• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

تأملات في الجمعة العظيمة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تأملات في الجمعة العظيمة

    تأملات في الجمعة العظيمة




    من المفروض أن يكون كل يوم في حياتنا مقدساً للرب.
    ومع ذلك فإن أيام أكثر قدسية. وأن كانت أيام الصوم عموماً هي أيام مقدسة فلا شك أن الصوم الكبير هو أكثر قدسية من جميع الأصوام.
    وإن كان الصوم الكبير، هو أكثر الأصوام قدسية، فإن أسبوع الآلام، هو أقدس أيام الصوم الكبير.
    ولا شك أن يوم الجمعة الكبيرة هو أقدس يوم في أسبوع الآلام كله وهكذا يكون أقدس أيام السنة،
    وأكثرها عمقاً وروحانية وتأثيراً في نفس الناس.

    ليعطيك الرب بركة هذه الأيام المقدسة،،


    المسيح على الصليب، ذبيحة حب وبذل



    في يوم الجمعة العظيمة، نرى السيد المسيح في قمة حبة وفي قمة بذله..

    إن المحبة تبلغ عمق أعماقها، أو ترتفع إلى قممها.. حينما تصعد علي الصليب.
    المحبة تختبر بالألم. نختبرها بالضيقة، ونختبرها بالعطاء والبذل.

    الذي لا يستطيع أن يبذل، هو إنسان لا يحب، أو هو إنسان محبته ناقصة، أو هو يفضل ذاته علي غيره.. أما إن أحب، فإنه يبذل..


    وكلما يزداد حبه، يزداد بذله، حتي يبذل كل شئ..


    فإن وصل إلى كمال الحب، وإلى كمال البذل، فإنه يبذل ذاته..
    يصعد على الصليب، ويقدم ذاته عمن يحبهم.

    وهذا هو الدرس الذي أخذناه يوم الجمعة الكبيرة.



    "هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16).

    لقد اظهر الله محبته للعالم بأنواع وطرق شتي:

    أعطي العالم نعمة الوجود، وأعطاه المعرفة، وكل أنواع الخيرات.
    بل أعطاه أيضاً المواهب الروحية.
    وتولي هذا العالم ورعايته وحبه.
    ولكن محبته لنا، ظهرت في أسمي صورها،

    حينما بذل ذاته عنا، لكي تكون الحياة الأبدية.

    ولقد جاء السيد المسيح إلى العالم، لكي يبذل..
    لكي يبذل نفسه فدية عنا. وفي ذلك قال لتلاميذه:

    "إن أبن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم، وليذل نفسه فدية عن كثرين" (مر 10: 45).

    وأول شئ بذله الرب مجده وسماءه وعظمته، حينما تجسد من أجلنا،
    وأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان.. ثم بذل راحته أيضاً.
    وطاف يجول في الأرض يصنع خيراً، وهو ليس له مكان يسند فيه رأسه.
    (مت 8: 20).

    وأخيراً بذل حياته عنا علي الصليب.. وبهذا البذل، عبر عن حبه اللانهائي.. لنا.

    وهكذا صارت صورة يسوع المسيح المصلوب، هي أجمل الصور أمام البشرية كلها.
    أنها صورة الحب الباذل، في أعماق بذله..

    إن صورة التجلي علي جبل طابور، وربما لا تجدها في كل مكان صورة المسيح وهو داخل كملك إلي أورشليم..
    ولكنك في كل مكان تجد صورة المسيح المصلوب..
    لأنها أثمن صورة، أعمق الصور تأثيراً في النفس.
    أمامها وقف المهاتما غاندى Gandhi، وبكى.. إنها صورة الحب الكامل، والعطاء.

    لأنه "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه" (يو 15: 13).

    ولهذا قال القديس بولس الرسول:

    "حاشا لي أن أفتخر، إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" (غل 6: 14).





    وكلما ننظر إلى صورة الصليب، نتذكر الحب الإلهي العجيب..
    نتذكر إلهنا القوي غير المحدود في قدرته وعظمته، وقد بذل سماءه، وأخلى ذاته، وأخذ صورة عبد، وبذل حياته، وبذل دمه، حباً للإنسان المحكوم عليه بالموت..

    إن أجمل عبارة تكتب على صورة المسيح المصلوب، هي عبارة

    "أحب حتي بذل ذاته"..

    لقد كتبوا لافتة على صورة السيد المسيح ، مكتوب عليها
    "يسوع الناصري ملك اليهود" I N R I ولكن أجمل لافته نكتبها علي صليبه هي

    "الحب والبذل"..



    هكذا أحب الله العالم، حتى بذل أبنه الوحيد.. والعظة التي نأخذها من صلب ربنا يسوع المسيح، هي أن نحب وأن نبذل..
    لا نحب ذاتنا، إنما نحب الناس، ونحب الله..
    لا نحب راحتنا، إنما نحب راحة الناس، مهما كانت راحتنا.


    إن كنت لا تحب ولا تبذل فأنت لم تستفيد من صليب المسيح دروساً ولا استفدت من صليبه قدوة لحياتك..

    إن صليب السيد المسيح، يعلمنا أن نحب حتى الموت..
    في حبنا لله نفعل هذا. وفي حبنا للناس نفعل هذا
    "لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (يو 3: 18).

    يريدون صلب وطني..
    ألا يعلمون أن بعد الصلب


    قيامة مجيدة

    (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
    ))




  • #2
    رد: تأملات في الجمعة العظيمة


    وما هو هذا التعبير العملي للحب؟

    إنه العطاء والبذل، حتي الموت.
    نحب المحبة التي تصعد علي الصليب، المحبة التي تصل إلى الموت من أجل من تحبه، أو على الأقل تكون مستعدة قلبياً أن تصل إلي الموت وأن تبذل ذاتها.

    انظروا في التوبة وفي مقومة الخطية، كيف أن الرسول يعاتب أهل العبرانيين ويقول: "لم تقاوموا بع حتي الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4).

    أتريد أن تحب الله؟ ينبغي إذن أن تحبه حتي الدم..

    تقاوم الخطية حتي الدم. تصعد علي الصليب.

    تصلب ذاتك "تصلب الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24" تصلب العالم داخل قلبك، فلا يتحرك في داخلك.
    وتصلب ذاتك، فلا تتحرك هذه الذات طالبه أن تظهر. هنا يبلغ الحب غايته.

    وهنا تفتخر علمياً بصليب ربنا يسوع المسيح، وتقول عنه "هذا الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غل 6: 4).

    نتعلم من صليب السيد المسيح، أن نحب وأن نبذل.

    ولا يمكن أن نحب وأن نبذل إلا إذا أنكرنا ذواتنا.

    إن السيد المسيح، قبل أن يبذل ذاته، أخلي ذاته أولاً وأخذ شكل العبد..

    إذن إذا أحببت، وأردت أن تبذل، عليك أن تخلى ذاتك أولاً من كل محبتك لنفسك وشعور بذاتك..
    أي أن تتواضع، وتأخذ شكل العبد وحينئذ يمكنك أن تبذل..

    وثق أن البذل هو التعبير الحقيقي عن الحب:

    أبونا إبراهيم أبو الآباء، ظهرت محبته لله بالبذل .

    فبدأ أولاً بأن ترك من أجل الله عشيرته ووطنه وبيت أبيه، وجال وراء اله متغرباً يعيش في خيمة.

    ومع ذلك فإن حب إبراهيم لله، لم يظهر في قمته إلا حينما وضع ابنه الوحيد عل المذبح، مع الحطب، وأمسك بالنار وبالسكين، لكيما يقدمه محرقة لله..


    هناك عوائق قد تحاول منع الإنسان من البذل:

    مثال ذلك: محبة الراحة،محبة الكرامة ومحبة الذات..
    أما الحب الحقيقي، فلا يعرف لذاته راحة ولا كرامة إلا في تحقيق محبته.
    وهكذا يبذل كل شئ لأجل من تحب.
    يعقوب أبو الآباء، عندما أحب راحيل، بذل من أجلها الشيء الكثير..
    تعب من أجلها عشرين سنة تحرقة الشمس بالنهار، والبرد بالليل..
    وكانت هذه السنوات في نظره كأيام قليلة من أجل محبته لها. (تك 31: 40)، "تك 29: 20).
    أن المحبة تستطيع أن تعمل الأعاجيب.
    المحبة تحتمل كل شئ، وتبذل كل شئ.

    إن كنت لا تستطيع أن تبذل، فأنت إذن تحب ذاتك، وليست تحب غيرك..

    وإن عاقتك الكرامة عن البذل، فأنت إذن تحب الكرامة أكثر وهكذا أيضاً إن عاقتك محبة الحياة، أو محبة الحرية..
    حينما أحب دانيال الرب، لم يجد مانع من أن يلقي في جب الأسود الجائعة، ولم يمنعه الخوف، ولم يرى حياته أغلى من الحب.

    كان الحب في قلب دانيال، أقوى من الخوف، وأغلي من الحياة.

    و الثلاثة فتية بالمثل في محبتهم لله، لم يجدوا مانعاً من أن يلقوا في أتون النار.

    استهانوا بالنار وبالموت وبالحياة، لأجل الله، والقديس بولس الرسول،

    قال في التعبير عن محبته للمسيح: "خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح" و"ما كان لي ربحاً، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة،

    بل إني أحسب كل شئ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة يسوع المسيح ربي" (في 3: 6-8).


    يريدون صلب وطني..
    ألا يعلمون أن بعد الصلب


    قيامة مجيدة

    (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
    ))



    Comment


    • #3
      رد: تأملات في الجمعة العظيمة

      وهنا نجد البذل، بكل رضى، بغير ندم علي شئ..

      بل بكل زهد في ما يبذله، كأنه نفاية وخسارة..
      أن صليب المسيح، يعلمنا بذل الذات في حب.. ولكن بذل الذات قد يحتاج إلي تدريب أخرى تسبقه.
      فقد يتدرب الإنسان الروحي على أن يبذل أولاً من خارج ذاته، من ماله وعطاياه مثلاً، قبل أن يبذل ذاته.

      وحقاً أن الذي لا يستطيع أن يبذل ما هو خارج ذاته، كيف يمكنه أذن أن يبذل ذاته؟

      إن كنت لا تستطيع أن تعطي مالك للرب، أو عشورك وبكورك، فكيف يمكنك تعطيه عمرك وحياتك؟! كيف يمكنك أن تعطيه دمك؟! كيف..؟! وأن كنت لا تستطيع أن تعطيه الحياة كلها؟! في عصر الاستشهاد،
      لكي تدرب الكنيسة أولادها على حب الموت ولقائه، دربتهم أولاً على الزهد في الماديات، وترك الاملاك والمقتنيات، وترك الأهل والبيت،
      فكان "الذين يستعملون العالم كأنهم لا يستعملونه، والذين يشترون كأنهم لا يملكون، والذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو 7: 29- 31) لكي يثق الكل بأن "هيئة العالم تزول" وتضع الكنيسة في آذان أولادها في كل قداس قول الرسول "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم..
      فالعالم يمضي وشهوته معه" (1يو 2: 15، 17).

      أن الذي يزهد في العالم وما فيه، يستطيع أن يبذل الحياة من أجل الله.
      الذي يقول "مملكتي ليس من هذا العالم" مشتهياً أن يملك مع المسيح في الأبدية، هذا يستطيع أن يبذل ذاته من آجل اخوته ومن آجل الرب

      أما الذي لا يستطيع أن يبذل القليل، فكيف يمكنه أن يبذل الكثير؟! وكيف يستطيع أن يبذل الكل؟!

