• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

محمود درويش

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • محمود درويش

    انا رح حاول نزل السيرة الذاتية مع اكبر عدد ممكن من القصائد لشعراء عظماء .....
    و يا ريت الشباب كمان ياللي عنده قصائد لنفس الشاعر انو ما يبخل علينا .....
    بحيث انو نقدر نعمل ديوان مصغر للشاعر المعني ....
    و رح بلش اليوم مع محمود درويش ....
    في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

    في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

    في البدء كان الكلمة .....

    للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

  • #2
    محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).

    تعليمه:
    اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

    حياته:
    انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

    لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.

    شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

    وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:
    جائزة لوتس عام 1969.
    جائزة البحر المتوسط عام 1980.
    درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
    لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
    جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
    جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.

    شعره:
    يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ، ومر شعره بعدة مراحل .

    بعض مؤلفاته:
    عصافير بلا اجنحة (شعر).
    اوراق الزيتون (شعر).
    عاشق من فلسطين (شعر).
    آخر الليل (شعر).
    مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
    يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
    يوميات جرح فلسطيني (شعر).
    حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
    محاولة رقم 7 (شعر).
    احبك أو لا احبك (شعر).
    مديح الظل العالي (شعر).
    هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
    لا تعتذر عما فعلت (شعر).
    عرائس.
    العصافير تموت في الجليل.
    تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
    حصار لمدائح البحر (شعر).
    شيء عن الوطن (شعر).
    وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).
    في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

    في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

    في البدء كان الكلمة .....

    للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

    Comment


    • #3
      -1-
      يحكون في بلادنا

      يحكون في شجن

      عن صاحبي الذي مضى

      و عاد في كفن

      *

      كان اسمه...

      لا تذكروا اسمه!

      خلوه في قلوبنا...

      لا تدعوا الكلمة

      تضيع في الهواء، كالرماد...

      خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد

      طريقه إليه...

      أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...

      أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

      أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!

      أخاف أن تنام في قلوبنا

      جراحنا ...

      أخاف أن تنام !!

      و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين

      تقول إني عائد... و تسكت الظنون

      و لم يخط كلمة...

      تخاطب السماء و الأشياء ،

      تقول : يا وسادة السرير!

      يا حقيبة الثياب!

      يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :

      أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟

      يداه سلتان من ريحان

      و صدره و سادة النجوم و القمر

      و شعره أرجوحة للريح و الزهر !

      أما رأيتم شاردا

      مسافرا لا يحسن السفر!

      راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى

      إن جاع في طريقه ؟

      قلبي عليه من غوائل الدروب !

      قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!

      قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !

      يا دروب ! يا سحاب !

      قولوا لها : لن تحملي الجواب

      فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا

      لأنه ...

      لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !

      -4-

      يا أمه!

      لا تقلعي الدموع من جذورها !

      للدمع يا والدتي جذور ،

      تخاطب المساء كل يوم...

      تقول : يا قافلة المساء !

      من أين تعبرين ؟

      غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون

      سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين

      لحظتين !

      لتمسحي الجبين و العينين

      و تحملي من دمعنا تذكار

      لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

      لا تشرحوا الأمور!

      أنا رأيتا جرحه

      حدقّت في أبعاده كثيرا...

      " قلبي على أطفالنا "

      و كل أم تحضن السريرا !

      يا أصدقاء الراحل البعيد

      لا تسألوا : متى يعود

      لا تسألوا كثيرا

      بل اسألوا : متى

      يستيقظ الرجال !

      لتمسحي الجبين و العينين

      و تحملي من دمعنا تذكار

      لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

      لا تشرحوا الأمور!

      أنا رأيتا جرحه

      حدقّت في أبعاده كثيرا...

      " قلبي على أطفالنا "

      و كل أم تحضن السريرا !

      يا أصدقاء الراحل البعيد

      لا تسألوا : متى يعود

      لا تسألوا كثيرا

      بل اسألوا : متى

      يستيقظ الرجال !

      لتمسحي الجبين و العينين

      و تحملي من دمعنا تذكار

      لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

      يا أمه !

      لا تقلعي الدموع من جذورها

      خلي ببئر القلب دمعتين !

      فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه

      أو صديقه أنا

      خلي لنا ...

      للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !

      -5-

      يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

      حرائق الرصاص في وجناته

      وصدره... ووجهه...

      لا تشرحوا الأمور!

      أنا رأيتا جرحه

      حدقّت في أبعاده كثيرا...

      " قلبي على أطفالنا "

      و كل أم تحضن السريرا !

      يا أصدقاء الراحل البعيد

      لا تسألوا : متى يعود

      لا تسألوا كثيرا

      بل اسألوا : متى

      يستيقظ الرجال !
      في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

      في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

      في البدء كان الكلمة .....

      للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

      Comment


      • #4
        ليس من شوق إلى حضن فقدته

        ليس من ذكرى لتمثال كسرته

        ليس من حزن على طفل دفنته

        أنا أبكي !

        أنا أدري أن دمع العين خذلان ... و ملح

        أنا أدري ،

        و بكاء اللحن ما زال يلح

        لا ترشّي من مناديلك عطرا

        لست أصحو... لست أصحو

        ودعي قلبي... يبكي !

        *

        شوكة في القلب مازالت تغزّ

        قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ

        أين زرّ الورد ؟

        هل في الدم ورد ؟

        يا عزاء الميتين !

        هل لنا مجد و عزّ !

        أتركي قلبي يبكي !

        خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة

        أنا أدري منك بالإنسان ...بالأرض الغريبة

        لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة

        و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ...

        و الشمس الغريبة

        أنا أبكي !

        أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر

        عمرنا أضيق منا ،

        عمرنا أصغر... أصغر

        هل صحيح ، يثمر الموت حياة

        هل سأثمر

        في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟

        أنا أبكي !
        في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

        في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

        في البدء كان الكلمة .....

        للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

        Comment


        • #5
          و أصبّ الأغنية
          مثلما ينتحر النهر على ركبتها .
          هذه كل خلاياي
          و هذا عسلي ،
          و تنام الأمنية .
          في دروبي الضيقة
          ساحة خالية ،
          نسر مريض ،
          وردة محترفة
          حلمي كان بسيطا
          واضحا كالمشنقه :
          أن أقول الأغنية .
          أين أنت الآن ؟
          من أي جبل
          تأخذين القمر الفضي ّ
          من أيّ انتظار ؟
          سيّدي الحبّ ! خطانا ابتعدت
          عن بدايات الجبل
          و جمال الانتحار
          و عرفنا الأوديه
          أسبق الموت إلى قلبي
          قليلا
          فتكونين السفر
          و تكونين الهواء
          أين أنت الآن
          من أيّ مطر
          تستردين السماء ؟
          و أنا أذهب نحو الساحة المنزويه
          هذه كل خلاياي ،
          حروبي ،
          سبلي .
          هذه شهوتي الكبرى
          و هذا عسلي ،
          هذه أغنيتي الأولى
          أغنّي دائما
          أغنية أولى ،
          و لكن
          لن أقول الأغنية .

