• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس بوسعهم استعراض جميع المشاركات.
وجميع المواضيع تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا يتحمل أي من إدارة منتدى الشباب المسيحي - سوريا أي مسؤولية عن مضامين المشاركات.
عند التسجيل بالمنتدى فإنك بحكم الموافق على عدم نشر أي مشاركة تخالف قوانين المنتدى فإن هذه القوانين وضعت لراحتكم ولصالح المنتدى، فمالكي منتدى الشباب المسيحي - سوريا لديهم حق حذف ، أو مسح ، أو تعديل ، أو إغلاق أي موضوع لأي سبب يرونه، وليسوا ملزمين بإعلانه على العام فلا يحق لك الملاحقة القانونية أو المسائلة القضائية.


المواضيع:
- تجنب استخدام حجم خط كبير (أكبر من 4) او صغير (أصغر من 2) او اختيار نوع خط رديء (سيء للقراءة).
- يمنع وضع عدد كبير من المواضيع بنفس القسم بفترة زمنية قصيرة.
- التأكد من ان الموضوع غير موجود مسبقا قبل اعتماده بالقسم و هالشي عن طريق محرك بحث المنتدى او عن طريق محرك بحث Google الخاص بالمنتدى والموجود بأسفل كل صفحة و التأكد من القسم المناسب للموضوع.
- إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع و ذكر المصدر بنهاية الموضوع.
- مو المهم وضع 100 موضوع باليوم و انما المهم اعتماد مواضيع ذات قيمة و تجذب بقية الاعضاء و الابتعاد عن مواضيع العاب العد متل "اللي بيوصل للرقم 10 بياخد بوسة" لأنو مخالفة و رح تنحزف.
- ممنوع وضع الاعلانات التجارية من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- ممنوع وضع روابط دعائية لمواقع تانية كمان من دون موافقة الادارة "خارج قسم الاعلانات".
- لما بتشوفو موضوع بغير قسمو او فيو شي مو منيح او شي مو طبيعي , لا تردو عالموضوع او تحاورو صاحب الموضوع او تقتبسو شي من الموضوع لأنو رح يتعدل او ينحزف و انما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.
- لما بتشوفو موضوع بقسم الشكاوي و الاقتراحات لا تردو على الموضوع الا اذا كنتو واثقين من انكم بتعرفو الحل "اذا كان الموضوع عبارة عن استفسار" , اما اذا كان الموضوع "شكوى" مافي داعي تردو لأنو ممكن تعبرو عن وجهة نظركم اللي ممكن تكون مختلفة عن توجه المنتدى مشان هيك نحن منرد.
- ممنوع وضع برامج الاختراق او المساعدة بعمليات السرقة وبشكل عام الـ "Hacking Programs".
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات مخالفة للكتاب المقدس " الانجيل " وبمعنى تاني مخالفة للايمان المسيحي.
- ممنوع طرح مواضيع او مشاركات تمس الطوائف المسيحية بأي شكل من الاشكال "مدح او ذم" والابتعاد بشكل كامل عن فتح اي نقاش يحمل صبغة طائفية.
- ضمن منتدى " تعرفون الحق و الحق يحرركم " بالامكان طرح الاسئلة بصيغة السؤال والجواب فقط ويمنع فتح باب النقاش والحوار بما يؤدي لمهاترات وافتراض اجوبة مسبقة.


عناوين المواضيع:
- عنوان الموضوع لازم يعبر عن محتوى الموضوع و يفي بالمحتوى و ما لازم يكون متل هيك "الكل يفوت , تعوا بسرعة , جديد جديد , صور حلوة , الخ ....".
- لازم العنوان يكون مكتوب بطريقة واضحة بدون اي اضافات او حركات متل "(((((((((العنوان)))))))))))) , $$$$$$$$$ العنوان $$$$$$$$$".
- عنوان الموضوع ما لازم يحتوي على اي مدات متل "الــعــنـــوان" و انما لازم يكون هيك "العنوان".


المشاركات:
- ممنوع تغيير مسار الموضوع لما بكون موضوع جدي من نقاش او حوار.
- ممنوع فتح احاديث جانبية ضمن المواضيع وانما هالشي بتم عالبرايفت او بالدردشة.
- ممنوع استخدام الفاظ سوقية من سب او شتم او تجريح او اي الفاظ خارجة عن الزوق العام.
- ممنوع المساس بالرموز و الشخصيات الدينية او السياسية او العقائدية.
- استخدام زر "thanks" باسفل الموضوع اذا كنتو بدكم تكتبو بالمشاركة كلمة شكر فقط.
- لما بتشوفو مشاركة سيئة او مكررة او مو بمحلها او فيا شي مو منيح , لا تردو عليها او تحاورو صاحب المشاركة او تقتبسو من المشاركة لأنو رح تنحزف او تتعدل , وانما كبسو على "التقرير بمشاركة سيئة" و نحن منتصرف.


العضوية:
- ممنوع استخدام اكتر من عضوية "ممنوع التسجيل بأكتر من اسم".
- ممنوع اضافة حركات او رموز لاسم العضوية متل " # , $ , () " و انما يجب استخدام حروف اللغة الانكليزية فقط.
- ممنوع اضافة المدات لاسم العضوية "الـعـضـويـة" و انما لازم تكون بهل شكل "العضوية".
- ممنوع استخدام اسماء عضويات تحتوي على الفاظ سوقية او الفاظ بزيئة.
- ممنوع وضع صورة رمزية او صورة ملف شخصي او صور الالبوم خادشة للحياء او الزوق العام.
- التواقيع لازم تكون باللغة العربية او الانكليزية حصرا و يمنع وضع اي عبارة بلغة اخرى.
- ما لازم يحتوي التوقيع على خطوط كتيرة او فواصل او المبالغة بحجم خط التوقيع و السمايليات او المبالغة بمقدار الانتقال الشاقولي في التوقيع "يعني عدم ترك سطور فاضية بالتوقيع و عدم تجاوز 5 سطور بحجم خط 3".
- ما لازم يحتوي التوقيع على لينكات "روابط " دعائية , او لمواقع تانية او لينك لصورة او موضوع بمنتدى اخر او ايميل او اي نوع من اللينكات , ما عدا لينكات مواضيع المنتدى.
- تعبئة كامل حقول الملف الشخصي و هالشي بساعد بقية الاعضاء على معرفة بعض اكتر و التقرب من بعض اكتر "ما لم يكن هناك سبب وجيه لمنع ذلك".
- فيكم تطلبو تغيير اسم العضوية لمرة واحدة فقط وبعد ستة اشهر على تسجيلكم بالمنتدى , او يكون صار عندكم 1000 مشاركة , ومن شروط تغيير الاسم انو ما يكون مخالف لشروط التسجيل "قوانين المنتدى" و انو الاسم الجديد ما يكون مأخود من قبل عضو تاني , و انو تحطو بتوقيعكم لمدة اسبوع على الاقل "فلان سابقا".
- يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.


الرسائل الخاصة:
الرسائل الخاصة مراقبة مع احترام خصوصيتا وذلك بعدم نشرها على العام في حال وصلكم رسالة خاصة سيئة فيكم تكبسو على زر "تقرير برسالة خاصة" ولا يتم طرح الشكوى عالعام "متل انو توصلكم رسالة خاصة تحتوي على روابط دعائية لمنتجات او مواقع او منتديات او بتحتوي على الفاظ نابية من سب او شتم او تجريح".
لما بتوصلكم رسائل خاصة مزعجة و انما ما فيها لا سب ولا شتم ولا تجريح ولا روابط دعائية و انما عم يدايقكم شي عضو من كترة رسائلو الخاصة فيكم تحطو العضو على قائمة التجاهل و هيك ما بتوصل اي رسالة خاصة من هالعضو.
و تزكرو انو الهدف من الرسائل الخاصة هو تسهيل عملية التواصل بين الاعضاء.


السياسة:
عدم التطرق إلى سياسة الدولة الخارجية أو الداخلية أو حتى المساس بسياسات الدول الصديقة فالموقع لا يمت للسياسة بصلة ويرجى التفرقة بين سياسات الدول وسياسات الأفراد والمجتمعات وعدم التجريح أو المساس بها فالمنتدى ليس حكر على فئة معينة بل يستقبل فئات عدة.
عدم اعتماد مواضيع أو مشاركات تهدف لزعزعة سياسة الجمهورية العربية السورية أو تحاول أن تضعف الشعور القومي أو تنتقص من هيبة الدولة ومكانتها أو أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بزعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية فيحق للادارة حذف الموضوع مع ايقاف عضوية صاحب الموضوع.


المخالفات:
بسبب تنوع المخالفات و عدم امكانية حصر هالمخالفات بجدول محدد , منتبع اسلوب مخالفات بما يراه المشرف مناسب من عدد نقط و مدة المخالفة بيتراوح عدد النقط بين 1-100 نقطة , لما توصلو لل 100 بتم الحظر الاوتوماتيكي للعضو ممكن تاخدو تنبيه بـ 5 نقط مثلا على شي مخالفة , و ممكن تاخد 25 نقطة على نفس المخالفة و ممكن يوصلو لل 50 نقطة كمان و هالشي بيرجع لعدد تكرارك للمخالفة او غير مخالفة خلال فترة زمنية قصيرة.
عند تلقيك مخالفة بيظهر تحت عدد المشاركات خانة جديدة " المخالفات :" و بيوصلك رسالة خاصة عن سبب المخالفة و عدد النقط و المدة طبعا هالشي بيظهر عندكم فقط.


الهدف:
- أسرة شبابية سورية وعربية مسيحية ملؤها المحبة.
- توعية وتثقيف الشباب المسيحي.
- مناقشة مشاكل وهموم وأفكار شبابنا السوري العربي المسيحي.
- نشر التعاليم المسيحية الصحيحة وعدم الإنحياز بشكل مذهبي نحو طائفة معينة بغية النقد السيء فقط.
في بعض الأحيان كان من الممكن أن ينحني عن مسار أهدافه ليكون مشابه لغيره من المنتديات فكان العمل على عدم جعله منتدى ديني متخصص كحوار بين الطوائف , فنتيجة التجربة وعلى عدة مواقع تبين وبالشكل الأكبر عدم المنفعة المرجوة بهذا الفكر والمنحى , نعم قد نشير ونوضح لكن بغية ورغبة الفائدة لنا جميعا وبتعاون الجميع وليس بغية بدء محاورات كانت تنتهي دوما بالتجريح ومن الطرفين فضبط النفس صعب بهذه المواقف.



رح نكتب شوية ملاحظات عامة يا ريت الكل يتقيد فيها:
• ابحث عن المنتدى المناسب لك و تصفح أقسامه ومواضيعه جيداً واستوعب مضمونه وهدفه قبل ان تبادر بالمشاركة به , فهناك الكثير من المنتديات غير اللائقة على الإنترنت .وهناك منتديات متخصصة بمجالات معينة قد لا تناسبك وهناك منتديات خاصة بأناس محددين.
• إقرأ شروط التسجيل والمشاركة في المنتدى قبل التسجيل به واستوعبها جيدأ واحترمها و اتبعها حتى لا تخل بها فتقع في مشاكل مع الأعضاء ومشرفي المنتديات.
• اختر اسم مستعار يليق بك وبصفاتك الشخصية ويحمل معاني إيجابية ، وابتعد عن الأسماء السيئة والمفردات البذيئة ، فأنت في المنتدى تمثل نفسك وأخلاقك وثقافتك وبلدك ، كما أن الاسم المستعار يعطي صفاته ودلالته لصاحبه مع الوقت حيث يتأثر الإنسان به بشكل غير مباشر ودون ان يدرك ذلك.
• استخدم رمز لشخصيتك " وهو الصورة المستخدمة تحت الاسم المستعار في المنتدى " يليق بك و يعبر عن شخصيتك واحرص على ان يكون أبعاده مناسبة.
• عند اختيارك لتوقيعك احرص على اختصاره ، وأن يكون مضمونه مناسباً لشخصيتك وثقافتك.
• استخدم اللغة العربية الفصحى وابتعد عن اللهجات المحكية " اللهجة السورية مستثناة لكثرة المسلسلات السورية " لانها قد تكون مفهومة لبعض الجنسيات وغير مفهومة لجنسيات أخرى كما قد تكون لكلمة في لهجتك المحكية معنى عادي ولها معنى منافي للأخلاق أو مسيء لجنسية أخرى . كذلك فإن استخدامك للغة العربية الفصحى يسمح لزوار المنتدى وأعضائه بالعثور على المعلومات باستخدام ميزة البحث.
• استخدم المصحح اللغوي وراعي قواعد اللغة عند كتابتك في المنتديات حتى تظهر بالمظهر اللائق التي تتمناه.
• أعطي انطباع جيد عن نفسك .. فكن مهذباً لبقاً واختر كلماتك بحكمة.
• لا تكتب في المنتديات أي معلومات شخصية عنك أو عن أسرتك ، فالمنتديات مفتوحة وقد يطلع عليها الغرباء.
• أظهر مشاعرك وعواطفك باستخدام ايقونات التعبير عن المشاعر Emotion Icon's عند كتابة مواضيعك وردودك يجب ان توضح مشاعرك أثناء كتابتها ، هل سيرسلها مرحة بقصد الضحك ؟ او جادة أو حزينه ؟ فعليك توضيح مشاعرك باستخدام Emotion Icon's ،لأنك عندما تتكلم في الواقع مع احد وجها لوجه فانه يرى تعابير وجهك وحركة جسمك ويسمع نبرة صوتك فيعرف ما تقصد ان كنت تتحدث معه على سبيل المزاح أم الجد. لكن لا تفرط في استخدام أيقونات المشاعر و الخطوط الملونة و المتغيرة الحجم ، فما زاد عن حده نقص.
• إن ما تكتبه في المنتديات يبقى ما بقي الموقع على الإنترنت ، فاحرص على كل كلمة تكتبها ، فمن الممكن ان يراها معارفك وأصدقائك وأساتذتك حتى وبعد مرور فترات زمنية طويلة.
• حاول اختصار رسالتك قدر الإمكان :بحيث تكون قصيرة و مختصرة ومباشرة وواضحة وفي صلب مضمون قسم المنتدى.
• كن عالمياً : واعلم أن هناك مستخدمين للإنترنت يستخدمون برامج تصفح مختلفة وكذلك برامج بريد الكتروني متعددة ، لذا عليك ألا تستخدم خطوط غريبة بل استخدم الخطوط المعتاد استخدامها ، لأنه قد لا يتمكن القراء من قراءتها فتظهر لهم برموز وحروف غريبة.
• قم بتقديم ردود الشكر والتقدير لكل من أضاف رداً على موضوعك وأجب على أسئلتهم وتجاوب معهم بسعة صدر وترحيب.
• استخدم ميزة البحث في المنتديات لمحاولة الحصول على الإجابة قبل السؤال عن أمر معين أو طلب المساعدة من بقية الأعضاء حتى لا تكرر الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التى تم الإجابة عنها قبل ذلك.
• تأكد من أنك تطرح الموضوع في المنتدى المخصص له: حيث تقسم المنتديات عادة إلى عدة منتديات تشمل جميع الموضوعات التي يمكن طرحها ومناقشتها هنا، وهذا من شأنه أن يرفع من كفاءة المنتديات ويسهل عملية تصنيف وتبويب الموضوعات، ويفضل قراءة الوصف العام لكل منتدى تحت اسمه في فهرس المنتديات للتأكد من أن مشاركتك تأخذ مكانها الصحيح.
• استخدم عنوان مناسب ومميِّز لمشاركتك في حقل الموضوع. يفضل عدم استخدام عبارات عامة مثل "يرجى المساعدة" أو "طلب عاجل" أو "أنا في ورطة" الخ، ويكون ذلك بكتابة عناوين مميِّزة للموضوعات مثل "كيف استخدم أمر كذا في برنامج كذا" أو "تصدير ملفات كذا إلى كذا".
• إحترم قوانين الملكية الفكرية للأعضاء والمواقع والشركات، وعليك أن تذكر في نهاية مشاركتك عبارة "منقول عن..." إذا قمت بنقل خبر أو مشاركة معينة من أحد المواقع أو المجلات أو المنتديات المنتشرة على الإنترنت.
• إن أغلب المنتديات تكون موجهه لجمهور عام ولمناقشة قضايا تثقيفية وتعليمية . لذلك يجب ان تكون مشاركتك بطريقة تحترم مشاعر الآخرين وعدم الهجوم في النقاشات والحوارات. وأي نشر لصور أو نصوص أو وصلات مسيئة، خادشة للحياء أو خارج سياق النهج العام للموقع.
• المنتدى لم يوجد من أجل نشر الإعلانات لذا يجب عدم نشر الإعلانات أو الوصلات التي تشير إلى مواقع إعلانية لأي منتج دون إذن او إشارة إلى موقعك أو مدونتك إذا كنت تمتلك ذلك.
• عدم نشر أي مواد أو وصلات لبرامج تعرض أمن الموقع أو أمن أجهزة الأعضاء الآخرين لخطر الفيروسات أو الدودات أو أحصنة طروادة.
•ليس المهم أن تشارك بألف موضوع فى المنتدى لكن المهم أن تشارك بموضوع يقرأه الألوف،فالعبرة بالنوع وليس بالكم.
• عدم الإساءة إلى الأديان أو للشخصيات الدينية.
•عند رغبتك بإضافة صور لموضوعك في المنتدى ، احرص على ألا يكون حجمها كبير حتى لا تستغرق وقتاً طويلاً لتحميلها وأن تكون في سياق الموضوع لا خارجه عنه.
•الالتزام بالموضوع في الردود بحيث يكون النقاش في حدود الموضوع المطروح لا الشخص، وعدم التفرع لغيره أو الخروج عنه أو الدخول في موضوعات أخرى حتى لا يخرج النقاش عن طوره.
• البعد عن الجدال العقيم والحوار الغير مجدي والإساءة إلى أي من المشاركين ، والردود التي تخل بأصول اللياقة والاحترام.
• احترم الرأي الآخر وقدر الخلاف في الرأي بين البشر واتبع آداب الخلاف وتقبله، وأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
• التروي وعدم الاستعجال في الردود ، وعدم إلقاء الأقوال على عواهلها ودون تثبت، وأن تكون التعليقات بعد تفكير وتأمل في مضمون المداخله، فضلاً عن التراجع عن الخطأ؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة. علاوة على حسن الاستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمها تفهما صحيحا.
• إياك و تجريح الجماعات أو الأفراد أو الهيئات أو الطعن فيهم شخصياً أو مهنياً أو أخلاقياً، أو استخدام أي وسيلة من وسائل التخويف أو التهديد او الردع ضد أي شخص بأي شكل من الأشكال.
• يمنع انتحال شخصيات الآخرين أو مناصبهم من خلال الأسماء أو الصور الرمزية أو الصور الشخصية أو ضمن محتوى التوقيع أو عن طريق الرسائل الخاصة فهذا يعتبر وسيلة من وسائل الإحتيال.
• إذا لاحظت وجود خلل في صفحة أو رابط ما أو إساءة من أحد الأعضاء فيجب إخطار مدير الموقع أو المشرف المختص على الفور لأخذ التدابير اللازمة وذلك بإرسال رسالة خاصة له.
• فريق الإشراف يعمل على مراقبة المواضيع وتطوير الموقع بشكل يومي، لذا يجب على المشاركين عدم التصرف "كمشرفين" في حال ملاحظتهم لخلل أو إساءة في الموقع وتنبيه أحد أعضاء فريق الإشراف فوراً.
See more
See less

