الفصل الثانى :
تعريف ومفهوم معمودية الروح القدس.

على كل شخص مسيحى نال أختبار الولادة الجديدة ( المعمودية بالماء و مفهومها الموت و الدفن مع المسيح ليموت الانسان القديم ويحيا مرة أخرى فى المسيح وقبول خلاص المسيح له و أعترافه بموت الرب و قيامته من الأموات و لمغفرة الخطايا بدم الرب يسوع الغالى)
يجب أن يطلب بمنتهى الجدية ولايفشل مهما طال الوقت ان يعتمد معمودية الروح القدس و علامتها المادية الصلاة بألسنة أخرى تبقى مع كل مؤمن لبناءه الشخصى.
ويتم ذلك بوضع يد المؤمنين الممتلئين بالروح أو بمجرد الصلاة بلجاجة و طلب معمودية الروح القدس و النطق بألسنة أخرى. حسب وعد الرب " فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه " لو 11 : 13
_______________________________
ولان معمودية الروح القدس مرتبطة ارتباط شديد بصلاة الألسنة, سأخصص فصل تام لصلاة الألسنة ولكن سأشير لها بشكل سريع.

تعريف صلاة الألسنة ومفهومها:
هى صلاة الروح القدس على لسان المؤمن الممتلىء بالروح القدس موجهة الى الله الآب على هيئة أنات أو تثقلات روحية تخرج على اللسان و الشفاه على هيئة لغة بشرية(حية أو منقرضة) او لغة ملائكية(ذبذبات و اهتزازات و تهتهات) و هى صلاة روحية لا ذهنية لايفهمها من ينطقها و لا يفهمها فى أغلب الاحوال من يسمعها.

و يكون هدفها الاساسى بناء المؤمن روحيا فى مخدعه ينكسر فيها كبرياء العقل الذى لا يفهم هذه الاسرار ويفتح فيها العقل بوابة الروح على مصرعيها امام صلاة و شفاعة الروح القدس و يتشفع فيها الروح القدس على لسان الانسان بصلاة طاهرة نقية كاملة متوافقة مئة بالمئة مع الله الآب فيسبٌح الروح القدس ويرنم و يرتل و يشكر الله حسنا و يشفع فى المؤمن و كل المؤمنين لشعب المسيح العظيم.

وتسمى صلاة الروح القدس و هى من أسرع الطرق للأمتلاء بالروح القدس الذى يحدث عدة مرات.
وهى تعادل فى قوتها آلاف المرات من الصلاة الذهنية بسبب شدتها و نقاء مصدرها لاننا لانعرف ما ينبغى ان نصلى لأجله اما الروح يعرف فيصلى بدلا عنا بصلاة كاملة.

وهى صلاة شفاه و لسان أى انها ليست فكر و اللسان و الفم متوقف لأنها صلاة جنود السماء التى هى هتاف وصراخ وصويت.
وهى صلاة لكل المؤمنين لكل من أمتلأ من الروح القدس و لايستثنا منها أحد و هى مختلفة عن بقية مواهب الروح جميعا التى تبنى الكنيسة و هى ليست لكل المؤمنين حتى تشغيل موهبة الالسنة و ترجمتها التى هى بمثابة النبوة(الالسنة فى وجود الترجمة=النبوة) تكون لبعض المؤمنين فقط وتكون الالسنة فى هذه الحالة لبناء الكنيسة و ليس الفرد فقط و تكون رسالة الروح القدس موجهة الى شعب الكنيسة.

لا تنسى عزيزى القارىء:
ان كل مواهب الروح القدس هى معجزات حتى الالسنة الأخرى ,أى ان الالسنة هى صوت أعجازى على لسان المؤمنين لا يمكن تقليده.
حتى لو كانت لغة حية أو منقرضة لايمكن ان ينطقها أحد بهذه السرعة واللكنة.
وطبعا لايمكن أحدا ان يقلد اللسان الملائكى بذبذباته العجيبة.
وسأحاول فى فصل لاحق اشرحها أكثر تفصيلا وعن أهميتها الجبارة و تميزها عن كل مواهب الروح فى الكنيسة بما فيها موهبة التكلم بألسنة داخل الكنيسة مع تشغيل موهبة الترجمة.

أهمية معمودية الروح القدس و علامتها المادية الصلاة بألسنة أخرى:
معمودية(انغماس كامل من الكلمة اليونانية baptisma baptisma) الروح القدس تعنى انغماس المؤمن بالكامل فى الروح القدس وبعدها يسكن الروح القدس فى المؤمن ويعلن عن وجوده بالصلاة بالسنة أخرى (ولذلك أشجع المؤمنين ان يصلوا صلاة قصيرة مثل هللويا هللويا حتى يتغير اللسان فجأة وينطق هذا التغير مهما كان غير مفهوما وتخرج لغة السماء الاعجازية ويسكن الروح سكونا دائما لايخرج من المؤمن حتى لو أنكر الايمان. يمكن ان ينطفىء او يحزن ولكن لايمكن خروجه مرة أخرى).

