عانقت ايقونة مريم العذراء
وكما أعتدت في الآونة الأخيرة في صلاتي
وجدتها أمامي سيدتي مريم
بيديها بجسدها بكل شيء يتخيله عقلك

غبت عن الأرض بإرادتي وليس بدونها
كنت مستعدة أن أتكلم معهم أمام ألاف الأشخاص
فيتكلمون عبري معهم ..ويرونهم بعيوني
وكما أراهم أنا بإحساسي
حتى طفلها لامست أقدامه الصغيرة
وما بين ثناءات ردائها وبين اصابعها
أدخلت مشاعري
لامست خدها ..وعانقتها

دموعي ليست إشارة على حزني
بقدر ما هي إشارة على وجود يسوع معي
وامي العذراء
كلمتهم كما أكلمك الآن ..
وخاطبتهم بشغفي الحزين
ليس لأنني حزينة من أحزان الحياة
ولكن من الأيام التي لطالما افتقدتها وأنا بعيدة عنكم
قلت لهم كم أحب أن يُشفى المرضى
سامحوني على طلبي وجرأتي
ولكن لينم كل موجوع بهدوء وسلام
أصواتهم تضنيني

اشرت لسيدي يسوع بالاقتراب مني
هززت له بيدي كطفلة ولساعات
قلت له تعال تعال يا أبي وأمي وأهلي
تعال أنا أريد أن أصعد لعندك يا يسوع
يا أمي ...أرجوكي قولي له كم أحتاجكم
يا أمي...أريد على الأقل أن تكوني معي عند نومي
لازميني
وحني علي برحمتك
يا أمي أرحمينا جميعاً
هززت لأمي بيدي تعالي ماما ..
لا تتركيني أنا أحبك
لا أريد بخوراً ولا زيتاً ولانعمةً منك
أريد أن تأخذيني معك
لا أريد هذه الحياة
على هذه الأرض

حينما أذهب إلى فراشي أعود إلى طفولتي
وأصير كطفلة احلم أن أعود لها بجسدي
لأنني من الداخل لا أزال تلك الطفلة ولن أتغير
بكيت لساعات طويلة لا أذكر كم مرّ علي في فراشي
ابله بالدموع بصمت ..كي لا يسمعني أحد
أكاد أختنق .. فأصمت ..ثم أرتاح ..
ثم أتذكر مجدك في السماء ..فأبكي
دموعي زاد ثقلها على وجهي وأصبحت أكثر كثافة
أعلم أنها نعمتي
وعيناي تعبتين ولم تعودا كما كانت ..
ولكن هل لك يا سيدي أن لا تتركني هنا؟

آخر شيئاً أذكره دفئ الأيقونة الخشبية تحت خدي
ودموعي التي هطلت على الأيقونة لأول مرة وليس على الأرض
حتى شربتها كلها
والشمعة المضاءة على المنضدة في الغرفة الأخرى
وأمنياتي التي لم تولد على شفتيّ بعد
بل ولدت في السماء