أمَّة قديمة لم تنسج على مثال الفينكس ولم تخلق لها طائرًا قريبًا منه. فالعرب قد خلقوا العنقاء والفُرس "السيمورغ" والهنود "غارودا" والصينيُّون "فَنْغْ–هْوانْغ" واليابانيون "هُوْ–أوْ". ومن شاء أن يقابل بين رقيِّ الأمم الروحي فليقابل بين الطيور التي ابتدعها خيالها. ففي المقابلة درسٌ طريف ولذَّة لا تُنكَر.

                                      أمَّا أنا فلي لذَّة أكبر في درس الفينكس. وقبل أن أودِّع هذا الطائر العجيب أُحبُّ، إذا استطعت ذلك، أن أنفذ إلى سرِّه، فأعرف القصد من خلقه.

                                      لِنَقُل إن الفينكس رمز. ولكن إلى مَ يرمز؟ ألعلَّه وليد شوق الإنسان الفاني إلى عدم الفناء؟ أم لعلَّه قناع من الجمال حاكه الوهم لأعين قرَّحتْها الشناعة؟ أم هو رؤيا من رؤى الإلهام الذي ينير الآباد بطرفة عين وينشب من خلال الأشكال إلى روح الأشياء وجوهرها؟

                                      إنَّ أكثر البحَّاثين الذين وقفتُ لهم على رأي في الفينكس يتخلَّصون منه بقولهم إن قدامى المصريِّين اتَّخذوه رمزًا للشمس في شروقها وغروبها لأنَّهم كانوا يعبدون الشمس تحت اسم رَعْ. وإذ إنَّني لست بالبحَّاثة ولا بالعالِمِ الأثري، تراني أبيح لنفسي مخالفة هذا الرأي من غير أن أجلب لذاتي سخط البحَّاثين وعداوة العلماء.

                                      لا جدال في أن سواد الشعب المصري القديم كان يتَّخذ الشمس معبودًا له. أما مؤلِّفو كتاب الموتى، وشائدو الأهرام، وخالقو أبي الهول وإيزيس وأوزيريس وأسرارهما، ومعلِّمو ديموقريط وبيثاغورس وأفلاطون، فكيف تصدِّق أنهم كانوا يعبدون جِرمًا سماويًّا – مهما عَظُمَ ذلك الجِرم وعَجُبَ – وهم قد رادوا الفضاء واكتشفوا سبل النجوم؟ بل إن الشمس لم تكن لمثل هؤلاء غير رمز محسوس لإله غير محسوس – لِرَعْ الوالد ذاته من ذاته، المحيط بكلِّ شيء والذي لا يحيط به شيء، المبدع الأشكال ولا شكل له، والخالق البدايات والنهايات ولا بداية له ولا نهاية. وما آلهة المصريِّين، على وفرتها، سوى صفات متنوعة لذلك الإله الواحد.

                                      إن من يقرأ كتاب الموتى – ولو قراءة سطحيَّة – لا يسعه أن يقول غير هذا القول. وأنا أجلُّ حكماء المصريِّين عن حماقة تجعل من الشمس رمزًا لِرَعْ، ثم تخلق الفينكس الذي لم يكن يبصره غير نفرٍ قليل من الناس – وذاك مرَّة في خمسة قرون – لتجعله رمزًا للشمس التي يراها كلُّ ذي بصر في كلِّ يوم. إنَّما يرمز الفينكس إلى ما هو أبعد من الشمس وأبقى بما لا يقاس – إلى الحياة في مظهريها كمادَّة وروح.

                                      في خواء الظواهر المتقلِّبة تعوَّد الناس أن يميِّزوا بين نوعين من التغير، وأن يدعوا الواحد حياة والآخر موتًا. أما الفينكس فكأني به يقول إنَّ الموت والحياة واحد لأن مصدرهما واحد، وهو الروح المرموز إليه بالنار. فالنار أبدًا هي هي. تلتهم الأشياء ثمَّ تكثرها وتنوِّعها. لكنَّها لا تلتهم ولا تكثر أو تنوِّع ذاتها. هي النار – أو الروح – تلك الحياة الأولية التي يدعوها العلم الحديث "الطاقة" – تنظِّم ذرَّات الأشياء على اختلاف أنواعها ثم تنثرها. فهي متغلغلة في كل شيء: في ركام الجليد الطافي على وجه اليمِّ مثلها في الشمس؛ وفي الزناد مثلها في كتلة اللحم النابضة في صدر الإنسان. وهي عندما تلتهم شيئًا تردُّه إلى عناصره الأصليَّة؛ فلا تتلاشى بل تنعتق من سجنها الوقتي. وهكذا عندما يحرق الفينكس نفسه لا "يموت" حتى لحظة واحدة. لأن النار التي هي روحه تبقى كامنة في رماده. وهي التي تعود فتجمع ذرَّاته من جديد فتكوِّن منها فينكسًا جديدًا. فهو وإن بدَّل جسده مرَّة في كلِّ خمسمائة سنة لا يبدُّل الروح التي لا يطرأ عليها انقطاع أو تغيير.