          Comment


          • #6
            طريق دمشق من الأزرق ابتدأ البحر
            هذا النهار يعود من الأبيض السابق
            الآن جئت من الأحمر اللاحق..
            اغتسلي يا دمشق بلوني
            ليةلد في الزمن العربي نهار
            أحاصركم: قاتلا أو قتيل
            و أسألكم .شاهدا أو شهيد
            متى تفرجون عن النهر. حتى أعود إلى الماء أزرق
            أخضر
            أحمر
            أصفر أو أي لون يحدده النهر
            إنّي خرجت من الصيف و السيف
            إّني خرجت من المهد و اللحد
            نامت خيولي على شجر الذكريات
            و نمت على وتر المعجزات
            ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل، كان سورة
            "ينتصرون" ..
            دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك
            كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر
            نادى و حركني
            ثم نادى ..و فجرني
            ثم نادى.. و قطرّني كالرخام المذاب
            و نادى
            كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها. فانفجرت
            دفاعا عن السر و الصخر
            كوني دمشق
            فلا يعبرون !
            من البرتقالي يبتديء البرتقال
            و من صمتها يبدأ الأمس
            أو يولد القبر
            يا أيّها المستحيل يسمونك الشام
            أفتح جرحي لتبتديء الشمس. ما اسمي؟ دمشق
            و كنت وحيدا
            و مثلي كان وحيدا هو المستحيل.
            أنا ساعة الصفر دقّت
            فشقت
            خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان
            المحاصر بين المياه
            و بين المياه
            أنا ساعة الصفر
            جئت أقول :
            أحاصرهم قاتلا أو قتيل
            أعد لهم استطعت.. و ينشق في جثتي قمر المرحلة
            و أمتشق المقصله
            أحاصرهم قاتلا أو قتيل
            و أنسى الخلافه في السفر العربي الطويل
            إلى القمح و القدس و المستحيل
            يؤخرني خنجران :
            العدو
            و عورة طفل صغير تسمونه
            بردى
            و سمّيته مبتدا
            و أخبرته أنني قاتل أو قتيل
            من الأسود ابتدأ الأحمر. ابتدأ الدم
            هذا أنا هذه جثتي
            أي مرحلة تعبر الآن بيني و بيني
            أنا الفرق بينهما
            همزة الوصل بينهما
            قبلة السيف بينهما
            طعنه الورد بينهما
            آه ما أصغر الأرض !
            ما أكبر الجرح
            مروا
            لتتسع النقطة، النطفة ،الفارق ،
            الشارع ،الساحل، الأرض ،
            ما أكبر الأرض !
            ما أصغر الجرح
            هذا طريق الشام.. و هذا هديل الحمام
            و هذا أنا.. هذه جثتي
            و التحمنا
            فمروا ..
            خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني و بيني
            خذوها.. أحرقوها بأعدائها
            أنزلوها على جبل غيمة أو كتابا
            و مروا
            ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي
            طريق دمشق
            دمشق الطريق
            و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي
            إني أغادر أحجاركم_ ليس مايو جدارا
            أغادر أحجاركم و أسير
            وراء دمي في طريق دمشق
            أحارب نفسي.. و أعداءها
            و يسألني المتعبون، أو المارة الحائرون عن اسمي
            فأجهله..
            اسألوا عشبة في طريق دمشق !
            و أمشي غريبا
            و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي
            فأقول: أفتش فوق طريق دمشق
            و أمشي غريبا
            و يسألني الحكماء المملون عن زمني
            فأشير حجر أخضر في طريق دمشق
            و أمشي غريبا
            و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي
            فأعد ضلوعي و أخطيء
            إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟
            دال.ميم. شين. قاف
            فقالوا: عرفنا_ دمشق !
            ابتسمت. شكوت دمشق إلى الشام
            كيف محوت ألوف الوجوه
            و ما زال وجهك واحد !
            لماذا انحنيت لدفن الضحايا
            و ما زال صدرك صاعد
            و أمشي وراء دمي و أطيع دليلي
            و أمشي وراء دمي نحو مشنقتي
            هذه مهنتي يا دمشق
            من الموت تبتدئين. و كنت تنامين في قاع صمتي و لا
            تسمعين..
            و أعددت لي لغة من رخام و برق .
            و أمشي إلى بردى. آه مستغرقا فيه أو خائفا منه
            إن المسافة بين الشجاعة و الخوف
            حلم
            تجسد في مشنقه
            آه ،ما أوسع القبلة الضيقة!
            وأرخني خنجران:
            العدو
            و نهر يعيش على معمل
            هذه جثتي، و أنا
            أفقّ ينحني فوقكم
            أو حذاء على الباب يسرقه النهر
            أقصد
            عورة طفل صغير يسمّونه
            بردى
            و سميته مبتدا
            و أخبرته أنني قاتل أو قتيل.
            تقّلدني العائدات من الندم الأبيض
            الذاهبات إلى الأخضر الغامض
            الواقفات على لحظة الياسمين
            دمشق! انتظرناك كي تخرجي منك
            كي نلتقي مرة خارج المعجزات
            انتظرناك..
            و الوقت نام على الوقت
            و الحب جاء، فجئنا إلى الحرب
            نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة
            يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين.
            دمشق الندى و الدماء
            دمشق الندى
            دمشق الزمان.
            دمشق العرب !
            تقلّدني العائدات من النّدم الأبيض
            الذاهبات إلى الأخضر الغامض
            الواقفات على ذبذبات الغضب
            و يحملك الجند فوق سواعدهم
            يسقطون على قدميك كواكب
            كوني دمشق التي يحلمون بها
            فيكون العرب
            قلت شيئا، و أكمله يوم موتي و عيدي
            من الأزرق ابتدأ البحر
            و الشام تبدأ مني_ أموت
            و يبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي
            و ما أبعد الشام، ما أبعد الشام عني 1
            و سيف المسافة حز خطاياي.. حز وريدي
            فقربني خنجران
            العدو و موتي
            وصرت أرى الشام.. ما أقرب الشام مني
            و يشنقني في الوصول وريدي..
            وقد قلت شيئا.. و أكمله
            كاهن الاعترافات ساومني يا دمش
            و قال: دمشق بعيده
            فكسّرت كرسيه و صنعت من الخشب الجبلي صليبي
            أراك على بعد قلبين في جسد واحد
            و كنت أطل عليك خلال المسامير
            كنت العقيدة
            و كنت شهيد العقيده
            و كنت تنامين داخل جرحي
            و في ساعة الصفر_ تم اللقاء
            و بين اللقاء و بين الوداع
            أودع موتي.. و أرحل
            ما أجمل الشام، لولا الشام،و في الشام
            يبتديء الزمن العربي و ينطفيء الزمن الهمجي ّ
            أنا ساعة الصفر دقّت
            و شقت
            خلايا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير الكبير
            الحصان المحاصر بين المياه
            و بين المياه
            أعد لهم ما استطعت ..
            و ينشقّ في جثتي قمر.. ساعة الصفر دقّت،
            و في جثتي حبّة أنبتت للسنابل
            سبع سنابل، في كل سنبلة ألف سنبلة ..
            هذه جثتي.. أفرغوها من القمح ثم خذوها إلى الحرب
            كي أنهي الحرب بيني و بيني
            خذوها أحرقوها بأعدائها
            خذوها ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي
            و أمشي أمامي
            و يولد في الزمن العربي.. نهار

            Comment


            • #7
              تايجر يسلمو ع طرح الموضوع

              Comment


              • #8
                Originally posted by hani View Post
                تايجر يسلمو ع طرح الموضوع
                .
                شكرا على مرورك الحلو والقصائد ياللي نزلتها هاني ......
                في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                في البدء كان الكلمة .....

                للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                Comment


                • #9
                  الموت في الغابة .....

                  نامي!

                  فعين الله نائمة

                  عنا ...و أسراب الشحارير

                  و السنديانة... و الطريق هنا

                  فتوسدي أجفان مصدور

                  و ثلاث عشرة نجمة خمدت

                  في درب أوهام المقادير

                  لا شيء ! قصة طفلة همدت

                  لا شيء يوحي صمت تفكير

                  جرح صغير... مات صاحبه

                  فطواه ليل كالأساطير

                  تاريخه .. أنفاس مزرعة

                  تسطو عليها كف شرير

                  كانت ، فلا نقرات قبرة

                  بقيت ، و لا صيحات ناطور

                  و غصون زيتون مقدسة

                  ذبلت عليها قطرة النور!

                  لا شيء يستدعي غناء أسى

                  فالموت أكبر من مزاميري ...

                  نامي... عيون الله نائمة

                  عنا ، و أسراب الشحارير

                  وضماد جرحك زهرة ذبلت!

                  في مسرب في الفسح مهجور

                  لكن عين أخيك ساهرة

                  خلف الضباب ، ووحشة السور

                  و فؤاده ملقى على جسد

                  ينهد كالأطلال ..مصدور

                  و يداه ممسكتان في لهف

                  بترابه .. رغم الأعاصير !...

                  في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                  في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                  في البدء كان الكلمة .....

                  للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                  Comment


                  • #10
                    الكلمة ......

                    لشاعر العربيّ محروم

                    دم الصحراء يغلي في نشيده

                    و قوافل النوق العطاش

                    أبدا تسافر في حدوده

                    و الحلوة السمراء في صدف البحار !

                    الشاعر العربيّ محروم

                    تعوّد أن يموت بسيف صمته

                    ألقى على عينيه كل السر

                    قال : غدا ستفهمها عيوني

                    و أنا تركت لك الكلام على عيوني

                    لكن ، أظنك ما فهمت !
                    في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                    في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                    في البدء كان الكلمة .....

                    للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                    Comment


                    • #11
                      كأني على موعد دائم معها
                      ها هي الأرض تكمل دورتها
                      ها هو الوقت يثمر تفاحة
                      نلتقي؟
                      لم أجد غيرها امرأة ذاهبة
                      لم أجد غيرها خنجرا قادما.
                      كأنّ خطاها مفاجأة الموت
                      تأتي مفاجئة
                      و كأني على موعد دائم معها
                      تأخرت ..
                      أسرعت ..
                      إن فراغك ممتليء قمرا
                      أحبّك، أم أتنفّس؟
                      أنتظر الشفتين، أم الصاعقة؟
                      لجسمك صوت يذكرني بالولادة
                      حين أموت
                      ( و من عادتي أن أموت كثيرا
                      تأخرت
                      أسرعت
                      كالصاعقة!
                      ..و أكتب عنك بلادا
                      و يحتلها الآخرون
                      و أرسم فيك جوادا
                      و يسرقه الآخرون
                      و أكتب
                      أرسم..
                      كانت ذراعاك فاتحة الحزن و الزهر
                      كنت أعود إلى الأرض
                      كنت
                      أصاهر في كفّك الحجرا
                      و كان فراغك ممتلئا قمرا
                      كأني على موعد دائم معها
                      ها هي الأرض تكمل دورتها
                      ها هو الوقت يثمر تفاحة.
                      و للوقت كفّ تداعبني
                      مرة .
                      و تقتلني
                      مرة ،
                      أيّها الوقت كن يدها كي أراك
                      أيّها
                      الوقت
                      كن
                      يدها
                      كي أراها..