      كيف يتمثل بالسيد المسيح الذي بذل الكل.. الذي بذل المجد وبذل الراحة،
      وعاش بلا لقب ولا مركز رسمي، وبلا مال وبلا مرتب.. ثم بذل دمه عن الحياة العالم كله، لكي نحيا نحن بموته، ونحيا بمحبته لنا..

      كان السيد المسيح يعطي باستمرار قبل إعطاء ذاته علي الصليب.

      كانت محبته تجول وسط الناس تعطيهم حناناً وحباً وشفقة. كانت تعطي البعض شفاء، والبعض عزاء والبعض طعاماً.
      كانت تنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق، وتعمل كل حين لأجل راحة الكل.
      ولكن كل هذا لم يكن يكفي..

      كان ينتظر من المحبة أن تعطي ذاتها، أن تصعد علي الصليب، وتنضح بدمها علي البشرية، من قمة الفداء العالمية.

      وسار السيد المسيح إلى الجلجثة، ليقدم ذاته ذبيحة حب.
      كان يمثل المحبة متجسدة، والمحبة باذلة.
      وتعجب الشيطان من هذا الحب، وثار عليه بكل قوته.
      وجميع كل قواته ليمنع محبه الرب من أن يصل إلي قمتها علي الصليب، بكل حيلة وبكل عنف..

      وإذا بمياه كثيرة أحاطت بهذه المحبة التي تتقد ناراً

      مياه كثيرة.. كالاستهزاء، والإهانة، والتهكم، والتحدي بتلك العبارة الماكرة المحتفزه "لو كنت ابن الله، انزل من علي الصليب" أو بنفس المعني "خلص آخرين، أما نفسه فلم يستطيع أن يخلصها)..


      ولكن محبة ربنا لنا، كانت أقوى من محاولات الاستفزاز

      وأنتصر الرب في المعركة. صمد أمام كل هذا التحدي والتهكم، لكي يخلصنا من حكم الموت، واضعاً أمامه هدفه الذي جاء من اجله، أن يموت عنا لكي نحيا بموته.
      وهكذا ظلت محبته تصعد إلي قممها إلي الصليب والألم والعذاب، وتدوس في طريقها، كل عقبة، إلى أن وصلت إلى أعلى قمة لها وهي الفداء، فتكللت بمجد عجيب لا يوصف..

      وصار الصليب رمزاً للحب، وبالتالي للفداء والعطاء.

      فعلى الصليب أعطى السيد المسيح للعالم كله وثيقة العتق، وقدم له فداء كاملاً، وتكفيراً عن خطاياه..
      وعلى الصليب أعطى اللص اليمين وعداً بان يكون معه في الفردوس، وأعطى لصالبيه - إن تابوا - غفرانا وتنازلاً عن حقه تجاه ظلمهم.
      وعلى الصليب أعطى يوحنا الحبيب أماً روحية هي العذراء مريم.

      وأعطي السيدة العذراء أبنا هو يوحنا.. وعلى الرغم من آلام الرب علي الصليب، كانت أفكاره ليست مركزه في آلامه وفي ذاته، إنما في خلاص الناس وتقديم ثمن العدل الإلهي للآب.

      وصارت أبصارنا معلقة في هذا الصليب وعطائه:

      الصليب الذي يعطي غفراناً وخلاصاً، وحياة، ورجاء أكيداً في الأبدية السعيدة..
      الصليب الذي يعطي صورة مثالية للعطاء وللبذل، ولنكران الذات وإخلائها.. بلا حدود.. الصليب الذي أعطانا صورة لمن يعطي وهو في عمق آلام الجسد، ولكن في عمق محبة الروح..

      ويعطي إلى آخر قطرة تسفك من جسده، في الوقت الذي لا يقدم فيه العالم أي عطاء.. إلا دموع عزيزة كانت تسكبها قلوب محبة.

      وكانت لها قيمتها عند الرب.. فليعطينا الرب بركة صليبه، وليعطينا أن نتدرب على الحب والبذل، وأن نحب الإعطاء أكثر من الأخذ.
      وليعطينا أن ننمو في هذا العطاء ونظل ننمو حتى نعطي أرواحنا لأجله له القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين.


      تابعوا


      يريدون صلب وطني..
      ألا يعلمون أن بعد الصلب


      قيامة مجيدة

      (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
      ))



      Comment


      • #4
        رد: تأملات في الجمعة العظيمة

        "حاشا لي أن أفتخر، إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" (غل 6: 14).


        وكلما ننظر إلى صورة الصليب، نتذكر الحب الإلهي العجيب..
        نتذكر إلهنا القوي غير المحدود في قدرته وعظمته



        أتريد أن تحب الله؟ ينبغي إذن أن تحبه حتي الدم







        †☆أنا مش هكون غير ليك ياربي مهما كان انا عمري ماأدي تاني شئ أي اهتمام من غيرك أنت أزاي اكون أكون حاسس سلام من قدك أنت ☆†

        ––––•حبني•––––


        †☆كان كل ماصرخ ليه واقوله يارب محتاجك ساعدني في ثانية الاقي ألمي كله مش لاقيه

        ––––•بيحبني•––––


        Comment


        • #5
          رد: تأملات في الجمعة العظيمة

          يعطيكي العافية

          GOD BLESS U
          I TRUST THAT GOD IS ALWAYS WITH ME

          أستطيع كل شيء بالمسيح الذي يقويني ..


          سوريا الله حاميها .... بالروح و الدم نفديها


          MEEMO

          Comment


          • #6
            رد: تأملات في الجمعة العظيمة





            إن كل خطية، لكل واحد منا، كانت قطرة مرارة في الكأس المر الذي كان لابد للرب أن يشربه..
            ولو لا أن الرب قد حمل خطايانا هذه ليمحوها بدمه، ما كان يمكن أن يغفر لنا.. إذن فنحن قد آلمنا الرب وكنا جزءاً من آلامه يوم الجمعة العظيمة. لهذا ففي كل خطية نرتكبها ليس غريباً أن نقول له:
            إن كنا قد آلمناك يا رب، فلا تسمح أن نتسبب في ألمك مرة أخرى فنزيد من مرارة كأسك. وليكن فرحك بخلاصناأكثر من ألمك بسبب خطايانا .





            الله يرحمك يا بابا

            Comment


            • #7
              رد: تأملات في الجمعة العظيمة

              كان الآب قد أعد مذبح المُحرَقة



              في هذا اليوم تحتفل الكنيسة المقدسة بتقديم السيد المسيح ذبيحة عنا.

              ما المقصود بكلمة ذبيحة، في بعض تفاصيلها..

              منذ أن بشر الله آدم بالخلاص، في قوله أن "نسل المرأة يسحق رأس الحية" (تك 3: 15)، علمه من ذلك الحين أن يقدم ذبائح، ويسلم نسله:

              وتعلم آدم بهذا أول درس للفداء.

              لقد أخطأ فتعرى، ولم تصلح لستره أوراق التين.
              فصنع له الله قميصاً من جلد ذبيحة لعله جلد ذبيحة، وستره به.

              فعرف أن الخطية معها العرى، والذبيحة معها الستر.
              وكان هذا الدرس الأول.
              وتوالت الذبائح من حيوانات طاهرة.

              نفس طاهرة لم تخطئ، تموت عن نفس بشرية أخطأت.


              وقرأنا عن محرقة هابيل الصديق (تك 4) قدمها "من أبكار غنمه ومن سمانها". من أين عرف هابيل أن يقدم ذبيحة محرقة للرب؟

              لعله عرف هذا بالتقليد، تسليما من أبية آدم، الذي تسلم هذا الأمر من الله.
              وعبرت فكرة الذبيحة، أو عقيدة الذبيحة إلى جميع الأجيال.
              وقرأنا عن محرقات أبينا نوح "تك 8" من الحيوانات الطاهرة.
              إنه نفس الدرس "نفس طاهرة تموت عن نفس مخطئة.
              وكان هذا هو الدرس الثاني.

              وهكذا قرأنا عن محرقات قدمها أيوب الصديق عن أولاده قائلا "ربما أخطأ بني وجدفوا في قلوبهم، علي الله" (أي 1: 5) ومن سفك دم الذبائح والمحرقات،

              ظهر الدرس الثالث وهو: "أجرة الخطية موت" (رو 6: 23) للخاطئ أو نفس عوضاً عنه.

              وجاء موسى النبي ليشرح بالتفاصيل المحرقات والذبائح التي تقدم عن الخطايا.

              وكانت كل منها ترمز إلي ذبيحة السيد المسيح من زاوية معينة.
              فلنأخذ إذن فكرة عنها لنعرف ما الذي قدمه المسيح عنا في هذا اليوم، يوم الفداء العظيم.
              نحن نعلم أن الإنسان قد أخطأ.
              وكانت خطيئته ضد الله ذاته.
              ويكفي أنها عصيان لله وتمرد عليه،، كما أنها انفصال عن الله وعدم محبة له.

              وخطيئة الإنسان كانت لها نتيجتان:

              أولاً إغضاب الله،
              وثانياً هلاك الإنسان.
              وجاء السيد المسيح ليعالج الأمرين معاً.

              1- يصالح الله الآب، ويتحمل غضبه، ويدفع له ثمن الخطية.

              2- يخلص الإنسان المحكوم عليه بالموت، بأن يموت بدلاً منه.

              أما إرضاء قلب الله، فكانت ترمز إليه ذبيحة المحرقة.

              لذلك وضعت في مقدمة الذبائح كلها، في الأصحاح الأول من سفر اللاويين.
              وقبل عنها ثلاث مرات في هذا الأصحاح إنها "محرقة وقود، رائحة سرور للرب" (لا1: 9، 13، 17). ولأنها كانت خاصة بالله وحدة،
              ما كان يأكل منها احد، لا الكاهن، ولا اللاوى، ولا مقدمة الذبيحة، ولا أصحاب مقدمها.

              إنما كانت تأكلها نار المذبح وحدها "التي تشير العدل الإلهي" تظل النار تتقد فيها، حتي تتحول إلي رماد.
              ثم يأخذ الكاهن هذا الرماد إلى خارج المحلة إلى مكان طاهر "لا 6: 8- 12" إشارة إلى أن حق الله قد استوفى، وتمت المصالحة معه، وأخذ ثمن الخطية:
              وسر من خضوع المحرقة حتي المنتهي.
              هذا عن إرضاء قلب الله، فماذا عن خلاص الإنسان؟

              كانت ذبيحة الخطية، هي التي تحمل خطايا الإنسان وتموت بدلاً منه، لكي يخلص.
              وكذلك ذبيحة الإثم.

              إنهما ذبيحتان، إحداهما عن خطية الإرادية، والأخرى عن خطية التي فعلها الإنسان سهواً ثم أعلم بها (لا 4، 5) كل من ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم، كانت طاهرة وبلا عيب.

              الذبيحة لم تكن خاطئة، إنما كانت حاملة خطية.

              كانت حاملة لخطية مقدمها، الذي يضع يده عليها، إشارة إلي أنها تنوب عنه، وأن خطاياه تنتقل منه إلي رأس هذه الذبيحة، فتموت عنه (لا 4: 4، 15، 24، 29، 33)


              وقد قال الكتاب عن هذه الذبيحة إنها قدس أقداس.

              "في المكان الذي تذبح فيه المحرقة ذبيحة الخطية أمام الرب إنها قدس أقداس..
              في مكان مقدس تؤكل في دار خيمة الاجتماع.