ويتم هذا بوضع اليد لمؤمن ممتلىء بالروح القدس ويصلى لأجل حلول الروح القدس لشخص تائب مولود الولادة الثانية(المعمودية بالماء). وفى حالات عديدة نال هذا الاختبار مؤمنين بمجرد الصلاة و اللجاجة أو عند سماع كلمة الايمان و الفرح و الاشتياق. حتى قبل المعمودية بالماء.

ورغم وضوح ذلك فى سفر اعمال الرسل وهو السفر الوحيد للكنيسة الأولى و عمل الروح و ثماره و مواهبه التى ظهرت بوضوح فى 1 كرونثوس 14.
الا ان مواهب الروح هو أول من تم محاربته فى العصور الاولى للمسيحية. اما الكنيسة الأولى و أجتمعاتها الروحية العميقة التى ذكرت بمنتهى الدقة فى الانجيل.
التى ظهرت بنودها كالأتى
• فقرة الترانيم.
• فقرة الاعلانات و الشهادات.
• فقرة التعليم من كلمة الله الحية.
• فقرة تشغيل مواهب الروح الصوتية وهى (موهبة الالسنة و ترجمتها) و موهبة النبوة
• فقرة تشغيل مواهب شفاء المرضى وعمل قوات وتسديد الاحتياج.
• فقرة سر الشركة يتناول فيها المؤمنين سويا من جسد الرب و دمه للثبات فى الرب وتذكرهم لموت الرب و قيامته

وكان عمل راعى الكنيسة هو تنظيم فقرات الاجتماع مع امتحان الارواح هو وأخرين من لهم موهبة تمييز الارواح .
ويحذر المؤمنين من اى صوت غريب أو رسالة لاتتوافق مع صوت الرب فى الكتاب أو أى رسالة لايكون هدفها تشجيع أو بناء المؤمنين فى الكنيسة.

ورغم ان مواهب الروح القدس هو الاسلوب الوحيد لأجتماعات الكنيسة الأولى فى الانجيل لنمو و تسديد أحتياج المؤمنين.
والتى كان يطلبها المؤمنين بدموع حتى ينالوا المواهب الروحية أو جزءا منها حسب قول الرسول بولس " اتبعوا المحبة ولكن جدوا للمواهب الروحية وبالأولى ان تتنبأوا "1 كورونثوس 14 : 1 و" هكذا انتم ايضا اذ انكم غيورون للمواهب الروحية اطلبوا لاجل بنيان الكنيسة ان تزدادوا " 1 كورونثوس 14 : 12

وللأسف معظم كنائس العالم التقليدية و الطوائف رفضت أجتماعات الكنيسة الاولى بفقراتها الروحية الجبارة.
فمنهم من ركز على الشركة و منهم من ركز على التعليم من كلمة الرب و الاخر ركز على المواهب فقط ولم يبقى الا القليل الذى تمسك بكل هذه البنود فصارت خدمتهم مشتعلة بالروح والتهمت نيران الروح كل الاراضى المسجونة بقوة الشر فى نهضات تبشيرية مذهلة.

ولكن مفتاح كل مواهب الروح ( التى هى ليست لكل المؤمنين التى يمارسونها فى الكنيسة لبناء الكنيسة) و مفتاح كل ثمار الروح (وهى لكل المؤمنين) هو معمودية الروح القدس وصلاة الالسنة لكل المؤمنين لبناء الفرد. و الامتلاء بالروح الذى يتم مرات عديدة عن طريق وسائط النعمة و أقواها صلاة الالسنة " واما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلّين في الروح القدس" يهوذا 1 : 20

وللأسف الشديد أختفى مع كل مواهب الروح القدس أختبار معمودية الروح القدس نفسه اللازم لسكون الروح فى المؤمنين, الذى لم يلاحظه احد الا القليل, بعد ان أقنعت معظم الكنائس فى العلم كله المؤمنين ان الروح يسكن لمجرد الاقتناع انه سكن او مع أول طلبة لانسكاب الروح أو اى وسيلة أخرى خارج الانجيل.

وأقتناع المؤمنين ان الله هو المسئول عن اخفاء مواهب الروح القدس ,عن قصد و عن طريق تشويه كل المواهب و خاصة الالسنة (عن قصد أو عدم قصد).
لم يتجرأ مؤمن ان يعلن انه لم ينل الروح بعد.
و رغم سكون الارواح الشريرة و امتلاكها العديد من المؤمنين و رغم التقدم للشركة و حضور الاجتماعات الروحية من تملك عيهم الارواح الشريرة ولم يخرجوا أو يحترقوا كما توقع العديد.

الا انه لم يتجرأ مؤمنا ليعلن انه لم يقبل الروح القدس حتى من خرج منهم الشياطين بالجهد.

