2011-07-01 بقلم: وفاء موسى
جميعنا نحن السوريون انتظر إطلالة إخواننا في المعارضة، وكانت فرحتنا بهم لا
توصف، بإعتبار هذه المعارضة إنطلقت من وسط دمشق، وهو أمر لم نكن نحلم به يوماً. قبلبداية اللقاء تفاجأنا بطريقة تعاملهم مع الإعلام، فقد كنا نتوقع أن تكون جلسةالتشاور على الهواء مباشرة، كخطوة أولى في خطوات الشفافية المحرومين منها، وإذا بهميمنعون المصورين من التصوير، ويرفضون الإدلاء بتصريحاتهم للإعلام المتواجد للتغطيةسواءً كان عربياً أو محلياً، والأنكى من ذلك الطريقة الخشبية والفوقية التي تعاملوابها مع الإعلام المتواجد! الغريب في الأمر أنهم وبعد إنتهاء المؤتمر تهافتوا علىقنوات الجزيرة وأخواتها ليدلوا بدلوهم ويستيفضيون ويؤكدون مساعيهم الجادة لعدمتمكين الإعلام السوري من إستخدام المؤتمر لغايات تصب في مصلحته. وهنا لابد لنا منسؤال: ماهو الضرر الذي سيلحق بكم إذا كان المؤتمر يصب في مصلحة الإعلام السوري؟!لقد بثت الإخبارية السورية لقاءات من تكرم عليها بكلمة أو بهمسة كاملة حتى بدونمونتاج!!
ألستم أنتم أنفسكم، ونحن نؤيدكم، من اشتكى من اللغة الخشبية ومن لغةإقصاء الآخر التي تعامل بها الإعلام السوري على مدى قرون؟! ولكن هل كانت لغتكمعندما واجهتم الإعلام تختلف عن تلك الطريقة؟! و هل كنتم تتمتعون بروح الديمقراطيةالتي تنادون بها ليل نهار؟! وهل إختلفت لهجتكم ولغتكم عن لغة إخوانكم البعثيين،التي تدعون مقتكم لها في كل شاردة وواردة؟!
أما بالنسبة لبنود اللقاء، الذي تهيألنا أنه تم الإعداد لها قبل بداية الأزمة في سوريا وليس في الوقت الراهن، ففي هذهالحالة فقط نستطيع أن نفهم ما جاء في بيانكم.
عند ذكر الأخوة المشاركون فياللقاء أن الحل الامني يجب أن يتوقف ويتم سحب الجيش من المدن التي دخلها، و أنالإنتفاضة (كما أسموها) يجب أن تستمر، مع إصرار أغلبية المعارضين على عدم الإعترافبوجود عصابات مسلحة، لا بل تطرق بعضهم للقول أنه ربما تكون دبابة إسرائيلية هي مندخلت وقتلت عناصر الأمن في جسر الشغور.
ليعذرني الأخوة المعارضون على سذاجتي،فلقد كانت جسر الشغور خير مثال على عدم إستعمال الحل الأمني، وعدم تواجد الجيش.ولكن على ذمة أهالي شهداء المفرزة الأمنية، وحسب روايات أبنائهم لهم قبل إستشهادهمأن مئات المتظاهرين الذين تدعون سلميتهم لم يهاجموهم بالورود وأغصان الزيتون. ويمكنللإخوة المعارضين التأكد من ذلك بزيارة قرية بجانب مصياف تدعى بعرين، وسؤال أهاليالشهداء الذين بلغ عددهم 16 شهيد من هذه القرية، الذين كانوا يتواصلون مع أولادهمحتى اللحظات الأخيرة قبل إستشهادهم، وتأكيدهم أن العصابات المسلحة هي من هاجمتهموقتلتهم، وليست الدبابات الإسرائيلية أو أغصان الزيتون التي كان يحملها السلميون أوالشبيحة أو أفراد الجيش أو... أما بالنسبة لمطالبة إخواننا بالتظاهر بدون إذنمسبق، لايمكننا إلا أن نقول هل المطلوب هو تقدم سوريا على جميع دول العالم المتحضرةالتي تتبع هذا القانون؟ ألا يبدو لكم أنه من الشروط التعجيزية التي لا تمت لأرض الواقع بأية صلة؟ وبالعودة إلى كلمة بعض المشاركين الذين نكنُ لهم كل إحترام، لابد لنا من المرور على مقولة الاستاذ ميشيل كيلو لكارل ماركس "النظام الذي لا يفهمالواقع، يتجه نحو السقوط". ونحن نوافق الأستاذ كيلو على مقولته، ولكن ألم يعكس خطابالسيد الرئيس بشار الأسد في جامعة دمشق تفهمه لهذا الواقع، من خلال الإصلاحات التيبُدء ببعضها ووضع جدول زمني لغيرها.
وماذا عن كلمة المعارض منذر خدام "بأن هناكطريقان يرتسمان: "مسار واضح غير قابل للتفاوض نحو تحول سلمي آمن لنظامنا السياسي،نحو نظام ديمقراطي وفي ذلك إنقاذ لشعبنا ولبلدنا أو مسار نحو المجهول وفيه خرابودمار للجميع".
وهنا نقول أليس من حقنا كسوريين أن نختار المسار الأول الواضحللإنتقال إلى نظام ديمقراطي؟ ولكن هل بالضرورة كما تفضلتم أن يكون عبر التظاهر؟ إذاكان سيادة الرئيس أكد في خطابه الأخير، أن طلبات الجماهير هي مُحقة وأنه بنهاية هذاالعام سيكون قد تم إنجازها. ألا يستطيع من انتظر كل هذه السنوات، أن ينتظر أشهرفقط؟! نحن ندرك أن المشكلة هي أزمة ثقة مع الحكومة، ولكن كلنا ثقة أن هذه المرة، هيجادة في كل كلمة قالتها، وإذا لم تكن جادة ولم تٌحقق ما وعدت به، فها هي الساحاتمازالت أمامكم و الفضائيات العربية بإنتظاركم، وعندها ستجدون الكثير من الشبابالسوري يساندكم.
لذلك نرجو منكم الإستماع إلى صوتنا و ندعوكم للتفكير ملياً بهذهالمسألة، فنحن لا نريد أن ننتقل من سوريا الإخوان المسلمون والإخوان البعثيون إلىسوريا الأخوان المعارضون.
موقع سوريا الان