              كل من مس لحمها يتقدس.. إنها قدس أقداس" (لا 6: 24- 29).
              ونفس الكلام قيل عن ذبيحة الإثم (لا 7: 1، 2، 6) (إنها قدس أقداس).

              كل هذه كانت رموزاً في العهد القديم.

              فما الذي حدث للسيد المسيح الذي كانت ترمز إليه هذه الذبائح والمحرقات؟

              في يوم الجمعة الكبيرة، كان الله الآب قد أعد مذبح المحرقة على جبل الجلجثة..

              وتقدم السيد المسيح، وهو يحمل حطب المحرقة.

              تقدم وارتفع على هذا المذبح بنفسه.

              لم يرغمه أحد، لكنه هو الذي قال: أنا أضع نفسي عن الخراف.
              ليس أحد يأخذها مني.
              بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضاً (يو 10: 15- 18).

              تقدم السيد المسيح وصعد على مذبح المحرقة من ذاته. واتقدت فيه النار

              وأتت نيران كثيرة، وأحاطت به.

              نيران من أقطار قريبة وبعيدة.
              ونيران من أجيال عديدة.
              كلها كانت تخص الناس، في كل مكان، وعلى مدى الأزمان.

              إنها نار العدل الإلهي الواقع علي كل هذه الخطايا.

              وظلت النار تتقد ثلاث ساعات كاملة.

              من السادسة حتى التاسعة.

              كانت النار تلتهم هذه المحرقة الإلهية. وصعد دخانها إلى فوق. وتنسم الآب رائحة الرضا.

              ولم يرفع يده عن المحرقة، كما حدث مع أسحق.

              لذلك صرخت المحرقة "إلهي إلهي، لماذا تركتني؟"

              أنه - تبارك أسمه - لم يترك محرقة أبنه الوحيد لحظة واحدة ولا طرفة عين.

              إنما ترك نار العدل الإلهي تتقد فيها حتي النهاية لإرضاء الآب ومصالحته..

              عن كل خطية. وعن كل إثم، وكل سهو. لكل أحد، في كل مكان، وفي كل الأزمان.

              وقبل أن تتحول المحرقة إلى رماد،

              قالت للآب: قد أكمل


              يريدون صلب وطني..
              ألا يعلمون أن بعد الصلب


              قيامة مجيدة

              (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
              ))



              Comment


              • #8
                رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                وقبل أن تتحول المحرقة إلى رماد، قالت للآب: قد أكمل

                "أيها الآب.. العمل الذي أعطيتني لأعمل، قد أكملته" (يو 17: 4) .
                وإذا استودعت روح السيد المسيح في يدي الآب، أخذ الآب رماد المحرقة - حسب الناموس - ووضعه في مكان في الفردوس أولاً.. ثم عن يمين الآب ..

                وفي نفس الوقت. وعلى نفس الجبل، جبل الجلجثة.
                قدم السيد المسيح ذاته كذبيحة خطية.

                ليحمل خطايا العالم كله، كما قال المعمدان (يو 1: 29) وكما قال القديس يوحنا الحبيب (1يو 2:2) سواء الخطايا المعاصرة لوقت الصلب، أو خطايا الماضي منذ آدم، أو خطايا المستقبل حتي آخر الدهور..
                لكل من يؤمن به ويتوب.. لهذا فإن كل الراقدين على رجاء في الجحيم، مدوا أيديهم ووضعوها على رأس هذه الذبيحة، لتنوب عنهم، وقد قبلوها ذبيحة عن خطاياهم.
                وكل الذين آمنوا بالسيد المسيح في جميع الأجيال، يضيعون أياديهم أيضاً على هذه الذبيحة لتنوب عنهم.
                وهم يقبلونها لفدائهم.

                ودم ذبيحة الخطية هذه رش مستديراً، حول الكرة الأرضية..

                وعندئذ، حدث أن الملاك الذي كان يحرس الطريق إلى شجرة الحياة، بسيف من نار (تك 3: 24)..
                هذا الملاك رأى الدم، نازف من ذبيحة الخطية، ليمحوا كل خطية، فقال "عندما أرى الدم أعبر، عنكم" (خر 12)

                وأصبح طريق شجرة الحياة، مفتوحاً أمام من يغلب.

                وذلك كما قال الرب فيما بعد لملاك كنيسة أفسس "رؤ 2: 7). أما الكنيسة المقدسة، فقد وقفت أمام هذه المحرقة الإلهية وذبيحة الخطية، ترتل في كل يوم من أيام البصخة قائلة:

                المسيح مخلصنا جاء وتألم عنا، لكي بآلامه يخلصنا.

                نسألك أيها الصالح أن تصنع معنا رحمة كعظيم رحمتك..
                وإذ كان الناس يستهزئون بهذا المصلوب، ويظنون فيه الضعف، ظلت الكنيسة طوال أسبوع الآلام تغني في أذني المسيح تسبحتها المعروفة
                "لك القوة والمجد والبركة والعزة يا عمانوئيل إلهنا وملكنا"

                وعندما كان الناس يسخرون به وهو مصلوب، ويقولون له
                "إن كنت أبن الله، إنزل من على الصليب وخلص نفسك"

                كانت الكنيسة تنشد له لحن (أومونوجينيس): "أيها الابن الوحيد، الكلمة الأزلي، الذي لا يموت). ولما "أحصى بين أثمه"
                وهو على الصليب، ظلت الكنيسة خلال الساعة السادسة والساعة التاسعة، تغني له باللحن (آجيوس)

                أي قدوس.. قدوس.. قدوس..

                إن حامل خطايا العالم كله ترتل له الكنيسة لحن الثلاثة تقديسات

                إن الكنيسة تعرف قداسته التي بلا حدود.. وتعرف أنه قد مات عنا، من فرط حبه لنا.
                كان لابد من ذبيحة بلا عيب، لكي تحمل عيوب الناس جميعاً..
                كان لابد من إنسان بلا خطية..
                إذا مات، يكون موته عن خطاياً غيره فيفديهم.. على أن يكون هذا الذي يموت غير محدود،، ليقدم كفارة غير محدودة، تكفي لجميع الخطايا، لجميع الناس، في جميع الأجيال.

                ولم يوجد إنسان بلا خطية، ولم يوجد غير محدود بين جميع المخلوقات. فتجسد الرب لأجلنا، وحمل خطايانا.
                ولما مات عن خطايانا نحن، إذ ليست له خطية خاصة يموت عنها..


                يريدون صلب وطني..
                ألا يعلمون أن بعد الصلب


                قيامة مجيدة

                (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                ))



                Comment


                • #9
                  رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                  إنكار بطرس، وضعف الطبيعة البشرية



                  في قراءات ليلة الجمعة من البصخة المقدسة، تتضح لنا حقيقة بارزة وهي:

                  أن الله الذي خلق طبيعتنا البشرية، يعرف ضعفاتها..
                  بينما هذه الطبيعة البشرية التي لا يعرف ذاتها..
                  كثيراً ما تكون واثقة أزيد مما يحب!!

                  الله الذي يعرف الطبيعة البشرية، يعرف أن تلميذه المتحمس الغيور، بطرس، يمكن أن ينكره ثلاث مرات، في دقائق قليلة، أمام جارية بعض وبعض الخدم، وليس أمام رؤساء لهم خطورتهم..

                  هكذا كانت الطبيعة البشرية أمام الرب.

                  ولذلك قال لبطرس ينذره "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغر بلكم كالحنطة.

                  ولكني طلبت من أجلكم لكيلا يفني إيمانكم" (لو 22: 31، 33) أما بطرس الواثق بنفسه أزيد من واقع الضعيف، فإن رد على الرب في ثقة بذاته قائلاً "إني مستعد يا رب أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلي الموت" (لو 22: 33).


                  كنت أظن أن معلمنا بطرس، يجيب بغير هذا..!

                  سامحوني يا اخوتي، أنا لست أتدخل في تصرفات القديسين.

                  بل إنني لست مستحقاً للتراب الذي كان يدوسه القديس بطرس بقدميه.

                  ولكنه مجرد رأى أعرضه: مادام الرب قد قال "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة".

                  وقال كنتيجة لهذه الغربلة: "كلكم تشكون فى في هذه الليلة، لانه مكتوب إني أضرب الرعي فتتبدد الرعية" (مر 14: 27) (مت 26: 31).

                  مادام الرب قال "كلكم تشكون" ولم يستثن بطرس.

                  كان الواجب إذن، أن يتضع هذا القديس ويطلب المعونة.

                  كان الأليق به، أن يلقي بذاته عند قدمي ربنا يسوع المسيح ويقول له: "يا رب قوة ضعفي.

                  أعطني نعمة منك تسندني في هذا الضعف، حتي لا أنكر".
                  كان يمكن أن يقول في أتضاع.

                  أنا واثق أن نعمتك لو تخلت عني، ربما أنكر سبع مرات وليس ثلاثاً فقط، علي الرغم من محبتي لك..

                  أنا إنسان ضعيف، إذا تصرفت بقوتي الخاصة، سأشابه الهابطين في الجب.

                  ولن أنسي قولك من قبل "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو 15: 5).

                  ولكنني بك أستطيع كل شئ.. "أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقوني" (في 4: 13). ولكن بطرس لم يفعل هكذا!!..

                  كان واثقاً بنفسه. كان واثقاً بمحبته للرب على الثبات..

                  بل كان واثقاً إنه أكثر من جميع التلاميذ ثابتاً!

                  فقال للرب مجادلاً "وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً" (مر 14: 29) (مت 26: 33) والعجيب أنه لما واجهة الرب بالحقيقة المرة وقال له بالذات، وليس ككلام عام

                  "الحق أقول لك إنك اليوم في هذه الليلة، قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات)

                  .. قال بطرس بأكثر تشديد "ولو اضطررت أن أموت معك، لا أنكر". "وهكذا قال الجميع" (مر 14: 30، 31) (مت 26: 34، 35).


                  إن النفس الجاهلة بحقيقة ذاتها، ما أسهل أن تقول للرب مع بطرس "أني أضع نفسي عنك" (يو 13: 37).


                  تقول ذلك في ثقة. ويثبت الواقع عكس ما تقول! هذه النفس الواثقة بذاتها، ليتها، تدرك قول القديس بولس الرسول "لست أفعل ما أريده، بل ما ابغضه إياه أفعل!..
                  فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة في" (رو 7: 15، 17). هناك نصائح تقوم لمثل هذه الحالة منها:


                  أن يعرف الإنسان ضعف الطبيعة البشرية، وقوة الشياطين وحيلهم.


                  لابد أن نضع أمامنا في جهادنا الروحي إن عدونا الشيطان مثل أسد زائر يجول متلمساً من يبتلعه هو (إبط 5: 18).

                  وقد قيل أنه عندما يحل الشيطان من قيده "لو لم يقصر الله تلك الأيام، لم يخلص أحد" (مت 24: 22)
                  مادام الشياطين لهم هذه القوة والحيلة والخداع، حتى أن الشيطان يمكن أن يغير شكله إلي شبه ملاك نور (2كو 11: 14).

                  إذن النصيحة الأولى، هي أن نتضح، وننسحق في داخلنا.

                  نتواضع تحت يد الله القوية، وأمام ذاتنا في الداخل.

                  ولا تظن أن لنا قوة فوق مستوي الخطية، وفوق مستوي الحروب الشيطانية.
                  فالخطية طرحت كثرين جرحي، وكل قتلاها أقوياء (أم 7: 26). وبكل أتضاع ندرك انه يمكن أن تخطئ.