                      Comment


                      • #12
                        طوبى لشيء لم يصل
                        هذا هو العرس الذي لا ينتهي
                        في ساحة لا تنتهي
                        في ليلة لا تنتهي
                        هذا هو العرس الفلسطينيّ
                        لا يصل الحبيب إلى الحبيب
                        إلاّ شهيدا أو شريدا
                        دمهم أمامي ..
                        يسكن اليوم المجاور _
                        صار جسمي وردة في موتهم ..
                        و ذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة
                        و ازدهرت غداة أكملت الرصاصة جثّتي
                        و جمعت صوتي كلّه لأكون أهدأ من دم
                        غطّى دمي..
                        دمهم أمامي
                        يسكن المدن التي اقتربت
                        كأنّ جراحهم سفن الرجوع
                        ووحدهم لا يرجعون
                        دمهم أمامي ..
                        لا أراه
                        كأنه وطني
                        أمامي.. لا أراه
                        كأنه طرقات يافا _
                        لا أراه
                        كأنه قرميد حيفا _
                        لا أراه
                        كأنّ كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم
                        وحدهم يرون
                        وحاسة يرون
                        و حاسّة الدم أينعت فيهم
                        و قادتهم إلى عشرين عاما ضائعا
                        و الآن ،تأخذ شكلها الآتي
                        حبيبتهم ..
                        و ترجعهم إلى شريانها
                        دمهم أمامي..
                        لا أراه
                        كأنّ كل شوارع الوطن اختفت في اللحم
                        وحدهم يرون
                        لأنهم يتحررون الآن من جلد الهزيمة
                        و المرايا
                        ها هم يتطايرون على سطوحهم القديمة
                        كالسنونو و الشظايا
                        ها هم يتحررون..
                        طوبى لشيء غامض
                        طوبى لشيء لم يصل
                        فكّوا طلاسمه و مزقهم
                        فأرّخت البداية من خطاهم
                        ( ها هي الأشجار تزهر
                        في قيودي )
                        و انتميت إلى رؤاهم
                        ( ها هي الميناء تظهر
                        في حدودي )
                        و الحلم أصدق دائما، لا فرق بين الحلم
                        و الوطن المرابط خلفه..
                        الحلم أصدق دائما. لا فرق بين الحلم
                        و الجسد المخبّأ في شظية
                        و الحلم أكثر واقعيّة
                        السفح أكبر من سواعدهم
                        و لكن..
                        حاولوا أن يصعدوا
                        و البحر أبعد من مراحلهم
                        و لكن..
                        حاولوا أن يعبروا
                        و النجم أقرب من منازلهم
                        و لكن
                        حاولوا أن يفرحوا
                        و الأرض أضيق من تصورهم
                        ولكن..
                        حاولوا أن يحملوا
                        طوبى لشيء غامض
                        طوبى لشيء لم يصل
                        فكوا طلاسمه و مزقهم
                        فأرخت البداية من خطاهم
                        و انتميت إلى رؤاهم
                        آه.. يا أشياء! كوني مبهمه
                        لنكون أوضح منك
                        أفلست الحواس و أصبحت قيدا على أحلامنا
                        و على حدود القدس ،
                        أفلست الحواسّ ،و حاسّة الدم أينعت فيهم
                        و قادتهم إلى الوجه البعيد
                        هربت حبيبتهم إلى أسوارها و غزاتها
                        فتمرّدوا
                        و توحدوا
                        في رمشها المسروق من أجفانهم
                        و تسلّقوا جدران هذا العصر
                        دقوا حائط المنفى
                        أقاموا من سلاسلهم سلالم
                        ليقبّلوا أقدامها
                        فاكتظ شعب في أصابعهم خواتم
                        هذا هو العرس الذي لا ينتهي
                        في ساحة لا تنتهي
                        هذا هو العرس الفلسطيني
                        لا يصل الحبيب إلى الحبيب
                        إلا شهيدا..أو شريدا
                        _من أي عام جاء هذا الحزن؟
                        _من سنة فلسطينية لا تنتهي
                        و تشابهت كل الشهور، تشابه الموتى
                        و ما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني للوطن
                        حملوا مقابرهم ..
                        و ساروا في مهمتهم
                        وسرنا في جنازتهم
                        و كان العالم العربي أضيف من توابيت الرجوع
                        أنراك يا وطني
                        لأن عيونهم رسمتك رؤيا.. لا قضيه!
                        أنراك يا وطني
                        لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدليه!
                        أنراك يا وطني
                        لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفد
                        صلاة ..أو هويّة
                        ماذا تريد الآن منّا
                        ماذا تريد ؟
                        خذهم بلا أجر
                        ووزّعهم على بيارة جاعت
                        لعل الخضرة انقرضت هناك ..
                        الشيء.. أم هم ؟
                        إن جثة حارس صمام هاوية التردي
                        (هكذا صار الشعار، و هكذا قالوا )
                        و مرحلة بأكملها أفاقت_ ذات حلم_
                        من تدحرجها على بطن الهزيمة ،( هكذا ماتوا )
                        و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر
                        و المدن اللقيطة ساحل لم يتسع إلا لموتانا
                        و مروا فيه كالغرباء ( ننساهم على مهل
                        و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر
                        و المدن اللقيطة حارس تعبت يداه من الإشاره
                        لم يصل أحد ومروا من يديه الآن
                        فاتسعت يداه
                        كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس
                        مرحلى بأكملها أفاقت_ ذات موت_
                        من تدحرجها على بطن الهزيمة ..
                        الشيء.. أم هم؟
                        يدخلون الآن في ذرات بعضهم،
                        يصير الشيء أجسادا،
                        و هم يتناثرون الآن بين البحر و المدن
                        اللقيطة
                        ساحلا
                        أو برتقالا _
                        كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس ..
                        مرحلة بأكملها.. زمان ينتهي
                        هذا هو العرس الفلسطينيّ
                        لا يصل الحبيب إلى الحبيب
                        إلأّ شهيدا أو شريدا

