"" أستاذ لغة ، قال للتلميذ: قف يا ولدي وأعرب : عشق المغترب تراب الوطن

وقف الطالب وقال:

عشق : فعل صادق ، مبني على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية.

المغترب : فاعل ، عاجز عن أن يخطو أي خطوة في طريق تحقيق الأمل ، وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها.

تراب : مفعول به مغصوب ، وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا والقتلى.

الوطن : مضافة إلى تراب ، مجرورة بما ذكرت من إعراب تراب سابقا.

تفاجأ الطلاب ، وابتسم المعلم ، لادراكه ما يريد أن يوصله الطالب للتلاميذ ...
فأراد ان يسمع من الطالب الكثير ..
. فقال : يا ولدي ، مالك غيرت فنون النحو ، وقانون اللغة؟
إليك محاولة أخرى ...

أعرب : صحت الأمة من غفلتها

قال الطالب:

صحت : فعل ماضي ولىّ ، على أمل أن يعود.

والتاء : تاء التأنيث ، في أمة لا تكاد ترى فيها الرجال.

الأمة : فاعل ، هدَّه طول السبات ، حتى أن الناظر إليه ، يشك بأنه لا يزال على قيد الحياة.

من : حرف جر ، لغفلة حجبت سحبها شعاع الصحو.

غفلتها : اسم ، عجز حرف جر الأمة ، عن أن يجر غيره.

والهاء : ضمير ميت ، متصل بالأمة التي هانت عليها الغفلة ، مبني على المذلة التي ليس لها من دون الله كاشفة.

فدمعت عين المعلم وقال متأثرا : "ما لك يا ولدي نسيت اللغة وحرّفت معاني التبيان؟"

قال الطالب : "لا يا أستاذي ... لم أنس ،
لكنها أمتي ... نسيت عز الإيمان ،
وصمتت باسم السلام ، وعاهدت بالاستسلام ،
دفنت رأسها في قبر الغرب ..


عفواً أستاذي ، نطق فؤادي قبل لساني ..
امرأة في سوريا تُعذب !!
وأخرى في إرتيريا تُغتصب !!
وثالثة بـالصومال تئنّ جوعاً !!
ورابعة في سجون العراق تذلّ !!


معذرة أستاذي ،
فسؤالك حرّك أشجاني ،
ألهب منّي وجداني


معذرة أستاذي ،
فسؤالك نارٌ تبعث أحزاني ،
تهدّ كياني وتحطّم صمتي ،
مع رغبتي في حفظ لساني.


معذرة أستاذي