                  وإلى جوار الإتضاع تلزمنا أيضاً الصلاة الدائمة.

                  وهكذا يلهج القلب باستمرار "يا رب أعطني نعمة.
                  يا رب أعطني قوة. حافظ علي. أنا أضعف من الخطية. اسندني فأخلص".

                  ومع الإتضاع والصلاة، ينبغي أن يكون لنا الاحتراس الدائم.

                  أحياناً لا نحترس من بعض خطايا، نظن أنها من خطايا المبتدئين!
                  أما أمثالنا الذين تدربوا عل الروحيات، وعاشوا زماناً في الكنيسة، ومارسوا وسائط النعمة..

                  فليس من المعقول أن يقعوا في أمثال هذه الخطايا..! وبالتالي لا نحترس.
                  ونتيجة لعدم الاحتراس، نسقط في (خطايا المبتدئين)!

                  ربما ظن بطرس أنه من الاستحالة أن ينكر المسيح.

                  جائز في أتضاع يظن أنه يمكن أن يسقط في خطايا أخري غير هذه.
                  أما عن إنكار المسيح، فهذا مستحيل، مستحيل..
                  إنه لم ولن يصل إلى مثل هذا المستوى..

                  هل يعقل أحد أن القديس بطرس يمكن أن ينكر!

                  بطرس الذي قال له الرب "طوباك يا سمعان بن يونا.
                  إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السموات" (مت 16: 17، 19) بطرس الذي أعطاه الرب مفاتيح الملكوت وسلطان الحل والربط، كواحد من الإثني عشر (مت 18: 18)..

                  بطرس المعتبر احد أعمدة الكنيسة بشهادة القديس بولس الرسول (غل 2: 9) بطرس الذي هو من كبار المتحمسين للرب السائرين وراءه، بطرس المملوء غيرة،
                  الذي منذ لحظات أستل سيفه وضرب أذن عبد رئيس الكهنة.

                  بطرس هذا ينكر المسيح؟! ألا يبدو هذا مستحيلاً؟ وأمراً لا يخطر على بال.

                  فإن كان بطرس هذا قد أنكر، ألا نتضع نحن؟! ألا نقول: لسنا أقوى من الذين سقطوا ونحترس.


                  وإن كان الله يسندنا في بعض الأوقات نسقط، فليس هذا راجعاً إلى قوتنا الشخصية، ومقاومتنا وصمودنا..

                  فلنقل إذن مع المرتل في المزمور "لولا أن الرب كان معنا..
                  لا بتلعون نحن أحياء.. مبارك الرب الذي لم يجعلنا فريسة لأسنانهم.." (مز 124).

                  إذن فلنداوم على الإتضاع، والصلاة والاحتراس.


                  ولا نحاول أن نقسم الخطايا، إلى خطايا كبيرة تحتاج إلى صلاة واحتراس، وخطايا أخرى نحن فوق مستوى السقوط فيها، وهذه لا تحتاج إلي احتراس ولا إلى صلاة!

                  أن ربنا يسوع المسيح، الذي يعرف ضعف طبيعتنا، يعرف أن عبارة "لو أدى الأمر أن أموت معك" هي مجرد حماسة ظاهرية، أو مجرد نية طيبة.


                  ولكن الإرادة في الواقع، ليست علي مستوي الحماس والنية.

                  النية الطيبة، والحماس متقد.
                  ولكن العزيمة لا تسندهما.
                  والقلب ربما يهتز، إن كان الاختبار شديداً يكشف ضعفه.
                  لا حظوا أن الرب قال لبطرس "طلبت من أجلك، لكي لا يفني إيمانك" (لو 22: 32).

                  إلى هذه الدرجة يا رب تقول لكيلا "يفني" إيمانك؟

                  قل مثلا: لكيلا يضعف إيمانك، أو لكيلا يهتز إيمانك..
                  أما عبارة (يفنى) فإنها صعبة وشديدة، وبخاصة إذا قيلت لرسول عظيم كبطرس نعم، أنها كلمة صعبة، ولكنها الواقع.


                  إنكار يا بطرس كان أفضل النتائج، وكان نتيجة للصلاة!

                  لولا الصلاة من أجلك، ربما كان يفنى إيمانك.. يا للهول!

                  إن الحماس ليس هو كل شئ، ولا الاندفاع..

                  بطرس ربما كان أكثر الرسل حماساً. ولكن..

                  فلنأخذ نحن درساً، ونتضع ، ونحترس، ونصلي:

                  أنا يا رب تحت رجليك. لست أدعي لنفسي قوة.
                  أنا أضعف الضعف.
                  أنا أضعف من أن أقاتل أصغرهم، وليست كفؤاً أحد.
                  اسندني فأخلص. وان انتصر في يوم على خطية،

                  سأقول بكل تأكيد "يمين الرب صنعت قوة. يمين الرب رفعتني" (مز 117) "لولا أن الرب كان معنا، لابتلعونا ونحن أحياء".

                  النفس المتواضعة التي من هذا النوع، هي التي يمكنها أن تجتاز التجربة بسلام.

                  أما الواثقة بذاتها، فلتسمع قول الكتاب:

                  قبل الكسر الكبرياء. وقبل السقوط تشامخ الروح (أم 16: 18).

                  أن قوة الرب هي التي تحفظ، وليس قوتنا، وهي تحفظ المتواضعين.

                  لذلك حسناً قال الرب لله الآب "حين كنت معهم في العالم، كنت أحفظهم في اسمك، الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد" (يو 17: 12) نعم، أنت الذي حفظتهم، وليست قوتهم أو تقواهم أو حرصهم.

                  وليست حكمتهم، أو إرادتهم وعزيمتهم، أو مجرد محبتهم لك.


                  فبطرس كان يحبك. ولكن هو حفظك لهم.
                  يريدون صلب وطني..
                  ألا يعلمون أن بعد الصلب


                  قيامة مجيدة

                  (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                  ))



                  Comment


                  • #10
                    رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                    احفظنا يا رب إذن كما حفظتهم.

                    أعطنا قوة كما أعطيتهم.
                    وقدنا كما قدتهم في موكب نصرتك (2 كو 2: 14).
                    أنك لما أمسكت بيد بطرس، أمكنه أن يمشي على الماء. معك.

                    ولكنه بقوته الذاتية وحدها، لا يستطيع أن يمشي.
                    لقد جرب ذلك فسقط في الماء..
                    أن سرت يا أخي فوق الماء ولم تسقط، فاعرف أن ذلك سببه أن الرب ممسك بيدك.

                    لذلك احتفظ بهذه اليد معك، واحترس أن تعتمد على ذاتك لئلا تسقط..

                    إننا نريد هؤلاء المتواضعين، الذين بدلا من أن يعلنوا قوتهم وقدرتهم كبطرس، يحولون ذلك إلى صلاة.

                    اعتماد بطرس على قوته، كان له جانب شخصي وآخر مقارن.

                    فمن جهة اعتماده على شخصه، أو اعتماده بشخصيته،

                    قال "إني أضع نفسي عنك". ومن جهة المقارنة قال "وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً" (مر 14: 29).
                    كأنه أكبر من الكل، وأكثر منهم محبة، وأقوي منهم مقاومته.

                    والتواضع يعلمنا ألا نفضل أنفسنا علي غيرنا.

                    لذلك سمح الوحي الإلهي، أن يسجل إنكار بطرس وحده.

                    لقد قال الرب "كلكم تشكون" وقال "تتبدد الرعية" وقال عن الشيطان "يغربلكم"..
                    إذن هي لم تكن تجربة فردية لبطرس، أو سقطة فردية.
                    ولكنها للجميع سقطة بطرس وحدة هي التي سجلها الوحي لأنه افتخر علي باقي التلاميذ، وظن أنه أكثر حباً للرب منهم.

                    ولعله من أجل هذا عاتبه الرب بعد القيامة بقوله "يا سمعان بن يونا، أتحبني اكثر من هؤلاء؟ (يو 21: 15) ولاحظوا هنا أنه ناداه بإسمه القديم سمعان بن يونا،
                    وليس باسم بطرس الذي ناله في التطويب (مت 16: 18) فليس الآن مجال تطويب.

                    هنا عاد لشخصية الإنسان العتيق، عاد صياد سمك وليس صياد الناس (لو 21: 3).

                    لم يعد كالصخرة، لأنه أهتز أمام جارية. ولكن الرب أعاده إلي رتبته الرسولية بقوله (أرعي غنمي..أرعى خرافي)،

                    ولم يحاسبه بالإنذار الإلهي الذي يقوله "من ينكرني قدام الناس، أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السموات" (مت 10: 33). لقد سمح الرب بإنكار بطرس،
                    وبتسجيل الوحي لذلك، لكي لا يفتخر بطرس علي باقي التلاميذ فيما بعد،
                    كما سبق أن قال: أن شك الجميع فأنا لا أشك.

                    نلاحظ هنا أن الرب لما عاتب بطرس بقوله "أتحبني أكثر من هؤلاء"
                    أجاب "أنت تعلم يا رب إني احبك".

                    ولم يقل بعدها "أكثر من هؤلاء".

                    كان قد أخذ درساً.. وبسبب هذا الدرس، حينما حان موعد استشهاد القديس بطرس طلب أن يصلب منكس الرأس.
                    وهكذا حدث.

                    لأن قلبه كان منكساً بالداخل، قبل أن تتنكس رأسه.

                    وكأنه يقول للرب: أنا يا رب خجلان منك ومن أخوتي، خجلان من ثقتي السابقة، واعتدادي بقوتي، وظني أنني أفضل من أخوتي،

                    مما جعلني أقول: لو شك الجميع، أنا لا أشك.. أنا الآن انكس رأسي أمامك وأمام الجميع وأقول أنا لا أستحق.

                    وهكذا عندما شفي الله الرجل الأعرج عند باب الجميل، علي يدي بطرس.

                    والتف حوله الناس معجبين، قال لهم - ومعه يوحنا الحبيب)..
                    ما بالكم تتعجبون من هذا؟ ولماذا تشخصون إلينا، كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي.." ثم حول أنظارهم إلى الرب يسوع وقال "وبالإيمان باسمه، شدد اسمه هذا.. وأعطاه هذا وأعطاه هذه الصحة" (أع 3: 12- 16).

                    نعم بقوتنا ولا بتقوانا.. لقد جربتها قبلاً..!

                    وظهر لي إني في الموازين إلى فوق، يوم أنكر الرب ليس لمجرد استخدام كلمات أتضاع، قال بطرس ذلك يوم شفي الأعرج، إنما قال هذا عن إقناع داخلي..

                    لقد جربت قوتنا وتقوانا، فلم أنتفع شيئاً..
                    ليس سوى الرب "قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار خلاصاً" (مز 117).

                    لقد جرب معلمنا بطرس قوته وتقواه مرة أخرى، حينما كان ربنا يسوع المسيح يصارع من أجلنا في بستان جثماني.

                    وكان مع بطرس عمودان آخران من أعمدة الكنيسة هما يعقوب ويوحنا.

                    ولم يستطيع هؤلاء الأعمدة الثلاثة أن يسهروا مع الرب ساعة واحدة مع أنه طلب منهم ذلك ثلاث مرات.

                    "ووجدهم أيضاً نياماً، إذ كانت أعينهم ثقيلة" (مر 14: 40).