                        Comment


                        • #13
                          موت آخر و أحبك
                          -1-
                          أجدّد يوما مضى، لأحبّك يوما.. و أمضي
                          و ما كان حبا
                          لأن ذراعيّ أقصر من جبل لا أراه
                          و أكمل هذا العناق البدائيّ، أصعد هذا الإله
                          الصغير
                          و ما كان يوما
                          لأن فراش الحقول البعيدة ساعة حائط
                          و أكمل هذا الرحيل البدائيّ. أصعد هذا الإله
                          الصغير
                          و ما كنت سيدة الأرض يوما
                          لأن الحروب تلامس خصرك سرب حمام
                          و تنتشرين على موتنا أفقا من سلام
                          يسد طريقي إلى شفتيك، فأصعد هذا الإله
                          الصغير
                          و ما كنت ألعب في الرمل لهوا
                          لأن الرذاذ يكسرني حين تعلن عيناك
                          أن الدروب إلى شهداء المدينة مقفرة من يديك
                          فأصعد هذا الإله الصغير
                          و ما كان حبا
                          و ما كان يوما
                          و ما كنت
                          و ما كنت
                          إني أجدد يوما مضى
                          لأحبك يوما
                          و أمضي
                          -2-
                          سألتك أن تريديني خريفا و نهرا
                          سألتك أن تعبري النهر وحدي
                          و تنتشري في الحقول معا
                          سألتك ألا أكون و ألا تكوني
                          سألتك أن ترتديني
                          خريفا
                          لأذبل فيك، و ننمو معا
                          سألتك ألا أكون و ألا تكوني
                          سألتك أن تريديني
                          نهرا
                          لأفقد ذاكرتي في الخريف
                          و نمشي معا
                          و في كل شيء نكون
                          يوحدّنا ما يشتّتنا
                          ليس هذا هو الحبّ
                          في كل شيء نكون
                          يجددنا ما يفتّتنا
                          ليس هذا هو الحبّ_
                          هذا أنا..
                          أجيئك منك، فكيف أحبك؟
                          كيف تكونين دهشة عمري؟
                          و أعرف
                          أن النساء تخون جميع المحبين الأّالمرايا
                          و أعرف:
                          أن التراب يخون جميع المحبين إلاّ البقايا
                          أجيئك منك انتظارا
                          و أغرق فيك انتحارا
                          أجيئك منك انفجارا
                          و أسقظ فيك شظايا ..
                          و كيف أقول أحبك ؟
                          كيف تحاول خمس حواسّ مقابلة المعجزة
                          و عيناك معجزتان ؟
                          تكونين نائمة حين يخطفني الموج
                          عند نهاية صدرك يبتديء البحر
                          ينقسم الكون هذا المساء إلى إثنين:
                          أنت و مركبة الأرض.
                          من أين أجمع صوت الجهات لأصرخ:
                          إني أحبك
                          -3-
                          تكونين حريتي بعد موت جديد
                          أحبّ
                          أجدّد موتي
                          أودّع هذا الزمان و أصعد
                          عيناك نافذتان على حلم لا يجيء
                          و في كل حلم أرمّم حلما و أحلم
                          قالت مريّا: سأهديك غرفة نومي
                          فقلت: سأهديك زنزانتي يا ماريّا
                          _لماذا أحبك؟
                          من أجل طفل يؤجل هجرتنا يا ماريا
                          _سأهديك خاتم عرسي
                          سأهديك قيدي و أمسي
                          _لماذا تحارب؟
                          من أجل يوم بلا أنبياء
                          تكونين جندية، تغلقين طريقي، تقولين: ما اسمك؟
                          أعلن أني أمشط موج البحار بأغنيتي ودمي
                          كي تكوني مريّا
                          _إلى أين تذهب؟
                          أذهب في أول السطر، لا شيء يكتمل الآن
                          _هل يلعب الشهداء بأضلاعهم كي تعود مريّا؟
                          تعود. و هم لا يعودون
                          _هل كنت فيهم
                          وعدت لأني نصف شهيد
                          لأني رأيت مريا
                          _سأهديك غرفة نومي
                          سأهديك زنزانتي يا مريّا .
                          -4-
                          غربيان
                          إن القبائل تحت ثيابي تهاجر
                          و الطفل يملأ ثنية ركبتك
                          الآن أعلن أن ثيابك ليست كفن
                          غريبان
                          إن الجبال الجبال الجبال..
                          غريبان
                          ما بين يومين يولد يوم جديد لنا
                          قلنا: وطن
                          غريبان
                          إن الرمال الرمال الرمال...
                          غريبان
                          و الأرض تعلن زينتها
                          _أنت زينتها_
                          و السماء تهاجر تحت يدين
                          غريبان
                          إن الشمال الشمال الشمال
                          غريبان
                          شعرك سقفي، و كفاك صوتان
                          أقبّل صوتا
                          و أسمع صوتا
                          و حبك سيفي
                          و عيناك نهران
                          و الآن أشهد أن حضورك موت
                          و أن غيابك موتان
                          و الآن أمشي على خنجر و أغني
                          فقد عرف الموت أني
                          أحبك، أني
                          أجدد يوما مضى
                          لأحبك يوما
                          و أمضي..
                          -5-
                          سمعت دمي، فاستمعت إليك
                          و لم تصلي بعد
                          كان البنفسج لون الرحيل
                          و كنت أميل مع الشمس _
                          يا أيّها الممكن المستحيل
                          و كانت ظلال النخيل تغطي خطانا التي تتكون
                          منذ الصباح و أمس .
                          و كنا نميل مع الشمس .
                          كنت القتيل الذي لا يعود
                          نسيت الجنازة خلف حدود يديك
                          سمعت دمي فاستمعت إليك ..
                          إلى أين أذهب ؟
                          ليست مفاتيح بيتي معي
                          ليس بيتي أمامي
                          و ليس الوراء ورائي
                          و ليس الأمام أمامي
                          إلى أين أذهب ؟
                          إن دمائي تطاردني ،و الحروب تحاربني، و الجهات
                          تفتشني عن جهاتي
                          فأذهب في جهة لا تكون
                          كأنّ يديك على جبهتي لحظتان
                          أدور أدور
                          و لا تذهبان
                          أسير أسير
                          و لا تأتيان
                          كأن يديك أبد
                          آه، من زمن في جسد !
                          يعرف الموت أني أحبّك
                          يعرف وقتي
                          فيحمل صوتي
                          و يأتيك مثل سعاة البريد
                          و مثل جباه الضرائب
                          يفتح نافذة لا تطل على شجر
                          (قد ذهبت و لم أعرف ).
                          يعرف الموت أني أحبك..
                          يستجوب القبلة النصف..
                          تستقبلين اعترافي..
                          و تبكين زنبقة ذبلت في الرسالة
                          ثم تنامين وحدك وحدك وحدك
                          يشهق موت بعيد
                          و يبقى بعيد
                          إلى أين أذهب؟
                          إن الجداول باقية في عروقي
                          و إن السنابل تنضج تحت ثيابي
                          و إنّ المنازل مهجورة في تجاعيد كفي
                          و إن السلاسل تلتفّ حول دمي
                          و ليس الأمام أمامي
                          و ليس الوراء ورائي
                          كأن يديك المكان الوحيد
                          كأن يديك بلد
                          آه من وطن في جسد!
                          -6-
                          وصلت إلى الوقت مبتعدا
                          لم يكون بلدا
                          كي أقول وصلت
                          و ما كان_ حين وصلت_ سدى
                          كي أقول تعبت
                          و ما كان وقتا لأمضي إليه ..
                          وصلت إلى الوقت مبتعدا
                          لم أجد أحدا
                          غير صورتها في إطار من الماء
                          مثل جبيني الذي ضاع بيني
                          و بين رؤاي سدى!
                          سمعت دمي
                          فاستمعت إليك
                          مشيت
                          لأمشي إليك
                          و كانت عصافير ملء الهواء
                          تسير ورائي
                          و تأكلني _كنت سنبلة _
                          كنت أحمل ضلعا و أسأل أين بقية
                          آخر الشهداء
                          يحاول ثانية
                          كيف أحمل نهرا بقبضة كفي
                          و أحمل سيفي
                          و لا يسقطان
                          أنا آخر الشهداء
                          أسجل أنك قدسية في الزمان وضائعة
                          في المكان
                          أريد بقية ضلعي
                          أريد بقية ضلعي
                          أريد بقية ضلعي

