وفي السنوات السابقة تحولت العلوم السياسية إلى دراسات الأوكرانية"وعلوم القوقاز"وهاهي اليوم، كمافي السابقتظل واحدا من محاور الاهتمام.
وعلى الرغم من الاختلاف الظاهري بين كل النتائج التي توصل إليها "علماء المصريات" ذوي الأمزجة المعارضة، فإنه لايمكن وصف نهجهم بأنه خالي من تخيلات وآراء لحظية للوضع والحالة الجارية. وتماما كما هيالحالة مع خصومهم، لم يكن يهمهم جدا الوضع الحقيقي في مصر وليبيا وتونس. إلا أنهم وبسعادة مكشوفة يتحدثون عن " حلولالساعة الآخيرة "للحكام المستبدين. وفي ذات الوقت لا يتم الحكم على ساسة الشرق الأوسط بذوات أنفسهم. لكنهم يلبسون سمات شخصيات الفضاء والامتداد السوفيتي السابق المعروفين لنا جيداً. ونتيجة لذلك، يتم احتواء المناقشة فعليافي مشكلة "التكرار" ومع مثل هذا النهج، يذهب بعيدا عن الأنظار عدد من الموضوعات الأساسية. لكن دعونا نحاول أن نتوقف عندها ولنحدد لهذا بعض الخلاصات الهامة.
أولا،الثورة ليست فيروس. ولذلك هي لا تنتقل من خلال العطس أو المصافحة. وإذا كانتالإطاحة بحسني مبارك الذي حكم مصر لمدى طويل تطلبت نضج الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية لذلك، فإن هذا لا يعني أن هذه الظروف يمكن جلبها تلقائيا إلى شمال أفريقيا " بواسطة لجنة واشنطن الإقليمية "، ومن ثم يمكن نقلها من هناك الى جبال داغستان والشيشان.
لكي تهب الرياح الثورية في المنطقة الأكثر اضطرابا في روسيا ، يجب جمعالعديد من العوامل المحددة الخاصةجنباً إلى جانبفي وحدة واحدة. وهنا يبدو من الواضح جداً أن رغبتنا وحدها (أو الرغبة الأمريكية) غير كافية بالمرة لحدوث ذلك. ثانيا، عند الحديث عن الاضطرابات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، وكذلك عن تأثيرها الفعلي على روسيا ككل، وشمال القوقاز على وجه الخصوص، يجب علينا أن نعي وندرك أن مفهوم "العالم العربي" هو بناء مصطنع إلى حد كبير. فمصر وليبيا والبحرين وتونس هذه دول تختلف وتتباين جدا فيما بينها (من حيث العرقية والطائفية وتوجهات السياسة الخارجية).ولنأخذ مثلاً على الأقل عملية فجر الأوديسة التي بدأت لتوها حيث توحدت ضد نظام العقيد معمر القذافي دول الغرب ودولة كقطر ممثلاً عن "العالم العربي". وكما نرى، في حالة ليبيا-2011م، كما في حالة العراق- 1991م أو العراق -2003م.