                    "فلم يعلموا بماذا يجيبونه".. وكان هذا الأمر عجباً..
                    أعمده الكنيسة الكبار، ما استطاعوا أن يسهروا مع الرب ساعة واحدة، في أخرج الأوقات، حينما كان يجاهد لأجلنا، وقطرات عرقه تتساقط كقطرات دم..
                    وعاتب الرب بطرس قائلاً: (يا سمعان، أنت نائم. أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة؟!) (مر 14: 37). أين إذن "قوتنا وتقوانا"؟ وأين الحدث عن الصخرة"؟!

                    وان كان هؤلاء الأعمدة عيونهم ثقيلة، ألا نتضع نحن؟!

                    ألا نصرخ إلى الرب ونقول: أنت تعرف ضعف طبيعتنا.. إنه يعرف بلا شك، كما قال داود في المزمور "لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن" (مز 103: 14).

                    ولأنه يعرف ضعفنا، لا يوبخ كثيراً، ولا يعاتب كثيراً.

                    يوبخ من؟ ويعاتب من؟ أيوبخ التراب والرماد..

                    المزدري وغير الموجود.
                    لذلك فإن داود النبي يقول له "لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لا يتزكى قدامك أي حي" (مز 134: 2).

                    ويقول له أيضا "إن كنت للآثام راصداً يا رب، يا رب من يثبت؟ لأن من عندك المغفرة" (مز 13: 3). نعم لا يثبت أحد، لأننا كلنا "في الموازين إلي فوق" (كلنا كغنم ضللنا.

                    ملنا كل واحد إلي طريقه" (أش 53: 6). مسكين هذا الإنسان الذي يحاول أن يبرر ذاته، ويقول "أنا.. أنا..".
                    أنت حبيبي؟ كلنا خطاه، فلا داع لكلمة أنا هذه. وأن حكمنا الله، سوف "يستد كل فم"..

                    صدقوني، لو أسلمنا الله إلى ضعفنا، ما خلص منا أحد.

                    إن نعمة الله لا تزال تسندنا "لئلا يفني إيماننا).

                    وهكذا كان السيد المسيح: يقوي تلاميذه، ويشجعهم، ويحفظهم ويعطيهم نعمة، ويبعدهم عن كل عثرة.
                    لذلك فإنه في إرساليته الأولي لهم، اقل لهم من أجل معرفته بضعفهم:

                    في طريق أمم لا تمضوا، ومدينه للسامريين لا تدخلوا.

                    لماذا؟ لأنهم سيرفضونكم، وربما لا تحتملون الرفض.

                    لستم الآن في مستوي هذه الخدمه الصعبة.

                    أذهبوا الأن إلي خراف بيت إسرائيل الضالة، وربما تكون خدمتهم أسهل..
                    وقد جربهم الرب في هذا الأمر، فلم يصمدوا.. ذهب إلي أحد قري السامرة، فأغلقت أبوابهم في وجهه ولم يقبله فصاح التلميذان اللذان معه: أتشاء يا رب أن تنزل نار من السماء فتفنيهم. (لو 9: 54)

                    هل إلى هذه الدرجة ثرتم لكرامتكم الشخصية، ولم تحتملوا.

                    أن يغلق باب في وجهكم! ألم تعلموا رسالة ابن الإنسان هي أن يخلص العالم ، وليس أن يهلك العالم.

                    والعجيب أن أحد هذين التلميذين كان يوحنا الحبيب، المملوء حباً، أو صار مملوءاً حباً فيما بعد بمعاشرته للمسيح.

                    أما وقتذاك فكان مع أخيه يلقيان بوانرجس أي أبني الرعد..

                    كان الرب يعرف ضعف طبيعتهم.

                    وكان يعرف ضعف غيرتهم أيضاً.
                    إنه يذكر أننا تراب نحن (مز 103).
                    وكان الرب خلال هذا الأسبوع يتعامل مع التراب، التراب الذي دخلت المياه إلي نفسه، فصار طيناً.
                    كان يصبر علي أعدائه. وعلي أصدقائه علي السواء.

                    كان يحتمل ظلم الشرار.
                    وكان يحتمل ضعف الأبرار. كان يحتمل تآمر أعدائه ويحتمل خوف ونكران أصدقائه.

                    كان يحتمل الكل.. فقد جاء لا ليعاقبهم على أخطائهم إنما لكي يخلصهم منها.

                    ولهذا دعى أسمه يسوع (مت 1: 21). وجد تلاميذه في ذلك الحين ضعفاء وخائفين.
                    فلم يعاتبهم علي ضعفهم وخوفهم، إنما قال لهم: ستلبسون قوة متي حل الروح القدوس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهوداً" (أع 1: 8).. حينئذ وليس الآن، فماذا أقول؟.. ناموا الآن واستريحوا (مر 14: 41).

                    أنتم الأن تعيشون بالخوف.. ليست ألومكم على خوفكم.
                    ولكنكم ستنالون قوة من الروح القدس. وتتغيرون تماماً..

                    وقتذاك سوف لا تخافون من رؤساء اليهود، إنما ستقولون لهم: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس (أع 5: 29).
                    عندما يحل الروح القدس عليكم، سوف لا تخفون أنفسكم في العلية، وسوف لا تنكرونني،
                    إنما ستشهدون لي في أورشليم وكل اليهودية والسامرة وأقصي الأرض.
                    وسوف لا تكونون أنتم المتكلمين بل روح أبيكم.

                    وستقفون أمام ملوك وولاة لأجل أسمى.

                    فتراب ضعفكم الحالية، سأحتملها، بل سأنساها لكم إلي أن تتقوا، فينساها العالم لكم. ويذكر قوتكم..


                    بالقوة التي تنالوها من الروح القدس، سوف تستطيعون أن تكرزوا وتتلمذوا جميع الأمم.

                    وسأكافئكم علي أعمال هذه القوة التي ليست هي منكم، لكنكم كنتم آنية حسنة تحملها.

                    انظروا وافهموا جيداً ما سوف أعاملكم به.. سأنسي الضعف الصادر منكم الآن.

                    وسأكافئكم علي عمل القوة التي ستنالونها متى حل الروح عليكم.

                    أخطاء ضعفكم الحالي سأنساها، لا أعود أذكرها.

                    أما البر الذي ستعملونه بالروح، فسيبقى لكم إلى الأبد.

                    سأسجله لكم في سفر الحياة.
                    ولن أنسى أبداً تعب محبتكم، ولا حتي كأس الماء البارد الذي تسقونه لفقير باسمي.

                    هكذا قضي السيد المسيح هذا الأسبوع، يجاهد وحده..

                    يجوز المعصرة وحده..

                    يحتمل ظلم الأشرار، وضعف الأبرار يثبت أصدقاءه وأولاده وتلاميذه، ويحتمل نكرانهم وخوفهم وهروبهم..
                    يحتمل كل هذا ولا يتخلى عنهم.

                    وهنا نسألك يا رب، بعد كل ما ظهر من ضعفهم،

                    هل على الرغم من ضعفهم، سوف تستخدمهم في ملكوتك؟

                    لقد جربتهم، ورأيت فيهم المنكر، والشكاك، والخائف، والهارب، والضعيف..

                    فهل يصلحون بعد ذلك لخدمتك؟ نعم.
                    هم أولادي.
                    من جهة أخطائهم، قد غفرت لهم.
                    ومن جهة ضعفهم، سأقويهم.. وماذا أيضاً؟

                    سوف أطهرهم وأقدسهم وأبررهم وأعينهم،

                    وأكتب أسماءهم في سفر الحياة وأسماء الذين يخلصون عن طريق كرازتهم.

                    حقاً يا رب أنك طيب. ليس لك شبيه بين الآلهة.
                    تابع
                    يريدون صلب وطني..
                    ألا يعلمون أن بعد الصلب


                    قيامة مجيدة

                    (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                    ))



                    Comment


                    • #11
                      رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                      نفوس مضيئة في جو مظلم:




                      1) جو بشري مظلم



                      في هذا اليوم الخالد، يوم الجمعة الكبيرة، نقف وقفه تأمل هادئة، لنرى أمامنا صورة عجيبة تجمع بين أمرين هما:

                      محبة الله وخلاصه العظيم.. في ناحية وجحود البشر وخيانتهم للرب.. في ناحية أخرى

                      كان الله في هذا اليوم، في عمق حبه وحنانه، وفي عمق جوده وأحسانه،

                      يقدم للبشر فداء إلهياً عجيباً، مغفرة كاملة لكل ما صدر عن البشرية من خطية وإثم ونجاسة،
                      وصفحاً كاملاً عن كل تعديتهم وعصيانهم وتمردهم..
                      حتى أنه قدم غفراناً لصاليبه، ووعداً بالفردوس للص اليمين.

                      يقابل هذا الحب قسوة من البشر بلغت أقصى حدودها، وخيانة بشعة ما كان أحد ينتظرها..
                      ومع أنه كان هناك فرح في السماء، بالخلاص العظيم الذي منحه الرب للبشر، كانت - في نفس الوقت - ظلمة على الأرض كلها!

                      كان كل شئ يبدو وقاتماً حقاً..

                      الوثنية كانت سائدة في العالم كله.

                      فماذا عن اليهود الذين أؤتمنوا على أقوال الله وعلى وعوده. (رو 3: 2)؟ وماذا عن المدينة المقدسة التي تعبد الرب؟ وماذا عن هيكلها المقدس الذي تقدم فيه الذبائح والقرابين وتتلي فيه الصلوات والمزامير والتسابيح؟

                      وماذا عنى هذا الشعب الذي يفتخر أعضاؤه بأنهم أولاد إبراهيم "ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد" (رو9: 4،5).

                      للآسف، كانت أورشليم طوال هذا الأسبوع مركزاً للتآمر والدسائس.


                      وكان كهنتها ورؤساء الكهنة فيما يخططون لأبشع جريمة في التاريخ.

                      كانوا يخططون لقتل الفادى العظيم الذي جاء لأجل خلاصهم! وكانوا يبحثون عن تهم يلصقونها بذلك القدوس الكامل، الذي بلا خطية وحده الذي قدم مثالية سامية لم يعرفها العالم من قبل..


                      كانوا يصيحون ضد القلب الكبير الحاني، الذي أحب الكل وأحسن إلى الكل..
                      باذلين كل قواهم للتخلص من المعلم الصالح الذي جمع الكل حوله.

                      حتى التآمر، وشهادة الزور، والحسد، والقسوة، وكل ذلك كان قد زحف إلى الكهنوت اليهودي في ذلك الأسبوع..

                      وإذا بمجمع السنهدريم العظيم، الذي يضم رؤساء الكهنة والشيوخ والقادة وأقدس شخصيات في اليهودية.. إذا بهذا المجمع يجتمع ليلاً ضد الناموس، ويبحث أعضاؤه عن شهود زور ليشهدوا ضد المسيح (مت 26: 60).. فلم تتفق شهاداتهم وأقوالهم.

                      وأورشليم المدينة المقدسة، مدينة الملك العظيم، لم تعد في تلك الفترة البشعة موضع مسرته..

                      بل أنه بكى عليها وهو يقول "يا أورشليم يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا.


                      هوذا بينكم يترك لكم خراباً (مت 23: 37- 38) .

                      نعم، لقد كان الهيكل المقدس في ذلك الحين، مركزاً للتآمر والدسائس، وفقد قدسيته.

                      وقد أراد الرب أن يطهره في أحد الشعانين. ولكن قاده اليهود لم يريدوا.


                      Comment


                      • #12
                        رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                        ومن يوم الأحد بدأ التآمر، وبدأت البشرية تظهر بشاعها.