ياسمين الشام فيروز

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ياسمين الشام فيروز

    أطلقت سورية أكبر موسوعة على الانترنت لسيدة الذاكرة العربية "فيروز" قام بإنجازها كل من هاني غياث الشيخ ونور مرهف الطرزي بمبادرة وجهد شخصي تم العمل عليها لسنة كاملة.

    تتضمن الموسوعة مكتبة أغاني تحتوي أكثر من ألف أغنية وتسجيل وفيديو إضافة لصور و معلومات شاملة عن حياتها وحكاية الأخوين الرحباني وقصتها معهم، ما تحب فيروز وماتكره وحقائق أخرى عنها. إضافة إلى الإهداءات والشهادات من قبل كتاب وصحفيين وشعراء وأهم محطات حياتها وأعمالها.

    الجميل في هذه المبادرة أنها تأتي ضمن التوجه الذي طرحه المؤتمر الوطني الأول للمحتوى العربي للانترنت والذي طرح في إحدى جلساته أهمية التركيز على المحتوى العربي الثقافي دُعيت فيه سورية إلى حمل لواء الثقافة العربية والتي يعتبر الفن جزءاً هاماً ولأاتكون هي الرائدة فيه .



    الموسوعة هي إهداء للسيدة فيروز كُتب بقلم غياث الشيخ:

    لصورٍ تراود الذاكرة ومضاً ..

    ترسم في حناياها شكلاً لطفولةٍ غادرتْ ولم يبقَ منها إلا طيف بنفسج .

    لصوتٍ حضر ذات يوم في دمشق كصلاة مساء ..

    صوتٌ جمع بردى بسحب قاسيون بثلج حرمون بكل زاوية وحجر في دمشق ..

    صوتُ رفيقة الصباح .. ونوره

    قيلَ عنكِ الكثير ..

    سفيرتنا إلى النجوم .. صوت الملائكة .. صوت الصباح .. تنفس نور الفجر .. سيدة الذاكرة ..

    قيل الكثير ..

    فاسمحي لي سيدتي أن أسميكِ كما أحب أنا ..

    كما أراكِ .. أسميك : طفولتي ..

    إلى السيدة فيروز نهدي عملنا المتواضع ..

    علنا نستطيع أن نرد لها بعضاً من حبها ..

  • #2
    رد: ياسمين الشام فيروز

    حكاية الأخوين رحباني:
    كانت البداية في أنطلياس ، لبنان ، حيث ولد عاصي عام ١٩٢٣ ، وبعده بعامين ولد شقيقه الأصغر منصور عام ١٩٢٥ . والدهما حنا الياس الرحباني ، كان محكوماً عليه بالإعدام من قبل العثمانيين . إلا أنه تمكن من ا لهرب والالتجاء في أنطلياس ، إلى الشمال من بيروت، حيث فتح مقهى في منطقة تدعى "الفوار" على تخوم البلدة. كان المكان معروفاً بجماله الطبيعي، ومياهه النقية ، وطقسه اللطيف، مما جعله شعبياً لأولئك الذين يبحثون عن جلسة هادئة وسعيدة. كان حنا صارماً في الأمور التي تتعلق بالآداب والأخلاق العامة ، كان يفصل قسم العائلات عن الأقسام الأخرى بملاءات معلقة ، وكان يحظر حتى مسك اليدين في مطعمه ، ونظراً لهذا القانون "الرحباني" الصارم، كان الكثيرون من أبناء بيروت المحافظين يرسلون عائلاتهم إلى مقهى "الفوار " صباحاً مطمئنين إلى حماية حنا، ثم يلحقون بهم بعد العمل.
    رغم قساوته وتحفظه ، كان حنا محباً للموسيقى ، كان يعزف على "البزق " في مساءات المطعم ، جامعاً حوله زبائنه والولدين الصغيرين ليستمعوا إلى عزفه ، بالإضافة إلى بضعة أغانٍ قديمة على الفونوغراف ، خاصة أغاني أم كلثوم ، أمين حسنين ، عبد الوهاب، سيد درويش، وغيرهم من مطربي تلك الأيام.
    كان يمضي عاصي ومنصور ستة أشهر في المدرسة كل سنة ، ثم كان يخرجهما والدهما لكي يساعداه في موسم الربيع ، قانعاً الأم بأن ما حصلا عليه من علم، كافٍ لتلك السنة.
    نشأ الصبيان في هذا الجو ، تشدد في الأخلاق والسلوك من جهة ، وموسيقى وفن من ناحية أخرى ، ومن ناحية ثالثة ، مناخ قروي بمياه جارية رقراقة خلال الصيف ، وفي الشتاء أمطار وعواصف ورعود ، يضاف إلى ذلك عامل مهم جداً لعب دوراً في نشأتهما ،
    وهو جدتهما لأمهما ، التي كانت أيضاً محافظة كالأب ، لكنها كانت تحفظ الكثير من الحكايا والخرافات، عن الأبطال الخياليين ، القبضايات، الجنيات ، وأخبار الحب ، كما كانت تنظم الزجل والقراديات ، على الرغم من كونها أمية. كانت تشجعهما على حفظ ما ملكت أيمانهما من هذا الموروث الشعري.
    كل هذه العوامل مجتمعة ، ساعدت في نشوء موهبة الصبيين ، مع مخيلة جداً غنية وجداً مزدهر ة، وكان يتضح ذلك عندما كان يحبسهما الأب في "العلية" لكي يبقيا بعيدين عن بقية الصبيان ، إذ كان عاصي يخترع حكايات عن الجن وعن ناس لا يكبرون ولا يهرمون، لكي يتسلى أخوه الصغير، والذي كان يصدق كل ما يقوله .
    يروي منصور فيقول: كانت علامات الذكاء واضحة عند عاصي منذ البداية، وكانوا يتوقعون أن يصبح شاعراً أو فناناً في المستقبل. أما أنا، فكانوا يقولون أني سأصبح قاطع طريق، في أحسن الأحوال.
    لم تكن مرحلة الدراسة الأولى منتظمة بالنسبة للأخوين رحباني ، مع هذا كان عاصي مواظباً أكثر من منصور ، الذي كان يخترع الحيل والمناورات حتى لا يذهب إلى المدرسة، قائمة المدارس التي تعلما فيها تضم:
    • مدرسة راهبات عبرين في أنطلياس
    • مدرسة الأستاذ فريد أبو فاضل في أنطلياس
    • مدرسة الأستاذ كمال مكرزل، والمدرسة اليسوعية في بكفيا، لمدة سنة واحدة، ثم عادا بعدها إلى أنطلياس.
    كان منصور يحب الشعر منذ طفولته، وبدأ أولى محاولاته في كتابة الشعر في سن الثامنة، وفي الثانية عشرة من عمره اشترك في مجلة "المكشوف"، وبعدها في مجلات أدبية أخرى . كان عاصي يشاطره قراءتها بشغف كبير ، ثم انكبا على قراءة كتب الفلسفة ، وكتب "طاغور" و"ديستويفسكي" ومسرحيات "شكسبير".
    في عمر الرا بعة عشر ، أسس عاصي مجلة اسمها "الحرشاية " حيث كتب بخط يده أولى محاولاته الشعرية ، والقصص المسلسلة ، باللغة العربية الفصحى أو بالعامية اللبنانية، كان يوقعها بأسماء مستعارة، ويذهب ليقرأها من بيت لبيت في نهاية كل أسبوع. وفيما يلي مثالاً عن شعره في تلك الفترة، يظهر فيه حس الدعابة لديه:
    قد جاء الليل بظلماته غمرت أشجار الساحات
    لا بيت يضوي بقنديل خوفاً من ضرب الغارات
    وبصرت بنومي حبيبة قلبي قد ضربت لي سلامات
    ولقد جاءت تخطر مشياً وهي من أحلى الستّات
    فضربتها كفّاً شقلبها طحبشها مثل البيضات
    برمت برمت برمت برمت شبقت خلف الكنبايات
    غيرة منصور من أخيه الأكبر. دفعته لأن يؤسس مجلة أخرى مشابهة، والتي أسماها "الأغاني" حيث بدأت المنافسة بينهما. لم تكن أمور المطعم في الفوار على ما يرام ، فاضطر والدهما إلى بيعه ، ثم اشترى مقهى صغيراً في منطقة "المنيبيع ". كما افتتح
    مطعماً في أنطلياس حيث كان يعمل فيه في الشتاء ، لهذا أمضت العائلة سبع سنوات متنقلة بين "المنيبيع" في الصيف ، وأنطلياس في الشتاء. ثم تدهور وضع الأسرة الاقتصادي ، فاضطر عاصي ومنصور للمساعدة ، فعملا في قطاف الليمون ، ثم انصرفا لمساعدة والدهما في المطعم . ساعدت بيئة المنطقة على اختزان الكثير من الذكريات ، والتي استعملاها فيما بعد في أعمالهما ، كانت
    الطبيعة، الأحراج، الحيوانات، كتبهما. تعرفا إلى المقالع والبارود ولغة الصخر. وهناك ولدت شخصيات "سبع" و "مخّول".

    Comment


    • #3
      رد: ياسمين الشام فيروز

      بعد سنة ، عادا إلى أنطلياس ، حيث التقيا الأب بولس الأشقر ، وقد شكل هذا اللقاء تحولاً أساسياً في حياتهما ، وقتها طلبا منه الانضمام إلى جوقة الصلاة والتراتيل التي كان يعلمها ، فوافق على انضمام منصور فقط ، ولم يأخذ عاصي لأن صوته كان قد بدأ "يرجل" في نبرة وسيطة بين الخشونة والنعومة، لكنه سمح له بتعلم الألحان دون أن مشاركة فعالة.
      ومرة كان يحاول الأب بولس أن يشرح نظرية "التيتراكورد" لطلابه، فاكتشف أنه لم يتمكن أحد من استيعابها ، لكن عاصي الذي كان يقف خارجاً عند الباب قال أنه يستطيع شرحها ، فدعاه الأب بولس وقال له : "إذا أعدت شرح النظرية سأعلمك الموسيقى"، وهكذا كان، شرح عاصي النظرية، وبدأت مرحلة تعلم الموسيقى.
      تعلّما العزف على البزق لوحدهما ، ولاحقاً وجد عاصي ورقة عشر ليرات على أرض المقهى ، فأخذها واشترى كماناً ، وصار يعزف عليه بالإضافة إلى متابعة دراسته الموسيقية على يد الأب بولس الأشقر.
      درسا علم "الهارموني" وتاريخ الموسيقى الشرقية من كتب نادرة كانت بحوزة الأب بولس ، وسرعان ما بدأا بالتأليف ، وكان أول عمل نشيداً بمناسبة عيد الأب بولس الأشقر، ثم ألحاناً دينية وبصورة خاصة المزامير، بالاشتراك مع الجوقة.
      ومع هذا لم تقتصر موهبتهما على الموسيقى فقط ، حيث كان شغفهما بالمسرح كبيراً ، تعرفا إلى المسرح في مدرسة فريد أبو فاضل ، والمدرسة اليسوعية في بكفيا ، ومع أنه لم تكن هناك حركة مسرحية ناشطة في لبنان في ذلك الوقت ، إلا أن ذلك لم يمنع من تقديم أعمال مسرحية هنا وهناك عندما تسمح الظروف ، ثم أصبح المسرح هاجساً لديهما ، إلى أن كتب يوسف لويس أبو جودة
      مسرحيات لهما خصيصاً بالعامية اللبنانية.
      وقبل أن يبلغا سن الرشد ، أسسا "نادي أنطلياس الثقافي " حيث حاولا من خلاله تقديم بعض النشاطات الثقافية والاجتماعية بمساعدة شبان البلدة ، قدما حفلات غنائية ، ثم وضعا ألحاناً لإدخالها في المسرحيات ، وكانت باكورة أعمالهما مسرحية "وفاء العرب" التي أّلفاها ولحناها ومثّلا فيها ، أخذ عاصي فيها دور "النعمان الثالث " ولعب منصور دور "حنظلة ". ثم مسرحيات أخرى كانت إما من تأليفهما، أو بالمشاركة مع آخرين.
      وفي عام ١٩٤٤ بدأت مرحلة جديدة في حياتهما الفنية ، حيث بدأا بتقديم مسرحيات غنائية طويلة وذات قصة ، كما نظما ولحنا أغنيات قصيرة لا تتجاوز مدتها دقيقتين أو ثلاث دقائق ، والتي كان لها حضوراً إيجابياً في إذاعة دمشق ، وإذاعة الشرق الأدنى ، حيث تجاوب معهما مدراء تلك الإذاعات ، ووجدوا فيها نمطاً جديداً للأغنية ، غير الأغنية الطويلة التي كانت سائدة، والتي كانت
      تعتمد على الترداد والتطريب.
      لكن التدهور المالي للعائلة لم يسمح باستمرار النشاط الفني ، ففي سن السادسة عشر ، انضم عاصي إلى سلك البوليس بعد أن اضطر إلى تكبير سنه كي يحق له التقدم إلى الوظيفة، ثم فعل منصور نفس الشيء.