وللأسف صار المسيح مصلوبا مرة أخرى عندما انغمس معظم مسيحى العالم فى الفتور الروحى و الخطية و الحياة المذدوجة والخوف من سماع صوت الرب المباشر و الغير المباشر.

ولم يجنى من كل هذا الا المؤمنين الذين هلكوا باحزانهم و أكتئابهم و الفتور الروحى وعدم وجود قوة روحية لمحاربة الخطية او الصمود ضد روح العالم و الالحاد و الديانات الأخرى . هرب من المسيحية المتدينين وعائلاتهم قبل البعيدين عن الكنيسة , اما من استمروا فى المسيحية باتوا متشككين فى انجيلهم وفى مسيحهم وفى الضغط الرهيب من الافكار الاخرى.

والخدام يتعبون جدا ولا ثمار الا القليل جدا.

اما فى حالة الشهادة للمسيح امام الغير مسيحيين لا يعرف خدام الرب ما هى رسالة المسيحية الحقيقية فأى شخص غير مسيحى يحتاج سنوات ليستوعب مئات العقائد و آلاف الطقوس .
ونسى معظم المسيحيين ان رسالة المسيحية هى ثلاث كلمات فقط (تب – اعتمد على اسم يسوع المسيح – ستنال موعد الروح القدس) وهذا ما ربح به بطرس (" العامى عديم العلم"اع 4 : 13 ) آلاف المؤمنين فى آيام بقوة الروح القدس.
وبعد ذلك الروح سيرشد ويعلم ويقود.
فالمسيحية هى ديانة أبسط من كل الديانات و أقوى من كل الديانات و فى النهاية يحصل المؤمن على أبديته.

ومع ذلك الرب هو الرب ولم يتغير والوعد هو الوعد (موعد الآب) لكل المؤمنين المشتاقين .
والعجيب ان العديد من المؤمنين فى الكنائس التقليدية نالو موعد الروح ومعموديته و صلاة الالسنة بالصدفة عندما اقتربوا الى الله وسبحوه بصوت عالى مسموع بفرح غامر وفجأة تغير لسانهم وصلوا بلسان لم يسمعوه من قبل ولكن للأسف لم يرشدهم أحد.

وتمسكوا جدا بتعاليم كنيستهم فلم يصلوا بلسان رغم انهم نالوا هذه العطية لكنهم اقتنعوا ان مواهب الروح اختفت فعلا.
ولم تكتشف تلك الحقيقة الا فى النهضات التبشيرية التى اندهش فيها المؤمنين ان العديد من مؤمنى الكنائس التقليدية نالوا موعد الروح و يتكلموا بألسنة أخرى ولا يعلمون.

اما عن الكنائس المتحررة التى طلبت مواهب الروح و بلجاجة و بأصرار.

فوجئوا ان معظم من نالوا مواهب الروح نالوا أولا موهبة الالسنة و لم يفهموا انهم نالوا الروح القدس نفسه.
وتعجب المؤمنين لماذا كل من طلب موهبة الالسنة تغيرت حياته تغيير عجيب و تحرروا من قيود رهيبة و نالوا الشفاء و الفرح و السلام و الحرية و الايمان. لدرجة ان الانترنت امتلأ بالشهادات الحية لموهبة الالسنة التى نالها العديد من المؤمنين فى العصر الحديث.

و العديد اعتبروا ان موهبة الالسنة رغم ان لها النصيب الاصغر فى 1 كور 14 الا انها بوابة مواهب الروح القدس.
اما الحقيقة الواضحة فى الكتاب المقدس هى ان كل من حاول الاقتراب الى الله بصورة قوية أو طلب موهبة روحية, يعمده الله بالروح القدس أولا و علامته المادية الالسنة . وبعد ذلك يعطيه الرب المواهب حسب احتياج الكنيسة و حسب توزيع الرب المواهب على الكنيسة.

اما الشفاء و الفرح و النعم وسماع صوت الرب و المعجزات المذهلة هى نتيجة مباشرة لمعمودية الروح القدس و علامتها صلاة الالسنة التى يصلى بها الروح ليعلن عن انسكابه.

عزيزى القارىء لم يتغير شىء منذ يوم الخمسين العظيم الى الان لا تدع أحد يسرق هذا الاحتياج منك صدقنى هو احتياجك الاساسى ولا يوجد فى حياتك اهم منه فاهتم به و أطلبه و توقعه فسينسكب عليك و بغزاره و ستشارك السمائيين أفراحهم و هتافهم.

عزيزى القارىء :

فرصتك ان تنال موعد الروح و تشرب و ترتوى من انهارالمياه الحية فهو المعزي و يعطى قوة فوق الطبيعة ويقدس و يطهر و يرشد وينير الفكر فهو كنز لا ينتهى و يعطى سلام وأمان ويصلى ويشفع لأجلك ويصلى على لسانك صلاة السمائيين.

تحميل كتاب رسالة فرح
كاملا
http://sites.google.com/site/befille...attredirects=0