                        كان ذلك منذ أن صرح الحسد الأسود في قلوبهم


                        قائلاً: "انظروا، إنكم لا تنفعون شيئاً. هوذا العالم كله ذهب وراءه" (يو 12: 19)

                        وأمكن أغراء واحد من الإثني عشر، تلميذ الرب للأسف الشديد! وكان أحد البارزين، إذ كان الصندوق في يده، أو كان في قلبه.

                        إنه واحد من الذين أختارهم الرب ليكونوا خاصية! ولكن خان سيده ومعلمه، وباعه بثلاثين من الفضة، بثمن عبد.

                        ولم يستح بعد ذلك من أن يجلس معه المائدة، ويغمس لقمته في نفس صحفته، ليتحقق فيه قول الكتاب "الذي أكل خبزي رفع على عقبه" (مز 41: 9)

                        وقوف أعداء الرب ضده، ربما كان أمراً منتظراً لا يدهش أحداً.

                        أما خيانة واحد من خاصته له، فكان أمراً بشعاً.

                        وتزداد البشاعة أن هذا التلميذ يسلمه بقبلة! لذلك تذكاراً لقبلة يهوذا، واحتجاجاً عليها، تمنع الكنيسة التقبيل من عشية الأربعاء (يوم التآمر) إلي نهاية أسبوع الآلام.


                        وكذلك فإن هى تذكاراً لهذا التآمر، تصوم الكنيسة يوم الأربعاء من كل أسبوع..

                        ما أبشع الصورة التي قدمتها لنا البشرية في هذا الأسبوع.

                        ما أبشع معاملتها لمن أحبها وأتي لخلاصها! ومن أمثلة هذا أن اليهود الذين كانوا يركزون كل آمالهم في التخلص من حكم الرومان، والذين نادوا بالمسيح ملكاً يوم الأحد، لكي يخلصهم من حكم قيصر، عادوا في هذا الأسبوع يتملقون قيصر، ويهتمون المسيح بأنه ضد قيصر (لو 23: 2)، ويلجأون إلى بيلاطس الحاكم الروماني لكي يخلصهم من المسيح الرب ويقتله! فلما قال لهم بيلاطس في تعجب "أقتل ملككم؟!" ردوا عليه في هوان وصغر نفس، قائلين "ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15).

                        كم كانت حينئذ مذلتهم، وكم كان كذبهم، في سبيل التخلص من المسيح مخلصهم، الذي نادوا به ملكاً منذ أيام!!

                        بل ما أعجب رفضهم أن يكتب علي صليبه عبارة "ملك اليهود" (يو 19: 21) مدافعين الآن عن قيصر الذي أذلهم، وملتمسين رضا ذاك الذي خلط دمهم بذبائحهم. (لو 13: 1).


                        أن يهوذا لم يكن هو الخائن الوحيد في قصة الصلب.

                        ألم يكونوا خائنين أيضاً أولئك الذين صرخوا قائلين (اصلبه اصلبه) (دمه علينا وعلي أولادنا) (مت 27: 25)، هؤلاء الذين شفي المسيح مرضهم، وأخرج من بعضهم شياطين، وأطعم جياعهم، وصنع معهم معجزات لم يصنعها أحد من قبل.. وأخيراً نسوا له كل إحساناته،

                        وفضلوا عليه لصاً هو بارا باس..! (مت 27: 20) ولم يكتفوا بالاتهامات والشكاية إلى الحكام، إنما أشبعوه إهانات وسخرية وتهكماً ولطماً وضرباً وبصاقاً..

                        وكانوا يلطمونه قائلين "تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك؟ (مت 26: 68). كل هذا، ضد المسيح الوديع الطيب، الذي قال عنه الكتاب (لا يخاصم، ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته.

                        قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 20، أش 42: 3). حقاً كم كان أبشع البشرية يوم الجمعة الكبيرة.

                        هذا عن العامة وعن الأعداء. فماذا عن تلاميذه؟


                        يكفي أنه تحقق فيه قوله "تأتي ساعة - وقد أتت الآن - تتفرقون فيها كل واحد إلي خاصته، وتتركونني وحدي،" (يو 16: 32)

                        من كان يظن أن الأحد عشر القديسين يتركونه أيضاً وحده! ولكن هذا هو الذي حدث في بستان جثسمانى، في أشد أوقاته صراعاً عنا تركه أعمدة تلاميذه، أعني الثلاثة الكبار،

                        بطرس ويعقوب ويوحنا، هؤلاء الذين قالوا لهم: "امكثوا ههنا واسهروا معي" (متي 26: 38).

                        فناموا وتركوه. ومع أنه عاتبهم أكثر من مرة قائلاً (أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة)، إلا أنه في تلك الساعة الحرجة، "كانت أعينهم ثقيلة" (مت 26: 43).

                        وعندما قبض عليه، نقرأ في الإنجيل عبارة مؤلمة هي:

                        "حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا" (مت 26: 65).

                        ومع أن هذا كان موفق البشرية - في أعلى قممها - من السيد المسيح، إلا أنه لم يغضب بسبب أن تلاميذه تركوه وهربوا، بل أنه هو أيضاً أراد لهم أن يمضوا حفظاً على سلامتهم، لكي لا يصيبهم ضرر وقتذاك بسببه.

                        فليفعل به الأعداء ما يشاءون، أما تلاميذه فليظلوا سالمين.

                        وهكذا قال للجند الذين أتوا للقبض عليه: أنا هو.

                        فإن كنتم تطلبونني، دعوا هؤلاء يذهبون. ليتم القول الذي أعطيتني لم أهلك منهم أحد (يو 18: 8،9).





                        وعندما وقف المسيح للمحاكمة، لم يقف معه احد.

                        لم يدافع عنه احد، وهو الذي دافع عن أشر الخطاة.. لم يوجد شجاع واحد يقول فيه كلمة حق.


                        ولم يوجد شجاع واحد يحتج على شهادات الزور..

                        وقبل السيد المسيح هذا الظلم، ولم يدافع عن نفسه.

                        وفي فمه نبوءة أشعياء النبي عنه "قد دست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد" (أش 63: 3).

                        والمؤلم أن تلاميذه لم يتركوه فحسب، بل قال عنهم كلكم تشكون في، في هذه الليلة. (مر 14: 37)


                        ما أقسى على القلب المحب، أن يشك فيه محبوه، ومحبوه كلهم، وأن يجرح في بيت أحبائه (زك 13: 6).

                        بل ما أقسى أن ينكره أحباؤه! من يستطيع أن يحتمل هذا ولكن السيد المسيح أحتمل أن ينكره بطرس ثلاث مرات في ليلة واحدة، أمام جارية، ويسب ويلعن ويجدف ويقول لا أعرف الرجل (مت 26: 70- 74). إلي هذا الحد المؤلم، وصلت البشرية يوم الجمعة الكبيرة.

                        الأعداء تآمروا وأسلموه للموت. والأحباء خافوا وتركوه وهربوا.

                        ووقف المسيح وحده، يحتمل خيانة الأردياء، ويحتمل ضعف الأحباء ، ويشفق علي هؤلاء وأولئك.

                        ويقول لله الآب "يا أبتاه أغفر لهم، لأنهم لا يريدون ماذا يفعلون).

                        كان السيد المسيح هو النور الوحيد وسط هذه الظلمة البشرية.

                        وقد قال للمتآمرين عليه:

                        "هذه ساعتكم، وسلطان الظلام" (لو 22: 53).

                        وكان الظلام يعمل بكل قوته. وبدأت النعمة تعمل.

                        Comment


                        • #13
                          رد: تأملات في الجمعة العظيمة


                          2 )النعمة تعمل






                          حقاً كانت الصورة قاتمة، يسيطر عليها سلطان الظلام. ولكن علي الرغم من كل هذا ظهرت نتائج واضحة لعمل النعمة في الناس.

                          وكما قال الرسول:

                          "حيث كثرت الخطية، ازدادت النعمة جداً" (رو5: 20).

                          وهكذا وجدنا أضواء تظهر في هذا اليوم. بعضها كان مضيئاً حقاً، واستمر كنور مضيء وسط الظلمة.


                          والبعض أضاء حقاً واستمر كنور مضيء وسط الظلمة.

                          والبعض أضاء قليلاً ثم خبا واستلم لسلطان الظلام. والبعض أضاء ثم أخفاه الظلام ثم رجع لضيائه مرة أخرى، واستمر نوراً وتوهج..

                          أما هذا النوع الأخير، فيمثل القديس بطرس الرسول.



                          كان هذا القديس في منتهى الحماس، عملت فيه النعمة بقوة في هذا اليوم.


                          وقد تبع السيد المسيح حتى بعد القبض عليه.

                          وظهر حماسه في أنه استل سيفه دفاعاً عن معلمه، وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه..

                          حقاً أنها وسيلة خاطئة، وقد وبخه الرب عليها قائلاً له: رد سيفك إلي غمده. لأن من أخذ بالسيف، بالسيف يأخذ (مت 26: 52)

                          ولكن علي الرغم من كل هذا، كانت الغيرة المقدسة موجودة، والشجاعة أيضاً كانت موجودة، وكذلك الإخلاص والوفاء. ولكن هذا كله لم يستمر.

                          وسرعان ما ضعف بطرس، وجرفه الخوف، وأنكر ثلاث مرات أنه يعرف المسيح. وسب ولعن وجدف! ولو أن النعمة عادت وعملت فيه، فندم وبكي بكاء مراً.

                          وبالتوبة أضاء ثم توهج فيما بعد، بعد حلول الروح القدس،

                          ومن الذين عملت فيهم النعمة، ثم جرفهم التيار: بيلاطس.

                          لا شك أن النعمة كانت تعمل أيضاً في بيلاطس البنطى. ولا شك أنه استجاب لها في بادئ الأمر.


                          كان هناك صوت قوى في دخله يحذره، كي لا يقع في خطأ.. ولعل النعمة عملت أيضاً في إمرأة بيلاطس عن طريق أحد الأحلام.

                          وهكذا أرسلت إلي زوجها تقول له "إياك وذلك البار لأني تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله" (مت 27: 19).

                          ومن دلائل عمل النعمة في بيلاطس أنه قال عن السيد المسيح ثلاث مرات "لا أجد عله في هذا الإنسان" (لو 23).

                          ويقول الكتاب في هذا "ودعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب،

                          وقال لهم: قد قدمتم إلي هذا الإنسان كمن يفسد الشعب.

                          وها أنا قد فحصت قدامكم، ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه، ولا هيرودس أيضاً، لآني أرسلتكم إليه. وها لا شئ يستحق الموت صنع منه.

                          فأنا أؤبه وأطلقه" (لو 23: 13-16) (لو 23: 4) "وقال لهم ثالثة، فأي شر عمل هذا. إني لم أجد فيه علة للموت). وكان يريد أن يطلق يسوع بلاً من بارا باس (لو 23: 20) (يو 18: 39)

                          وقد شهد بيلاطس عن الرب يسوع أنه بار.

                          ولكن خوف بيلاطس علي وظيفته، غلب عليه، وكذلك رغبته في مجاملة اليهود. فلم يستمر في استجابته للنعمة. والنور الذي ظهر منه، عاد فخبا، واستسلم لسلطان الظلام.

                          وهكذا أسلمهم الرب يسوع ليصلب.

                          وفي محاولة يائسة لإرضاء ضميره، غسل يديه بماء وقال "إني برئ من دم هذا البار" (مت 27: 24).

                          وقد تذكر القديس بطرس محاولة بيلاطس لإطلاق المسيح، فقال لليهود بعد معجزة شفاء الأعرج).. يسوع الذي أسلمتموه.

                          أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه.