      كان عمل عاصي في البوليس في أنطلياس ، وكان البوليس الوحيد فيها ، وكان رئيس البلدية وقتها "وديع الشمالي " محباً للفن وعازفاً على الكمان، مما شجع عاصي على الهروب من وظيفته ليمارس هوايته، ويعود في آخر الشهر ليقبض المعاش. أما منصور فقد كان عمله كبوليس في قسم الأمن العام في بيروت ، وكعاصي كان يهرب من وظيفته ليحضر الحفلا ت الفنية ، كان العمل الفني ممنوعاً عليهما ، باعتبار أنهما يعملان في سلك البوليس ، لكن هذا لم يكن ليمنع سعيهما نحو الفن . كانا يتنكران بثياب مختلفة، وأحياناً يضعان شوارب مستعار ة ، لكن لم يوفّقا في إخفاء شخصيتهما الحقيقية كل الوقت ، فقد قبض عليهما أو كاد أن يقبض عليهما في أحايين عديدة ، لكن في كل مر ة ، كانا يستطيعان التملص بطريقة أو بأخرى ، وبشكل أساسي لأنهما كانا أولاد حنا الرحباني المعروف والمحترم.
      بعد الحرب العالمية الثانية ، قرر عاصي ومنصور أن ينتقلا من الهواية إلى عالم الاحتراف ، وكانت الإذاعة الطريق الوحيد للانطلاق في المجال الاحترافي، تعرفا في البداية على "إيليا أبو الروس" وكان عليهما أن يخضعا لامتحان، فقدما في الامتحان بعضاً من أعمالهما الخاصة ، إلا أنها لم تلق ترحيباً من قبل اللجنة الفاحصة ، باستثناء "ميشيل خياط "، ادعى أعضاء اللجنة أن تلك
      الأغاني تتضمن كلمات غريبة وغير مألوفة في الأغنية العربية عموماً واللبنانية بشكل خاص ، مثل : "ليش" ، "هيك " ، "جرد " ..
      وهكذا رفض كورس الإذاعة ومطربوها أن يغنوا للرحبانيين ، فأحضرا أختهما "سلوى" وأسمياها "نجوى" لتؤدي أغانيهما في الإذاعة.
      حول هذا يقول منصور : "نحن جئنا بتفكير شعري ، وبموسيقى مغايرة .. غيرنا كل شيء .. لماذا؟ لا أعرف .. تأثرنا بعبد الوهاب .. تأثرنا بسيد درويش .. تأثرنا بالعديد من الفنانين .. لكن عندما جئنا لنكتب .. كتبنا بلغتنا الخاصة .. وبرأيي على الفنان أن يقول جديداً .. وإلاّ ، فليصمت..."
      كانت الأغاني في الإذاعة تقدم بشكل حي ، دون تسجيل مسبق ، مع استمرار تقديم أعمالهما ، بدأ يؤمن بهما بعض الأشخاص ، ومن هؤلاء : "فؤاد قاسم " رئيس مصلحة الإذاعة ، الذي تبنى أعمالهما ، وطلب من عاصي ، الذي كان قد تعلم العزف على الكمان في الكونسيرفاتوار، وتعلم الأصول العلمية للموسيقى على يد الأستاذ "إدوار جهشان" في أكاديمية الفنون لـ "ألكسي
      بطرس"، أن ينضم إلى الإذاعة بصفة عازف كمان ، ومؤلف موسيقي . وافق عاصي واستقال من سلك الشرطة ، وكان يأتي كل يوم إلى عمله في الإذاعة على الدراجة ( البسكليت ).
      وكان من نتائج اقتناع "فؤاد قاسم " بالأسلوب الرحباني ، أن أصدر قرار اً يمنع فيه بث أية أغنية تتجاوز مدتها الخمس دقائق ، مما إدى إلى انحسار تيار الأغنية الطويلة.

      Comment


      • #4
        رد: ياسمين الشام فيروز

        ومنذ ذلك الحين ، صار المعجبون بأغاني الرحبانيين يزدادون ، ومن بين هؤلاء المخرج "صبري الشريف " و "محمد الغصيني " اللذين كانا مديرين في إذاعة الشرق الأدنى في قبرص ، صبري الشريف جاء خصيصاً إلى بيروت لمقابلتهما ، ثم فيما بعد انتقلت المحطة بأكملها من قبرص إلى بيرو ت . كان هذا بعد أن استقال منصور أيضاً من وظيفته في البوليس ، وتابع دراسة الموسيقى مع عاصي وتوفيق الباشا على يد الأستاذ : "برتران روبيار " الذي علمهم قواعد الموسيقى الغربية لمدة تسع سنوات . بتعلم الموسيقى الشرقية لمدة خمس سنوات ، والموسيقى الغربية لمدة تسع سنوات ، أصبح الأخوان رحباني من بين أكثر الموسيقيين اللبنانيين تعلماً للموسيقى. ومن بين الأشخاص الذين تعرف إليهم عاصي ومنصور في تلك الفترة ، "خليل مكنية " عازف الكمان المعروف ، وابن أخته "توفيق الباشا" ، "زكي ناصيف" معلم الموسيقى وعازف البيانو، وصاحب الصوت الجميل، "الحاج نقولا المني" ، "حليم الرومي" ، "فليمون وهبة" و "أحمد عسة" الذي كان مديراً للإذاعة السورية، والذي فتح لهما بابها على مصراعيه.
        بانتقال إذاعة الشرق الأدنى من قبرص إلى بيروت ، حصل تغيير كبير في مجال عمل الرحبانيين ، وأخذت أغانيهما تصل بسرعة إلى آذان المستمعين . ومن بين تلك الأغاني القديمة كانت : جاجات الحب ، زورق الحب لنا ، يا ساحر العينين ، سمراء مها ، هل ترى يولا وكانت تؤديها أختهما "سلوى" أو "نجوى" كما أسمياها، وهكذا حتى جاءت فيروز.
        عندما التقى عاصي بفيروز للمرة الأولى ، كان هو موظفاً في الإذاعة ، وكانت هي مغنية في الكورس في نفس الإذاعة . أما منصور فكان لا يزال شرطياً . حليم الرومي هو الذي قدمهما لبعض . في البداية اعتقد عاصي أن صوت فيروز غير مناسب لأداء الأغاني الغربية ، لكنه كان مقنعاً بالنسبة لحليم الرومي ، منصور من جهته كان رأيه أن هذا الصوت هو الاختيار الخاطئ لأعمالهما ،
        لكنه اعترف لاحقاً أن كان مخطئاً جداً في رأيه.
        بدأ عاصي بكتابة الأغاني لفيروز غير، أّنه استلزم مدة ثلاث سنوات لإقناع المسؤولين في المحطة بمقدراتها. إذ أن الأصوات الرائجة في تلك الفترة كانت أصوات نجوى، حنان وأخريات.
        في النهاية، استقال منصور من سلك البوليس، وانضم إلى عاصي وفيروز وبدأ المشوار.
        هيأ الرحبانيان لفيروز انطلاقة رحبانية محضة ، وخضع صوتها للكثير من التجارب ، فقد غنت الألوان الأوروبية الصعبة ، ثم الألوان الشرقية الصعبة، مع مختلف الأوركسترات، وكانت دائماً تثبت جدارتها، وتكونت لديها خبرة لم تحصل عليها أية مطربة أخرى.
        كان هم الرحبانيان هو خلق موسيقا لبنانية ذات هوية واضحة . لذلك بدأا من الصفر ، عادا إلى الفولكلور ، إلى الماضي ، وأخذا بعض الأغنيات وأعادا توزيعها دون تغيير بالكلام ، في مرحلة لاحقة صارا يخلطان الألحان الفولكلورية بعضها ببعض ، مثلا "أبوالزلف" و "الدلعونا" مع "عالماني الماني " في أغنية واحدة مع كلام مع تأليفهما ، مما أوقع البعض في الالتباس ، حيث ظنوا أن الكلام هو في الأساس قديم، بينما هو رحباني صرف.
        تبع ذلك تأليف أغانٍ شعبية، مثل "عتاب" ، "راجعة" وغيرهما من الطرب الشعبي اللبناني، حيث تشكّلت هويتهما الفنية كموسيقيين لبنانيين بشكل واضح
        فيما بعد أحسا بضرورة أن يكون للبنان موسيقاه الراقصة الخاصة به ، وكانت الموسيقا الدارجة وقتها التانغو والجاز والبوليرو والسلو، وغيرها من الألحان الغربية ، فصارا يأخذان مقاطع من هذه الموسيقا ويضعان لها كلاماً لبنانياً وتوزيعاً موسيقياً جديداً ، دون ادعاء بأنها لهما ، بل كانا يقولان أنها مقتبسة ومعربة ، إلى جانب ذلك وضعا لوناً لبنانياً راقصاً مثل : "نحنا والقمر جيران "
        ووضعوا إيقاعات راقصة لأغانٍ فولكلورية مثل: "يا مايلة عالغصون" و"البنت الشلبية".
        بالنسبة للشعر ، بدأا بكتابة القصيدة القصيرة المختصرة ، التي لا تتجاوز مدة غنائها بضعة دقائق ، مثل "لملت ذكرى لقاء الأمس " و"سنرجع يوماً "، أما بالنسبة للموشحات التي وجدا أنها انقرضت أو كادت ، فقد جمعاها وأعادا إحياءها من جديد ، وعملا لها توزيعاً موسيقياً جديداً، وزادا على كلماتها، وكان استقبال الناس لها عظيماً، ثم صارا يؤلفان موشحات خاصة بهما.
        في عام ١٩٥٥ ، بعد أن تزوج عاصي بفيروز ، سافروا جميعاً إلى مصر للاطلاع على شؤون الفن هناك ، فالتقوا "أحمد سعيد" مدير إذاعة صوت العرب ، وعرضوا عليه تقديم عمل للقضية الفلسطينية ، اقترح أحمد سعيد أن يسافر الرحبانيان إلى "غزة " ليستمعا إلى الموسيقا والشعر هناك ، فاعتذرا لخوفهما من ركوب الطائرة . لكن عندما طلبا الاستماع إلى بعض الأغاني المسجلة ، وجدا
        أنها مفعمة بالبكاء وا لنواح "يا من يرد لنا أرضنا " .. فعرضا على أحمد سعيد أن يقدما شيئاً بطريقتهما الخاصة ، وقدما وقتها غنائية "راجعون". وفيما بعد وضع الأخوان رحباني مجموعة من الأغنيات عن القضية الفلسطينية مثل : "سنرجع يوماً " و "زهرة المدائن".
        في عام ١٩٥٦ ، اضطرت إذاعة الشرق الأدنى إلى التوقف عن البث ، بعد أن قاطعها الكثير من الموسيقيين ، بمن فيهم الأخوين رحباني، استنكاراً لمواقفها السياسية.
        عندما بدأت مهرجانات بعلبك في لبنان ، كان منظموها يستعينون بفرق أجنبية من مختلف أنحاء العالم ، ولكن ابتداءاً من العام ١٩٥٧ ولدت الحاجة إلى تقديم فن لبناني في هذه المهرجانات ، فكان الرحابنة أول من استدعي . أوكلت إليهم مهمة التلحين فقط في البداية ، لكن عاصي أصر على استلام المهرجان كله . كانت اللجنة المنظمة ضد أن تكون فيروز هي المطربة ، لكن عاصي
        أصر على موقفه ، وقال للجنة أنهم لا يعرفون فيروز ، وأنها ستغني شيئاً مختلفاً عن المتوقع ، كما عرض أن تتقاضى فيروز ليرة لبنانية واحدة فقط، وهكذا كان.
        في ليلة الافتتاح ، عمد المخرج "صبري الشريف" إلى وضع فيروز على قاعدة عمود، وسلّط عليها الأضواء من أسفل العمود ومن
        زوايا مختلفة ، فظهرت وكأنها تسبح في الفضاء ، عندما بدأت تغني : "لبنان يا أخضر حلو " ، كان هذا المشهد صاعقاً للجمهور ، الذي اشتعل له تصفيقاً في موجة بين التأثر والبكاء والغبطة . قدمت الحفلة لليلتين فقط كما كان مقرراً ، في كل ليلة كان هناك حوالي خمسة آلاف مشاهد، وكان بينهم الرئيس "كميل شمعون".
        لكن المهرجانات ألغيت في السنة التالية، بسبب الأحداث التي شهدها لبنان في تلك السنة ، في العام ١٩٧٩ عاد المهرجان ، وقدم الرحبانيان "المحاكمة" من بطولة فيروز ووديع الصافي.