                          Comment


                          • #14
                            بيروت بيروت من تعب ومن ذهب، وأندلس وشام .
                            فضّة، زبد، وصايا الأرض في ريش الحمام.
                            وفاة سنبلة، تشرّد نجمة بيني وبين حبيبتي بيروت .
                            لم أسمع دمي من قبل ينطق باسم عاشقة تنام على دمي... و تنام ...
                            من مطر على البحر اكتشفنا الإسم، من طعم الخريف وبرتقال
                            القادمين من الجنوب، كأنّنا أسلافنا نأتي إلى بيروت كي نأتي إلى
                            بيروت ...
                            من مطر بنينا كوخنا، والريح لا تجري فلا نجري، كأنّ الريح
                            مسمار على الصلصال، تحفر قبونا فننام مثل النمل في القبو
                            الصغير
                            كأننا كنا نغنيّ خلسة :
                            بيروت خيمتنا
                            بيروت نجمتنا
                            سبايا نحن في هذا الزمان الرخو
                            أسلمنا الغزاة إلى أهالينا
                            فما كدنا نعضّ الأرض حتى انقضّ حامينا
                            على الأعراس و الذكرى فوزّعنا أغانينا على الحرّاس
                            من ملك على عرش
                            إلى ملك على نعش
                            سبايا نحن في هذا الزمّان الرخو
                            لم نعثر على شبه نهائي سوى دمنا
                            و لم نعثر على ما يجعل السلطان شعبيّا
                            و لم نعثر على ما يجعل السجان وديا
                            و لم نعثر على شيء يدلّ على هويتنا
                            سوى دمنا الذي يتسلّق الجدران ...
                            ننشد خلسة:
                            بيروت خيمتنا
                            بيروت نجمتنا
                            ...و نافذة تطلّ على رصاص البحر
                            يسرقنا جميعا شارع و موشّح
                            بيروت شكل الظلّ
                            أجمل من قصيدتها و أسهل من كلام الناس
                            تغرينا بداية مفتوحة و بأبجديات جديدة :
                            بيروت خيمتنا الوحيدة
                            بيروت نجمتنا الوحيدة
                            هل تمددنا عل صفصافها لنقيس أجسادا محاها البحر عن أجسادنا
                            جئنا إلى بيروت من أسمائنا الأولى
                            نفتّش عن نهايات الجنوب و عن وعاء القلب ...
                            سال القلب سال ...
                            و هل تمدّدنا على الأطلال كي نون الشمال بقامة الأغلال؟
                            مال الظلّ مال عليّ، كسّرني و بعثرني
                            و طال الظلّ طال...
                            ليسرو الشجر الذي يسرو ليحملنا من الأعناق
                            عنقودا من القتلى بلا سبب...
                            و جئنا من بلاد لا بلاد لها
                            و جئنا من يد ألفصحى و من تعب...
                            خراب هذه الأرض التي تمتدّ من قصر الأمير إلى زنازننا
                            و من أحلامنا الأولى إلى... حطب
                            فأعطينا جدارا واحدا لنصيح يا بيروت!
                            أعطينا جدارا كي نرى أفقا و نافذة من اللهب
                            و أعطينا جدارا كي نعلّق فوقه سدوم
                            التي انقسمت إلى عشرين مملكة
                            لبيع النفط ...و العربي
                            و أعطينا جدارا واحدا
                            لنصيح في شبه الجزيرة :
                            بيروت خيمتنا الأخيرة
                            بيروت نجمتنا الأخيرة
                            أفقّ رصاصيّ تناثر في الأفق
                            طرقّ من الصدف المجوّف... لا طرق
                            و من المحيط إلى الجحيم
                            من الجحيم إلى الخليج
                            و من اليمين إلى اليمين إلى الوسط
                            شاهدت مشنقة فقط
                            شاهدت مشنقة بحبل
                            واحد
                            من أجل مليوني عنق !
                            بيروت! من اين الطريق إلى نوافذ قرطبة
                            أنا لا أهاجر مرتّين
                            و لا أحبّك مرتين
                            و لا أرى في البحر غير البحر ...
                            لكنيّ أحوّم حول أحلامي
                            و أدعو الأرض جمجمة لروحي المتعبة
                            و أريد أن أمشي
                            لأمشي
                            ثم أسقط في الطريق
                            إلى نوافذ قرطبة
                            بيروت شاهدة على قلبي
                            و أرحل عن شوارعها و عنيّ
                            عالقا بقصيدة لا تنتهي
                            و أقول ناري لا تموت ...
                            على البنايات الحمام
                            على بقاياها السلام...
                            أطوي المدينة مثلما أطوي الكتاب
                            و أحمل الأرض الصغيرة مثل كيس من سحاب
                            أصحو و أبحث في ملابس جثتي عنيّ
                            فنضحك: نحن ما زلنا على قيد الحياة
                            وسائر الحكّام
                            شكرا للجريدة لم تقل أني سقطت هناك سهوا...
                            أفتح الطرق الصغيرة للهواء و خطوتي و الأصدقاء العابرين
                            و تاجر الخبز الخبيث، و صورة البحر الجديدة
                            شكرا لبيروت الضباب
                            شكرا لبيروت الخراب ...
                            تكسّرت روحي، سأرمي جثّتي لتصيبني الغزوات ثانية
                            و يسلمني الغزاة إلى القصيدة...
                            أحمل اللغة المطيعة كالسحابة
                            فوق أرصفة القراءة و الكتابة:
                            "إن هذا البحر يترك عندنا آذانه و عيونه "
                            و يعود نحو البحر بحريّا
                            ...و أحمل أرض كنعان التي اختلف الغزاة على مقابرها
                            و ما اختلف الرواة على الذي اختلف الغزاة عليه
                            من حجر ستنشأ دولة الغيتو
                            و من حجر سننشيء دولة العشّاق
                            أرتجل الوداع
                            و تغرق المدن الصغيرة في عبارات مشابهة
                            و ينمو الجرح فوق الرمح أو يتناوبان عليّ
                            حتى ينتهي هذا النشيد...
                            و أهبط الدرج الذي لا ينتهي بالقبو و الأعراس
                            أصعد مرة أخرى على الدرج الذي لا ينتهي بقصيدة ...
                            أهذي قليلا كي يكون الصحو و الجلاّد...
                            أصرخ: أيّها الميلاد عذّبني لأصرخ أيّها الميلاد...
                            من أجل التداعي أمتطي درب الشآم
                            لعلّ لي رؤيا
                            و أخجل من صدى الأجراس و هو يجيئني صدأ
                            و أصرخ في أثينا: كيف تنهارين فينا؟
                            ثم أهمس في خيام البدو :
                            وجهي ليس حنطيّا تماما و العروق مليئة بالقمح...
                            أسأل آخر الإسلام :
                            هل في البدء كان النفط
                            أم في البدء كان السخط ؟
                            أهذي ،ربمّا أبدو غريبا عن بني قومي
                            فقد يفرنقع الشعراء عن لغتي قليلا
                            كي أنظفها من الماضي و منهم...
                            لم أجد جدوى من الكلمات إلا رغبة الكلمات
                            في تغيير صاحبها ...
                            وداعا للذي سنراه
                            للفجر الذي سيشقّنا عمّا قليل
                            لمدينة ستعيدنا لمدينة
                            لتطول رحلتنا و حكمتنا
                            وداعا للسيوف و للنخيل
                            لحماية ستطير من قلبين محروقين بالماضي
                            إلى سقف من القرميد ...
                            هل مرّ المحارب من هنا
                            كقذيقة في الحرب؟
                            هل كسرت شظاياه كؤوس الشاي في المقهى؟
                            أرى مدنا من الورق المسلح بالملوك و بدلة الكاكي ؟
                            أرى مدنا تتوج فاتحيها
                            و الشرق عكس الغرب أحيانا
                            و شرق الغرب أحيانا
                            و صورته و سلعته...
                            أرى مدنا تتوّج فاتحيها
                            و تصدّر الشهداء كي تستورد الويسكي
                            و أحدث منجزات الجنس و التعذيب ...
                            هل مرّ المحارب من هنا
                            كقذيفة في الحرب؟
                            هل كسرت شظايا كؤوس الشاي في المقهى ؟
                            أرى مدنا تعلّق عاشقيها
                            فوق أغصان الحديد
                            و تشرّد الأسماء عند الفجر...
                            ...عند الفجر يأتي سادن الصنم الوحيد
                            ماذا نودّع غير هذا السجن ؟
                            ماذا يخسر السجناء؟
                            نمشي نحو أغنية بعيدة
                            نمشي إلى الحرية الأولى
                            فنلمس فتنة الدنيا لأول مرة في العمر ...
                            هذا الفجر أزرق
                            و الهواء يرى و يؤكل مثل حبّ التين
                            نصعد
                            واحدا
                            و ثلاثة
                            مائة
                            و ألفا
                            باسم شعب نائم في هذه الساعات
                            عند الفجر عند الفجر، نختتم القصيدة
                            و نرتب الفوضى على درجات هذا الفجر
                            بوركت الحياة
                            و بورك الأحياء
                            فوق الأرض
                            لا تحت الطغاة
                            تحيا الحياة !
                            تحيا الحياة !
                            قمر على بعلبك
                            ودم على بيروت
                            يا حلو، من صبّك
                            فرسا من الياقوت!
                            قل لي، و من كبّك
                            نهرين في تابوت!
                            يا ليت لي قلبك
                            لأموت حين أموت
                            ...من مبنى بلا معنى إلى معنى بلا مبنى".
                            وجدنا الحرب ...
                            هل بيروت نرآه لنكسرها و ندخل في الشظايا
                            أم مرايا نحن يكسرنا الهواء؟
                            تعال يا جندي حدثني عن الشرطيّ:
                            هل أوصلت أزهاري إلى الشبّاك ؟
                            هل بلّغت صمتي للذين أحبّهم و لأول الشهداء؟
                            هل قتلاك ماتوا من أجلي و أجل البحر ...
                            أم هجموا عليّ وجرّدوني من يد امرأة
                            تعدّ الشاي لي و النّاي للمتحاربين ؟
                            و هل تغيّرت الكنيسة بعدما خلعوا على المطران زيّا عسكريا؟
                            أم تغيّرت الفريسة ؟
                            هل تغيرت الكنيسة
                            أم تغيّرنا؟
                            شوارع حولنا تلتفّ
                            خذ بيروت من بيروت، وزّعها على المدن
                            النتيجة: فسحة للقبو
                            ضع بيروت في بيروت ،واسحبها من المدن
                            النتيجة: حانة للهو
                            ...نمشي بين قنبلتين
                            _هل نعتاد هذا الموت ؟
                            _هل تعرف القتلى جميعا؟
                            _أعرف العشّاق من نظراتهم
                            و أرى عليها القاتلات الراضيات بسحرهن و كيدهن
                            ..و ننحني لتمر قنبلة؟
                            نتابع ذكريات الحرب في أيامها الأولى
                            _ترى، ذهبت قصيدتنا سدى
                            _لا... لا أظنّ
                            _إذن، لماذا تسبق الحرب القصيدة
                            _نطلب الإيقاع من حجر فلا يأتي
                            و للشعراء آلهة قديمة
                            ...و تمرّ قنبلة، فندخل حانة في فندق الكومودور
                            _يعجبني كثيرا صمت رامبو
                            أو رسائله التي نطقت بها إفريقيا
                            _و خسرت كافافي
                            _لماذا
                            _قال لي: لا تترك الاسكندرية باحثا عن غيرها
                            _ووجدت كافكا تحت جلدي نائما