                                      ثم إن الناس يباهون بما يدعونه "نموًّا" و"تقدُّمًا". أما الفينكس فكأنِّي به يقول أن ليس في الحياة نموٌّ وتقدُّم. إذ إن كلَّ ما ينمو يحمل في داخله جراثيم انحلاله. وكلُّ ما ينحلُّ لا يدوم. وكل ما لا يدوم لا وجود أو لا حقيقة له في ذاته؛ بل هو يستمدُّ حقيقة وجوده من الحقيقة الواحدة التي هي اليوم مثلها أمس، وغدًا مثلها اليوم؛ فلا يطرأ عليها أقلُّ تغيير أو تبديل. وهي لا "تنمو"؛ إذ لا شكل لها ولا قياس، ولا بداية ولا نهاية. وهي لا "تتقدَّم"؛ إذ ليس في الوجود ما هو خارج عنها لتتقدَّم من ذاتها إليه. والفينكس يقول إن السبيل الأوحد إلى "النموِّ" هو بالنقصان أو بالتقلُّص – بالتجرُّد من الأشكال الخارجية للوصول إلى الحقيقة الكامنة في الأشكال – إلى النَّار التي هي رمز الروح الكائن في كلِّ شيء. وإن السبيل الأوحد إلى "التقدم" هو بالرجوع إلى الوراء – كلٌّ إلى هليوبوليسه.

                                      أما المدة التي يحياها الفينكس بين التجدُّد والتجدُّد والتي تختلف باختلاف الروايات بين خمسين، وخمسمائة، وخمسمائة وثمانين، وألف وأربعمائة وإحدى وستين، وسبعة آلاف سنة فالمتفق عليه أنها ترمز إلى أدوار وتقلبات فلكيَّة. فلنتركها للفلكيِّين. غير أنَّ فيها معاني لا صلة لها بالأفلاك. فكأنِّي بالفينكس الذي يعمِّر أجيالاً طويلة يقول إن أعمار الكائنات موقوفة على جمال حياتها الباطنيَّة وانسجامها مع ذاتها ومع ما حواليها من كائنات سواها. فهي تطول بطول ذلك الانسجام وتقصر بقصره.

                                      هكذا نرى الفينكس الذي لا يسطو على مخلوق من أجل طعامه، ولا يقاتل مخلوقًا في سبيل رفيقة أو عشيقة، يعيش في أُلفة مع كلِّ مخلوق. ولأنَّه لا يشتهي شيئًا تراه لا يخاف شيئًا بل يحيا في سلام مع كل شيء. ومن ثمَّ فأنا لا أعرف مثالاً كمثال الفينكس يبين لك أن نقاوة الجسد – كنقاوة القلب – قوَّة لا تُقهر. فهذا الطائر لا يغذي جسده بنبات الأرض أو حيوانها بل بعطورها؛ لذلك يعمِّر قرونًا طويلة. إلاَّ أن هذا الغذاء، على كل ما فيه من طهارة، معرَّض للانحلال. ولذاك يعرض جسد الفينكس للانحلال، ولو بعد قرون. فالنظام الأعلى قد حتَّم على كل ما يولد من مصدر قابل للتغير أن يكون عبدًا للتغيُّر؛ وعلى كل ما يتغذَّى بالمادة أن يكون غذاء للمادة؛ وعلى كل ما يأخذ أن يعطي على قدر ما يأخذ؛ وعلى كلِّ ما يشتهي شيئًا خارجًا عن ذاته أن يكون محطًّا لشهوات الأشياء الخارجة عن ذاته.

                                      هنالك صفة تفرَّد بها الفينكس عن كل الطيور التي ابتدعها الإنسان على شاكلته. فهو أبدًا وحيد، لا رفيق له من جنسه. فكأنَّه ذكر وأنثى معًا. وكأنِّي به يعلن بذلك مع الناصريِّ أنَّ في الكون أرجاء من الوجود "لا يزوِّجون فيها ولا يتزوَّجون"، وأنَّ الذكر والأنثى عنصران مختلفان في دورة محدودة من دورات الحياة، وأنَّ الاثنين يتوحَّدان في عوالم غير عالمنا هذا.

                                      ولكَ، إن أنت آنَستَ من نفسك ميلاً إلى التعمُّق في بواطن الحياة، أن تقرأ في الفينكس معاني غير التي قرأت، وأجمل ممَّا قرأت. إلا أنك قد تكون ممَّن لا يؤمنون بغير ما يبصرون ويلمسون. وإذ ذاك فالغراب أحقُّ بإيمانك من الفينكس؛ وما الفينكس عندك غير خرافة متهرئة وأسطورة قديمة. ألا خُذْ غرابكَ وأعطني الفينكس.

                                      ها أنا أُطبِق أجفاني فتنهض أمامي من خراباتها مدينة "آنُّو" العاتية الزاهية – هليوبوليس – مدينة الشمس. وفي وسطها أُبصر هيكل رَعْ في كلِّ أُبَّهته وجلاله. وعلى مذبح الهيكل أُبصر طائرًا مغمورًا بنور الشمس وهو يصفِّق بجناحيه البديعين تصفيق غبطةٍ وجذل. ها صدره القرمزي يلتهب فتتحوَّل كل ريشة فيه إلى لسانٍ من نار. ثم يتحوَّل الطائر كلُّه إلى ذبيحة متوهِّجة ونور معطَّر وعناق محرق بين الحياة والموت. وإذ تهدأ النار فأبصر فينكسًا ناهضًا من كومة الرماد أهتف كالمسحور مع كاهن الهيكل:

                                      يا رَعْ! أيُّها الكائن الجميل الذي يجدِّد ذاته في حينه. أيُّها الطفل الإلهي. يا وريث الأبديَّة. يا والد نفسه. يا أمير الأرجاء السفلى ومدير الأحياء العليا. يا إله الحياة. يا ربَّ المجد. كلُّ نسمة تحيا بشعاعك!


                                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                      ميخائيل نعيمة - صوت العالم
                                      في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                                      في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                                      في البدء كان الكلمة .....

                                      للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                                      Comment


                                      • #20
                                        شي روعة يا شباب يعطيكون ألف عايفة






                                        السعادة الحقيقية تكون في قلبك
                                        لا تبحث عنها خارجا
                                        \/
                                        \ /
                                        \ /





                                        Comment

                                        Working...
                                        X