        Comment


        • #5
          رد: ياسمين الشام فيروز

          بشر العام ١٩٦٠ بولادة عصر جديد في مسيرة الرحبانيان ، حيث بدأا بتقديم المسرحيات في بعلبك ومناطق أخرى ، بدءاً من "موسم العز" بالاشتراك مع "صباح" و "وديع الصافي" و "نصري شمس الدين" ، ثم "البعلبكية" عام ١٩٦١ .
          وبعد أن قدمت "جسر القمر " في بعلبك ودمشق عام ١٩٦٢ ، عرضت "عودة العسكر " على مسرح سينما "كابيتول "، بعدها بعام شهد مسرح "كازينو لبنان" مسرحية "الليل والقنديل".
          بعدئذٍ، سوف تقدم أعمالهم في كل من بعلبك ودمشق ، كانوا يقدمون نفس البرنامج في المكانين ، وأحياناً كانوا يعدون برنامجاً خاصاً ليقدم في دمشق . في دمشق اعتادوا على استهلال كل برنامج بأغنية تحية مثل : "سائليني" ، "شام يا ذا السيف " ، "يا شام عاد الصيف" ، "حملت بيروت في قلبي وفي نغمي" ...
          استمرت مهرجانات بعلبك تقطف جمهوراً متزايداً كل سنة مع مسرحيات "جسر القمر " ، "دواليب الهوا " ، "أيام فخر الدين " ، "جبال الصوان" ، "ناطورة المفاتيح" ...
          في عام ١٩٦٤ ، اتصل بهم منظمو مهرجانات الأرز ، وطلبوا منهم تقديم برنامجاً شبيهاً لبرامج بعلبك ، قدم الرحبانيان وقتها مسرحية "بياع الخواتم " والتي كانت تجربة مختلفة كلياً ، كونها مسرحية مغناة من أولها إلى آخرها . حضر عشرة آلاف شخص الليلة الأولى ،وأحد عشر ألفاً الليلة الثانية، وكانت تلك ظاهرة فريدة. عرضت "دواليب الهوا " مع صباح ونصري شمس الدين على مسرح بعلبك عام ١٩٦٥ ، بعدها مباشرة قدموا مع فيروز حفلة غنائية في قصر بيت الدين، لقيت نجاحاً كبيراً، ولحق بهم الناس من بعلبك إلى بيت الدين.
          كان النجاح حليفهم أّنى ذهبوا ، وباتت الدعوات تأتيهم من كل حدب وصوب ، كانوا يعملون بدون توقف . في عام ١٩٦٧ ، عرض عليهم الأخوة "عيتاني" تقديم عمل على مسرح "البيكاديللي" كل سنة ، بدأ الرحبانيان بتحضير برنامجاً لمهرجانات بعلبك أو الأرز في الصيف، وبرنامجاً آخر لدمشق، وواحد ثالث، على الأغلب مسرحي، لمسرح البيكاديللي في الشتاء، ابتداءاً من "هالة
          والملك". كل هذا بالإضافة إلى الحفلات الغنائية خارج لبنان وسوريا . كانا يعملان في المكتب والبيت ، يكتبان ، يلحنان ، يدربان ، ويخططان ليل نهار، كانت غزارة إبداعهما فريدة من نوعها، وغير مسبوقة على الإطلاق.
          كانا يعملان كل لوحده ، ومع بعضهما . أحدهما يكتب والثاني يلحن والعكس بالعكس ، حسب انشغالهما بالعمل . أو كان يكتب أحدهما والثاني يغير ما كتبه . امتزجت أعمالهما بعضها ببعض لدرجة أنهما كانا أحياناً ، لا يستطيعان تحديد من فعل ماذا على وجه التحديد . لم يقوما بفصل عمل أحدهما عن الآخر مطلقاً ، كانت الأعمال تصدر وتوقع باسم : "الأخوين رحباني ". عندما
          كان يحصل اختلاف في الرأي، كانا يلجأان إلى استشارة الأصدقاء ليبتّوا بالأمر. وكم من مرة تدخلت جدتهما لتحسم الأمر لصالح عاصي، صارخة في وجه منصور: "اسكت ولاه، أخوك أكبر منك، وهو دائماً على حق"... في عام ١٩٦٢ ، تأسست محطة تليفزيونية جديدة في لبنان ، وطلب من الرحابنة إعداد برنامجاً موسيقياً ليوم الافتتاح ، وبعد الإصرار على شروط إعداد البرنامج ليتناسب ومستوى أعمالهما ، قدما أول عرض تليفزيوني لهما "حكاية الإسوارة " والتي قوبلت بنجاح كبير. بعدها استمرت المحطة في طلب المزيد من البرامج ، لكن الأخوين رحباني كانا يعتذران عن تلبيتها ، لئلا يحترقا من كثرة الظهور على الشاشة الصغيرة ، فضلا أن تبقى الأعمال المسرحية التي يقصدها الناس إلى المسرح ، بدلاً من أن تذهب هي إلى بيوتهم بالسهولة التي تقتل الفن عادة . لكنهما لم يقطعا الصلة بالتليفزيون كلياً ، فمن فترة لأخرى ، كانا يقدمان برنامجاً تكون له أصداء كبيرة، وتكتب عنه الصحافة ، ويطلب الناس إعادة بثه مراراً ، من بين تلك البرامج : "دفاتر الليل " ، "ليالي السعد " ، "ضيعة الأغاني" ، "القدس في البال" وبرامج لعيد الميلاد، وأخرى لعيد الفصح، وكانت نجمتها جميعها: فيروز. بالإضافة إلى ذلك ، كتبا مسلسلين من بطولة "هدى "، أحدهما "قسمة ونصيب" والثاني "من يوم ليوم " الذي اشترته محطات تليفزيونية عربية كثيرة، واشتهر كأحد أجمل المسلسلات الغنائية التي جمعت بين التشويق البوليسي والعقدة الغريبة.
          بعد ذلك أوقف الرحابنة العمل للتليفزيون ، خاصة بعدما أدركا أن محطات التليفزيون لن تدفع بسخاء من أجل أعمالهما ، والتي حرصا كثيراً على بقائها في مستوى عالٍ من ناحية المضمون ، ومن الناحية التقنية ، لئلا يخيب أمل الجمهور الذي يأتي ليرى ما يتوقعه منهما.
          خطوتهما التالية نحو السينما كانت عندما جاء بالفكرة صديقهما "رجا الشوربجي " الذي أقنعهما بتحويل إحدى المسرحيات إلى فيلم سينمائي ، وبعد استشارة "كامل التلمساني " مستشار مكتبهما ، والمخرج المصري "يوسف شاهين " الذي صودف وجوده في
          لبنان في تلك الفترة ، قررا نقل مسرحية "بياع الخواتم " إلى الشاشة الفضية ، كما وافق "نادر الأتاسي " على إنتاج الفيلم . وكان عاصي ومنصور وفيروز وصبري الشريف شركاء في الإنتاج مقابل أتعابهما ، عندما وضعت الميزانية المبدئية للفيلم ، كانت ٢٢٠ ألف ليرة لبنانية ، إلا أنه كلّف في النهاية ٦٠٠ ألف ، مما شكل كارثة مالية لفريق الإنتاج ، إلا أنه لاقى نجاحاً عظيماً لدى الجمهور وفي الصحافة، مما شجع للبدء في كتابة سيناريو خاص للسينما.
          كان الفيلم الثاني : "سفر برلك " من إنتاج نفس فريق إنتاج الفيلم الأول ، أخرجه "هنري بركات "، هذه المرة لم تتخطّ ميزانية الفيلم الرقم المبدئي الموضوع ، إلا بنسبة قليلة ، وعرض لفترات طويلة في لبنان وبقية الدول العربية ، على الرغم من الاحتجاج الذي قدمته الحكومة التركية بحجة أن الفيلم يتكلم بالسوء عن تركيا.
          نجاح "سفر برلك " شجع الأخوين رحباني على المغامرة في فيلم ثالث هو "بنت الحارس " الذي كان موفقاً كسابقيه ، والذي أظهر الكثير من الجمال، كما نجح تقنياً بسبب الاستعانة بتقنيين أجانب، كما في الأفلام السابقة، وتم تحميض الفيلم في لندن.
          مع "بنت الحارس" أتم الرحابنة الدورة التي معها دخلا إلى التراث اللبناني من مختلف أبوابه : المسرح، الإذاعة، التليفزيون، والسينما. وانتشر هذا التراث الموسيقي والحواري بين الناس عبر تلك الوسائل، فراج وبقي في القلوب والنفوس.
          منذ أواخر الستينات، بدأت تصدر الدراسات النقدية والانطباعية والتأريخية لما بات يسمى فيما بعد : "مدرسة الأخوين رحباني". هذا التيار الذي اشتهر عند الناس ، امتد عصره الذهبي من منتصف الستينات إلى أواسط السبعينات ، والذي انكسر بسبب الحرب في لبنان.
          خمس عشرة سنة ، كان خلالها الرحابنة مسيطرين على الفن الموسيقي في المنطقة ، من خلالهما انتشرت اللهجة اللبنانية المحكية في العالم العربي ، انطلقا من مبدأ أن المسرح له لغته الخاصة "اللغة البيضاء" والتي تختلف عن اللغة المحكية. اختارا بعناية أجمل ما في المناطق اللبنانية ، ونسجا لغة مسرحية ذات مع الم تتمتع بجميع الخصائص اللبنانية ، وفي نفس الوقت مفهومة في كل العالم العربي . وفي الأغاني انتهجا نفس الخط ، كل هذا لم يأت صدفة ، فقد عمل الرحابنة عليه بكل وعي ومعرفة . كان عاصي ومنصور واعيين تماماً أين هما، وإلى أين يجب أن يصلا، كانت خطواتهما جميعها واعية ومقصودة.
          منذ البدايات المبكرة أدرك الرحبانيان التميز في صوت فيروز ، لذا أخذا جماله الطبيعي الخارق ، وتفردها وحضورها المذهل ، واشتغلا بخصائص في صوتها هي مختلفة عن أصوات الآخرين . صوت فيروز ليس صوتاً وحسب ، إنه ظاهرة متكاملة لا تتكرر ، فأنت تستمع مع صوت فيروز إلى كلام ولحن جميلين ، إلى أداء لديها تبلور مع الأيام ، وإلى لفظ صقل جيداً بمخارج الحروف . فيروز
          لم تبدأ وحدها، بدأت مع عاصي ومنصور وصبري الشريف، في ليالي التعب والصقل والتمارين.
          بدأ الأخوان رحباني بإيمان عميق بالخط الذي كانا يشتغلان فيه : الصوت المتفرد لفيروز ، كتابة الشعر المميز ، والألحان المغايرة ، بالإضافة إلى مبادئ ثابتة : لا لغناء الأشخاص ، بل الأوطان والشعوب ، سمع الناس صوت فيروز مع كل ما حمله في طياته ، وتأثروا به عميقاً ، فكان فاعلاً فيهم وموجهاً لهم . هكذا، بجمال صوتها الخارق ، والمواضيع التي حملها هذا الصوت ، صارت فيروز قضية وطنية عامة، تغني هموم الإنسان.
          مع استمرار النجاحات المتوالية ، وصل الرحبانيان إلى قمة فنية ، ندر أن وصل إليها فنانون آخرون في قلوب الناس ، والذخيرة الفنية التي أسسا لها عبر رحلتهما ، أذهلت الجميع بتنوعها وغناها . إلا أن تلك الرحلة بترت بشكل موجع ، ففي يوم من أيام أيلول/سبتمبر عام ١٩٧٢ وبعد تقديم مسرحية "ناطورة المفاتيح" في بعلبك ، وأثناء العمل على الحلقة الرابعة عشرة من مسلسل
          "من يوم ليوم ". في ذلك اليوم ، وفجأة ، بدأ عاصي يعاني من آلام مبرحة في رأسه ، وفقد القدرة على التركيز ، أسعف بسرعة إلى المشفى، وكان التشخيص: نزيف حاد في الدماغ . أعطوه في المشفى فرصة للنجا ة . عندما قرأ الناس الخبر في صحف اليوم التالي ، هرعوا إلى المشفى خائفين، قلقين، ضارعين أن ينجي عاصي.
          بعد مداولات سريعة بين الأطباء ، استدعي جراح أعصاب من فرنسا ، وأدخل عاصي غرفة العمليات ، ونجحت العملية على الأقل في إيقاف النزف . أنقذت حياة عاصي ، لكن وقتاً طويلاً مر حتى تمكن عاصي من إعادة تأهيل نفسه ليعود إلى حياته الطبيعية.
          "المحطة" كانت أول عمل قدم بعد شفاء عاصي ، حيث لحن فيها أغنية "ليالي الشمال الحزينة "، وكانت أول أغنية لحنها بعد مرضه. استمر بالتلحين بعد ذلك . طلب منصور من زياد أن يعملا سوية على أغنية تقدم كتحية من الثلاثة منصور ، زياد وفيروز) إلى عاصي . أخبره زياد أن لديه لحناً بدون كلمات ، سمع منصور اللحن وأعجب به، وكتب كلمات "سألوني الناس " له .
          في الليلة الأولى للمسرحية ، قوبل عاصي بعاصفة من التصفيق عندما دخل مسرح البيكاديللي ، بعد انتهاء المسرحية ، جمع عاصي منصور وزياد وفيروز ، معلقاً على أغنية "سألوني الناس " صارخاً فيهم بنبرة الشهم : "انتظرتم حتى أمرض لكي تستجدوا تصفيق الناس باسمي، أيها الانتهازيون؟". لكن محبته لهم، وللأغنية جعله لا يوقفها عن المسرحية.
          بعد ذلك ، عاد عاصي إلى عمله ، واستعاد جميع صلاحياته في المكتب ، لكنه كان إنساناً آخر ، كان يضحك بدون ضوابط ، يأكل ويشتم ويحزن ويغضب ويتكارم ويدفع ويسخو بدون ضوابط . لكنه استمر بالتلحين ، وكان غالباً ما يستدعي منصور ليقوم بكتابة
          النوط الموسيقية لأنه لم يعد يطيق صبراً على الكتابة . مثلاً أغنية "سكّرو الشوارع " هي في معظمها من تأليفه وتلحينه ، لكنه كان يقول لمنصور ماذا يريد وكيف بالضبط ، ليقوم منصور بكتابة ما يريد . كذلك هو الحال بالنسبة لمسرحية "بترا " كانت في معظمها من تأليفه.
          في نهاية السبعينات ، بدأت المشاكل في المسيرة الرحبانية ، وأفضت في النهاية إلى الانفصال التام بين فيروز وزوجها وأخيه ، عام ١٩٧٩ ، لتبدأ مسيرتها المستقلة.
          استمر الرحابنة، فقدما مسرحيتي "المؤامرة مستمرة" عام ١٩٨٠ ، و"الربيع السابع" عام ١٩٨٤ . لكن صحة عاصي بدأت بالتدهور سريعاً ، ودخل في حالة غيبوبة ، إلى أن جاء يوم الحادي والعشرين من حزيران /يونيو ، في صباح ذلك اليوم ، سلّم عاصي
          أنفاسه الأخيرة . وبهذا خلصت القصة المشتركة للأخوين رحباني ، لكن ليس الميراث الذي خلفاه ، والذي سوف يعيش طويلاً لأجيال وأجيال.