                            و ملائما لعباءة الكابوس ،و البوليس فينا
                            _ارفعوا عنيّ يدي
                            _ماذا ترى في الأفق؟
                            _أفقا آخرا
                            _هل تعرف القتلى جميعا ؟
                            _و الذيت سيولدون...
                            سيولدون
                            تحت الشجر
                            و سيولدون
                            تحت المطر
                            و سيولدون
                            من الحجر
                            و سيولدون
                            من الشظايا
                            يولدون
                            من المرايا
                            يولدون
                            من الزوايا
                            و سيولدون
                            من الهزائم
                            يولدون
                            من الخواتم
                            يولدون
                            من البراعم
                            و سيولدون
                            من البداية
                            يولدون
                            من الحكاية
                            يولدون
                            بلا نهاية
                            و سيولدون، و يكبرون، و يقتلون ،
                            و يولدون، و يولدون، و يولدون
                            فسّر ما يلي :
                            بيروت ( بحر -حرب - حبر - ربح )
                            البحر : أبيض أو رصاصيّ و في إبريل أخضر ،
                            أزرق، لكنه يحمرّ في كل الشهور إذا غضب
                            و البحر : مال على دمي
                            ليكون صورة من أحبّ
                            الحرب : تهدم مسرحيتنا لتلعب دون نص أو كتاب
                            و الحرب : ذاكرة البدائيين و المتحضرين
                            و الحرب : أولها دماء
                            و الحرب : آخرها هواء
                            و الحرب : تثقب ظلّنا لتمرّ من باب لباب
                            الحبر : للفصحى و للضباط و المتفرجين على أغانينا
                            و للمستسلمين لمنظر البحر الحزين
                            الحبر : نمل أسود، أو سيّد
                            و الحبر : برزخنا الأمين
                            و الربح : مشتق من الحرب التي تنتهي
                            منذ ارتدت أجسادنا المحراث
                            منذ الرحلة الأولى إلى صيد الظباء
                            حتى بزوغ الاشتراكيين في آسيا و في إفريقيا!
                            و الربح : يحكمنا
                            يشردنا عن الأدوات و الكلمات
                            يسرق لحمنا
                            و يبيعه
                            بيروت أسواق على البحر
                            اقتصاد يهدم الإنتاج
                            كي يبني المطاعم و الفنادق ...
                            دولة في شارع أو شقّة
                            مقهى يدور كزهرة العبّاد نحو الشمس
                            وصف للرحيل و للجمال الحرّ
                            فردوس الدقائق
                            مقعد في ريش عصفور
                            جبال تنحني للبحر
                            بحر صاعدة نحو الجبال
                            غزالة مذبوحة بجناح دوريّ
                            و شعب لا يحب الظل
                            بيروت_ الشوارع في سفن
                            بيروت_ ميناء لتجميع المدن
                            دارت علينا و استدارت .أدبرت و استدبرت
                            هل غيمة أخرى تخون الناظرين إليك يا بيروت؟
                            هندسة تلائم شهوة الفئة الجديدة
                            طحلب الأيام بين المدّ و الجزر
                            النفايات التي طارت من الطبقات نحو العرش ...
                            هندسة التحلّل و التشكّل
                            واختلاط السائرين على الرصيف عشيّة الزلزال...
                            دارت و استدارت
                            هندسيّتها خطوط العالم الآتي إلى السوق الجديد
                            يُشترى و يباع. يعلو ثم يهبط مثل أسعار الدولار
                            و أونصة الذهب التي تعلو و تهبط وفق أسعار الدم الشرقيّ
                            لا... بيروت بوصلة المحارب...
                            نأخذ الأولاد نحو البحر كي يثقوا بنا...
                            ملك هو الملك الجديد...
                            وصوت فيروز الموزّع بالتساوي بين طائفتين
                            يرشدنا إلى ما يجعل الأعداء عائلة
                            و لبنان انتظار بين مرحلتين من تاريخنا الدمويّ
                            _هل ضاق الطريق
                            و من خطاك الدرب يبدأ يا رفيق ؟
                            _محاصر بالبحر و الكتب المقدسة
                            _انتهينا؟
                            _لا. سنصمد مثل آثار القدامى
                            مثل جمجمة على الأيام نصمد
                            كالهواء و نظرة الشهداء نصمد...
                            يخلطان الليل بالمتراس. ينتظران ما لا يعرفان
                            يخبّئان العالم العربيّ في مزق تسمّى وحدة...
                            يتقاسمان الليل :
                            _ليلى لا تصدّقني
                            و لكني أصدّق حلمتيها حين تنتفضان ...
                            أغرتني بمشيتها الرشيقة :
                            أيطلا ظبي ،و ساق غزالة، و جناح شحرور، وومضة شمعدان
                            كلّما عانقتها طلبت رصاصا طائشا
                            _ملك هو الملك الجديد
                            إلى متى نلهو بهذا الموت ؟
                            _لا أدري، و لكنّا سنحرس شاعرا في المهرجان
                            _لأيّ حزب ننتمي ؟
                            _حزب الدفاع عن البنوك الأجنبية واقتحام البرلمان
                            _إلى متى تتكاثر الأحزاب، و الطبقات قلّت يا رفيق الليل؟
                            _لا أدري ،
                            و لكن ربما أقضي عليك، و ربما تقضي عليّ
                            إذا اختلفنا حول تفسير الأنوثة...
                            _إنها الجمر الذي يأتي من الساقين
                            يحرقنا
                            _هي الصدر الذي يتنفّس الأمواج
                            يغرقنا
                            _هي العينان حين تضيّعان بداية الدنيا
                            _هي العنق الذي يشرب
                            _هي الشفتان حين تناديان الكوكب المالح
                            _هي الغامض
                            هي الواضح
                            _سأقتلك.المسدّس جاهز.ملك هو الملك ،
                            المسدّس جاهز.
                            بيروت شكل الشكل
                            هندسة الخراب...
                            الأربعاء .السبت .بائعة الخواتم
                            حاجز التفتيش. صيّاد. غنائم
                            لغة و فوضى. ليلة الإثنين .
                            قد صعدوا السلالم
                            و تناولوا أرزاقهم. من ليس منّا
                            فهو من عرب و عاربة .سوالم
                            يوم الثلاثاء. الخميس. الأربعاء.
                            و تأبطوا تسعين جيتارا و غنّوا
                            حول مائدة الشواء الآدمي
                            قمر على بعلبك
                            و دم على بيروت
                            يا حلو، من صبّك
                            فرسا من الياقوت
                            قل لي، و من كبّك
                            نهرين في تابوت
                            يا ليت لي قلبك
                            لأموت حين أموت ...
                            ...أحرقنا مراكبنا. و علّقنا كواكبنا على الأسوار.
                            نحن الواقفين على خطوط النار نعلن ما يلي:
                            بيروت تفّاحة
                            و القلب لا يضحك
                            و حصارنا واحة
                            في عالم يهلك
                            سنرقّص الساحة
                            و نزوج الليلك
                            أحرقنا مراكبنا. و علّقنا كواكبنا على الأسوار
                            لم نبحث عن الأجداد في شجر الخرائط
                            لم نسافر خارج الخبز النقيّ و ثوبنا الطينيّ
                            لم نرسل إلى صدف البحيرات القديمة صورة الآباء
                            لم نولد لتسأل: كيف تمّ الانتقال الفذّ مما ليس عضويا
                            إلى العضوي؟
                            لم نولد لتسأل ...
                            لم نولد لتسأل ...
                            قد ولدنا كيفما اتفق
                            انتشرنا كالنمال على الحصيرة
                            ثم أصبحنا خيولا تسحب العربات...
                            نحن الواقفين على خطوط النار
                            أحرقنا زوارقنا، و عانقنا بنادقنا
                            سنوقظ هذه الأرض التي استندت إلى دمنا
                            سنوقظها، و نخرج من خلاياها ضحايانا
                            سنغسل شعرهم بدموعنا البيضاء
                            نسكب فوق أيديهم حليب الروح كي يستيقظوا
                            و نرش فوق جفونهم أصواتنا:
                            قوموا ارجعوا للبيت يا أحبابنا
                            عودوا إلى الريح التي اقتلعت جنوب الأرض من أضلاعنا
                            عودوا إلى البحر الذي لا يذكر الموتى و لا الأحياء
                            عودوا مرة أخرى
                            فلم نذهب وراء خطاكم عبثا
                            مراكبنا هنا احترقت
                            و ليس سواكم أرض ندافع عن تعرّجها و حنطتها
                            سندفع عنكم النسيان، نحميكم
                            بأسلحة صككمناها لكم من عظم أيديكم
                            نسيجكم بجمجمة لكم
                            و بركة زلقت
                            فليس سواكم أرضا نسمّر فوقها أقدامنا...
                            عودوا لنحميكم...
                            "و لو أنّا على حجر ذبحنا "
                            لن نغادر ساحة الصمت التي سوت أياديكم
                            سنفديها و نفديكم
                            مراكبنا هنا احترقت
                            و خيّمنا على الريح التي اختنقت هنا فيكم
                            و لو صعدت جيوش الأرض هذا الحائط البشريّ
                            لن نرتدّ عن جغرافيا دمكم.
                            مراكبنا هنا احترقت
                            و منكم... من ذراع لن تعانقنا
                            سنبني جسرنا فيكم
                            شوتنا الشمس
                            أدمتنا عظام صدوركم
                            حفت مفاصلنا منافيكم
                            "و لو أنّا على حجر ذبحنا"
                            لن نقول" نعم"
                            فمن دمنا إلى دمنا حدود الأرض
                            من دمنا إلى دمنا
                            سماء عيونكم و حقول أيديكم
                            نناديكم
                            فيرتدّ الصدى بلدا
                            نناديكم
                            فيرتد الصدى جسدا
                            من الأسمنت
                            نحن الواقفين على خطوط النار نعلن ما يلي:
                            لن تنرك الخندق
                            حتى يمرّ الليل
                            بيروت للمطلق
                            و عيوننا للرمل
                            في البدء لم نخلق
                            في البدء كان القول
                            و الآن في الخندق
                            ظهرت سمات الحمل
                            تفّاحة في البحر، إمرأة الدم المعجون بالأقواس ،
                            شطرنج الكلام،
                            بقيّة الروح ،استغاثات الندى ،
                            قمر تحطّم فوق مصطبة الظلام
                            بيروت، و الياقوت حين يصيح من وهج على ظهر الحمام
                            حلم سنحمله. و نحمله متى شئنا. نعلّقه على أعناقنا
                            بيروت زنبقة الحطام
                            و قبلة أولى. مديح الزنزلخت .معاطف للبحر و القتلى
                            سطوح للكواكب و الخيام
                            قصيدة الحجر. ارتطام بين قبرّتين تختبئان في صدر...
                            سماء مرّة جلست على حجر تفكّر ،
                            وردة مسموعة بيروت. صوت فاصل بين الضحية و الحسام .
                            ولد أطاح بكل ألواح الوصايا
                            و المرايا
                            ثم... نام ..
                            ثم... نام ..
                            ثم... نام

