بالنسبة لدوائر الخبراء والمعلقين والناشرينالمقربين من السلطة إصبع أو علامة الإشارة في الأمور هو تقييم الثنائي الحاكم للأوضاع، فحتى الآن، "الرؤية" الأكثر شمولا لأحداث الشرق الأوسط جاءت من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة الارهاب الذي عقد 22 فبراير 2011م. فمن ناحية، شجع الرئيس مواطنيه، مصرحاً بأن السيناريو العربي " لن يتم تمريرهفي أي حال ". ومن ناحية أخرى حذر ودعا إلى توخي الحذر قائلاً : " يجب أن نواجه الحقيقة. فقد أعدوا لنا مثل هذا السيناريو من قبل، والآن بصفة خاصة سيحاولونإنجازه وتنفيذه... وكل ما يحدث هناك سيكون له تأثير مباشر على أوضاعنا، والحديث هنا عن مدى طويل بشكل كاف، فنحن نتحدث عن آفاق عقود. "
وبهذه الألوان والظلال أو تلك (ولكن ضمن إطار سعة التقديرات الرئاسية) تكررت إهانات الرئيس هذه على ألسنة وأقلام "العقول المبدعة" المقربة من السلطة من مختلف المستويات والرتب. في هذه الإطار، قد تجدر الإشارة إلى التفاؤل المعتدل لرئيس المجلس العمومي في هيئة رئاسة المجلس العام لحزب روسيا الموحدة "اليكسي تشيسنوكوف" حول قوله أن عدد العرب في روسيا صغير لتفجير إرهاصات العمل الثوري داخل روسيا، وإلى الإنذار الوقائي للطليعي" كومسومول "الرئيسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فاسيلي ياكومينكو، الذي قال ان هناك حاجة الى" مبادرات جديدة " لكي لا نحصل على "السيناريو العربي في القوقاز". ولا يملك المرء معتصريحات من هذا النوع سوى التكرار مبتذلاً : "لا جديد تحت الشمس".فقد تبدو هذه الأدوات مماثلة تقريبا لتلك الأدوات التحليلية التنبؤية التي استخدمتها السلطة وأيدلوجياتها في عامي 2003-2005 بعد سلسلة "الثورات الملونة" في الدول المستقلة حديثا برابطة الدول المستقلة. تلك التلميحات إلى عالم "ما وراء الكواليس"، وبنفس الثقة بأن الغرض والهدف الحقيقي "لمنظمي التحولاتوالصدمات الكبرى" هو إصابة روسيا.