          Comment


          • #6
            رد: ياسمين الشام فيروز

            بشر العام ١٩٦٠ بولادة عصر جديد في مسيرة الرحبانيان ، حيث بدأا بتقديم المسرحيات في بعلبك ومناطق أخرى ، بدءاً من "موسم العز" بالاشتراك مع "صباح" و "وديع الصافي" و "نصري شمس الدين" ، ثم "البعلبكية" عام ١٩٦١ .
            وبعد أن قدمت "جسر القمر " في بعلبك ودمشق عام ١٩٦٢ ، عرضت "عودة العسكر " على مسرح سينما "كابيتول "، بعدها بعام شهد مسرح "كازينو لبنان" مسرحية "الليل والقنديل".
            بعدئذٍ، سوف تقدم أعمالهم في كل من بعلبك ودمشق ، كانوا يقدمون نفس البرنامج في المكانين ، وأحياناً كانوا يعدون برنامجاً خاصاً ليقدم في دمشق . في دمشق اعتادوا على استهلال كل برنامج بأغنية تحية مثل : "سائليني" ، "شام يا ذا السيف " ، "يا شام عاد الصيف" ، "حملت بيروت في قلبي وفي نغمي" ...
            استمرت مهرجانات بعلبك تقطف جمهوراً متزايداً كل سنة مع مسرحيات "جسر القمر " ، "دواليب الهوا " ، "أيام فخر الدين " ، "جبال الصوان" ، "ناطورة المفاتيح" ...
            في عام ١٩٦٤ ، اتصل بهم منظمو مهرجانات الأرز ، وطلبوا منهم تقديم برنامجاً شبيهاً لبرامج بعلبك ، قدم الرحبانيان وقتها مسرحية "بياع الخواتم " والتي كانت تجربة مختلفة كلياً ، كونها مسرحية مغناة من أولها إلى آخرها . حضر عشرة آلاف شخص الليلة الأولى ،وأحد عشر ألفاً الليلة الثانية، وكانت تلك ظاهرة فريدة. عرضت "دواليب الهوا " مع صباح ونصري شمس الدين على مسرح بعلبك عام ١٩٦٥ ، بعدها مباشرة قدموا مع فيروز حفلة غنائية في قصر بيت الدين، لقيت نجاحاً كبيراً، ولحق بهم الناس من بعلبك إلى بيت الدين.
            كان النجاح حليفهم أّنى ذهبوا ، وباتت الدعوات تأتيهم من كل حدب وصوب ، كانوا يعملون بدون توقف . في عام ١٩٦٧ ، عرض عليهم الأخوة "عيتاني" تقديم عمل على مسرح "البيكاديللي" كل سنة ، بدأ الرحبانيان بتحضير برنامجاً لمهرجانات بعلبك أو الأرز في الصيف، وبرنامجاً آخر لدمشق، وواحد ثالث، على الأغلب مسرحي، لمسرح البيكاديللي في الشتاء، ابتداءاً من "هالة
            والملك". كل هذا بالإضافة إلى الحفلات الغنائية خارج لبنان وسوريا . كانا يعملان في المكتب والبيت ، يكتبان ، يلحنان ، يدربان ، ويخططان ليل نهار، كانت غزارة إبداعهما فريدة من نوعها، وغير مسبوقة على الإطلاق.
            كانا يعملان كل لوحده ، ومع بعضهما . أحدهما يكتب والثاني يلحن والعكس بالعكس ، حسب انشغالهما بالعمل . أو كان يكتب أحدهما والثاني يغير ما كتبه . امتزجت أعمالهما بعضها ببعض لدرجة أنهما كانا أحياناً ، لا يستطيعان تحديد من فعل ماذا على وجه التحديد . لم يقوما بفصل عمل أحدهما عن الآخر مطلقاً ، كانت الأعمال تصدر وتوقع باسم : "الأخوين رحباني ". عندما
            كان يحصل اختلاف في الرأي، كانا يلجأان إلى استشارة الأصدقاء ليبتّوا بالأمر. وكم من مرة تدخلت جدتهما لتحسم الأمر لصالح عاصي، صارخة في وجه منصور: "اسكت ولاه، أخوك أكبر منك، وهو دائماً على حق"... في عام ١٩٦٢ ، تأسست محطة تليفزيونية جديدة في لبنان ، وطلب من الرحابنة إعداد برنامجاً موسيقياً ليوم الافتتاح ، وبعد الإصرار على شروط إعداد البرنامج ليتناسب ومستوى أعمالهما ، قدما أول عرض تليفزيوني لهما "حكاية الإسوارة " والتي قوبلت بنجاح كبير. بعدها استمرت المحطة في طلب المزيد من البرامج ، لكن الأخوين رحباني كانا يعتذران عن تلبيتها ، لئلا يحترقا من كثرة الظهور على الشاشة الصغيرة ، فضلا أن تبقى الأعمال المسرحية التي يقصدها الناس إلى المسرح ، بدلاً من أن تذهب هي إلى بيوتهم بالسهولة التي تقتل الفن عادة . لكنهما لم يقطعا الصلة بالتليفزيون كلياً ، فمن فترة لأخرى ، كانا يقدمان برنامجاً تكون له أصداء كبيرة، وتكتب عنه الصحافة ، ويطلب الناس إعادة بثه مراراً ، من بين تلك البرامج : "دفاتر الليل " ، "ليالي السعد " ، "ضيعة الأغاني" ، "القدس في البال" وبرامج لعيد الميلاد، وأخرى لعيد الفصح، وكانت نجمتها جميعها: فيروز. بالإضافة إلى ذلك ، كتبا مسلسلين من بطولة "هدى "، أحدهما "قسمة ونصيب" والثاني "من يوم ليوم " الذي اشترته محطات تليفزيونية عربية كثيرة، واشتهر كأحد أجمل المسلسلات الغنائية التي جمعت بين التشويق البوليسي والعقدة الغريبة.
            بعد ذلك أوقف الرحابنة العمل للتليفزيون ، خاصة بعدما أدركا أن محطات التليفزيون لن تدفع بسخاء من أجل أعمالهما ، والتي حرصا كثيراً على بقائها في مستوى عالٍ من ناحية المضمون ، ومن الناحية التقنية ، لئلا يخيب أمل الجمهور الذي يأتي ليرى ما يتوقعه منهما.
            خطوتهما التالية نحو السينما كانت عندما جاء بالفكرة صديقهما "رجا الشوربجي " الذي أقنعهما بتحويل إحدى المسرحيات إلى فيلم سينمائي ، وبعد استشارة "كامل التلمساني " مستشار مكتبهما ، والمخرج المصري "يوسف شاهين " الذي صودف وجوده في
            لبنان في تلك الفترة ، قررا نقل مسرحية "بياع الخواتم " إلى الشاشة الفضية ، كما وافق "نادر الأتاسي " على إنتاج الفيلم . وكان عاصي ومنصور وفيروز وصبري الشريف شركاء في الإنتاج مقابل أتعابهما ، عندما وضعت الميزانية المبدئية للفيلم ، كانت ٢٢٠ ألف ليرة لبنانية ، إلا أنه كلّف في النهاية ٦٠٠ ألف ، مما شكل كارثة مالية لفريق الإنتاج ، إلا أنه لاقى نجاحاً عظيماً لدى الجمهور وفي الصحافة، مما شجع للبدء في كتابة سيناريو خاص للسينما.
            كان الفيلم الثاني : "سفر برلك " من إنتاج نفس فريق إنتاج الفيلم الأول ، أخرجه "هنري بركات "، هذه المرة لم تتخطّ ميزانية الفيلم الرقم المبدئي الموضوع ، إلا بنسبة قليلة ، وعرض لفترات طويلة في لبنان وبقية الدول العربية ، على الرغم من الاحتجاج الذي قدمته الحكومة التركية بحجة أن الفيلم يتكلم بالسوء عن تركيا.
            نجاح "سفر برلك " شجع الأخوين رحباني على المغامرة في فيلم ثالث هو "بنت الحارس " الذي كان موفقاً كسابقيه ، والذي أظهر الكثير من الجمال، كما نجح تقنياً بسبب الاستعانة بتقنيين أجانب، كما في الأفلام السابقة، وتم تحميض الفيلم في لندن.
            مع "بنت الحارس" أتم الرحابنة الدورة التي معها دخلا إلى التراث اللبناني من مختلف أبوابه : المسرح، الإذاعة، التليفزيون، والسينما. وانتشر هذا التراث الموسيقي والحواري بين الناس عبر تلك الوسائل، فراج وبقي في القلوب والنفوس.
            منذ أواخر الستينات، بدأت تصدر الدراسات النقدية والانطباعية والتأريخية لما بات يسمى فيما بعد : "مدرسة الأخوين رحباني". هذا التيار الذي اشتهر عند الناس ، امتد عصره الذهبي من منتصف الستينات إلى أواسط السبعينات ، والذي انكسر بسبب الحرب في لبنان.
            خمس عشرة سنة ، كان خلالها الرحابنة مسيطرين على الفن الموسيقي في المنطقة ، من خلالهما انتشرت اللهجة اللبنانية المحكية في العالم العربي ، انطلقا من مبدأ أن المسرح له لغته الخاصة "اللغة البيضاء" والتي تختلف عن اللغة المحكية. اختارا بعناية أجمل ما في المناطق اللبنانية ، ونسجا لغة مسرحية ذات مع الم تتمتع بجميع الخصائص اللبنانية ، وفي نفس الوقت مفهومة في كل العالم العربي . وفي الأغاني انتهجا نفس الخط ، كل هذا لم يأت صدفة ، فقد عمل الرحابنة عليه بكل وعي ومعرفة . كان عاصي ومنصور واعيين تماماً أين هما، وإلى أين يجب أن يصلا، كانت خطواتهما جميعها واعية ومقصودة.
            منذ البدايات المبكرة أدرك الرحبانيان التميز في صوت فيروز ، لذا أخذا جماله الطبيعي الخارق ، وتفردها وحضورها المذهل ، واشتغلا بخصائص في صوتها هي مختلفة عن أصوات الآخرين . صوت فيروز ليس صوتاً وحسب ، إنه ظاهرة متكاملة لا تتكرر ، فأنت تستمع مع صوت فيروز إلى كلام ولحن جميلين ، إلى أداء لديها تبلور مع الأيام ، وإلى لفظ صقل جيداً بمخارج الحروف . فيروز
            لم تبدأ وحدها، بدأت مع عاصي ومنصور وصبري الشريف، في ليالي التعب والصقل والتمارين.
            بدأ الأخوان رحباني بإيمان عميق بالخط الذي كانا يشتغلان فيه : الصوت المتفرد لفيروز ، كتابة الشعر المميز ، والألحان المغايرة ، بالإضافة إلى مبادئ ثابتة : لا لغناء الأشخاص ، بل الأوطان والشعوب ، سمع الناس صوت فيروز مع كل ما حمله في طياته ، وتأثروا به عميقاً ، فكان فاعلاً فيهم وموجهاً لهم . هكذا، بجمال صوتها الخارق ، والمواضيع التي حملها هذا الصوت ، صارت فيروز قضية وطنية عامة، تغني هموم الإنسان.
            مع استمرار النجاحات المتوالية ، وصل الرحبانيان إلى قمة فنية ، ندر أن وصل إليها فنانون آخرون في قلوب الناس ، والذخيرة الفنية التي أسسا لها عبر رحلتهما ، أذهلت الجميع بتنوعها وغناها . إلا أن تلك الرحلة بترت بشكل موجع ، ففي يوم من أيام أيلول/سبتمبر عام ١٩٧٢ وبعد تقديم مسرحية "ناطورة المفاتيح" في بعلبك ، وأثناء العمل على الحلقة الرابعة عشرة من مسلسل
            "من يوم ليوم ". في ذلك اليوم ، وفجأة ، بدأ عاصي يعاني من آلام مبرحة في رأسه ، وفقد القدرة على التركيز ، أسعف بسرعة إلى المشفى، وكان التشخيص: نزيف حاد في الدماغ . أعطوه في المشفى فرصة للنجا ة . عندما قرأ الناس الخبر في صحف اليوم التالي ، هرعوا إلى المشفى خائفين، قلقين، ضارعين أن ينجي عاصي.
            بعد مداولات سريعة بين الأطباء ، استدعي جراح أعصاب من فرنسا ، وأدخل عاصي غرفة العمليات ، ونجحت العملية على الأقل في إيقاف النزف . أنقذت حياة عاصي ، لكن وقتاً طويلاً مر حتى تمكن عاصي من إعادة تأهيل نفسه ليعود إلى حياته الطبيعية.
            "المحطة" كانت أول عمل قدم بعد شفاء عاصي ، حيث لحن فيها أغنية "ليالي الشمال الحزينة "، وكانت أول أغنية لحنها بعد مرضه. استمر بالتلحين بعد ذلك . طلب منصور من زياد أن يعملا سوية على أغنية تقدم كتحية من الثلاثة منصور ، زياد وفيروز) إلى عاصي . أخبره زياد أن لديه لحناً بدون كلمات ، سمع منصور اللحن وأعجب به، وكتب كلمات "سألوني الناس " له .
            في الليلة الأولى للمسرحية ، قوبل عاصي بعاصفة من التصفيق عندما دخل مسرح البيكاديللي ، بعد انتهاء المسرحية ، جمع عاصي منصور وزياد وفيروز ، معلقاً على أغنية "سألوني الناس " صارخاً فيهم بنبرة الشهم : "انتظرتم حتى أمرض لكي تستجدوا تصفيق الناس باسمي، أيها الانتهازيون؟". لكن محبته لهم، وللأغنية جعله لا يوقفها عن المسرحية.
            بعد ذلك ، عاد عاصي إلى عمله ، واستعاد جميع صلاحياته في المكتب ، لكنه كان إنساناً آخر ، كان يضحك بدون ضوابط ، يأكل ويشتم ويحزن ويغضب ويتكارم ويدفع ويسخو بدون ضوابط . لكنه استمر بالتلحين ، وكان غالباً ما يستدعي منصور ليقوم بكتابة
            النوط الموسيقية لأنه لم يعد يطيق صبراً على الكتابة . مثلاً أغنية "سكّرو الشوارع " هي في معظمها من تأليفه وتلحينه ، لكنه كان يقول لمنصور ماذا يريد وكيف بالضبط ، ليقوم منصور بكتابة ما يريد . كذلك هو الحال بالنسبة لمسرحية "بترا " كانت في معظمها من تأليفه.
            في نهاية السبعينات ، بدأت المشاكل في المسيرة الرحبانية ، وأفضت في النهاية إلى الانفصال التام بين فيروز وزوجها وأخيه ، عام ١٩٧٩ ، لتبدأ مسيرتها المستقلة.
            استمر الرحابنة، فقدما مسرحيتي "المؤامرة مستمرة" عام ١٩٨٠ ، و"الربيع السابع" عام ١٩٨٤ . لكن صحة عاصي بدأت بالتدهور سريعاً ، ودخل في حالة غيبوبة ، إلى أن جاء يوم الحادي والعشرين من حزيران /يونيو ، في صباح ذلك اليوم ، سلّم عاصي
            أنفاسه الأخيرة . وبهذا خلصت القصة المشتركة للأخوين رحباني ، لكن ليس الميراث الذي خلفاه ، والذي سوف يعيش طويلاً لأجيال وأجيال.

            Comment


            • #7
              رد: ياسمين الشام فيروز

              حكاية فيروز:

              ولدت فيروز باسم نهاد حداد ، كأول مولود لوديع حداد وليزا البستاني ، في الحادي والعشرين من تشرين الثاني /نوفمبر لعام ١٩٣٥ .
              كانت عائلة حداد تعيش في بيت متواضع مؤلف من غرفة واحدة في زقاق البلاط ، الحي القديم المجاور لبيروت ، حيث عاش الفقراء من جميع الطوائف، ولأجيال، حياة مشتركة وآمنة.
              بضعة عائلات أخرى كانت تعيش في تلك الدار وكانوا يتشاركون المطبخ والأدوات الأخرى. لقد كان ذلك زمن الهجرة إلى المدينة، ففجأة ، كان يمكن أن تأتي عائلة من أي مكان لتبدأ بالبحث عن أقرباء مقربين أو حتى مجرد معارف من نفس الضيعة ممن وصلوا قبلاً إلى المدينة الكبيرة. وديع ، الذي اشتغل كعامل مطبعة في مطبعة ( le Jour ) القريبة ،كان هادئاً ، حسن الأخلاق
              وسرعان ما اعتبره الجيران كواحد منهم.
              نهاد، التي ستصبح فيما بعد فيروز ، والتي تعتبر واحدة من أشهر المطربات في الوسط العربي والعالم أجمع ، وأسطورة زمانها ، كان لديها نزعة عفوية إلى الغناء منذ نعومة أظفارها . في ليالي الشتاء ، ومع جمعة الجيران ، كثيراً ما كانت تدهش الجميع برندحة أغنية ما. كانوا فقراء الحال ،كما تتذكر فيروز، لكنها تصر على أن حياتهم كانت سعيدة، دون تطلّب.
              لم يكن بمقدور العائلة الدفع للحصول على جهاز الراديو ، هذا الجهاز السحري الذي كانت تمتلكه قلّة محظوظة . لقد كان ذلك من ضروب الخيال، كان يعطي بيوت الفقراء شحنة من عزاء ومن شعور مبهم بالانتماء إلى ما كان ينبض بعيداً خلف حدود الوصول. اعتادت نهاد على الجلوس على حافة الشباك لتستمع إلى الأغاني التي فتنت بها من راديو أحد الجيران . بعض من هذه
              الأغاني التي طالما أحبت أن تغنيها في تلك الفترة المبكرة كانت أغاني ليلى مراد وأسمهان ، المطربتان المصريتان المشهورتان في ذلك الوقت.
              كانت تفعل ذلك أثناء الغسيل خلف البيت ، أو العجن لتحضير المرقوق (الخبز الريفي في لبنان (، أو أثناء مساعدة أمها في الصباح .
              في نفس الوقت ، كان عليها الاعتناء بأختيها هدى وأمال وأخيها جوزيف ، كونها الأكبر سناً . تعتبر المشاركة عنواناً للثقة . كان هذا ولا يزال مبدأً بين الفقراء . مرة بالأسبوع ، كانت إحدى الجارات تدعو أولاد حداد للاستحمام ، وتقوم بذلك بنفسها ، وقبل أن يخلد الأطفال للنوم، كان لا بد للفتاة، ابنة عائلة حداد، أن تغني لهم أغنية أو اثنتين لنوم طيب وهانئ.
              كانت نهاد معروفة بحبها الكبير للزهور . فقد كانت تمضي الكثير من وقتها بجمع الزهور البرية ، تنسقها في باقات لتزين البيت بها .
              كانت تحبها لدرجة أن أمها اعتادت على مضايقتها بفكرة أنها ستزوجها إلى بستاني. كانت فتاة خجولة ، تخجل من الآخرين حتى من الأصدقاء . في نفس الوقت كانت جدية ، ومسؤولة في تعاملها . المرات الوحيدة التي كانت تتغلب فيها على الخجل ، كانت في التجمعات، عندما يطلب منها أن تغني، إذ كانت معروفة بجمال صوتها منذ أيامها المبكرة.
              حبها للزهور لم يكن ينافسه سوى حبها لجدتها التي كانت تعيش في ضيعة الدبية . كانت تمضي نهاد معظم عطلاتها الصيفية في بيت جدتها، تساعدها في أعمال البيت نهاراً، وتستمع إلى حكاياتها في الليل.