                            Comment


                            • #15
                              يُنقبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ


                              هنا، عند مُنْحَدَراتِ التلالِ، أمام الغروبِ وفُوَّهَة الوقت،
                              قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِّ،
                              نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
                              وما يفعلُ العاطلونَ عنِ العمَلْ:
                              نُرَبِّي الأمَلْ.
                              بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
                              أَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
                              لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
                              أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
                              في حلكة الأَقبية.
                              هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً
                              سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
                              نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.
                              أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
                              بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
                              فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.
                              هنا، لا أَنا
                              هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ
                              يقولُ على حافَّة الموت:
                              لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
                              حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
                              سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
                              وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
                              وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ
                              في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
                              بين تذكُّرِ أَوَّلها.
                              ونسيانِ آخرِها.
                              هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
                              لا وَقْتَ للوقت.
                              نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
                              ننسي الأَلمْ.
                              الألمْ
                              هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
                              صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.
                              لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
                              فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
                              لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
                              يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
                              تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ
                              يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
                              بمنظار دبّابةٍ…
                              نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.
                              أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
                              واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
                              فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
                              أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
                              اُخرجوا من صباحاتنا،
                              نطمئنَّ إلى أَننا
                              بَشَرٌ مثلكُمْ!
                              نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
                              نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
                              في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
                              ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
                              أَلفينِ واثنينِ تبتسمُ الكاميرا
                              لمواليدِ بُرْجِ الحصار.
                              كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
                              ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
                              وتعالَ غداً !
                              أُفكِّر، من دون جدوى:
                              بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
                              على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
                              وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
                              فتوجعنُي الخاطرةْ
                              وتنتعشُ الذاكرةْ
                              عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
                              بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
                              بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
                              الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ
                              الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
                              حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين
                              الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
                              قَيْدَ التَشَابُهِ…
                              عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
                              هو الوحيُ…
                              أوَ يعرفُ الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
                              مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها
                              إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي
                              بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
                              يحاصرني في المنامِ كلامي
                              كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
                              ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي
                              شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
                              السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
                              جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
                              والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
                              شارعٍ واسعٍ كالكنيسةِ بعد صلاة الأَحد…
                              نحبُّ الحياةَ غداً
                              عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
                              كما هي، عاديّةً ماكرةْ
                              رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
                              وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
                              فليكن
                              خفيفاً على القلب والخاصرةْ
                              فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
                              من فَرَحٍ .. مَرَّتَينْ!
                              قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
                              لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
                              لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ
                              إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
                              وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
                              الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
                              وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ
                              إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
                              إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
                              قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
                              فيكبرُ طفلاً معافي،
                              ويدرُسُ في معهدٍ واحدٍ مع إحدى بناتكَ
                              تارِيخَ آسيا القديمَ.
                              وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
                              وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
                              ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
                              صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
                              والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
                              فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
                              وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟
                              لم تكن هذه القافيةْ
                              ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
                              ولا لاقتصاد الأَلمْ
                              إنها زائدةْ
                              كذبابٍ على المائدةْ
                              الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
                              تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.
                              الحصارُ هُوَ الانتظار
                              هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ
                              وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
                              لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ
                              لنا أخوةٌ خلفَ هذا المدى.
                              أخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
                              ثم يقولون في سرِّهم:
                              ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
                              لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.
                              خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
                              وعَشْرَةُ جرحى.
                              وعشرون بيتاً.
                              وخمسون زيتونة…
                              بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
                              سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ
                              في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
                              أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
                              الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح،
                              والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
                              والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
                              وأَمَّا الشمالُ، الشمال البعيد
                              فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
                              إنه مَجْمَعُ الآلهةْ
                              قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
                              فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ
                              إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
                              فكُنْ شجراً
                              مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
                              وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
                              فكُنْ حجراً
                              مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
                              وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
                              فكن قمراً
                              في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
                              هكذا قالت امرأةٌ
                              لابنها في جنازته
                              أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
                              من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
                              ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
                              أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟
                              واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
                              ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
                              ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
                              على صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
                              ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
                              (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
                              ومختلفون علي واجبات النساء
                              (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
                              مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
                              مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون
                              ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.
                              قال لي في الطريق إلى سجنه:
                              عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
                              كهجاء الوطنْ
                              مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
                              قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
                              يكفي
                              لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
                              وتنظيف حَمأةِ هذا المكان
                              على الروح أَن تترجَّلْ
                              وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
                              إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
                              قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
                              وكأسَ النبيذِ القديم
                              لنقطع هذا الطريق معاً
                              ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
                              أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
                              فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ
                              إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
                              تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
                              فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
                              و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ
                              يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
                              هاتفي لا يرنُّ
                              ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
                              فكيف تيقَّنتِ من أَنني
                              لم أكن ههنا !
                              يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
                              في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
                              لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي
                              ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما.
                              في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار…
                              إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
                              في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.
                              يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
                              فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
                              يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
                              تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
                              وتقولُ: وأَبْعَدَ … أَبْعدَ … أَبْعَدْ
                              سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
                              أَن الضَجَرْ
                              صِفَةٌ من صفات البشرْ.
                              لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
                              قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
                              بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
                              قلبي بريء مضيء مليء،
                              ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
                              لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
                              هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
                              وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
                              لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
                              هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
                              عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ…
                              ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !
                              جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
                              تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل،
                              أَو في المداخن، أو في الخيام التي
                              نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ…
                              على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ،
                              والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
                              ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
                              بأنَّ الحياةَ هنا … لا هناكْ
                              الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
                              رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
                              ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
                              غيرِ مأهولةٍ،
                              فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
                              ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
                              كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
                              عدَّلَتْهُ بجرَّافةٍ.
                              فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ،
                              بيضاءُ من غير سوء …
                              إلى شبهِ مستشرقٍ: ليكُنْ ما تَظُنُّ.
                              لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ.
                              ولا أَلعبُ الجولف.
                              لا أَفهمُ التكنولوجيا،
                              ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
                              أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
                              لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
                              لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
                              أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجرِ البُنْدُقيَّة
                              قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟
                              في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
                              تحجَّرَ في أَبَدِهْ
                              في الحصار، يصير المكانُ زماناً
                              تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ
                              هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
                              أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
                              لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
                              فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
                              جغْرافيةْ !
                              أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
                              ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
                              وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى
                              الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.
                              الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
                              عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ .

                              Comment


                              • #16
                                الحديقة النائمة .......

                                سرقت يدي حين عانقها النوم ،

                                غطّيت أحلامها ،

                                نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين،

                                صلّيت من أجل ساقين معجزتين ،

                                إنحنيت على نبضها المتواصل،

                                شاهدت قمحا على مرمر ونعاس،

                                بكت قطرة من دمي

                                فارتجفت…

                                الحديقة نائمة في سريري .

                                ذهبت إلى الباب ،

                                لم التفت نحو روحي التي واصلت نومها

                                سمعت رنين خطاها القديم وأجراس قلبي

                                ذهبت إلى الباب

                                - مفتاحها في حقيبتها

                                وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب -

                                ليل على مطر في الطريق ، ولا صوت يأتي

                                سوى نبضها والمطر .

                                ذهبت إلى الباب ،

                                يفتح الباب،

                                أخرج .

                                ينغلق الباب.

                                يخرج ظلي ورائي .

                                لماذا أقول وداعا ؟

                                من الآن صرت غريبا عن الذكريات وبيتي.

                                هبطت السلالم ،

                                لا صوت يأتي

                                سوى نبضها والمطر

                                وخطوي على درج نازل

                                من يديها إلى رغبة في السفر .