                          ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل" (أع 3: 13، 14). عمل النعمة في بيلاطس جعله يقتنع ببر الرب وبراءته، ويرغب في إطلاقه.

                          ولكن بيلاطس لم يستجب طويلاً لعمل النعمة.

                          أن عمل النعمة في إنسان، لا يرغب علي فعل الخير . إنما ينبغي أن يستجب لعمل النعمة، ويستمر في الاستجابة.

                          ومثال بيلاطس واضحاً جداً. استطاعت النعمة أن تقود بيلاطس حينما كان مستجيباً لها. ولكنه لما فضل أن يستجب لها لرغباته الخاصة، تركته النعمة إلي حرية إرادته، ولم ترغمه علي عمل الخير. لأن نعمة الإرشاد، لا تلغي نعمة الحرية.

                          مثال آخر لعمل النعمة، في يهوذا الاسخريوطى..

                          حتى يهوذا الخائن، لم يتركه النعمة، وظلت تعمل فيه، وأتت بنتائج عجيبة جداً.


                          فشعر يهوذا بأنه قد أخطأ،، ووبخه ضميره، وأراد أن يصحح ما يستطيعه من أخطائه، فذهب إلي رؤساء الكهنة والشيوخ، وأرجع إليهم الثلاثين من الفضة، واعترف أمامهم بأنه قد أخطأ، فقال "أخطأت إذا أسلمت دماً بريئاً.

                          وطرح الفضة في الهيكل وأنصرف (مت 27: 3-5). إلي هنا، كانت النعمة ناجحة في عملها، وكان يهوذا مستجيباً لها.

                          ولكن نلاحظ أن يهوذا لم يتحرك ضميره إلا أخيراً..

                          بعد أن "أوثقوا المسيح ومضوا به ودفعوه إلي بيلاطس البنطى)، بعد هذا يقول الإنجيل "حينئذ لما رأي يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين، ندم.." (مت 27: 1-3).


                          "لما رأي أنه قد دين" وانتهى الأمر.. حينئذ ندم! لقد أحتمل ضميره الخائن أن يسلم.

                          ولكن نتائج خيانته كان فوق الاحتمال، فاستجاب لتوبيخ النعمة، وندم..

                          ولكن الشيطان أنتهر فرصة الندم الشديد الذي اشتعل في ضمير يهوذا.

                          وجعل شدة الندم تتحول إلي يأس، فمضي يهوذا وشنق نفسه. والنور الذي أضاءت به النعمة، قضي عليه سلطان الظلام..


                          Comment


                          • #14
                            رد: تأملات في الجمعة العظيمة


                            3) نفوس كانت مضيئة



                            على الرغم مما ظهر يوم الجمعة الكبيرة من خيانته وتأمر في جانب، وضعف وخوف وإنكار في جانب آخر.

                            وعلى الرغم مما ظهرت به البشرية في قسوتها التي سيطر عليها سلطان الظلام، إلا أنه كانت توجد في هذا اليوم نفوس مضيئة، نذكرها بكل فخر في هذا اليوم ونحييها.

                            تحيى أولاً أولئك الذين وقفوا إلي جوار الصليب مع السيد المسيح، وثبتوا معه إلى آخر لحظة في قصة الصلب.


                            1- نحيى القديسة العذراء مريم.

                            2- وأختها مريم زوجة كلوبا.

                            3- و القديس يوحنا الحبيب.

                            4- و القديسة مريم المجدلية.

                            هؤلاء الذين رافقوا المسيح حتي الصليب، ولم يتخلوا عنه في أخرج أوقاته.


                            لا خافوا من بيلاطس، ولا من هيرودس، ولا من حنان وقيافا، ولا من الجند، ولا من كل القوى الثائرة وجمهور الشعب الصاخب الذي قال أصلبه أصلبه..

                            يقول الإنجيل المقدس "وكانت واقفات عند صليب يسوع: أمه، وأخت أمه مريم زوجه كلوبا، ومريم المجدلية" (يو 19: 25" وقفت هؤلاء النسوة القديسات معه إلى جوار صليبه، وليحدث ما يحدث.

                            وقفن معه في ألمه وضيقه وصلبه . ليس في وقت صنعه المعجزات، إنما في وقت ظن فيه الرومان واليهود أنه قد هزم، وأنه في ضعف، وأنه لم يستطيع أن يخلص نفسه، وأن المجتمع اليهودي قد استطاع أخيراً أن يتخلص منه..‍

                            وقف هؤلاء النسوة القديسات معه بكل القلب وكل الحب، ومعهن يوحنا الحبيب، في أثناء تعيير الناس له، واستهزائهم به واعتدائهم عليه، وفي أثناء تسميره علي الصلب. وكن معه في كل الآمة..
                            قلوباً مخلصة محبة إلي جواره.. لم يزعزع إخلاصها زوال مجده، أو ما يظنه اليهود من زوال مجده.

                            أن حبه هو الذي يربطهم به، وليس المجد..

                            5- وبالمثل نحيى باقي النسوة القديسات..



                            4) الجموع التي تبعته من بعيد


                            أولئك الذين قيل عنهم في الإنجيل "وتبعه جمهور كثير من الشعب، والنساء اللواتي كن يلطمن أيضاً وينحن عليه" (لو 23: 27) وأيضاً "وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعته من الجليل،

                            واقفين من بعيد ينظرون ذلك" (لو 23: 49). وقد قال القديس متي الإنجيلي عن هؤلاء النسوة "وكانت هناك نساء كثيرات ينظرون من بعيد، وهن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه.

                            وبينهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب ويوسي، وأم ابني زبدي" (مت 27، 55، 56).

                            وقد ذكرهن أيضاً مرقس الرسول (مر 15: 40، 41). نحيي كل هؤلاء النسوة فيما أظهرت النسوة فيما أظهرنه من حب ومن إخلاص، وفي كل خطوة خطونها وهن يتبعن المسيح.

                            ونحيى أيضاً النسوة اللائى أخذن الأطياب وذهبن الى قبره.

                            وهن يعرفن أنه مغضوب عليه من رؤساء الكهنة ومن الشيوخ ومن الكتبة والفريسيين، ومحكوم عليه من الدولة.

                            . وبطرس نفسه خاف وأنكر أمام جارية.
                            أما هؤلاء النسوة فأظهرن مشاعر الحب من نحوه في أحلك الأوقات، وليكن ما يكون.

                            إن الحب إن كان عميقاً، لا يبالى بالخوف.

                            وقد ظهر وفاء النسوة للسيد المسيح في الوقت الذي تخلي فيه الجميع عنه. تحية لكل واحدة منهن..

                            تابع


                            Comment


                            • #15
                              رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                              الله يعطيكي العافيه
                              و ربنا يباركك و يحميكي
                              اه لو كنت قلما لكنت كتبت حروف صمتي على جدار تخفيهاا سنين
                              اه لو سمعت الحاان حزني تعزفها بحــور الحنين
                              اه لو ادمعت عيني تمسحها بئر جروح أليــــــم

                              بقلمي



                              Comment


                              • #16
                                رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                                شكرا لكل من شاركني في الموضوع
                                الرب يحميكم ويبارك حياتكم

                                واتمنى المتابعة
                                يريدون صلب وطني..
                                ألا يعلمون أن بعد الصلب


                                قيامة مجيدة

                                (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                                ))



                                Comment


                                • #17
                                  رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                                  5 )نُحيّي أيضاً القديس يوسف الرامي



                                  هذا الذي - في ذلك الوقت العصيب - "تجاسر ودخل إلي بيلاطس وطلب منه جسد يسوع" (مر 15: 43)..
                                  وأخذه "أنزله، ولفه بكتان نقي" (ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة، ثم دحرج حجراً كبيراً علي باب القبر" (مت 27: 57-60) (لو 23: 52، 53).
                                  موقف يوسف الرامي كانت فيه شهامة ورجولة.. ما أكثر الذين ساروا وراء المسيح في مجده، ولكننا في ألمه لم نبصر أحداً منهم فكأنهم كانوا يتبعون المجد وليس الشخص..

                                  أما يوسف الرامي، فذهب إلى بيلاطس الوالي الروماني، ليطلب منه جسد إنسان حكم عليه بيلاطس، وأسلمه للموت، وصلبه اليهود خارج المحلة لئلا ينجس المحلة وكان رؤساء الكهنة يتتبعون أنصار هذا المصلوب لفتكوا بهم، حتى هرب التلاميذ واختفوا.

                                  أما يوسف فلم يهرب، ولم يختف.
                                  وإنما "تقدم إلي بيلاطس وطلب جسد يسوع). هذا النبل يهز النفس من الداخل.
                                  وبهذه المناسبة، نذكر كلمات جميلة قالتها الأناجيل عن يوسف الرامي.
                                  قال عنه القديس لوقا الإنجيلي "وإذا رجل أسمه يوسف، وكان مشيراً ورجلاً صالحاً وباراً. وهذا لم يكن موافقاً لرأيهم وعملهم.

                                  وهو من الرامة مدينة اليهود. وكان هو أيضاً ينتظر ملكوت الله" (لو 23: 50، 51)، وقال عنه مرقس الرسول أنه كان مشيراً شريفاً منتظراً ملكوت الله (مر 15: 43) . وقال عنه القديس متي الإنجيلي "ولما كان المساء، جاء رجل غني من الرامة أسمه يوسف.

                                  وكان هو أيضاً تلميذاً ليسوع" (مت 27: 57).. هنا ظهر تلاميذ يسوع الحقيقيون، الذين في قلوبهم حب وشجاعة. والذين لم يهزهم الخوف في وقت هز فيه الكثيرين..
                                  والعجيب أن الأناجيل لم تكن قد ذكرت أسم يوسف الرامي من قبل لكنه ظهر في الوقت المناسب ليعمل عملاً لم يجرؤ عليه أحد.


                                  6) نيقوديموس



                                  نحيي في هذا اليوم أيضاً نيقوديموس:

                                  نيقوديموس الفريسى وعضو مجمع السنهدريم الأعلى، هذا أيضاً جاء واشترك مع يوسف الرامي في تكفين جسد المسيح.

                                  ويقول في ذلك القديس يوحنا الإنجيلي "وجاء أيضاً نيقوديموس الذي أتي أولاً إلي يسوع ليلاً، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة مناً. فأخذا جسد يسوع، ولفاه بأكفان مع الأطياب" ودفناه (لو 19: 39- 42).


                                  كان في موقفه خطورة، لأنه عضو في مجمع السنهدريم الذي حكم علي المسيح ظلماً، وهو لم يكن موافقاً لهم.

                                  ولكن لسان حال نيقوديموس يقول: سأعلن تبعيتي للمسيح، حتي وهو ميت في نظر الناس ومصلوب ومحكوم عليه وقد أحصي مع الأثمة.
                                  أنا لا أتخلي عنه في هذا الوقت، بل أعلن تبعيتي له، متحملاً كل نتائج هذا العمل.
                                  حقاً إنها نفوس كريمة نبيلة، أضاءت في هذا اليوم ..

                                  لو إن المسيح جاء الآن بيننا وأقام ميتاً، لكنا نري الآلاف تصرخ وتقول كلنا أتباع المسيح.
                                  أما أن يكون المسيح مصلوباً كأثيم، وقد مات ثم يأتي واحد من الرؤساء ويقول أنا من أتباع ويأخذ جسده ويكفنه فهنا النبل والرجولة والحب وهذا ما فعله يوسف الرامي ونيقوديموس والنسوة.
                                  نحيي هذه النفوس المضيئة في هذا اليوم، ونحيي معها القديس سمعان القيرواني.



