كلمة إلى من يشوهون الحب !!!


بقلم : ميشيل منصور

بمناسبة عيد الحب الموافق في 14 شباط من كل عام ، هذا العيد القادم من الغرب و الذي ظهر بعد 2000 عام بعد المسيح و يلاقي اهتماما متزايدا ً عام بعد عام من قبل الناس و خصوصا ً بين صفوف الشبيبة و المراهقين و يدخل بقوة في تقاليد مجتمعنا المشرقي ، لا ننكر قيمة الحب كأساس و نبع لكل القيم الأخلاقية الأخرى و معنى للحياة بأكملها ... و عقيدتنا المسيحية برأي الشخصي ليست بحاجة إلى يوم في السنة نتذكر بها الحب و أهميته لأن المسيحية هي ديانة الحب بل أكثر من ذلك الله بالمسيحية هو المحبة ... و لكن و يا للأسف ما يلفت نظرنا عبر متابعتنا الاجتماعية لشريحة واسعة من الشباب هو مقاربة الحب كقيمة أخلاقية و مناقبية كبرى بموضوع يتم حصر الحب فيه و هو الجنس !!!

الخطأ الفادح الذي يقع فيه أكثر شبابنا المعاصر هو تعريف الحب كمعنى و كمفهوم و كهبة من الإنسان إلى إنسان أو إلى الله أن يعرف الحب أو ينظر إليه بالعين أو بالرؤية الجنسية وحدها .

هنا تطرح أسئلة فلسفية و اجتماعية جذرية في هذا الموضوع و ما أكثرها و منها :

_ هل الحب هو الجنس ؟ .

_ هل الحب الذي نفهمه هو مختلف عن الحب السماوي الذي عرفناه بالإنجيل ؟ .

_ لماذا بعض الناس الذين لا ينظرون إلى الحب نظرة جنسية بحتة بمرحلة ما قبل الزواج يدركون فيما بعد أن حبهم ليس بحب و ما كانوا يسمونه حبا ً لم يكن حبا ً ؟ .

يرى بعضهم أن الحب هو الجنس و هذا مفهوم قائم عند الفرنسيين عندما يقولون : " faire l amour " و ترجمتها حرفيا ً نريد أن نمارس الحب و لكنهم يقصدون بها " نريد أن نمارس الجنس " .

بقراءتنا للإنجيل و التأمل بآياته نفهم الحب بمعناه الصحيح ، فلا يمكن ان نقول إننا نمارسه ، لأن الحب هبة من قلب الحياة ، من قلب الله ، و ليس هو ملك الإنسان .

ترد على خاطري مقولة لأحد المفكرين يقول فيها ( كيف نخجل من ذكر موضوع لم يخجل الله أن يخلقه فينا ) أرجو من يقرأ هذا المقال بألا يفهمني بأني أنكر الجنس و نحرمه فليس كل جنس رذيلة و خطيئة ما دام في ظل ناموس الله و الحفاظ على خطته في الحياة و لكننا نحاول هنا أن ننزه الحب و نكشف معناه الحقيقي دون تشويهه و تقزيمه بموضوع الجنس فقط .. الجنس غريزة طبيعية كغريزة الجوع و العطش و يمكن التحكم بها و إدارتها أما الحب فهو نعمة إلهية عظمى .. الجنس أمر نسبي أما الحب فهو مطلق .

فكفاكم تشويها ً للحب بمفاهيمكم الخاطئة يا من تشوهون الحب !! و اتركوا الحب بجمال براءته و صفائه فعيد الحب هو حب الإنسان لكل إنسان القريب و الغريب ، العدو و الصديق و بعد أن يحب الإنسان كل إنسان يستطيع أن يقول أنه يحب الله .