                                وصلت إلى الشجره

                                هنا قبلتني

                                هنا ضربتني صواعق من فضة وقرنفل .

                                هنا كان عالمها يبتدىء

                                هنا كان عالمها ينتهي .

                                وقفت ثواني من زنبق وشتاء ،

                                مشيت ،

                                ترددت ،

                                ثم مشيت ،

                                أخذت خطاي وذاكرتي المالحه

                                مشيت معي .

                                لا وداع ولا شجره

                                فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك ،

                                نامت جميع العلاقات ،

                                نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك ،

                                نام رجال المباحث أيضا ..

                                وريتا تنام … وتوقظ أحلامها .

                                في الصباح ستأخذ قبلتها ،

                                وأيامها ،

                                ثم تحضر لي قهوتي العربية

                                وقهوتها بالحليب .

                                وتسأل للمرة الألف عن حبّنا

                                وأجيب

                                بأني شهيد اليدين اللتين

                                تعدان لي قهوتي في الصباح .

                                وريتا تنام … تنام وتوقظ أحلامها

                                - نتزوج؟

                                نعم .

                                - متى ؟

                                حين ينمو البنفسج

                                على قبعات الجنود .

                                طويت الأزقة ، مبنى البريد ، مقاهي الرصيف ، نوادي

                                الغناء ، وأكتشاك بيع التذاكر .

                                أحبّك ريتا . أحبّك . نامي وأرحل

                                بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل

                                بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل

                                أحبّك ريتا .أحبّك . نامي

                                سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء

                                سأسأل :

                                أما زلت نائمة

                                أم صحوت من النوم …

                                ريتا ! أحبّك ريتا

                                أحبّك
                                في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                                في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                                في البدء كان الكلمة .....

                                للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                                Comment


                                • #17
                                  و تحمل عبء الفراشة .....

                                  ستقول : لا , وتمزّق الألفاظ والنهر البطيء . ستلعن

                                  الزمن الرديء ، وتخفي في الظلّ . لا- للمسرح

                                  اللغويّ . لا - لحدود هذا الحلم . لا- للمستحيل

                                  تأتي إلى مدن وتذهب . سوف تعطي الظلّ أسماء

                                  القرى . وتحذّر الفقراء من لغة الصدى والأنبياء .

                                  وسوف تذهب ... سوف تذهب ، والقصيدة

                                  خلف هذا البحر والماضي . ستشرح هاجسا فيجيء

                                  حرّاس الفراغ العاجزون الساقطون من البلاغة

                                  والطبول

                                  لنشيدك انكسرت سماء الماء . حطّاب وعاشقة ،

                                  وينفتح الصباح على المكان . تواصل الكلمات

                                  نسيانا تزوّج ألف مذبحة . يجيء الموت أبيض .

                                  تهطل الأمطار . يتضح المسدّس والقتيل .

                                  سيجيئك الشهداء من جدران لفظتك الأخيرة . يجلسون

                                  عليك تاجا من دم ، ويتابعون زراعة التفاح

                                  خارج ذكرياتك . سوف تتعب ... سوف تتعب

                                  سوف تطردهم فلا يمضون . تشتمهم فلا يمضون

                                  يحتلّون هذا الوقت . تهرب من سعادتهم إلى وقت

                                  يسير على الشوارع والفصول.

                                  ويجيئك الفقراء . لا خبز لديك ، ولا دعاء ينقذ القمح

                                  المهدّد بالجفاف . تقول شيئا ما عن الغضب الذي

                                  زفّ السنابل للسيوف . تقول شيئا ما عن النهر

                                  المخبّأ في عباءات النساء القادمات من الخريف .

                                  فيضحكون ويذهبون ، ويتركون الباب مفتوحا

                                  لأسئلة الحقول .

                                  لنشيدك اتسعت عيون العاشقات . نعم تسمّي خصلة

                                  القمح البلاد ، وزرقة البحر البلاد . نعم تسمّي

                                  الأرض سيّدة من النسيان . ثم تنام وحدك بين

                                  رائحة الظلال وقلبك المفقود في الدرب الطويل .

                                  ستقول طالبة : وما نفع القصيدة ؟ شاعر يستخرج

                                  الأزهار والبارود من حرفين . والعمال مسحوقون

                                  تحت الزهر والبارود في حربين . ما نفع القصيدة

                                  في الظهيرة الظلال ؟ تقول شيئا ما وتخطىء : سوف

                                  يقترب النخيل من اجتهادي ، ثم يكسرك النخيل .

                                  لنشيدك انتشرت مساحات البياض وحنكة الجلاّد .

                                  تأتي دائما كالانتحار فيطلبون الحزن أقمشة .

                                  وتأتي دائما كالانفجار فيطلبون الورد خارطة . ستأتي

                                  حين تذهب ، ثم تأتي حين تذهب، ثم يبتعد

                                  الوصول .

                                  ستكون نسرا من لهيب، والبلاد فضاءك الكحليّ .

                                  تسأل : " هل أسأت إليك يا شعبي ؟ " وتنكسر

                                  السفوح على جناح النسر . يحترق الجناح على بخار

                                  الأرض .تصعد ، ثم تهبط ، ثم تصعد ثم تدخل

                                  في السيول

                                  وتمرّ من كل البدايات احتفالا : " هل أسأت إليك

                                  يا زمني ؟ " تغنّي الأخضر الممتدّ بين يدين

                                  يابستين : تدخل وردة وتصبح : ما هذا الزحام؟ .

                                  ترى دما فتصبح : من قتل الدليل ؟

                                  وتموت وحدك .سوف تتركك البحار على شواطئها

                                  وحيدا كالحصى . ستفرّ منك المكتبات ، السيّدات ،

                                  الأغنيات ، شوارع المدن ، القطارات ، المطارات

                                  البلاد تفرّ من يدك التي خلقت بلادا للهديل .

                                  وتموت وحدك . سوف تهجرك البراكين التي كانت

                                  تطيع صهيلك الدامي . وتهجرك اندفاعات الدم

                                  الجنسيّ والفرح الذي يرميك للأسماك . يهجرك

                                  التساؤل والتعامل بين أغنية وسجّان ويهجرك

                                  الصهيل .

                                  وسيدفنون العطر بعدك . يمنحون الورد قيدك .

                                  يحكمون على الندى المهجور بالإعدام بعدك.

                                  يشعلون النار في الكلمات بعدك . يسرقون الماء من

                                  أعشاب جلدك . يطردونك من مناديل الجليل .

                                  وتقول لا - للمسرح اللغويّ

                                  لا – لحدود هذا الحلم

                                  لا - للمستحيل

                                  في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                                  في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                                  في البدء كان الكلمة .....

                                  للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                                  Comment


                                  • #18
                                    الآن في المنفى .....

                                    الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ،

                                    في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ

                                    يُوقدون الشَّمعَ لك

                                    فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،

                                    لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك

                                    من فرط الزحام.... وأجّلك

                                    قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال,

                                    يضحك كالغبي

                                    فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك

                                    هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ

                                    الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ

                                    وأهمَلكْ

                                    فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.

                                    في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي

                                    لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ

                                    قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:

                                    سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ

                                    وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:

                                    هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!

                                    سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك

                                    بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في

                                    خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ

                                    سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!

                                    قُلْ للغياب: نَقَصتني

                                    وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!

                                    في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                                    في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                                    في البدء كان الكلمة .....

                                    للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                                    Comment


                                    • #19
                                      فكر بغيرك

                                      وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ

                                      لا تَنْسَ قوتَ الحمام

                                      وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ

                                      لا تنس مَنْ يطلبون السلام

                                      وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ

                                      مَنْ يرضَعُون الغمامٍ

                                      وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ

                                      لا تنس شعب الخيامْ

                                      وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ

                                      ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام

                                      وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ

                                      مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام

                                      وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك

                                      قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام

                                      في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                                      في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                                      في البدء كان الكلمة .....

                                      للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                                      Comment


                                      • #20
                                        درس من كاماسوترا

                                        بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ

                                        انتظرها،

                                        على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا

                                        انتظرها،

                                        بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ

                                        انتظرها،

                                        بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع

                                        انتظرها،

                                        بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ

                                        انتظرها،

                                        بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ

                                        انتظرها،

                                        ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها

                                        فانتظرها،

                                        وإن أقبلتْ قبل وعدها

                                        فانتظرها،

                                        ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها

                                        وانتظرها،

                                        لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها

                                        وانتظرها،

                                        لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها

                                        وانتظرها،

                                        لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً

                                        وانتظرها،

                                        وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها

                                        وانتظرها،

                                        ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ

                                        كأنَّكَ تحملُ عنها الندى

                                        وانتظرها،

                                        تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ

                                        كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما

                                        وانتظرها،

                                        ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً

                                        وانتظرها

                                        إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ:

                                        لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ

                                        فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى

                                        وانتظرها!

                                        في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

                                        في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

                                        في البدء كان الكلمة .....

                                        للأحلام ثمن باهظ , و للأوهام ايضا .......

                                        Comment

                                        Working...
                                        X