              Comment


              • #8
                رد: ياسمين الشام فيروز

                وفّر الأب بعضاً من دخله الضئيل من أجل تعليم أولاده . لذلك حظيت نهاد بفرصة الالتحاق بالمدرسة ، وهناك استطاع صوتها أن يجذب الانتباه فوراً ، بوصفه يتمتع بنوعية فريدة ، حيث كان يمكنها تحويل الأناشيد العادية الوطنية إلى شيء مدهش بجماله .
                كانت تلميذة نجيبة ، مع أنها كانت تكره الحساب كثيراً ، لم تكن لتستوعب مفهوم جمع وطرح الأعداد ، ناهيك عن ضربها ، ويقال أنها لم تكن قادرة على حفظ جدول الضرب غيباً، حتى يومنا هذا.
                في حفلة المدرسة عام ١٩٤٦ ، سمعها أستاذ في المعهد الموسيقي اللبناني ، الذي صرح بأنه حقق اكتشافاً . هذا الرجل ، محمد فليفل )أحد الأخوين فليفل اللذين لحنا النشيد الوطني السوري (، كان يبحث عن مواهب جديدة في ذلك الوقت في مدارس الأولاد لغناء الأناشيد الوطنية في الإذاعة اللبنانية المؤسسة حديثاً . لكن والد نهاد ،الذي ينتمي إلى بيئة محافظة ، كان مستاءاً من فكرة أن
                ابنته ستغني للعامة . لذلك رفض منح موافقته لفليفل في البداية ، لكن هذا الأخير نجح في النهاية في إقناع السيد حداد بأن طمأنه أن نهاد سوف تشارك فقط في غناء الأغاني الوطنية وأنه ، أي فليفل ، سوف يتحمل نفقات تعليمها في المعهد الموسيقي . بعد الموافقة، طلب والد نهاد أن يرافقها أخوها جوزيف. كان يرأس المعهد الموسيقي في ذلك الوقت وديع صبرا، ملحن النشيد الوطني اللبناني، والذي بدوره رفض تقاضي أي مبلغ من نهاد ومن بقية الطلاب المشار إليهم من قبل فليفل . فليفل الذي اعتنى بصوتها عناية أبوية ، لإيمانه بذلك الصوت الذهبي المخبأ في حنايا حنجرة المغنية الصغيرة ، فقد أوعز إليها بعدم تناول الطعام المبهر ، الحمضيات ، أو أي شيء آخر يمكن أن يؤذي حبالها الصوتية .
                كما حذرها من غناء الطبقات العالية أو المقاطع التي تتطلب جهداً شديداً . بعد ذلك أكمل معروفه بأن ساعدها لأن تدخل المعهد الموسيقي الوطني . ربما كان أبرز ما ساهم به فليفل هو تعليم نهاد علم التجويد في القرآن الكريم ، الذي يعتبر الأسلوب الأكثر رفعةً في تلاوة الآيات في الموروث العربي.
                استمرت دراستها في المعهد الموسيقي مدة أربع سنوات . بعدئذ ، ساعدها فليفل في المثول أمام لجنة مؤلفة من : حليم الرومي ، خالد أبو النصر ، نقولا المني وآخرين ممن عينوا لفحص الأصوات لصالح الإذاعة اللبنانية . لقد كان يوماً مصيرياً في حياة نهاد ، وقفت هناك بنوع ثيابها الأبدي الذي طالما فرضته على نفسها )بلوزة وتنورة ( وبمصاحبة عود حليم الرومي ، غنت "يا ديرتي " لأسمهان .
                ذهل حليم الرومي بصوتها لدرجة أنه توقف عن العزف في منتصف الأغنية . استمرت نهاد فغنت مطلع "يا زهرة في خيالي " لفريد الأطرش، ثم ما لبثت أن أحيطت بأعضاء اللجنة الذين هنؤوها بحرارة وأظهروا تقديرهم لصوتها الفريد.
                الرومي، بشكل خاص ، كان شديد الإعجاب بصوتها حيث وجد أنه شرقي أصيل وبنفس الوقت مرن كفاية لأن يحمل النمط الغربي بشكل مثير للإعجاب . اختيرت كمغنية في جوقة الإذاعة في بيروت بعد الحصول على موافقة والديها ومدير الإذاعة اللبنانية السيد: فايز مكارم . في البداية عارض والدها فكرة ذهابها إلى الإذاعة . إذ تطلبت موافقته الكثير من الإقناع وبعض التدخل
                القاسي من قبل معارف مقربين، اشترط الأب أن ترافقها أمها أو أخوها جوزيف، أو ابن الجيران عند ذهابها إلى الإذاعة.

                Comment


                • #9
                  رد: ياسمين الشام فيروز

                  وفّر الأب بعضاً من دخله الضئيل من أجل تعليم أولاده . لذلك حظيت نهاد بفرصة الالتحاق بالمدرسة ، وهناك استطاع صوتها أن يجذب الانتباه فوراً ، بوصفه يتمتع بنوعية فريدة ، حيث كان يمكنها تحويل الأناشيد العادية الوطنية إلى شيء مدهش بجماله .
                  كانت تلميذة نجيبة ، مع أنها كانت تكره الحساب كثيراً ، لم تكن لتستوعب مفهوم جمع وطرح الأعداد ، ناهيك عن ضربها ، ويقال أنها لم تكن قادرة على حفظ جدول الضرب غيباً، حتى يومنا هذا.
                  في حفلة المدرسة عام ١٩٤٦ ، سمعها أستاذ في المعهد الموسيقي اللبناني ، الذي صرح بأنه حقق اكتشافاً . هذا الرجل ، محمد فليفل )أحد الأخوين فليفل اللذين لحنا النشيد الوطني السوري (، كان يبحث عن مواهب جديدة في ذلك الوقت في مدارس الأولاد لغناء الأناشيد الوطنية في الإذاعة اللبنانية المؤسسة حديثاً . لكن والد نهاد ،الذي ينتمي إلى بيئة محافظة ، كان مستاءاً من فكرة أن
                  ابنته ستغني للعامة . لذلك رفض منح موافقته لفليفل في البداية ، لكن هذا الأخير نجح في النهاية في إقناع السيد حداد بأن طمأنه أن نهاد سوف تشارك فقط في غناء الأغاني الوطنية وأنه ، أي فليفل ، سوف يتحمل نفقات تعليمها في المعهد الموسيقي . بعد الموافقة، طلب والد نهاد أن يرافقها أخوها جوزيف. كان يرأس المعهد الموسيقي في ذلك الوقت وديع صبرا، ملحن النشيد الوطني اللبناني، والذي بدوره رفض تقاضي أي مبلغ من نهاد ومن بقية الطلاب المشار إليهم من قبل فليفل . فليفل الذي اعتنى بصوتها عناية أبوية ، لإيمانه بذلك الصوت الذهبي المخبأ في حنايا حنجرة المغنية الصغيرة ، فقد أوعز إليها بعدم تناول الطعام المبهر ، الحمضيات ، أو أي شيء آخر يمكن أن يؤذي حبالها الصوتية .
                  كما حذرها من غناء الطبقات العالية أو المقاطع التي تتطلب جهداً شديداً . بعد ذلك أكمل معروفه بأن ساعدها لأن تدخل المعهد الموسيقي الوطني . ربما كان أبرز ما ساهم به فليفل هو تعليم نهاد علم التجويد في القرآن الكريم ، الذي يعتبر الأسلوب الأكثر رفعةً في تلاوة الآيات في الموروث العربي.
                  استمرت دراستها في المعهد الموسيقي مدة أربع سنوات . بعدئذ ، ساعدها فليفل في المثول أمام لجنة مؤلفة من : حليم الرومي ، خالد أبو النصر ، نقولا المني وآخرين ممن عينوا لفحص الأصوات لصالح الإذاعة اللبنانية . لقد كان يوماً مصيرياً في حياة نهاد ، وقفت هناك بنوع ثيابها الأبدي الذي طالما فرضته على نفسها )بلوزة وتنورة ( وبمصاحبة عود حليم الرومي ، غنت "يا ديرتي " لأسمهان .
                  ذهل حليم الرومي بصوتها لدرجة أنه توقف عن العزف في منتصف الأغنية . استمرت نهاد فغنت مطلع "يا زهرة في خيالي " لفريد الأطرش، ثم ما لبثت أن أحيطت بأعضاء اللجنة الذين هنؤوها بحرارة وأظهروا تقديرهم لصوتها الفريد.
                  الرومي، بشكل خاص ، كان شديد الإعجاب بصوتها حيث وجد أنه شرقي أصيل وبنفس الوقت مرن كفاية لأن يحمل النمط الغربي بشكل مثير للإعجاب . اختيرت كمغنية في جوقة الإذاعة في بيروت بعد الحصول على موافقة والديها ومدير الإذاعة اللبنانية السيد: فايز مكارم . في البداية عارض والدها فكرة ذهابها إلى الإذاعة . إذ تطلبت موافقته الكثير من الإقناع وبعض التدخل
                  القاسي من قبل معارف مقربين، اشترط الأب أن ترافقها أمها أو أخوها جوزيف، أو ابن الجيران عند ذهابها إلى الإذاعة.

                  Comment


                  • #10
                    رد: ياسمين الشام فيروز

                    أمنيتي كانت أن أغني في الإذاعة ، تتذكر فيروز. "أخبروني أنني سوف أتقاضى مبلغ ١٠٠ ليرة ( ٢١ دولار( في الشهر. كانت فرحتي لا توصف ، لكن في نهاية الشهر لم أكن محظوظة كفاية لأن أشبع عيني برؤية الورقة من فئة المئة ليرة ، بسبب خصم الضريبة
                    )كانت تقبض ٩٥ ليرة فقط بعد اقتطاع الضريبة (. استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تمكنت من الحصول على ورقة كاملة من فئة المئة ليرة ". راتبها الأول أنفق في شراء حاجيات لها ولأشقائها ، الذين أرادت أن تدللهم ولو قليلاً، وأن تعوض عليهم الحرمان المادي الذي عاشوه طوال حياتهم.
                    كانت هذه المرحلة هي فترة الممارسة والملاحظة بالنسبة لفيروز ، درست عن كثب أسلوب العطاء الغنائي عند كل مغنٍ في الجوقة، وكان غالباً ما يحدث أن يتم استبدال مغنية تأخرت أو فشلت في الأداء ، بفيروز . كانت تمتلك إحساساً فنياً عالياً وذاكرة حادة حيث أنها كانت تمتلك القدرة على حفظ أربع صفحات من الشعر عن ظهر قلب ، خلال ساعتين ، أو خمس صفحات
                    منوطة. مهمة نهاد في الجوقة دامت حوالي الشهرين، بعدها صارت تؤدي بشكل انفرادي.
                    أولى أغانيها الخاصة كانت من ألحان حليم الرومي وكلمات ميشيل عوض ، بعنوان : تركت قلبي وطاوعت حبك . عند التحضير لبث الأغنية على الهواء ، اقترح حليم الرومي أن تحمل نهاد أحد اسمين كان قد اختارهما لها : شهرزاد أو فيروز . في البداية لم تأخذ الأمر على محمل الجد ، لكن أخيراً عملت بنصيحته واختارت اسم : فيروز . بثت الأغنية في الأول من نيسان /أبريل لعام
                    ١٩٥٠ . الأغنية الثا نية: في جو سحر وجمال كانت باللهجة المصرية ، الثالثة : عاشق الورد غنتها مع حليم الرومي كثنائي . تلا ذلك أغنيتي: يا حمام و أحبك مهما أشوف منك، اللتين سوقتا تجارياً في العام ١٩٥٢ .
                    ثم تبع ذلك العديد من الأغاني القصيرة الخفيفة ذات الأهواء المختلفة ، خاصة تلك التي اختيرت من قبل حليم الرومي في محاولة منه لتجنب حصر فيروز في نمط غنائي واحد . في العام ١٩٥١ ، كانت قد غنت أغانٍ من ألحان الرومي ، مدحت عاصم ، نقولا المني، سليم الحلو ، محمد محسن، توفيق الباشا، خالد أبو النصر وآخرين.
                    كان حليم الرومي متحمساً جداً للموهبة التي اكتشفها لكنه كان كثير الانشغال لأن يعطيها ما تستحق ، لذلك اقترح أن يقدم فيروز لعاصي الرحباني ، الشرطي ، عازف الكمان في الإذاعة والملحن الطموح . رأيها المبدئي كان أنها لا تود التكلم مع عاصي ، إذ أنها لم تكن تتوقع الكثير من هذا اللقاء ، لكنه نجح في أن يغير رأيها . عاصي من جهته كان رأيه الأولي أن صوت فيروز مناسب لغناء الأغاني الشرقية فقط ، وليس مناسباً للأغاني العصرية ، والتي كان مهتماً بها . احتج الرومي بقوله أن صوت فيروز غير محدود الإمكانيات ، فهو قادر على أداء الأغاني الحديثة كما الأغاني الفلكلورية ، وهذا ما سوف تثبته الأيام المقبلة ، وسيشهد المستقبل على أنه أكثر صوت في العالم قادر على غناء الموسيقى العصرية. ولقد تحققت نبوءته.
                    كانت أول أغنية غنتها لعاصي ، لما ولمياء، ثنائية غنائية بالاشتراك مع مغنية تدعى حنان . أما أول أغنية خاصة لحنها عاصي لفيروز فكانت غروب من شعر قبلان مكرزل، تلتها ماروشكا ، ثم جاءت أغنية سوف تشكل علامة فارقة في تاريخهما الفني ، والتي تعتبر فاتحة الاحتراف، هذه الأغنية هي عتاب، أغنية حزينة تقول في مطلعها:
                    حاجي تعاتبني، يئست من العتاب
                    ومن كتر ما حمّلتني، هالجسم داب
                    حاجي تعاتبني، وإذا بدك تروح ..
                    روح، روح، روح وأنا قلبي تعود عالعذاب
                    بين ليلة وضحاها ، صنعت عتاب من فيروز مطربة كبيرة في العالم العربي . ومن أسباب نجاح هذه الأغنية كانت تجهيزات إذاعة دمشق المتميزة حيث سجلت الأغنية هناك في ١٢ تشرين الثاني /نوفمبر ١٩٥٢ . ثم في وقت لاحق طبعت على اسطوانة في باريس، أغنيتهما الرابعة كانت راجعة . ثم عدة أغان أخرى مثل بلمح ظلال الحب في عيونه ، و قوي حبك. ثم تبع تلك المرحلة
                    المبكرة، انضمام منصور الرحباني، الشقيق الأصغر لعاصي، إليهما ليشكلوا الثلاثي الرحباني، والذي استمر ليصنع تاريخاً.

