أكبر دولة عربية، أو تحول ليبيا متعددة الأعراق إلى عراق أو أفغانستان أخرى مع انبثاث متتابع في منطقة البحر الأبيض المتوسط. يبدو أنه في هذه الحالة سوف يدور الحديث عن تغيير جذري في التكوين الجغرافي السياسي ليس فقط في "العالم العربي". لا سيما أنه تبعا لذلك لو أصبح عالم شمال القوقاز الإسلامي وحتى لو كان التحرر السياسي له ناقص وجزئي أقرب إلى العالم الإسلامي (بمعناه الواسع). فنتيجة لذلك، والاهتمام هنا له ما يبرره،سنرى كيفي تتعالى الكلمة العربية في جمهوريات شمال القوقاز.
ومن هنا تأتي الأطروحة الرابعة.
وهي تفضي إلى أنه وبطبيعة الحال يجب الاستعداد مسبقا "لتسونامي" سياسي ممكن أن يأتي من شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ولكن لا ينبغي تخويف مواطنينا بشدة "بالسيناريو العربي" لآن سيناريو شمال القوقاز الذي بين أيدينا اليوم أفضل قليلاً، هذا إن كان مصطلحا أفضل وأسوأ مناسبين للاستخدام في هذا السياق.
فنحن نرى هنا ذات تركز وشخصنة السلطة غير المعقول ومؤسسات الإدارة غير الفعالة والعاملة (الشيشان كمثال) وبيروقراطية عشائرية ذات استجابة واتصالات عكسية ضيقة وضعيفة للغاية وسيادة اتفاقات غير رسمية (داغستان وكاباردينو- بالكاريا) أضف إلى ذلك اندماج سياسي قانوني ضعيف لجمهوريات شمال القوقاز وغياب الحوار مع الإسلام المعتدل (وهو ما يصب في مصلحة المتطرفين ويدفعهم) وكذلك المجتمع المدني الذي قلما يلعب دوراً إيجابياً، فهلا تظهر هذه الجماعات المتطرفة ذاتها بتعليمات من "روسيا الموحدة"، أما ما يخص العمليات العسكرية والقهر السياسي فهو فائض عن الحد اليوم في شمال القوقاز. وبهذا الشكل وبفضل النظام الإداري القائم اليوم في روسيا الاتحادية تزخر جمهوريات أكثر الأقاليم الروسية اضطربا اليوم بكل العوامل التي يمكن أن تصبح سبباً "لقدوم الربيع العربي الحالي" ، لذلك قد يؤدي التأثير الخارجي القادم من منطقة الشرق الأوسط فقط إلى ازدياد الوضع سوأً، إلا أن جذور المشاكل الحالية للإقليم ليست في الدسائس الأجنبية.
ولذلك فإن المشكلة ليست في عدد العرب الموجودين داخل البلاد أو في ألأطرف القريبة والمتاخمة. يجب البحث عن مصادر الأمراض الحالية في عدم فاعلية نموذج السلطة القائم وسياسة الدولة التي لدينا اليوم في الشيشان وداغستان وإنجوشيا وكاباردينو – بالكاريا وفي روسيا بوجه عام ، لآن أزمة القوقاز ما هي إلا انعكاس خاص لنظام إداري روسي غير فعال.
وفي ذات السياق وبالمناسبة لم يكن ينبغي على رئيس الدولة أن يتلاعب بالألغاز متحدثا عن هؤلاء الذين أعدوا لنا سيناريوهات ما سرية وخطيرة. فلو كانت هناك أسماء محددة لكان من الأفضل والأنجع الكشف عنها أمام الشعب. وإلا في المرة القادمة ستتحول صياغة أي مهمة سياسية صعبة إلى عرض لمؤامرة ومعاقبة كبش فداء عليها ومحاكاة لحل المشكلة.