                                  يريدون صلب وطني..
                                  ألا يعلمون أن بعد الصلب


                                  قيامة مجيدة

                                  (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                                  ))



                                  Comment


                                  • #18
                                    رد: تأملات في الجمعة العظيمة




                                    7) سمعان القيرواني




                                    هذا الذي لما وقع المسيح تحت ثقل الصليب في يوم الجمعة الكبيرة جاء سمعان القيراونى هذا وحمل الصليب عنه.

                                    فاشتراك مع المسيح في حمل الصليب (لو 23: 26).

                                    المسيح الذي يقول "تعالوا إلي يا جميع المتعبين وأنا أريحكم)، لما كان في تعب بالجسد، سمح لهذا القديس أن يأتي ويريحه.. "ويدخل في شركة الآمة".

                                    هنا ويصمت القلم. لا يجسر أن يقول أكثر..

                                    نحيى في هذا اليوم أيضاً، رجلاً أممياً هو قائد المئة (القديس لنجينوس).


                                    8) قائد المائة (القديس لونجينوس)



                                    هذا الرجل Saint Longinus الذي هو مرتبط بالعسكرية وأحكامها، وهو إنسان له صفة رسمية في الدولة، ومكلف من الوالي الروماني بحراسة هذا المحكوم عليه بالإعدام والمنفذ فيه الحكم..
                                    شهد هذا القائد عن المسيح أمام الجميع ومجد الله قائلاً "بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً" (لو 23: 47). وقال أيضاً "حقاً كان هذا ابن الله" (مت 27: 54، مر 15: 39). وقد آمن هذا القائد فيما بعد وصار شهيداً. والكنيسة تذكرة في السنكسار في يومين هما:

                                    أ‌- 23 أبيب: عيد استشهاد القديس لونجينوس قائد المئة (قطع رأسه).

                                    ب‌- 5 هاتور: عيد ظهور رأسه المقدسة.

                                    تحية لهذا القديس، كنفس مضيئة أنارتها النعمة في هذا اليوم وتحية لشهادته عن السيد المسيح. إننا نحييه إلي جوار الصليب، ونحيى معه علي الصليب: اللص اليمين.


                                    يريدون صلب وطني..
                                    ألا يعلمون أن بعد الصلب


                                    قيامة مجيدة

                                    (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                                    ))



                                    Comment


                                    • #19
                                      رد: تأملات في الجمعة العظيمة


                                      9) اللص اليمين




                                      إنه قديس آخر بين القديسين، يكفيه أن الرب قد قال له " الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43). هذا اللص كان يعير السيد المسيح مع زميله، كما ذكر القديسان متى ومرقس (مت 27: 44، مر 15: 32). ثم عملت النعمة، وبدأ قلبه يتغير وهو علي الصليب.
                                      فلما رأى زميله يجدف على المسيح "انتهره قائلاً: أولاً تخاف أنت من الله، إذ أنت تحت هذا الحكم بعينيه. أما نحن فبعدل (جوزينا) لأننا ننال استحقاق ما فعلنا.
                                      وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله" (لو 23: 39-41).
                                      ولم يكتف بهذا أنه اعترف بخطاياه وباستحقاقه للموت، موبخاً لزميله، ومدافعاً عن السيد المسيح، إنما اعترف أيضاً بالسيد المسيح رباً وملكاً وقادراً على أن يخلصه، فقال له "اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك".
                                      وهكذا آمن واستحق الخلاص. ومات مع المسيح، فاعتبر موته هذا معمودية له.
                                      نحييه في هذا اليوم الذي أنكر فيه التلميذ، واعترف اللص.
                                      نحييه لاستجابته لعمل النعمة وإيمانه، على الرغم من رؤيته للمسيح في آلامه مصلوباً معه ومعبراً من الجميع

                                      أن الكنيسة تلقب هذا القديس باللص الطوباوي، وتحييه في طقس الجمعة الكبيرة بمديح طويل ولحن (أمانة اللص اليمين).

                                      أنه من النفوس المضيئة في الفردوس على الرغم من أن لقب (لص) سيظل يتبعه وهو في ظل القديسين في فردوس النعيم.
                                      ولكنه لص استطاع أن يسرق الفردوس في آخر لحظات حياته..
                                      10) جماعة من غير البشر

                                      نحيى أيضاً في هذا اليوم جماعة من غير البشر
                                      نحيى من الطبيعة الشمس التي أظلمت، الأرض التي تزلزلت، والقبور التي تشققت، وحجاب الهيكل الذي انشق.
                                      إن الطبيعة التي أظهرت عدم رضاها علي ظلم الأشرار، حيت المسيح بالأسلوب الذي يناسبها.. وكانت نقطة مضيئة في هذا اليوم.
                                      وربما بسببها آمن قائد المئة، كما آمن اللص اليمين، وآمن فيما بعد القديس ديونيسيوس الأريوباغي (أع 17: 34).
                                      لقد انطبق علي الطبيعة في هذا اليوم، قول السيد المسيح "إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ" (لو 19: 40). كل هذه أضواء في يوم الجمعة الكبيرة، ولكن:

                                      النور الأعظم الحقيقي، كان هو نور المسيح وفدائه..

                                      كان يشع منه نور الحب، ونور البذل والفداء، أكثر من الشمس كان مشرقاً في هذا اليوم بطريقة قضي علي سلطان الظلمة.
                                      وبالموت داس الموت . وكما أشرق هنا الحب، أشرق أيضاً علي الراقدين في الجحيم، علي رجاء.
                                      فنقلهم إلي الفردوس.. وأشرق أيضاً كنور أمام الآب، وأعطي به اجمل صورة للإنسانية الكاملة، غطي بها علي أخطاء البشرية كلها، وكان محرقة وقود رائحة سرور للرب..
                                      ونحن نقف أمامه في إشراقه العجيب، وهو مسمر على الصليب ونقول له تسبحتنا المستمرة:

                                      لك القوة والمجد والعزة والبركة إلي الأبد آمين،

                                      يا عمانوئيل ملكنا وإلهنا ...



                                      متابعة



                                      يريدون صلب وطني..
                                      ألا يعلمون أن بعد الصلب


                                      قيامة مجيدة

                                      (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                                      ))



                                      Comment


                                      • #20
                                        رد: تأملات في الجمعة العظيمة

                                        المسيح ملكاً



                                        يظن البعض أن أصلح صورة للسيد المسيح كملك، هي صورته وهو داخل أورشليم، والناس حوله بسعف النخل وأغصان الزيتون،
                                        يهتفون: أوصانا يا ابن داود..

                                        ولكنني أرى أن أصلح صورة للمسيح كملك، هي صورته وهو مصلوب.
                                        ينطبق عليها قول الوحي في المزمور:

                                        "الرب ملك على خشبة" (مز 95).

                                        ذلك لأنه على الصليب، اشترانا بدمه (رؤ 5: 9) فصرنا ملكاً له.

                                        وهكذا ملك الرب على العالم الذي اشتراه.
                                        وهكذا بدأت مملكة روحية للرب.. ونحن ننظر إلي هذا الملك الذي اشترانا، ونغنى له في يوم الجمعة الكبيرة لحن (بيك اثرونوس) أي "عرشك يا الله إلي دهر الدهور.
                                        قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك). نقول له: تقلد سيفك علي فخذك أيها الجبار. واستله وانجح واملك" (مز 44)

                                        كيف ملك الرب علي خشبة؟ وما قصة هذا الملك؟..

                                        الرب يملكنا منذ البدء، لأنه خلقنا وأوجدنا من العدم.
                                        ولكننا بالخطية انفصلنا عن ملكوت الله، وبالخطية ملك الموت علينا (رو 5: 17، 14).
                                        إذ صرنا تحت حكمة.
                                        السيد المسيح علي الصليب، بالموت داس الموت، وخلصنا من حكم الموت، والسيد المسيح علي الصليب بالموت داس الموت، وخلصنا من حكم الموت، ووهبنا الحياة، فصرنا له.

                                        يملك الخطية والموت، كان الشيطان أيضاً يملك.
                                        ولذلك تلقب في الإنجيل أكثر من مرة بأنه "رئيس هذا العالم" (يو 12: 31). أى العالم الذي تحت الخطية الموت..

                                        و بالصليب، استطاع المسيح أن يقضي علي المملكة الشيطان، وكذلك بالصليب داس الموت، ودفع ثمن الخطية..

                                        وإذا بالرب يقول عن الشيطان "رئيس هذا العالم قد دين" (يو 16: 14) ويقول أيضا "رأيت الشيطان ساقطاً مثل برق من السماء" (لو 10: 18)..

                                        أن السيد المسيح قد هزم الشيطان في كل تجاربه وكل حروبه، ولكنه بالصليب قضى علي ملكه.

                                        كل ما اقتناه الشيطان خلال آلاف السنين، أفقده المسيح إياه علي الصليب، لما افتدى الناس من خطاياهم.

                                        لذلك فإن الشيطان يخاف الصليب الذي يذكره بهزيمته . ولهذا كان لعلامة الصليب سلطان علي الشيطان..

                                        على الصليب تم الفداء الذي ضيع مملكته، وأن كان هذا الفادي هو أبن الله الذي يقدم كفارة غير محدودة، تكفي لغفران جميع الخطايا لجميع الناس في جميع العصور.

                                        لذلك صرخ الشيطان - على أفواه تابعيه - بعبارته المشهورة:

                                        "إن كنت أبن الله، إنزل من على الصليب"

                                        (مت 27: 40؛ مر 15: 30)

                                        إنزل من على الصليب، لكي لا يتم الفداء، ولكي لا تتأسس المملكة الروحية وتضيع مملكة الشيطان..

                                        وسكت المسيح. لأنها عبارة لا تستحق الرد. فهو، لأنه أبن الله، صعد على الصليب، وملك.

                                        اللص على الصليب، اعترف بملكوت المسيح..

                                        فقال "اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك". ولعله كان يقصد الملكوت الآتي، الذي يأتي فيه المسيح على الصليب، لكي يجمع مختار يه ويأخذهم إلي مملكته السمائية.
                                        ولكن السيد المسيح في ملكوته السمائي الأبدي، فهناك مملكة قد تأسست اليوم علي الصليب.

                                        وبدلاً من عبارة (متى جئت) قال له (اليوم) تكون معي،

                                        أبشر، فاليوم قد بدأت مملكة المسيح، أيها اللص الطوباوي.
                                        وقد تقلد سيفه علي فخذه، وقيد الشيطان ألف سنة.

                                        وسقط الشيطان مثل برق من السماء المسيح على الصليب أكثر جمالاً وجلالاً من كل أصحاب التيجان، نغني له ونقول (في آخر مزامير الساعة السادسة الخاصة بصلبه": الرب قد ملك ولبس الجلال (مز192) أما المملكة التي أرادها له اليهود يوم أحد الشعانين،

                                        فقد رفضها الرب وقال "مملكتي التي أرادها له اليهود يوم أحد الشعانين، فقد رفضها الرب وقال "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو 18: 36). إنه علي الصليب أسس مملكته الروحية.

                                        وحينما نقول له استقامة هو قضيب ملكك" نقصد أنه ملك بكل استقامة، بكل عدل، بدفع ثمن الخطية ووفاء العدل الإلهي تماماً مبارك الرب في ملكه.
                                        يريدون صلب وطني..
                                        ألا يعلمون أن بعد الصلب


                                        قيامة مجيدة

                                        (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
                                        ))



                                        Comment

                                        Working...
                                        X