                    Comment


                    • #11
                      رد: ياسمين الشام فيروز

                      في البداية ، انصبت جهودهما بشكل رئيسي في صياغة الألحان الخفيفة الراقصة . في ذلك الوقت ، كانت بيروت تستقطب الفرق الفنية الكبيرة القادمة من وراء البحار لتعزف التانغو والرومبا لشريحة واسعة ذات الأهواء الغربية في العاصمة اللبنانية . إحدى هذه الفرق كانت فرقة إدواردو بيانكو الأرجنتينية . أثناء التسجيل في استوديوهات إذاعة الشرق الأدنى ، اقترح صبري الشريف
                      الذي كان يدير القسم الموسيقي فيها ، أن يتم تنفيذ تجربة غير مسبوقة في الموسيقى الشرقية حتى ذلك الوقت . وهي أن تغني فيروز مع أوركسترا بيانكو ألحاناً وضعت بالأصل لرقصات ، مثل " la compersita " وتانغو " la boheme " . كان ذلك في الأول من تشرين الأول /أكتوبر ١٩٥١ ، يوم ذو أهمية خاصة في حياة فيروز والأخوين رحباني ، عاصي ومنصور اللذين آمنوا بأنها كانت البداية الحقيقية للأغنية الراقصة في الموسيقى العربية ، والتي لم تكن مسبوقة من قبل باستثناء أغاني الملحن المصري مدحت عاصم.
                      في ذلك الوقت، كانت برامج الإذاعة تبث على الهواء مباشرة ، دون أن تسجل . بانتظار أن يأتي دورهما ، فيروز وعاصي ، ملحنها ومرافقها الدائم ، اعتادا على الجلوس تحت شجرة قرب بركة ماء في الفناء الخلفي للاستوديو والدردشة لتمضية الوقت وأحياناً أخرى كانت فيروز تطلق العنان لأحلامها . لم تكن تتوقع مستقبلاً باهراً لنفسها كمطربة . بالأحرى كان حلمها الحقيقي أن تصبح
                      معلمة. كثيراً ما صرحت في مناسبات عديدة بأنها لن تتزوج في حياتها أبداً . فيروز التي نشأت ضمن عائلة تقية ، أقرب إلى الزهد في أخلاقها واحتمالها ، كانت مثالية بالمقارنة مع الفتيات اللبنانيات من عمرها . الكثير ممن عرفوها أخبروا كيف كانت أثناء الاستراحات غالباً ما تصلي راكعة في مكان ما في جوار الاستوديو.
                      مرة، أخبرت فيروز عاصي وبشكل عابر ، أنها لم تستسغ الطريقة التي اهتم فبها بإحدى الفتيات في المحطة . هذه الملاحظة البريئة لم تذهب سدى . بينما كانت لا تزال تحتفظ بذلك الرفض العنيد لفكرة الزواج . ولكن في ذلك الربيع من العام ١٩٥٤ ، وبينما كانا يتمرنان سوية على حافة نفس البركة ، تحت نفس الشجرة، كرر عاصي عرضاً كان قد عرضه سابقاً للزواج ، هذه المرة ردت
                      فيروز بالإيجاب.
                      تزوجا في كانون الثاني /يناير من العام ١٩٥٥ . تجمعت في العرس حشود كبيرة من البيروتيين في مساء ذلك الأحد لمشاهدة هذه الاحتفالية. بالنسبة للبنانيين ، يعتبر فندق مسابكي في شتورة المحاط بشجيرات الصبار ، مكان الأحلام الذي يغفو في قلب جبال لبنان. في ذلك المكان، ذهب العريس والعروس لقضاء شهر العسل. مع أغانٍ مثل عتاب ، بدأت فيروز والأخوين رحباني مرحلة الشهرة في كثير من البلدان حول العالم العربي وكانوا كثيراً ما يدعون إلى إذاعة دمشق لتقديم أعمالهم . محطة إذاعية أخرى ، هي صوت العرب من القاهرة ، أوفدت المعتمد الرئيسي لديها : أحمد سعيد ،
                      ليعقد اتفاقاً مع الثلاثي. في العام ١٩٥٥ ذهب الأخوان رحباني وفيروز إلى القاهرة، وهناك كتبوا أهم عمل موسيقي على الإطلاق في ذلك الوقت : راجعون . كما غنت فيروز العديد من الأغاني الأخرى ، منها ثنائيات بالاشتراك مع المطرب المصري كارم محمود.
                      عادت فيروز والرحابنة إلى بيروت بعد ستة أشهر ، وفي أول يوم من سنة ١٩٥٦ أنجبت فيروز بكرها زياد . في صيف عام ١٩٥٧ ، كان لها أول لقاء حي مع الجمهور ، واقفة على قاعدة أحد الأعمدة الستة التي تشكل معبد جوبيتير في بعلبك . كان هذا الحشد الجماهيري الأكبر على الإطلاق الذي تجمع في المعبد الروماني ، تحت قمر بهيئة هلال . أغرق المخرج فيروز بضوء أزرق من
                      إتجاهات مختلفة حتى بدت وكأنها تحلق في الفضاء . وحين بدأت بالشدو بصوت واثق سكون : لبنان يا أخضر حلو ، كانت تلك لحظة سحرية حقاً ووقع الناس مفتونين . بدءاً من ذلك الوقت فصاعداً فيروز سوف تغني وتمثل ، مرة واحدة في السنة على الأقل في بعلبك ، بمسرحيات غنائية ضخمة مثل البعلبكية ، مسرحية تهجر فيها الآلهة مدينة بعلبك بعد أن تهدمت ، وتطلب من صبية
                      ذات صوت شجي أن ترافقها ولكن الصبية تفضل البقاء بين البشر حتى تعيد لبعلبك مجدها القديم ، جسر القمر حيث تصنع صبية مسحورة طيبة السلام بين أفرقاء يكرهون بعضهم ، وأيام فخر الدين قصة الأمير فخر الدين الذي ناضل ليعيد إعمار وطنه في القرن السابع عشر، والذي حارب بشرف من أجل تحريره. من هنا بدأت فيروز طريقها للشهرة والمجد.
                      في حين أن موهبة فيروز في البداية وجدت تعبيراً من خلال أشعار و موسيقى الأخوين اللبنانيين ، عاصي ومنصور رحباني فقط ، إلا أن معظم الشعراء العرب المبدعين هرعوا الآن ليكتبوا أشعاراً لصوتها عله يترجمها . قائمة الشعراء الذين كتبوا لها قصيدة أو أكثر بما مجموعه أكثر من ٨٠٠ أغنية تضم : عمر أبو ريشة ، قبلان مكرزل، نزار قباني، ميشيل طراد ، سعيد عقل ، بدوي الجبل ، الأخطل ا لصغير، أبو سلمى ، أسعد سابا ، جوزيف حرب ، طلال حيدر وشعراء آخرين معاصرين . غنت أيضاً أعمالاً لجبران خليل جبران ، ميخائيل نعيمة ، الياس أبو شبكة ، هارون ه . رشيد ، وبولس سلامة ، كما هو الحال بالنسبة لشعراء عرب من العصور القديمة مثل : ابن دريق البغدادي وابن جبير ، كما اتسعت قائمة من لحنوا لفيروز لتضم : حليم الرومي ، توفيق الباشا ، خالد أبو النصر ، جورج ضاهر ، نجيب حنكش ، فليمون وهبة، محمد عبد الوهاب ،محمد محسن، الياس الرحباني، زكي ناصيف، وابنها زياد .
                      لعل أبرز من لحن لفيروز من غير الأخوين رحباني في تلك الفترة ، هو فليمون وهبة . تميزت ألحان فليمون بروحها الشرقية الواضحة بخلاف ألحان الرحابنة التي كانت تنزع نحو التجديد والتطوير الموسيقي . فليمون صاحب الشخصية المرحة والخفيفة الظل ، كان صديقاً حميماً لفيروز ، أحبت شخصيته وألحانه على حد سواء، كان كثيراً ما يفاجئها على المسرح بأن يرتجل ويخرج عن النص مما يضطرها إلى كبت ضحكها لتفجره وراء الكواليس . كان فليمون موهوباً بالفطرة ، عند التحضير لأي عمل مسرحي أو غنائي مقبل، كان الرحبانيان يعرضان عليه جميع الكلمات المقترحة لكي يختار ، فيختار الأجمل دوماً . ألحان فليمون أبرزت فيروز كمطربة شرقية بامتياز.

                      Comment


                      • #12
                        رد: ياسمين الشام فيروز

                        كانت فيروز أيضاً نجمة ثلاثة أفلام سينمائية أنتجت في الستينات : بياع الخواتم من إخراج يوسف شاهين ، وسفر برلك وبنت الحارس، من إخراج هنري بركات . مع ذلك ، حياتها الاجتماعية كانت ولا تزال محافظة جداً . تكره فيروز فكرة الذهاب إلى الحفلات والنشاطات الاجتماعية الأخرى ، وهي تفضل عليها البقاء في المنزل مع أولادها . كان لفيروز تأثيراً على بيروت عندما
                        كانت تعيش تجربة التأثير المتنامي للعصرنة . كان هذا التأثير واسعاً على البلاد إذ تمكنت من نقل صورة الثقافة اللبنانية إلى العالم الغربي.
                        أغاني فيروز ، والتي غنت الكثير منها في المسرحيات الغنائية الفولكلورية ، كانت منسجمة مع الاتجاهات السياسية والاجتماعية والسكانية في لبنان ، خاصة تلك التي صيغت قبل الحرب الأهلية . وغالباً ما عبرت أغانيها عن المشاعر العربية المشتركة على نحو واسع، واستخدمت نصوصاً عربية كلاسيكية لشعراء معروفين مثل: جبران خليل جبران. بعض الأغاني ارتكزت بالشكل
                        الصوتي على الموشح التقليدي ، وأخرى عادت وقدمت أعمالاً قديمة من بدايات القرن العشرين بشكل حديث كأعمال الشيخ سيد درويش وغيرها.
                        أغاني فيروز المبكرة ، أبرزت طابعاً صوتياً متميزاً لديها ، والأشعارعبرت عن حب رومانسي وحنين لحيا ة الضيعة . تعشقت مع مزيج موسيقي رقيق ، حيث تظهر آلات موسيقية عربية معينة بشكل بارز ، ولكن تندمج بلطف مع آلات غربيه أيضاً ومع إيقاعات غربية شعبية راقصة . أحياناً كانت تغني ألحاناً عربية فلكلورية معاد توزيعها . مع بداية الستينات ، أصبحت فيروز واحدة من
                        المعالم الرئيسية لمهرجانات بعلبك السنوية ، وشهرتها لم تعد تقتصر على لبنان ، بل تعدته إلى العالم العربي . إن بذار ألوف الأغاني ، العديد من المسرحيات الغنائية ، و بضعة أفلام ، انتشرت لتنزرع في قلوب جمهورها ولتشمل أيضاً العرب المقيمين في أوروبا والأمريكيتين.
                        منذ ظهورها الأول على المسرح أمام الجمهور في العام ١٩٥٧ ، سافرت فيروز إلى عدة أماكن ، كأنها طفلة صغيرة ، حيث لم تكن تعرف عنها على ما يبدو إلا من خلال قصص الأجداد . غنت على مدرج فيلادلفيا الأثري في عمان ، أيضاً في دمشق ، بغداد ، الرباط، الجزائر ، القاهرة ، تونس ، كما سافرت إلى ما وراء البحار ، حيث التقت بالمهاجرين العرب في ريو دي جانيرو ، بيونس آيريس، نيويورك ، سان فرانسيسكو ، مونتريال ، لندن ، باريس ، ومدن أخرى عديدة حول العالم . في هذه الرحلات قدمت لفيروز علامات تقليدية من الترحيب ، مثل المفاتيح الرمزية للكثير من المدن ، ربما كان الأقرب إلى قلبها يبقى المفتاح المصنوع من خشب الزيتون لمدينة القدس . على الرغم من أن فيروز لم تغني للقدس خلال زيارتها للمدينة المقدسة سنة ١٩٦١ ، إلا أن القدس كان لها الشرف الكبير في العديد من أغانيها منذ حجها هناك.
                        علاقة فيروز والرحابنة بدمشق جديرة بذكر خاص هنا . دمشق احتضنت الفن الرحباني منذ بداياته . في الوقت الذي حورب في لبنان نفسه ، كانت انطلاقة فنهم الحقيقية من دمشق . لم تغني فيروز على مسرح في العالم مثلما غنت على مسرح معرض دمشق الدولي. جميع مسرحياتها قدمت عليه ، عدا عن الحفلات الغنائية المستقلة ، أواخر كل صيف ، كانت دمشق وبردى وقاسيون على موعد متجدد مع الحب والفن . أما من ناحية فيروز والرحابنة فقد بادلوا دمشق هذا الحب العظيم بأن كتبوا ولحنوا عشرات الأغاني للشام ، اعترافاً منهم بفضل الشام عليهم ، وليس أدل على ذلك إلا قول فيروز : أنا صوتي منك يا بردى، هذه الجملة التي ما زال السوريون يرددونها بشوق غامر إلى تلك الأيام المجيدة من عمر الفن الخالد.
                        لفيروز صديق عمر ورفيق درب هو نصري شمس الدين ، صاحب الصوت الجبلي الحنون. كان نصري مرافقاً لها في جميع المسرحيات والحفلات ، إذ لعب دور الأب أو الجد أو ابن الضيعة أو الملك . كان فخوراً بصداقته مع فيروز ومحباً لها لدرجة
                        نكران الذات . لفيروز معه أغان ثنائية ومحاورات زجلية جميلة ، شكلا ثنائياً منسجماً إن من الناحية الفنية أو من ناحية الصداقة العميقة التي ربطت بينهما. حزنت فيروز كثيراً بوفاة نصري، ورثته بكلمات مؤثرة جداً.

                        Comment


                        • #13
                          رد: ياسمين الشام فيروز

                          إن التعاون بين فيروز والأخوين رحباني لمدة عقدين ونصف من الزمن أثمر عن ثروة إبداعية لم يسبق لها مثيل في العالم العربي .
                          غنت أكثر من ٨٠٠ أغنية ، مثلت في أكثر من ٢٠ مسرحية غنائية، ثلاثة أفلام وبضعة اسكتشات موسيقية، ناهيك عن الحفلات غير المعدودة ، الجولات ، والظهور المتعدد على امتداد الوطن العربي والعالم . كتبوا وغنوا لمواضيع عديدة متنوعة ، خاطبوا قلب وعقل كل إنسان عربي . غنت فيروز البلدان ، المدن والشعوب. لم تغني قط لأي رمز سياسي. غنت للحب، للفرح والحزن، للأمل
                          والتفاؤل، غنت للشعب الفلسطيني ولقضيته ، غنت للأمهات في الأرض ، للسماء والنجوم والقمر ، للأطفال ، للأب والأم ، للأخ والأخت، للبنت والابن ، غنت قلبها لوطنها الحبيب لبنان ، وحملته معها إلى كل العالم ، وأكثر من ذلك صلت واعترفت بإيمانها . الله والصلوات تخيم على أغانيها لأنها مؤمنة ومخلصة . الرحبانيون وفيروز أبدوا إهتماماً بمواضيع عديدة حتى يصعب إيجاد موضوع معين لم يحظ بالذكر في أعمالهم وأغانيهم. لقد خاطبوا شعباً من كل الأعمار والطوائف والجنسيات.
                          خلال الحرب الأهلية اللبنانية ، قررت فيروز البقاء في بيروت على الرغم من أنها كانت تملك المقدرة المادية لتعيش في الخارج . لم تغادرها حتى بعد إصابة بيتها بصاروخ. لم تغني فيروز داخل لبنان خلال معظم سنين الحرب لأنها لم تكن تريد التحيز لأي فئة.
                          مرت علاقة فيروز بعاصي بمراحل مختلفة . عندما تعرض عاصي لأزمة صحية أصابت أحد شرايين دماغه ، اضطر معها لأن يغيب عن التحضيرات لمسرحية )المحطة) عام ١٩٧٣ ، غنت له فيروز سألوني الناس ، التي تشتاق فيها إليه وتعبر عن أنه يعز عليها الغناء في غيابه خاصة وأنه الغياب الأول . كانت هذه الأغنية أول ما لحنه لها زياد ابنها . لكن علاقة فيروز بعاصي ومنصور تدهورت في أواخر السبعينات وعقد عملهم انكسر إذ جاءت مرحلة الخلافات الحادة بين عاصي وفيروز والتي أدت في نهاية المطاف إلى الانفصال . بعد تدهور عائد بحالته الصحية ، توفي عاصي في ٢١ حزيران /يونيو ١٩٨٦ وكانت فيروز وقتها تحيي حفلات ناجحة في لندن ، بمرافقة زياد ، وترتل في كنيسة ويست منيستر . شكل رحيل عاصي كارثة في مسيرة الفن العربي وفي حياة فيروز الشخصية . هذه المرأة العظيمة بصمتها والكبيرة بحزنها ، فجعت أيضاً بوفاة ابنتها ليال بعد وقت قصير من وفاة عاصي.
                          طوت وفاة عاصي تاريخاً من الإبداع المشترك لتفتح صفحات جديدة منه مع زياد الابن . فبعد عام واحد على رحيل عاصي ، أصدرت فيروز اسطوانة معرفتي فيك التي جاءت لتستوعب الماضي الفيروزي العريق ، ولتضيف عليه إبداعاً أكثر جرأة وأكثر انطلاقاً نحو التطوير . وفي العام ١٩٩٥ قدمت فيروز وزياد أسطوانة إلى عاصي كهدية إلى روحه ، استعادت فيها فيروز غناء
                          مجموعة من الروائع الرحبانية بتوزيع وإشراف موسيقي لزياد ، مع أوركسترا ضخمة كما كان يحلم عاصي أن تنفذ موسيقاهم ،
                          عبرت فيها فيروز عن حبها الكبير له، وتقديرها لفنه العظيم، فكانت أجمل هدية لراحة نفسه.
                          استمرت فيروز في غناء الأغاني الرحبانية جنباً إلى جنب مع الأغاني الخلاقة والمتأثرة بشكل أساسي بموسيقى الجاز لابنها زياد .
                          كما غنت أغان كان قد خبأها لها فليمون تحت وسادتها قبل رحيله . عملت أيضاً مع زكي ناصيف ، ومؤخراً مع محمد محسن ، بعد عقود طويلة من أول تعاون بينهما.
                          بعد انتهاء الحرب الأهلية ، أقامت فيروز حفلة في بيروت في العام ١٩٩٤ ، ثم عادت إلى بعلبك عام ١٩٩٨ حيث حققت حفلاتها نجاحاً مجروحاً ، استمرت بإطلاق أغان جديدة وإحياء الحفلات حول العالم.
                          أغاني فيروز تدين بالكثير للعبقرية الموسيقية والشعرية للأخوين رحباني . في السنوات الأخيرة عكست أيضاً موهبة التأليف لدى زياد الرحباني . بالإضافة إلى ذلك ، عززت القاعدة الموسيقية الرحبة لفيروز التي تجمع ما بين الأداء الطقسي الكنسي و الغناء العربي التقليدي.
                          من أكثر أعمالها الجديرة بالذكر مؤخراً ، حفلتي بيت الدين عامي ٢٠٠٠ و ٢٠٠١ اللتان أقامتهما بالتعاون مع ابنها زياد . هاتان الحفلتان بشرتا بولادة عصر جديد في حياة وأعمال فيروز وأوضحتا اختيارها وتفضيلها التركيبة الزيادية . ألبومها الأخير ولا كيف ،أيضاً بالتعاون مع زياد، وضع الختم الأخير على حصرية زياد في أية أعمال مقبلة.

                          Comment


                          • #14
                            رد: ياسمين الشام فيروز

                            ما تحب فيروز، وما تكره:

                            ما تحب:

                            أغاني:

                            • في بداياتها المبكرة عندما دعيت فيروز للإمتحان لكي تكون فتاة كورال في الإذاعة اللبنانية ، اختارت أن تغني الأغاني التالية :
                            ١. يا ديرتي لأسمهان
                            ٢. يا زهرة في خيالي لفريد الأطرش
                            كانت أيضاً معجبة ب "ليلى مراد" كما ذكر في مصادر عديدة.

                            • في مقابلة نادرة تعود لبرنامج "البث المباشر " في الإذاعة اللبنانية ، سئلت فيروز عن الأغاني التي تفضلها من أعمال :
                            عاصي، منصور، زياد، فليمون وهبة، نصري شمس الدين، وديع الصافي، ومحمد عبد الوهاب.
                            وكانت إجاباتها كالتالي :
                            - عاصي: طريق النحل
                            - منصور: لملمت ذكرى لقاء الأمس .
                            - زياد: سألوني الناس
                            - وديع الصافي: أنا وهالبير
                            - محمد عبد الوهاب: سهار بعد سهار
                            - فليمون وهبة: قصيدة ضاحكة .
                            - نصري شمس الدين: وينك، خلي صوتك يطمنني )من أيام فخرالدين)

                            • في مقابلة أخرى مع جان ألكسان جرت في دمشق عام ١٩٧٦ ، سئلت مرة أخرى عن بعضٍ من أغانيها المفضلة .
                            ذكرت ما يلي:
                            - محمد عبد الوهاب: النهر الخالد
                            - أم كلثوم: إنت عمري

                            Comment


                            • #15
                              رد: ياسمين الشام فيروز

                              أشخاص:
                              (النصوص التالية مقتبسة من نفس المقابلة المذكورة أعلاه، ما عدا المشار إليه بعكس ذلك)
                              • عاصي الرحباني : "عاصي ومنصور يتشابهان كما تتشابه نقطتا المطر . هما عبقريان في الشعر والموسيقا . فعاصي ، في الفن، لا يتنازل عن أن يكون ديكتاتوراً . ديكتاتور على نفسه قبل أن يكون ديكتاتوراً على غيره . هناك نعمة في ديكتاتوريته الفنية هي "الشك". الشك الذي يسهم كثيراً في عملية خلق الجمال الفني . ومن هنا نقول ، أن عاصي يحب "الصعب " الذي يخلق الجديد والبساطة ، وراحته في الفن عظيمة لأن عذابه عظيم . هناك أشخاص يقتربون إلى النهر ، لكن عاصي أقرب إلى النبع نفسه.

                              • منصور : " قديماً كانوا يقولون "وجها الدينار ". منصور هو الوجه الثاني للدينار الرحباني . أجمل شعر غنيته ألفه منصور ألذي أقول عنه أنه سعادة هاربة إلى الطفولة ، وكلما ركض ، طالت الطريق الطريق . من هنا ، همه الكبير يعطي شعراً مثلما يعطي موسيقى.
                              • زياد : "عبقرية فنية تأخذ ملامحها من رأيه في الحياة والإنسان والأرض والوطن والشعب . زياد مثل آلة التصوير ، تلتقط الصور التي لا يستطيع الآخرون رؤيتها والتقاطها ، هذه الصور الموجودة في "الظلام" أو التي وضعوها في "الظلام"، وعنده قدرة على مراقبة الأشياء بدقة غريبة ، مثلما عنده تأمل طويل لعلاقة عناصر الكون بعضها ببعض . كل شيء في الحياة له وجهه الساخر
                              وقوة زياد تكمن في قدرته على التقاط وتصوير هذا الوجه الساخر، لأنه عميق جداً بمعرفة الجانب المأساوي لهذا الشيء …"
                              من مقابلة أخرى جرت في باريس ١٩٨٨ :"زياد هو فنان المستقبل. هو ابني ودرعي الواقي".
                              وفي مقابلة ثانية نشرت في "المجلة" عام ١٩٨٨ :"عندما أغني من ألحان زياد ، فأنا أغني لفنان كبير . وإذا كان للأغنية العربية من مستقبل، فمع زياد الرحباني . زياد كبير ليس لأنه ولدي ، صحيح أنه نشأ في بيت عاصي وفيروز وأن ذاك رعاه فنياً .لكن من يستطيع أن يهب عبقرية لأحد ؟"
                              • أم كلثوم : "سيدة الغناء العربي".
                              • صباح : " شخصية فنية محترمة، وصوت جميل "
                              • محمد عبد الوهاب : "الفنان الأكثر احتراماً للعلم، والأكثر عملاً من أجل الأغنية "
                              • وديع الصافي : "منجم ذهب" ، وفي مقابلة أخرى مع جان ألكسان عام ١٩٧٦ ، قالت : "هيدا نسر الجبل "
                              •نصري شمس الدين : "صوت مميز، ورفيق وفي جداً "
                              • فليمون وهبة : "شيخ الأغنية الشعبية"
                              • هالي )ابنها المقعد ): "نور العين وحبيبي" (من مقابلة نشرت في الشبكة عام ١٩٩٠ )
                              • هدى )أختها): "هي فنانة مرهفة … وإنسانة طيبة … ومطربة مجتهدة ولها حضور جميل على المسرح وعلى الشاشة ، كما أنها تتمتع بصوت دافئ . )من مقابلة مع جان ألكسان عام ١٩٧٦ (.
                              • جدتها: كانت تمضي عطلاتها المدرسية في مكانها المفضل ، بيت جدتها ، تساعدها في أعمال البيت في النهار ، وتستمع إلى حكاياتها في الليل، على ضوء القنديل .)فيروز، المطربة والمشوار لرياض جركس(.

                              Comment


                              • #16
                                رد: ياسمين الشام فيروز

                                موضوع روعة
                                وتسجيل متابعة
                                يـــــــــــســـوع مـــــــعـــــــي فـــــــمـــــــن عــــــــــــــلـــــــي ...,,
                                تـــــــحـــــــيـــــــاتـــــــي
                                داريــــن لــحــــدو
                                ♰ ܕܐܪܝܢ ܠܚܕܘ ♰



                                Comment


                                • #17
                                  رد: ياسمين الشام فيروز

                                  أماكن:

                                  • لبنان : "حبي العظيم وهمي الأكبر".
                                  من مقابلة عام ١٩٩٤ جرت قبل حفلتها في لندن: " لبنان من أهم همومي وإهتماماتي، إنه وطني وقدري ومصيري ".
                                  • بعلبك: "سنين العز اللي عشناها والجمال كان السنين اللي عملنا فيها بعلبك . كان لبنان بأهم المرحلة الجمالية والحياتية. وبعلبك هو أساساً مكان تاريخي مهم … الغنية فوق بيتغير إحساسها ببعلبك … والوجود ببعلبك مهم كثير، بيضيف عالفن . بيعطي، بيوحي وبيضيف عالإنسان ، بيحس حالو بمكان فيه ناس كثير ، فيه جمال كثير مرق قبلو... هيدا بيغني كثير الوجود والفن...".) من مقابلة مع فريديريك ميتران ) 0

                                  أشياء:

                                  • دمى وحيوانات محشية : كما لاحظت صديقة لها )نشرت في الحوادث عام ١٩٨٨ (التي وجدت سرير فيروز محتلاً من قبل مجموعة من الألعاب بشكل حيوانات )زرافة، قطة، فأرة، فيل، ميكي ماوس، ومهرج ) .
                                  • الأزهار: من "فيروز المطربة والمشوار" لرياض جركس.
                                  في نفس المقابلة مع جان ألكسان في عام ١٩٧٦ ، قالت فيروز أن الأزهار المفضلة عندها هي: الياسمين، الغاردينيا، والتوليب .

                                  تكره:

                                  أغاني:
                                  •" قمرة يا قمرة" كما ذكر زياد. والسبب لذلك مما قاله زياد، أن ظروف تسجيل هذه الأغنية كانت ظروف عصيبة .
                                  •"مش كاين هيك تكون " ويبرهن عن ذلك ، رفضها لغنائها في حفلة جماهيرية بسبب الصدى السلبي والانتقادات التي رافقت صدور هذه الأغنية.

                                  أشياء:

                                  • الهاتف: "مشكله كبيره التلفون ... ناس كثير فاضيه وما عندها شي غير اللعب . كسرتو مرتين وما حدا غيرلي النمره .)من مقابلة نشرت في الشبكة عام ١٩٩٠ (
                                  • مقابلات صحفية : "نادراً ما أدلي بحديث للصحافة ، لأنك لا تثق بمن يجري معك الحديث . لا تعرف من هو ولا كيف يحرف حديثك " )من مقابلة بعد حفلة البحرين عام ١٩٨٧ (
                                  • صورتها المضخمة : ".. أتوق لكسر هذا الجلال البطريركي الذي يربكني ويخيفني ، هذه الشخصية التي وجدت نفسي مطوقة بها ، وهذا الرمز الذي صرته ، جعل الناس يرفضون موتي في نهاية مسرحية "جبال الصوان ". أصبحت سجينة هذه الشخصية، مثلي مثل لاعب السيرك الذي يمشي على حبل مشدود، محاولاً إن لا يسقط أرضاً…"
                                  • الحساب: لا تزال غير حافظة لجدول الضرب عن ظهر قلب )فيروز، المطربة والمشوار لرياض جركس(. اعترفت فيروز بكرهها الشديد للرياضيات في مطبوعة عن حياتها، أنجزتها نازك باسيلا عام ١٩٧٣ في مجلة "الأسبوع العربي". يمكنكم الاستماع إلى توبيخها لمعلم المدرسة في مسرحية "المحطة" بسبب تعقيده للأمور، "ضليتك تدرس حساب، وتدرّس حساب، تا صرت معركج متل جدول الضرب!"
                                  لا تزعج نفسك بالبحث عن أسماء أشخاص تحت هذا العنوان، ففيروز لا تتكلم بالسوء عن أحد.

                                  Comment


                                  • #18
                                    رد: ياسمين الشام فيروز

                                    فيروز و الملحنين
                                    Attached Files

                                    Comment


                                    • #19
                                      رد: ياسمين الشام فيروز

                                      الصلاة في أغاني فيروز:
                                      الصلاة :
                                      يقول الكثيرون : " عندما نسمع فيروز تغني نحس بمناخ قدسي يحيط بنا . شعر بجو صلاة يكتنفنا ويخترق ضلوعنا ، يلفّنا بقوة وعنف ويحملنا على الصلاة. ذلك لأن الأغنية الفيروزية هي، بحد ذاتها، صلاة.
                                      فيروز مؤمنة وتعيش في محيط مؤمن ، بين الكنائس والمعابد. تعيش في وطن، فسر البعض اسمه ب "قلب الله". وهذا الجبل الملهم ، لبنان- الصلاة، لبنان- الهيكل، قد غنته فيروز في كثير من أغانيها.
                                      ولا بد لفيروز أن تتشبع نفسيتها من هذه الروح ، وهذا الجو الروحاني . ولا بد لهذه الروح من أن تتوهج في قلبها وتسيل على شفتيها كما الألحان من جراح القصب.
                                      إن فيروز بأغنيتها تأخذنا وتسافر بنا إلى دنيا الله . تدخل بنا البيت ، البيت المقدس ، "الناطر التلّة ". تمضي بنا إلى القدس مدينة الصلاة، "أورشليم"، مدينة السلام ، ترجع بنا إلى ليلة الميلاد. لا بل تعيدنا إلى عهد صاحب المزامير الذي رّتل كثيراً من مزاميره على الآلات .

                                      متى تصلّي فيروز :
                                      فيروز تفضل الليل للصلاة ، حيث الهدوء والخلوة ... فالليل يغمرنا بالهدوء والسكينة ... غير أنه يحمل في طيات ظلماته رهبة ، وبالرغم من أفضلية الليل للصلاة ، فإن الصباح يحتفظ بقسم من خصائص الليل : الهدوء والسكينة . لذا تحلو فيه الصلاة والأذان قبل أن يستيقظ البشر ويرحل الهدوء

                                      لمن تصلّي فيروز:
                                      إنها تصلي وتبكي مع :

                                      " الطفل في المغارة وأمه مريم....
                                      لأجل من تشردوا، لأجل أطفال بلا منازل
                                      لأجل من دافع واستشهد في المداخل "
                                      (زهرة المدائن)
                                      إنها تصلي لأجل القدس، مدينة الصلاة، بهية المساكن، وزهرة المدائن :

                                      " لأجلك يا مدينة الصلاة أصلّي
                                      لأجلك يا بهية المساكن، يا زهرة المدائن،
                                      يا قدس، يا مدينة الصلاة، أصلّي "
                                      (زهرة المدائن)
                                      تصلّي لأجل السلام:
                                      " طير الحمام ع طراف الإيام
                                      وقدرنا ننام ع إيدين السلام "
                                      (يا ساكن العالي)
                                      تصلّي لأجل الأم ، لأجل كل الأمهات على هذه الأرض :

                                      " ربي سألتك باسمهن أن تفرش الدنيا لهن
                                      بالورد إن سمحت يداك وبالبنفسج بعدهنَ...
                                      فامسح بأنملك الجراح ورد أطراف الأسنة
                                      لتطلّ شمسك في الصباح وكل أم مطمئنة "
                                      (ربي سألتك)

                                      تصلّي لأجل أخيها الصغير لكي يكبر، ولكي يحفظه الله :
                                      " تصلّي يا ربي صيرو خيي كبير "
                                      (يارا)

                                      إنها تؤمن أن السماء لا ترد صلوات الأطفال " لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله" :
                                      " صلي فأنت صغيرة وإن الصغار صلاتهم لا تُرد "
                                      (أقول لطفلتي)

                                      لذلك نسمعها تطلب لابنتها الصغيرة أن تحب الصلاة والصوم :
                                      " يللا تحب الصلا يللا تحب الصوم "
                                      (يللا تنام ريما)

                                      إنها تصلّي ليعود إخوتنا وأهالينا إلى بيوتهم سالمين :
                                      " عينك علينا على أراضينا
                                      رجع إخوتنا وأهالينا "
                                      (يا ساكن العالي)

                                      تصلّي فيروز لأجل جميع البشر على السواء. لا يهمها العِرق ولا اللون. فتقول :

                                      " وأعز ربي الناس كلهم بيضاً فلا فرقت أو سودا "
                                      (غنيت مكّة)
                                      " عالناس، كل الناس، وين ما كان تشرق سعادة وشمس وضوية "
                                      (أيام العيد)

                                      Comment


                                      • #20
                                        رد: ياسمين الشام فيروز

                                        العبادة:

                                        في الأغاني الفيروزية نجد معطيات من الديانات التوحيدية، مثل الحج والقربان والتطهير والغفران.
                                        فكرة الحج تظهر عند فيروز جلية ، خاصة في "زهرة المدائن "، حيث عين فيروز ونظرها يتّجهان نحو القدس ، مدينة الصلاة ...
                                        وملتقى ثلاث ديانات سماوية. وفي القدس، عيونها:
                                        "تدور في أروقة المعابد تعانق الكنائس القديمة"

                                        ولا تنسى المساجد والأماكن المقدسة الإسلامية، فتزورها أيضاً :

                                        " عيوننا إليك ترحل كل يوم تدور في أروقة المعابد
                                        تعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد "
                                        (زهرة المدائن)

                                        وللقربان أيضاً مكانته في الأغنية الفيروزية، فهو الخبز المقدس الذي يقرب على مائدة الرب المقدسة:
                                        " المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثلج أنقياء
                                        ثم تعدكم لنارها المقدسة
                                        لكي تصيروا خبزاً مقدساً
                                        يقَرب على مائدة الرب المقدسة "
                                        (المحبة)
                                        التطهير يظهر في أغنية "زهرة المدائن" :
                                        " وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية "
                                        وفي أغنية "جسر العودة" :
                                        " وبصمت وصفاء ينطلق الأردن
                                        يزرع في الأوداء موسمه القدسي "
                                        حيث مياه الأردن القدسية ترمز إلى المعمودية التي لها فعالية نحو الخطايا والتطهير الكامل.

                                        Comment

                                        Working...
                                        X